آل الصلح

آل الصلح من الأسر العريقة منذ مئات السنين، وقد توزعت بين شبه الجزيرة العربية والولايات العثمانية وصيدا وبيروت المحروسة. عهد منها في منتصف القرن التاسع عشر حسب وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت أحمد أفندي الصلح (أحمد باشا الصلح فيما بعد) (المتوفى عام 1893)، وكان ترجماناً لوالي صيدا محمد باشا، كما تولى منصب «ناظر أملاك بيروت» ثم أصبح متصرفاً في الدولة العثمانية، بينما أصبح نجله رضا بك الصلح نائباً في مجلس المبعوثان (مجلس النواب) العثماني عام 1909، كما أصبح وزيراً للداخلية في الحكومة الفيصلية عامي 1918-1920، كما أصبح نجله تام بك الصلح رئيس محكمة استئناف دمشق وشقيقهما الإصلاحي منح الصلح (المتوفى 1921)، ثم تولى حفيده رياض نجل رضا بك الصلح رئاسة الوزراء عدة مرات بين أعوام 1943–1951. وتكاد أسرة الصلح هي الأسرة السنية الوحيدة التي تولى أربعة منها رئاسة الوزراء وهم الرؤساء: سامي الصلح، رياض الصلح، تقي الدين الصلح، رشيد الصلح.

كما عهد من الأسرة الكثير من الشخصيات والقيادات والزعامات منها على سبيل المثال لا الحصر: عبد الرحيم أفندي الصلح مدير تلغراف بيروت عام 1287هـ - 1870م، والد الرئيس سامي بك الصلح ووالد مختار أفندي الصلح، كما برز محمد أفندي الصلح قاضي القضاة في صيدا في العهد العثماني، وعادل منح الصلح رئيس مجلس بلدية بيروت، وكاظم منح الصلح (1905–1976) مؤسس «حزب النداء القومي» وصحيفة «النداء» عام 1930، كما أصبح سفيراً ونائباً. كما برز أشقاءه تقي الدين، وعادل وعماد الصلح، وكاظم الصلح هوواضع الوثيقة التاريخية عام 1936 المعروفة باسم «مشكلة الاتصال والانفصال». كما برز أنجاله السادة: خلدون ورغيد وهنا ونوال.

وعهد من أسرة الصلح الشهيد وحيد بك الصلح، والذي اغتيل في 13 تشرين الأول 1958 رداً على سياسات سامي الصلح. كما برز المفكر منح الصلح الثاني حفيد منح الصلح الأول ونجل عادل الصلح، وعهد السفير عبد الرحمن نجل سامي الصلح، وولديه رياض وسامي.

وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر كريمات الرئيس الشهيد رياض الصلح السيدات: لمياء، علياء، بهيجة، منى، والوزيرة ليلى الصلح.

ومهما يكن من أمر، فإنه لا يمكن مطلقاً فصل تاريخ لبنان الحديث والمعاصر عن أسرة الصلح التي قامت بدور بارز في العهود العثمانية والفرنسية والاستقلالية.