الإسلام في السنغال

عودة للموسوعة

الإسلام في السنغال

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

     

مسجد في أندر، السنغال.

الإسلام هوالدين الرئيسي في السنغال. يقدر عدد المسلمين في السنغال بحوالي 94 من تعداد السكان في البلاد. معظم مسلمي السنغال من الصوفيين]. ولج الإسلام السنغال منذ أكثر من ألف عام. أول الجماعات العرقية التي دخلت الإسلام هي التوكولور، في القرن 11، وفي أوائل القرن 20 ولج معظم السنغاليين الإسلام عدا شعب السرر. حوالي 1% من مسلمي السنغال يتبعون الفكر الأحمدي الإصلاحي.

التاريخ

Mural in Dakar showing famous religious leaders of the past, including Amadou Bamba (in white), Ibra Fall (in blue), and Malick Sy (left).

السنغال قديم عهد بالإسلام منذ حتى انطلقت منه حركة المرابطين منذ أكثر من ألف سنة تقريباً. أسهم التحدي الثقافي والضربات الموجعة إلى حدّ بعيد بيقظة الأمة الإسلامية، وأعطت حركة المد الإسلامي زخمًا جديدًا بعد حتى استشعرت هذا التحدي، فقامت المدارس العربية الإسلامية التي تعتبر بحقّ حصون الإسلام ولغة التنزيل، ولقد أثبتت وجودها حتى على المستوى الرسمي في السنغال.

وأمر آخر لا يقل خطورة عن أمر اللغة، وإنما هومكمل لها، وقد ركزه المستعمر على يد بعض الأفارقة أنفسهم، وهوالدعوة إلى الإسلام الأسود؛ ليكون إسلامًا خاصًا بالإفريقي، ولقد هجرزت هذه الدعوة في السنغال، وأمر الهجريز على السنغال ليس خافيًا على أحد؛ لما يتمتع به من المسقط والتأثير على غربي أفريقيا خاصة، وعلى سائر أفريقيا عامة، يقول "بول مارثي ": (إنَّ ثوب الإسلام أيا كانت بساطته ولياقته، لم يفصَّل للسود، فهؤلاء يفصِّلونه من حديث لمقاييسهم، ويزينونه حسب ذوقهم ... إنّ الإسلام الأسود يحكم اختلاف البيئة والمحيط الاجتماعي مغاير لإسلام العرب) وقد ألَّف "فينسان مونتي " كتابًا في الستينيات تحت عنوان "الإسلام الأسود " هذا إلى جانب الدعوات إلى الإقليمية التي تحاول تسوية النصرانية بالإسلام، واعتبار جميع منهما دينًا طارئًا على أفريقيا، والدعوة إلى العودة بالأفارقة إلى أديانهم القديمة.

ومحاولة الانحراف بالإسلام من داخله عند العجز عن لقاءته ليست جديدة ولا مبتدعة ، ومع حتى الإسلام في أفريقيا بخير، والمسلمين يكافحون بوسائلهم البسيطة، ويقابلون أعظم التحديات المزوَّدة بأكبر الإمكانات والدراسات المتقدمة، إلاَّ أنَّ ضرورة الالتفات إلى أفريقيا بشكل سليم ومدروس أصبح أمرًا لا يحتمل التأخير؛ وقد يحدث المطلوب مزيدًا من الدراية وفقه المجتمع ومشكلاته التاريخية، وفي تقديرنا أنه لا تتوفر الحكمة المطلوبة في أمر الدعوة ما لم تتحقق تلك الدراية وتتحصل الفهم والتصور الكامل والدقيق للواقع الذي انتهى إليه الناس هناك، لأنَّ الحكمة في أبسط مدلولاتها هي: وضع الأمور في مواضعها؛ فكيف تتأتى الحكمة في معالجة القضايا والمشكلات إذا لم نتمكن من فهم أبعاد هذه القضايا، وأسباب تلك المشكلات وتاريخها، والعُمر الذي تُووضعت من خلاله.


الممالك القديمة

مملكة فوتا تورووالتي تقع على ضفاف نهر السنغال، وتمتاز عن غيرها من المناطق السنغالية بأنها عهدت الإسلام قبل سواها، وقامت فيها أول حكومة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية. وبعد فساد وانحلال نظام ساتيك قامت حركة مباركة بقيادة سليمان بال وعبد القادر كان، فأطاحت بحكم الاستبداد. وكان من محاسن نظام الإمامة أنه قام بنشر الإسلام، ورعاية المساجد وتشجيع مجالس الفهم. ويحسن حتى يُسجل هنا بكل اعتزاز ما خطه أحد المستعمرين المعاصرين للإمامة، وهوبيتيون بخصوص تحريم أئمة "فوتا " ممارسة النخاسة في مملكتهم باعتبار ذلك منافيًا لمبادئ الإسلام "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟" فقد خط "بيتيون ": "رفض الإمام ـ ملك بول ـ هدايا الشركة، محرمًا بيع رعاياه، ومانعًا مرور قوافل العبيد".

وفي الحقيقة حملت فوتا أمانة نشر الإسلام في الأنطقيم المجاورة لها، وهي التي أمدت السنغال كذلك بأهم رجالاته الدينية والفكرية منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى الربع الأول من القرن الحالي، أمثال عمر الفوتي، مابا جاخوبا، مالك سي، أحمد بامبا.

دخول الإسلام

لم يتفق المؤرخون في تحديد تاريخ دخول الإسلام في أفريقيا، حيث يرجعه بعضهم إلى حركة المرابطين بقيادة المجاهد عبد الله بن ياسين في القرن الحادي عشر الميلادي 1053، ويرجعه آخرون إلى جهود التجار المسلمين الذين وصلوا إلى المنطقة من برقة بليبيا، والقيروان بتونس، وتلمسان بالجزائر، ومن طريق لمتونة بالمغرب، كما حتى كثيرا من الكتاب يربطون دخول الإسلام إلى السنغال بإسلام أحد الملوك السنغاليين ومسماه وارجابي عام 1040، والذي أقر بالشريعة الإسلامية في مملكته بعد إسلامه.

الصوفية

يعد من أبرز مراحل الدعوة الإسلامية في السنغال عهد الشيوخ والطرق الصوفية. ويتميز عهد الشيوخ من الناحية الدينية والثقافية بعدة أمور مهمة، ومنها:

  • دخول أكثر الشعب السنغالي في الإسلام، فقد ولج على أيدي الشيوخ (النادىة آنذاك) جماهير لا تحصى من الوثنيين.
  • تعليم القرآن الكريم ونشر علومه، حيث بذلوا الجهود الجبارة والمضنية في حفظه وتحفيظه ونسخه.
  • خدمة اللغة العربية والعناية بها، وهي ميزة بارزة من مزايا الشيوخ والنادىة الأوائل، فقد أبدعوا في النثر، وقرضوا الشعر، بل أجمعوا على اعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية في البلاد حتى بعد دخول الاستعمار إليها وفرض اللغة الفرنسية فيها بالحديد والنار.
  • المحافظة على الهوية الإسلامية ومقاومة الاستعمار الغربي، الذي كان يستهدف في خطتها الصليبية العقيدة الإسلامية، وجميع مظاهرها في حياة معتنقيها.

اصطبغت الناحية الدينية في عهد الشيوخ بملامح عقدية وفكرية خاصة، وهذه بعض تلك الملامح العقدية والفكرية:

  • انتشار التصوف وكثرة طرقه، حتى غدا أكثر العوام لا يشكون في وجوب انتماء المسلم إلى طريقة من تلك الطرق.
  • غلبة العقيدة الأشعرية: فأغلب فهماء السنغال في تلك الفترة ينتحلون العقيدة الأشعرية الكلابية، والتي كانت توصف بأنها عقيدة أهل السنة والجماعة.
  • شيوع الممضى المالكي: ففقهاء السنغال كلهم أوأغلبهم مالكية.

العصر الحديث

مسجد في كاولاك، السنغال.

حينما انقرض جيل الشيوخ، وولى الاستعمار الفرنسي، خلف جميع واحد منهما وارثاً أخذ على نفسه خدمة مشروع سلفه الحضاري ونشر رسالته الثقافية، إذ هجر الشيوخ بعدهم طبقة من طلاب الفهم الشرعي وحملة الثقافة الإسلامية العربية، كما ربى المستعمرون من أبناء البلد ربائب لهم عهد إليهم حكم السنغال وتوجيه الحياة السياسية فيه من بعدهم، ولذلك لم يزل الصراع الحضاري التاريخي بين نادىة الإسلام وبين نادىة التغريب مستمرا إلى الآن.

تضافرت عدة عوامل في إخراج أمة من الناس يختلفون عن أسلافهم في كثير من التصورات والأعمال، ومن تلك العوامل:

  • الابتعاث إلى الدول العربية: نظرا لعدم وجود مدارس ثانوية أوجامعات لتعليم اللغة العربية، كان التلاميذ والطلبة مضطرين للسفر إلى البلاد العربية، رغبة منهم في متابعة دراساتهم للحصول على شهادات عالية، في جميع المجالات الدينية والأدبية. فيمموا نحوالدول العربية للنهل من مناهلها الفهمية في الجامعات والاستفادة من التجارب الدعوية التي كانت في أوجها في تلك الفترة الزمنية في الحجاز وشمال أفريقيا.
  • الزيارات الدعوية: زار السنغال عدد كبير من الفهماء والنادىة المعاصرين، وهجرت تلك الزيارات بصمات واضحة على مسيرة الدعوة الإسلامية المعاصرة، فمن الزائري من كان يركز في أحاديثه على بيان العقيدة السليمة ويحذر من نواقضها الاعتقادية والقولية والعملية، ويفصل في ذلك إلى حد لم يكن النادىة ليجرؤوا على تجاوزه، ومنهم يحرص على تبصير الناس بالمنهج الوسط في التعامل مع المذاهب الفقهية بطريقة فهمية حكيمة، ويرد على كثير من الشبهات التي كانت تعارض بها نداءات النادىة المحليين، وكما حتى من الزائري من يوجه حديثه إلى النخبة المثقفة بالثقافة الغربية ويناقش أفكارهم وتصوراتهم الخاطئة عن الإسلام.


وسائل الدعوة

لا بد لأية دعوة من آليات ووسائل تقدم عبرها، وتمارس من خلالها أنشطتها وفعالياتها، ولقد مرت الدعوة الإسلامية المعاصرة في السنغال عبر قنوات متنوعة وفعالة، إما لأصالتها كالمساجد والكتاتيب القرآنية وحلقات الفهم، وإما لتأثيرها كالمعاهد والمحاضرات والندوات ونحوها:

  • الوسيلة الأولى المساجد: إذا تجربة النادىة المعاصرين في إصلاح المساجد وإعادة مكانتها كانت على خطوات:

- الأولى: إلقاء الحدثات قبل خطبة الجمعة، في مساجد المسالمين للدعوة، يطلقون عليها (البيان) وكانت تلقى باللغات المحلية، ويتحدث النادىة فيها عن جميع مسائل الدين وقضايا الدعوة، مع بعض الإجمال وشيء من الحذر في المواضيع الحساسة، حتى لا يمنعون مرة أخرى من الحديث.

- الثانية: تفويض بعض أصحاب تلك المساجد أمر الخطبة والصلاة بالناس في الجمع والجماعات إلى من يثقون فيهم من النادىة المتصفين بالحكمة في الدعوة، فيلقي الداعية المفوض خطبه المتميزة باللغة المحلية، فيؤثر في الناس تأثيرا بالغا، لحداثة عهدهم بهذا النوع من الخطب التي يدركون معانيها، ويتفاعلون مع مواضيعها المتجددة.

- الثالثة: بناء النادىة مساجد لأهل السنة، مفتوحة لكل من يقصدها لأداء الصلوات أوالاستفادة من الدروس أوالمحاضرات التي تلقى فيها، وغير ذلك من الأنشطة الدعوية، ومن خصائص تلك المساجد إلقاء الخطب باللغات المحلية، مع التنويع في موضوعاتها، وإحياء السنن المهجورة بين المسلمين في المساجد، وممارسة الأنشطة الدعوية المتنوعة داخلها.

ومن أشهر المساجد الناجحة في هذه التجربة:

1- مسجد النور في حي كلوبان في العاصمة دكار وتشرف عليه حركة الفلاح السلفية.

2- مسجد جامعة شيخ أنت جوب في دكار ن وتشرف عليها جمعية الطلاب المسلمين في السنغال.

3- مسجد الدعوة في مقاطعة روفسك وتشرف عليها جماعة عباد الرحمن.

  • الوسيلة الثانية الكتاتيب القرآنية الحديثة: اتخذت كتاتيب القرآن الكريم في البلاد شكلا جديدا عندما اقتحمت طائفة من جيل الصحوة الإسلامية المعاصرة مجال تحفيظ القرآن الكريم، وفتحوا مدارس داخلية نموذجية تعنى بتربية الأولاد على العقيدة الإسلامية السليمة والأخلاق الحسنة والأخوة الإسلامية، مع النظام الدقيق المساعد على التحفيظ في وقت قياسي وجهد يسير.

وهناك إقبال شديد على هذه المدارس الجديدة، وفيما يلي نماذج من الكتاتيب القرآنية الحديثة التي أنشأها النادىة إلى الله من الجيل السني المعاصر:

1- معهد دار الأرقم ب فاس توري: وهوأول محاولة جادة في سبيل تحسين تعليم القرآن الكريم، وتربية التلاميذ تربية سنية – حسب فهمي – ولذلك كان ولا يزال يؤمها التلاميذ من شتى أبناء الطوائف الدينية والطرق الصوفية، ويشرف عليها الداعية الإسلامي الشهير الشيخ عبد العزيز توري، ولا نكون مبالغين إذا قلنا بأن أغلب المدارس القرآنية الحديثة عيال على هذه المدرسة، لأن أكثر أعضاء هيئة التدريس في تلك المدارس من خريجيها.

2- مدرسة عبد الله بن مسعود لتعليم القرآن الكريم: وقد تأسست هذه المدرسة في حدود عام1993 م في مدينة دكار (بارسيل أسن) ومديرها المؤسس الشيخ إبراهيم خليل لوح، وهي مدرسة متميزة في مجال تحفيظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية السنية، على الرغم من حداثة نشأتها النسبية، إذ خرجت في وقت قياسي نفرا من طلبة الفهم الذي بتروا مراحل فهمية متقدمة بفضل الله ثم بفضل البرنامج الفهمي الجيد في المدرسة.

3- مدرسة دار الإيمان لتحفيظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية: أنشأت هذه المدرسة عام 1997 ومديرها الشيخ حبيب الله سه وهي مؤلفة من قسمين: القسم الخارجي: وهوتعبير عن فترة ابتدائية متكاملة، تدرس إلى جانب العلوم الشرعية واللغة العربية اللغة الفرنسية.

القسم الداخلي: ويقوم بتحفيظ القرآن الكريم للناشئة من بنين وبنات.

4- مدرسة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- لتحفيظ القرآن الكريم: وهي أول مدرسة سنية خاصة بتربية البنات وتحفيظهن لكتاب الله، قامت بإنشائها الداعية المربية الحاجة بنت تياو- حفظها الله ورعاها - وهي الأخرى تشهد إقبالا من أولياء التلميذات، وذلك بعمل التربية الإسلامية التي تتلقاها الفتيات في المدرسة في وسط نسائي رباني محتشم، بالإضافة إلى حفظ كتاب الله مع تلقي المبادئ الشرعية الأساسية.

  • الوسيلة الثالثة المعاهد الشرعية: تنشر المعاهد والمدارس الشرعية في جميع أنطقيم السنغال، ولكن قليلة تلك التي تعنى بالتربية الإسلامية الجادة، وأقل منها التي تعتمد منهج أهل السنة والجماعة في مناهجها الدراسية وسياساتها التعليمية.

ولما لاحظ بعض رجال التربية من جيل الصحوة الإسلامية المتنامية في السنغال تدني مستوى التربية الدينية والتعليم الشرعي في أكثر المعاهد الموجودة في البلاد، سارع كثير منهم إلى إنشاء مدارس ذات طابع دعوي مميز، ووضعوا لها برامج وأهدافا تربوية مرسومة، ومن أشهر تلك المدارس وأكثرها نجاحا المداس التالية:

1- معاهد حركة الفلاح السلفية: (تحتوي معاهد الفلاح البالغة (52) مركزا إسلاميا، على المراحل الثلاثة: الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومناهجها مستقاة إلى حد كبير من منهج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، وأشهر تلك المدارس مدرسة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في حي كولوبان ومعهد الحاج محمود باه في (بكين) وكلتاهما موجودتان في العاصمة دكار.

2- المؤسسات التعليمية التابعة لجماعة عباد الرحمن: حيث (عنيت هذه الجماعة بالتربية والتعليم، وأسست لهذا الغرض لجنة تشرف على مؤسساتها التعليمية. وتمتاز مدارسها بجودة التعليم والجمع بين التربية وحسن النظام)، ومن أشهرها مدرسة بلال بن رباح – رضي الله عنه - ومعهد الحاج عمر الفوتي، والمدرستان موجودتان في مدينة (تياس) وللجماعة تجربة لا بأس بها تهدف إلى محاولة الجمع بين منهج التربية الإسلامية والمنهج الرسمي في المدارس الحكومية، وقد طبقت هذه التجربة بنجاح في معهد النور في (سبختان)، حيث يسجل المعهد نتائج جيدة جدا في الامتحانات الوطنية السنغالية، إلى جانب التربية الإسلامية التي يتمتع بها التلاميذ داخل فصول الدراسة وغرف السكن في المدرسة.

3- المعهد الإسلامي العالي بلوغا: وهذا المعهد بناه الشيخ عباس صل – رحمه الله – بمساعدة من المملكة العربية السعودية، وللمعهد دور كبير وجهد مشكور في نشر العقيدة السلفية والعلوم الشرعية، ولقد استفاد منه عدد كبير من طلاب الفهم، وخاصة أولئك الذين كادت الرسوم الغالية في المدارس الشرعية الأهلية حتى تحول بينهم وبين إكمال تحصيلهم الفهمي الشرعي.

4- الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية: أنشأها شيخنا الدكتور محمد أحمد لوح بعد رجوعه إلى البلاد متخرجا من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية تلبية لحاجة فهمية ماسة كانت تعاني منها خريجي المعاهد الثانوية، نظرا لقلة المنح الدراسية التي كانت تعطى لهم لمواصلة دراستهم في الدول العربية وندرة فرص التعليم الشرعي الجامعي في البلاد، وهي تعبير عن كلية جامعة تحاول توفير الضروري من المجالات الشرعية للطالب، ليتخرج منها بعد ذلك بقدر من الفهم يرشحه لنشر الفهم والدعوة إلى الله على منهج أهل السنة والجماعة.

  • الوسيلة الرابعة: المحاضرات والندوات الفهمية: وانتشار هذه الوسائل بين النادىة في السنغال ولدى جميع التوجهات الدعوية والمدارس الفكرية أمر معروف، بل إذا من الملحوظ غلبتها على وسائل أخرى لا تقل عنها أهمية، كالحلقات الفهمية والدورات الشرعية وغيرها.

ويعد من أشهر المحاضرات والندوات تلك المحاضرات الرمضانية في مسجد مطار دكار الدولي، والتي كانت يختار لها أكثر النادىة تأثيرا في الساحة السنغالية كالأستاذ محمد بمب جاي، والشيخ عبد العزيز توري، والشيخ إبراهيم الخليل لوح وغيرهم، والثلاثة يمثلون التنوع المنهجي المتعاون في خدمة الدعوة الإسلامية المعاصرة، إذ تميزت محاضرات الأستاذ بمب بفقه الواقع السياسي الداخلي والخارجي، وفضح مكائد أعداء الإسلام، وكشف شبهات الفهمانيين والمتغربين، كما كانت لهجة الشيخ عبد العزيز توري تمثل الخطاب الدعوي المستفيد من تجربة الشيوخ الماضين، والمعترف لجيل الصحوة بالإبداع والتجديد، أما أستاذنا الشيخ إبراهيم فقد عهد بحكمته المتناهية في دعوة المخالفين لأهل السنة والجماعة وإلزامهم بأقوال شيوخهم، مما أكسبه قبولا عاما لدى كثير من أتباع الطرق الصوفية، على الرغم من وضوح منهجه السلفي في المسائل الفهمية والعملية على السواء.

  • الوسيلة الخامسة المخيمات الصيفية: وهي نمط آخر من وسائل الدعوة المنتشرة في البلاد، يتميز بسيادة الجوالأخوي بين المشهجرين فيها، حيث تسنح لهم فرصة الالتقاء والتحدث عن قضايا الدعوة الإسلامية، وتبادل الخبرات والتجارب، إلى جانب الفائدة الفهمية التي يجنيها المشهجرون من الدروس والمحاضرات والندوات التي تلقى في تلك المخيمات.

وأنشط المؤسسات العاملة في هذا المجال هوجماعة عباد الرحمن ممثلة في جناحها الطلابي حركة الطلاب والتلاميذ التابعة لجماعة عباد الرحمن، وكذلك شباب حركة الفلاح السلفية، والرابطة الوطنية للطلاب السنغاليين في الخارج فرع الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.

انظر أيضاً

  • السنغال
  • الإخوان المسلمون في السنغال
  • الطريقة المريدية
  • الكيفية التيجانية
  • صوفية
  • الإسلام في أفريقيا


الهوامش

  1.   Mbye, 447-448
  2.   Ousman, 80-82

المصادر

  1. ^ Senegal. CIA World Factbook. January 10, 2005.
  2. ^ "The World's Muslims: Unity and Diversity" (PDF). Pew Forum on Religious & Public life. Augustتسعة 2012. Retrieved August 14 2012. Check date values in: |accessdate=, |date= (help)
  3. ^ السنغال في كتاب الأمّة د. محمود السيد الدغيم
  4. ^ الدعوة الإسلامية المعاصرة في السنغال، المسلم
  • Abdelkérim Ousman, "The Potential of Islamist Terrorism in Sub-Saharan Africa", International Journal of Politics, Culture, and Society, Volume 18, Issue 1 - 2, Dec 2004, pp. 65
  • Mbye B. Cham, "Islam in Senegalese Literature and Film", Africa: Journal of the International African Institute, Vol. 55, No. 4, Popular Islam, 1985 pp. 447–464.
  • Senegal. CIA World Factbook. January 10, 2005.
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:58:53
التصنيفات: CS1 errors: dates, Portal templates with redlinked portals, الإسلام حسب البلد, الدين في السنغال

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بن جفير يهاجم محكمة العدل ونتنياهو يؤكد استمرار الحرب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:24:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

الجزائر تسجل بأسف شديد تنديد سلطات مالي باتفاق السلام

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:24:50
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

أول تعليق من مصر على قرار محكمة العدل الدولية الصادر ضد الاح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:24:16
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

أمريكا تعلق تمويلًا للأونروا بزعم تورط موظفيها في الهجوم على

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:24:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

أنغام وتامر عاشور في حوار غنائي للمرة الأولى على مسرح أبو بكر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:27:14
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

إعلان صادم.. الرحيل الرسمي ليورغن كلوب عن ليفربول

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:27:11
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

ميقاتي: لا استقرار بدون وقف الحرب في غزة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:27:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

خارجية الاحتلال: التزام إسرائيل بالقانون الدولي ثابت بغض الن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:24:33
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

اجواء صلاة الجمعة في المسجد الكبير بسان بيدرو في الكوت ديفوار

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-01-26 18:27:05
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية