الأخفش الأصغر
الأخفش الأصغر (ت315 هـ)(نحوي بصري)
اسمه ونسبه
أبوالحسن علي بن سليمان بن الفضل المعروف بالأخْفَش الأصغر النحوي؛ والأخْفَش: بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الفاء وبعدها شين معجمة، وهوالصغير العين مع سوء بصرها.
كان عالماً ثقة، وهوغير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط. فإن الأخفش الأكبر هوأبوالخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد من أهل هجر من مواليهم، وكان نحوياً لغوياً وله ألفاظ لغوية انفرد بنقلها عن العرب وأخذ عنه سيبويه وأبوعبيدة ومن في طبقتهما. والأخفش الأوسط أبوالحسن سعيد بن مسعدة، وهوصاحب سيبويه.
شيوخه وتلامذته
روى عن المبرد وثعلب وغيرهما، وروى عنه المرزباني وأبوالفرج المعافى الجريري وغيرهما.
أخباره
كان بينه وبين ابن الرومي الشاعر منافسة، فكان الأخفش يباكر داره ويقول عند بابه كلاماً يتطير به ، وكان ابن الرومي كثير التطير، فإذا سمع كلامه لم يخرج ذلك اليوم من بيته، فكثر ذلك منه، فهجاه ابن الرومي بأهاج كثيرة، وهي مثبتة في ديوانه، وكان الأخفش يحفظها ويوردها في جملة ما يوردها استحساناً لها وافتخاراً بأنه نوه بذكره إذ هجاه، فلما فهم ابن الرومي بذلك أقصر عنه. كان أبوالحسن الأخفش كثيراً ما ينشد على الناس، وكأنه كان يعرض بأبي علي ابن مقلة الوزير:
هون عليك فإني غير جائيكا | وإنني غير ماضٍ في نواحيكا |
والله لوكانت الدنيا بزينتها | وادٍ بكفك لم أحلل بواديكا |
ولوملكت رقاب الناس كلهم | شرقاً وغرباً لما جئنا نهنيكا |
ونطق المرزباني: لم يكن الأخفش بالمتسع في الرواية للأشعار والفهم بالنحو؛ وما فهمته صنف شيئاً البتة ولا نطق شعراً، وكان إذا سئل عن مسألة في النحوضجر وانتهر من يسأله.
وفاته
كانت وفاته في ذي القعدة، وقيل شعبان، سنة خمس عشرة، وقيل ست عشرة وثلثمائة، فاتىة ببغداد، ودفن بمقبرة قنطرة بردان. ودخل مصر سنة سبع وثمانين ومائتين، وخرج منها إلى حلب سنة ست وثلثمائة، رحمه الله تعالى. ونطق أبوالحسن ثابت بن سنان: كان الأخفش المذكور يواصل المقام عند أبي علي ابن مقلة، وأبوعلي يراعيه ويبره، فشكا إليه في بعض الأيام ما فيه من وشدة الفاقة وزيادة الإضاقة، وسأله حتى يحدث الوزير أبا الحسن علي بن عيسى في أمره، ويسأله إقرار رزق له في جملة من يرتزق من أمثاله، فخاطبه أبوعلي في ذلك، وعرّفه اختلال حاله وتعذر القوت عليه في أكثر أيامه، وسأله حتى يجري عليه رزقاً أسوة بأمثاله، فانتهره الوزير انتهاراً شديداً، وكان ذلك في مجلس حافل، فشق ذلك على أبى علي وقام من مجلسه، وصار إلى منزله لائماً نفسه على سؤاله، ووقف الأخفش على الصورة، فاغتم لها وانتهت به الحال إلى أكل السلجم النيئ، فقيل: إنه قبض على فؤاده، فمات فجأة في التاريخ المذكور.
المصادر
وفيات الأعيان، لابن خلكان 3/303-304، تحقيق إحسان عباس