الماوردي
أبوالحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي، الشهير بالمواردي (و. 972 - ت. 1058)، هوأكبر قضاة آخر الدولة العباسية، أوعمله فيه. صاحب التصانيف الكثيرة النافعة ، الفقيه الحافظ ، من أكبر فقهاء الشافعية والذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا. وكان يميل إلى ممضى المعتزلة، وله المكانة الرفيعة عند الخلفاء ولا سيما عند البُويهيين.
النشأة
سُمي الماوردي، نسبة إلى مهنة بيع ماء الورد في أسرته، أوعمله فيه. ولد في البصرة، وفيها انكبَّ على التحصيل الفهمي، يطلبه في مجالس الفقهاء والمحدثين والمناظرين، وأهل العربية وفنونها، فامتلك الحجة وناصية العربية. وانتقل إلى بغداد حاضرة الفهم والأدب، يرتاد مجالس الفقه والحديث والتفسير واللغة، فيكتسب أصول الفقه والمناظرة، ويحيط بمذاهب الفقه: الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد.
سكن ببغداد وتوفي فيها ودفن في مقبرة باب حرب، وصلى عليه تلميذه الخطيب البغدادي في جامع المدينة.
الحياة الفهمية
كان من الفهماء الباحثين المبرِّزين، وصاحب كثير من التصانيف النافعة المتميزة، وُلِّي القضاء في بلدان كثيرة، ثم تولى منصب قاضي القضاة في أيام القائم بأمر الله العباسي (422-467هـ)، وكان يميل إلى ممضى المعتزلة، وله المكانة الرفيعة عند الخلفاء ولا سيما عند البُويهيين.
حدّث عن: الحسن بن علي الجَبَلي، ومحمد بن عدي المِنْقري، ومحمد بن مُعَلَّى الأسدي، وجعفر بن محمد بن الفضل، وأبي القاسم الدقاق (ابن المارستاني). وتفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وأبي حامد الإسفراييني، والشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد البافي الخوارزمي. وحدَّث عنه: أبوبكر الخطيب البغدادي ووثقه، وكان إمام الشافعية في عصره.
وكان له حلقة يقصدها طلاب الفهم وذووالمكانة فيه، يشرح لهم أصول الفقه وقواعده، والسياسة وأحكامها، والخلافة وموجباتها، والوزارة والولاية والدواووين، وكلٌ يشهدون بسعة اطلاعه، وينتفعون باستنباطاته.
أعماله
له مصنّفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه، والأدب، والسياسة والأخلاق، وكان حافظاً للممضى الشافعي. من خطه: أدب الدنيا والدين والأحكام السلطانية أول كتاب في الفقه السياسي والنظم الإسلامية على ممضى الإمام الشافعي، وهوالسبَّاق في تصنيفه على معاصره القاضي أبي يعلى الحنبلي في كتابه بالاسم نفسه الأحكام السلطانية بدليل أنه كان يحيل على كتاب الماوردي، وهوكتاب جليل في الخلافة والسياسة والإدارة والاقتصاد، وعلاقات المسلمين بغيرهم في الداخل والخارج.
وللماوردي النكت والعيون والمجلد الخامس منه في تفسير القرآن والحاوي الكبير الذي طبع في (24) مجلداً ونصيحة الملوك وتسهيل النظر في سياسة الحكومات، وأعلام النبوة وفهم الفضائل والأمثال والحكم والإقناع في الفقه، وقانون الوزارة وسياسة الملك وغير ذلك.
نقد
ومكانته الفهمية لا يجهلها أحد ممن اطلع على سيرته، فهوإمام في الفقه والفهم والعمل والزهد. نطق الخطيب البغدادي تلميذه: «الماوردي في وجوه فقهاء الشافعية، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه، وكان ثقة». ونطق اليافعي: «أبوالحسن الماوردي: أقضى القضاة، مصنف الحاوي الكبير النفيس الشهير، كان إماماً في الفقه والأصول والتفسير، حافظاً للممضى، بصيراً بالعربية». ونطق ابن خلِّكان: «هومن وجوه الشافعية وكبارهم، وكان حافظاً للممضى (الشافعي) وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه أحد إلا وشهد له بالتبحر والفهم التامة بالممضى».
ونطق المضىي: «هوالإمام العلامة، أقضى القضاة، صاحب التصانيف الكثيرة».
لكنه اتهم بالاعتزال من خلال تفسيره المسمى «بالنكت والعيون»، احتج ببعض أقوال المعتزلة حيث يوافقهم في القدَر (أي إذا الإنسان يخلق أفعال نفسه، في رأيهم)، ولكن لا يوافقهم في جميع أصولهم مثل خلق القرآن.
معاصرون
- الخليفة القادر ت. 1031
- الخليفة القائم بأمر الله العباسي ت. 1075
انظر أيضاً
- قائمة الفهماء العرب
- فهماء الإسلام
المصادر
- ^ وهبة الزحيلي. "الماوردي (364 ـ 450 هـ/974 ـ 1058م)". الموسوعة العربية.
المراجع
- المضىي، سِيَر أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة، بدمشق وبيروت 1406هـ/1986م).
- محمود مطرجي، مقدمـة الحاوي الكبيـر (دار الفكـر، بيـروت 1414هـ/1994م).
وصلات خارجية
- أبوالحسن الماوردي
- Review of al-Ahkam as-Sultanniyah