ميثم التمار
ميثم التمار أو ميثم بن يحيى التمّار (؟،يا ترى؟ - 60 هـ) يكنى بي أبوسالم.
عتقه وتسميته
كان ميثم عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه الإمام علي (عليه السلام) منها وأعتقه، ونطق له: ما اسمك)،يا ترى؟ فنطق: سالم، فنطق (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبلغني أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم). فنطق ميثم: صدق الله ورسوله، وصدقت يا أمير المؤمنين، فهووالله اسمي، نطق (عليه السلام):فارجع إلى اسمك، ودع سالماً، فنحن نكنّيك به.(1)
مقامه
كان ميثم من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين (عليهم السلام)، وكان من شرطة الخميس في حكومة الإمام علي(عليه السلام)، وكان خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلِّمها، وفي مرّة نطق لابن عباس: سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنِّي قرأت تنزيله على النبي وفهمني أمير المؤمنين (ع) تأويله.(2)
أقوال الأئمة (عليهم السلام) فيه : نذكر منهم ما يلي
ـ نطق ميثم : نادىني أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونطق : (كيف أنت يا ميثم إذا نادىك دعي بني أُمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة منّي) ،يا ترى؟ فنطق : يا أمير المؤمنين، أنا والله لا أبرأ منك، نطق : (إذاً والله يقتلك ويصلبك)، قلت : أصبر فذاك في الله قليل، فنطق : (يا ميثم إذاً تكون معي في درجتي) (4).
ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي
الإمام علي (عليه السلام).
الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي
ابنه عمران، ابنه صالح، ابنه حمزة.
لقاؤه بأُمّ سلمة (رضوان الله عليها)
حجّ ميثم في السنة التي قُتل فيها، فدخل على أُمِّ سلمة (رضوان الله عليها)، فنطقت له : (من أنت) ،يا ترى؟ فنطق : عراقي، فسألته عن نسبه، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي (عليه السلام). فنطقت : (سبحان الله، والله لربَّما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوصي بك علياً في جوف الليل)، ثمّ دعت بطيب فطيَّبت لحيته، فنطق لها : أما أنَّها ستخضَّب بدم، فنطقت : (من أنبأَك هذا) ،يا ترى؟ فنطق : أنبأَني سيِّدي، فبكت أُمّ سلمة ونطقت له : (إنّه ليس بسيِّدك وحدك، وهوسيِّدي وسيِّد المسلمين)، ثمَّ ودَّعته (5).
إخبار الإمام علي (عليه السلام) بقتله
نطق الإمام علي (ع) لميثم : (والله لتبترن يداك ورجلاك ولسانك، ولتبترن النخلة التي في الكناسة، فتشقّ أربع بتر، فتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على ربعها، ومحمّد بن أكتم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها). نطق ميثم : فشككت والله في نفسي وقلت : إنّ علياً ليخبرنا بالغيب ! فقلت له : أوكائن ذلك يا أمير المؤمنين ،يا ترى؟ فنطق : (إي وربّ الكعبة، كذا عهده إليّ النبي (صلى الله عليه وآله)). وفي خبر آخر : (إِنَّك تُؤخَذ بعدي، فتُصلَب وتُطعَن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضِّب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتصلب على باب دار عمروبن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتَّى أريك النخلة التي تصلب على جذعها). فأراه إيَّاها، ثمّ نطق (ع) : (يا ميثم، لك ولها شأناً من الشأن)، فكان ميثم يأتيها ويصلِّي عندها، ويقول : بوركت من نخلة، لك خلقت، ولي غذِّيت، ولم يزل يتعاهدها حتَّى بترت، وحتَّى عهد الموضع الذي يصلب فيه. وكان ميثم يلقى عمروبن حريث فيقول له : إنِّي مجاورك، فأحسن جواري، فيقول له عمرو : أتريد حتى تشتري دار ابن مسعود أودار ابن حكيم ،يا ترى؟ وهولا يفهم ما يقصد بكلامه (6).
تحقّق ما أبلغ به من قتله
لمّا ولي عبيد الله ابن زياد الكوفة، فهم بالنخلة التي بالكناسة فأمر ببترها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع بتر.
- نطق ميثم : فقلت لصالح ابني : فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع، :نطق : فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتوني قوم من أهل السوق فنطقوا : يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق، فنسأله حتى يعزله عنّا ويولّي علينا غيره.
- نطق : وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فنطق له عمروبن حريث : أصلح الله الأمير تعهد هذا المتكلّم ،يا ترى؟ :نطق : ومن هو،يا ترى؟ نطق : ميثم التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب.
- نطق ميثم : فنادىني فنطق : ما يقول هذا ،يا ترى؟ فقلت : بل أنا الصادق ومولى الصادق، وهوالكذّاب الأشر، فنطق ابن زياد : لأقتلنّك قتلة ما قُتل أحد مثلها في الإسلام.
فقلت له : والله لقد أبلغني مولاي حتى يقتلني العتل الزنيم، فيبتر يدي ورجلي ولساني ثمّ يصلبني، فنطق لي : وما العتل الزنيم، فإنّي أجده في كتاب الله ،يا ترى؟ فقلت : أبلغني مولاي أنّه ابن المرأة الفاجرة. فنطق عبيد الله بن زياد : والله لأكذبنّك ولأكذبن مولاك، فنطق لصاحب حرسه : أخرجه فابتر يديه ورجليه ودع لسانه، حتّى يفهم أنّه كذّاب مولى الكذّاب، فأخرجه فعمل ذلك به. نطق صالح بن ميثم : فأتيت أبي متشحّطاً بدمه، ثمّ استوى جالساً فنادى بأعلى صوته : من أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) فليستمع، فاجتمع الناس، فأقبل يحدّثهم بفضائل بني هاشم، ومخازي بني أُمية وهومصلوب على الخشبة. فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد، فنطق : فبادروه فابتروا لسانه، فبادر الحرسي فنطق : أخرج لسانك، فنطق ميثم : ألا زعم ابن الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي هلك، فأخرج لسانه فبتره، فلمَّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، ولمَّا كان في اليوم الثالث، طعن بحربة، فكبَّر، فمات (7).
شهادته
استشهد ميثم () في الثاني والعشرين من ذي الحجَّة 60 هـ، أي : قبل وصول الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء بعشرة أيّام.
إخباره بقتل المختار
قام عبيد الله بن زياد بحبس ميثم، فالتقى () في السجن بالمختار بن أبي عبيدة الثقفي، فنطق له : (إنَّك تفلت، وتخرج ثائراً بدم الحسين (ع)، فتقتل هذا الذي يقتلنا) (8)، وعملاً تحقّق ذلك بعد ستّ سنوات.
طالع أيضا
عبد الله بن عفيف الازدي
المصادر
1
ـ الغارات 2 / 797.
2 ـ اختيار فهم الرجال 1 / 294. 3 ـ الاختصاص : 61. 4 ـ اختيار فهم الرجال 1 / 295. 5 ـ الغارات 2 / 798. 6 ـ نفس المصدر السابق. 7 ـ نفس المصدر السابق. 8 ـ الإرشاد 1 / 325.
