بيشة

بيشة تقع في الجزء الشمالي من المنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية. وترتفع عن سطح البحر بحوالي (3600) قدم. وبها قرابة (240) قرية تنتشر على ضفتي وادي بيشة وروافده

السكان

يقدر عدد سكان محافظة بيشة بحوالي 300000 نسمة ويذكر حتى سكان محافظة بيشة هم من قبائل معاوية وأكلب وشهران وسبيع وقحطان وبلحارث وكذلك الفزع شمران في تبالة وبادية بني شهر وبني عمروفي القوباء، وقد سكنها البعض من افراد القبائل الاخرى مثل غامد وبلقرن

الحدود

يحد منطقة بيشة من الشمال رنية . ومن الجنوب وادي بن هشبل وأبها وخميس مشيط ومن الشرق تثليث ومن الغرب العقيق وجرب الجعبه. وتبعد بيشة عن مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بحوالي(1000) ك.م وعن مدينة الطائف (430) ك.م وعن مدينة أبها (220) ك.م.

التضاريس

تمتاز بيشة بقلة المرتفعات الكبيرة التي لا يزيد عن 200 م وهي تعبير عن هضبة داخلية تتكون من قسمين : جبال في الغرب وسهول في الشرق خلالها يمر وادي بيشة الشهير ، وتعتبر أراضي بيشة بشكل عام سهلة منبسطة خصبة وفيرة المياه.

المناخ

يبلغ متوسط درجة الحرارة في بيشة 26-27 درجة مئوية ، وتعتبر بيشة من المناطق الحارة إذا ماقورنت بجبال عسير وتسقط أمطارها في الربيع وتزداد الحرارة والجفاف حدثا اتجهنا شرقا . تعود شهرة منطقة بيشة إلى شهرة وادي بيشة الذي يعتبر من أكبر وأهم أودية المملكة العربية السعودية, وذلك لطول مجراه واتساعه وتعدد روافده التي تزيد على المئة رافد . والتي تمتد من سراة عبيدة في الجنوب إلى حدود بلاد غامد في الشمال ثم إلى وادي الدواسر شرقاً, ويبلغ طول هذه المسافة حوالي 450 كم . ومن جبال السروات تنحدر مياه الامطار شرقا إلى وادي بيشة الذي يبلغ اتساع مجراه بمحاذاة المدينة 2 كم وقد نصب جسر خرساني على متن الوادي من اقرب نقطتين فيه بطول 1050 مترا. ويوجد لوادي بيشة أربعه روافد رئيسية هامة وهي:

وادي بيشة: الذي تنحدر منه اودية عسير وشهران وقحطان ، وفيه سد عملاق يعتبر ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط بعد السد العالي في مصر هوسد الملك فهد

وادي ترج: وتنحدر فية أودية بلحارث (وادي حوران ووادي المسمى )وأودية بلسمر وبني شهر وبني عمرو

وادي تبالة: وتنحدر فيه أودية بالقرن وشمران والفزع ووادي طب

وادي هرجاب: وتنحدر فيه أودية بني واهب وبني منبه من شهران وبعض اودية بادية بني شهر

وتلتقي الاودية الثلاثة بيشة وترج وهرجاب عند قرية الحيفة في أعلى وادي بيشة

الزراعة

كما حتى بيشة منطقة زراعية هامة جدا نظرا لخصوبة أرضها وغزارة مياهها وتشتهر بزراعة النخيل حيث بلغ عددها الان حوالي ثلاثة ملايين نخلة والتمر فيها متعدد الاصناف, ويصدر إلى جميع مدن المملكة وله شهرة خاصة ومعروفة.( ولكن الآن مع قلة الأمطار فقد قلل عدد النخل في بيشة بشكل كبير) وتجود أرض بيشة بزراعة العنب متعدد الاصناف وله جودة . كما تجود أيضا بزراعه الفواكه المتنوعة كالجوافة والمانجووالرمان, وكذلك زراعة الحبوب والخضروات بأنواعها وتعتمد الزراعة في بيشة على المياه الجوفية, حيث يوجد بها مايقرب من خمسين ألف مضخة ضخمة لسحب المياه للري.ويمكن تقسيم بيشة زراعيا إلى قسمين :

قسم سهلي شرقي به وادي بيشة (450) كم وعليه أطول جسر في المملكة . و
قسم جبلي غربا وهوجزء من جبال السروات ويمتد من بلدة العلياء شمالا إلى القحطاء جنوبا

وتعتبر منطقة بيشة من أخصب مناطق المملكة وتربتها من النوع الأصفر أوالطينية الخفيفة وهي من رواسب الأودية الكثيرة بالمنطقة كوادي بيشة وترج وتبالة وهرجاب . ولقد وزارة الزراعة والمياة بمنطقة بيشة الزراعية نظرا لاشتهارها بزراعة النخيل ذات الأنواع الجيدة والمتعددة ومنها : الصفري ، والشكل ، والبرني ، والمقفزي بالإضافة إلى زراعة العنب الجيد مثل : الطايفي ، والرازقي ، وكذلك زراعة الحبوب بأنواعها والفواكة والخضروات ولذا قررت وزارة الزراعة والمياة إنشاء سد وادي بيشة العملاق _ سد الملك فهد _ لدعم النشاط الزراعي في هذه المنطقة

تاريخ

ولعل من المناسب حتى نتطرق إلى موقف تاريخي مهم ورد في كتاب العقد الفريد لابن الادريسي ج1 ص 256 ، في عام الوفود . وذلك عندما قدم جرير بن عبد الله البجلي على رسول الله محمد فسأله عن منزله ببيشة فنطق جرير : سهل ودكداك ، وسلم وأراك ، وحمض وعلاك ، ونخلة ونخلة ، ماؤها ينبوع ، وجنابها مريع ، وشتاؤها ربيع. فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خير الماء الشب ، وخير المال الغنم ، وخير المرعى الأراك ، والسلم إذا أخلف كان لجينا ، وإذا أسقط كان ردينا ، وإذا اكل كان لبينا. وفي كلامه عليه السلام : إذا الله خلق الأرض السفلى من الزبد الجفاء ، والماء والكباء

ونظرا لضخامة وادي بيشة وأهميته التاريخية فقد تردد اسمه كثيرا في بعض النصوص الادبية العربية . فقد نطق شاعر قريش

واتىت من أباطحها قريش كسيل أتى بيشة حين سالا

ونطق حسان بن ثابت

كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسدٌ ببيشة في أرساغها فدع

بحكم مسقط بيشة الجغرافي الذي جعلها في نقطة الوسط بين نجد والحجاز وعسير فقد كانت ولا تزال ذات أهمية تجارية . حيث كانت تقام فيها قديما الاسواق الشعبية التي كانت لها حركة دائبة ونشاط تجاري قوي يتبادل فيها أهالي نجد والحجاز وعسير السلع والمنتجات ومن تلك الأسواق

سوق الربوع: ويقام في (الروشن ) من بعد صلاة العصر من جميع أربعاء وحتى المغرب

سوق الخميس ويقام في ( نمران ) من الصباح الباكر من جميع يوم خميس وحتى المغرب من نفس اليوم

وقد تحدث المؤرخون العرب والاجانب عن أسواق بيشة القديمة ونشاطها التجاري ومما نطقه (ابن بليهد) في سليم الأخبار قوله عن بيشة :( وقراها كثيرة ، وبها سوق عظيم يجتمعون فيها آخر يوم الاربعاء في الروشن ويسمى سوق الربوع . ثم يبتدئون صباح يوم الخميس بسوق نمران ويسمى سوق الخميس ويستمرون إلى منتهى ذلك اليوم . وهذا الموضع باق إلى هذا العهد) . ومما نطقه حمد الجاسر عن سوق نمران في كتابه (مع الشعراء ): ويقام في بيشة سوق تجاري في جميع اسبوع في يوم الخميس يجتمع فيه أهل تلك النواحي من بادية وحاضرة ، وهومن أعظم أسواق الجزيرة العربية التجارية لتوسط بيشة بين الحجاز ونجد واليمن ، ولوقوعها في ملتقى طرق جنوب الجزيرة وشرقها وشمالها وغربها.

وبعد إمتداد يد الحضارة والبناء إلى بيشة في العهد السعودي انتشرت الأسواق المركزية الحديثة في جميع حي وشارع . بل إذا المملكة العربية السعودية أصبحت بمثابة سوق تجاري ضخم يجد فيه المقيم والمسافر حاجته أينما حل وارتحل . كما حتى الطرق الحديثة التي ربطت بيشة بنجد والحجاز وعسير ساهمت بشكل كبير في نمووازدهار الحركة التجارية بالمنطقة، بالاضافة إلى وجود الكثير من البنوك التجارية التي ساهمت في خدمة الوطن والمواطن.