الحرب الأهلية الرواندية
الحرب الأهلية الرواندية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
خريطة لرواندا مشروح عليها البلدات والطرق. | |||||||
| |||||||
الخصوم | |||||||
المتمردون: الجبهة الوطنية الرواندية (RPF)
بدعم من:
|
الحكومة: القوات المسلحة الرواندية (FAR) بدعم من:
|
||||||
القادة والزعماء | |||||||
فرد رويگيما † Peter Bayingana † پول كاگامه |
جوڤينال هابياريمانا † ثيونسته باگوسورا أوگستين بيزيمونگو |
||||||
القوات | |||||||
20,000 RPF | 35,000 FAR | ||||||
الخسائر | |||||||
5.000 قتيل | 5.000 قتيل |
الحرب الأهلية الرواندية Rwandan Civil War، كان نزاع في رواندا بين حكومة الرئيس جوڤينال هابياريمانا ومتمردوالجبهة الوطنية الرواندية. بدأ النزاع في 1 أكتوبر 1990 وانتهى اسمياً في أربعة أغسطس 1993 بتوقيع اتفاقات أروشا لتشكيل حكومة تقاسم سلطة.
ومع ذلك، اغتيال هابياريمانا في أبريل 1994 أصبح دافعاً لوقوع الإبادة الجماعية في رواندا، التي سقط فيها 800.000 شخص.
خلفية
الجبهة الوطنية الرواندية، وهي حركة تمرد التوتسي المنفيين في أوغندا، شرعوا في إحتلال رواندا في أكتوبر 1990، مما تسبب في الحرب الأهلية التي استمرت ما يقرب من أربع سنوات. طالبت الجبهة الوطنية الرواندية تقاسم السلطة السياسية وحق العودة لجميع اللاجئين التوتسي (الذين يبلغ عددهم ما يقرب من مليون). في نفس الوقت، اضطر نظام الرئيس جوڤينال هابياريمانا، تحت ضغط من المجتمع الدولي ومعارضوالهوتوالمحليين للانتنطق من نظام الحزب الواحد إلى الديمقراطية التعددية.
سكن رواندا قبيلتين، هما الهوتووكانوا مزارعين يكدحون في الأرض يستخرجون منها معاشا متواضعا، والتوتسي وهم قبيلة أقل عددا من الرعاة تمكنوا من السيطرة على الأغلبية من الهوتوبفضل الأموال التي كانت تدرها عليهم تربية بتران الأبقار. الزواج المختلط بين افراد القبيلتين وتعاقب الزمان شكلا ثقافة ودينا ولغة مشهجرة بين القبيلتين طمست تلك الانقسامات الاثنية، لكن بدلا من حتى تكون القبيلتان متمايزتين أصبح ينظر إلى قبيلة التوتسي على أنهم الحكام وقبيلة الهوتوعلى أنهم المحكومون. لكن بلجيكا التي استعمرت رواندا أغلب القرن العشرين كانت تنظر إلى قبيلتي التوتسي والهوتوعلى أنهما قبيلتان مختلفتان واستحدثت بطاقات هوية أعادت تقسيم الروانديين تبعا لانتمائهم القبلي. تأسس حزب "حزب حركة انعتاق الهوتو" (Parmehutu) في عام 1959 وقام هذا الحزب بعدة مذابح لافراد قبيلة التوتسي أثناء ما سمي بـ"الثورة الاجتماعية الزراعية". الأمر الذي نجم عنه عزل الملك الرواندي في عام 1961 وإبعاده عن رواندا وإعلان استقلال شكلي وقيام الجمهورية الأولى للهوتوفي رواندا عام 1962. خلال الفترة الأولى للجمهورية الوليدة، شهدت الكثير من المجازر وحدثت في تلك الفترة هجرات كبيرة متتابعة للتوتسي إلى بلدان الجوار، فدفع ذلك 160 ألف إنسان إلى مغادرة رواندا خلال أعمال العنف التي شهدتها البلد بعد الاستقلال. إلى حتى توجت اعتنطقات ومجازر 1973 بانقلاب عسكري على يد وزير الدفاع جوفينال هابياريمانا. كانت الحكومة تضطهد افراد التوتسي وتحرمهم من فرص التعليم والوظائف. فقائمة الوظائف التي يستطيع التوتسي شغلها محدودة وضيقة، كانوا محرومين من التعليم العالي وممارسة السياسة ونشأ جيل من التوتسي المنفيين كمواطنين من الدرجة الثانية. أدى ذلك أي تشكيل الجبهة الوطنية الرواندية في المنفى وجناحها العسكري. بهدف قلب نظام حكم الهوتو. وفي أول أكتوبر 1990 عبرت قوات الجبهة الاراضي الرواندية قادمة من أوغندا التي دعمت التمرد.
الحرب
غزو1990
في 1 أكتوبر 1990 قام 50 من متمردي الجبهة الوطنية الرواندية بعبور الحدود الرواندية قادمين من أوغندا وقتلوحرس الحدود. تبع ذلك اجتياز الكثير من مقاتلي الحركة مرتدين ازياء الجيش الأوغندي بلغ عدد المتمردين أربعة آلاف معظمهم من الجيل الثاني من التوتسي الذين ولدوا أوتربوا في المنفى. كانت الجبهة تهدف إلى الغاء التمييز العرقي ضد أبناء التوتسي والغاء نظام بطاقات الهوية والتمييز الاقتصادي والسياسي واجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. مما صور الجبهة على انها حركة ديمقراطية تحاول إصلاح الأوضاع الرواندية والقضاء على نظام فاسد.
التدخل الخارجي
ساندت أوغندا قوات الحركة ماديا بالرغم من حتى الرئيس الأوغندي يورى موسيفينى اعلن ان الحركة قامت بالتمرد دون حتى تجري تشاورا مسبقا مع أوغندا. كانت قوات الجبهة جيدة التدريب مما دفعها لان تهزم قوات الجيش الرواندي الأكثر عددا والمفتقدة للتدريب الجيد مما جعلها تحقق تقدما جيدا في الاراضي الرواندية بالرغم من مقتل قائد الجبهة فريد رويجيما في اليوم الثالث من الحرب على يد أحد القادة التابعين له. ولكن قوات الجبهة وصلت إلى مناطق على بعد 45 ميل من كيجالي عاصمة رواندا مما دفع الحكومة لان تطلب المساعدة من بلجيكا في أربعة أكتوبر.
إعادة حشد الجبهة الوطنية الرواندية
فشلت الجبهة في الحفاظ على تقدمها ومواصلة فوزتها بسبب الدعم الذي قدمته فرنسا وزائير إلى حلفائهم في الحكومة الرواندية فارسلت زائير عناصر من الحرس الرئاسي الخاص لمساندة الجيش الرواندي وقدمت فرنسا عناصر من قواتها المظلية بلغ عددهم 125 فرد قادمين من جمهورية أفريقيا الوسطى كما شحنت المدفعية، مدافع الهاون ومواد أخرى لرواندا، ونطقت إنهم كانت لقاءة "العدوان الذي شن من بلد يتحدث الإنجليزية " خاصة ان فرنسا كانت قد سقطت اتفاقية دفاع مشهجر في عام 1975 مع الرئيس جوفينال هابياريمانا. اصرت فرنسا على ان قواتها تهدف إلى حماية المدنيين ولكن المظليين الفرنسيين اقامومواقعهم حول المطار وكيجالي بحيث يستطيعوا ايقام تقدم الجبهة. وقامت بلجيكا في البداية بتقديم مساعدات إلى الحكومة الرواندية ولكنها توقفت بسبب القوانين المحلية البلجيكية التي تمنع القوات البلجيكية من الاشتراك في حرب اهلية. على جانب اخر قدمت فرنسا دعما عسكريا وماديا كبيرا إلى رواندا مما جعلها تحتل مكان بلجيكا كأكبر داعم غربي لرواندا.
كانت الجبهة غير مستعدة لحرب طويلة المدى وظهر افتقارهم الواضح إلى المعدات الثقيلة اللازمة للقاءة قوات الحكومة وكانبول كاغامي أحد قادة الحركة في الخارج لتلقى دورات تدريبية في القيادة ومما جعل الامور اسوء كان قيام أوغندا بالقبض على بعض قيادات الحركة لاتهامهم بالضلوع في اغتال قائد الجبهة فريد رويجيما. تراجعت قوات المتمردين إلى الركن الشمالي الشرقي من البلاد. وقامت الطائرات الفرنسية بالكشف عن مواقع البقية من المتمردين مما سهل على الجيش الرواندي سحقهم.
حرب العصابات
مع عودة پول كاگامه من الخارج قام باعادة تشكيل قواته التي كان عددها انخفض من 5,000 مقاتل إلى اقل من 2,000 مقاتل وانسحب بقواته إلى أوغندا مرة أخرى وقام بتجنيد عدد حديث من المقاتلين وقرر استخدام نمط حرب العصابات ضد الجيش الرواندي.
في يوم4 أكتوبر قامت الحكومة الرواندية بشن هجوم مزيف ضد العاصمة كيغالى من اجل اخافة المدنيين ودفعهم للتبليغ عن المتعاطفين مع الجبهة. أدى ذلك إلى ارتكاب الكثير من المذابح بحق التوتسي وقتل حوالي 384 مدنيا في 48 ساعة واعتنطق 10,000 مدني.
استمرت حرب العصابات في عامي 1991 و1992 من دون حتى يستطيع أحد تحقيق نصرا على الأرض وفي بداية عام 1991 تحديدا في 23 يناير قامت قوات الجبهة بالاستيلاء على مدينة روهنغيري والاستيلاء على كميات من الأسلحة وتحرير المعتقلين وثم النسحاب من المدينة لاحقا. واستمرت الحرب على نمط حرب العصابات الكلاسيكي في غابات رواندا حتى عام 1992. أطلقت الجبهة اذاعة بدأت البث من أوغندا إلى رواندا في عام 1991. وكانت جميع برامجها لتأييد الجبهة متهمة النظام الرواندي باجراء عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية بحق التوتسي.
اتفاقات أروشا وما بعدها
في يوليو1992، سقطت الجبهة الوطنية الرواندية والحكومة الرواندية (التي ضمت في ذلك الحين الديمقراطيين الهوتو) على وقف إطلاق النار، وبعد شهر، سقطت الجبهة مع الحكومة الاتفاقية الأولى من عدة اتفاقات السلام (التي تعهد باسم اتفاقات أروشا للسلام). ولكن بعد سلسلة من المجازر في حق المدنيين التوتسي، خرقت الجبهة الوطنية الرواندية وقف إطلاق النار في فبراير عام 1993 وشنت هجوم واسع النطاق في شمال غرب رواندا مما ادى لنزوح مئات الآلاف. قامت القوات المسلحة الرواندية ( FAR) بوقف تقدم الجبهة الوطنية الرواندية بدعم عسكري فرنسي. استؤنفت محادثات السلام وتم توقيع اتفاق نهائي في أغسطس عام 1993 ولكن فقط بعد حتى هددت الجهات المانحة الدولية هابياريمانا حتى عرقلته المستمرة لعملية السلام من شأنها حتى تؤدي إلى بتر المساعدات الخارجية عن حكومته.
خلقت اتفاقات أروشا حكومة انتنطقية ذات قاعدة عريضة هجرت هابياريمانا في منصبه، ولكن تقاسمت السلطة مع الجبهة الوطنية الرواندية والمعارضة الداخلية. وتم ارسال بعثة لحفظ السلام من الأمم المتحدة (UNAMIR). ولكن بعد كارثة الصومال، وافق مجلس الأمن الدولي فقط على ارسال قوة صغيرة، ذات تمويل محدود من حوالي 2500 جندي من قوات حفظ السلام، مما حد بشكل كبير على قدرتهم على النجاح في نزع السلاح. بموجب الاتفاقات، تم دمج الجبهة الوطنية الرواندية في جيش وطني حديث عدده 19000 جندي و6000 من الشرطة الوطنية. مراكز القيادة تم تقاسمها بالتساوي وكان على الجبهة الوطنية الرواندية توفير 40 في المئة من الجنود. وهذا يعني أنه أصبح يتعيين على القوات المسلحة الرواندية (30000 جندي من الFAR) وعلى الجبهة الوطنية الرواندية (20000 مقاتل) تسريح نصف قواتهم. وفي لقاءه لهذه الإجراءات، عارض الكثير من ضباط الجيش الرواندي والجنود اتفاق السلام.
فيستة أبريل 1994، أطلق مهاجمون مجهولون صاروخا على طائرة هابياريمانا مما أسفر عن مقتل جميع ركابها. استولى المتطرفون الهوتوعلى الحكم واطلقوا حملة إبادة ضد التوتسي. وحرضوا على الإبادة الجماعية عن طريق نشر الصور النمطية العنصرية عن التوتسي بانهم "الإثيوبيين" الذين يريدون إعادة فرض نظام ملكي إقطاعي واستعباد الأغلبية الهوتو. تم استخدام وسائل الإعلام، لتصوير جميع المدنيين التوتسي بأنهم "طابور خامس" من الجبهة الوطنية الرواندية. بحلول يوليوعام 1994 كان هناك على الأقل نصف مليون من التوتسي، وكذلك الآلاف من الهوتو، قد ذبحوا في واحدة من أسرع عمليات الإبادة الجماعية في العالم.
العمليات العسكرية أثناء الإبادة الجماعية 1994
النتائج
الهوامش
- ^ IPEP 2000.
- ^ "Timeline: Rwanda", BBC News,ثمانية August 2008; to support wording "ostensibly ended"
- ^ "العدالة الانتنطقية ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج (DDR): حالة رواندا". المفوضية الشعبية للعدالة الانتنطقية. 2014-01-06. Retrieved 2014-01-07.
المصادر
- Dallaire, Romeo. "Shake Hands With the Devil: The Failure of Humanity in Rwanda". Arrow Books (2003). ISBNJ 0-09-947893-5
- Gourevitch, Philip (2000). (3 ed.). London; New York: Picador. ISBN .
- Government of Rwanda (2008). "History". Official Website of the Government of Rwanda. Retrieved 2011-03-08.
- Government of Rwanda (2009). "Chronology of Events Leading to Liberation". Official Website of the Government of Rwanda. Archived from the original on 2012-03-07. Retrieved 2013-05-09.
- Mamdani, Mahmood (2002). . Princeton, N.J: Princeton University Press. ISBN .
- Melvern, Linda (2000). . Zed Books.
- Prunier, Gérard (1995). (Hardcover ed.). London: C. Hurst & Co. Publishers. ISBN .
- Prunier, Gérard (2009). . Oxford: Oxford University Press. ISBN .
- Steele, Jon. "War Junkie: One Man`s Addiction to the Worst Places on Earth" Corgi (2002). ISBN 0-552-14984-5
- (PDF). The Report of International Panel of Eminent Personalities to Investigate the 1994 Genocide in Rwanda and Surrounding Events (IPEP). Addis Ababa: Organization of African Unity. 2000. Retrieved 2011-06-13.CS1 maint: others (link)
وصلات خارجية
- Rwanda Civil War, globalsecurity.org
- Human Rights Developments in Rwanda, Human Rights Watch report of 1992