برقية الملك حسين إلى الرئيس عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية العراقية حول الوضع العسكري في الضفة الغربية
برقية الملك حسين إلى الرئيس عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية العراقية حول الوضع العسكري في الضفة الغربية، فيستة يونيو1967، منشور من "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 319 - 320".
المنشور
(سعد جمعة، "المؤامرة ومعركة المصير"، بيروت: دار المحرر العربي، 1968، ص 241)
إلى سيادة الأخ الرئيس عبد الرحمن عارف
أخي. الوضع متدهور للغاية، القدس في وضع سيئ للغاية. نحن نفقد دباباتنا بمعدل واحدة جميع عشر دقائق بالإضافة إلى خسائرنا الجسيمة في الأرواح والمعدات، في كافة الأماكن. إذا العدويركز على القوات العربية في بلدكم هذا بكل قواه، ونحن في الحقيقة نعتز بوقفتها فيه، أردنية وعراقية، تروي هذه الأرض الطاهرة بالدم الزكي وتخوض فيها معركة فيها من الاستماتة والعزم والتصميم، ما يفترض أن ترويه الأجيال على مر السنين. على أننا في صمودنا هذا، يا أخي، نرى هدف العدوالرئيسي هذا البلد، ضفته الغربية، التي حملنا أمانة حفظها عربية منذ النكبة بكل أمانة وإخلاص، بعد إبادة هذه القوات، وبعد تدميرها، وتدميرنا جميعا. وهذا يتحقق مع الأسف نتيجة وجودنا دون دعم جوي، نتيجة صمودنا والتعرض للعدومنذ بداية الحركات وبكل قوانا دون مساندة عملية من ميمنتنا عسكريا.
إن لاستمرار هذا الوضع نتيجة واحدة، فقدانكم وأمة العرب لهذا المعقل ولقواتها فيه عن بكرة أبيها، بعد أروع ملحمة يسجلها تاريخنا بالدم - وكذلك فمعنى هذا انتكاسة في الجهد الحربي العربي، قد تقارب كونها كارثة ماحقة.
أخي، أرجوحتى أضع أمامك دقائق الموقف لتشاركني حمل أكبر مسؤولية قابلتها عمري.
فهمت حتى الفريق أول عبد المنعم رياض قد أبرق لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر بهذا الموقف الآن، فأرجوسرعة تقدير الوضع على ضوء ما ذكرناه وإياه، وعسى الله حتى يهدينا سواء السبيل.
بالمناسبة اتصل بنا سفير الولايات المتحدة يحمل تأكيدا قاطعا، بأنهم لمقد يكونوا على فهم مسبق - بنوايا العدو، وانهم لا يملكون حاملات في المنطقة، وأن طائرة أمريكية واحدة لم تشهجر في المعركة، ولن تشهجر. فوجدت حتى يصلكم هذا مع دقائق الموقف كاملة لأرى رأيكم. وإلى حتى يأتي، فنحن هنا نخوض معركة انتحارية، يؤلمني فيها حتى أعيش لحظات وأرى نتاج سنين طويلة من الجهد في بناء قوات هذا البلد، وهي قوات أمتنا العربية كلها، تدمر وهي تستبسل إلى النفس الأخير بشرف ورجولة، وإلى جانبها ومعها قوات الشقيقة العراق، التي وقفت شأنها دائما معنا بكل طاقاتها وإمكاناتها في أرض المعركة.
أرجوسرعة الإجابة فورا، والسلام عليكم ورحمة الله.
أخوكم: الحسين
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء