هرثمة بن أعين

هرثمة بن أعين ( ،يا ترى؟ -200هـ، ،يا ترى؟ – 816م)، هوأمير من قادة الدولة العباسية الشجعان والبناة، ولاه هارون الرشيد مصر سنة 178هـ، ثم وجهه إلى أفريقيا (القيروان وما بعدها) لإخضاع عصيان اندلع فيها، فسار هرثمة إلى القيروان سنة 179هـ، فأمن الناس وسكنهم، ولقي من أهلها ما يحب فأحسن معاملتهم، وكان إبراهيم بن الأغلب بولاية الزاب فلاطف هرثمة وتقرّب منه، فولاه ناحية هناك فحسن أمره فيها، ولكن الهدوء لم يطل إذ جمع بعض الزعماء جموعهم وساروا لقتال هرثمة، فتقدم إليهم في جيش كثيف، ففرق جموعهم بعد حتى اغتال منهم خلقاً كثيراً، ودخل تيهرت ظافراً فأطاعته القبائل، وعاد إلى القيروان وبنى فيها قصر «المنستير» على يد زكريا بن قادم، كما بنى سور مدينة طرابلس الغرب، وظل والياً على إفريقيا سنتين ونصف السنة، ولكنه حين رأى كثرة ما بها من الخلافات والمنازعات خط إلى الرشيد طالباً إعفاءه، فأمره بالقدوم عليه إلى العراق، ثم عقد له على خراسان فمضى إليها وأقام فيها، ثم ولاه غزوالصائفة سنة 191هـ.

وخرج رافع بن نصر بن سيار على الطاعة في خراسان، وكان سبب خروجه سوء سيرة علي بن عيسى بن ماهان عامل الرشيد هناك، وجرت بينه وبين علي بن عيسى سقطات، فبلغ ذلك الرشيد فعزل علي بن عيسى واستخدم هرثمة على ما كان عليه، وقيل كانت ولايته سرّاً لم يطلع عليها الرشيد أحداً، وقيل إنه لما أراد عزل علي بن عيسى استدعى هرثمة إليه، وأسرَّ إليه ذلك، ونطق له: إذا علي بن عيسى قد خط إليَّ يستمدني بالعساكر والأموال، فأظهر للناس أنك تسير نجدة إليه. وخط له الرشيد ولاية بخط يده، وأمر كتابه حتى يخطوا إلى علي بن عيسى بأنه قد سيّر هرثمة نجدة له، فسار هرثمة ولا يفهم بأمره أحد، حتى أتى «مرو» فقبض على علي بن عيسى، وعلى أهله وأصحابه وأتباعه، وأخذ أمواله فبلغت ثمانين ألف ألف، وجمعت خزائنه وأمواله فبلغت حمل ألف وخمسمئة بعير، فأخذ الرشيد ذلك كله، وكان وصول هرثمة إلى مروعاصمة خراسان سنة 192هـ.

ولما بدأت الفتنة بين الأمين والمأمون انحاز هرثمة إلى المأمون، وسار على رأس ثلاثين ألف مقاتل من جند خراسان، ملتحقاً بطاهر بن الحسين قائد المأمون الذي كان يزحف على بغداد، وبعدما ضيقا الخناق عليها تقدما إليها جميع من جهة، وكان هرثمة يحب الإبقاء على الأمين حياً، فأوفد إليه الأمين يسأله القيام بأمره، وإصلاح ما بينه وبين أخيه المأمون، على حتى يخلع نفسه عن الخلافة، ويسلم الأمر لأخيه، فخط إليه هرثمة يقول: «قد كان ينبغي حتى تدعوإلى ذلك قبل تفاقم الأمر، وأما الآن فقد جاوز السيل الزبى، وشغل الحَلْيُ أهله حتى يعار، ومع ذلك فإني مجتهد في إصلاح أمرك، فصر إليّ ليلاً لأخط بصورة أمرك إلى أمير المؤمنين، وآخذ لك عهداً وثيقاً، ولست آلوجهداً ولا اجتهاداً في جميع ما يعود بصلاح حالك ويقرّبك من أمير المؤمنين».

ووافق الأمين على ما نطقه هرثمة، وسار إليه ليلاً، ولكن جند طاهر أخذوه وهوفي الطريق إليه، ثم قتل.

وكان هرثمة قد استمال أبا السرايا الذي انحاز إلى جانب الأمين أيام الفتنة، وجمع جموعاً كثيرة في الجزيرة لقتال جند المأمون، وزاد في أرزاق أبي السرايا وأرزاق جنده، ولما اغتال الأمين، وانتظمت الدولة للمأمون أنقص هرثمة من أرزاقه وأرزاق جنده، فغضب ومضى إلى الكوفة يعيث فساداً حيثما مضى، فسار هرثمة لحربه، وحصره ومن معه في الكوفة، وضيّق عليهم كثيراً، فخرج منها أبوالسرايا هارباً، ودخل هرثمة الكوفة فآمن أهلها ولم يتعرّض لهم بسوء.

ولما فرغ هرثمة من أبي السرايا عاد إلى خراسان، مع حتى الخط أتته من المأمون تتوالى، طالباً منه العودة إلى الشام والحجاز، ولكنه أبى ونطق: لا أرجع حتى ألقى أمير المؤمنين. إدلالاً منه عليه، ولما يعهد من نصيحته له ولآبائه.

وكان الفضل بن سهل وزير المأمون يبغضه، فأثار عليه نقمة المأمون إذ أظهره بمظهر الرافض لتطبيق الأوامر حين رفض الالتحاق بالشام والحجاز كما طلب منه، وكان هرثمة قد تأخر قليلاً حتى أتى مروحيث المأمون، وخشي حتى يكتم أمر قدومه، فأمر بالطبول فضربت لكي يسمعها المأمون، فسمعها ونطق متسائلاً: ما هذا،يا ترى؟ فنطقوا هرثمة قد أقبل يرعد ويبرق.

فأمر المأمون بإدخاله، وراح يعنّفه بل شتمه حين مثل بين يديه، ولم يلق بالاً إلى اعتذاراته وكلامه، وأمر بضربه وحبسه، وأمر الفضل أعوانه بالتشديد عليه في حبسه، فمكث في الحبس أياماً، ثم دسّ إليه من قتله، وقيل بل مات.

المصادر

^ عبدومحمد. "هَرْثَمَةُ بن أَعْيَن". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-01-15.

المراجع

Crone, Patricia (1980). . Cambridge and New York: Cambridge University Press. ISBN .
Kennedy, Hugh N. (2004). (Second ed.). Harlow, UK: Pearson Education Ltd. ISBN .
Pellat, Ch. (1986). "Hart̲h̲ama b. Aʿyan". . Leiden and New York: BRILL. p. 231. ISBN .