كونستانتينوس ثيوتوكيس
ستفانوس-كونستانتينوس ثيوتوكيس (باليونانية: Στέφανος-Κωνσταντίνος Θεοτόκης؛ بالإنگليزية: Konstantinos Theotokis؛ عاش 13 مارس 1872 - 1 يوليو1923) روائي وقاص ومترجم يوناني. ويمثل المدرسة الأيونية.
ولد في كورفوKorfu (جزيرة في البحر الإيوني، لقاء الشاطئ الشمالي الغربي لليونان، واسمها القديم كيركورا Kérkyra). غادر بعد حصوله على الثانوية العامة إلى باريس حيث تفهم في جامعتها الفلسفة والأدب والعلوم الطبيعية. قام برحلات عديدة وطويلة الأمد تعهد من خلالها الشعوب والثقافات الأوربية المتنوعة، واحتكّ في ألمانية بالحركة الاشتراكية فدرس أدبياتها وتأثر بنجاح ثورة أكتوبر في روسية وتطورها إلى الاتحاد السوڤيتي.
يعد ثيوتوكيس أحد أبرز مؤسسي الأدب الاشتراكي الملتزم بقضايا الشعب اليوناني، وذلك خلال الربع الأول من القرن العشرين، إذ تناول في رواياته وقصصه مشكلات المجتمع في الريف اليوناني وحللها من منظور واقعي، بعيداً عن الوعظ والمباشرة، فكان لأعماله أثر كبير في قرائه وفي تطور الأدب الروائي اليوناني المعاصر، ولاسيما أنه تبنى الكتابة باللغة المحكية لسكان جزيرة كورفو، ودافع عنها تجاه اللغة الأدبية المنسلخة عن الواقع، حسب رأيه. فوصف في أعماله انهيار أرستقراطية الريف اليوناني وتفسخ البرجوازية وتناقضات سلوكها بين العاطفة الإنسانية والتكالب على الملكية المادية، وهاجم النظام القضائي الفاسد، متنبئاً بالتغييرات القادمة مع رياح التبدلات المتسارعة في أوربة قاطبة. ففي قصته الطويلة «الشرف والمال» (1912) I timi ke to chrima التي تقع أحداثها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تحاول الأم جاهدة حتى تجمع من عملها بائنة (دوطة) ابنتها لتوفر لها زواجاً لائقاً، ولاسيما أنها لا يمكن حتى تعوّل على زوجها في ذلك، فهوعاطل عن العمل وسكير. ولكن عندما يحمل خطيب الابنة مبلغ الدوطة تشعر الابنة الشابة بالذل والمهانة فترفض الموضوع برمته، وخاصة رضوخ أمها، وتتحول إلى عاملة مستقلة اقتصادياً وقادرة على تقرير مصيرها بنفسها.
وفي روايته «المُدان» (1912) Okatadikos يتناول ثيوتوكيس شخصية الشاب توركوجيانّوس Turkogiannos (أي ابن الهجري) الذي يتهم بقتل المزارع زوج سيدته ويُحكم عليه بالسجن المؤبد وهوصامت كأبي الهول، كيلا يفضح شرف سيدته ويسيء إلى سمعة سيده القتيل الذي رعاه وأكرمه، وذلك على الرغم من اعتراف القاتل الحقيقي بجريمته عند دخوله السجن نفسه، إذ يرى توركوجيانّوس حتى تأنيب الضمير واللقاءة الذاتية اليومية تشكل عقوبة أقسى من السجن.
أما في روايته «حياة وموت كارافيلا» (1920) I zoi ke o thanatos tu Karavela فيعرّي ثيوتوكيس دوافع التكالب على الملكية الخاصة ويكشف بواقعية مريرة سلوك ونتائج أفعال هذه النماذج من البشر ومدى الأذى المادي والمعنوي الذي يلحقونه بالآخرين.
أما آخر رواياته فكانت «العبيد المصفَّدون» I sklavi sta desma tu التي نشرت عام 1922، قبل وفاته بسنة تقريباً، وصور فيها بدقة العارف مخاوف الأرستقراطية والبرجوازية الثرية من تطورات الحركة الاجتماعية في اليونان وفي أوروبا على مكانتها ومستقبلها.
وإضافة إلى اسهامات ثيوتوكيس في السيرة والرواية، برز اسمه منذ مطلع القرن العشرين مترجماً عن اللغة الفرنسية وبوساطتها، إذ ترجم بها أبرز أعمال الواقعية الروسية.
المصادر
- نبيل الحفار. "ثيوتوكيس (كونستانتينوس ـ)". الموسوعة العربية.