كمال إبراهيم

كمال بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن حمادي (1910-1973) سياسي ومحرر عراقي. ينتمي لقبيلة العبيد العربية القحطانية الحميرية، وأهل مدينة الأعظمية، أغلبهم من أبناء هذه القبيلة.

ولد في محلة الشيوخ في الأعظمية، عام 1910م، وبها نشا وتفهم القرآن في صغره ثم أكمل دراسته الإبتدائية، ودخل مدرسة الإمام أبوحنيفة، وبعدها التحق بجامعة آل البيت، وتخرج منها عام 1927م، وسافر إلى مصر، والتحق بكلية دار العلوم عام 1928م، واستدعي إلى بغداد للتدريس عام 1929م في دار المفهمين العالية بدلا من الأستاذ أحمد حسن الزيات، ثم عاد إلى مصر، وتخرج في عام 1932م، وعين مدرسا في دار المفهمين العالية، ثم اختير مديرا عاما للنادىية، وكان من المشاركين في ثورة مايس عام 1941م، وكان يعد البيانات ويذيعها بنفسه من إذاعة بغداد السرية، وكانت الإذاعة في بعض بساتين الأعظمية، في شارع عمر بن عبد العزيز.

وبعد انتهاء ثورة رشيد عالي الكيلاني واخفاقها فصل من الوظيفة وبقي مطلوبا من السلطة الحاكمة وظل ثلاث سنوات متخفيا عن أعين السلطة، وكان يرتدي ملابس الرهبان والقسس للتمويه إذا أراد الظهور، وكان يتسار عصرا في شارع الأخطل بالأعظمية قريبا من أعدادية كلية بغداد، ولا يعهده الناس ويحسبونه من القسس في كلية بغداد.

ثم عفي عنه وأعيد مدرسا في دار المفهمين العالية، وفي عام 1950م عين مديرا عاما للنادىية مدة وجيزة، ثم عاد إلى دار المفهمين العالية، وفي عام 1971م أختاره المجمع الفهمي العراقي عضوا عاملا. وأحيل على التقاعد لتدهور صحته عام 1973م، وفي أول آذار (مارس) من عام 1973م سافرإلى دمشق ممثلا عن المجمع الفهمي العراقي في مؤتمر توحيد المصطلحات العربية، وله الكثير من الموضوعات الأدبية واللغوية في الجرائد والمجلات، كما ألقى الكثير من أحاديثه في الأدب والنقد من إذاعة بغداد، وكان من فهماء اللغة العربية الأفذاذ.

مؤلفاته

أغلاط الكتاب - طبع في بغداد عام 1935م.
عمدة الصرف - طبع في بغداد عام 1945م.
الأساس في تاريخ الأدب العربي - ألفه بالمشاركة.
أغلاط الشعراء - مخطوط.
دراسات في فقه اللغة - مخطوط.
دراسات ورسائل عن رجال الفتح الإسلامي - مخطوط.
نقود وردود في اللغة - مخطوط.

من شعره

قصيدة في وصف النبي محمد في يوم مولده نطق فيها:

محمد صفوة الدنيـا ومنقذهـا ... وواحد الخلق من عجم ومن عرب

قد كان من سبحـات الطهر نشأته ... فذكره قبله قد اتى في الخط

الوحـي يهبط بالآيات محكمـة ... والكون من رهبـوت الله في رهـب

من للرسالة يوفي حق صاحبها ... يفنى المداد وما في الأرض من خط

طلبت وصفك فيما جئت أنظمه ... فما أجابت قوافي الشعر مطلبي

أناشد الحدث الباقي فيعجزني ... أنا العيي فما أرضى لكم أدبي

هذا المقام تعود اللسن مفحمة ... منه ويعيا به ذوالمقول الذرب

لم أبك ليلى ولم أشتق إلى طلل ... ولا وقفت بذات الضال من كثب

إن خـاب جميع محـب في أحبتـه ...فـإنني برسـول الله لم أخـب

علقت منه بحبل غير منفصم ...ورحت منه بود غير منشعب

إلى قوله:

لقد اضعنا حدود الله عن سفه ... ومن يضيع حدود الله يحترب

نوازل الغرب قد هاضت جوانحنا ... فنحن ما بين مصروع ومنتحب

في جميع يوم لنا مأساة أندلس ...تسربل الأرض منهم بالدم السرب

حتى الصهايين راموا دولة لهم ... تشاد في معقل الإسلام والعرب

هذي مآتـمـنا في الشرق قائمـة ... والغرب أعراسه مـمدودة الطنب

ما حتى تعود لنا في الأرض سيرتنا ... حتى نجدد شعبا غير منشعب

يضمه الدين والأخلاق في رحم ... ويجمع السيف بين القوم في النسب

وفاته

توفي في صباح يوم الخميس 14 ربيع الثاني 1393هـ، الموافق عام 1973م، حيث كان يناقش رسالة للماجستير في الجامعة ، وبعد أنتهاء المناقشة توفي وخر صريعا في ميدان الفهم، وشيع في موكب إلى جامع أبوحنيفة لأجل الصلاة عليه، ثم دفن في مقبرة الخيزران في الأعظمية.