أوفده الله تعالى إلى فرعون وقومه، وأيده بمعجزتين، إحداهما هي العصا التي تلقف الثعابين، أما الأخرى فكانت يده التي يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء، نادى موسى إلى وحدانية الله فحاربه فرعون وجمع له السحرة ليكيدوا له ولكنه هزمهم بإذن الله تعالى, ثم أمره الله حتى يخرج من مصر مع من اتبعه، فطارده فرعون بجيش عظيم، ووقت حتى افترض أتباعه أنهم مدركون أمره الله حتى يضرب البحر بعصاه لتكون نجاته وليكون هلاك فرعون الذي جعله الله عبرة للآخرين.

أوفد موسى وهارون عليهما السلام لأشد الشعوب كرها للحق وابتعادا عنه.. لذلك كانت حياتهما مليئة بالأحداث والمواقف.

ولكي نستطيع عرض هذه السيرة بالشكل السليم.. تم تقسيمها إلى أربعة أجزاء، جميع جزء يتناول فترة من مراحل حياة هذين النبيين الكريمين.

أجزاء السيرة

النجاة في الصغر ودخول قصر فرعون

يتناول نشأة موسى عليه السلام.

قتل موسى لمصري وهربه

مرّ موسى ذات يوم في طُرُق المدينة في وقت خلت فيه الطرقات من الناس -ولعل الأمر كان ليلاً- فوجد رجلين يقتتلان، أحدهما إسرائيلي والآخر مصري. فالفرعوني أراد حتى يسخِّر الإِسرائيلي في عمل، فأبى عليه الإِسرائيلي. ولما رأى الإِسرائيلي موسى استغاث به، فاتى موسى -فأخذ بجمع يده فوكز الفرعوني وكزة فلما رآه قتيلاً بين يديه- ولم يكن يريد قتله- نطق: {هذا من عمل الشيطان إنه عدومضل مبين وأصبح موسى في المدينة خائفاً يترقب، يمرّ في طرقاتها على حذر. وبينما هوفي طريقه إذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه مرة ثانية، فأقبل عليه موسى ونطق له: {إنك لَغَوي مبين ، أي: صاحب فتن ورجل مخاصمات، ومع ذلك أخذته حماسة الفوز للإِسرائيلي، فأراد حتى يبطش بالذي هوعدوّ لهما، لكنّ الإِسرائيلي افترض أنه يريد حتى يبطش به  فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ  (سورة القصص، الآية 19) فالتقط الناس حدثة الإِسرائيلي وعهدوا منها حتى موسى هوالذي اغتال الفرعوني بالأمس. وشاع الخبر ووصل إلى القصر الفرعوني. فتذاكر آل فرعون في أمر موسى والقصاص منه. وعندما سمع ذلك ارتعب وقرر الهرب لأن الخبر ذاع ووصل لفرعون. فغادر موسى البلد واتجه إلى جهة بلاد الشام تلقاء مدين. وسار بلا ماء ولا زاد، وكان يقتات بورق الأشجار، حتى وصل إلى مدين. وفي مدين عثر سلالة من الأسرة الإِبراهيمية منحدرة من مدين "مديان" بن إبراهيم - أحد أعمام بني إسرائيل -، ولعله قصدها عامداً لفهمه بصلة القربى مع أهلها.

لقاؤه بربه

وصل موسى بعد رحلة طويلة إلى مدين وأخذت موسى غيرة على فتاتين تنتظران الرجال حتى نتهوا من ملء المياه فنطق لهما: ما خطبكما،يا ترى؟ فاعتذرتا عن عملهما في السقي دون الرجال من أسرتهما  وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ  (سورة القصص، الآية 23) أي لا يستطيع القيام بهذه المهمة نهض موسى  فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ  (سورة القصص، الآية 24) أحب أبوهما الشيخ الكبير من عودة ابنتيه مبكرتين. فقصتا عليه سيرة الرجل الغريب الذي سقى لهما، فأمر إحداهما حتى تعود إليه، وتبلغه دعوة أبيها ليجزيه على عمله  فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  (سورة القصص، الآية 25). لبى موسى الدعوة، وسار مع ابنة الشيخ، نطقوا: وقد طلب منها حتى تسير خلفه وتدله على الطريق، لئلا يقع بصره على حركات جسمها، وذلك عفة منه. ولج موسى على الشيخ الكبير، فرحب به، وقدم له القِرى، وسأله عن خطبه، فقص عليه القصص، ووصف له حاله وحال بني إسرائيل في مصر، نطق: {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة القصص، الآية 25).

وقيل حتى الشيخ هوشعيب النبي عليه السلام الذي أوفد إلى أهل مدين، وهذا هوالمشهور عند كثير من الفهماء.وقيل أنه رجل مؤمن من قوم شعيب لبعد المسافة الزمنية بين شعيب عليه السلام وبين موسى عليه السلام وهذا هوالراجح.

و قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ  (سورة القصص، الآية 26) فأُعجب الشيخ برأي ابنته، وعرض على موسى الزواج من إحدى ابنتيه اللَّتين سقى لهما موسى. و قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ  (سورة القصص، الآية 27) وبذلك شرط عليه حتىقد يكون مهر ابنته حتى يخدمه ثماني سنين، فإن زادها إلى عشر سنين فهي زيادة غير مفروضة. فوافق موسى، ونجز العقد مع الشيخ، فنطق: " ذلك بيني وبينك أيَّما الأجلين قضيتُ فلا عدوان عليّ والله على ما نقول وكيل ". وتمت المصاهرة بينهما، نطقوا: واسم ابنة الشيخ التي صارت زوجاً لموسى "صفورة". لبث موسى عند صهره الشيخ في مدين يخدمه حسب الشرط، وقضى في خدمته أوفى الأجلين وهوعشر سنين. وقد ولدت له امرأته "صفورة" في مدين ولداً سماه "جرشوم" ومعناه غريب المولد.

لقائه بالعبد الصالح

لَما التقى موسى بالخضر، قـال له: هل تأذن أيها العبد الصالح حتى تفيض عليّ بفهمك على حتى أتبعك وألتزم أمرك ونهيك،يا ترى؟ وكان الخضر قد أُلْهِم حتى موسى لا يصبر على السكوت إذا رأى ما يكره، فنطق الخضر لموسى: إنك لن تستطيع معي صبرًا، ولوأنك صحبتني سترى ظواهر عجيبة وأمورًا غريبة. فنطق موسى وكان حريصًا على الفهم توّاقًا إلى الفهم:  قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا   سورة الكهف، الآية 69.

فنطق الخضر: " إذا صحبتني آخذ عليك عهدًا وشرطًا حتى لا تسألني عن شيء حتى ينقضي الشرط وتنتهي الرحلة وإني بعدها سأبيّن لك ما استشكل عليك وأشفي ما بصدرك ".  فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا   سورة الكهف، الآية 71.

بينما هما في السفينة فوجئ موسى بأنّ الخضر أخذ لوحين من خشب السفينة فخلعهما، فنطق موسى ما أبلغ الله عنه في القرآن:  فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا  قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا   سورة الكهف، الآيتين 71 و72.

ثم ذكّره الخضر بالشرط والعهد فتذكّر موسى ونطق: لا تؤاخذني. وبينما هما على السفينة إذ اتى عصفور فسقط على حرفها فغمس منقاره في البحر، فنطق الخضر لموسى: " ما فهمي وفهمك في جنب فهم الله إلا كما نقر هذا العصفور من البحر "، أي لا نفهم من معلومات الله إلا القدر الذي أعطانا، والقدر الذي أعطانا بالنسبة لِما لم يُعطنا كما أصاب منقار العصفور من الماء حين غمسه في البحر. ولَمّا مرت السفينة بعد حين بدون حتى يغرق أحد، مرّر الخضر يده على مكان اللوحين المكسورين فعادا كما كانا بإذن الله.^{[بحاجة لمصدر]}

ولما غادرا السفينة تابعا المسير فوجدا غِلمانًا وفتيانًا يلعبون فأخذ الخضر واحدًا منهم كان كافرا لصًا قاطعًا للطريق وكان يُفسد ويقسم لأبويه أنه ما عمل فأخذه الخضر إلى بعيد أضجعه وقتله كما أبلغ الله عزّ وجل:  قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا   سورة الكهف، الآية 75.

أكمل موسى والخضر طريقهما، وانطلقا حتى أتيا قريةً وكان أهلها بخلاء لئامًا، فطافا في المجالس وطلبا طعامًا فلم يقدّم أهل القرية لهما شيئا، وردّوهما ردا غير جميل، فخرجا جائعين. وقبل حتى يجاوزا القرية، وجدا جدارًا يتداعى للسقوط ويكاد ينهار، فحمله الخضر بمعجزةٍ له بيده ومسحه فاستقام واقفًا فاستغرب موسى ونطق: " عَجَبًا أتجازي هؤلاء القوم الذين أساءوا اللقاء بهذا الإحسان، لوشئت لأخذت على فِعْلِك هذا أجرًا منهم نسدّ به حاجتنا ". فتيقّن الخضر أنّ موسى لن يستطيع بعد الآن صبرًا،  قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا   سورة الكهف، الآية 78، أما السفينة التي خرقها فكانت لمساكين يعملون في البحر فيصيبون منها رزقًا، وكان عليهم ملك فاجر يأخذ جميع سفينة سليمة تمرّ في بحره غصبًا ويهجر التي فيها خلل وأعطال. فأظهر الخضر فيها عيبًا حتى إذا اتى خدام الملك هجروها للعيب الذي فيها، ثم أصلحها وبقيت لهم. وأما الغلام الذي قتله الخضر كان كافرا وأبواه مؤمنين وكانا يعطفان عليه، نطق الخضر كرهت حتى يحملهما حبّه على أي يتابعاه على كفره فأمرني الله حتى أقتله باعتبار ما سيؤول أمره إليه إذ لوعاش لأتعب والديه بكفره ولله حتى يحكم في خلقه بما يشاء. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وتحت الجدار كنْزٌ لهما، ولَمّا كان الجدار مشرفًا على السقوط، ولوسقط لضاع ذلك الكنْز أراد الله إبقاءه لليتيمين رعاية لحقّهما. ثم نطق الخضر  وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْر   سورة الكهف، الآية 82.

عودته إلى مصر ولقاءة فرعون

يتناول عودة موسى عليه السلام لمصر داعيا إلى الله وحده، والصراع بين موسى وفرعون في مصر،

الخروج

وغرق فرعون وجنوده.

الألواح

يتناول حياة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل بعد غرق فرعون، والأحداث العظيمة التي حدثت أثناء ضياعهم في صحراء سيناء.

التيه

يتناول بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه، لكن القرآن الكريم لم يحدد لنا زمان ومكان وقوعها (مثل سيرة موسى والعبد الصالح، وسيرة قارون).

انظر أيضًا

• القرآن.
• هارون.
• الخضر.
• يوشع بن نون.

المراجع