إدوارد گيبون

عودة للموسوعة

إدوارد گيبون

إدوارد گيبون
پورتريه، زيت على كانفا، لإدوارد گيبون (1737–1794) بريشة السير جوشوا رينولدز (1723–1792)
وُلـِد 27 أبريل 1737
پتني، سري، إنگلترة
توفي يناير 16, 1794(1794-01-16) (عن عمر 56 عاماً)
لندن

إدوارد گيبون Edward Gibbon (8 مايو1737 – 16 يناير 1794)، هومؤرخ إنگليزي وعضوالبرلمان. أبرز خطه تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية الذي يعد من أبرز وأعظم المراجع في موضوعه. خط كتابه في ستة أجزاء من عام 1776-1788 م. من خلال كتابه، الذي اشتهر برصانة تحليلاته ونبرة السخرية البادية فيه، وباستخدامه للمصادرة الأصلية، لاستنكاره الصريح للديانة المنظمة (المسيحية)، إلا حتى مدى هذا الاستنكار هوموضع خلاف بين النقاد..

خط هوراس ولبول لأحد كبار المؤرخين، وهوروبرتسن، يقول "أن المؤرخين المجيدين أندر الكتاب أجمعين، ولا غرابة في هذا! فالأسلوب الجيد ليس بالأمر الشائع جداً، وأندر منه الإحاطة الدقيقة الكاملة بالحقائق، ولم تتوفر في جبون الشرط الأخير تماماً، ولكن هذا ينطق أيضاً عن تاكيتوس، وهووحده الذي يمكن حتى يقف معه على قدم المساواة بين أساطين المؤرخين.

خط جبون، أوبدأ كتابه، ست سير ذاتية، أدمجها منفذ وصيته الأدبي، وهوايرل شفيلد الأول، وفي "مذكرات. (1796) جيدة الحبك، منقاة دون موجب، وتعهد أحياناً باسم "السيرة الذاتية". كذلك كان جبون يدون يومية، بدأها في 1761 وواصل تدوينها تحت عناوين مختلفة حتى 18 يناير 1763. وقد حكم العارفون على هذه المصادر الأولى لنشأته بأنها سليمة إلى حد معقول، إلا فيما يتصل بنسبه.

وقد أنفق ثماني صفحات يفصل القول في كرم مجتده، وقد أخذه عنه النسابون القساة. فجده إدوارد جبون الأول كان أحد مديري شركة البحار الجنوبية الذين قبض عليهم بتهمة الانحراف بعد حتى تفجرت تلك "الفقاعة" (1721). وصودرت جميع ثروته التي قدرها بمبلغ 106.543 جنيه، فيما عدا 10.000 جنيه. ويروي لنا المؤرخ حتى على هذه البقية الباقية "بنى صرح ثروة جديدة... لا تقل كثيراً عن الأولى"ولم يكن موافقاً على زواج ابنه إدوارد الثاني، ومن ثم أوصى بمعظم ثروته لبنتيه كاترين وهستر وتزوجت بنت كاترين بإدوارد الثالث، الذي اقتنى فيما بعد كرسياً في البرلمان لإدوارد جبون الثالث، أما هستر فأصبحت تابعة غنية من أتباع وليم لو، وغاظت ابن أخيها ردحاً طويلاً بموتها البطيء. وقد تفهم إدوارد الثاني على يد لو، وأكمل تعليمه في مدرسة ونشستر وفي كمبردج، وتزوج جوديت بورتن، ورزق منها سبعة أطفال، ولم يجز سن الطفولة منهم غير إدوارد الثالث.

الحياة المبكرة: 1737–1752

ولد في بتن بإقليم صري فيثمانية مايو1737. وماتت أمه في 1747 بسبب حملها السبع، فانتقل الأب إلى ضيعة في الريف ببيتوريتن في هامبشير، على ثمانية وخمسين ميلاً من لندن، تاركاً الصبي في رعاية خاله ببيت جده في بتني. وهناك أكثر دارس المستقبل الانتفاع بالمخطة الحافلة بالخط. وقد بترت أمراضه المتكررة تقدمه في مدرسة ونشستر، ولكنه كان يشغل أيام نقاهته بالقراءة النهمة وأكثرها في التاريخ، خصوصاً تاريخ الشرق الأدنى "ولم يلبث محمد (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون حتى استرعوا انتباهي.. وأسلمني كتاب إلى كتاب حتى طفت بكل تاريخ الشرق. وقبل حتى أبلغ السادسة عشرة كنت قد أتيت على جميع ما خط بالإنجليزية عن العرب والفرس، والتتار والهجر". ومن هنا هذه الفصول الرائعة عن محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين، والاستيلاء على القسطنطينية.

يروي أنه حين أوفد إلى كلية مجدلين بأكسفورد وهوفي الخامسة عشرة "وصلت إليها بذخيرة من الفهم الواسعة قد تحير فقيهاً، وبدرجة من الجهل يندى لها جبين تلميذ" وكان فيه من الهزال ما يمنعه من الانخراط في الألعاب الرياضية، ومن الحياء ما يصده عن الاختلاط الطبيعي بغيره من الطلاب. وكان من الجائز حتىقد يكون تلميذاً نابغة لوقيض له مفهم كفء: ولكنه على ما كان به من شغف بالتعليم افتقد الأستاذ الشغوف بالتعليم. وكان أكثر المفهمين يسمحون لتلاميذهم بحضور المحاضرات أوالتخلف عنها، بإنفاق نصف وقتهم في "إغراءات باطلة" ومن ثم أغضوا عن "انحرافاته السلوكية، والمعاشرات الرديئة، والسهر، والإنفاق الطائش"، وحتى الرحلات الترفيهية إلى باث أولندن. على أنه "كان في من الحداثة والحياء ما يمنعني من الاستمتاع بحانات كوفنت جاردن ومواخيرها كما يستمتع بها الكثير من طلاب أكسفورد حين يلمون بلندن".

وكان أساتذة الكلية كلهم من رجال الدين، يفهمون ويسلمون بمواد الكنيسة الأنجليكانية التسع والثلاثين. وكان جبون ذا نزعة قتالية، كثير السؤال لمفهميه. ولاح له حتى الكتاب المقدس والتاريخ يبرران الكنيسة الكاثوليكية في دعواها بالأصل الإلهي. وحصل له أحد معارفه على بعض الخط المقلقة، وأهمها كتاب بوسويه "عرض للعقيدة الكاثوليكية وتاريخ المذاهب البروتستانتية"، هذه "حققت هدايتي، ولا شك أنني سقطت في يد نبيلة". وباندفاع الشباب اعترف على كاهن كاثوليكي، وقبل عضواً في كنيسة روما (8 يونيو1753).


أكسفورد، لوزان، والرحلة الدينية: 1752–1758

وأحاط أباه فهماً بالأمر، ولم يدهشه أنه نادى للعودة إلى وطنه، لأن أكسفورد لم تكن تقبل الكلاب الكاثوليك، وكان دخول بروتستانتي في الممضى الكاثوليكي الروماني- طبقاً لما يقول بلاكستون يعد "خيانة عظمى". وما أسرع ما نفى الأب المروع الفتى إلى لوزان، ورتب حتى يقيم مع راع كلفني. هناك عاش إدوارد أولاً في حالة من العناد المتجهم. ولكن المسيوبافيار كان رجلاً عطوفاً وأن أعوزه التسامح الديني، فاستشعر الصبي المحبة له في بطئ. ثم حتى الراعي كان دارساً كلاسيكياً قديراً. وتفهم جبون حتى يقرأ الفرنسية ويخطها بطلاقة الإنجليزية، واكتسب فهم طيبة باللاتينية. ولم يلبث حتى استقبلته الأسر المثقفة التي كانت طباعها وحديثها تعليماً يفضل ما لقنته أكسفورد من قبل.

فلما تحسنت فرنسيته أحس نسائم العقلانية الفرنسية تهب على لوزان. واختلف بابتهاج إلى التمثيليات التي قدمها فولتير في مونريون القريبة منه وهوبعد في العشرين (1757). "وكنت أحياناً أتعشى مع الممثلين". والتقى بفولتير، وبدأ يقرأ فولتير، وقرأ كتاب فولتير الحديث "منطق في التاريخ العام" (منطق في الأعراف). وأكب على كتاب مونسكيو"روح القوانين" (1748) وأصبح كتاب "تأملات في مسببات عظمة الرومان وتدهورهم" (1734) نقطة الانطلاق لكتاب جبون "اضمحلال الدولة الرومانية وسقوطها". أياً كان الأمر، فإن تأثير الفلاسفة الفرنسيين، فضلاً عن قراءته لهيوم والربوبيين الإنجليز، قوضا مسيحية جبون وكاثوليكيته على السواء، وأبطل قبول جبون للتنوير سراً الفوز الذي أحرزه بافيار للإصلاح البروتستانتي.

الرومانسية المحبطة

إدوارد گيبون، رسم هنري والتون (ت. 1813)

ولا بد حتى روحه انتشت حين التقى في العام نفسه (1757) بكل من فولتير وسوزان كورشو؛ وكانت في العشرين، شقراء، حسناء، مرحة، تعيش مع أبويها البروتستانتيين في كراسي، على أربعة أميال من لوزان، وكانت الروح القائدة في "جماعة الربيع"- وهي لفيف من خمسة عشرة شابة أوعشرين يلتقين في بيوت بعضهن البعض، ويغنين، ويرقصن، ويمثلن الكوميديات، ويغازلن الشباب في حكمة وتعقل. ويؤكد لنا جبون حتى "عفتهن لن تلوثها قط همسة فضيحة أوشبة". ولندعه يروي السيرة: "في زيارتها القصيرة لبعض أقربائها في لوزان كان ظرف الآنسة كورسو، جمالها، وسعة فهمها، محل إعجاب الجميع. وقد أثار فضولي نبأ هذه العجيبة. فرأيت، وأحببت. ووجدتها مثقفة دون تنطع، مرحة في حديثها، نقية في عاطفتها، وشيقة في طباعها. وكانت ثروتها متواضعة، ولكن أسرتها محترمة... وقد أذنت لي بأن أزورها مرتين أوثلاثاً في بيت أبيها. وأنفقت أياماً سعيدة هناك... وقد شجع والدها هذه الصلة تشجيعاً كريماً فأشبعت حلمي بالسعادة العظمى".

ويبدوحتى خطبتهما عقدت رسمياً في نوفمبر 1757، ولكن موافقة سوزان كانت مشروطة بوعد جبون بالعيش في سويسرا. وفي غضون هذا أمر أبوه- الواثق بأن ابنه غدا الآن بروتستانتياً صالحاً- بأن يعود إلى وطنه ويستمع إلى الخطط التي وضعت له. ولم يكن جبون حريصاً على العودة، لأن أباه كان قد اتخذ زوجة ثانية، ولكنه أطاع، ووصل لندن فيخمسة مايو1758،يا ترى؟ "وسرعان ما تبينت حتى أبي يرفض هذا الزواج الغريب، وأنني سأكون مملقاً عاجزاً إذا أبى الموافقة. وبعد كفاح أليم أذعنت لإرادة أبي: تنهدت كعاشق وأطعت كإبن". ثم نقل تنهده إلى سوزان برسالة خطها في 24 أغسطس. ورتب له أبوه راتباً سنوياً قدره 300 جنيه. وكسبت زوج أمه عهدانه بصنيعها لأنها لم تنجب، ولم يلبث حتى نمت في قلبه محبته. وأنفق شطراً كبيراً من دخله على الخط، و"كونت بالتدريج مخطة كبيرة منقاة، وهي ركيزة مؤلفاتي، وخير عزاء لي في الحياة".

المجد الأول والجولة الكبرى: 1758–1765

قلعة پورتشستر أصبحت تحت قيادة گيبون لفترة وجيزة وهوضابط في مليشيا هامپشير

.]]

وكان قد بدأ منطقاً في لوزان وأتمه في بوريتون (حيث كان ينفق الصيف) وعنوان الموضوع "في دراسة الأدب":، وقد نشر باندن في 1761 وبجنيف في 1762. وإذ كان مكتوباً بالفرنسية، ويتناول أول ما تناول الأدب والفلسفة الفرنسية، فإنه لم يثر ضجة في إنجلترا، ولكنه استقبل في القارة استقبال إنجاز ممتاز لفتى في الثانية والعشرين. وقد احتوى بعض الأفكار ذات الدلالة في كتابة التاريخ. " حتى تاريخ الإمبراطوريات هوتاريخ شقاء الإنسان، وتاريخ الفهم هوتاريخ عظمته وسعادته... والاعتبارات كثيرة تجعل هذا النوع الثاني من الدراسة غالياً في عيني الفيلسوف"(59). ومن ثم "إذا لم يكن الفلاسفة دائماً مؤرخين، فمن المرغوب فيه على الأقل حتىقد يكون المؤرخون فلاسفة"(60). وقد أضاف جبون في "مذكراته" هذه العبارة "منذ شبابي الباكر تاقت نفسي إلى حتى أكون مؤرخاً"(61). وراح يفتش عن موضوع يلائم الفلسفة والأدب كما يلائم التاريخ. أما التاريخ في القرن الثامن عشر فلم يدع أنه فهم من العلوم، لا بل أنه تاق إلى حتىقد يكون فناً. أما جبون فأحس بأنه يريد حتى يخط التاريخ بوصفه فيلسوفاً وفناناً: يعالج موضوعات واسعة في منظور واسع، ويسبغ على فوضى المواد دلالة فلسفية وشكلاً فنياً. غير أنه نادى فجأة من الدراسة إلى العمل. ذلك حتى إنجلترا تعرضت غير مرة خلال حرب السنين السبع لخطر الغزومن فرنسا. واستعداداً لهذا الطارئ كون أعيان الإنجليز مليشيا تذود عن البلاد خطر الغزوأوالتمرد. ولم يسمح إلا لذوي الأملاك بأنقد يكونوا ضباطاً. وعين جبون الأب ضابطاً كبيراً والابن ضابطاً صغيراً في يونيو1759. والتحق إدوارد الثالث بفرقته في يونيو1760، وبقي معها حتى ديسمبر 1762 فترات منبترة، يتنقل من معسكر إلى معسكر. ولم يكن بالرجال الصالح للحياة العسكرية، وأصابه "الملل من رفاق لم يؤتوا فهم الدارسين ولا طباع السادة المهذبين".


الإخفاق الأدبي

وفي حياته العسكرية عثر صفنه يتمدد بما فيه من سائل. "اضطررت اليوم (6 سبتمبر 1762) لاستشارة الجراح المستر أندروز في أمر علة أهملتها بعض الوقت، وهي ورم في خصيتي اليسرى يخشى حتى تكون خطيرة". ففصد وأعطي مسهلاً، ولم يسفر هذا العلاج إلا عن تخفيف مؤقت. وقد قدر لهذه "العلة" حتى تعذبه حتى كانت القاضية عليه.

وفي 25 يناير 1763 انطلق في رحلة إلى القارة. وتوقف برهة في باريس حيث التقى بدلامبير، وديدرو، ورينال، وغيرهم من نجوم حركة التنوير. "كان لي مكان خلال أربعة أيام في الأسبوع... على الموائد المضيافة للسيدتين جوفران وبوكاج، وهلفتوس الذائع الصيت، والبارون دولباخ... ومرقت أربعة عشر أسبوعاً دون حتى أحس بها، ولكن لوكنت غنياً غير معتمد على أبي لأطلت المكث في باريس وربما جعلتها مستقري".

وفي مايو1763 وصل إلى لوزان حيث أقام قرابة عام. ورأى الآنسة كورشو، ولكن حين وجدها موفقة في خطبتها، ولم يحاول حتى يجدد صداقته بها. ويعترف في هذه الزورة الثانية لسويسره قائلاً "أن عادات المليشيا وتمثلي بمواطني أفضيا بي إلى شيء من الإفراط الصاخب في الشراب، وقبل حتى أرحل كنت قد فقدت عن جدارة رأي الناس الطيب في، وهوالرأي الذي ظفرت به في أيام سلوكي الأفضل". وقد خسر مبالغ كبيرة في القمار، ولكنه واصل دراساته إعداداً لإيطاليا، ومكباً على القديم من الميداليات، والعملات، وأدلة السياح، والخرائط.

وفي أبريل 1764 عبر جبال الألب. وأنفق ثلاثة أشهر في فلورنسة، ثم مضى إلى روما. وأرشده مغترب اسكتلندي بين أطلال العصر الكلاسيكي القديم "في جهد يومي امتد ثمانية عشر أسبوعاً". يقول "في روما، وفي الخامس عشر من أكتوبر 1764، بينما أنا جالس مستغرقاً في تأملاتي وسط خرائب الكابتول، وبينما الرهبان الحفاة يرتلون صلوات العشاء في معبد جوبتر، خطرت لي لأول مرة فكرة الكتابة عن اضمحلال وسقوط المدينة لا الإمبراطورية". وانتهى به التفكير إلى حتى يرى في ذلك التفسخ المدمر "أعظم بل من الممكن أرهب مشهد في تاريخ الإنسان". وبعد حتى ألم بنابلي، وبادوا، والبندقية، وفتشنتسا، وفيرنا، عاد إلى لندل بطريق تورين وليون وباريس ("أسبوعان سعيدان آخران") (25 يوليو1765).

وكان يقضي معظم وقته الآن في بوريتون، لذلك جاز لنفسه بأن يتلهى بالبدء في كتابة تاريخ لسويسرا بالفرنسية. فلما رأى هيوم المخطوطة في لندن، خط إلى جبون (24 أكتوبر 1767) يرجوه حتى يستعمل الإنجليزية ويتنبأ بأن الإنجليزية ستبز عما قريب الفرنسية انتشاراً ونفوذاً، ثم نبه جبون إلى حتى استعماله للفرنسية أسلمه "إلى أسلوب فيه من الشاعرية والمجاز والإسراف في التلوين أكثر مما تسمح به لغتنا في المؤلفات التاريخية". وقد اعترف جبون بعد ذلك قائلاً "أن عاداتي القديمة... شجعتني على حتى أخط بالفرنسية لقارة أوربا، ولكنني أنا نفسي كنت شاعراً بأن أسلوبي، الذي كان يعلوعلى النثر ويدنوعن الشعر، وقد انحدر إلى أسلوب خطابي طنان شديد الأطناب". وخلف له موت أبيه (10 نوفمبر 1770) ثروة وفيرة. وفي أكتوبر 1772 اتخذ مقامه الدائم في لندن. "وما حتى أستقر بي المقام في بيتي ومخطي حتى اضطلع بتأليف المجلد الأول من تاريخي".

وقد جاز لنفسه بألوان كثيرة من الترفيه- أمسيات في بيت هوايت، واختلاف إلى "نادي" جونسن، ورحلات إلى برايتن، وباث، وباريس. وفي 1774 أنتخب عضواً في البرلمان عن "دائرة جيب" يتحكم فيها قريب له. وقد لزم الصمت وسط المناقشات التي دارت في مجلس العموم. وخط (25 فبراير 1775) يقول "ما زلت صامتاً. حتى الأمر أرهب مما تصورت، فحول الخطابة يملأونني يأساً، وأضعفهم يملأنني رعباً". غير حتى "الدورات الست التي قضيتها في البرلمان كانت لي مدرسة فهمتني الحكمة المهذبة، وهي أولى فضائل المؤرخ وألزمها"وحين اكتنفه الجدل حول أمريكا، صوت بانتظام في جانب سياسة الحكومة، ووجه للأمة الفرنسية "مذكرات تبريرية" (1779) بسط فيها حجج إنجلترا ضد مستعمراتها الثائرة. وقد أجيز بمقعد في مجلس التجارة والمزارع، أتاه بسبعمائة وخمسين جنيهاً في السنة. واتهمه فوكس بالتكسب من ذلك الفساد السياسي الذي أوضح أنه من مسببات اضمحلال روما. ونطق الظرفاء حتى جورج الثالث اقتنى حبون مخافة حتى يسجل اضمحلال وسقوط الإمبراطورية البريطانية.

تاريخ تراجع وسقوط الامبراطورية الرومانية: 1776–1788

لوحة زرقاء تشير لمنزل گيبون في شارع بنتينك، لندن.

كان شغل جبون الشاغل بعد عام 1772 كتابه في التاريخ، وقد عثر من العسير عليه حتى يفكر جدياً في أي شيء سواه. "لقد بذلت محاولات كثيرة قبل حتى استقر على أسلوب وسط بين سجل الأخبار الممل والعرض الخطابي البليغ. وخط الفصل الأول ثلاث مرات، والثاني والثالث مرتين، قبل حتى أرضى رضاء معقولاً عن سقطها". لقد عقد عزم على حتى يجعل كتابه التاريخي أثراً أدبياً.

وفي 1775 عرض جبون مخطوطة الفصول الستة عشر الأول على ناشر رفضها لأنها تكلفه ثمناً غالياً يحول دون النشر. واشهجر كتيبان آخران هما توماس كولدويل ووليم ستراهان في مغامرة طبع المجلد الأول من "اضمحلال الإمبراطورية الروماني وسقوطها" (17 فبراير 1776). وبيعت النسخ الألف بحلول 26 مارس رغم حتى الكتاب ثمن بجنيه إنجليزي (26 دولاراً). ونفدت طبعة ثانية من ألف وخمسمائة نسخة صدرت في ثلاثة يونيوبعد صدورها بثلاثة أيام. "كان كتابي على جميع خوان، وعلى جميع تسريحة تقريباً". وأجمعت دنيا الأدب على الثناء عليه وهي على ما عهد فيها من تحاسد وتنابذ يمزقها. وبعث وليم روبرتسن إلى المؤلف بعبارات التحية السخية، أما هيوم فقد خط في هذا العام الذي توفي فيه إلى المؤلف رسالة يقول جبون إنها "أجزلت له المكافأة على جهد سنين عشر. وصرح هوراس ولبول غداة نشر الكتاب لوليم ميسن: "ها قد صدر للتووالساعة أثر من عيون الأدب حقاً".

وقد استهل الكتاب استهلالاً منطقياً وجريئاً بثلاثة فصول عميقة فصلت الامتداد الجغرافي والتنظيم العسكري والبناء الاجتماعي والتكوين القانوني للإمبراطورية الرومانية عند موت مرقص أوريليوس (180م) وفي رأي جبون حتى السنين الأربع والثمانين السابقة لهذا التاريخ قد شهدت الإمبراطورية في أوج كفاية موظفيها ورضى شعوبها. " لوحتى إنساناً إليه حتى يحدد فترة في تاريخ العالم كانت فيها حال النوع الإنساني غاية في السعادة والرخاء، لاختار دون تردد الفترة التي امتدت من وفاة دوميشيان إلى تولي كومودس (180). فقد كان ملك الإمبراطورية الرومانية الشاسع محكوماً بسلطة مطلقة، وبهدى من الفضيلة والحكمة. وكانت الجيوش تضبطها يد أربعة أباطرة متعاقبين، جمعت بين الحزم والرفق، وهم حكام فرضت شخصياتهم وسلطتهم الاحترام التلقائي. وصان أشكال الإدارة المدنية في عناية ودقة الأباطرة نيرفا، وتراجان، وهادريان، والانطونيان، هؤلاء الذين كانت صورة الحرية مبعث ابتهاج لهم، وسرهم حتى يروا أنفسهم خدام القوانين والمسئولين... ولقيت جهود هؤلاء الملوك خير جزاء في فخر الفضيلة الحق، والبهجة العميقة، يستشعرونها حين يرون السعادة العميقة التي كانوا صناعها".

غير حتى جبون استوعب "تزعزع السعادة التي تعتمد بالضرورة على خلق رجل واحد. ولعل اللحظة القاضية كانت وشيكة، حين يسيء فتى إباحي أوطاغية حسود.. استعمال السلطة المطلقة". لقد كان "الأباطرة الصالحون" تنتخبهم ملكية متبنية- فكل حاكم يورث سلطانه لعضومختار ومدرب من حاشيته. وقد جاز مرقص أوريليزس بأن يرث السلطة الإمبراطورية ابنه الحقير كومودس، وأرخ جبون اضمحلال الإمبراطورية منذ توليه العرش. ثم مضى جبون إلى حتى ظهور المسيحية أعان على ذلك الاضمحلال. وهنا تخلى عن اتباع رأي مونتسكيوالذي لم يقل شيئاً كهذا في كتابه "عظمة الرومان وانحطاطهم"، إنما اتبع فولتير، وكان موقفه عقلانياً خالصاً، فقد تجرد من أي ميل للنشوة الصوفية أوالإيمان المملوء بالراتى،

وأعرب عن رأيه في فقرة تشم فيها نكهة فولتيرية. نطق: "أن شتى أساليب العبادة السائدة في العالم الروماني كانت كلها في نظر الشعب سواء في الصدق وفي نظر الفيلسوف سواء في الكذب، وفي نظر الحاكم سواء في النفع. إلى غير ذلك أثمر التسامح انسجاماً دينياً"(، وكان جبون يتجنب عادة أي تعبير مباشر بعدائه للمسيحية، فقد كانت لا تزال هناك قوانين في سجلات إنجلترا التشريعية تعد هذا التعبير جريمة خطيرة. مثال ذلك "إذا أنكر إنسان نشئ على الديانة المسيحية، كتابة"،... صدق المسيحية، كان عقابه إذا عاد... السجن ثلاث سنوات دون قبول كفالة عنه". ودرءاً لهذا العناء اتخذ الإلماع الخفي والتهكم الشفاف عنصرين من عناصر أسلوبه، ونوه في حرص إلى أنه لن يناقش مصادر المسيحية الأولية وفوق الطبيعة، بل سيكتفي بمناقشة العوامل الثانوية والطبيعية في أصل المسيحية ونموها. وأدرج في هذه العوامل الثانوية "أخلاقيات المسيحيين الطاهرة الصارمة" في القرن المسيحي الأول، ولكنه أضاف عاملاً آخر "غيرة المسيحيين لا مرونة فيها (ولا تسامح إذا جاز لنا حتى نستعمل هذا التعبير)"ومع أنه امتدح "وحدة الجمهورية المسيحية وانضباطها"، فإنه لاحظ أنها "شيئاً فشيئاً كونت دولة مستقلة متعاظمة في قلب الإمبراطورية الرومانية". وقد رد بوجه عام تقدم المسيحية في أول عهدها إلى العملية الطبيعية لا إلى المعجزة، ونقل الظاهرة من اللاهوت إلى التاريخ.

ولكن كيف من الممكن أن أعانت المسيحية على اضمحلال روما،يا ترى؟ أولاً بإضعاف إيمان الشعب بالدين الرسمي، وبذلك قوضت أسا الدولة التي سندها ذلك الدين وقدسها. (وهذا من طبيعة الحال كان بالضبط حجة اللاهوتيين على جماعة الفلاسفة). وارتابت الحكومة الرومانية في المسيحيين بحجة أنهم يؤلفون جماعة سرية معادية للخدمة العسكرية، ويصرفون الناس عن الأعمال النافعة إلى الهجريز على الخلاص السماوي. (فالرهبان في رأي جبون كانوا رجالاً متبطلين استسهلوا التسول والصلاة على العمل). أما الملل الأخرى فكان في الاستطاعة التسامح معها لأنها كانت متسامحة ولأنها لم تعرض وحدة الأمة للخطر، وكان المسيحيون هم الملة الجديدة الوحيدة التي نددت بسواها من الملل وحكمت عليها بأنها شريرة هالكة، وتنبأت صراحة بسقوط "بابل"- أي روما. وقد عزا جبون قدراً كبيراً من هذا التعصب لأصل المسيحية اليهودية، ومضى ممضى تاسيتوس في التنديد باليهود في نقاط شتى في روايته. وحاول حتى يفسر اضطهاد نيرون للمسيحيين على أنه في حقيقته اضطهاد لليهود، وليس لهذه النظرية اليوم مؤيد. وكان أكثر توفيقاً في اتباع رأي فولتير في إنقاص عدد المسيحيين الذين استشهدوا على يد الحكومة الرومانية، فلم يزيدوا في تقديره على الألفين على الأكثر، ووافق فولتير على حتى "المسيحيين، على مدى خلافاتهم الداخلية (منذ قسطنطين) أسقطوا بعضهم ببعض من أعمال القسوة ما أفدح بكثير مما لا قوة من تعصب الكفار"، وأن "كنيسة روما دافعت بعنف عن الإمبراطورية التي اكتسبتها بالحيلة".

وقد أثار هذان الفصلان الختاميان (15- 16) ردوداً كثيرة اتهمت جبون بعدم الدقة، أوالتحيف، أوعدم الإخلاص. أما جبون ففي تجاهل مؤقت لنقاده جاز لنفسه بالاستمتاع بإجازة طويلة في باريس (مايوإلى نوفمبر 1777). ودعته سوزان كورشوالتي أصبحت زوجة جاك نكير المصرفي ووزير المالية إلى بيتهم. وكانت الآن في وضع مريح جداً بحيث لم يسوءها ما تجاوز من أنه "تنهد تتنهد العاشق، وأطاع طاعة الابن". أما المسيونكير، الذي لم تخالجه الغيرة قط، فكثيراً ما كان يهجر العاشقين السابقين وحيدين ويمضي إلى عمله أوفراشه. وشكا جبون قائلاً "أيمكن حتى يهيناني إهانة أقسى من هذه،يا ترى؟ يا لها من طمأنينة وقحة!" أما جرمين، ابنة سوزان، (وهي التي أصبحت فيما بعد مدام دستال (فقد طابت لها صحبته حتى لقد جربت ألاعيبها المنفتحة عليه (وهي بعد في الحادية عشرة) وعرضت حتى تتزوجه حتى تحتفظ به في الأسرة. وفي بيت نكير التقى بالإمبراطور يوزف الثاني، وفي فرساي قدم إلى لويس السادس عشر، الذي قيل إنه شارك في ترجمة المجلد الأول إلى الفرنسية. واحتفى به القوم في الصالونات لا سيما صالون المركيزة دودفان، التي وجدته "لطيفاً مؤدباً... أرقى من جميع الأشخاص الذين عاشوا معهم تقريباً"، ولكنها حكمت على أسلوبه بأنه "منمق؛ خطابي"، وأنه "يجري على طريقة أدبائنا المعترف بهم. وقد رفض دعوة من بنيامين فرانكلن، ببطاقة ذكر فيها أنه مع احترامه للمبعوث الأمريكي رجلاً فيلسوفاً، إلا أنه لا يستطيع حتى يراه أمراً ينسجم مع واجبه قبل مليكه حتى يدخل في أي حديث مع رجل مع الرعايا الثائرين. ورد فرانكلن بأنه يكن من الاحترام الشديد للمؤرخ ما يجعله سعيداً- حتى خطر لجبون يوماً حتى يتخذ من اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وسقوطها موضوعاً للتأليف- بأن يزوده ببعض المواد المتصلة بالموضوع".

فلما عاد جبون إلى لندن، أعد رداً على نقاده- " دفاع عن بعض فقرات وردت في الفصلين الخامس عشر والسادس عشر من تاريخ اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" (1779) وقد تناول خصومه اللاهوتيين في إيجاز ورفق، ولكنه قليلاً في رده على هنري ديفز، وهوفتى في الحادية والعشرين كان قد اتهم جبون في كتاب من 284 صفحة بأخطاء سببها عدم الدقة. وقد اعترف المؤرخ ببعض الأخطاء ولكنه أنكر "تعمد التحريف، والأخطاء الجسيمة، والانتحالات الذليلة". واستقبل هذا "الدفاع" عموماً على أنه رد موفق. وبعدها لم يرد جبون على النقد إلا عرضاً في "المذكرات"، ولكنه عثر مكاناً لبعض المديح الذي أسبغه على المسيحية على سبيل المصالحة في أجزاء الكتاب التالية.

وقد ازداد تأليفه سرعة بفقده كرسيه في البرلمان (أول سبتمبر 1780)، فصدر المجلدان الثاني والثالث من "التاريخ" في أول مارس 1781 وقد استقبلا استقبلاً هادئاً. ذلك حتى غزوات القبائل الهمجية كانت سيرة قديمة، أما المناقشات الطويلة المتخصصة للهرطقات التي أثارت الكنيسة المسيحية في القرنين الرابع والخامس فلم يكن فيها ما يشوق جيلاً من الشكاك الدنيويين. وكان جبون قد أوفد سلفاً نسخة من المجلد الثاني إلى هوراس ولبول، فزار الآن ولبول في ميدان باركلي، وأحزنه حتى ينطق له "إن في الكتاب إسهاباً كثيراً عن الأريوسيين والأونوميين وأشباه البلاحيين... بحيث أنني أخشى أن القليلين سيصبرون على قراءة السيرة رغم أنك خطتها كأفضل ما يمكن كتابتها". وخط ولبول يقول "من تلك الساعة إلى الآن لم أره قط، مع أنه اعتاد حتى يزورني مرة أومرتين جميع أسبوع". وقد وافق جبون فيما بعد على رأي ولبول.

واستعاد المجلد الثاني الحياة حين تصدره قسطنطين. وقد فسر جبون دخوله الشهير في المسيحية على أنه عمل من أعمال الحنكة في فن الحكم. ذلك حتى الإمبراطور كان قد استوعب حتى تطبيق أحكم القوانين أمر قاصر وغير مأمون، وأنها قلما تلهم بالفضيلة، وليس في قدرتها دائماً حتى تكبح جماح الرذيلة". وفي وسط فوضى الأخلاق والاقتصاد والحكم في الإمبراطورية الممزقة، "قد يلحظ حاكم حصيف في سرور تقدم دين يبث بين الناس نسقاً من المبادئ الخلقية خيراً شاملاً للجميع، مكيفاً لكل واجب وكل ظرف من واجبات الحياة وظروفها، مزكى باعتباره إرادة الإله الأعلى وفكره، منفذاً بتكريس من الثواب أوالعقاب الأبديين". أي حتى قسطنطين استوعب حتى العون المستمد من دين فوق طبيعي هوعون عظيم القيمة للأخلاق والنظام الاجتماعي والحكومة. ثم جرى قلم جبون بمائة وخمسين صفحة بليغة محايدة عن يوليان المرتد.

وقد ختم الفصل الثامن والثلاثين والمجلد الثالث بهامش امتدح ما تحلى به جورج الثالث من "حب خالص كريم للفهم وللبشر". وفي يونيو1781، وبمساعدة اللور نورث، أعيد انتخاب جبون للبرلمان، حيث استأنف تأييده للوزارة. على حتى سقوط اللور نورث (1782) أنهى حياة مجلس التجارة وأطاح بوظيفة جبون فيه؛ "لقد جردت من راتب مريح مقداره 750 جنيهاً في العام". فلما شغل نورث مكاناً في وزارة ائتلاف (1783)، تقدم جبون بطلب وظيفة شرفية أخرى. ولكنه لم ينلها "ما كنت لأستطيع بغير ولج إضافي حتى أحتفظ طويلاً أوبحكمة وتدبر بأسلوب الإنفاق الذي ألفته". وقدر حتى في استطاعته الاحتفاظ بذلك الأسلوب في لوزان، حيث كان لجنيهاته الإسترلينية ضعف قوتها الشرائية في لندن. وعليه فقد استنطق من البرلمان، وباع جميع ممتلكاته المنقولة غير الشخصية، فيما خلا مخطته، وفي 15 سبتمبر 1783 رحل عن لندن "بدخانها وثرائها وضوضائها" قاصداً لوزان. وهناك قاسم صديقه القديم جورج ديفران قصراً مريحاً. وأنا أشرف على منظر مترام يجمع بين الوادي والجبل والماء، وبدلاً من الإطلال على حوش مبلط مساحته اثنا عشر قدماً مربعاً". ووصلته خطه الألفان بعد حتى تأخرت قليلاً، فشرع في تأليف المجلد الرابع.

وكان قد خطط أول الأمر حتى ينهي "الاضمحلال والسقوط" بفتح روما عام 476. ولكنه بعد حتى نشر المجلد الثالث "بدأت أتوق إلى الواجب اليومي، إلى البحث النشيط الذي يسبغ على جميع كتاب قيمة، وعلى جميع تحقيق هدفاً". ومن ثم استقر رأيه على حتى يفسر تعبير "الإمبراطورية الرومانية: على أنها تنتظم الإمبراطورية الشرقية كما تنتظم الغربية، وأن يواصل قصته حتى يبلغ بها تدمير الحكم البيزنطي بفتح الأتراك للقسطنطينية عام 1453. إلى غير ذلك أضاف ألف سنة إلى مجال دراسته، واضطلع بمئات المواضيع الجديدة التي تتطلب البحث الشاق المضني.

وقد احتوى المجلد الرابع على فصول رائعة عن جستنيان وبلساريوس، وفصل عن القانون الروماني ظفر بمديح عظيم من فقهاء القانون، وفصل ممل عن مزيد من الحروب التي استعرت بين اللاهوتيين المسيحيين. وخط ولبول يقول: "ليت المستر جبون لم يسمع قط بالمونوفيزيين (القائلين بطبيعة المسيح الواحدة) أوالنساطرة أوأي من هؤلاء الحمقى!". وقد تحول جبون في المجلد الخامس في تخفيف واضح إلى ظهور محمد (صلى الله عليه وسلم) وفتح العرب للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وأغدق على النبي والخلفاء الحربيين جميع التفهم المحايد الذي خانه في حديثه عن المسيحية. وأعطته الحروب الصليبية موضوعاً مثيراً آخر في المجلد السادس، وكان استيلاء محمد الفاتح على القسطنطينية الذروة لمؤلفه والتاج الذي كلل عمله.

وقد لخص جهوده في الفصل الأخير في جملة مشهورة: "لقد وصفت فوز الهمجية والدين". ولم ير في العصور الوسطى غير الفجاجة والخرافة وهوما رآه فيها فولتير، أستاذه الذي لم يقر بفضله. وقد صور حالة الخراب التي آلت إليها روما في 1430 واستشهد برثاء بودجولها إذ نطق "ليت شعري أي خطب دهي بهاء الدنيا هذا! لشد ما انهار، وتغير، وشاه منظراً!"- رأى خراب الآثار والفن الكلاسيكيين أوتهدمهما، وساحة روما وقد حجبها نموالحشائش واحتلتها الماشية والخنازير. واختتم جبون في حزن بهذه العبارة "وسط خرائب الكابتول خطر لي لأول مرة خاطر القيام بهذا العمل الذي أبهج ودرب عشرين سنة من حياتي تقريباً، عمل أسلمه في النهاية إلى فضول جمهور القراء وصراحتهم أياً كان قصوره عن حتى يدرك مرامي". وقد استحضر في "مذكراته" تلك الساعة، ساعة الخلاص المفعمة بالمشاعر المتناقضة:

"وفي عشية السابع والعشرين من يونيو1787، بين الحادية والثانية عشرة، خطت آخر السطور في آخر صفحة، في مظلة صيفية في حديقتي، وبعد حتى وضعت قلمي تجولت مرات... في مسار مغطى من أشجار السنط، يشرف على مشهد يجمع بين الريف، والبحيرة، والجبال... ولست أريد إخفاء مشاعر الفرح التي غمرتني لاستعادتي حريتي، وربما لتوطيد شهرتي. ولكن سرعان ما أذلت كبريائي وأشاعت في عقلي اكتئاباً هادئاً، فكرة فراقي فراق الأبد لرفيق قديم أنيس، وأنه أياً كان مصير كتابي مستقبلاً، فإن حياة المؤرخ لا محالة قصيرة مزعزعة".


السنوات اللاحقة: 1789–1794

وصف المسيوبافيار جبون وهوفي السادسة عشرة بأنه "جسد قصير نحيل يعلوه رأس كبير"(. وإذ كان يكره الرياضة ويحب الطعام، فإنه سرعان ما اكتسب استدارة في الجسم والوجه، وأصبح له كرش محترم يعتمد على ساقين نحيلتين، أضف إلى ذلك شعراً أحمر جعده من الجنب وعقصه من الخلف، وقسمات ملائكية لطيفة، وأنفاً دقيقاً، وخدين منتفختين، وذقناً ملغداً، وأهم من ذلك كله جبين عريض عال يعد بـ "إنجازات عظيمة القدر والخطر" والجلال واتساع المرمى. وكان تقريباً لجونسن في شهيته ولولبول في نقرسه. وقد تضخم صفنه بشكل مؤلم عاماً بعد عام حتى أبرزته سراويله الضيقة بروزاً مزعجاً. ولكنه رغم معايبه كان مغروراً بمظهره ولباسه، وصدر المجلد الثاني من كتابه بصورته التي رسمها له رينولدز. وكان يحمل علبة نشوق في خاصرته، وينقر عليها نقراً خفيفاً إذا احتد أوأراد حتى يصغي إليه سامعيه. وكان أـنانياً شأن أي رجل له هدف يستغرقه. ولكنه كان صادقاً "لقد وهبت مزاجاً بشوشاً، وحساسية معتدلة (ولكن دون إسراف في العاطفة) وميلاً فطرياً للاسترخاء".

وفي 1775 أنتخب عضواً في "النادي". وكان كثير التردد عليه نادر الكلام فيه، يبغض فكرة جونسن عن الحديث. وكان جونسن يعلق على "دمامة" جبون على نحومسموع أكثر مما ينبغي، أما جبون فكان يصف هذا "الدب الأكبر" بأنه "علام حكيم" وأنه "عدولاً يغفر"، و"عقل متعصب تعصباً أعمى وإن كان قوياً، يتلقف أي عذر ليبغض من يخالفون عقيدته ويضطهدهم". وأما بوزويل، الذي لم يكن يشعر بشفقة على غير المؤمنين، فقد وصف المؤرخ بأنه "إنسان دميم مغرور مقزز" ينغص على "منتدانا الأدبي". ومع ذلك فلا بد حتى جبون كان له أصدقاء كثيرون، لأنه في لندن كان يتناول العشاء خارج بيته جميع ليلة تقريباً.

وقد قدم من لوزان إلى لندن في أغسطس 1787 ليشرف على طبع المجلدات الرابع والخامس والسادس، والتي صدرت في عيد ميلاده الحادي والخمسين فيثمانية مايو1788، وأتته بأربعة آلاف من الجنيهات، ويعد هذا من أعلى الأتعاب المدفوعة لمؤلف في القرن الثامن عشر. ويقول "أن خاتمة مؤلفي عمت قراءتها واختلف الحكم عليها... ومع ذلك يظهر على الجملة حتى "تاريخ الاضمحلال والسقوط قد أصل جذوره سواء في أرض الوطن أوخارجه، ولعل ذمه سيستمر بعد مائة عام". وكان آدم سمث قد وضعه عملاً "على رأس معشر الأدباء قاطبة، والموجودين الآن في أوربا". وفي 13 يونيو1788، خلال محاكمة هيستنجز في وستمنستر هول، طاب لجبون حتى يسمع من شرفة الزائري شريدان يشير في خطاب من أروع خطبه إلى "صفحات جبون الوضاءة" (Luminous). وفي رواية غير محتملة التصديق حتى شريدان زعم فيما بعد أنه نطق (Voluminous) أي غزيرة الإنتاج، ولكنها صفة لا يمكن حتى تنعت بها الصفحات، والصفة الأولى هي ولا ريب اللفظ المطابق لمقتضى الحال.

وفي يوليو1788 قفل جبون إلى لوزان. وبعد عام توفي ديفرادن مخلفاً بيته لجبون ما بقي من عمر المؤرخ. هنالك عاش جبون في رغد، يقوم على خدمته عدة خدم ويأتيه ولج قدره 1.200 جنيه في العام، وشرب النبيذ الكثير، وزاد نقرسه ومحيط خصره، "منتسعة فبراير إلى أول يوليو1790 عجزت عن التحرك من بيتي أومقعدي". إلى هذه الحقبة التي تنتمي الأسطورة التي زعمت أنه جثا عند قدمي مدام كروزاز يبوح لها بحبه، وأنها طلبت إليه حتى ينهض، وأنه لم يستطع لثقل جسمه. والمصدر الوحيد للسيرة هومدام جفليس التي وصفها سانت- بوف بأنها "امرأة خبيثة اللسان"؛ وقد رفضت ابنتها السيرة ونطقت حتى سببها هوالخلط بين الأشخاص". ثم بترت الثورة الفرنسية على جبون هدوءه. وترددت المشاعر الثورية في الأنطقيم السويسرية، واتىت الأنباء بهياج مماثل في إنجلترا. وكان لجبون جميع العذر في خوفه من حتى تسقط الملكية الفرنسية، لأنه كان يستثمر 1.300 جنيه في قرض للحكومة الفرنسية. وكان قد خط عام 1788، في نبوءة لم يوفق فيها، حتى الملكية الفرنسية "تقف، كما يبدو، على أساس من صخر الزمن، والقوة، والرأى، تساندها أرستقراطية ثلاثية من الكنيسة والنبلاء والبرلمانات"، وقد اغتبط حين أصدر بيرك كتابه "تأملات في الثورة في فرنسا" (1790)، وخط إلى اللورد شفيلد محذراً من أي إصلاح في النظام السياسي البريطاني، "ولوسمحتم بأدنى تغيير وأكثره تمويهاً في نظامنا البرلماني لقضي عليكم". وراح الآن يتحسر على نجاح جماعة الفلاسفة في حربهم التي شنوها على الدين، "لقد خطر لي أحياناً حتى أخط حواراً بين الموتى، يتبادل فيه لوسيان وارزم وفولتير الاعتراف بخطر تعريض خرافة قديمة لاحتقار الجماهير العمياء المتعصبة". وحث بعض زعماء البرتغاليين على ألا يتخلوا عن محاكم التفتيش خلال هذه الأزمة التي هددت جميع العروش.

ورحل جبون عن لوزان (9 مايو1793) وأسرع بالعودة إلى إنجلترا، من جهة هرباً من جيش الثورة الفرنسية المقترب من لوزان، ومن جهة أخرى التماساً للجراحة الإنجليزية، ولسبب قريب هوتعزية اللورد شفيلد في وفاة زوجته، فوجد شفيلد في شغل بالسياسة عجل بسلواه. وخط جبون يقول "شفي المريض قبل وصول الطبيب". وأذعن المؤرخ نفسه الآن لأوامر الأطباء، لأن فيلته كانت قد بلغت من التضخم "حجم طفل صغير تقريباً... إنني أزحف وحفاً بشيء من الجهد وكثير من عدم اللياقة" وقد صرفت إحدى الجراحات جالوناً من "السائل المائي الشفاف" من الخصية المريضة. ولكن السائل تجمع ثانية، وأخرج بزل ثان ثلاثة أرباع الجالون، واستشعر جبون الراحة مؤقتاً، واستأنف الخروج للعشاء. ولكن الفيلة تكونت من جديد، وباتت الآن عفنة. وفي 13 يناير بزلت للمرة الثالثة. وبدا حتى جبون يتماثل للشفاء سريعاً، وسمح له الطبيب بأكل اللحم، وأكل جبون بعض الدجاج وشرب ثلاث أكواب من النبيذ. فأصابته آلام معوية شديدة حاول كما حاول فولتير تخفيفها بتعاطي الأفيون. ولكن في 16 يناير توفي بالغاً السادسة والخمسين.

لم يكن جبون ملهماً في مرآه ولا في خلقه ولا في سيرته، فعظمته كلها انسكبت في كتابه، في فخامة فكرته وشجاعتها، وفي الصبر على تأليفه والتفنن فيه، وفي الجلال الوضاء الذي كلله كله. أجل، لقد صدق شريدان فيما نطق، فأسلوب جبون وضاء بالقدر الذي يسمح به التهكم، وقد ألقى الضوء أينما اتجه، اللهم إلا حين يحجب الهوى رؤيته. وقد شكلت أسلوبه دراساته اللاتينية والفرنسية، فرأى الألفاظ الأنجلو- سكسونية البسيطة لا تناسب وقار ممضىه في الكتابة.، وكثيراً ما خط كأنه خطيب يخطب، وما أشبهه في هذا بليفي يشحذه هاتى تاسيتوس، وببيرك تجلوه فكاهة بسكال الذكية. وكان يوازن بين جمله بمهارة المشعوذ وجذله، ولكنه أسرف في تكرار لعبته هذه حتى قاربت الرتابة المملة أحياناً. وإذا كان أسلوبه يظهر فخماً طناناً، فإنه الأسلوب اللائق بترامي موضوعه وبهائه- وهوتفتت أعظم إمبراطورية شهدها العالم على مدى ألف عام. ومآخذ أسلوبه العرضية تتوه وسط زحام الرواية وقوة الأحداث، والصور والأوصاف الكاشفة، والتلخيصات الباتة التي تجمل قرناً بأسره في فقره، وتزاوج بين الفلسفة والتاريخ.

ولقد شعر جبون بعد حتى اضطلع بهذا المبحث المترامي حتى له الحق في تضييق حدوده ويقول "إن الحروب، وإدارة الأمور العامة، هما موضوعا التاريخ الرئيسيان"، ومن ثم أغفل تاريخ الفن والفهم والأدب، فلم يكن لديه ما يقوله عن الكاتدرائيات القوطية أوالمساجد الإسلامية، ولا عن الفهم أوالفلسفة العربيين، وقد توج بترارك، ولكنه مر بدانتي مرور الكرام. ولم يكد يلقي بالاً إلى حال الطبقات الدنيا، أوقيام الصناعة في القسطنطينية أوفلورنسة في العصر الوسيط. وفقد اهتمامه بالتاريخ البيزنطي التالي لموت هرقل. وفي رأي بيوري "أن جبون أخفق في إبراز حقيقة خطيرة، هي حتى الإمبراطورية الرومانية الشرقية كانت حتى القرن الثاني عشر حصن أوربا الحصين في وجه الشرق، كذلك لم يقدر أهميتها في الحفاظ على تراث المدينة الإغريقية"(122)، غير حتى جبون في نطاق الحدود التي رسمها لنفسه بلغ العظمة بربطه النتاج بالأسباب الطبيعية، وبتحويله ضخامة مواده إلى ترتيب مفهوم ورؤيته هادية للصورة بأكملها.

لقد كان فهمه واسعاً كثير التفاصيل. فحواشيه ذخيرة من الفهم تلطفها الفكاهة الذكية، وقد تفهم أعوص جوانب العالم القديم، بما فيه من طرق وعملات وموازين ومقاييس وقوانين؛ وسقط في أخطاء صححها المتخصصون، ولكن بيوري هذا الذي بين مآخذه أضاف: "لوأخذنا في الاعتبار المدى الشاسع لمؤلفه لأدهشتنا دقته"ولم يستطع حتى ينقب في المصادر الأصلية غير المنشورة (كما يعمل محترفوالمؤرخين ممن يقتصرون على رقعة صغيرة من الموضوع والزمان والمكان)، ولكي يتم عمله اقتصر على المادة المطبوعة، واعتمد بصراحة على مراجع ثانوية مثل كتاب أوكلي "تاريخ المسلمين" أوكتابي تلمون "تاريخ الأباطرة" و"التاريخ الكنسي"؛ وبعض المراجع التي اعتمد عليها مرفوضة الآن لأنها غير موثوق بها. وقد أفصح عن مصادره في تفصيل أمين وشكر مؤلفيها؛ من ذلك أنه نطق في هامش حين جلوز الفترة التي تناولها تلمون: "هنا عليّ حتى أستأذن إلى الأبد من ذلك المرشد الذي لا يبارى".

ترى ما النتائج التي خلص إليها جبون من دراسته للتاريخ،يا ترى؟ إنا نراه أحياناً يتبع جماعة الفلاسفة الفرنسيين في قبول حقيقة التقدم: "يجوز لنا حتى نرتضي النتيجة السارة التي تمضى إلى حتى جميع عصر في العالم زاد وما زال يزيد من ثروة النوع الإنساني الحقيقية، وسعادته، ومعارفه، وربما فضائله"، ولكنه في لحظات أقل إشراقاً- وربما لأنه قد اتخذ الحرب والسياسة (واللاهوت) مادة للتاريخ- حكم على التاريخ بأنه "في الحق لا يعدوكثيراً حتىقد يكون سجلاً لجرائم الإنسان وحماقاته ونكباته" ولم ير في التاريخ قصداً مرسوماً؛ فالأحداث ثمرة مسببات لا موجه لها، فهي متوازي أضلاع من قوى ذات أصل مختلف ونتيجة مركبة. وفي جميع هذه المشاكل من الأحداث يظهر حتى الطبيعة البشرية تظل دون تغيير. ولقد ابتلى النوع الإنساني دائماً وسيظل دائماً مبتلى، بالقسوة والمعاناة والظلم، لأنها هذه كلها مركبة في طبيعة البشر"، إذا الإنسان خليق بأن يخشى من ثورات إخوانه من البشر أكثر كثيراً مما يخشى اضطرابات الطبيعة العنيفة.

لقد تاقت نفس جبون وهوربيب التنوير إلى حتىقد يكون فيلسوفاً، أوعلى الأقل حتى يفلسف التاريخ. "أن العصر المستنير يطالب المؤرخ بمسحة من الفلسفة والنقد". وكان يحب حتى يبتر روايته بتعليقات فلسفية. ولكنه لم يزعم أنه يرد التاريخ إلى قوانين أويصيغ "فلسفة التاريخ". على أنه اتخذ له موقفاً في بعض المسائل الأساسية: فقد قصر تأثير المناخ على العصور الأولى من المدنية، ورفض حتىقد يكون العرق عاملاً حاسماً؛ وأقر، في حدود بتأثير الأفذاذ من الرجال. "أن أبرز المشاهد في الحياة البشرية تتوقف على أخلاق ممثل فرد. فقد يحتد عرق في رجل واحد فيغير مصير أمم". وحين كان في استطاعة قريش حتى تغتال محمداً (صلى الله عليه وسلم) "كان من الجائز حتى يغير رمح عربي تاريخ العالم". ولولم يهزم شارل مارتل المغاربة في تور (732) لاكتسح المسلمون أوربا بأسرها، "ولكان تفسير القرآن يفهم الآن في مدارس أكسفورد، ولكان تلاميذه يفسرون لشعب من المختونين قدسية الوحي الذي هبط على النبي وصدقه". على أنه لا بد للفرد الفذ من حتى يرتكز على سند واسع إذا أراد حتى يحرز أقصى نفوذ على عصره. "أن النتائج التي يحققها الإقدام الشخصي ضئيلة جداً، إلا في الشعر أوالرومانس، بحيث يجب أن... يعتمد النصر على درجة المهارة التي ستعان بها لتجميع عواطف الجماهير المشبوبة وتوجيهها لخدمة رجل فرد".

صفوة القول حتى "اضمحلال الدولة الرومانية وسقوطها" يمكن على الجملة حتى يعد الكتاب الأعظم للقرن الثامن عشر، وكتاب مونتسكيو"روح القوانين" أقرب منافس له. سليم أنه لم يكن أكثر الخط تأثيراً، ولم يكن في تأثيره على التأريخ تقريعاً لكتاب روسو"العقد الاجتماعي" أولكتاب آدم سمث "ثروة الأمم"، أولكتاب كانت "نقد العقل الخالص". ولكنا إذا نظرنا إليه بوصفه أثراً أدبياً وجدناه لا يبارى في جيله أونوعه. فإذا سألنا كيف من الممكن أن أتيح لجبون حتى ينتج هذه الرائعة أدركنا حتى السر كان في الارتباط الذي تصادف حتى ربط بين الطموح والمال والفراغ والكفاية؛ ولا ندري متى يمكن حتى نتسقط تكرار هذا الارتباط ثانية. ولقد نطق مؤرخ آخر لروما هوباتولد نيبور "أن كتاب جبون لن يبزه كتاب أبداً".

ذكراه

انعكست شهرة وعظمة جيبون من خلال مقولته في التاريخ في العصور الوسطى :«أنا أوصف فوز البربرية والدين.»

كانت نظريته هذه جديدة ومبتكرة في عصره، وذلك أدى إلى لقاءته برفض كبير ومقاطعته، حيث منع نشر كتابه في كثير من الدول. كان جيبون لا يكثر من استخدام المصادر العادية مع أنها كثيرة بل كان يمضى إلى المصدر الرئيسي ويقوم بالتحليل والاستنتاج. ومن خلال هذا الإصرار والجهد الذي بذله كان يطمح ليكون أفضل مؤرخ حديث. كانت دراسته للإمبراطورية الرومانية ممتازة ولا يوجد عليها تعليق غير حتى كتابته عن البيزنطية أثارت انتقادات وتأثيرات ضارة وخاصة على دراسة العصور الوسطى، وكانت تنقصها المصادر. أيضاً كانت هنالك انتقادات كثيرة على نفوره عن المسيحية، ونفوره هذا ضم الديانة اليهودية حيث انتقدها مما حدا بالبعض باتهامه بمعاداة السامية ومن كتاباته الشهيرة عن اليهود قوله: «البشر مخدوعون بالرواية الفظيعة بأن اليهود ملتزمون».

الهامش

The majority of this article, including quotations unless otherwise noted, has been adapted from Stephen, DNB (see References).

  1. ^ O.S. 27 April
  2. ^ Gibbon's birthday is 27 April 1737 of the old style (O.S.) Julian calendar; England adopted the new style (N.S.) Gregorian calendar in 1752, and thereafter Gibbon's birthday was celebrated onثمانية May 1737 N.S.
  3. ^ The most recent and also the first critical edition, in three volumes, is that of David Womersley. See References. For commentary on Gibbon's irony and insistence on primary sources whenever available, see Womersley, Intro. While the larger part of Gibbon's caustic view of Christianity is declared within the text of chapters XV and XVI, Gibbon rarely neglects to note its baleful influence throughout The History's remaining volumes.
  4. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  5. ^ Goodall 2008, p. 38
  6. ^ إدوارد جيبون، دار الحياة

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

مونوجرافات جيبون

  • Essai sur l’Étude de la Littérature (London: Becket & De Hondt, 1761).
  • Critical Observations on the Sixth Book of [Vergil's] 'The Aeneid' (London: Elmsley, 1770).
  • The History of the Decline and Fall of the Roman Empire (vol. I, 1776; vols. II, III, 1781; vols. IV, V,VI, 1788–1789). all London: Strahan & Cadell.
  • A Vindication of some passages in the fifteenth and sixteenth chapters of the History of the Decline and Fall of the Roman Empire (London: J. Dodsley, 1779).
  • Mémoire Justificatif pour servir de Réponse à l’Exposé, etc. de la Cour de France (London: Harrison & Brooke, 1779).

كتابات جيبون الأخرى

  • "Lettre sur le gouvernement de Berne" [Letter No. IX. Mr. Gibbon to *** on the Government of Berne], in Miscellaneous Works, First (1796) edition, vol. 1 (below). Scholars differ on the date of its composition (Norman, D.M. Low: 1758–59; Pocock: 1763–64).
  • Mémoires Littéraires de la Grande-Bretagne. co-author: Georges Deyverdun (2 vols.: vol. 1, London: Becket & De Hondt, 1767; vol. 2, London: Heydinger, 1768).
  • Miscellaneous Works of Edward Gibbon, Esq., ed. John Lord Sheffield (2 vols., London: Cadell & Davies, 1796;خمسة vols., London: J. Murray, 1814; ثلاثة vols., London: J. Murray, 1815). includes Memoirs of the Life and Writings of Edward Gibbon, Esq.;
  • Autobiographies of Edward Gibbon, ed. John Murray (London: J. Murray, 1896). EG's complete memoirs (six drafts) from the original manuscripts.
  • The Private Letters of Edward Gibbon, 2 vols., ed. Rowland E. Prothero (London: J. Murray, 1896).
  • Gibbon's Journal to January 28, 1763, ed. D.M. Low (London: Chatto and Windus, 1929).
  • Le Journal de Gibbon à Lausanne, ed. Georges A. Bonnard (Lausanne: Librairie de l'Université, 1945).
  • Miscellanea Gibboniana, eds. G.R. de Beer, L. Junod, G.A. Bonnard (Lausanne: Librairie de l'Université, 1952).
  • The Letters of Edward Gibbon, ثلاثة vols., ed. J.E. Norton (London: Cassell & Co., 1956). vol.1: 1750–1773; vol.2: 1774–1784; vol.3: 1784–1794. cited as 'Norton, Letters'.
  • Gibbon's Journey from Geneva to Rome, ed. G.A. Bonnard (London: Thomas Nelson and Sons, 1961). journal.
  • Edward Gibbon: Memoirs of My Life, ed. G.A. Bonnard (New York: Funk & Wagnalls, 1969;1966). portions of EG's memoirs arranged chronologically, omitting repetition.
  • The English Essays of Edward Gibbon, ed. Patricia Craddock (Oxford: Clarendon Press, 1972); [hb: ISBN 0198124961].

المصادر

  • Beer, G. R. de. "The Malady of Edward Gibbon, F.R.S.," Notes and Records of the Royal Society of London 7,1 (December 1949), 71–80. cited as 'Beer, "Malady"'.
  • Craddock, Patricia B. Edward Gibbon, Luminous Historian 1772–1794 (Baltimore: Johns Hopkins Univ. Press, 1989); [hb: ISBN 0801837200]. biography; cited as 'Craddock, Luminous Historian'.
  • Dickinson, H.T., "The Politics of Edward Gibbon," Literature and History 8,4(1978), 175–196. cited as 'Dickinson, "Politics"'.
  • Norton, J.E. A Bibliography of the Works of Edward Gibbon (New York: Burt Franklin Co., 1970;1940). cited as 'Norton, Biblio'.
    • Norton, The Letters of Edward Gibbon, ثلاثة vols. (London: Cassell & Co. Ltd., 1956). cited as 'Norton, Letters'.
  • Pocock, J.G.A. Barbarism and Religion, vol. 1, The Enlightenments of Edward Gibbon, 1737–1764 (Cambridge: 1999); [hb: ISBN 0521633451]. cited as 'Pocock, EEG'.
    • Pocock, "Classical and Civil History: The Transformation of Humanism," Cromohs 1(1996);
      online. cited as 'Pocock, "Classical History"'.
    • Pocock, "The Ironist," London Review of Books 24,22(November 14, 2002). cited as 'Pocock, "Ironist"'.
  • Project Gutenberg: Gibbon, Memoirs of My Life and Writings, online: cited as 'Gibbon, Memoirs'.
  • Stephen, Sir Leslie, "Gibbon, Edward (1737–1794)," Dictionary of National Biography, vol. 7, eds. Sir Leslie Stephen, Sir Sidney Lee (Oxford: 1963;1921), 1129–1135. cited as 'Stephen, DNB'.
  • Womersley, David, Edward Gibbon – The History of the Decline and Fall of the Roman Empire, ثلاثة vols. (Allen Lane, London; Penguin Press, New York: 1994). cited as 'Womersley, Decline and Fall'.
    • Womersley, "Introduction," in Womersley, Decline and Fall above, vol. 1, xi–cvi, cited as 'Womersley, Intro'.
    • Womersley, "Gibbon, Edward (1737–1794)," Oxford Dictionary of National Biography, vol. 22, H.C.G. Matthew; Brian Harrison, eds. (Oxford: 2004), 8–18. cited as 'Womersley, ODNB'.

للاستزادة

قبل 1985

  • Beer, Gavin de. Gibbon and His World (London: Thames and Hudson, 1968); [hb: ISBN 0670289817].
  • Bowersock, G.W. et al. eds. Edward Gibbon and the Decline and Fall of the Roman Empire (Cambridge: Harvard Univ. Press, 1977).
  • Craddock, Patricia B. Young Edward Gibbon: Gentleman of Letters (Baltimore: Johns Hopkins Univ. Press, 1982); [hb: ISBN 0801827140]. biography.
  • Jordan, David. Gibbon and his Roman Empire (Urbana, Ill.: Univ. of Illinois Press, 1971).
  • Keynes, Geoffrey, ed. The Library of Edward Gibbon, 2nd ed. (Godalming, England: St. Paul's Bibliographies, 1980;1940).
  • Lewis, Bernard, "Gibbon on Muhammad," Daedalus 105,3(Summer 1976), 89–101.
  • Low, D.M. Edward Gibbon 1737–1794 (London: Chatto and Windus, 1937). biography.
  • Momigliano, Arnaldo. "Gibbon's Contributions to Historical Method," in Momigliano, Studies in Historiography (New York: Garland Pubs., 1985;1966), 40–55; [pb: ISBN 0824063724].
  • Porter, Roger J. "Gibbon's Autobiography: Filling Up the Silent Vacancy," Eighteenth-Century Studies 8,1 (Autumn 1974), 1–26.
  • Swain, J.W. Edward Gibbon the Historian (New York: St. Martin's Press, 1966).
  • Turnbull, Paul, "The Supposed Infidelity of Edward Gibbon," Historical Journal 5(1982), 23–41.
  • White, Jr. Lynn. The Transformation of the Roman World: Gibbon's Problem after Two Centuries (Berkeley: Univ. of California Press, 1966); [hb: ISBN 0520013344].

منذ 1985

  • Bowersock, Glen. Gibbon's Historical Imagination (Stanford: 1988).
  • Burrow, J.W. Gibbon (Past Masters) (Oxford: 1985); [hb: ISBN 0192875531; pb: ISBN 0192875523].
  • Carnochan, W. Bliss. Gibbon's Solitude: The Inward World of the Historian (Stanford: 1987); [hb: ISBN 0804713634].
  • Craddock, Patricia B. Edward Gibbon: a Reference Guide (Boston: G.K. Hall, 1987); [pb: ISBN 0816182175]. a comprehensive listing of secondary literature through 1985. see also her supplement through 1997.
  • Ghosh, Peter R. "Gibbon Observed," Journal of Roman Studies 81(1991), 132–156.
    • Ghosh, "Gibbon's First Thoughts: Rome, Christianity and the Essai sur l'Étude de la Litterature 1758–61," Journal of Roman Studies 85(1995), 148–164.
    • Ghosh, "The Conception of Gibbon's History," in McKitterick and Quinault, eds. (below), 271–316.
    • Ghosh, "Gibbon's Timeless Verity: Nature and Neo-Classicism in the Late Enlightenment," in Womersley, Burrow, Pocock, eds. (below).
    • Ghosh, "Gibbon, Edward 1737–1794 British historian of Rome and universal historian," in Kelly Boyd, ed. Encyclopedia of Historians and Historical Writing (Chicago: Fitzroy Dearborn, 1999), 461–463.
  • Levine, Joseph M., "Edward Gibbon and the Quarrel between the Ancients and the Moderns," in Levine, Humanism and History: origins of modern English historiography (Ithaca: Cornell Univ. Press, 1987).
    • Levine, "Truth and Method in Gibbon's Historiography," in Levine, The Autonomy of History: truth and method from Erasmus to Gibbon (Chicago: 1999).
  • McKitterick, R.; Quinault, R., eds. Edward Gibbon and Empire (Cambridge: 1997).
  • Norman, Brian. "The Influence of Switzerland on the Life and Writings of Edward Gibbon," in Studies on Voltaire and the Eighteenth Century [SVEC] v.2002:03, (Oxford: Voltaire Foundation, 2002).
  • Pocock, J.G.A. Barbarism and Religion, أربعة vols.: vol. 1, The Enlightenments of Edward Gibbon, 1737–1764, 1999 [hb: ISBN 0521633451]; vol. 2, Narratives of Civil Government, 1999 [hb: ISBN 0521640024]; vol. 3, The First Decline and Fall, 2003 [pb: ISBN 0521824451]; vol. 4, Barbarians, Savages and Empires, 2005 [pb: ISBN 0521721011]. all Cambridge Univ. Press.
  • Porter, Roy. Gibbon: Making History (New York: St. Martin's Press, 1989); [hb: ISBN 0312027281].
  • Turnbull, Paul, "'Une marionnette infidele': the Fashioning of Edward Gibbon's Reputation as the English Voltaire," in Womersley, Burrow, Pocock, eds. (below).
  • Womersley, David P. The Transformation of The Decline and Fall of the Roman Empire (Cambridge: 1988); [hb: ISBN 0521350360].
    • Womersley, John Burrow; J.G.A. Pocock, eds. Edward Gibbon: bicentenary essays (Oxford: Voltaire Foundation, 1997); [hb: ISBN 0729405524].
    • Womersley, Gibbon and the ‘Watchmen of the Holy City’: The Historian and His Reputation, 1776–1815 (Oxford: 2002); [pb: ISBN 0-19-818733-5].

انظر أيضاً

  • .
  • .
  • أعمال متفرقة لإدوارد گيبون.
  • .

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بإدوارد گيبون، في فهم الاقتباس.
  • , courtesy: Christian Classics Ethereal Library of Calvin College, Grands Rapids, Michigan, USA.
  • Extensive Biography in 1911 Encyclopedia
  • Edward Gibbon, Historian of the Roman Empire. Part 1: The Man and his Book
  • Edward Gibbon, Historian of the Roman Empire. Part 2: A closer look at The Decline and Fall
  • أعمال من Edward Gibbon في مشروع گوتنبرگ
  • , available at Project Gutenberg.
  • A Brief Biography of Edward Gibbon
  • DeclineandFallResources.com – Original Maps and Footnote Translations
  • Biographer Patricia Craddock's comprehensive bibliography through May 1999.
  • Craddock's supplement to her Reference Guide.
  • Superstar-Knowledge.com Gibbon Supplement to Present.


تاريخ النشر: 2020-06-04 13:53:29
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles with hCards, مواليد 1737, وفيات 1794, خريجو جامعة أكسفورد, أشخاص من پوتني, مؤرخون إنگليز, باحثون كلاسيكيون إنگليز, جامعو كتب ومخطوطات إنگليز, علماء التوركيات, اولد وستمنسترز, متحولون من الكاثوليكية إلى الپروتستانتية, متحولون إلى الپروتستانتية من الكاثوليكية, وفيات بالتهاب الصفاق

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

22 اتفاقية مع إطلاق الهيكل التجاري الجديد لمنظومة قطاع المياه

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

رفع 114 ألف م3 من مخلفات البناء في عسير

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:32
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

تخليد ذكرى «بن إدريس» في النادي الأدبي بالرياض

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:36
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

موجات حر على أجواء المملكة في صيف هذا العام 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:27
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

أمير الشرقية يطلع على سيارة تعمل بالهيدروجين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

الجامعة العربية تدين استباحة المستوطنين للأراضي الفلسطينية 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:35
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

اعتقال شخص عرض سيدة للتعنيف والسرقة بالبرنوصي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:55
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

الحكومة تمدد حالة "الطوارئ الصحية" إلى غاية 30 يونيو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:46
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

الحكومة تمدد حالة "الطوارئ الصحية" إلى غاية 30 يونيو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

اعتقال شخص عرض سيدة للتعنيف والسرقة بالبرنوصي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

"السعي إلى المعرفة" .. كاوست في سلسلة جديدة لـ"ناشونال جيوغرافيك"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 15:24:37
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية