تاريخ تونس

عودة للموسوعة

تاريخ تونس

تونس

تاريخ تونس

ما قبل التاريخ

  • الحضارة القبصية

التاريخ القديم

  • القرطاجيون
  • الرومان
  • الوندال
  • البيزنطيون

التاريخ الوسيط

  • الفتح الإسلامي
    • الغزوة الأولى 647 م
    • تأسيس القيروان 669 م
    • الأغالبة
      • فتح صقلية 827 م
    • الفاطميون
      • ثورة صاحب الحمار 945
    • الصنهاجيون
      • غزوة بني هلال وخراب القيروان
    • بنوخراسان
    • الموحدون
    • الحفصيون
      • الحملة الصليبية الثامنة
  • الحقبة الإسبانية

التاريخ الحديث

  • العثمانيون
    • نزول سنان باشا بتونس 1574 م
    • الدولة المرادية
  • الحسينيون 1705 م

الفترة المعاصرة

  • انتصاب الحماية الفرنسية
    • معاهدة باردو
    • ثورةتسعة أفريل 1938
    • حملة تونس (الحرب العالمية الثانية)
    • الثورة المسلحة 18 جانفي 1952
  • الاستقلال 1956
    • إعلان الجمهورية
    • أحداث بنزرت
    • الاتحاد التونسي الليبي
    • أحداث 26 جانفي 1978
    • أحداث قفصة
    • أحداث الخبز
    • حركةسبعة نوفمبر 1987
  • خط زمني
+/−


نشأت في تونس حضارة قديمة تمثلت في مدينة قرطاج، التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. أسسها قادة فينيقيون جاؤوا من مدينة صور. نشطت تجارة قرطاج تدريجيًا حتى تمكنت من السيطرة على البحر الأبيض المتوسط، وفي مطلع القرن الخامس قبل الميلاد تمكن تجارها ومستكشفوها من الوصول إلى الشاطئ الإفريقي حتى سيراليون. حققت قرطاج ثروات هائلة من تجارتها الواسعة. كان لهذه المدينة مجلس وجمعية شعبية، ثم هجرزت السلطة بعد ذلك في أيدي القضاة وحاكمَيْن ينتخبان سنويًا. أدى التنافس بين هذين الحاكمين وتضارب سياساتهما إلى ضعف قرطاج..

بسطت قرطاج سيطرتها على سردينيا ومالطة وجزر البليار في القرن الخامس قبل الميلاد، كما حاولت السيطرة على صقلية، وذلك بعقد تحالف مع الرومان وبعض المدن الإغريقية، ولكنها لم تفلح في السيطرة عليها بسبب هزيمة قائدها هاميلكار (اسم شاع كثيرًا بين الأسر القرطاجية) أمام جلون في معركة هيمرا عام 480ق.م. حاول هانيبال حفيد هاميلكار مرة أخرى السيطرة على صقلية إلا حتى سيراقوسة صدت القرطاجيين.

في القرن الثالث قبل الميلاد تمكنت قرطاج من السيطرة على البحر المتوسط، مما أثار روما ضدها، واعتبرت ذلك تحديًا لها، فدارت بينهما عدة حروب عُرفت بالحروب البونية. في أول هذه الحروب فقدت قرطاج صقلية. وإثرها تعرضت قرطاج لانقسام شديد داخل صفوف قواتها بسبب نشوب ثورة المرتزقة من الجنود الذين كانت قرطاج تعتمد عليهم كثيرًا. تمكن هاميلكار من إخماد الثورة وعوَّض بلاده عن فقد صقلية بالاستيلاء على أسبانيا، مما أثار مخاوف روما مرة أخرى، وأسهم في نشوب الحرب البونية الثانية (218-202 ق.م) . على الرغم من مهارة هانيبال (القائد القرطاجي المعروف) إلا حتى عدم وصول الإمدادات إليه ـ بسبب انقسام قرطاج على نفسها ـ أدى إلى هزيمة قوات قرطاج هزيمة ساحقة، وفقدت في هذه الحرب جميع سفنها الحربية تقريبًا، وممتلكاتها خارج إفريقيا، مما اضطرها إلى عقد صلح مع روما يقضي بدفع غرامة مالية كبيرة.

استمرت تجارة قرطاج وتوسعت، فقويت شوكتها مرة أخرى، وأخذت المخاوف تساور روما ثانية فنشبت الحرب البونية الثالثة (149-146 ق.م) التي انتهت بالقضاء على قوة قرطاج تمامًا، وتدمير المدينة ذاتها. انظر: الحروب البونية. أعاد يوليوس قيصر بناء مدينة قرطاج مرة أخرى، وأصبحت مركزًا مهمًا للإدارة الرومانية. وفي القرن الثالث الميلادي كانت قرطاجة أحد معاقل النصرانية، وظلت كذلك حتى تمكن القائد الإسلامي ابن النعمان عام 79هـ، 698م من فتحها للإسلام.

ما قبل التاريخ

يعود ظهور الإنسان في المنطقة التي تعهد اليوم بتونس إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث تم العثور على آثار نشاط إنساني يعود إلى العصر الحجري القديم السفلي وذلك تحديدا في مسقط القطّار والذي اكتشف فيه عالم الآثار جراي كوما من الحجارة مخروطي الشكل يعتقد أنه تعبير عن معتقد ما.

تُعدّ الحضارة القبصية (6.800 ق.م.. إلى 4.500 ق.م..) أول مظاهر المجتمعات الإنسانية المنظمة بالمنطقة.وفي هذه الفترة وفد البربر الأمازيغ كما يظهر مع هجرة الشعوب الليبية (تعبير اغريقي عن الشعوب الأفريقية آنذاك) وإن كان لا يعهد أصل الشعوب البربرية بالتحديد ويعتبرهم كثيرون السكان الأصليين للبلاد.

عهدت المنطقة تعاقب الكثير من الحضارات التي جلبتها ثروات هذه الأرض وأهمية مسقطها الإستراتيجي في قلب حوض البحر الأبيض المتوسط وساعد على دخولها الانفتاح الطبيعي لتونس وسهولة تضاريسها. ويعد قدوم الفينيقيين بداية دخول المنطقة فترة التاريخ بتأسيسهم لدولة قرطاج.


التاريخ القديم

الفترة القرطاجية

(814 ق.م. - 164 ق.م.)

أقام السكان الموجودون بالبلاد التونسية علاقات تجارية مع الفينيقيين منذ القرن 11 ق.م.. حيث قام هؤلاء بإنشاء مرافئ لتبادل البضائع تعتمد في أغلب الأحيان على المقايضة. وتعتبر أوتيكا من أبرز هذه الموانئ وكان تأسيس قرطاج كقاعدة عسكرية لحماية الموانئ التجارية على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وعلى إثر الإضرابات التي نشبت في فينقيا قامت مجموعة من التجّار بالفرار إلى ----قرطاج والإستقرار فيها ولكن الروايات التاريخية عن تأسيس المدينة أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة أحيانا.

بمرور الزمن ضعفت الإمبراطورية التجارية الفينيقية وورثت قرطاج أمجادها ومستعمراتها وقامت بتوسيع رقعتها لتضم جزءا كبيرا من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ونظرا لمسقطها الإستراتيجي والمُطل على حوضي المتوسط، استطاعت بسط نفوذها والسيطرة على حركة التجارة بشكل لمقد يكون لينال رضاء القوة العظمى آن ذلك. حيث شكل التوسع القرطاجي خطرا على مصالح ونفوذ الإغريقيين مما أدى إلى اشتباكات عسكرية بين الدولتين.

الامبراطورية القرطاجية في 264 ق.م.

وفي سنة 753 ق.م. برز كيان حديث في شبه الجزيرة الإيطالية تحت اسم روما ودخلت روما حلبة الصراع منافسة قرطاج، الشيء الذي أدى إلى نشوب سلسلة من الحروب (سنة 264 ق.م) اشتهرت باسم الحروب البونيقية ولعل أشهرها حملة حنبعل (الحرب البونيقية الثانية) الذي قام بعبور سلستي البيريني والألب بفيلته (218 ق.م.. – 202 ق.م..). انتهت هذه الحروب البونيقية بهزيمة القرطاجيين واضعافهم بشكل كبير خاصة بعد حرب زوما المفصلية مما مهد الطريق لحرب ثالثة وحاسمة انتهت بزوال قرطاج وخراب المدينة وقيام الرومانيون بإنشاء "أفريكا" أول مقاطعة رومانية بشمال إفريقيا وذلك سنة 146 ق.م..

الفترة الرومانية:

(146 ق.م. – 431 م)

سنة 44 ق.م. قرر الامبراطور الروماني يوليوس قيصر اعادة بناء مدينة قرطاج بعد حتى كانت أوتيكا العاصمة ولكن أعمال البناء لم تبدأ رسميا إلا مع خلفه أوغيست وبذلك بدأت فترة ازدهار في المنطقة حيث أصبحت أفريقية مخزن حبوب روما.

ازدهرت مدن رومانية أخرى بالتزامن مع أرض قرطاج ومازلت الآثار شاهدة على بعض منها مثل دقة بولاية باجة والجم بولاية المهدية.

أدى نموقرطاج السريع إلى تبوئها مكانة ثاني مدينة في الغرب بعد روما إذ ناهز عدد سكانها مائة ألف نسمة. وبدأ انتشار المسيحية في تلك الفترة والذي لاقى في البداية معارضة كبيرة من السكان ولم يحسم الأمر للدين الجديد إلا مع القرن الخامس وأصبحت قرطاج إحدى العواصم الروحية الهامة للغرب آنذاك.

الفترة الوندالية:

(431 – 533)

عبر الوندال مضيق جبل طارق في 429 م وسيطروا سريعا على مدينة قرطاج حيث اتخذوها عاصمة لهم. وكانوا أتباع الفرقة الأريانية والتي اعتبرتها الكنيسة الكاثوليكية آنذاك فرقة من الهراطقة (هم الزنادقة في الإسلام) كما اعتبرهم السكان برابرة وأدى ذلك إلى حملة قمع سياسي وديني واسعة ضد المعارضين.

بدأت مناوشات بين الوندال والممالك البربرية المتاخمة للدولة وكانت انهزام الوندال سنة 530 م الحدث الذي شجع بيزنطة على القدوم لطرد الوندال.

الفترة البيزنطية

سيطر البيزنطييون بسهولة على قرطاج سنة 533م ثم انتصر الجيش البيزنطي والذي كان أغلبه مكونا من المرتزقة على الخيل الوندالية والتي كانت أقوى تشكيل في جيش الوندال. واستسلم آخر ملك وندالي سنة 534م.

هجر أغلب الشعب الوندالي قسرا إلى الشرق أين أصبحوا عبيدا بينما جند الباقون في الجيش أوكعمال في مزارع القمح.

سرعان ما عاد الحكام الجدد إلى سياسة القمع والإضطهاد الديني كما أثقلوا كاهل الناس بالضرائب مما حدى بهم إلى الحنين إلى سيطرة الوندال على مساوئهم.


الفترة الإسلامية

شهدت هذه الفترة تطورا كبيرا في العمران والعلوم والفكر.

الفتح الإسلامي

استقر الإسلام في المنطقة بعد ثلاث فتوحات متتالية عهدت مقاومة كبيرة من البربر بينما لم تُعَرّب شعوب المنطقة إلا بعد ذلك بقرون طويلة.

كانت أولى الفتوحات سنة 647م وعهدت بفتح العبادلة لكثرة المشاركين فيها ممن يحملون اسم عبد الله وانتهت بمقتل الحاكم البيزنطي.

سقطت الحملة الثانية سنة 661م وانتهت بالسيطرة على مدينة بنزرت. أما الحملة الثالثة والحاسمة فكانت بقيادة عقبة بن نافع سنة 670م وتم فيها تأسيس مدينة القيروان والتي أصبحت فيما بعد القاعدة الأمامية للحملات اللاحقة في إفريقية والأندلس. إلا حتى مقتل عقبة بن نافع سنة 683م كاد يفشل الحملة واضطر الفاتحون إلى حملة رابعة ونهائية بقيادة حسان بن النعمان سنة 693م أكدت سيطرة المسلمين على إفريقية رغم مقاومة شرسة من البربر بقيادة الكاهنة. وتمت السيطرة على قرطاج سنة 695م ورغم بعض الفوزات للبربر واسترجاع البيزنطيين لقرطاج سنة 696م فإن المسلمين سيطروا بصفة نهائية على المدينة في 698م وقتلت الكاهنة في السنة نفسها.

لم تسترجع قرطاج هيبتها بعد ذلك وتم استبدالها بعد ذلك بميناء تونس القريب والذي كان مركز انطلاق للغزوات في البحر باتجاه صقلية وجنوب إيطاليا.

لم يكتفي الفاتحون الجدد بالسيطرة على السواحل بل أتجهوا برا ونشروا عقيدتهم في صفوف البربر الذين أصبحوا من ذلك الحين رأس الحربة في الفتوحات اللاحقة وخاصة في الأندلس بقيادة طارق بن زياد.

احتوت مدينة القيروان على الكثير من مراكز تعليم الإسلام إلا حتى بعد إفريقية عن المشرق مهد الديانة ومركز الحكم أدى إلى انتشار الفرق الاسلامية التي لا تنتمي إلى أهل السنة وخاصة الفكر الخارجي.

الدولة الأغالبة

المصحف الأزرق الذي يرجع إلى القرن الرابع للهجرة

بقيت القيروان عاصمة لولاية أفريقية التابعة للدولة الأموية حتى 750م ثم الدولة العباسية ولم تشهد المنطقة حكما مستقلا إلا بقيادة إبراهيم ابن الأغلب مؤسس الدولة الأغلبية بقرار من هارون الرشيد سنة 800م والذي كان يريد بذلك وضع سد أمام الدويلات المنتشرة في غرب أفريقية أين انتشر الفكر الخارجي.

دام حكم الأغالبة 100 سنة وازدهرت خلاله الحياة الثقافية وأصبحت القيروان مركز إشعاع كما شهدت نفس الفترة تأسيس أسطول بحري قوي لصد الهجومات الخارجية والذي مكن أسد بن الفرات لاحقا من فتح جزيرة صقلية.

الدولة الفاطمية

الجامع الكبير بالمهدية الذي يرجع إلى العصر الفاطمي

شكل وصول بني أمية إلى سدة الحكم بعد مقتل الإمام علي نقطة انطلاق تنظيم الشيعة العلويين وتحلقهم حول ذرية الإمام من السيدة فاطمة الزهراء، الحسن والحسين. كما منح مقتل الإمام الحسين شحنة جديدة زادت من تكتلهم ومن تقوية صفوفهم وذلك حتى نهاية الحكم الأموي.

لم يتغير وضع الشيعة كثير بعد وصول أبناء أعمامهم العباسيون إلى الحكم مما زاد شعورهم بالإحباط والكبت. وفي عهد الخليفة المنصور ظهرت عدة فرق في صفوف الشيعة لعل أهمها وأكثرها تنظيما سواء من ناحية العقدية أوسياسة أتباع إسماعيل بن جعفر الصادق.

بوفاة إسماعيل بن جعفر بدأت فترة الأئمة المستورين الذين لم يكن لهم مشاركة في الحياة السياسية وهم: الوافي أحمد والتقي محمد والزكي عبد الله والتي انتهت بظهور المهدي عبد الله والمعروف أكثر باسم عبيد الله المهدي.

استطاع عبد الله الشيعي في غضونسبعة سنوات الاستيلاء على أغلب مناطق شمال إفريقيا وذلك بمساعدة بعض القبائل البربرية التي استجابت إلى دعوته واعتنقت الممضى الإسماعيلي. وبعد فوزهم على الجيش الأغلبي ولج عبيد الله رقادة يوم الخميس 20 ربيع الثاني سنة 296 هـ/6 جانفي 909 م والتي كان زيادة الله الثالث قد تخلى عنها. دام حكم الفاطميين في تونس 64 عاما عهدت فيها البلاد إزدهارا كبيرا. عام 969 تمكن الفاطميون من فتح مصر لينقلوا إليها عاصمتهم عام 973.


الدولة الصنهاجية

لما إنتقل الفاطميون إلى مصر ولوا على إفريقية أميرا من أصل أمازيغي يدعى بلكين بن زيري بن مناذ الصنهاجي. إستطاع بلكين القضاء على الفتن والثورات القبائلية المجاورة على حدود البلاد مما مكنه من تعزيز حكمه والإحتفاظ بالأراضي الشاسعة التي ورثها عن الفاطميين. في بداية القرن الحادي العشر خرج والي أشير حماد بن بلكين عن سلطة الصنهاجيين مما أدخل الطرفين في حرب طاحنة دامت عدة سنوات. فقد الصنهاجيون شيئا فشيئا جزءا كبيرا من المغرب الأوسط (الجزائر) لتقتصر في النهاية رقعة دولتهم أساسا على تونس وصقلية.

شهدت البلاد في عهد الصنهاجيين نهضة عمرانية وثقافية وإقتصادية كبيرة، فإزدهرت الزراعة في أنحاء البلاد بفضل انتشار وسائل الري، وسقط تشييد الكثير من القصور والمخطات والأسوار والحصون، فيما أصبحت عاصمتهم القيروان مركزا هاما للفهم والأدب.

عام 1045 أعرب الملك الصنهاجي المعز بن باديس خروجه عن الخلافة الفاطمية في القاهرة وانحيازه إلى الخلافة العباسية في بغداد. قامت قيامة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي أذن، بإيعاز من وزيره أبومحمد الحسن اليازوري، للقبائل البدوية المتمركزة في الصعيد بالزحف نحوتونس. أدى زحف القبائل البدوية (أساسا بنوهلال وبنوسليم) إلى تمزيق أوصال الدولة الصنهاجية وإلى خراب عاصمتهم بعد تعرضها للسلب والنهب.

بعد الغزوالهلالي أصبحت البلاد مقسمة بين عدة دويلات أهمها إمارة بنوخرسان في مدينة تونس والوطن القبلي، ومملكة بنوالورد وعاصمتها بنزرت، ومملكة بنوالرند وعاصمتها قفصة فيما حافظ الصنهاجيون على منطقة الساحل وإتخذوا من المهدية عاصمة لهم.

الفترة الموحدية

عام 1060 إنتهز النورمان إنهيار الدولة الصنهاجية ليستولوا على صقلية لتصبح البلاد عرضة لغاراتهم. في عام 1135 تمكن روجيه الثاني من إحتلال جزيرة جربة تبعها عام 1148 إحتلال المهدية، سوسة، وصفاقس. إستنجد الملك الحسن بن علي الصنهاجي بعبد المؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية في المغرب لطرد الغزاة. إستطاع الموحدون في السنوات التالية إسترجاع تام الأراضي التونسية من النورمان ليصبحوا مسيطرين على معظم أجزاء المغرب الكبير وجزء من الأندلس.

الدولة الحفصية

راية الحفصيين

عام 1207 ولى الموحدون على إفريقية أحد أتباعهم وهوأبومحمد بن عبد الواحد بن أبي حفص ابن الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص الذي رافق محمد بن تومرت أثناء دعوته. عام 1228 تمكن أبوزكريا يحيى بن حفص من الإنفراد بالمنصب لصالحه وأعرب منذ ديسمبر 1229 إستقلاله عن الموحدين. إتخذ أبوزكريا مدينة تونس عاصمة له وإتخذ لنفسه لقب السلطان. عام 1249 خلف أبوأبوزكريا إبنه عبد الله محمد المستنصر الذي أعرب نفسه خليفة للمسلمين عام 1255. تعرضت البلاد عام 1270 إلى غزوة صليبية قادها لويس التاسع ضمن الحملة الصليبية الثامنة. شهدت الدولة بعد وفاة المستنصر عام 1277 عدة صراعات خلافة تخللتها عدة ثورات لقبائل جنوب البلاد، ولم تسترجع الدولة وحدتها إلا في عهد أبويحي أبوبكر. إسترجعت الدولة سالف مجدها في عهد أبوالعباس أحمد وأبوفارس عبد العزيز الذان شهدت البلاد في عهدتها إزدهار التجارة والملاحة. دخلت الدولة في أواخر القرن الخامس عشر حالة من الركود تخللتها حروب خلافة وأصبحت منذ 1510 عرضة لغارات الإسبان.

الحقبة الإسبانية

دخلت الدولة الحفصية سنة 1535 في صراع خلافة بين السلطان أبوعبد الله محمد الحسن وأخيه الأصغر رشيد. طلب الأخير العون من العثمانيين الذين تمكنوا من الإستيلاء على العاصمة بقيادة خير الدين بارباروسا (دون إرجاع رشيد على العرش). إستنجد أبوعبد الله محمد الحسن بشارل الخامس، ملك إسبانيا الذي جهز جيشا قوامه 33،000 رجل و400 سفينة بالتحافل مع الدول البابوية، جمهورية جنوة ونظام فرسان مالطا. تمكن الإسبان من القيام بإنزال شمالي العاصمة في 16 يونيو، ثم بالإستيلاء على ميناء حلق الوادي، ثم تمكنوا من دخول العاصمة في 21 يوليو. أعيد تنصيب السلطان حسن على العرش لكنه أجبر على المصادقة على معاهدة تضع البلاد عمليا تحت الحماية الإسبانية. استمر في السنوات التالية الصراع بين الإسبان وحلفاءهم والعثمانيين. تمكن العثمانيون في النهاية سنة 1574، من طرد الإسبان نهائيا بعد الإنتصار عليهم في معركة تونس.

انظر أيضا

  • خط زمني لتاريخ تونس

الهامش

  1. ^ الموسوعة المعهدية الكاملة
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:01:32
التصنيفات: تاريخ تونس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جاد: نفخر بدعم الرئيس السيسي وثقة الرئيس بوتين

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

بدء تشغيل المركز الطبي بمدينة الخيالة وتفعيل خدماته بالمجان

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:34
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

القوات المسلحة الملكية تقدم هبة للقوة البحرية لدولة غينيا بيساو

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:54
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 78%

الحكومة : إجازة عيدي الشرطة وثورة 25 يناير لا تطبق على الامتحانات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:27
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

«الدولية للهجرة» تنظم دورات تدريبية لمنظمات المجتمع المدني

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

الجريدة الرسمية تنشر قرار بشأن العفو عن بعض المحكوم عليهم

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:38
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

تصريح مفاجئ يتسبب في انسحاب أتلتيكو مدريد من صفقة سفيان أمرابط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:50
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 74%

في ملف موليكا.. صبر الأهلي اقترب من النفاذ

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:13
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية