المجامع اللاترانية

المجامع اللاترانية Lateran councils، هي مجامع كنسية أوسينودس الكنيسة الكاثوليكية، كانت تعقد في روما في القصر اللاتراني بالقرب من البازيليكا اللاترانية.

المجامع الكنسية

المجامع الكنسية هي مؤتمرات كانت تعقدها الكنيسة الكاثوليكية بشكل غير دوري لمناقشة الأمور المهمة، وهي المجامع التي أرست قواعد العقيدة المسيحية الكاثوليكية كما حددت أطرها وحددت علاقة الكنيسة بالسلطة الدنيوية وباليهود. ومن أبرز المجامع، من منظور بعض الجماعات اليهودية في الغرب، المجمعان الثالث (1179) والرابع (1215) تحت رعاية البابا إنوسنت الثالث. ولعل الخلفية التاريخية لهذين المجمعين تفسر تَشدُّد القرارات التي أصدراها إذ شهد جنوب فرنسا نموحركات هرطقة في القرن الثاني عشر الميلادي أحرزت شيئاً من النجاح حتى اضطرت الكنيسة إلى تجريد حملة ضدها عام 1208، ثم تبعتها محاكم التفتيش عام 1232.

واكتملت التشريعات المسيحية المتصلة باليهود من خلال قرارات هذين المجمعين، وأخذت شكلها النهائي الذي استمر حتى عصر النهضة وعصر الإعتاق والانعتاق. فأكدت مقررات المجلس الثالث منع اليهود من استئجار مسيحيين ومنع المسيحيين من استئجار خادمة أواستخدام مسقمة يهودية أوطبيب يهودي. ولكن المجلس، مع هذا، جعل شهادة المسيحي ضد اليهودي وشهادة اليهودي ضد المسيحي جائزة، كما أوجب حماية اليهود من التعميد القسري ومن أي هجوم عليهم أومضايقتهم أثناء أدائهم صلواتهم. أما مقررات المجمع الرابع، فطلبت إلى المسيحيين مقاطعة اليهود فيما لوحصلوا على فوائد مرتفعة على النقود التي يقرضونها بالربا، ونصت على منع اليهود من الظهور بملابس الزينة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من أسبوع الآلام، وفي يوم الجمعة الحزينة بنوع خاص. وأصبح من غير الجائز تعيين اليهود في المناصب العامة أوتفضيلهم على المسيحيين. وقرر المجلس أنه يتعيَّن على اليهود والمسلمين ارتداء ملابس خاصة بهم وأن يضعوا شارة معينة تميزهم، وأصبحت هذه الشارة تُسمَّى «شارة العار» بعد حتى كان ارتداء مثل هذه الشارات امتيازاً يكد اليهود من أجل الحصول عليه. وكانت هذه الشارة تعبير عن بترة قماش مستديرة صفراء وحمراء في فرنسا، وعبارة عن قبعة مميَّزة في ألمانيا والنمسا. وكان الهدف من الزي المميز والشارة منع الاختلاط بين الجنسين من أعضاء الجماعتين والحيلولة دون حدوث التزاوج.

وأصبح من حق أي راهب دخول المعبد اليهودي ليلقي موعظة مسيحية، وعادةً ما كان يصطحب معه يهودياً متنصراً. وبدأت عملية حرق التلمود منذ ذلك العهد، كما بدأ عقد المناظرات بين المسيحيين واليهود ليبرهن كلٌّ على مدى صحة دينه، وهي مناظرات لم يكن يتمتع فيها اليهود بالحرية الكاملة. ومع هذا، ونتيجةً لأن المجتمع الغربي الوسيط كان بحاجة إلى مهنة اليهود وهي التجارة والربا، فإن الكثيرين من حكام المدن والأساقفة ومواطني المدن المهتمين بتشجيع التجارة كانوا يراوغون في تطبيق القرارات.

وانعقدت المجامع التالية:

المجمع اللاتراني الأول (1123) أعقبت وأكدت concordat of Worms.
المجمع اللاتراني الثاني (1139) أعرب بطلان الزواج الديني، تنظيم ارتداء الثياب الدينية، عقاب الهجوم على رجال الدين من قبل العزل.
المجمع اللاتراني الثالث (1179) limited papal electees to the cardinals alone, condemned simony, forbade the promotion of anyone to the episcopate before the age of thirty.
المجمع اللاتراني الرابع (1215) dealt with transubstantiation, papal primacy and conduct of clergy. ونطق حتى على اليهود والمسلمين ارتداء ثياب خاصة للتفرقة بينهم وبين المسيحيين.
المجمع اللاتراني الخامس (1512-1517) في محاولة للاصلاح الكنيسة.

وعقد بعدها عدداً من المجامع الكنسية اللاترانية، وأبرزها المجمع اللاتراني 649 ضد المونوثيلية.

المصادر

^ عبد الوهاب المسيري. "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية". موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
^ [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Lateran Councils "Lateran Councils]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.