لويجي پيراندلو

عودة للموسوعة

لويجي پيراندلو

لويجي پيراندلو
لويجي پيرانديلو

لويجي پيرانديلـّو (1867 - 1936)Luigi Pirandello شاعر وباحث وروائي ومحرر سيرة قصيرة ومؤلف مسرحي إيطالي ، حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1934. اشتهر بمسرحياته الفلسفية. وتعكس معظم أعمالِ بيرانديللونظرته المتشائمة للحياةِ، لأنها تبيِّن صعوبة فهم حقيقة الناس. فالحقيقةُ غالبًا ما تكون مغايرة لما تعتقده شخصياته في مسرحياته الساخرة ورواياته وقصصه. وقد تلقى بيرانديللوجائزة نوبل للأدب في 1934م.

وتتساءل معظم مسرحيات بيرانديللو: ما الواقع،يا ترى؟ وما الحقيقة؟. وأفضل مسرحياته المعروفة: ست شخصيات تَبحث عن مؤلف (1921م)، وهي تمثيلية وهمية عن ستة من الناسِ يزعمون أنهم شخصيات في مسرحية ليس لها مؤلف يوجه أفعالَهم. وتَهتم مسرحية هنري الرابع (1922م) بفهم شخصية رجل يدعي الجنون. وهي تناقش أفكار الغربيين عن كنه الجنون وكنه المألوف. وفي مسرحية كُلٌّ بطريقته الخاصة (1925م)، يخدع رجل من حوله من الناس،كي يتحاشى الإحساس بالذنب على تصرفه، وتحكي مسرحية كما تهواني (1930م)، عن راسيرة تتمنى حتى تحيا حياة امرأة جميلة تشبهها.

حظي بيرانديللوبأول اعتراف أدبي بقصته الراحل ماتيا باسكال (1904م)، التي تعالج التناقض بين المظهر والمَخْبَر. وتَضم مسرحياته الأخرى: المنبوذ (1893م)؛ أطْلِق النار (1916م). وقد جمع الكثير من قصصه القصيرة في الحقيقة العارية (1933م)؛ من الأفضل حتى تفكر فيها مرتين (1934م). وُلد بيرانديللوفي أجرينتو، في صقلية ودرس في روما، وفي بون بألمانيا.

خط عن نفسه قائلا : ( أنا ابن الفوضى ). كان ابن صاحب منجم . نال شهادة الدكتوراه في عام 1888 من جامعة بون. سقطت في عام 1904 له كارثة اقتصادية حيث دمر فيضان هائل منجم والده فأثرت على حياته الاجتماعية والعقلية والنفسية . وخلال الحرب العالمية الثانية أنجز عمله الرائع ( أنت على حق ) تلك المسرحية التي أمست إحدى أبرز مسرحياته مع مسرحيتيه (فكر فيها مرة أخرى يا جياكومينو) و( ليولي 1956 ) أروع ما خط وأشهر ما ألف في حقل المسرح .

وقد تحولت مسرحيته (مثل السابق ، ولكن أفضل) 1920 إلى فيلمين سينمائيين . وقد سرت إشاعات حول علاقة له بالممثلة (مارتا آبا ) وينطق حتى موسوليني سأله مرة : لما لا تضاجعها ،يا ترى؟ فثار بيرانديللوونطق حتى هذا الرجل مبتذل . خط أكثر من 44 مسرحية . ومسرحياته المسماة بالمسرحيات الفلسفية (أنت على حق ) و(ست شخصيات ) و(إنريكوالرابع) التي خطت بين عام 1917 والعام 1924 جلبت انتباه الناس والعالم . من مسرحيته الهامة (متعة الصدق 1928 ) و(العاري 1928 ) و( كما تريدني 1931 ) و( ستر العرايا 1952 ) و( حكام اللعبة ) و( لا أحد يعهد كيف من الممكن أن ) .

في سنة 1924 أصدر لويجي بيراندلورواية في أقل من مئة صفحة لن يلبث حتى وصفها هونفسه بأنها النص «الأكثر مرارة من أي نص آخر، والأكثر سخرية من مسألة تفكك الحياة نفسها». كانت تلك الرواية آخر الأعمال من هذا النوع لمحرر كان تجاوز يومها السادسة والخمسين من عمره، وصارت جميع أعماله الكبرى في المسرح والسيرة والشعر وراءه، وبات يحس حتى العالم المعاصر عصيّ على الفهم «لأننا أصلاً عاجزون عن فهم أنفسنا». ونعهد حتى بيرانديللوأمضى حياته كلها وهويحاول سبر أغوار ذلك الازدواج الذي يطاول المرء في جوانيته وبرانيته. فهل كانت تلك الرواية الأخيرة بالنسبة إليه، سؤالاً إضافياً عن الذات أم كانت جواباً حاسماً،يا ترى؟ ليس من السهل التأكيد على أي الاحتمالين أصح... ومع هذا فإن كثراً من الدارسين والمفكرين يقولون إذا الرواية، وعنوانها «واحد، لا أحد، ومئة ألف» تكاد تختصر وحدها جميع العالم الذي عبر عنه بيرانديللوفي معظم أعماله الكبيرة، رواية سيرة أومسرحاً. ولعل في إمكان المرء حتى يستشف هذا الحكم من خلال العنوان نفسه، حتى وإن كان المرء مضاداً على غرابة العناوين في أعمال محرر إيطاليا المسرحي الأكبر.

بداية لا بد من الإشارة هنا الى حتى پيراندلواستغرق زمناً طويلاً قبل حتى ينجز هذه الرواية وينشرها، إذ تقول سيرته أنه شرع، للمرة الأولى، في كتابتها سنة 1909، لكنها لم تنجز إلا بعد ذلك بخمسة عشر عاماً. واللافت حتى بيرانديللوسيقول لاحقاً أنه أبداً لم يضع تلك الرواية جانباً بين عام وآخر، بل واصل العمل عليها والتعديل فيها، معتبراً إياها، بعد جميع شيء، أشبه بوصيته الفكرية والأدبية. ومؤكد حتى هذا القول هوالذي شجع الدارسين على حتى يروا في «واحد، لا أحد، ومئة ألف» نوعاً من الجردة الحسابية التي تصل بين حياة المحرر، أدبه، وفكره ونظرته الى مكانة الإنسان في هذا الوجود. ومع هذا لنقد يكون من الإنصاف القول إذا هذه الرواية رواية فكرية – بل نظرية – إلا إذا كان في استطاعتنا حتى نسبغ هذا الوصف نفسه على أعمال تنتمي الى بدايات القرن العشرين مثل «المسخ» لكافكا، أو«يوليسيس» لجيمس جويس أوحتى «البحث عن الزمن الضائع» لبروست. فرواية بيرانديللوالأخيرة هذه، هي من طينة الروايات التي تخلق أحداثها من فكرة – فلسفية أووجودية – لكنها تعطي في الوقت نفسه خصوصية للأحداث وحياة خاصة بها.

الشخصية المحورية – والتي تكاد تكون وحيدة هنا، وحدة غريغور في «مسخ» كافكا، هي شخصيته المدعوفيتانجلوموسكاردا، الذي بعدما عاش حياة ثري في قصره الأنيق، محاطاً بالأصدقاء والأتباع، يكتشف ذات يوم وقد تقدم العمر به، يكتشف من خلال سؤال لا علاقة له بالأمر تطرحه عليه زوجته حتى جميع واحد من الذين عهدوه، قد صاغ له صورة هي في غاية الأمر قناع، تنتمي الى خياله الخاص، وليس الى حقيقة موسكاردا... أوعلى الأقل ليس الى الصورة التي كونها موسكاردا عن نفس معتقداً دائماً أنها صورة لذاته. وغذ يكتشف موسكاردا هذا، يصبح قارئ الرواية وسط دوامة من الصور والأقنعة والإسقاطات، التي يظهر له من الواضح أنها تعكس في نهاية الأمر حقيقة الوجود الاجتماعي نفسه. ذلك ان صورة موسكاردا سرعان ما تتضاعف الى ما لا نهاية، أي بقدر ما ثمة آخرون ينظرون إليه، بحيث تصبح صورته مئة ألف صورة، ما يعني أيضاً أنه صار لا أحد. وإذ ينكشف هذا لموسكاردا وللقارئ في الوقت نفسه، يقرر موسكاردا أنه قد بات عليه حتى يعطي وجوده معنى وجوهراً جديدين، خصوصاً حتى اكتشافه يؤدي به في الوقت نفسه الى الاستنتاج بأن جسده واحد، أما روحه (أوعقله في هذا السياق) فأكثر من حتى تعد وتحصى. فما العمل،يا ترى؟ بداية لا بد من تدمير جميع هذه الأقنعة الوهمية... لأن صاحبنا بات الآن على يقين من أنه، فقط بعد حتى ينجز هذه المستوى الأولى في طريق الجنون، سيكون قادراً على الوصول الى ما كان يخيل إليه دائماً أنه يصبوللوصول اليه: حقيقة ذاته. وأدرك الرجل أنه هنا أمام رهان فاوستي حقيقي إذ كيف من الممكن أن يمكن لمن دمر تعددية روحه وعقله، حتى يصل الى إدراك جوهر ذاته،يا ترى؟ لقد استوعب على الأقل أنه أمام مهمة محالة، إذ انه في جميع مرة راح فيها يحاول، وقد صار جوهر حركته التخلص من المئة ألف قناع، حتى يعثر على ذاته، كانت الأقنعة سرعان ما تعود لتطفوعلى السطح. في تلك الأثناءقد يكون موسكاردا قد اعتزل داخل مأوى يوضع فيه الشحاذون... حيث بدا له حتى في إمكانه هناك حتى يعيش راضياً عن ذاته، أوعلى الأقل حتى يحول نفسه من ذات الى موضوع، فينظر الى عيشه الخاص، إذ صار أخيراً لا أحد، أومئة ألف في الوقت نفسه... بالنظر الى أنه بات يموت ليولد من حديث في جميع ثانية من الثواني، إنما خالياً، مع جميع موت وولادة، من أية ذكريات يجرها وراءه. انه هنا، لكنه ليس هنا، انه في الحياة وفي خارجها. والأهم من هذا كله انه لم يعد يعيش داخل ذاته بل خارجها. لأن الوسيلة الوحيدة لفهم هذه الذات هي النظر اليها من خارجها. وعلى هذا النحويصبح موسكاردا جزءاً من الأمور المادية، جميع الأمور المادية التي تحيط بذاته القديمة عادة. في اختصار صار بدوره، كالمادة، موضوعاً، صار مثل حجر مثل باب، مثل نبتة أوغيمة. وهنا في هذه الصيرورة، كما يرى دارسوأعمال بيرانديللوالمتوقفون خصوصاً عند هذه الرواية وعند مكانتها في أدبه وفي الخلاصات التي انتهى إليها، بعدما ساهم طويلاً في الحديث عن جوهر الذات ولعبة الأقنعة والشخصية والدور الذي تلعبه، عبر عدد كبير من مسرحياته وقصصه، تلك الخلاصات التي تلامس مسألة الاحتكاك بين الذات والمادة الخارجة عنها. والحقيقة حتى من يعيد قراءة نصوص بيرانديللو، على ضوء قراءة واعية ومتأنية لـ «واحد، لا أحد، ومئة ألف»، سيخلص بسهولة الى حتى من سخر بيرانديللومن أجله أدبه دائماً إنما كان الوصول الى كنه ذلك الاحتكاك، بعدما اشتغل في تلك النصوص على مسألة المساهمة في «تحطيم جميع القواعد الأخلاقية والمدنية» التي تحكم حياة مجتمعاتنا. إذا قراءة من هذا النوع ستوصلنا في جميع تأكيد الى حتى مسرح بيرانديللو– واديه في شكل عام – إنما كان يهدف «الى العودة الى الطبيعة كما الى الغريزة، أمام أخطاء وانحدار القوانين والأسس التي لفت مجتمعاتنا المعاصرة ودمرتها حتى الآن». بحسب دارسي بيرانديللو. والحقيقة إننا إذا شاطرنا هؤلاء الدارسين نظرتهم، سيكون في إمكاننا بكل هدوء حتى يجعل لويجي بيرانديللو، واحداً من كبار الكتّاب والذي أصروا، حتى في القرن العشرين، قرن المادة والواقعية المطلقة وانكشاف الإنسان أمام حقائق لم يكن ليشك سابقاً إنها حقائقه الخاصة، أصروا على حتى يعطوا للأدب بعداً ووظيفة روحيتين. ولوتوصلنا الى هذا، لا ريب في أنه سيكون علينا حتى نعيد النظر، من جديد، في جميع الأفكار التي كوناها عن بيرانديللو، وهي إعادة نظر جديرة بمحرر، جعل من جميع أدبه نوعاً من إعادة النظر في الإنسان وحقيقته ومكانته في المجتمع.

ومن المؤكد حتى هذا كله لا يمكن حتى يعتبر غريباً على صاحب «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» و«لكل حقيقته» و«هذا المساء نرتجل» و«الحياة التي منحتها لك»، وغيرها من أعمال خطها لويجي بيرانديللو(1867 – 1936) المحرر الذي تحدر من عائلة أرستقراطية، واكتشف الأدب والتمرد باكراً، من خلال دراسته وقراءاته الخاصة، ولكن أيضاً من خلال أبيه الذي خاض الصراعات السياسية باكراً بدوره، على رغم أنه كان رجل صناعة ثرياً. ولقد عاش لويجي، الذي رافق أباه في معظم المعارك التي خاضها دفاعاً عن الوطن الإيطالي الى جانب غاريبالدي، وخصوصاً ضد الاحتلالين الفرنسي والنمسوي لبلاده. وبيرانديللوفاز بجائزة نوبل للآداب سنة 1934، وتحديداً وسط احتجاجات كتّاب يساريين رأوا حتى كتاباته من شأنها حتى تجد تبريرات لبعض الفكر الفاشي.

واستطاع لويجي بيرانديلو28/6/1867 10/12/1936م LUIGI PIRANDELLO حتىقد يكون بطل التيار الثالث في الأدب الإيطالي الحديث بما أبدعه من ذخيرة أدبية ودرامية في الشعر والسيرة والرواية والدراما، وهومادفع به الى استقحاقه جائزة نوبل التي حصل عليها في عام 1934م, حادثتان هامتان في حياته دفعتا به الى انتاجه الغزير في اتجاهات أدبية عديدة, الحادثة الأولى ميلاده فوق تراب صقلية البائسة في الجنوب الإيطالي، حيث تعارضُ مستوى المعيشة بين الشمال الغني والجنوب المتواضع كبعد الارض عن السماء, والحادثة الثانية هي صحوة فلاحي صقلية بين عامي 1893، 11894م والتي بذرت في نفسه بذور الحركة الاشتراكية في آدابه ودراماته, حتى أضحى مُرتدا عن ماضيه, فأبوه أحد نادىة الوحدة الإيطالية، وأمه ابنة أحد ثُوار الوحدة، ومع ذلك، ورغم ثراءه من أعماله الأدبية الأولى، إلا أنه يتحول تحولا جريئا، حتى يكاد يُشبه زميله الروسي ليوتولستوي الثري الذي خط عن الفقراء والمعوزين, لقد كان بيرانديللوصنواً للواقعية في الحياة, يدخل عام 1924م الى عضوية الحزب الفاشي، لكن تكوينه الواقعي والاجتماعي يتعارض مع منهج الحزب فيخرج منه مُسرعا, ان التيار الثالث الذي قام على أكتافه تُسميه كثير من المراجع الأدبية تيار الفجر أوضوء الصباح DAWN، بزوع الشعر، واتضاح السيرة والرواية للعين والعقل، وبدء الدرامات المؤثرة في الجماهير.

يخط القصيدة الشعرية الحزن المبتسم MAL GICONDO عام 1889م فيعكس نور الفجر الليري, ثم يُفاجئ العالم بقصته حياتا مايتا باسكال عام 1904 IL FU MATTIA PASCAL, وفي العشرينيات يبدأ كتابته للدراما في وقت متأخر, والظاهر أنه استفاد من كتاباته الشعرية والقصصية والروائية فيما خطه من درامات هي في الحقيقة أصعب وأشق الكتابات الأدبية, يُعلق الناقد والفيلسوف والسياسي الإيطالي أنطونيوجرامسكي ANTONIO GRAMSCI 1891 1937م على دراماته فيقول: كوميدياته قنبلية تثير حمماً بركانية تنفجر في عقول المشاهدين، مثل المادة إشعاعية النشاط، تُحرك من أحاسيسهم المتحجرة، قاضية على أفكارهم المُعششة في دواخلهم , وبيرانديللوالقادم من صقلية والمستقر في روما يحاول بآدابه حمل الظلم عن رفقاء وطنه في الجنوب، وتنمية الأرض الزراعية هناك، وحماية رجال المناجم التعساء في وطنهم, وهوينجح في حتى يجعل أدبه يمتد ليأخذ مكانه جنبا الى جنب الآداب العالمية,في الإبداع الروائي تُلاحظ علاقة وثيقة بين الروايات والدرامات التي خطها قبل عام 1922م, روايته المُعنونة روايات لسنة واحدة تظل خالدة في تاريخ الروايات الأوربية.

ومع دخول بيرانديللومتأخراً الى تأليف الدراما، فقد فجّر دراميات أولى مسرحياته ست شخصيات تبحث عن مؤلف SEI PERSONAGGI IN CERCA DAUTORE مستعملا نظرية المسرح داخل المسرح كمخرج مسرحي, بعدها يتكون مسرح يحمل اسمه في نيويورك، كما يؤلف بنفسه فرقة مسرحية يجوب بها عدة دول أوروبية مؤكدا في فلسفته الدرامية احداث مسرحية بسيطة تقوم عليه عُقدة الدراما، لكنها عصرية لحماً ودما, وهوبهذه الفلسفة البسيطة قد أثر في كُتاب الدراما الأوروبية من زملاء عصره الإيرلندي صمويل بيكيت، الفرنسي جان بول سارتر، والسويسري فردريك دورينمات عامدا الى تفكيك تيارات الدراما من الداخل ليضع محلها شكلا دراميا آخر يحوطها داخليا وخارجيا ايضا يفوح بأوصال الحقيقة عن الحياة القائمة, فالحقيقة من وجهة نظرة نسبية, إذ من الصعب ان لم يكن من المحال ان تتعهد على حقيقة الحياة, لأن جميع مايحدث ما إلا تغّير في الأحاسيس وتكوين لأحاسيس أخرى,هكذا تبدودرامته الليلة نرتجل التمثيل STAERA SI RECITA DA SOGGETTO, يُعلق بيرانديللوعلى مسرحه فيقول: الجسم الذي تقتله على المسرح,, هوالفوضى.

في إثر بيرانديللو,, التيار الرابع

سيطرت آداب ودرامات بيرانديللوعلى فترة ما بين الحربين العالميتين, بعدها اتى تيار الاتجاه الى العصرية، قاده الممثل الإيطالي روجيروروجيري 1871 1953م RUGGERO RUGGERI والممثلة الإيطالية الشهيرة إلينور دوسي ELEONORE DUSE, وفي عام 1931م يؤلف انطونيوجوليوبراجاليا A.G BRAGALIA 1890 1960م في روما مسرح DEGLI INOIPENDENTI المسرح المستقل يحتضن المؤلفين الدراميين الجُدد من أجل دراما طليعية شارحا فكرته في كتابة المسرح المُمسرح DEL TEATRO TEATRALE ومُستعينا باخراجه لمسرحيات مؤلفين عالميين مثل التشيكي كارل تشابك، الاسباني فدريكوجارسيا لوركا، الامريكي يوجيه اونيل، والانجليزي إيرلندي المولد اوسكار وايلد 1 . لكن المحرر الدرامي البرتوكاسيلا 1891 1967م A.CASELLA هوالإيطالي الذي تبع وصايا بيرانديللوالدرامية، محافظاً في دراماته على فلسفة المفهم وتابعا لخطواته الإبداعية. دراماته المعنونة عُطلة الموت LA MORTE IN VACANZA صورة لمضامين درامات بيرانديللوالفكاهية الحاملة لمرارات البشر أخرج المخرج المصري فتوح نشاطي المسرحية بالمسرح القومي المصري في خمسينيات القرن الماضي تحت اسم الموت يأخذ اجازة . في بداية العقد الثالث وما بين الحربين يقابل هذا التيار الرابع مُضايقات الفاشية، كما قابلها بيرانديللومن قبل,ويسعى موسوليني شخصياً الى استمالة الممثلة إلينور روسني لتمثل مسرحيات نادىئية لممضىه السياسي الخانق, لكن بلا أمل. ويدعوهذا الموقف أشهر ممثلات إيطاليا الى الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية لتموت في 21/4/1924م في بتسبرج PITTSBURGH, إذا هلع موسوليني من المسرح قد حدا به الى تأليف مسرحية مثلتها المسارح المتآمرة مع الفاشية، والتي كان همُها تحذير جماهير الشعب الإيطالي باسم الحلم الفني المسرحي يسجل التاريخ أسماء فدريكوفاليريوراتي F.V. RATTI، جيوفاني كافيشيولي G.CAVICCHIOLI كأعداء ومسرحيين مأجورين في حركة الادب المسرحي الإيطالي , نسيت حتى أذكر حتى مسرحية موسوليني لقيت فشلاً جماهيريا كاملا.


مسرح نهايات القرن العشرين,, التيار الأخير

كان لابد من إقرار المسرح والسينما حكوميا, أنشأت إيطاليا إدارة خاصة بميزانية ضعيفة DIREZIONE GENERALE DELLO SPETTACOLO لم تُسعف الضعف في الفنين، ثم اتبعتها عام 1959م الى وزارة السياحة. ومع ذلك ظل حلم المسرح المستمر يوميا يتحقق في مدن كبيرة مثل ميلانو، تورينو، تريستا، وروما العاصمة مسرح ميلانوالصغير PICCLO TEATRO من أشهر المسارح العالمية اليوم , وتعمل بغير انتظام مسارح كوميدية كمسرح ادواردودوفيليبوEDOARDO DE FILIPPO حتى وفاته عام 1984م. ومسارح أخرى للهواة وفرق الجامعات. لكن جيل الستينيات من المخرجين الإيطاليين يُعزى اليهم وضع السلطة المسرحية تحت أيديهم، الأمر الذي تقدّم بالمسرح الإيطالي الى خطوات محلية وعالمية أيضاً لوتشيني فيسكونتي، ماريوشياري، جورجوسترلر 2 . إلا حتى البحث في الفنون المسرحية الإيطالية وفي النشر الفني يدعم الحركة المسرحية المعاصرة دعما يتسم بالفهمية الفنية, فمؤلفات سيلفيودا أميكوS.D AMICO، والمجلات الفنية المجالية سيناريو، الرقى الإيطالية للدراما، الرقى الإيطالية للمسرح ، SCENARIO, RIVISTA ITALIANA DEL DRAMMA, RIVISTA ITALIANA DEL TRATRO تنشر فكر الآداب الدرامية، والنقد المسرحي، ودراسات تحليل العروض المسرحية, إذا أعظم ما خلّده سيلفيوهودائرة المعارف المسرحية ENCICLOPEDIA DELLO SPETTACOLO 11 جزءاً الى جانب مؤلفات تحمل عناوين تاريخ المسرح الإيطالي، عصور المسرح الإيطالي، الإخراج المسرحي، تاريخ المسرح الدرامي أربعة مجلدات . IL TEARTO ITALIANO. EPOCHE DEL TEAT RO ITALINO METTERE IN SCENA, STORIA DEL TEARO DRAMMATICO.

هوامش

1- KARL CAPEK, FEDERICO GARCIA LORCA, EUGENE O,NEILL, OSCAR WILD. 2- L.VISCONTI, M. CHIARI, G.STREHLER.

" وَهْم الحيوات التائهة والظلال الحائرة "

الكتابة للويجي بيراندلو، في الأساس ، هي السيرة. خطها دوما. بدءً ، ليعتاش منها ، إذ كان فقيرا . وزعها على الصحف لقاء بعض المال . رماها أحيانا في الهواء . ثم ، لاحقا ، أتى النجاح ، الشهرة ، نوبل ، فثابَرَ على السيرة . ذاك أنه شبه مدمن على كتابتها ، ولأنها جوهر أعماله .

سليم أنه يدين للمسرح بـ " مجده " ، " مجده " العالمي ، لكن مسرحياته ، رواياته ، تدين بكل ذرة منها لقصصه ، تلك " النَسيبات " البائسات اللواتي يحبهن بكل حنان ( . . . ) عبر السيرة يتجسد إبداعه ، ومنها يستل شخصياته ، وبها يُثبت ذاته ويفرضها ، ومن خلالها يتجلى .

وها قصص بيرانديللوتجمع كلها أخيرا في مجلد ضخم صدر لدى دار " غاليمار" الفرنسية في 2256 صفحة ، والترجمة إلى الفرنسية أنجزها جورج بيروويه . بعضها يتسم بغرابة نادرة ، وعري وبرودة كجثة في براد الموتى ، وبعضها الآخر ميلودرامي مثير وعاطفي وانفعالي . بيرانديللويروي ، ولا يعمل سوى ذلك . يعج رأسه بالحكايات الغزيرة .

يرمي الطْعم ، ونلتقطه بالصنارة . منذ السطر الأول ، ندرك حتى ثمة أمرا غير متسقط ، شيئا ما خفياً ينبغي اكتشافه . المثير للفضول أنه ليس ثمة راوٍ ، أوالأحرى ، ثمة ألف راوٍ ، ولا وجود لأي راو. بيرانديللو، في جميع مكان ، وليس في اي مكان . لا يمكن تصنيف صوته القصصي . ورغم ذلك ، حدثا ناجى نفسه ، اتجه نحونا مباشرة ، وسقطت رؤيته على الجميع . تلك الرؤية اللاهية حينا، عديمة الشفقة كذلك . على مَنْ يبغي العثور على الرحمة ، حيال البشر كما حيال الحيوانات ، عليه حتى يحفر حتى الأعماق القصوى .

العالم مكتظ بالمهرجين ، وعالم بيرانديللوكذلك . مُحزِنون أولئك المهرجون . يقدمون إلينا الملهاة . يتبادلون الملهاة . وراء قناعهم المتصنع يختبئ جهل ، عجز ويأس هائلان . إنهم والمهرجون الدوستويفسكيون ، مكونون من عجينة واحدة . إنهم إخوتهم . بالكاد تُرى السخرية التي تخرقها المـأساة ، وذاك اللايقين الذي يخرّب جميع شيء .

تحت شمس صقلية ، أوفي شارع من شوارع روما ، هوالحقلُ المغلَق نفسه ، الشرَك نفسه . نبحث عن ذواتنا وعن بعضنا البعض ، ولا نبلغ العثور . أناس طيبون ، وفي العزلة دوماً .

إن كان ثمة تهكم ، ينبغي عدم توقُّع الفرح . البهجة ليست من الطبيعة البيرانديللوية . يظهر بعض قصصه ، " يد المريض " مثلا ، خارجا من غرفة التشريح . يستحيل الذهاب إلى أبعد ، في الوصف السريري . لكن ، يجدر الانتباه !

أننا بعيدون جدا عن الطبعية ، بل في منأى عنها . لذا ، يدهشنا بيرانديللودوما . واقعيته ليست الواقعية ، وحقيقته ليست الحقيقة . لديه ، لا تمييز بين الواقعي والمتخيل . وهولتحديد أدق ، يؤيد المتخيل . جميع الناس يخترعون ، وليس وجودهم سوى اختراع بحت . جميعنا مخادعون ، وبيرانديللوالمخادع الاكبر .

يتبدل الناس سريعا بحيث لا يتمكنون من إدراك انهم تغيروا . يتعجبون ، كتلك الإنكليزية الشابة التي كانت اشترت في صقلية جديا جميلا ، لكنها اغتاظت حين تلقت لاحقا في إنكلترا جديا متسخا. " الجدي الاسود " خرافة ، كالكثير من قصص بيرانديللو، تنطوي غالبا على موضوع الموت ، الموت في جميع حالاته ، وذاك النهر الضخم الثقيل ، الكثيف ، الذي يحملنا ، وحيث نتصارع كذباب في شراب السكر .

للأسف ، لسنا نشبه الحصان العجوز المهمل ، في " فُرصة حتى تكون حصانا " ، الذي لا يفكر في الغد ، ويلبث هادئا حتى لحظة موته ، يرعى العشب مطمئنا . مع بيرانديللوثمة ما يحض كثيرا على التفكير . حتى في البلادة لا تنعدم الافكار . نناقش ، نجادل ، نتأمل . الشخصية البيرانديللوية قصبة مفكرة . ومن هنا ، ذاك التململ ، تلك الكآبة ، ذاك التساؤل الدائم الذي يتآكلها ( الشخصية ) ، يفتتها ، يفسخها ، حتى لا يبقى سوى شيطان مسكين تائه أمام فراغ حياته ، أمام الفراغ الغامض .

يركز بيرانديللوعلى الهجريبة المختنقة بثقوب الحياة . يعجز المرء عن فهم شيء ، حتى تاريخ وفاته ، كما كان يقول بورخيس . بطل بيرانديللو، بورجوازيه الصغير ، لا يأسف لكونه لا يدرك ، بل لكونه لا يعهد . يروم بعضا من نور . يتحسس كَبْتاً عميقا .

لا يملك المفتاح . إنه خارج ذاته وخارج الكون ، ومن هنا غرابته وعجزه . ولا إله ليمنح ذاك العُطل ، تلك الفوضى ، ذاك الجنون المختبئ في جميع شيء ، معنى . في نهاية الطريق ، كومة رماد ، وسؤال لا يمكن أحداً الإجابة عنه .

لا يطلق بيرانديللوأحكاما قيمية . ليس محررا أخلاقيا ، وليس عدوانيا أوسيئ النية . إنه شفاف . وشفافيته ثاقبة كالأسيد ، وتعري . معها ، نمضي إلى الصحراء ، ندوس أرضا قحطها مطلق وعقيم من أي بصيص أمل . ينبغي الفرار، لكن إلى أين ،يا ترى؟ يتلافى بيرانديللوالجواب . إنه وسيط . الآخرون يتحدثون بلسانه . لكن الفانتازيا في قلب ذاك الواقع المتغير ، المجزء ، الملتبس ، والذي ينبغي لقاءته .

في قصصه المئتين والسبع والثلاثين ، يرمي بيرانديللوالقارئ في كمين قلقه ، واضطرابه ، وسقميته . لا امرءً بريئا . المأسوي يومي ، ملتصق بكل شيء ، في الهزلي أولا . لا يسع الذكاء إلا جعل العدم أكثر عتمة . حب ضائع ، حيوات تائهة ، ظلال حائرة ، كلها تَعْلق في الفخ . لبيرانديللوحبور مَنْ يعرض الظلال . الوهم يسود الأمكنة كلها ، وكهف افلاطون ليس بعيدا .

عن " لوفيغاروليترير"

والسمة البارزة في مختارات المحرر الإيطالي المعروف لويجي بيرانديللوالقصصية، هي تلك النزعة الإنسانية المرهفة التي تطغى على نبرة المحرر، بمعزل عن المواضيع المتنوعة التي يعالجها حكايات وجدانية تستلهم أجواء الريف الإيطالي ومناخاته، وتميل إلى الاحتفاء ببساطة الحياة وبؤسها وأفراحها الصغيرة أيضاً

بيرانديللوهوأحد أبرز كتاب القرن العشرين في إيطاليا، ولد في جزيرة صقليةدخل عالم الكتابة من بوابة الشعر، ثم أصدر روايته الأولى الهاربة , وبعدها صدرت له روايتان، هما المرحوم ماتيا باسكال والشيوخ والشباب اهتم فضلاً عن ثقافته الإيطالية، بدراسة اللغة الألمانية، وترجم منها أعمالاً عدة

وعلى رغم كتابته في الأجناس الأدبية المتنوعة كالسيرة، والرواية، والمسرح، والشعر غير حتى شهرته ذاعت، في شكل واسع، في مجال المسرح، إذ برز في هذا الحقل كواحد من أبرز المسرحيين، وكان لأسلوبه تأثير على كتاب المسرح في العالم، وخصوصاً على زملائه في القارة الأوروبية، مثل الإيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر، والسويسري فردريك دورينمات

حادثتان في حياته دفعتا به إلى إنتاجه الغزير، والى التعبير بأكثر من طريقة وأسلوب، والتجريب ضمن اتجاهات أدبية عدة الحادثة الأولى ميلاده فوق تراب صقلية البائسة في الجنوب الإيطالي، حيث لاحظ تبايناً شاسعاً بين مستوى المعيشة في الشمال الغني وبين مستواها في الجنوب المتواضع أما الحادثة الثانية فهي صحوة فلاحي صقلية في نهاية القرن التاسع عشر التي غرست في نفسه بذور النزعة الاشتراكية التي تجلت في كتاباته المتنوعة، فراح يخط عن الفقراء والمعوزين, محاولاً، عبر الحدثة، حمل الظلم عن أبناء وطنه في الجنوب، وتنمية الأرض الزراعية هناك، وحماية رجال المناجم التعساء وسواهم من شرائح المجتمع البائسة

كان بيرانديللوصوت من لا صوت لهم ، صوت البسطاء، والحالمين أبطاله، كما في هذه القصص، هم من الشرائح الفقيرة عامل، فلاح، حارس قبور، سائق عربة الموتى، موظف، فتاة عانس، عاشقة خائبة وكان ـ بسبب ذلك أونتيجة لذلك ـ صنواً للواقع، شديد الالتصاق به في قصصه، ومسرحياته التي وصفها الفيلسوف والسياسي الإيطالي أنطونيوغرامشي بالقول: «مسرحياته أشبه بقنبلة تثير حمماً بركانية تنفجر في عقول المشاهدين»، مثيرة في تلك العقول الجامدة أسئلة حائرة ومقلقة, ويرى النقاد ان بيرانديللوجرب في كتاباته أساليب عدة الرومانسية، الواقعية، التعبيرية، الرمزية... لكنه بقي، مع اختلاف الأساليب والرؤى، مخلصاً لرسالته كمحرر ملتزم بقضايا إنسانية جوهرية، وهذا الرصيد الأدبي المميز خوله نيل جائزة نوبل في الآداب سنة 1934

يتناول بيراندلوقضايا إنسانية تتمحور حول الحب والصداقة والموت والحنين والانتظار والخيانة والأمل والبؤس والعزلة... وهويقارب هذه الموضوعات بأسلوب واقعي يسعى إلى رسم تفاصيل الحياة في بلده إيطاليا في العقود الأولى من القرن المنصرم يستعين بالذاكرة قليلا، ويركز على مشاهداته، وانطباعاته، فيلتقط من مسرح الحياة وكواليسه المنسية وقائع إنسانية بسيطة في خطها الدرامي، هادئة في نبرتها، لكنها مفعمة بالتراجيديا والألم والانكسار

وعلى رغم واقعية هذه القصص غير حتى المحرر يرتقي بها إلى مصاف الدهشة، فهومولع بسرد التفاصيل من دون إسراف، مع الاعتناء بالحوار المختزل والوصف المعبر، وكذلك الاهتمام بنوع من التشويق القائم على تأجيل المغزى والإعلان عنه عند النهاية، كما يسبغ، أحياناً، على مفردات المكان وأشيائه نوعاً من «الأنسنة»

ثمة بوح آسر وشفاف تفصح عنه بطلة السيرة هي حكاية إنسانية خاصة ومؤثرة، تتحدث، عبر مجموعة من الوقائع والأحداث، عن سيرة حب نشأت بين المركيز الأعمى، وخادمته ذات الصوت الجميل ـ من دون الملامح ـ التي تراهن على عمى المركيز كي يستمر هذا الحب، وتقع العاشقة هنا بين ثنائية الشفقة على الحبيب، والرغبة في بقائه أعمى كي يعيش الحب، فالمركيز صنع، بوحي من صوتها الجميل، صورة فاتنة، عذبة، صافية للخادمة... صورة ملاك يعيش في خياله فحسب، وعندما يبشر الطبيب بان المركيز سيشفى من العمى تحزم العاشقة حقائبها، بحزن وأسى، وتمضي إلى جهة مجهولة، فهي تسعى لأن تظل صورتها ناصعة في عيني المركيز هي ترغب حتى تظل ذكرى صوت يفترض أن يلاحقه بعد حتى خرج من ظلامه، ويبحث عنه على كثير من الشفاه دون جدوى


السمة البارزة في مختارات المحرر الإيطالي المعروف لويجي بيراندلوالقصصية، هي تلك النزعة الإنسانية المرهفة التي تطغى على نبرة المحرر، بمعزل عن المواضيع المتنوعة التي يعالجها حكايات وجدانية تستلهم أجواء الريف الإيطالي ومناخاته، وتميل إلى الاحتفاء ببساطة الحياة وبؤسها وأفراحها الصغيرة أيضاً

بيراندلوهوأحد أبرز كتاب القرن العشرين في إيطاليا، ولد في جزيرة صقليةدخل عالم الكتابة من بوابة الشعر، ثم أصدر روايته الأولى الهاربة , وبعدها صدرت له روايتان، هما المرحوم ماتيا باسكال والشيوخ والشباب اهتم فضلاً عن ثقافته الإيطالية، بدراسة اللغة الألمانية، وترجم منها أعمالاً عدة

وعلى رغم كتابته في الأجناس الأدبية المتنوعة كالسيرة، والرواية، والمسرح، والشعر غير حتى شهرته ذاعت، في شكل واسع، في مجال المسرح، إذ برز في هذا الحقل كواحد من أبرز المسرحيين، وكان لأسلوبه تأثير على كتاب المسرح في العالم، وخصوصاً على زملائه في القارة الأوروبية، مثل الإيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر، والسويسري فردريك دورينمات.

كان بيراندلوصوت من لا صوت لهم ، صوت البسطاء، والحالمين أبطاله، كما في هذه القصص، هم من الشرائح الفقيرة عامل، فلاح، حارس قبور، سائق عربة الموتى، موظف، فتاة عانس، عاشقة خائبة وكان ـ بسبب ذلك أونتيجة لذلك ـ صنواً للواقع، شديد الالتصاق به في قصصه، ومسرحياته التي وصفها الفيلسوف والسياسي الإيطالي أنطونيوغرامشي بالقول: «مسرحياته أشبه بقنبلة تثير حمماً بركانية تنفجر في عقول المشاهدين»، مثيرة في تلك العقول الجامدة أسئلة حائرة ومقلقة, ويرى النقاد ان بيراندلوجرب في كتاباته أساليب عدة الرومانسية، الواقعية، التعبيرية، الرمزية... لكنه بقي، مع اختلاف الأساليب والرؤى، مخلصاً لرسالته كمحرر ملتزم بقضايا إنسانية جوهرية، وهذا الرصيد الأدبي المميز خوله نيل جائزة نوبل في الآداب سنة 1934.


المسرح

إن إبداع بيراندللوفي السيرة والرواية ولاسيما في المسرح، يعالج فكرة فلسفية مركزية حول التناقض الجدلي بين حركة الحياة وثبات الصورة. فلكي تستمر الحياة لا بد لها من حتى تتآكل، ولكي تتشكل لابد من حتى تكون لها صورة ثابتة، فيكون الصراع الدائم بحسب تعبير بيراندللو«بين ضرورات الحياة الديناميكية ومتطلباتها الاستاتيكية». وقد حاول في فترة إبداعه المسرحي الثانية حتى يظهر هذا التناقض، فتناوله من خلال يأس الإنسان من إدراك أي شيء عن نفسه أوعن العالم المحيط به. أما في مسرحياته المبكرة التي جمعها تحت عنوان «الأقنعة العارية» فقد ركز على فضح الكذب وكشف سخرية الحياة وتهافت الحقيقة المفترضة، عن طريق تمزيق الأقنعة التي يصنعها الرياء والتصنع. وتناول الشخصية الإنسانية بين حقيقتها الداخلية والقناع الذي تقابل به الآخرين. وتكمن مأساة الإنسان، كما يرى، في صراعه بين المخبر والمظهر، ومحاولته فهم الحقيقة التي لا وجود لها، لأنها نسبية، غير مطلقة، إذ لكل امرئ حقيقته.

عرضت مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» لأول مرة في رومة عام 1921 وانقسم الجمهور حيالها بين مؤيد ومعارض، وثارت حولها ضجة فكرية وصحفية كبيرة. وظلت المسرحية لمدة طويلة موضع حديث النقاد الإيطاليين والأوربيين على حد سواء، مما نادى المؤلف لكتابة درس طويل يرد فيه على تساؤلات النقاد ويبين اتجاهه الفني في الأدب والمسرح. وكان هذا البحث بمنزلة بيان للثورة التي أحدثها بيراندللوفي المسرح المعاصر، ثورة ضد مسرح الإيهام المخدِّر وضد الملهاة السطحية، اللذين سادا المسارح الأوربية في الربع الأول من القرن العشرين.

وتعد معضلة الحقيقة أحد المحاور الأساسية التي ارتكز عليها فن بيراندللو، فقد تناولها في مسرحيات عدّة وعالجها من زوايا مختلفة وربطها بالحياة وبالناس في حياتهم اليومية على كونها مسألة فلسفية بحتة. ففي «حسب تقديرك» و«لذة الأمانة» و«ليولا» وغيرها عالج موضوع الوجه والقناع، والحقيقة والخيال، والإخلاص والتصنع. ومثلما عمل سقراط[ر] الذي أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، فقد جرّ بيراندللوالفلسفة إلى خشبة المسرح وزاوج بينها وبين الإبداع الفني، ولاسيما في ثلاثيته التي تضم «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» و«لكل امرئ طريقة» و«الليلة نرتجل» (1930) التي أسماها «ثلاثية المسرح داخل المسرح» متسائلاً: أي العالمين أقرب إلى الحقيقة: عالم الواقع أم عالم الفن، العالم المادي الزائل أم الإبداع الفني، الشخصية الاجتماعية الفانية أم الشخصية المسرحية الخالدة. ويؤكد المؤلف بثلاثيته حتى عالم الفن أثبت من عالم الواقع وأن الوهم أصدق من الحقيقة، وذلك من خلال الصراع الناشئ بين مختلف العناصر المشهجرة في العمل الفني، منذ إبداعه في ذهن المؤلف أوتفسيره من جانب المخرج وتجسيده بواساطة الممثلين أوالشخصيات المسرحية، إلى تقويمه من جانب المشاهدين أوبأقلام النقاد. فالصراع مثلاً في مسرحية «لكل امرئ طريقته» ينشأ بين أبطال سيرة حقيقية حدثت في الواقع وتداولتها الصحف والمجلات، وبين الممثلين على خشبة المسرح في أثناء قيامهم بتشخيص الحادثة طبقاً لإبداع المؤلف الذي استلهم الحادثة الواقعية وصاغها فنياً. وتأخذ الجمهور الدهشة حين يرى أبطال الحادثة الواقعية يغادرون المسرح، وقد تبدلت مشاعرهم، وخرجوا بمفهوم عن أنفسهم وبنهاية لقصتهم، لا على نحوما وقع في الواقع بل بالشكل الذي انتهى إليه التمثيل أوالإبداع الفني.

وتعد مسرحيتا «إنريكوالرابع» و«ست شخصيات تبحث عن مؤلف» ذروة إبداع ونجاح بيراندللوفي عالم المسرح، وتمثلان بحق إحدى نادىمات المسرح العالمي الحديث، إنهما تضمان بشمولية مجموعة المبادئ الجمالية والقيم الفنية التي يؤمن بها بيراندللو، وتكشفان عن روح المؤلف وما يضطرم فيها من ثورة متأججة.

أما قصصه القصيرة والطويلة التي بلغ عددها (240) سيرة فتعد في درر فن السيرة الحديث في القرن العشرين وتستند في تطورها على التنطقيد الراسخة العريقة لهذا الجنس الأدبي في إيطالية منذ بوكاتشو

أعماله

  • L'Esclusa (The Excluded Woman)
  • Il Turno (The Turn)
  • Il Fu Mattia Pascal (The Late Mattia Pascal)
  • Suo Marito (Her Husband)
  • I Vecchi e I Giovani (The Old and the Young)
  • Quaderni di Serafino Gubbio (Serafino Gubbio's Journals)
  • Uno, Nessuno e Centomila (One, No one and One Hundred Thousand)
  • Sei Personaggi in Cerca d'Autore (Six Characters in Search of an Author)
  • Ciascuno a Suo Modo (Each In His Own Way)
  • Questa Sera si Recita a Soggetto (Tonight We Improvise)
  • Enrico IV (Henry IV)
  • L'Uomo dal Fiore in Bocca (The Man With The Flower In His Mouth)
  • La Vita che ti Diedi (The Life I Gave You)
  • Il Gioco delle Parti (The Game of Roles)
  • Diana e La Tuda (Diana and Tuda)
  • Il Piacere dell'Onestà (The Pleasure Of Honesty)
  • L'Imbecille (The Imbecile)
  • L'Uomo, La Bestia e La Virtù (The Man, The Beast and The Virtue)
  • Vestire gli Ignudi (Clothing The Naked)
  • Così è (Se Vi Pare) (So It Is (If You Think So))

أشعاره

Luigi Pirandello was also a poet. He published a total of five poetry books.

  • Mal Giocondo (Playful Evil)
  • Pasqua di Gea (Easter of Gea)
  • Elegie Renane (Renanian Elegies)
  • La Zampogna (The Bagpipe)
  • Fiore di Chiave (Flower of Key)

المصادر

نبيل الحفار. "بيرانْدِللو(لويجي ـ)". الموسوعة العربية.

مسقط مسرحي

مدنة القلب المكسور


المراجع

  • Baccolo, L. Pirandello. Milan:Bocca. 1949 (second edition).
  • Di Pietro, L. Pirandello. Milano:Vita e Pensiero. 1950. (second edition)
  • Ferrante, R. Luigi Pirandello. Firenze: Parenti. 1958.
  • Gardair, Pirandello e il Suo Doppio. Rome: Abete. 1977.
  • Janner, A. Luigi Pirandello. Firenze, La Nuova Italia. 1948.
  • Monti, M. Pirandello, Palermo:Palumbo. 1974.
  • Moravia. A. "Pirandello" in Fiera Leteraria.Rome. December 12, 1946.
  • Pancrazi, P. "L'altro Pirandello" In Scrittori Italiani del Novecento. Bari:Laterza. 1939.
  • Pasini. F. Pirandello nell'arte e nella vita. Padova. 1937.
  • Virdia. F. Pirandello. Milan:Mursia. 1975.

وصلات خارجية

  • أعمال من Luigi Pirandello في مشروع گوتنبرگ
  • The complete works of Pirandello in Italian and English section
  • Presentation for Nobel Prize
  • his bold and ingenious revival of dramatic and scenic art
  • on audio MP3 - free download
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:27:31
التصنيفات: Articles which use infobox templates with no data rows, Pages using Infobox writer with unknown parameters, مواليد 1867, وفيات 1936, خريجو جامعة بون, كتاب دراما ومسرحيات إيطاليون, المسرح الحداثي, أدب إيطالي, روائيون إيطاليون, كتاب إيطاليون, أشخاص من مقاطعة أگريجنتو, حائزو جائزة نوبل في الأدب, حائزو جائزة نوبل إيطاليون, كتاب صقليون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

النفط يعود إلى أحد أعلى مستوياته

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

حريق بسبب كشك كهرباء بجزيرة شندويل بسوهاج

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 52%

معرض نزير الطنبولي..مستمر حتى ٢١ فبراير بجاليري بيكاسو

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

مصرع عامل وإصابة 6 آخرين في انقلاب سيارة على طريق «مصر - السويس»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:20:57
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش عدة تقارير محالة من اللجان النوعية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:02
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

فاروق فلوكس: «مكنتش مصدق أن يتعملى حفل كبير من وزارة الثقافة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:20:59
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

سفير بلغاريا بالقاهرة: دور مصر لا غنى عنه لضمان الأمن في المنطقة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:00
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

بدء فعاليات افتتاح معرض مصر الدولى للبترول بحضور الرئيس السيسى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:21
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 49%

سعودي يشوه زوجته بماء النار ويكشف السبب الصادم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

اليوم.. السيسي يفتتح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول إيجبس 2022

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

سيولة مرورية في الطرق الرئيسية بالقليوبية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:20:56
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

العدالة الثقافية والحق في المعرفة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:10
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

75 وفاة و10 آلاف و853 إصابة جديدة بفيروس كورونا في اليونان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:00
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

الطب الشرعي يفجر مفاجأة عن عدم تحلل جثمان علاء ولي الدين

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

الكرملين: العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوياتها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:01
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

اليوم.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بقيمة 4.5 مليار جنيه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:04
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

صباح الخير يا مصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

العدد الورقي الأسبوعي لجريدة وطني بتاريخ13/2/2022

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-14 09:21:11
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية