أمير هومبورگ (مسرحية)

عودة للموسوعة

أمير هومبورگ (مسرحية)

أمير هامبورگ


هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس
بعنوان .
Relief showing the Prince of Homburg on the Heinrich von Kleist monument of 1910 in Frankfurt an der Oder

أمير هامبورگ The Prince of Homburg (بالألمانية: Der Prinz von Homburg من تأليف هاينريش فون كلايست Heinrich von Kleist 1809-1810، ولكن لم يتم تطبيقها حتى عام 1821 ، بعد وفاة المؤلف

الوقت والمكان

في برلين ، 1675.

في الحادي والعشرين من تشرين الثاني ( 21 نوفمبر) 1811، شهدت ضفة نهر فانسي في برلين حادثاً غريباً من نوعه: كان بطلا الحادث رجلاً لا يزال في ربيع عمره تقريباً، وسيدة رائعة الحسن كانت في رفقة الرجل. الذي وقع هوحتى الرجل والمرأة ما إذا وصلا إلى مكان تكسوه الأشجار عند الضفة، حتى وقفا قبالة بعضهما بعضاً، يتبادلان النظر بكل حزن ولكن مع شيء من التصميم. ثم بعد حتى تبادلا قبلة عميقة، أخرج الرجل من جيبه مسدسا ومن فوره أطلق منه رصاصة على المرأة فخرّت صريعة. وإثر ذلك، وجّه المسدس نفسه إلى رأسه وأطلق رصاصة أخرى، ليخر صريعاً هوالآخر إلى جانبها.

لم يكن هذا مشهداً في مسرحية للمحرر والشاعر الألماني الكبير هينريش فون كلايست، بل كان الكيفية التي اختار بها فون كلايست نفسه حتى ينهي حياته، بالعمل. فالرجل كان الشاعر والمحرر ذا الثلاثة والثلاثين عاماً. أما المرأة فكانت هنرييت فوگل، عشيقة آخر أيامه وكانت امرأة متزوجة. وهنا لا بد حتى نسارع إلى القول إذا العشيقين لم ينتحرا ليأسهما من حبهما، بل ليأسهما معاً من الحياة. هي لأنها كانت مصابة بسرطان قاتل لا برء منه، وهولأنه كان وصل إلى ذروة الفشل في حياته المادية، ولم يتمكن من إنجاح أي مشروع حاول القيام به. بل إذا مسرحياته التي خطها، والتي ستحقق نجاحاً كبيراً في القرن العشرين، لم تكن تلقى ذلك الإقبال المتسقط حين كانت تقدّم في أيامه، وذلك لصعوبتها، وصعوبة مواضيعها بخاصة.

أعمال المحرر

مسرحياته كانت، في صورة عامة، أعمالاً تسير عكس التيار. ومن أبرزها «فريدريك أمير هامبورگ» المسرحية التي كانت آخر عمل مكتمل هجره فون كلايست بعد موته، وتعتبر اليوم عمله الأكبر، وواحداً من أبرز الأعمال الرومانسية الألمانية.

بالنسبة إلى الباحثين، تكاد مسرحية «أمير هامبورگ» تكون صورة للصراع الذي كان يعتمل داخل فون كلايست نفسه، بين النزعة الفردية، وبين مفهوم الواجب الذي يحتم على المرء حتى ينصاع إلى رغبة الدولة، باعتبارها الصاهر لكل الفرديات. ومن هنا لا ريب في حتى جوهر هذه المسرحية يعبّر إلى حد كبير، عن ذلك الجوهر الذي حملته واحدة من أفضل البتر الحوارية التي خطها أفلاطون: محاورة كريتون الذي يأتي فيها الثري الذي يحمل الاسم نفسه ليزور سقراط في سجنه، قبل إعدامه بيوم، محاولاً حتى يقنعه بالفرار، لكن سقراط يرفض لمجرد أنه لا يريد حتى يخرق القوانين، وأن يسيء إلى نظام الدولة حتى ولوكان الثمن حياته.

من المؤكد حتى فون كلايست، حين صاغ «أمير هامبورگ» كان يضع ذلك الموقف في ذهنه، إذ حتى ولوكانت أحداث المسرحية أكثر تشعّباً بكثير من حوارية أفلاطون، فإن الجوهر واحد. والفارق يكمن في النهاية: سقراط دفع حياته ثمناً لموقفه وإيمانه بالواجب، أما أمير هامبورگ فإن الخلاص كان من نصيبه، على رغم تمسكه هوالآخر بالواجب.

المسرحية

تتحدث مسرحية «فريدريك أمير هامبورگ» التي خطها فون كلايست خلال العامين الأخيرين من حياته، وقدّمت للمرة الأولى في عام 1810، عن الضابط البروسي الشاب الأمير فريدريك الذي اعتاد حتى يسير خلال نومه من دون حتى يعي ذلك. وذات ليلة فيما كان يسير على ذلك النحو، يحاول عمّه الناخب الأكبر لبراندبورگ، حتى يمازحه فيرسل إليه ابنته ناتالي مع آخرين. وهذه تسقط قفازها فيما كانت تراقبه، فيلتقطه فريدريك من دون وعي منه، ليجده في يده صباح اليوم التالي حين يفيق، ويقلقه الأمر ويحيّره، شاغلاً منه الفكر في وقت كان عليه حتى يتوجه إلى خوض معركة ضد السويديين. وتحتدم المعركة ويحدث حتى يعصى الأمير تعليمات عمه الناخب في شكل لافت للنظر. سليم حتى ذلك العصيان لم يمنعه من الفوز في المعركة، ولكن كان لا بد حتى يعاقب، لأن العصيان عصيان مهما كانت نتائجه، ولأن منطق الدولة يتناقض مع أهواء الأفراد. إلى غير ذلك يحكم عليه عمه الناخب بالإعدام.

ولكن، هنا تتدخل ناتالي، ويتدخل عدد من الأعيان والضباط الشبان، راغبين من العم حتى ينقض الحكم. فيقبل هذا بعد تردد، لكنه يقرر في الوقت نفسه حتى على فريدريك حتى يحكم على نفسه بنفسه. وأن أي حكم يصدره هذا الأخير سيكون مقبولاً. فكيف سيكون حكم فريدريك على نفسه؟

ببساطة، يصادق على الحكم الأول الذي كان أصدره عمّه الناخب، ويقرر حتى عقابه، على خرقه الأوامر، يجب حتىقد يكون الموت. فمنطق الدولة هومنطق الدولة. وفي عملية بناء الدولة جامعة المواطنين، لا مكان للعواطف الشخصية، لأن أي خرق لقوانين الدولة هوتدمير للدولة. لا بد له إذاً حتى يموت. وهنا، من المؤكد حتى موقف سقراط من الواجب ومن منطق الدولة، هوالذي يطل برأسه، وفي لحظات، عبر عبارات متشابهة تماماً. وواضح حتى فون كلايست، إذ ينصر منطق الدولة هنا على منطق الفرد، ينساق وراء المثل الأعلى البروسي الذي استعار في ذلك الحين من المثل الأعلى الأثيني ذلك الموقف المؤسّس. ومع هذا فإن حظ فريدريك أمير هامبورگ، يتبدى هنا أفضل من حظ سقراط، فيلسوف أثينا، فإذا كان هذا تجرع الكأس ومات رافضاً خرق القوانين والأعراف، فإن الأمير إذ تعصب عيناه ويساق إلى نهايته، ما إذا تزال العصبة عن العينين، حتى يكتشف أنه نقل إلى قاعة العرش حيث يحتفل بزقابل من محبوبته. وكانت تلك مكافأته على قراره الشجاع الذي لن ينفذ على أية حال.

> من الواضح حتى فون كلايست إذ خط هذه المسرحية في أواخر أيامه، إنما كان يريد حتى يجعل منها ما يشبه عمل الندامة على مواقف عصيان كان تجاوز له حتى عبّر عنها، لا سيما حين هجر الجيش البروسي بعدما وصل إلى رتبة ملازم، انطلاقاً من مواقفه الفردية التي بدت متناقضة تماماً مع امتثالية الجيش الصارمة، لا سيما في بروسيا تلك الأحايين. ومع هذا من المؤكد حتى ذلك الموقف العقلاني لم يشفع له، ولم يمكّنه من نيل الحظوة لدى الحكام. إلى غير ذلك، كانت نهايته انتحاراً، تعبيراً عن يأسه المطبق. ولربما كان ذلك الانتحار في حد ذاته موقفاً معارضاً للموقف الذي عبر عنه في «أمير هامبورگ».

مهما يكن من أمر فإن حياة فون كلايست كلها كانت مملوءة بالتناقضات على قصرها. إذ إذا ذاك الذي اعتبر دائماً «أصعب كتّاب الشمال الألماني» أسلوباً ومواضيع، ولد في أسرة غنية من نبلاء مدينة فرانكفورت، عاش حياته في فقر مدقع، ولم يكفّ خلال سنواته الأخيرة عن التوجّه إلى السلطات طالباً العون لمقاومة الجوع. وهووقف ضد نابوليون بونابرت، في وقت وقف رومانسيوألمانيا وعقلانيوها جميعاً، مع البطل الفرنسي «الآتي لإنقاذ الإنسانية»، وانضم إلى الجيش في وقت كانت نزعته الرومانسية والفردية طاغية.

حياة المحرر

عاش فون كلايست شبابه كله حائراً، متنقلاً في رحلات قادته إلى فرنسا وسويسرا غارقاً في أزمات نفسية عميقة. وهوعند بداية القرن التاسع عشر، لجأ إلى البلاط الملكي في كوننسبرگ ما مكّنه من الانصراف إلى كتابة أعماله، التي قوبلت أولاً بتجاهل تام، ثم حققت قسطاً عظيما من النجاح. ومن تلك الأعمال مسرحية:

  • «الكأس المحطمة»،
  • «الفيترون»
  • «المركيزة أو.»
  • «بينتزليا» *
  • «ميخائيل كولهاس».

وخلال الأعوام الأخيرة من حياته اتجه فون كلايست إلى الصحافة حيث أسس صحيفة «فوبوس» في «درسدن» واتبعها بـ «برلينرا بندبلاتر» في برلين. والحال حتى فشل الصحيفة الأخيرة في المعارك التي خاضها، هوالذي أوصل فون كلايست إلى الإفلاس، ثم إلى الانتحار على الكيفية التي روينا.

ملاحظات


مراجع

  • Garland, H and M, 2000: The Oxford Companion to German Literature. OUP

المصادر

  • دار الحياة
  • Just, Renate, 1993: Recht und Gnade in Heinrich von Kleists Schauspiel ‚Prinz Friedrich von Homburg‘. Göttingen: Wallstein
  • Wagener, Sybil, 2003: Kleist für Eilige. Berlin: Aufbau Verlag ISBN 3-7466-1997-1
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:23:48
التصنيفات: Articles containing non-English-language text, مسرحيات هاينريش فون كلايست, مسرحيات تاريخية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

8 حفلات صباحية ومسائية لـ «سندريلا» و«بحيرة البجع» بالمسرح الكبير

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:12
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

نائب عراقي: قرار إعادة فتح الترشيح لرئاسة الجمهورية «خطأ دستوري»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:06
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

محافظ أسوان يتلقي 35 مواطنًا من متضرري السيول.. لبحث مطالبهم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

استعلم الآن.. ننتيجة الصف السادس الابتدائي الأزهري 2021 برقم الجلوس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:10
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

كواليس ومواعيد حلقة محمد أبو جبل في معكم منى الشاذلي (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

الذهب حبيس نطاق ضيق مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:09
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

3 أفلام جديدة بدور العرض المصرية.. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

أحمد داود ينشر أول صورة من كواليس مسلسل «سوتس بالعربي» مع آسر ياسين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

النائب محمد أبو هميلة: القرى تعاني من الحصول على الخدمات الصحية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

«انفصال وعودة».. محطات في حياة شيرين وحسام حبيب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:11
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

جثة رضيع في «كيس بلاستيك» بالشرابية.. النيابة تحقق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:01
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

سنغافورة تسعى لتهدئة المخاوف من كورونا وسط تزايد الإصابات الخفيفة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:05
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

السينمات المصرية تستقبل «Death on the Nile» بعد مقاطعته في لبنان والكويت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

وكيل «صحة النواب»: مصر صاحبة تاريخ في تأسيس المؤسسات الصحية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:07
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

تدمير 4 مضافات لـ«داعش» في جزيرة «البو مرموص» العراقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي: «العكرمي» متورط بعلاقة مع «الغنوشي»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:06
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

«التخطيط»: مليار دولار لتنفيذ 11 من أهداف التنمية المستدامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

رابط بوابة الازهر للنتائج للاستعلام عن نتيجة الشهادة الاعدادية 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

الجيزة: رفع ٥٠٠ حالة إشغال وتنفيذ أعمال ترميم لطرق بالهرم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:21:16
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية