الاسلامية فى الادب - بقلم المحرر / طارق فايز العجاوى
هى ان يجمل الادب قيم ومثل وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف من خلال توظيفه لمعالجة كافة قضايا الامة والحياة بشكل عام فيصبح الموضوع والشكل يحمل الصبغة الاسلامية البحتة
ولكى يتفق مع هذه الصبغة بمعنى انقد يكون ادب اسلامى يجب اولا ان يتصف بالالتزام بكل ما في هذا الدين من تعاليم وقيم ومثل ويجب ايضا ان يتصف بالمصداقية التى تعبر بصدق عن مضامين هذا الدين الحنيف وبالتالى يعطى الصورة الحقيقية والوضوح التام ولا بد بالضرورة ان يمتلك المحرر المقدرة التى تؤهله لذلك بمعنى انقد يكون على قدر واسع من الاطلاع على قيم ومثل هذا الشرع السمح وعليه ايضا الاستمرار على هذا النهج القويم فالاستمرارية تعطى الصبغة الاسلامية لما يخط في مجال الادب
وممن ابدعوا بهذا المجال قديما نذكر شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله ابن رواحة والفاروق وكعب بن زهير وعمر بن عبد العزيز وغيرهم رضوان الله عليهم
اما حديثا فنذكر احمد شوقى ومحمد قطب ومحمد اقبال ومحمد الرابع الندوى وابوالحسن الندوى الخ جزاهم الله عنا جميع خير
ونستطيع ان نذكر بعض المؤلفات التى كانت تحمل هذه الصبغة /
- منهج الفن الاسلامى / محمد قطب
- في الادب الاسلامى المعاصر / محمد حسن بريغش
- نظرات في الادب / ابى الحسن الندوى
- ادب الصحوة الاسلامية / واضح الندوى
- نحوممضى اسلامى في الادب والنقد / عبد الرحمن الباشا
وهناك الكثير من المؤلفات لا يتسع المجال لذكرها فالحمد لله الذى هيىء لهذا الدين اقلام تحمل قيمه ومثله بهذه الصورة المشرقة المشرفة
وفى الواقع انتشر هذا الادب السامى في جميع انحاء العالم وشكلت منتديات وروابط ادبية تضم ادباء جل ابداعاتهم في مجال الادب الاسلامى
ومن جميل القول انقد يكون هذا الادب الراقى يحمل الصبغة الاسلامية في الشكل والمضمون - جملة القيم والمثل الاسلامية - والبناء وبالتالى يسود التصور الاسلامى في كافة فنون واشكال الادب التى هدفها الاسمى بنظر جميع منصف السموبالنفس الانسانية دون ادنى معارضة للمضمون الجليل لكافة القيم الاسلامية وما اكثرها
اما بخصوص الغاية المثلى التى يحملها الادب الاسلامى هى وجود المضمون الهادف والذى يترتب عليه ترسيخ الاعتقاد وتثبيت القيم السامية الثرة في النفس البشرية وما اروعها من قيم حملتها اجل رسالة الى البشرية جمعاء
وعليه فالوسيلة المتبعة في الادب الاسلامى بصوره كافة توصل بالضرورة الى الهدف الاسمى بمعنى ان لا يحمل الادب غاية لذاته بل يوصل الى هدف كما اشرنا سابقا - ترسيخ جملة القيم الاسلامية - وهى القيم التى تتفق بالحكم مع الفطرة الانسانية السليمة على اعتبار المصدر كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والتاريخ الاسلامى بكل ما حوى من عظمة
ومن المؤكد ان صنوف الادب المتنوعة من شعر ونثر وسيرة الخ يمكن مجاراتها من خلال الفكر الادبى الاسلامى كونه يتلائم مع شتى صنوفها بل يفوقها بترا باعتبار المصدر والاستمداد اولا وسعة اللغة - لغة القران - التى تعجز امامها جميع اللغات على الاطلاق
على جميع الاحوال يكفى الادب الاسلامى مصادره الثرة فقط اخذين بعين الاعتبار ان المبدع بهذا المجال من الممكنقد يكون مسلما فقط غير عربى عندها مخزونه الاسلامى جدير ان يجعله من المبدعين فحسب
لوامعنا النظر واعملنا العقل لوجدنا ان الادب الاسلامى يمتلك ميزة قد لا يملكها الاخر الا وهى عدم الجنوح اوالانحراف باعتبار الضابط له اسس وقواعد الدين الحنيف
اما بقية صنوف الادب الاخرى يمكن ان تنحرف عن المسار لانه لا ترتكز الىاساس وضابط متين وهذه الميزة في الادب الاسلامى يلمسها جميع مهتم ودارس للادب بشتى صنوفه
على جميع الاحوال نجد في الاداب الاخرى الاغراق في التزام ممضى بعينه يؤدى بهذا الادب الى الانحراف - كلاسيكى وجودى رومانسى الخ - وهذا يؤيد بالعمل صورة الالتزام بالضابط - الادب الاسلامى - الحق المستند الى معتقد يحمل في ثناياه جميع ما جميل للانسانية جمعاء ويسموبها الى ما تقبله الفطرة السليمة الا وهوالاسلام العقيدة والشريعة
هذا كله جعل خيرة كتاب الغرب - الاخر - ينظرون الى الادب الاسلامى انه الاوحد الذى يمتلك صفة ** الواقعية ** التىتحاكى النفس الانسانية حتى بادنى مكنوناتها وهذا جعلهم يقفون بكل اجلال واحترام لشريعة جعلت حملة اقلامها على هذه الصورة ولمن التزم بنهجها واتخذها القدوة والمثل بكل اعماله
عملى سبيل المثال لا الحصر نلمس هذه الواقعية وبابهى صورها في كتاب الله جلت قدرته - سيرة يوسف - عليه السلام فهى من الاتقان المعجز ببناءها وفنياتها المتجانسة الاداء وهذا يفهمه جميع مبدع فهم اليقين كيف من الممكن أن لا
وهوكلام الله التىتنعدم دونه القدرات جلى وعلى
اذن الادب في الاسلام ياءبى الزيف والانحراف بل هوادب حقيقى ومستقيم هدفه نبيل وغايته اسعاد بنى البشر بالتالى فهوادب ليس عليه قيد اومانع بل هوطليق في ظل حضارة امدت البشرية بكل ما وصلت له علىاعتبار المصدر الذى لا يضاهيه اخر
ما دام هذا الانطلاق في مصلحة بنى الانسان رغم انف جميع الاقلام التى حاولت ان تشوه ذلك - جهلا ام قصدا - فلا متالب ولا عيوب بل هى حجة دامغة قاطعة على جميع من يتطاول لان العجز امام هذه العظمة حاصل لا محالة
باعتقادى ان الانفتاح على كافة الاصناف الادبية لا تعنى بالضرورة السير على خطاها بل تهذيب تلك الاعمال وهذا بنظرى اعتقاد جميع من
