عماد الدين زنكي

عودة للموسوعة

عماد الدين زنكي

Imad ad-Din Zengi
Atabeg of Mosul, Aleppo, Hama and Edessa
العهد 1127–1146
تتويج 1127, Mosul
سبقه Mahmud II
تبعه Saif ad-Din Ghazi I
Born 1085
Died September 14, 1146 (aged 61)
Damascus, Syria
Full name
Imad ad-Din Atabeg Zengi al-Malik al-Mansur
الأسرة المالكة Zengid dynasty
الأب Aq Sunqur al-Hajib
Zengid Dynasty Coat of Arms
Prince of Zengid Dynasty
البيت Zengid dynasty

عماد الدين زنگي ([477هـ = 1084م] -ستة ربيع الآخرة 541 هـ = 15 سبتمبر 1146م)

في خضم الاجتياح الصليبي للمشرق الإسلامي كان المسلمون يتطلعون إلى قائد قوي وزعيم مخلص يلم شعثهم، ويجمع شتاتهم، ويوحد جهودهم، ويسير بهم نحوغايتهم المنشودة وهدفهم الأسمى في طريق الجهاد والتحرير.

أسرة عماد الدين

وُلد عماد الدين زنكي بن آق سنقر بن عبد الله آل ترغان نحوسنة 477 هـ = 1084م في أسرة تنتمي إلى قبائل "الساب يو" الهجرمانية، وكان والده آق سنقر الحاجب مملوكًا للسلطان السلجوقي ملكشاه، وكان مقربًا إليه، ذا حظوة ومكانة لديه، وقد اعتمد عليه في كثير من الأمور فلم يخذله قط، وهوما جعله ينال ثقته ورضاه، وزاد من منزلته عنده، وحمل من قدره لديه.

واشهجر آق سنقر الحاجب في كثير من معارك السلاجقة؛ فولاه السلطان ملكشاه ولاية حلب، واستطاع آق سنقر الحاجب – خلال تلك الفترة - حتى ينشر الأمن في البلاد، ويوقف أعمال السلب والنهب التي انتشرت في ذلك الوقت، وألحقت ضررًا بالغًا بالزراعة والتجارة، بعد حتى تصدى لنشاط قطاع الطرق واللصوص، وخط إلى عماله يأمرهم بتتبع المفسدين وتوفير الأمن والحماية للمسافرين.

وكانت العلاقة بين السلطان ملكشاه وبين آق سنقر الحاجب تقوم على التفاهم المشهجر والتقدير المتبادل بينهما.

فلما توفى ملكشاه عام [485هـ = 1096م]، تولى الحكم من بعده ابنه بريكا روق، فثار عليه عمه تاج الدين تتش، وتصدى له آق سنقر الحاجب بجيوشه، ولكن تتش تمكن من هزيمة قواته في [جمادي الأولى 487 هـ = مايو1094م] وأسره، وما لبث حتى قتله.

إلى غير ذلك بذل آق سنقر الحاجب حياته وفاءً لسلطانه ملكشاه، وحفاظًا على ولده بريكا روق من بعده.


تضحية ووفاء

ولم ينس السلطان الجديد تضحية آق سنقر الحاجب في سبيل عرشه ووفاءه له، فوجه جل اهتمامه وعنايته نحوابنه الوحيد "عماد الدين زنكي" الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره.

وأقام عماد الدين في حلب في رعاية مماليك أبيه، ثم ما لبث حتى انتقل عام [489هـ - 1096م] إلى الموصل ليحظى برعاية القائد السلجوقي كربوقا، فظل ملازمًا له حتى تُوفِّي سنة [495هـ - 1101م]، فخلفه عليها شمس الدين جكرمش الذي قرّ به وأحبه واتخذه ولدًا، وظل عماد الدين ملازمًا له حتى تُوفِّي سنة [[[500 هـ]] - 1106م]، فتولى الموصل من بعدهجاولي سقاو، وتوطدت علاقة عماد الدين بالوالي الجديد، حتى خرج ذلك الوالي على السلطان، فانفصل "عماد الدين" عنه، وانضم إلى الوالي الجديد مودودوبه التونتكين الذي عينه السلطان على الموصل، وكان ذلك منادىة إلى إكبار السلطان له، وثقته فيه، وزيادة حظوته ومكانته عنده.

بطل وبطولات

وكان من النتائج الطيبة لإهتمام الوزير العظيم 'نظام الملك' بالفهم والمدارس وأهل الصلاح خلال وزارته لسلاطين السلاجقة العظام ألب أوفدان وولده ملكشاه، وحرصه على إستعمال الأكفاء وأصحاب الديانة في المناصب الهامة والقيادية، حتى سطح نجم الكثير من الرجال والأبطال على مستوى عال من الكفاءة والمسئولية وكان لهم الأثر العظيم في حفظ بلاد الإسلام، من هؤلاء القائد 'آق سنقر بن عبد الله الهجرى' الملقب بقسيم الدولة وكان له مكانة عظيمة عند السلطان ملكشاه السلجوقى حتى أنه قد جعله والياً على حلب، وقد اغتال هذا القائد في دفاعه عن الدولة السلجوقية ضد الخارجين عليها ولم يهجر وراءه سوى ولد صغير في العشرة من العمر هوبطلنا الفذ ورائد الجهاد ضد الصليبيين عماد الدين زنكى .

تولى الأمير كربوقا أمير الموصل تربية عماد الدين زنكى وتعهده بالعناية والرعاية وتعليمه فنون الفروسية والقيادة والقتال، ثم انتقل عماد الدين بعد ذلك للعمل في شحنة بغداد بعد حتى أبان عن فروسية وذكاء وصلاح، وترقى في سلك الجندية حتى صار مقدم عساكر مدينة واسط ثم ظهرت كفاءته القتالية سنة 517 في قتاله مع الخليفة العباسى المسترشد بالله ضد أحد الثوار الشيعة ومسماه دبيس بن صدفة مما جعل السلطان السلجوقى محمود يرقيه ليصبح قائد شحنة بغداد سنة 521 هجرية ويعطيه لقب الأتابك أى مربى الأمير، ذلك لأنه توسم فيه الخير والصلاح والنجابة، فعهد إليه بتربية ولديه ألب أوفدان وفروخ شاه .

من قيادة إلى ولاية

بعد حتى أصبح عماد الدين زنكى قائداً لشحنة 'شرطة' بغداد، وقع تغير كبير في مجرى الأحداث في منطقة الشام الملتهبة حيث توفى أمير الموصل عز الدين مسعود، وحاول بعض المنتفعين توليه ولده الصغير مكانه، ولكن قاضى الموصل بهاء الدين الشهرزورى مضى إلى السلطان محمود وطلب منه تعيين أمير قوى وكفء للموصل التى على حدود الشام حيث الوجود الصليبى الكثيف في سواحل الشام منذ ثلاثين سنة والذى أسفر عن قيام أربع ممالك صليبية [[[أنطاكية]] ـ الرها ـ طرابلس ـ بيت المقدس] .

بعد تفكير سريع وإمعان نظر عميق قرر السلطان محمود حتى يسند ولاية الموصل وأعمالها إلى بطلنا عماد الدين زنكى، الذى لم يجد السلطان محمود أفضل منه لهذه المهمة، وكانت هذه الولاية سنة 521 هجرية أى بعد شهور من قيادته لشحنة بغداد، وكان هذا التاريخ إيذاناً بعهد حديث في الصراع ضد الصليبيين وفاتحة خير على الأمة كلها .

الصراع مع الصليبيين والبيزنطيين

Crusaders throwing heads of fallen Muslim warriors over ramparts.

اشهجر "عماد الدين" مع مودودوبه التونتكين في معاركه الكثيرة التي خاضها ضد الصليبيين في "الشام" و"الجزيرة"، وقد لفت إليه الأنظار بشجاعته الفائقة ومهارته القتالية العالية.

وعندما تولى السلطان السلجوقي محمود - بعد وفاة السلطان محمد بن ملكشاه سنة [511هـ - 1117م) - حدثت عدة محاولات للثورة ضده، ولكن عماد الدين ظل على ولائه للسلطان، فاستطاع حتى يحظى بثقته فيه وتقديره له، كما أثبت جدارته في ولايته الجديدة بواسط، وتمكن من صد هجمات الأعراب الدائمة عليها، ونشر الأمن في ربوعها.

ومع مطلع عام [517هـ - 1123م] استطاع السلاجقة – بفضل الخطة البارعة التي اتبعها عماد الدين – حتى يلحقوا هزيمة ساحقة بجيوش دبيس الخارج على الخليفة العباسي، وخلّصوا الخلافة من خطر محقق كاد يعصف بها، فانضم دبيس إلى الصليبيين بعد هزيمته، وساهم معهم في حصار حلب طمعًا في الاستيلاء عليها.


الهروب إلى تكريت

وعندما تدهورت العلاقات بين الخليفة العباسي المسترشد والسلطان السلجوقي "محمود" في عام [[[519 هـ]] - 1125م] كان لعماد الدين دور كبير في إنهاء الصراع بينهما، وتجاوز الأزمة بأمان قبل حتى يتفاقم الموقف، وتحدث لقاءة وخيمة العواقب بين الطرفين.

وعندما تُوفّي السلطان "محمود" في منتصف عام [525هـ = 1131م] أراد السلطان "مسعود بن محمد" – حاكم "أذربيجان" – الاستيلاء على عرش السلاجقة في العراق، واستطاع استمالة "عماد الدين" لمساعدته في المطالبة به، ولكن أخاه "سلجوقشاه" الطامح أيضًا في العرش سبقه إلى الخليفة العباسي ليحظى بموافقته، ودارت معركة بين الطرفين انتهت بهزيمة "عماد الدين"، وأسر عدد كبير من قواته، وهوما اضطره إلى اللجوء إلى "تكريت"؛ حيث أحسن واليها "نجم الدين أيوب" استقباله وأكرم وفادته، وساعده حتى تمكن من إعادة تنظيم قواته.

عماد الدين والسلطان مسعود

واستطاع "مسعود" حتى يصبح سلطانًا على السلاجقة في العراق وبلاد فارس، بعد حتى قضى على منافسيه، ورفض "عماد الدين" الخضوع للسلطان الجديد، فساءت العلاقة بينهما، وفي الوقت نفسه ولج "عماد الدين" في صراع آخر مع الخليفة العباسي، الذي خرج إليه على رأس ثلاثين ألف مقاتل، وحاصره نحوثمانين يومًا، ولكن "عماد الدين" استطاع الصمود والمقاومة حتى عرض عليه الخليفة "المسترشد" الصلح في مطلع عام [528هـ = 1133م]، فوافق "عماد الدين" دون تردد.

ثم ما لبثت حتى تحسنت العلاقات بين السلطان "مسعود" و"عماد الدين زنكي"، وإن ظل السلطان غير مطمئن لِمَا كان يتمتع به "عماد الدين" من استقلال، وما يمتلكه من نفوذ ظل يتسع على مر الأيام.

العالم الإسلامي والحرب الصليبية الأولى

استطاع الصليبيون- بعد حملتهم الصليبية الأولى- حتى يستولوا على جزء كبير من بلاد الشام والجزيرة خلال الفترة من [489هـ - 1069م] إلى [498هـ - 1105م]، وأنشئوا فيها إماراتهم الصليبية الأربع: الرها، وإنطاكية، وطرابلس، وبيت المقدس.

وأصبح الوجود الصليبي في المشرق الإسلامي يشكل خطرًا بالغًا على بقية بلاد المسلمين، خاصة حتى العالم الإسلامي- في ذلك الوقت- كان يعاني حالة من الفوضى والتشتت والضياع، بسبب تنازع الحكام والولاة، والخلاف الدائم بين العباسيين والفاطميين من جهة، وبين الخلافة العباسية التي بدأ الضعف يدب إليها ومحاولات التمرد والاستقلال عنها التي راحت تتزايد يومًا بعد يوم من جهة أخرى.

وسعى الصليبيون إلى بسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على المزيد من البلاد إليهم، وإنشاء إمارات صليبية جديدة؛ لتكون شوكة في ظهر العالم الإسلامي، تمهيدًا للقضاء التام عليه.

الاستعداد للمعركة الكبرى

ولم يشأ "عماد الدين" حتى يدخل في حرب مع الصليبيين منذ البداية، فقد كان يريد حتى يوطد نادىئم إمارته الجديدة، ويدعم جيشه، ويعزز إمكاناته العسكرية والاقتصادية قبل حتى يقدم على خوض غمار المعركة ضد الصليبيين.

وعمل على توحيد الإمارات الصغيرة المتناثرة من حوله تحت لواء واحد، فقد كان خطر تلك الإمارات المتنازعة لا يقل عن خطر الصليبيين المحدق بهم، وذلك بسبب التنازع المستمر بينهم، وغلبة المصالح الخاصة والأهواء على أمرائهم.

ومن ثم فقد عمل على تهيئة الأمة الإسلامية وتوحيدها قبل حتى يخوض معركتها المرتقبة.

واستطاع الاستيلاء على "حلب"، كما هاجم عددًا من المواقع الصليبية المحيطة بها، وتمكن من الاستيلاء على خمسة منها، كما تمكن من الاستيلاء على "بعرين" التي عثر الصليبيون في استيلائه عليها خطرًا يهدد الإمارات الصليبية في المشرق، وحاول الصليبيون إنقاذ "بعرين"، ولكن حملتهم التي قادها الإمبراطور البيزنطي "حنا كومنين" فشلت في ذلك.

وعمل "عماد الدين" على تفتيت التحالف الخطير الذي قام بين الصليبيين في الشام والبيزنطيين، واستطاع حتى يغرس الشك بين الطرفين ليقضي على التعاون بينهما، كما سعى في الوقت نفسه إلى طلب النجدات العسكرية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

الطريق إلى الرها

وسعى "عماد الدين" للاستيلاء على "دمشق" ليوحد الجبهة الشامية تمهيدًا للقائه المرتقب مع الصليبيين، إلا حتى أمراءها استنجدوا بالصليبيين، وهوما اضطره إلى التراجع عنها.

واستطاع حتى يدعم موقفه بالاستيلاء على بعض المواقع وعدد من الحصون الخاضعة لإمارة "الرها" الصليبية، وتمكن بذلك من بتر الاتصال بين أمير "الرها" وبين حلفائه.

وكانت إمارة "الرها" واحدة من أبرز الإمارات الصليبية في المشرق، وذلك لقوة تحصينها، وقربها من "العراق" التي تمثل مركز الخلافة الإسلامية، ونظرًا لما تسببه من تهديدات وأخطار للمناطق الإسلامية المجاورة لها.

ومن ثم فقد اتجهت نية "عماد الدين" إلى إسقاطها، وصح عزمه على فتحها، وراح يفهم الموقف بدقة، فأدرك أنه لن يتمكن من فتح "الرها" إلا إذا استدرج "جوسلين"- أمير "الرها"- وقواته خارجها، فلجأ إلى حيلة بارعة أتاحت له الوصول إلى مأربه؛ إذ تظاهر بالخروج إلى "آمد" لحصارها، وفي الوقت نفسه كان بعض أعوانه يرصدون تحركات أمير "الرها"، الذي ما إذا اطمأن إلى انشغال "عماد الدين" عنه بحصار "آمد" حتى خرج بجنوده إلى "تل باشر"- على الضفة الغربية للفرات- ليستجم ويتفرغ لملذاته.

وقد كان هذا ما تسقطه "عماد الدين"، فأسرع بالسير إلى "الرها" في جيش كبير، واستنفر جميع من يقدر على القتال من المسلمين لجهاد الصليبيين، فاجتمع حوله حشد هائل من المتطوعين، فحاصر "الرها" من جميع الجهات، وحاول التفاهم مع أهل "الرها" بالطرق السلمية، وبذل جهدًا كبيرًا لإقناعهم بالاستسلام، وتعهد لهم بالأمان، ولكنهم أبوا، فما كان منه إلا حتى شدد الحصار عليهم، واستخدم الآلات التي جلبها معه لتدمير أسوار المدينة قبل حتى يتمكن الصليبيون من تجميع جيوشهم لإنقاذ المدينة.


حصار الرها وسقوطها

وبعد (28) يومًا من الحصار انهارت بعض أجزاء الحصن، ثم ما لبثت القلعة حتى استسلمت لقوات "عماد الدين" في [28 من جمادى الآخرة 539هـ = 27 من نوفمبر 1144م]، فأصدر "عماد الدين" أوامره إلى الجند بإيقاف أي أعمال للقتل أوالأسر أوالسلب، وإعادة ما استولوا عليه من غنائم وأسلاب، فأعادوا جميع ما أخذوه إلى أصحابه.

وبدأ من فوره عملية تجديد وإصلاحات شاملة للمدينة، فأعاد بناء ما تهدم من أسوارها، وتعمير ما ضرب في الحرب أثناء اقتحام المدينة، وسار في أهلها بالعدل وحسن السيرة، حتى يعموا في ظله بالأمن والعدل، واحتفظوا بكنائسهم وأوديتهم فلم يتعرض لهم في عبادتهم وطقوسهم.

لغز اغتيال عماد الدين

كان فتح "الرها" هوأجلّ وأعظم أعمال "عماد الدين"، ولم يمض عامان على ذلك النصر العظيم، حتى تم اغتياله فيستة ربيع الآخرة 541 هـ = 15 سبتمبر 1146م خلال حصاره لقلعة جعبر على يد "يرنقش"- كبير حرسه- الذي تسلل إلى مخدعه فذبحه وهونائم.

ويرى عدد من المؤرخين حتى اغتيال "عماد الدين" اتى لأسباب سياسية أكثر منها شخصية، فقد كان في أوج فوزه على الصليبيين، كما حقق فوزًا آخر على المستوى الإسلامي بعد حتى نجح في توحيد الصفوف وتكوين جبهة إسلامية قوية، ومن ناحية أخرى فقد كانت قلعة "جعبر" على وشك السقوط بعد حتى بلغ حصاره لها مداه، فضلاً عن حتى قاتله "يرنقش" كان من الباطنية، وقد استطاع التستر والانتظار طويلاً- على عادة الباطنية- حتى حانت اللحظة المناسبة لتطبيق جريمته، فاغتال "عماد الدين" وهوفي قمة مجده وفوزه.

جهاد أسرة عماد الدين

نذر "عماد الدين" نفسه وأبناءه الثلاثة: "نور الدين محمود" و"سيف الدين غازي" و"قطب الدين مودود" لجهاد الصليبيين، وتحرير بلاد المسلمين من عدوانهم واحتلالهم.

وكان "نور الدين" أكثرهم تصديا للصليبيين، ولم يألُ أخوه "سيف الدين" و"قطب الدين" جهدا في مساندته، والوقوف إلى جانبه في جهاده لصد الصليبيين وعدوانهم، والسعي إلى تحرير بلاد المسلمين منهم.

وسقم "سيف الدين غازي" بسقم حادّ، واشتدت عليه وطأة السقم، فأوفد إلى "بغداد" يستدعي "أوحد الزمان" أشهر أطباء عصره، فحضر إليه ليعالجه من سقمه، ولكن ساءت حالته، وما لبث حتى توفي متأثرا بعلته في [جمادى الآخرة 544هـ = أكتوبر 1149م] عن عمر بلغ أربعا وأربعين سنة.

فلما توفي "سيف الدين" كان أخوه قطب الدين مقيما عنده في الموصل، فاجتمع عدد من رجال الدولة منهم: الوزير "جمال الدين محمد بن علي الأصفهاني" والأمير زين الدين علي كوجلة صاحب "إربل" والمقدم على الجيوش، واتفقوا على تولية "قطب الدين" خلفا لأخيه، خاصة أنه لم يهجر سوى ابن واحد صغير السن لا يصلح للقيام بأعباء الملك، والاضطلاع بمهمة تصريف شئون الدولة في تلك الفترة الحرجة، التي شهدت الكثير من الحملات الصليبية على الشرق.

فأحضروا "قطب الدين"، وحلفوا له بالولاء، وأركبوه إلى دار السلطنة، وسلموه منطقيد البلاد، وأصبح يحكم جميع ما كان بيد "سيف الدين" من البلاد.

الأبطال لا يقتلون إلا غدراً

إن الأسود لا يقتلون إلا في الظلام وإن الأبطال لا يُنالون إلا بالغدر والخيانة، وتلك هى المأساة الكبيرة التى عانت منها أمة الإسلام على مر عصورها، فحدثا ظهر فيها بطل أوقائد أوداعية أوعالم في الشرع أوفي فرع من فروع العلوم أونبغ أحد في أى مجال من المجالات التى ستحقق خيراً ونفعاً للمسلمين فإن أعداء الأمة والدين يعملون على إزاحة هذا النابغة بشتى الوسائل إما بالاغراء والإستقطاب أوبالسجن والنفى أوبالقتل والغدر، وثبت الأبطال والأفذاذ الذين قتلوا غدراً طويل وممتد منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر .

بعد الإنتصار العالمى في 'الرها' ضاقت السبل على أعداء الإسلام وأصبح كيانهم الصليبى بالشام والذى بنوه في خمسين سنة في خطر حقيقى في ظل وجود هذا الأسد الرابض، وبعد حتى أعيتهم الحيل في ميادين القتال وصار ينتصر الأسد عليهم في جميع موطن، قرروا اللجوء إلى سلاح الغدر والخيانة والأيدى القذرة التى لا تعمل إلا في الظلام .

فكر الصليبيون في كيفية التخلص من عماد الدين زنكى وبعد تفكير وتقليب في من سيقوم بهذه المهمة قرروا إسناد مهمة الإغتيال لمجرمين محترفين مأجورين متخصصين في هذا الطريق وهم الحشاشون وهى فرقة باطنية وإحدى الفرق الشيعية وقد أسسها رجل اسمه الحسن الصباح بعد حتى تفهم الزندقة والإلحاد في مصر أيام المستنصر الفاطمى ولما عاد إلى الشام أسس هذه الفرقة التى تعتمد على الإغتيال والغدر لقاء الأموال والضياع، وكان الباطنية أشد ضرراً وخطراً على المسلمين من الصليبيين واليهود .

وبالعمل وفىستة ربيع الآخر سنة 541 هجرية والبطل الفذ عماد الدين زنكى يحاصر أحد القلاع المطلة على نهر الفرات واسمها 'قلعة جعبر' قامت مجموعة من الباطنية بالاتفاق مع الصليبيين بعد حتى قبضوا الثمن بالتسلل إلى معسكر عماد الدين زنكى واندسوا بين حراسه وفى الليل دخلوا عليه خيمته وهونائم وقتلوه رحمه الله إلى غير ذلك توفي البطل وترجل الفارس وحط الراكب بعد حياة طويلة كلها جهاد وكفاح ونصرة للإسلام وأهله وبعد حتى أحيا ما كان مندثراً وأعاد ما كان مفقوداً ووضع الأساس المتين لمن اتى بعده فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له ما كان من خطايا وزلات .

واسمع ما نطقه عنه المؤرخون نطق ابن الأثير في وصفه [كان شديد الهيبة في عسكره ورعيته عظيم السياسة لا يقدر القوى على ظلم الضعيف وكانت البلاد قبل حتى يملكها خراباً من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج، فعمرها وامتلأت أهلاً وسكاناً، وكان أشجع خلق الله ] .

ونطق عنه ابن كثير [وقد كان زنكى من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً وكان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة ].

ولعل أكثر ما تميز بع عماد الدين زنكى عن قادة زمانه هوفهمه لحقيقة المشكلات التى تعانى منها الأمة الإسلامية وإحساسه بالمسئولية تجاه أمته وإيثاره لمصلحتها على مصلحته الخاصة وعمله بمقتضى ما يجب عليه وقتها، لذلك فاق ملوك زمانه وعلا ذكره عنهم، ويكفيه فخراً أنه قد خلف ورائه بطلاً عظيماً مثله وزيادة هونور الدين محمود .

وقد لقب الناس عماد الدين زنكى بالشهيد لحرصه على طلب الشهادة في جميع لقاء مع الأعداء حتى قدرها المولى جل وعلا له في آخر السعى ..

المصادر

  1. ^ [http://www.startimes.com/f.aspx?t=28282266 أمير الشام عماد الدين رائد الجهاد الإسلامى ضد الصليبين, منتديات ستار تايمز
  • [1]
  • Amin Maalouf, The Crusades Through Arab Eyes, 1985
  • Steven Runciman, A History of the Crusades, vol. II: The Kingdom of Jerusalem. Cambridge University Press, 1952.
  • The Damascus Chronicle of the Crusades, Extracted and Translated from the Chronicle of Ibn al-Qalanisi. H.A.R. Gibb, 1932 (reprint, Dover Publications, 2002).
  • William of Tyre, A History of Deeds Done Beyond the Sea, trans. E.A. Babcock and A.C. Krey. Columbia University Press, 1943.
  • An Arab-Syrian Gentleman and Warrior in the Period of the Crusades; Memoirs of Usamah ibn-Munqidh (Kitab al i'tibar), trans. Philip K. Hitti. New York, 1929.
  • The Second Crusade Scope and Consequences Edited by Jonathan Phillips & Martin Hoch, 2001.
  • The Chronicle of Michael the Syrian - (Khtobo D-Makethbonuth Zabne) (finished 1193-1195)


ألقاب ملكية
سبقه
Mahmud II of Great Seljuk
Sultan of Hamadan
Emir of Mosul
1127–1146
تبعه
Saif ad-Din Ghazi I
  • تجارب الأمم: أبوعلي أحمد بن محمد (ابن مسكويه) - دار الكتاب الإسلامي - القاهرة [د. ت].
  • الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية: شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي (أبوشامة) - تحقيق [1376هـ = 1956م].
  • شذرات المضى في أخبار من مضى: أبوالفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي - مخطة القدسي - القاهرة [1350هـ = 1930م].
  • عماد الدين زنكي: د. عماد الدين خليل - مؤسسة الرسالة - بيروت [1402هـ = 1982م].
  • مفرج الكروب في أخبار بني أيوب: جمال الدين محمد بن سالم بن واصل - تحقيق: د. جمال الدين الشيال - جامعة فؤاد الأول - القاهرة [1373هـ = 1953م].
  • المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: تقي الدين أحمد بن علي المقريزي - دار صادر - بيروت [د. ت].
  • نور الدين محمود (رائد نصر المسلمين على الصليبيين): د. حسين مؤنس - الدار السعودية للنشر والتوزيع - جدة [1408هـ = 1987م].
  • وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان: أبوالعباس شمس الدين أحمد بن محمود (ابن خلكان) - تحقيق: د. إحسان عباس - دار الثقافة - بيروت [د. ت].

إسلام أون لاين: عماد الدين زنكي.. خدم الإسلام وقتلته الباطنية       تصريح

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:44:24
التصنيفات: Articles needing cleanup from July 2010, مقالات تستعمل قوالب صيانة غير مؤرخة, All pages needing cleanup, Persondata templates without name parameter, Persondata templates without short description parameter, عن إسلام أون لاين.نت, Zengid rulers, مواليد 1080, وفيات 1146, تاريخ سوريا, مسلمون في الحملة الصليبية الثانية, زنكيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قطع المياه غدا عن مناطق بطريق مصر إسكندرية الصحراوى لمدة 12 ساعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:18
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 48%

إدارة روسيا العسكرية تراقب هواتف سكان زابوريجيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

الولايات المتحدة وكندا تؤكدان ضرورة تعزيز الشراكة الوثيقة وا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:44
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

برلين: العمل التخريبي ترك تأثيرات سلبية على أنبوبي نورد ستري

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:36
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

وزير التموين: توافر الأرز بالمجمعات الاستهلاكية بسعر 10.5 جنيه للكيلو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:16
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 42%

الصحة العالمية: 10.6 مليون شخص أصيبوا بالسل في 2021

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

محتجون في شمال غربي إيران يحاولون اقتحام مبان حكومية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:40
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

محافظ بورسعيد يستعرض مخطط تطوير وتنمية منطقة المثلث بالجنوب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:21:59
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

"نهاية كيم جونج أون".. واشنطن تهدد كوريا الشمالية حال نفذت ض

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

مصرع 4 من أسرة واحدة بينهم 3 أشقاء غرقًا فى دار السلام بسوهاج

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

لون شعر "باربى" أبرز اتجاهات موضة صبغات الشعر بعام 2023.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:19
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

بوتين للغرب: إما المضى قدما نحو الانهيار أو العمل على نظام جديد معا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:15
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

المفوضية الأوروبية تخطط لاتخاذ إجراءات صارمة بشأن الأسلحة غي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

دار الإفتاء: الاستيلاء على السلع المدعومة بطرق غير مشروعة حرام شرعًا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-27 18:22:26
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 47%

تحميل تطبيق المنصة العربية