اتريب

اتريب

اتريب هذه هى الجزء الصغير داخل مدينة بنها والتى لا يفهم احد عنها شئ كان لها في الماضى البعيد والقريب شان عالى كانت مدينة لا تقل عن مدينة طيبة في عصر الفراعنه ولا الاسكندريه في عصر البطالمه والرومان ثم على مرور الزمن اندفن تحت ترابها تاريخها .

فهل سياتى اليوم الذى تنتفض فيه اتريب عن غبارها لتفتح صفحه جديده في تاريخ مصر العريق وتضيف إلى فهم الاثار عالم حديث من البحث والتامل في عظمة مصر

ونحن سنضع بعض مقتطفات عن تاريخ هذه المدينة المفقوده تحت ترابها خلال عصور مصر المختلفه


اتريب في عصر الفراعنه

لقد تاكد فهماء المصريات ان تاريخ مدينة اتريب يرجع على الاقل إلى الاسره الرابعه من عصور الفراعنه وهى الاسره التى اسسها الفرعون سنفروحوالى عام 2613 قبل الميلاد وهذا يعنى ان تاريخ اتريب يرجع إلى ما لايقل عن 4500 سنه من الان . اما مكان اتريب في التقسيم الادارى للدلتا في تلك الحقبه من الزمان , فقد قسم قدماء المصريين الدلتا إلى عشرين مقاطعه وكان لكل مقاطعه عاصكة ورمز يدلان عليها وقد كان نصيب اتريب في هذا التقسم ان كانت عاصمه للمقاطعه العاشره , اما رمز المقاطعه فكان الثور الاسود ويطلق عليه ايضا الثور الاسود العظيم (kem-wer) بإعتباره احد اشكال الاله حورس معبود اتريب المفضل.

معنى حدثة اتريب

اشتقت حدثة اتريب من اللغه المصريه القديمة ( الهروغلوفيه ) فقد كان اسمها وقتئذا " حت - حرى - إب " وقد اعتبر فهماء المصريات ان معناها " قصر الاقليم الاوسط " ثم اشتق الاشورين خلال فترة حكمهم لمصر في اواخر العصور الفرعونيه اسم " هاتريب " لدل عليها اما في العصر القبطى فقد سميت " اتريبى " اما في الاوساط الفهميه المعنيه بعلوم المصريات فيطلق عليها اسم " اتريبس " وهوالاسم الذى كان يطلقه البطالمه والرومان خلال فترة حكمهم لمصر وفى بحثنا هذا فسوف نشير اليها باسمها العربى " اتريب "

المركز الدينى لاتريب في العصور القديمة

عبد المصريون القدماء عددا كبيرا من الالهه وكان لكل مدينة اومقاطعه معبودها المفضل وبالنسبه لاتريب بوصفها عاصمة المقاطعه العاشره اوالمقاطعه الاتريبيه كما كان يطلق عليها فإن معبودها المفضل كان هوالإله حورس . والاله حورس هوابن الالهين ايزيس واوزوريس وقد كانويعبدونه في صور شتى تاره على صوره طفل وله خصلة شعر واضبعه في فمه دلاله على انه لايزال في طفولته وتاره على صورة شاب له راس صقر اوطاير مقدس دلاله على انه في فترة الرجوله والشباب .

( ( (الاسرة الثانيه عشر " 1991 - 1780 ق . م ") ) )

عثر في اتريب على تمثال من الجرانيت ارتفاعه 63.5 سم وليس عله نقوش ولكن الدراسه اثبتت انه يرجع للاسرة الثانيه عشر والتمثال من مقتنيات المتحف البرطانى .

( ( (الاسرة الثالثة عشر"1786 - 1633 ق. م ") ) )

عثر في اتريب على لوحه حجريه للفرعون " سعنخ - تاوى - سخم كارع " على شكل صقر متوج وهويتسلم قربانا من اله النيل واللوحه لامير يدعى " مرى رع " وهى من مقتنيات المتحف البرطانى

( ( (الاسره الثامنه عشر " 1575 - 1308 ق.م ") ) )

ساهمت اتريب مساهمه فعاله في الفنون المعماريه الضخمه التى اتسمت بها الاسره الثامنة عشر من خلال نبوغ وعلوقدر احد احد ابناء مدينة اتريب وهو" امنحتب بن حابو" والذى يعتبره فهماء المصريات اهم شخصيه مدنية تتبؤ مكانا مرموقا في الاسره الثامنة عشر

امنحتب بن حابو" الاتريبى " "1455 - 1375 ق.م "

بالرغم من ان هذه الاسره تزخر بمجموعه من اشهر فراعنة مصر امثال احمس الاول وحتشبسوت وتحتمس الثالث وامينوفيس الثالث واخناتون وتوت عنخ امون الا ان اعظمهم في فن المعمار لضخامته هوالفرعون امينوفيس الثالث " 1425 - 1375 " ق.م ويطلق عليه ايضا امنحتب الثالث منشئ معبد الاقصر الرائع وبهوالاعمده بمعبد الكرنك وطريق الكباش بين معبدى الاقصر والكرنك وتمثالا ممنون وقصره بمدينة هابى بالضفه الغربيه للاقصر وتماثيله الضخمة وجميع منشات المعمار العظيمه ورائها الساعد الايمن لامينوفيس الثالث والمسؤل الاول بصميمها وانشائها هوامنحتب بن حابو" الاتريبى " وفى ذالك يقول : " لقد نصبنى الفرعون مديرا لاعماله في محجر الجبل الاحمر بالقرب من عين شمس فنقلت تمثاله الضخم الذى كان يمثل صوره لجلالته بكل دقه فنيه وقد احضرته من عين شمس الشماليه إلى عين شمس الجنوبيه " يقصد طيبه " وهولا يزال الان مكانه وقد حبانى سيدى فسمح لى باقامة تمثالى هذا في معبد امون لانه يفهم اننى ملك يده إلى الابد"

معبد اتريب

لاحظ فهماء المصريات انه بالرغم من مشاغل امنحتب ومسؤلياته الضخمه في طيبه وغيرها فانه كان شديد الوفاء لمسقط رأسه مدينة اتريب في الشمال وقد تميز هذا الوفاء باسلوب عملى بان طلب من الفرعون القيام بانشاءات معماريه في مدينة اتريب وقد استجاب الفرعون ووافق على انشاء معبد لعبادة اله المنطقه " حورس - خنتى - ختى " وقد عثر في حفائر في اتريب على بتره اثريه تحمل اسم امينوفيس الثالث ويعتقد انه كان جزء من حائط المعبد وقد اعطى الفرعون لامنحتب بن حابولقبا شرفيا وهو" رئيس كهنة اتريب " وقد ساوى مستر برستيد احد فهماء المصريات الانجليزين هذا اللقب بلقب لورد ولذالك اطلق عليه اسم " امنحتب بن حابولورد اتريب "

( ( (الاسرة التاسعة عشر " 1308 - 1200 " ق.م) ) )

رمسيس الثانى : " 1290 - 1214 " ق.م هواشهر فراعنة مصر جميعها ففى طوال حكمه لمصر على مدى 67 سنه سواء في شبابه اوفي كهولته قام بالكثير من الفتوحات العظيمه والمنشأت الكثيره المتنوعه على طوال الوادى من جنوبه في النوبه الى اقصى الشمال في الدلتا . اما منشأته في اتريب فقد اندثرت جميعها بعمل الزمن وبسبب طبيعة الارض الرخوه الا انه امكن الاستدلال عليها مما امكن العثور عليه من بقاياها واهمها ما يلى :

** مسلتان في اتريب:فى عام 1937 تمكنت البعثه الالمانيه اثناء حفرها في تلال اتريب من العثور على قاعده من الجرانيت لمسله منسوبه إلى رمسيس الثانى ثم عثرت على جزء من المسله ذاتها اما المسله الثانيه فقد عثر على قاعدتها وجزء منها في بعض المبانى المعماريه بمدينة الفسطاط عاصمه مصر لاستخدامها في بناء المدينه في القرن السابع الميلادى وقد عثر مدونا على القاعده معلومات عن رمسيس الثانى وكذلك عن معبود اتريب "حورس -خنتى -ختى " ان احدى بترتى المسله موجوده حاليا في متحف برلين بالمانيا اما الاخرى مع قاعدتى المسلتين فموجوده بالمتحف المصرى .

** معبد رمسيس الثانى : ان العثور على بقايا هاتين المسلتين يشير إلى تواجد معبد كانت هاتان المسلتان مقامان امامه الا ان البعثه الالمانيه لم تتمكن من العثور على مرشد على ذلك ولكن بعد سنوات تمكنت بعثه ليفر بول من حفرياتها خلال عام 1938 من العثور على هذا الدليل وهوعباره عن قاعده من عمود جرانيتى لاحد اعمدة المعبد المنقوش عليها ما يشير على انها جزء من المعبد . كما عثرت البعثه ايضا على تمثال من الجرانيت لاسد من عهد رمسيس الثانى وهوحاليا من مقتنيات المتحف البريطانى .

** لوحه حجريه لرمسيس الثانى مع ابنه الامير مرنبتاح :فى عام 1898عثر في تلال اتريب على لوحه حجريه اودعت بالمتحف المصرى وهى عباره عن لوحه ناقصه كانت لصلابتها تستعمل في العمليات المعماريه ولكنه بعد فك رموزها اصبحت تعنى لفهماءالمصريات الشى الكثير . عملى الوجه الاول من اللوحه يوجد رسم محفور لرمسيس الثانى وهويقدم قربانا من الخبز إلى الاله بتاح مع وصف رمسيس الثانى باوصافه الملكيه المعتاده وقف خلفه ابنه الامير مرنبتاح مع تدوين القابه وهى رئيس الجيش وحامل الاختام والمنفذ لاوامر ابيه وعلى الجانب الاخر من اللوحه يوجد منظر ان الامير مرنبتاح يقدم القرابين للالهه حاتور اما في صدر اللوحه فقد خطت القاب الفرعون والقاب الامير مع دعوات الالهه لاطاله العمر وان يعم الرخاء للبلاد في عهد الفرعون . وقد لاحظ الفهماء ان تعديلات كانت قد دخلت على اللوحه تنحصر في : - اضافة الامير مرنبتاح وهويقدم القرابين للالهه - ازاله بعض الالهه واحلال غيرهم محلهم .

** بتره من حائط معبد اتريب :فى عام 1938 عثرت بعثة جامعة ليفربول في حفرياتها على بتره حجريه اعتبرت انها جزءا من حائط معبد اتريب فقد عثر عليها صور تان محفورتان احداهما للفرعون رمسيس الثانى وهويقدم القرابين للالهه والثانيه لابنه الامير مرنبتاح وهويقوم بذات العمل


مرنبتاح :"1224 - 1215 " ق0م

كان مرنبتاح كبير السن عندما تولى الحكم بعد موت ابيه رمسيس الثانى الذى رحل في الثانى والتسعين من عمره وقد كان للامير مرنبتاح اثنى عشر اخا ماتوجميعا قبله في حياة ابيهم

لوحة اتريب :عثر على هذه اللوحه في " الكوم الاحمر " عام 1882 وهى عباره عن شاهد من حجر الجرانيت الوردى ارتفاعه متران ومكتوب على وجهه شرح للحروب التى خاضها مرنبتاح ضد الاعداء القادمين من جزر البحر الابيض المتوسط ومع الليبين القادمين من الغرب وتقع حدثات اللوحه في 20 سطر على وجه اللوحه و21 سطر على الوجه الاخر.

( ( (الاسرة العشرون " 1200 - 1090 " ق.م) ) )

بعد موت مرنبتاح سادت البلاد فرضى عدة سنوات بسبب النزاع الداخلى على الحكم حتى حسم هذا النزاع الفرعون " ست نخت " الذى استطاع ان يسيطر على البلاد ولكن حكمه لم يدم طويلا فاتى ابنه بعده رمسيس الثالث الذى كان اكثر منه قوه وشجاعه ولذلك اسس الاسره العشر ين

انعامات رمسيس الثالث لمعبد اتريب اتى في " بردية هاريس" ان الاعمال والانعامات والهبات التى منحها رمسيس الثالث لمعبد حورس بمدينة اتريب قد اتى ذكرها بدون ارقام وفقا للنص التالى : ( منحت انعامات عديده من الماشيه المقدسه إلى الاب الاله " حورس- خنتى- ختى )اله اتريب واصلحت جدران معبده وجددته فاصبح مصقولا وضاعفت القرابين الالهيه فجعلتها قربانا يوميا امام وجهه جميع صباح .... وفى النهايه اختتم رمسيس الثالث النص بإضاح التعديل الذى ادخله لادارة المعبد ضد المفسدين وعزل الوزير الذى اساء للمعبد كما يلى : ( وكنت اراقب الدخلاء فخلعت الوزير الذى افسد جميع شئ واستوليت على جميع اتباعه واعدت الاهالى الذين قد طردهم من الخدمه وبذلك اصبح المعبد كالمعابد العظيمه محميا من السؤ ومحفوظا إلى الابد

( ( (الاسره الرابعة والعشرون:"722 - 712 " ق.م) ) )

بعد انتهاء حكم رمسيس الثالث بدات عوامل الضعف والاضمحلال تدب في البلاد فقد حكمها في فترة قصيره تسع ملوك جميعهم من الرعامسه وكان اخرهم رمسيس الثانى عشر وبذلك انتهت الاسره العشرون وانتهى حكم الرعامسه للبلاد. وفى تلك الاوقات ظهرت في بلاد النوبه مملكه قويه منظمه واتخذت عاصمه لها مدينة " نابتا" بالقرب من مدينة" مروى " الحاليه وبدا في عهد ملكها " بعنخى" الزحف على مصر من الجنوب واستولى على طيبه ومنف وعين شمس واصبح على مشارف الدلتا .

وصول الملك " بعنخى " إلى اتريب : وبدا بعنخى الزحف شمالا ليستولى على الدلتا حيث يمكن الامراء اللذين يحكمون شمال البلاد وكان اول اتجاهه هومدينة اتريب عاصمه المقاطعه العاشره وفيها اميرها القوى " بدى ازيس " ولما احس امراء الولايات باقتراب نهايتة ملكهم وان محاربة هذا الملك فيها القضاء عليهم استقر بهم الراى بان يجتمعوفي اتريب لدى حاكمها ليقدمولهذا الملك فروض الطاعه عند دخوله اتريب

معاهدة اتريب : قبل الملك ان يزور اتريب وان يتم فيها مراسم المعاهده بينه وبين حكام اتريب والوجه البحرى وكان اول مت زاره فيها معبد الاله " حورس - خنتى - ختى " وقدم له قربانا ثم اتجه إلى مقر الحكم في اتريب حيث كان في استق باله ملوك وامراء الدلتا ولعى راسهم الملك " اوسركون " وخروا جميعهم امامه ساجديين

( ( (الاسرة الخامسه والعشرون " 712 - 654 ") ) )

بعد الاتفاق الذى تم في اتريب عاد الملك بعنخى إلى عاصمة بلاده " نابتا" ولكن سرعان ماتمرد عليه امير سايس في غرب الدلتا وتبعه غيره من امراء الدلتا وسرعان ماتفككت البلاد مره اخرى ولا سيما بعد موت بعنخى . ثم اتى الملك " شباكا" الذى تولى ملك بلاده خلفا لاخيه بعنخى وبسط سلطانه على مصر ثم قام بأعمال عظيمه نحوالمعابد المختلفه وقد عثر له في اتريب على بتره اثريه عليها اسم التتويج له مما يشير بأن اعماله قد وصلت إلى هذه المنطقه . الا انهبدا يظهر في شرق البلاد قوه جديده هم الاشورين الذين سرعان ما استولوعلى بلاد الشام وهددوا البلاد من جهة الشرق ولكن بسبب حكمة " شباكا" لم تحدث لقاء معهم في عهده وانما حدثت اللقاءه بعد موته بين " طهراقه" ابن بعنخى وبين الاشورين ثم استكملهما بعد موته "تانوب امون " ابن اخيه الذى خاض معارك كثيره معهم بق يادة قائدهم " اشور بانيبال" الذى انتصر في بعضها وانهزم في الاخرى وانتهت الحروب بعودة "تانون امون" إلى عاصمة بلاده تاركا الاشورين يعيشون في البلاد فسادا ونهابا وقد سهل لهم مهمتهم حاكم سايس وقد كافأه اشور على ذلك بأن نصب ابنه " بسماتيك" حاكما على اتريب حوالى عام 663 ق.م بل وان تصبح المقاطعه باكملها اقطاعيه له يتحكم فيها كيف من الممكن أن يشاء . وقد وردت هذه الاحداث باللغه الهيروغليفيه على لوحة " تانوب امون" المسماه " لوحة الاحلام" المعروض بالدور الارضى من المتحف المصرى .

( ( (الاسرة السادسة والعشرون ) ) )

ولكن بسماتيك حاكم اتريب كانت قد اسندت اليه ايضا امارتى سايس ومنف ومن ثم اصبح ذا نفوذ كبيره ولا سيما بعد موت ابيه امير سايس وقد سنحت له فرصة انشغال الاشورين بالحرب مع بابل فأنتهز هذه الفرصه وطردهم من البلاد ونصب نفسه فرعونا على مصر شمالها وجنوبها وبذلك اعتبره المؤرخين مؤسسا للاسرة السادسة والعشرون وعهد بإسم " بسماتيك الاول". وواقع الامر ان مصر عاشت في عهدة عصرا زهيا لم تعشه منذ عدة قرون وقد اعتبر المؤرخون ان مجد مصر القديم وعلوشانها وحضاراتها قد عاد مره اخرى مع بداية هذه الاسره . ولقد حكم " بسماتيك الاول " البلاد من عاصمة ملكه سايس بالوجه البحرى وكانت مدة حكمه 54 سنه . اما ابنه " نخاو" فقد حكم البلاد لمدة 15 سنه فقط ثم اتى بعده " بيمتيك الثانى " ابن خاوالذى كان له مع مدينة اتريب ارتباط قوى اكده الكشف التالى .

الملكه " تاخوت "زوجة "بسماتيك الثانى " في اتريب

ان الصدفه وحدها كانت السبب الاساسى في هذا الكشف ففى عام ففى عام 1949عثر بعض الفلاحين من اتريب على تابوت من الجرانيت اثناء عملهم في اصلاح بترة ارض كانت جزءا من تل اتريب وقد ابين من المعاينه ان على التابوت اسم الملكه " تاخوت " احدى ملكات الاسره السادسه والعشرون وبالرغم من ان لم يتبين للوهله الاولى ان صاحبة المومياء هى زوجة " بسماتيك الثانى " الا ان ذلك قد تاكد فيما بعد من مقارنة ذلك بالتابوت الذى كان قد عثر عليه في معبد الرمسيوم بطيبه لابنته وتدعى "عنخس نفر ان رع " ومدون عليه صيغ مكتوبه تؤكد نسبها لابيها الفرعون " بسماتيك الثانى " والى والدتها الملكه " تاخوت". اما الصيغه المكتوبه على تابوت الملكه تاخوت والذى عثر عليه في اتريب فهذا نصه: " قر بان يقدمه الملك لاوزير اول اهل الغرب وللاله العظيم رب القوه ليعطى قربانا من البخور والعطور جميع شئ جميل مما يعيش منه الاله إلى روح الاميره الوراثيه والسميره الوحيده يسدة اللطف والحلاوه والحب والزوجه المليكه تاخوت ". اما داخل التابوت فكانت مومياء الملكه مسجاه فيه وكاملة التحنيط كما كان عليها مجموعه من الحلى الجنائزى والتقليدى . وقد اودع التابوت بمحتوياته في المتحف المصرى

الملك امازيس ( احمس الثانى ) :"570 - 526 " ق.م

اتى بعد بسماتيك الثانى ابنه الملك " ابريس " الذى كتر على اعتماده في الجيش على الاجانب فزاد نفوزهم ولا غرابه في ذلك انه نفسه كان من سلاله اجنبيه ولكن رجلا من عامة الشعب كان يشغل وظيفة رئيس الجيش اسمه " امازيس " استطاع ان ينهى حكم " ابريس" ونصب نفسه ملكا على البلاد واستمر حكمه 44 سنه . ولقد نهضت البلاد في عصره نهضة عظيمه فكثر رخاؤها ونماؤها وقد اهتم بتشييد المبانى الفخمه والمعابد المختلفه . والى عهده ترجع بعض الاثار فقد وجدت في اتريب مائده من الجرانيت تقدم عليها القرابين للالهه وهى من عهده ومذكور عليها اسمه وبالمثل عثر خاتم يحمل اسمه وهومن مقتنيات متحف اشموليان بانجلترا وعلى ان اهم ما عثر هوناووس صنعه الملك خصيصا لمعبد اتريب .

ناووس معبد اتريب

يطلق بعض الاثريون لفظ ناووس على محراب عميق مسقوف يوضع فيه تمثال للاله في المعبد وعاده يتكون من بتره حجريه اوجرانيتيه واحده تختلف ابعادها باختلاف الاهتمام والمقدره اللازمه لصنعها ولم يكن يسمح لاحد بالدخول إلى الناووس الا لكبار رجال الدين فقد كان للناووس باب يغلق على تمثال للاله ويوضع في قدس الاقداس بالمعبد.

الناووس الاول :يوجد هذا الناووس في متحف اللوفر بباريس وهوبتره واحده من الجرانيت وقد عثر عليه في البحر بالاسكندريه وواضح نقوشه انه كان مقاما بمعبد اتريب لعبادة الاله " حورس خنتى ختى "وكان الناووس مهدى من الملك امازيس للاله اوزوريس والى ابنه حورس

الناووس الثانى : يومجد هذا الناووس في المتحف المصرى وقد عثر عليه عام 1907 ولم يتبق منه الا سقفه. ويتبين من صوره السقف ضخامة الناووس ودقه صنعه فهومن الجرانيت المحبب ومهدى من الملك امازيس إلى الاله " كم - رو" ( الثور الاسود) وقد نقش على الجدار الخارجى من اليمين سطر افقى اتى فيه : " يعيش حورس ملك الوجة القبلى والبحرى وقد صنعه بمثابة ذكرى لولده ( كم - رو) الاله الاعظم

كنز اتريب

اطلق الاثروين التعبير " كنز اتريب " على الكشف الذى تم مصادفة في تل اتريب يوم 27 سبتمبر 1927 عندكا كان بعض المزارعين يستصلحون بعض الاراضى التل . وقد اطلقوهذه التسميه بسبب ضخامة كمية الفضه التى تحتويها انيتان من الفخار وبلغ وزنها حوالى 50 كجم


اتريب في العصر البطلمى الرومانى "322 ق.م - 640 م"

ان نصيب اتريب من نتاج الاكتشافات الاثريه عن العصر الفرعونى يفوق كثيرا نصيبها عن العصر البطلمى الرومانى وقد يحدث سبب ذلك للوهله الاولى هوطول المده التى عاشتها اتريب في العصر الاول حيث بلغت 2290 سنه اى من الاسره الرابعه إلى العصر البطلمى ( 2613 - 322 ق.م ) لقاء حوالى 960 سنه اى من العصر البطلمى إلى العصر الاسلامى ( 322 ق.م - 640 م ) في العصر الثنى اوقد يحدث سبب ذلك نوعية حكام العصر الاول المعروفيين بإنتمائهم المصريه لاهل مصر ولتراب مصر فهم اهلها ومن اهلها بإستثناء قله دخيله وذلك لقاء نوعية حكام العصر الثانى فقد كانوغرباء عن مصر اما من اليونانيين اومن الرومان وجميعهم كانوا ينظرون إلى مصر والى اهلها نظرة المستعمر المستغل الذى كان يركز نشاطه على تعمير البلاد بالقدر الذى يعود عليه بالنفع واخذ خيراتها . ورغم قلة عدد الاكتشافات الاثريه عن الفتره الثانيه الا ان ما تم كشفه منها يعكس بوضوح طبيعه الحياه الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه في مصر وانعكاساتها على الحياه في مدينة اتريب

( ( (اتريب تحت الحكم البطلمى " 322 - 30 ق.م ) ) )

بدأ الحكم البطلمى لمصر بعد حوالى عشر سنوات من فتح الاسكندر الاكبر لمصر عام 332 ق.م اذ انه بعد وفاة الاسكندر في بابل عام 323 ق.م انقسمت الامبراطوريه على نفسها فاستقل بطليموس احد قواده بحكم مصر عام 322 ق.م وبهذا بأت حكم البطالسه للبلاد من العاصمه الجديده الاسكندريه ابتداء من بطليموس الاول إلى الملكه كليوباترا لقد حكم بطليموس الاول مصر قرابه اربعين عاما وضع خلالها الاسس الكفيله باستمرار حكم اسرته من بعده واستغلال خيرات البلاد بما يعود عليهم وعلى اتباعه اليونانين والاجانب بالاستمرار والنفع . وفى اوائل حكم بطليموس ظهر في مدينة اتريب شخصيه دينيه ذات نفوذ قوى مستمده من قوة بطليموس حاكم البلاد اسم هذه الشخصيه " زد هير "

** زد هير الملقب بالنقذ :

ان جميع المعلومات عن هذه الشخصيه مستمده من تمثال له عثر عليه في سبتمبر سنه 1918 بالقرب من جبانة الاقباط بقرية اتريب وهومن الجرانيت الاسود دقيق الصنع وفى حاله ممتازه ويرجع إلى عصر بطليموس الاول ويتكون التمثال من بترتين منفصلين الاولى وهى تمثال " زد هير " صاحب التمثال وهوجالس القرفصاء وواضع يديه معكوفتين على ركبته وقد لبس رداء منقوشا عليه وعلى جميع مكان من جسمه حدثات هيروغليفيه اما امام ساقيه فتوجد لوحه راسيه هى جزء من التمثال منحوت عليها رسم لاله اتريب " حورس خنتى ختى " وهوعلى صورة طفل واقف له ضفيره من الشعر متدليه على صدره ويقف على تمساح . اما البتره الثانيه فهى قاعدة التمثال ولكنها تختلف عن المعتاد في ان لها فجوه تثبت فيها التمثال بحيث تصبح معظم القاعده امام التمثال ومحفور بنها قنوات تنتهى بحوض بيضاوى الشكل ليستقر فيه الماء. وقد فك رموز التمثال وشرحها العلامه عالم المصريات ميسودارسى ويقول دارسى في بحثه بان التمثال يعتبر بتره فنيه رائعه كما وان ما خط عليها من نصوص تعتبر اضافه جديده لمعلوماتنا عن الديانه المصريه القديمه . اما عن صاحب التمثال فهولرجل من المدنيين قد خلق تمثالا لنفسه في زهووغرور وخيلاء ولكنه يعود ويقول انه صنعه بتكليف من الملك بطليموس الاول الذى كلفه ايضا بانشاء معبد في اتريب إلى الجنوب من المعبد الاصلى . ومن احد نصوص التمثال : " انا المخلص لاوزيريس وسيد ( ات - كميات ) و( روساتى ) المقدستين الواقعين جنوب اتريب وشمالها وانا الحارس والمسؤل عن ابواب ( حورس خنتى ختى ) وكبير اتريب والمسئول عن الطيور المقدسه وعن تسجيل جميع ما يخصها انا زد هير المنقذ " وان جميع النصوص المسجله على التمثال وقاعدته يتحدث فيها زد هير عن نفسه كا لوكان هوالمتصرف الاول والاخير في شؤون مدينة اتريب وفى معبدها وقد زكر اسماء عائلته وايضا اسم المثال الذى خلق له التمثال . واخيرا فقد تبين ان هذا التمثال كان يستعمل في الطقوس الدينيه وذلك لصب الماء فوقه واستخدام ما تجمع من الماء منه في الحوض للاستشفاء ولاخذ البركاتمن الالهه عن طريق زد هير المنقذ .

** بقايا مبنى محترق في اتريب

توصلت البعثه البولنديه اثناء حفرياتها حول تل سيدى يوسف في اتريب والتى تمت في نوفمبر 1985 من العثور على بقايا مبنى شيد في القرن الثالث قبل الميلاد اى في العصر البطلمى وقد احترق من حوالى بداية القرن الاول قبل الميلاد . وقد حددت البعثه مكان المبنى وما يحتويه من اثار بإستخدام اسلوب التغير في المقاومه الكهربيه لمكونات الارض كما تمكنت من تحديد تاريخ الحريق وذلك بتطبيق نظرية الكربون المشع على المكونات الكربونيه للبتر الخشبيه المتفحمه . اما عن محتويات المبنى فقد عثرت البعثه على بقايا تماثيل كثيره للالهه الاغريقيه افروديت مما اعتبرته البعثه مؤشرا على تاثر اتريب وقتئذ باتلديانه الاغريقيه وعثرت البعثه ايضا على الكثير من بقايا ادوات منزليه من الفخار والسيراميك المصنوع اوالمستوردمن جنوب ايطاليا ويرجع في هجملة القرنين الثانى والثالث قبل الميلاد وقد تاكد هذا الراى ايضا بالعثور بين محتويات المينى عملات معدنيه ترجع إلى تلك الحقبه من التاريخ .

** حق حماية اللاجئين لمعبد اتريب :

بعد حوالى 200 سنه من حكم بطليموس الاول كانت النزاعات والضعف وسؤ الاداره هى سمة حكام مصر من البطالسه ولذلك ازداد تقربهم لاهالى البلاد عن طريق الكهنه ورجال الدين الذين يستطيعون السيطره على الناس وقد طهر ذلك في السلطات الجديده التى اعطيت لمعبد اتريب من بطليموس العاشر حوالى عام 95 ق.م . وتقضى هذه السلطات بان اعطى الملك لمعبد اتريب الحق في حماية الذين يلجؤن اليه وهى حماية فوق القانون تجعل اللاجئ إلى المعبد محصنا ضد اى احكام صادره ضده فلا يمكن تطبيقها مهما كانت هذه الاحكام بمجرد احتمائه في المعبد . وقد وردت النصوص هذا الحق لمعبد اتريب منقوشه على لوح حجرى بثلاث لغات هى الهيروغليفيه والديموقيطيه واليونانيه

( ( ( اتريب تحت الحكم الرومانى " 30 ق.م - 640 م ) ) )

كانت مصر في اواخر حكم البطالسه في اسواء احوالها الاقتصاديه والسياسيه مهند ذلك لاحتلال الرومان مصر عام 30 ق.م وبدخول الرومان ركزوعلى الاصلاحات الداخليه مثل استصلاح الاراضى القابله للزراعه مع تحسين وسائل الزراعه بشق الترع وتطهير القنوات وقد اتنعكس هذا بطبيعه الحال على مدينة اتريب نظرا لكونها عاصمة لاحد انطقيم مصر ولوجودها قى ملتقى عدة طرق داخل الرقعه الزراعيه وهذا ما اثبتته بعثه ليفربول في حفرياتها ودراستها في تل اتريب خلال عام 1938 وهوكالاتى :

** نظام لتوصيل مياه الشرب لمدينة اتريب :

عثرت بعثة جامعة ليفربول على نظام متكامل وعلى مستوى عالى من الدقه لتوصيل مياه الشرب من النيل إلى مدينة اتريب فهويتكون من مجموعه من القنوات المائيه المسقوفه بالطوب الاحمر ومتصله بعضها بالبعض بأبار صغيره ومفتوحه لاستخراج الماء وتستعمل هذه الابار في ذات الوقت كوصلات بين القنوات المتفرعه منها . وقد لاحظة البعثه ان القنوات في حاله جيده ولا زال اجزاء منها يعمل وكانت المقاييس لاجزاء التى تمت دراستها على الطبيعه هى عباره عن جزء مسقوف طوله حوالى 18 مترا ويقع على عمق متر ونصف من سطح الارض وكان سمك جدرانه 40 سم بارتفاع 180 سم .

** الحياه الاجتماعيه وكثافة السكان :

لاحظة بعثة جامعة ليفربول ضخامة مخلفات الاوانى الفخاريه في اطلال اتريب بالاضافه إلى مجموعه من التماثيل والجعارين ومسارج الاضاءه السليمه كما عثرت على عدد كبير من المقابر الرومانيه المعروفه باسقفها المقببه هذا يشير على ان هذه المدينه كانت زاخره بالسكان انذاك . ولقد اكد الدكتور كارول مسليفيك رئيس البعثه البولنديه ان المراجع الاثريه الصادره في ايطاليا عن تاريخ الامبراطوريه الرومانيه تذكر مدرينة اتريب في دلتا نهر النيل على انها كانت واحده من اربع مدن كبيره من دول شرق البحر المتوسط تعتمد عليها في تزويدها بالمنتجات المختلفه. ولقد كان سكان مدينة اتريب مكونين من طبقتين هما الاجانب والمصرين .

** قوس النصر :

عند قيام بعثة جامعة ليفربول بعمل حفرياتها في تل اتريب عام 1938 عثرت على جزء من " قوس النصر" على شكل بوابه مربعه رومانيه الطراز يرجع تاريخها إلى عام 374 ميلاديه وعليها اهداء مكتوب باللغه اليونانيه إلى ثلاث من الاباطره الرومان كما اضيفغ اليهم اسم الحاكم الرومانى لمصر وذكر اسم المهندس الذى قام بالعمل

** المعبد الرومانى باتريب :

توصلت بعثة ليفربول ايضا من العثور على بقايا المعبد الرومانى الذى كان مقاما في مدينى اتريب وقد حددت البعثه مسقطه من دراسة بقايا اعمدة الرخام وبعض الاجزاء المتبقيه ولكنها لم تسطيع مواصلة التنقيب نظرا لوقوع باقى المعبد تحت الطريق الجديد الممتدد من الرايح التوفيقى إلى كوبرى بنها الجديد (وقتئذ )المقام على النيل

اتريب من الفتح الاسلامى إلى الحملة الفرنسية" 640 - 1801 م "

اتريب في الخطط التوفيقيه

** وصف مدينة اتريب :

اتى في وصف اتريب نقلا عن اياس وابن كندى والمقريزى وما ورد في خط الفرنج الاتى : "اتريب من المدائن العظيمه على شاطئ النيل وينطق لها ( اتريبس ) طولها 12 ميلا وعرضها كذلك وكان لها اثنى عشر بابا وكان بها خليج تجرى به مياه النيل تتفرع منه ترع صغيره يحمل منها الماء للمساكن وكانت بيوتها في غاية الحسن وكان شارعها الاكبر عموديا على خط النيل وبه منتزه باهر وشارع اصغر منه عمودى عليه يخترقها جنوبا وشمالا ". اما عن معالمها العمرانيه فقد ورد في الخطط الاتى : " كان في اتريب دير للعزراء البتول يعهد بدير مارى مريم مقاما على شط النيل بالقرب من بنها وكان يقام لها عيد سنوى يوم الحادى عشر من بؤونه كما كان بنها كرسى اسقفيه ودارا لاقامة الحكام في عاصمة الاقليم اتريب والتى كان يتبعها كثير من القرى التى بلغ مائة قريه وثمانية". كما اتى في الخطط التوفيقيه ايضا نقلا عن المقريزى في رسالته عن قبائل العرب من ياتى : "ان اتريب كانت من ضمن المدن التى استوطنها العرب وكان اهالى المدينة يحفرون في تلالها فاذا وجدوبها رخاما اواحجارا عملومنها جيرا للبناء وعلى ذلك وجدوفيها اشياء كثيره عتيقه بها اثار قبور مقببه تشبه قبور المسلمين ".

** سيرة محاولة حرق اتريب :

اتى في الخطط التوفيقيه نقلا عن مؤرخى بطارقة الاسكندريه انه لما فهم الخليفه بان جيوش الفرنسيس قد وصلوإلى فارما شرقى البلاد وجه حمله من العساكر في المراكب إلى الجهات البحريه وامرهم بحرق ما يجدونه نافعا للعدومن سفن ومؤن كما ارسل حمله اخرى عن طريق البر والتى كانت مهمتها اعاقه تقدم العدوواحراق كا يجدونه نافعا لهم وقد نفذوا ما امروا في المزارع والقرى والمدن التى في طريق مسارهم . وعندما وصلوا إلى مدينة اتريب وهموبإحراقها هالهم ما يفترض أن يرتكبونه من خطأ نظرا لما رأوه من حسن المدينه ونظامها وما فيها من مجار مائيه عددها خمسه بخلاف الخليجان فامتنعوعن تطبيق مخططهم ونجت المدينه من الاختراق.

** الطائر المقدس يعود إلى اتريب :

قبل اعتناق المصرين للدين المسيحى كان لاتريب الهها المفضل وهوحورس وكانت احدى صوره طائر ابيض على شكل باشق ولذلك اعتبره اهل مقاطعة اتريب طائرا مقدسا فقاموبرعايته والقام على خدمتة التى كان يتولاها كهنة معبد اتريب وخدمه. وقد كانت له في جنوب اتريب خطيره خاصه له اسمها ( ات - كيمات ) يتم فيها تفريخ سلالته والقيام على نظافته وتقديم الاطعمه له . نعود إلى ما اتى في الخطط التوفيقيه عمن سبقه فقد اتى بها ان حمامه بيضاء تاتى جميع عام في تاريخ محدد اثناء الاحتفال بعيد القدسيه مريم في اتريب وتدخل احد الاديره وتستقر على المدبح وتمكث في مكانها عدة ايام ثم تغادى ولا تعود الا في ذات اليوم من العام القدم من التقويم القبطى . ويعلق على هذا الحدث الاستاذ محرم كمال في كتابه " اثار حضارة الفراعنه في حياتنا الحاليه " بأن ما يحدث انما هوامتداد لما كان يحدث في اتريب من تقديس لهذا الطائر في الماضى فلقد كانت اتريب تعبد الاله حورس والذى كان يتمثل في هذا الطائر .

تدهور اوضاع اتريب :

بالرغم من ان مدينة اتريب كانت في اوائل الفتح الاسلامى امتداد للنظام الرومانى حيث كانت عاصمه لمنطقةاداريه واسعه إذ بها توصف في كتاب " وصف مصر " للحمله الفرنسيه حوالى عام 1800 م اى بعد حوالى 1160 سنه من نهاية الحكم الرومانى بان اتريب قريه تابعه لمدرية الشرقيه وانها تقع على حافة تلال واسعه ل قريه اثريه تحمل ذات الاسم كانت في الماضر احدى المدن المقدسه في العصور القديمه وهذا اصبحت قريه عاديه تابعه لغيرها وبالتالى حظها النسيان . اما متى وقع لها هذا الاهمال فقد اتى في القاموس الجغرافى للاستاذ محمد رمزى ان ذالك وقع في القرن السابع الهجرى ان ابتداء من العصر المملوكى.


اتريب في عهد اسرة محمد على باشا " 1805 - 1952 م"

ان التدهور الذى وقع لمدينة اتريب الفرعونيه خلال عصرى المماليك والحكم العثمانى قد ظهرت معالمه في تناقص اراض تل اتريب فقد ورد في القاموس الجغرافى نقلا عن " الفوز " و" التحفه " ان وحدة اتريب الماليه كما وردت في دفاتر الاموال في الوثائق القديمه بلغت 758 فدانا وبعد ذلك ورد في الخطط التوفيقيه ان مساحة هذه التلال فتره حكم محمد على باشا واسرته حتى تاريخ صدور الخطط حوالى عام 1886 م حوالى 300 فدانا ثم تناقص هذا القدر فوصل في عام 1900 م إلى حوالى 200 فدان فقط حسبما ورد في القاموس الجغرافى . وبالرغم من ان اتريب قد اصبحت ابان الحمله الفرنسيه احدى القرى التابعه لمدرية الشرقيه إذا بالقريه التابعه لها وهى بنها قد انفصلت عنها هى الاخرى فقد اتى في كتاب " وصف مصر " للحمله الفرنسيه ان بجوار اتريب قريتان تابعتان لمحافظة القليوبيه احداهما " كفر بنها " والاخرى " بنها العسل ".

عباس الاول واتريب " 1849 - 1854 "

عندما تولى عباس الاول الحكم في عام 1849 م بنى له قصرا على النيل في بنها غريبى تل اتريب الاثرى اما قرية اتريب فكانت تقع شرقى التل وعلى ذلك فقد كانت تلال اتريب تقع بين الغرب والقريه في الشرق . كان عباس الاول معروفا بمزاجه المتقلب فلم يعجبه مايسمعه من نزاعات في قرية اتريب والتى تمتد اثارها إلى طرقات التل وبين اطلاله الذى كان مأوى للمتنازعين فقرر نقل اهالى اتريب إلى مكان اخر يبعد عدة كيلومترات إلى الشرق واسكن اهل القريه مكانا سمى بذات الاول وهو" اتريب " بالقرب من قرية ميت السباع ولم يدم حكم عباس الاول طويلا فبعد حادث اغتياله في قصره ببنها بعدة سنوات التمس اهالى اتريب من الجهات الاداريه العوده إلى مواطنهم الاصلى اتريب فسمح لهم بذلك واستمرت هناك قريتان تحملان نفس الاسم ولذلك قرر من النواحى الاذاريه اعادة تسميتها فسميت القريه الجديده " نصف اتريب الشرقيه " وسميت القريه الاصليه " نصف اتريب الغربيه " او" تل اتريب"

بنها واتريب

وعلى العكس ما وقع لاتريب تحسن في اوضاع بنها التى لم تكون سوى قريتان صغيرتان هما كفر بنها وبنها العسل تابعتان لمدرية القليوبيه وعاصمتها قليوب. فاصدر عباس الاول قرارا عام 1850 م بان تصبح بنها عاصمة لمدرية القليوبيه بدلا من قليوب وذلك حتى تاخذ وضعا اداريا افضل ليتناسب مع وجود ملك البلاد في قصره ببنها وما يحتاجه من استقبالات وحفاوه وخدمات للقصر والحاشيه واستمرت قرية " تل اتريب الغربيه " تابعه لمدرية الشرقيه حتى صدر قرار بنقل تبعيتها مع بعض القرى المجاوره لها إلى مدرية القليوبيه وبذلك اصبحت قريه اتريب احدى القرى التابعه لمدينة بنها.

اتريب في العهد المعاصر " 1952 - .... "

نحن الان مع نهاية مدينة " حت حرى اب " الفرعونيه او" اتريبس " المصريه البطلميه الرومانيه وهى كما يقول الاثريون مدفونه على اعماق مختلفه من سطح الارض وذلك لان طبيعة الارض التى كانت هذه المدينه مقاما عليها مكونه من رواسب طمى نهر النيل وهى رواسب لينه ثقيله سهله الغوص في جوف الارض وهوما تجاوز ان اكدته الحفريات التى تمت فيها حيث عثر على اثارها على عمق يزيد عن مترين من سطح الارض . اما على سطح الارض وفى مكانها فإن العمران قد اجتاح المنطقه من جميع جانب فقد انشئ طريق مصر اسكندريه الزراعى والذى شطر تلال " تل اتريب " إلى قسمين احداهما في شمال الطريق والاخرى في جنوبه ولما نقل مقر محافظة القليوبيه قابلزته الاداريه والثقافيه وغيرها إلى حيث كان عباس الاول وبداء العمران يتجه تدريجيا إلى م ساحات من " تل اتريب " فانشئ الاستاد الرياضى وانشئت المستشفيات ومبانى جامعة بنها وكثير من الانشاءات السكنيه بحيث لم تمض سنوات قليله حتى انتهت معالم المدينه الاثريه تماما ولم يبقى منها سوى المنطقه الاثريه في كفر السرايا بجوار اتريب وثلاث تلال صغيره اكبرها يستخدم جبانه للمسلمين اما الاخران فيعهدان باسم تل سيدى يوسف والاخر تل سيدى نصر . والان اسدل الستار على مدينة اتريب الاثريه ويعيش الان على انقاضها قوم اخرون اوسلالات من قومها السابقين وقد جرفهم تيار الحياه واستبدت بهم مشاكل اليوم والغد فلم تهجر لهم الفرصه سانحه للنظر إلى الوراء لاخذ العبره اوالبحث عن الجزور لاستلهام الهمم . وكم من اقوام في العالم اليوم يبحثون عن جزور لهم فلال يجدون لهم اصلا فيحاولون جاهدين ان يصنعولهم تاريخا عمره بضع مئات السنين ليضعوه نصب اعينهم ليكون منارا ينير لهم الطريق. ان لاتريب تاريخ طويل كان يتمنى غيرنا ممكن ليس لهم جذور في التاريخ انقد يكون لهم مثل مالنا فيصنعوا منه شيئا مذكورا ليفخروا به امام غيرهم وليدفعهم إلى مزيد من الجهد مرفوعى الراس

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:45:21
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لاكاى يقود هجوم بيراميدز أمام فيوتشر فى الدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:21:02
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2023 وإجازات شهر يونيو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

خضيرة وفولف يعوضان فولر في إدارة المنتخب الألماني عقب يورو 2024

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

إلياس السخيري يغادر كولن الألماني

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:46
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

القصرين: وفاة تلميذة في حادث مرور

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

زوجة الرئيس الأمريكى بالحجاب فى الجامع الأزهر (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

التعادل السلبى يخيم على مباراة سيراميكا كليوباترا وفاركو بالدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:21:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

محمود عبدالعزيز.. «مزاجنجى السيما»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

القيروان: الإفراج عن التلميذ مكرم الزرمديني

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:51
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

آخرها 5 أعمال في موسم واحد.. محطات في مسيرة “ميرهان حسين” الفنية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

ضياء رشوان: 2000 مشارك بمناقشات 24 جلسة للحوار الوطنى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

حصاد نشاط وزارة الهجرة خلال أسبوع

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:20:58
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

رسميا.. كفاراستخيليا أفضل لاعب في الدوري الإيطالي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-02 21:21:02
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية