سفر صموئيل الثاني (بالعبرية: ספר שמואל) هوعاشر أسفار التناخ في الديانة اليهودية والعهد القديم في المسيحية، يصنف السفر ضمن الأسفار التاريخية أوضمن النبؤات القديمة، أي تلك التي تمت في فترة مبكرة وقريبة من حكم القضاة. ويرفض الصدوقيون والسامريون الاعتراف بقدسيته، وسوى ذلك لا خلاف على قدسيته، لدى مختلف الطوائف المسيحية واليهودية، يغطي السفر بشكل رئيسي حكم الملك داود على مملكة إسرائيل الموحدة، بعد الحرب الأهلية التي قامت بين شاول وداود، ويؤرخ عددًا من الأحداث الهامة التي حصلت خلال حكم داود، مثل فتح القدس، والزواج من امرأة أوريا الحثي ومن ثم إنجابه لسليمان ويختتم بالحرب الأهلية الثانية بين داود وابنه أبشالوم. لا يمكن فهم السفر من دون سفر صموئيل الأول، وكانا يشكلان معًا كتابًا واحدًا قبل الترجمة السبعونية في القرن الثاني قبل الميلاد، وكذلك لا يمكن فهمه دون سفر الملوك الأول، الذي يبدأ بشيخوخة داود ووفاته، وسابقًا كان يدعى سفرا صموئيل، باسم "الملوك الأول والملوك الثاني" وأما سفرا الملوك باسم "الملوك الثالث والملوك الرابع" ولا تزال هذه التسمية معتمدة في الكنيسة الأثيوبية.

سيرة السفر وأحداثه

موت شاول

يبدأ كتاب صموئيل الثاني منذ ذكر حادثة فهم داود بمقتل شاول حين كان مقيمًا في صقلغ، فقد روى السفر حتى أحد الجنود الفارين من المعركة نقل ما حصل في جبل جلبوع بين بين إسرائيل والفلسطيين، فقد اغتال كثير من الجند وهرب قسم كثير منهم، وهجر شاول وابنه يوناثان وحيدين دون نصرة، فمات يوناثان، أما شاول فقد وجده الرجل الذي نقل الخبر، وقد أصيب في المعركة وقد خرج الفلسطيون في إثره يطلبون قتله، حينها طلب شاول من الرجل حتى يقتله كي لا يقع في يد أعداءه وهوما عمله الرجل. وكانت ردة عمل داود ورجاله حتى أعرب الحداد: "فأمسك داود ثيابه ومزقها، وكذلك جميع الرجال الذين معه، وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه، وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف". ثم أمر داود بأن يقتل الرجل لأنه "أهلك مسيح الرب"، وكذلك يذكر السفر قصيدة رثاء أنشدها داود حدادًا على الملك شاول وابنه يوناثان الذي جمعته بداود صداقة، ومما يقوله داود في القصيدة: "يا بنات إسرائيل ابكين شاول الذي ألبسكنّ قرمزًا بالتنعّم، وجعل حلي المضى على ملابسكنّ". ومما يقوله عن يوناثان: "محبتك لي أحب من محبة النساء". وقد دفن شاول أهل مدينة يابيش جلعاد في قريتهم.

الحرب الأهلية الأولى

بعد وفاة شاول حسب رواية السفر، طلب الرب من داود حتى يتجه من صقلغ إلى حبرون التابعة لأراضي سبط يهوذا، فمضى إليها ومعه نساءه ومقاتليه، وفيها مسحه رجال سبط يهوذا ملكًا عليهم، غير حتى أبنير بن نير قائد جيش شاول أخذ إيشبوشث ابن شاول إلى محنايم ومسحه ملكًا خلفًا لوالده وله من العمر أربعين سنة وبذلك انقسمت مملكة بني إسرائيل. وأولى معارك الحرب حصلت في جبعون في مسقط أسماه السفر "حلقث هصوريم": "وكان القتال شديدًا جدًا في ذلك ليوم، انكسر أبنير ورجال إسرائيل أمام عبيد داود". تلك هي أولى مواقع الحرب التي كانت "طويلة بين بيت شاول وبيت داود، وكان داود يومًا فيومًا يتقوى وبيت شاول يأخذ في الضعف". وخلال تلك المدة التي دامت سبع سنين، ولد لدواد في حبرون بكره أمنون ثم كيلاب ثم أبشالوم من زجته الثالثة معكة ابنة تلماري ملك جشور، ومجموع ما أنجب داود في حبرون ستة أطفال جميع واحد من امرأة. وانتهت الحرب بعد سبع سنوات بنتيجة الشقاق الذي سقط بين الملك إيشبوشث وأبنير، بحيث فاوض أبنير داود على الصفح عنه لقاء توحيد المملكة وهوما قبل به داود، غير حتى أبنير الذي كان قد عسائيل أحد وجوه سبط يوآب قائد جيش داود، اغتال يوآب انتقامًا، "ولما سمع داود بعد ذلك، فنطق إني بريء أنا ومملكتي إلى الأبد من دم أبنير بن نير". وأعرب الحداد وترأس بنفسه جنازة أبنير الذي دفن في حبرون،

خلال الوقت نفسه اغتال الملك إيشبوشث على يد رمون البئروتي من سبط بنيامين الذين لمقد يكونوا على علاقة جيدة مع مملكة شاول، وقد رد داود بقتل قتلة الملك: "وأحضر داود الغلمان فقتلوهما وبتروا أيديهما وأرجلهما وعلقوهما على بركة في حبرون." أما حكم مملكة شاول فآلت لابن يوناثان مفيبوشث المشولووذي الخمس سنوات، وأمام هذا الواقع: "اتى جميع شيوخ بني إسرائيل إلى داود في حبرون ومسحوا داود ملكًا". وبذلك انتهب الحرب الأهلية وتوحدت المملكة تحت حكم داود، أما الملك مفيبوشث فقد أقام في منزل مائير بن عمثيل في قرية لودبار، وبعد حتى انتقلت العاصمة إلى القدس أراد داود حتى يصنع معه إحسانًا واستذكارًا لصداقته مع والده يوناثان، فقام برد أراضيه وأملاكه ثم وضب له مكانًا في القصر وظل مقيمًا معه إلى وفاته.

فتح القدس

بعد مبايعته ملكًا، سار داود على رأس جيش نحوالقدس التي كانت مملكة كنعانية مستقلة، وفتحها دون حتى يقدم السفر أي تفصيل، ثم أخذ يحصنها وبنى فيها قلعة وأسماها "مدينة داود"، ثم سورها وقد أوفد حيرام ملك صور رسلاً إلى داود ومعهم خشب الأرز ونجارين وبنائين فبنوا القصر، كما أضاف داود لنفسه سلسلة جديدة من النساء والجواري في القدس، وكان من بين أبناءه الذي ولدوا فيها سليمان. أراد داود بعد حتى استتب له الوضع في القدس نقل تابوت العهد إليها، واستمرت عملية النقل التي ترأسها داود وشارك بها ثلاثون ألفًا من جميع الأسباط ثلاثة أشهر، ولدى وصول التابوت إلى القدس، أخذ الشعب وعلى رأسهم داود بالرقص ثم أصعد داود ذبائح ومحرقات حسب الشريعة اليهودية وبارك الشعب. وأراد حتى يبني هيكلاً على غرار قصره لكن الرب أوصى ناثان البني حتى ينهي داود عن الأمر وأبلغه حتى ابنه هومن سبني المعبد وبرر ذلك: "لكثرة ما سفك داود من دماء".

توسيع المملكة

من الاشتباكات العسكرية التي يذكرها السفر خلال هذه الفترة معركتان مع الفلسطيين انتصر فهيا داود في المسقط الذي أسماه "بعل حزاحيم"، ثم مع الموآبيين وفرض عليهم جزية سنوية، وقد عمل الأمر ذاته مع مملكة صوبة التي يذكر السفر حتى حدودها تصل إلى نهر الفرات، واشترط حتى تمد المملكة داود بمئة مركبة، وحصلت معارك مع آرام دمشق انتصر خلالها داود وفرضت جزية على المملكة أيضًا، وحاول نوعي صاحب حماه حتى يرد داود ولكنه فشل، وقد ترافق ذلك مع انتشار العدل والرخاء في مملكة بني إسرائيل. وكذلك الحال مع ملك بني عمون الذي تحالف مع ملك آرام دمشق ضد داود وكلفه ذلك حياته حسب رواية السفر.

خطيئة داود مع بثشبع

يروي الفصلان الحادي عشر والثاني عشر من سفر صموئيل الثاني زنى داود مع امرأة قائد جيشه، فبينما كان جيش المملكة يحارب تحت قيادة يوآب بني عمون، كان دواد يتسار على سطح قصره: "فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا فأوفد داود وسأل عن المرأة فنطق واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام وامرأة أوريا الحثي،يا ترى؟ فأوفد داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاطضجع معها، وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها". ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل حلبت المرأة من داود الذي استدعى أوريا زوجها من ساحة القتال ليضاجع إمرأته فيظهر الولد على أنه ابن أوريا، لكن أوريا رفض: "فنطق أوريّا لدواد: إذا التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام، ويوآب وعبيد سيدي نازلون عن وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب واضطجع مع إمرأي، وحياتي وحياة نفسك لا أعمل هذا". فلما عاد أوريا إلى ساحة القتال بعث داود برسالة إلى يوآب قائد الجيش يطلب فيها وضع أوريّا في موضع شديد القتال حتى يموت، وهوما حصل عملاً إذ توفي أوريا وتزوج داود إمرأته وولدت الصبي: "ووأما الأمر الذي عمله داود فقد قبح في عيني الرب جدًا". فنزل الوحي على النبي ناثان ليقرع داود، وهوما يرويه الفصل الثاني عشر، حتى حتى النبي أبلغ داود حتى الصبي المولود من بثشبع سيموت وهوما حصل عملاً، فسبب ذلك حزنًا شديدًا لدواد، غير أنه بعد حتى أنهى حداده بإلحاح رجال الدولة، اضطجع مع بثشبع إمرأته فحبلت وولدت له النبي سليمان. ويختتم السفر بأن جيش الملك داود انتصر على بني عمون وأخذ منهم غنائم كثيرة.

هناك سيرة أخرى مماثلة ترد في الفصلان الثالث عشر والرابع عشر، فأمنون وهوبكر داود أحب أخته غير الشقيقة ثامار، وادعى السقم ثم طلب من الملك حتى يفرزها لخدمته وعندما تم له ذلك اغتصبها وبعد حتى اغتصبها كرهها، وبعد عامين انتقم أخيها أبشالوم - وهوابن داود وأخ أمنون غير الشقيق - من أمنون واستطاع قتله، فسبب ذلك حزنًا وكمدًا شديدين لدواد، خرب في إثرهما أبشالوم إلى جشور وأقام فيها ثلاث سنوات، ثم قام يوآب قائدة الجيش بوساطة بين داود وأبشالوم فعفى عنه والده وعاد إلى القدس لكنه لم يقابل والده إلى بعد سنتين، إذ كان متوخفًا من لقاءه.

الحرب الأهلية الثانية

بعد حتى انقضت أربعين عامًا من حكم داود، انتقل أبشالوم إلى حبرون قرب الخليل ونادى بنفسه ملكًا على بني إسرائيل منها، وسار نحوالقدس فهجرها داود واتجه إلى منحايم شمالاً بعد حتى هجر عددًا من نساءه فيها وهجر أيضًا تابوت العهد وكان من بين الذين رافقوه صادوق رئيس الكهنة. فدخل أبشالوم إلى القدس وضاجع نساء أبيه، وانشق أحيشوفيل مستشار أبيه الذي أشار لملاحقة داود نحوالشمال، وتحركت الأحقاد القديمة بين داود وسبط بنيامين الذين منهم الملك شاول، غير حتى جند داود عند التحامهم بجند أبشالوم انهزموا وقتل منهم عشرون ألفًا، وهرب أبشالوم على ظهر بغلة: "فدخل البغل تحت أغصان بطمة عظيمة ملتفة، عملق رأسه بالبطمة وعلق بين السماءوالأرض، والبغل الذي تحته مرّ." وقبل حتى يفارق الحياة غرس قائد الجيش يوآب ثلاث سهامًا في قلب أبشالوم فمات ودفن في ذاك الموضع، رغم حتى داود أراده حيًا لكي يصفح عنه، وعندما فهم داود بموت ابنه أخذ يصيح: "يا ابني أبشالوم، يا بني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم يا ابني". وفي أعقاب موت أبشالوم صادق أسباط إسرائيل على عودة داود ملكًا في القدس، ووافق على ذلك أبيثار وصادوق رئيسي الكهنة، ويذكر الفصل العشرون حتى سبط يهوذا حاول التمرد إلا حتى يوآب استطاع تلافي ذلك، ويذكر أيضًا حتى الملك لم يضاجع مع نساءه اللواتي اضطجع معهم ابنة أبشالوم، إلا أنه ظل يعيلهنّ.

خواتم السفر

الفصول الثلاثة الأخيرة تبدومنفصلة ولا علاقة لها بمجمل رواية السفر، الفصل الحادي والعشرين يتحدث عن المجاعة التي ضربت البلاد ودامت ثلاث سنين، وذلك لأجل "بيت الدماء، لأنه اغتال الجبعونيين" ونقل عظام شاول وابنه يوناثان من يابيش جلعاد إلى أرض بنيامين، وتكرار الحروب والغارات بين الفلسطيين وداود في جت. أما الفصل الثاني والعشرين فهوصلاة منسوبة لداود يفتخر بها بالرّب، وكذلك حال الفصل الثالث والعشرين التي دونت فيه "أسماء الأبطال الذين لدواد"، وهم قادة جيشه منذ بداية حربه مع شاول، وأما الفصل الرابع والعشرين يعود للسرد التاريخي فيذكر إحصاء نفوس بني إسرائيل بأمر من داود، وقد بلغت نتيجة الإحصاء 800 ألف رجل من رجال إسرائيل و500 ألف رجل من رجال سبط يهوذا وحده. تكون خاتمة السفر، مصالحة داود مع الله عن طريق النبي جاد، وإصعاده قرابين وذبائح عربونًا لذلك.

انظر أيضاً

• قضاة الكتاب المقدس
• Midrash Shmuel (aggadah)
• الكتاب المقدس واليهودية
• History of ancient Israel and Judah
• مملكة يهودا
• مملكة إسرائيل (السامرا)

المصادر

المراجع

ترجمات لسفر صموئيل

• Samuel 1 and 2 at Bible Gateway

تفسيرات لسفر صموئيل

• Shmuel I - Samuel I (Judaica Press) translation [with Rashi's commentary] at Chabad.org
• Shmuel II - Samuel II (Judaica Press) translation [with Rashi's commentary] at Chabad.org
• Auld, Graeme (2003). "1 & 2 Samuel". In James D. G. Dunn and John William Rogerson (ed.). . Eerdmans. ISBN .
• Bergen, David T. (1996). . B&H Publishing Group. ISBN .
• Gordon, Robert (1986). . Paternoster Press. ISBN .
• Hertzberg, Hans Wilhelm (1964, trans. from German 2nd edition 1960). . Westminster John Knox Press. ISBN . Check date values in: |date= (help)
• Tsumura, David Toshio (2007). . Eerdmans. ISBN .

عامة

• Breytenbach, Andries (2000). "Who Is Behind The Samuel Narrative?". In Johannes Cornelis de Moor and H.F. Van Rooy (ed.). . Brill. ISBN .
• Coogan, Michael D. (2009) A Brief Introduction to the Old Testament: the Hebrew Bible in its Context Oxford University Press
• Dick, Michael B (2004). "The History of "David's Rise to Power" and the Neo-Babylonian Succession Apologies". In Bernard Frank Batto and Kathryn L. Roberts (ed.). . Eisenbrauns. ISBN .

• Eynikel, Erik (2000). "The Relation Between the Eli Narrative and the Ark Narratives". In Johannes Cornelis de Moor and H.F. Van Rooy (ed.). . Brill. ISBN .

• Halpern, Baruch (2001). . Eerdmans. ISBN .

• Jones, Gwilym H (2001). "1 and 2 Samuel". In John Barton and John Muddiman (ed.). . Oxford University Press. ISBN .

• Klein, R.W. (2003). "Samuel, books of". In Bromiley, Geoffrey W (ed.). . Eerdmans. ISBN .

• Knight, Douglas A (1995). "Deuteronomy and the Deuteronomists". In James Luther Mays, David L. Petersen and Kent Harold Richards (ed.). . T&T Clark. ISBN .

• Knight, Douglas A (1991). "Sources". In Watson E. Mills, Roger Aubrey Bullard (ed.). . Mercer University Press. ISBN .

• Schleffer, Eben (2000). "Saving Saul from the Deuteronomist". In Johannes Cornelis de Moor and H.F. Van Rooy (ed.). . Brill. ISBN .

• Soggin, Alberto (1987). . Westminster John Knox Press. ISBN .

• Spieckerman, Hermann (2001). "The Deuteronomistic History". In Leo G. Perdue (ed.). . Blackwell. ISBN .

• Van Seters, John (1997). . Eisenbrauns. ISBN .

• Walton, John H (2009). "The Deuteronomistic History". In Andrew E. Hill, John H. Walton (ed.). . Zondervan. ISBN .

وصلات خارجية

مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Books of Samuel.

Masoretic Text

• - Samuel A (Hebrew - English at Mechon-Mamre.org)
• - Samuel B (Hebrew - English at Mechon-Mamre.org)

ترجمات يهودية

• 1 Samuel at Mechon-Mamre (Jewish Publication Society translation)
• 2 Samuel at Mechon-Mamre (Jewish Publication Society translation)

منطقات متعلقة

• Introduction to the book of 1 Samuel from the NIV Study Bible
• Introduction to the book of 2 Samuel from the NIV Study Bible
• 1 Samuel at BibleStudyTools.com
• 2 Samuel at BibleStudyTools.com