قسطل، نصر النوبة
قسطل، هي احدى قرى منطقة النوبة، داخل التقسيم المصري.
التسمية
تعني حدثة قسطل الغبار الساطع الناتج عن حرب، أوأنبوب يجري فيه الماء.
المسقط
وتقع شرق بحيرة ناصر خلف السد العالي وتعد هي وأدندان بوابة مصر من ناحية الجنوب، وتتكونان من عدة نجوع قائمة على الزراعة، ورغم تهجير أهالي النوبة الذي وقع مع بناء السد العالي إلا أنهما لم تتخليا عن هذا النشاط، خاصة حتى مساحة الأراضى الزراعية فيهما تتخطى 850 فداناً، جميعها بات يفصلها عن البوار أيام معدودات، لما تعانيه من شح حاد في الماء، دفع من عاد للقريتين طامحاً إلى حياة أفضل إلى الردة لقرى التهجير، حيث الحياة المصطنعة، وفق ما يصفون.
التاريخ
تعتبر منطقة قسطل التي تقع إلى الشمال قليلاً من وادي حلفا من المناطق الأثرية المهمة التي شهدت قيام الحضارات المبكرة في وادي النيل. عملى الضفة الشرقية للنيل في المنطقة توجد رسوم صخرية تصور الأبقار والزرافات والفيلة وأفراس النهر التي انقرضت من المنطقة بالاضافة إلى صور الصيادين، كما عثر في بعض المقابر على تماثيل من الطين المحروق لفتيات، ويرجع جميع ذلك إلى ما قبل بداية عصر الأسر المصرية.(محمد ابراهيم بكر، تاريخ السودان القديم ص 30)
وقد اشتهرت مملكة كوش الأولى وعاصمتها كرمة كأول مملكة في تاريخ السودان القديم نحوعام 2500 قبل الميلاد. غير حتى مملكة تاستي (مملكة أرض الأقواس) نشأت قبل مملكة كوش الأولى وكانت عاصمتها قُسْطُل. ويرجع التعهد على مملكة تاستي إلى عالمي الأثار كيث سيلي وبروس وليامز. (انظر سامية بشير دفع الله، تاريخ الحضارات السودانية القديمة ص 105) قام كيث سيلي بتنقيب سريع في مسقط قسطل عام 1962 في حملة انقاذ آثار النوبة قبل حتى تغمرها مياه السد العالى. ونشر تقريره عام 1974 والذي ذكر فيه حتى مقابر قسطل التي رمز إليها بالحرف "ل" لأمراء أوملوك سودانيين عاشوا قبل عصر بداية الأسرات المصرية في القرن الثاني والثلاثين قبل الميلاد. توفى كيث سيلي قبل حتى ينشر نهاية تقاريره عن حفرياته في قسطل، فقام بروس وليامز بدراسة مخلفات الجبانة ل ونشر تقريره عام 1980الذي وصف فيه مقابر الجبانة ومحتوياتها. ذكر حتى معظم المقابر تتكون من غرف تتراوح مساحاتها بين 34 و4 متر مربع. وقد اتضح حتى المقابر فتحت من قبل وتعرضت محتوياتها للنهب، لكن تبقت الكثير من الأدوات الفخارية والحجرية.
ومن بين ما تم العثور عليه نحو1000 جرة ملونة بعضها مكتمل وبعضها مهشم، و100 إناء حجري، وبعض الحلي والمجوهرات التي لم يلاحظها اللصوص. كما عثر على كميات كبيرة من أدوات مصنوعة من الصدف تشبه أدوات حضارة الشاهيناب شمال مدينة أمدرمان. كما عثرأيضاً على مباخر حجرية بعضها مصنوع من الحجر الرملي وبعضها مصنوع من الصلصال. وتوجد على الأسطح الخارجية لتلك المباخر نقوش اتضح أنها رمـوز ملكيـة.
بناءً على حجم تلك القبور وثراء وطبيعة محتوياتها من جانب، وما نقش على أسطح المباخر من رموز ملكية طرح بروس وليامز نظريته التى تقول بقيام مملكة في منطقة قسطل يرجع تاريخها إلى ما قبل بدايةعصر الأسرات في مصر. وقدر بروس حتى عدد الملوك الذين حلموا في قسطل بناءً على ماتم التوصل إليه من آثار بلغ 12 ملكاًعلى مر ثمانية أجيال. وقد وجدت بين نقوش هذه المملكة بعض رموز الملكية الفرعونية قبل ظهورها في مصر. واقترح بروس وليامز حتى يطلق عليها "مملكة تاستي"
وعن اسم تاستي ذكر عبد العزيز صالح (الشرق الأدنى القديم: مصر والعراق، ص 71) حتى ملوك نخن (شمال ادفو) اتخذوا قبل بداية عصر الأسر "نباتاً أبيض يسمى "سوت" رمزاً لهم، قد يحدث من البوص أوالأسل أوالخيزران من الممكن بالرمز إلى صلابتهم مثله، وانتسبوا إليه فأصبحوا يلقبون بين قومهم بلقب سوتي" ويبدوحتى اللقب سوتي هذا هومصدر الاسم تاستي. ولوقبلنا ذلكقد يكون اسم تاستي راجعاً إلى ما قبل بداية عصرالأسر المصرية والتاريخ الفرعوني.
ويرى بعض الباحثين مثل عالمي الآثار المصريين سليم حسن (تاريخ السودان المقارن إلى عهد بعانخي ص 79 - 80) ومحمد ابراهيم بكر (تاريخ السودان القديم ص 37) حتى تاستي كانت تطلق في الأصل على آخر مقاطعة من مقاطعات جنوب مصر وليس على المناطق الواقعة جنوبيها. ويضيف سليم حسن: "لا نفهم ما إذا كان اقليم واوات [بين أسوان وحلفا] هوجزء من بلاد تاستي أوأنه يقع في الأصل جنوبها." لكنه يستدرك فيقول: "كان سكان وادي النيل النوبي [يقصد بين أسوان وحلفا] يعهدون باسم ستيومنذ عصر ما قبل الأسرات.
وينقل عالم الآثار المصري زاهي حواس في موضوعه عن "حدود مصر الجنوبية منذ عصور ما قبل الأسرات حتى نهاية عصر الانتنطق الثاني" المنشور في كتاب (الحدود المصرية السودانية عبر التاريخ، إعداد عبد العظيم رمضان ص 57) رأي بروس وليامز الذي يقول إذا "الملوك الذين وحدوا مصر وخلفاؤهم والذين بدأ بهم التاريخ الفرعوني وعصر الأسر المصرية هم ورثة الحكام الذين دفنوا في مقابر قُسطل" ويرى بروس وليام - كما نقل حواس - "أن الحضارة المصرية لها جذور نوبية" وقد عثر هذا الموضوع قبولاً ومناقشة من فهماء المصريات. ويمكن رؤية ذلك في كتاب سامية بشير دفع الله (تاريخ الحضارات السودانية القديمة منذ أقدم العصور وحتى قيام مملكة نبتة ص 105 - 110، ومسقط: (http://www.ukessays.com/…/reassessment-of-the-qustul-incens…)
ورغم الأصل الواحد لسكان وحضارة السودان وصعيد مصر في عصور ما قبل التاريخ، إلا حتى سكان مصر شمال منطقة الأقصر الحالية ارتبطوا حضاريا وسكانيا شمالاً بحوض البحر المتوسط منذ بداية عصر الأسر. وفي نفس الوقت أدى تغير المناخ في الصحراء الغربية للنيل إلى توافد المهاجرين نحومناطق النيل الوسطى فبدأ انفصال سكان هذه المناطق حضاريا وسكانيا عن مناطق شمال الأقصر.
وتشير دراسات الهياكل البشرية القديمة كما نقل آدمز (النوبة رواق افريقيا ص 106 - 109) عن أحمد بطراوي في تقريره عن البقايا الآدمية (Reports on Human Remain, Cairo 1935) حتى سلالة السكان في منطقة مابين جنوبي الأقصر وحلفا في العصور التاريخية لا تنتمي إلى السلالة المصرية بل تنتمي إلى سلالة سكان السودان الحاليين. وفي نفس الوقت وضحت نتائج دراسات لهياكل عظمية بشرية في أوقات متفرقة منذ عام 3000 قبل الميلاد كما نقلت سامية بشير دفع الله من مصادرها (المرجع السابق ص 196) حتى سكان شمال السودان الحالييين لم يطرأ عليهم تغير ذوبال منذ ذلك التاريخ وحتى العصر الحاضر. مما يؤكد انتماء الأصول السلالية والحضارية لسكان مناطق جنوب أسوان بسكان السودان الحاليين.
السكان
من تبقوا في هاتين القريتين بنجوعهما لم يتجاوزوا من الآلاف ما يعادل أصابع اليد الواحدة، بعد حتى هجرهما قاطنوهما عنوة إلى قرى التهجير بأسوان، في الفترة ما بين 1963 و1964 يعيشون حياة أقرب لتلك التى كان يعيشها الإنسان الأول في العصور الحجرية، فلا مياه نظيفة ولا مخبز، ولا كهرباء ولا تعليم ولا توعية دينية، ولا صحة، بل لا رابط بينهم وبين الحياة سوى عبّارة تابعة لهيئة تنمية بحيرة ناصر، وهى غالباً ما تتوقف إما لعيوب فنية أولنقص في السولار.
انظر أيضاً
- تهجير أهالي النوبة
المصادر
- ^ "«أبوسمبل».. مدينة حوّلها علاء مبارك إلى نادٍ لـ«صيد التماسيح»". جريدة المصري اليوم. 2011-03-11. Retrieved 2012-03-12.