معركة أليس

عودة للموسوعة

معركة أليس

معركة أليس
جزء من الفتح الإسلامي لفارس

صورة توضح اللقاءة بين الجيشين الإسلامي (بالأحمر) والساساني (بالأزرق)
التاريخ 12 هـ/ 633 م
المسقط
العراق قرب نهر الفرات
النتيجة نصر حاسم للمسلمين
الخصوم
دولة الخلافة الراشدة الامبراطورية الفارسية الساسانية
والعرب المسيحيين
القادة والزعماء
خالد بن الوليد جابان
جابر بن بجير
عبد الأسود
القوات
15,000 70,000
الخسائر
حوالي 2000 معظم الجيش

معركة أُليّس أومعركة نهر الدم هي معركة دارت في ربيع الأول من سنة 12 هـ في العراق بين جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وجيش الفرس الساسانيين بقيادة جابان، وانتهت بهزيمة ساحقة للفرس.

أسباب المعركة

كان لصدى فوز المسلمين في معركة الولجة على الفرس ومن عاونهم من نصارى العرب في العراق أثر بالغ في نفوس نصارى العراق في الولجة؛ خاصة أنه كان بين قتلى الولجة ابني زعيمين كبيرين منهما، وهذان الزعيمان هما 'جابر بن بجير' و'عبد الأسود العجلي'، وعندما قررا الانتقام لما جرى لهم بالولجة فاجتمعت نصارى عجل وتيم اللات وضبيعة وعرب الضاحية من أهل الحيرة، واستغاثوا بكسرى، وطلبوا منه الإمدادات؛ فانتعشت آمال كسرى، وفرح بكتاب النصارى من 'أليس' وخط لقائده الكبير 'بهمن جاذويه' ـ وكان لا يزال في المنطقة بعد هزيمة الولجة وغلطته العسكرية التي أبعدته وجيشه عن ميدان القتال ـ فأمره كسرى حتى ينضم للنصارى في 'أليس' -وهي إحدى قرى الأنبار على الفرات- للصدام مع جيش المسلمين. ويتوجه 'بهمن جاذويه' إلى 'أليس'، وفي الطريق يعود بهمن للمدائن لأمر هام، ويهجر قيادة الجيوش للقائد 'جابان' الذي كان عاملاً محنكًا، ولكن شخصيته ضعيفة.


البداية

كانت الإمدادات الفارسية أقرب إلى منطقة أليس من جيوش المسلمين، واصطف أمام جنود التحالف المجوسي الصليبي، وصادف وصول خالد وجيشه حتى الجيوش الفارسية والصليبية قد أعدا طعام الغذاء وجلسوا للطعام، وعندها أمرهم القائد العام 'جابان' بأن يهجروا الطعام ويستعدوا للصدام مع المسلمين، ولكن الغرور والكبر داخلهم؛ لأن تعدادهم كان يفوق المائة والخمسين ألفًا! وخالفوا أمر قائدهم الأعلى، ثم خالفوه مرة أخرى عندما أمرهم بأن يضعوا السم في الطعام؛ فإذا ما انتصر المسلمون وأكلوا من هذا الطعام ماتوا! ولكنهم اغتروا وتكبروا وظنوا أنهم لا يُغلبوا.

المعركة

عندما رأى خالد وجنوده هذا الغرور والكبر من جنود التحالف، وقف وأمر بحط الأثنطق، ثم توجه إليهم وقد وكل من يحمي ظهره من المسلمين، ثم ندر أمام الصف فنادى: أين إبن أبجر ،يا ترى؟ أين عبد الأسود،يا ترى؟ أين مالك بن قيس،يا ترى؟ فلم يردوا عليه إلا مالكا برز له فقتله خالد. فصد الأعاجم عن طعامهم. فنادى الجيش بالهجوم، وبدأ القتال الذي صار ينتقل من حال إلى أشد منه قوة وكذلك صبر الفرس، طمعًا في وصول القائد بهمن جاذويه بالإمدادات من المدائن، ولقي المسلمون مقاومة عنيفة منهم، وعندها نذر خالد لله فنطق: 'اللهم إذا لك عليَّ إذا منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا قدرنا عليه حتى أ جري نهرهم بدمائهم!' وازدادت قوة المسلمين في القتال، خاصة مسلمي بكر بن وائل؛ حيث كانوا أشد الناس على نصارى قبيلتهم، ولم يطل الأمر حتى انتصر المسلمون، فأمر خالد بإمساك الأسرى، وأخذهم عند نهر أليس، وسد عنه الماء، ومكث لمدة يوم وليلة يضرب أعناقهم حتى يجري النهر بدمائهم كما نذر لله، وعندما لم يجر النهر بدمائهم نطق القعقاع بن عمرولخالد: 'لوأنك قتلت أهل الأرض جميعًا لم تجر دماؤهم! فأوفد الماء على الدماء فيجري النهر بدمائهم' فعمل خالد ذلك، فسمي النهر يومها بـ 'نهر الدم'، وقتل يومها أكثر من سبعة آلاف من جنود الفرس.

رأي أبوبكر الصديق

الخبر يصل للخليفة أبوبكر، فيقول حدثته الشهيرة: 'يا معشر قريش! عدا أسدكم [يعني خالدًا] على الأسد [يعني كسرى والفرس] فغلبه على خراذيله [أي على فريسته]؛ أعجزت النساء حتى ينشئن مثل خالد!'


الانتقادات

تعرض خالد بن الوليد للانتقاد من قبل بعض المؤرخين يوم نهر الدم، حيث رأوا حتى في فعاله بعد المعركة من قتله للأسرى ليجري النهر دمًا وحشية لا تليق بقائد فاتح، بينما رأى آخرون أنها كانت في نطاق استخدامه لأساليب الحرب النفسية، وأنها أثرت أيما أثر في نفوس الفُرس ومن والاهم من العرب.

كما انتقد البعض رواية سيرة المعركة التي نقلها ابن الأثير الجزري في الكامل في التاريخ وابن خلدون في تاريخه عن الطبري، نظرًا لوجود سيف بن عمر الضبي السعدي في رواتها، وهومتروك الحديث عند بعض مصنفي فهم الرجال مثل ابن حبان والنيسابوري وابن عدي و ابن معين  ابن أبي حاتم وغير متروك الحديث عند المضىي وابن حجر. إذا نظرنا مثلاً إلى جيشٍ كجيش خالد بن الوليد رضى الله عنه في معركة أُليس، كان قوام الجيش الإسلامي ثمانية عشر ألفًا من المسلمين، والجيش اللقاء له مائة ألف, أسر منهم خالد بن الوليد سبعين ألفًا، فمن يحمي هؤلاء السبعين ألفًا، إذا الجيش الإسلامي بكامله لا يستطيعون حمايتهم، أوالسيطرة عليهم، بل إنهم يمثلون خطورة بالغة على المسلمين، ولا يتحقق استكمال الفتح إلا بقتلهم. == ومع هذا العدد الذي وصل إليه الجيش الإسلامي في قواته إلا أنه وكما نرى لدى الفرس من الأعداد ما لا يُحصى.

فقد قُتل من الفرس في معركة (الفراد) مائة ألف.

وأعداد لا تنتهي من الفرس حدثا قُتل منهم جيش اتى جيش آخر، فقد كانت قوة فارس هي والروم أكبر القوى على الأرض، وكانت حدود فارس من غرب العراق، حتى شرق الصين، وهي مساحة شاسعة جدًّا فلديهم أعداد كبيرة جدًّا من البشر، وكما نرى من الصعب جدًّا الاحتفاظ بالأسرى؛ لأنهم يشكلون خطرًا كبيرًا على الجيش المسلم، ومن ثَمّ أمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بقتلهم حتى يفتّ هذا القتل في عضد فارس، ويوفّر على المسلمين الطاقة التي ستُبذل في حمايتهم.

ومن هنا يجوز لولي الأمر حتى يقتل أسرى المحاربين، إذا رأى مصلحة المسلمين في ذلك، ولاقد يكون قتلهم تشفيًا، أوحبًّا في القتل، وإنما هواغتال للمصلحة العامة للمسلمين.

المصادر

  1. ^ هيكل، الصديق أبي بكر، ص 213-214

المراجع

  • الطبري، أبي جعفر، محمد بن جرير، (تاريخ الأُمَم وَالمُلُوك) ، المجلد الثاني، مؤسسة عزالدين، بیروت، لبنان، عام 1985 للميلاد.
  • الحموی، یاقوت، أبوعبدالله، (مُعجَم اَلبُلدان) ، دار الکتب الفهمیة، بیروت، لبنان، المجلد الأول سام 1990 للميلاد.
  • النجار، عبد الوهاب، (الخلفاء الراشدون) ، المکتب الإسلامی، بیروت، عام 2002 للميلاد.
  • محمد، رضا، (تاريخ الخلفاء) ، دار الکتب الفهمیة، بیروت، لبنان، المجلد الأول، عام 1977 للميلاد.
  • شاکر، محمود، (التّاریخ الإسْلامَی) ، المکتب الإسلامی، بیروت، سنة 1985 للميلاد.
  • محمد، رضا، (أبوبكر الصديق) (أول الخلفاء الراشدين)، المکتب الإسلامی، بیروت، سنة 1985 للميلاد.
  • الكامل في التاريخ.
  • دكتر: رازی، عبد الله، (تاریخ کامل ایران) من تأسيس سلسلة ملوك ماد، إلى سلسلة ملوك القاجارية’، طبع عام 1363 الشمسية (فارسي).

وصلات خارجية

  • Lahore, 1969
تاريخ النشر: 2020-06-04 18:47:11
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, معارك خالد بن الوليد, معارك الامبراطورية الساسانية, معارك الخلافة الراشدة, نزاعات 633, الفتح الإسلامي لفارس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

اطلاق حملة وطنية لحماية الأطفال من العنف السيبراني

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:15:31
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

تحميل تطبيق المنصة العربية