الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمي أبوالحارث (94 ـ 175 هـ) ، هوالليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمي ، أبوالحارِث.

أصله من خراسان ، ومولده في قلقشندة من أعمال محافظة القليوبية بدلتا مصر سنة 94 هـ. كان مولى لآل مسافر بن خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي من قبيلة فهم القيسية المضرية فانتسب لهم، وكان أبوه من موالي قبيلة قريش قبل حتى يصير مولى لقبيلة فهم. وقد أراده المنصور حتى ينوب له علي الإقليم ، فاستعفي من ذلك. كان من الكرماء الأجواد. توفي بالقاهرة.

طلبه للفهم

تلقى الليث الفهم عن كبار شيوخه في مصر، مثل يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وغيرهما من المصريين، ومن غير المصريين أمثال نافع المدني، وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب الزهري وسعيد المقبري وابن أبي مليكة وأبوالزبير المكي وعقيل ويحيى بن سعيد وغيرهم.

روي عن ابن بكير، حدثني الليث: سمعت بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة من الزهري وأنا ابن عشرين سنة، نطق يحيى بن بكير أبلغني من سمع الليث يقول خطت من فهم ابن شهاب فهما كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت حتى لاقد يكون ذلك لله فهجرته.

ممضى الليث ومكانته الفهمية

نطق الحافظ أبونعيم: «كان الليث فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث حتى متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلي رأيه ومشورته، وقد أراده المنصور حتى ينوب عنه على الإقليم فاستعفى من ذلك». نطق الإمام الشافعي: «الليث أفقه من مالك، إلا حتى أصحابه لم يقوموا به».

ولليث أحاديث كثيرة في خط الصحاح، ومن الأحاديث التي رويت عن الليث ما رواه الترمذي نطق حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك حتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [نطققد يكون بين يدي الساعة فتن كبتر الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينه بعرض من الدنيا]

نطق أبوصالح: «كان الليث يقرأ بالعراق من فوق على أصحاب الحديث والكتاب بيدي فإذا فرغ رميت به إليهم فنسخوه».

روى عبد الملك بن شعيب عن أبيه نطق: قيل لليث: «أمتع الله بك إنا نسمع منك الحديث ليس في خطك»، فنطق: «أوجميع ما في صدري في خطي لوخطت ما في صدري ما وسعه هذا المركب».

نطق ابن سعد: «كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه». ونطق ابن وهب: «لولا مالك والليث لضل الناس». ونطق الحافظ أبونعيم: «حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، ثنا أحمد بن إسماعيل الصدفي، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا حرملة بن يحيى، نطق: «سمعت الشافعي يقول: «الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس»»».

راوية الحديث

إذا كان أصحابه لم يقوموا بفقهه فاندثر ممضىه، فقد قاموا بحديثه، وحدثوا عنه في الآفاق، فروايته منتشرة في خط السنة المتنوعة، وهوثبت ثقة بإجماع أهل الحديث.

ونطق عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أصح الناس حديثا عن سعيد المقبري الليث بن سعد يفصل ما روي عن أبي هريرة وما روي عن أبيه عن أبي هريرة هوثبت في حديثه جدا

حدث الليث عن مشايخه المذكوربن أعلاه، ومنهم التابعون كيزيد ونافع وعطاء وابن شهاب، وحدث عنه الكثير كيحيى بن بكير وسعيد بن عفير وعبد الله بن وهب وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن مسلمة وعبد الله بن يوسف وقتيبة وعمروبن خالد وغيرهم وحدث عن هؤلاء أصحاب الصحاح والسنن.

فضائله ومناقبه

1. نطق ابن بكير: كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحوويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة.
2. روي عن شرحبيل بن جميل نطق أدركت الناس أيام هشام الخليفة وكان الليث بن سعد وقع السن وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وإنهم يعهدون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه عن حداثة سنة ثم نطق ابن بكير لم أر مثل الليث، وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه نطق ما رأيت أحدا أكمل من الليث.
3. نطق عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك، وروي عن حرملة يقول كان الليث بن سعد يصل مالكا بمائة دينار في السنة فخط مالك إليه علي دين فبعث إليه بخمس مائة دينار فسمعت ابن وهب يقول خط مالك إلى الليث إني أريد حتى أدخل بنتي على زوجها فأحب حتى تبعث لي بشيء من عصفر فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا فباع منه بخمس مائة دينار وبقي عنده فضله، نطق أبوداود نطق قتيبة كان الليث يستغل عشرين ألف دينار في جميع سنة ونطق ما وجبت علي زكاة قط ومنح الليث ابن لهيعة ألف دينار ومنح مالكا ألف دينار ومنح منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تساوى ثلاث مائة دينار.
4. نطق صالح بن أحمد الهمذاني: قدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار واحترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار ووصل مالكا بألف دينار وكساني قميص سندس فهوعندي.
5. وروي عن محمد بن رمح يقول كان ولج الليث بن سعد في جميع سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط،
6. وروي عن أشهب بن عبد العزيز يقول كان الليث له جميع يوم أربعة مجالس يجلس فيها أما أولها فيجلس للسلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمرا أومن السلطان خط إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده كبرت حاجته أوصغرت وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق اللوز في السكر
7. وروي عن يعقوب ابن داود وزير المهدي نطق:نطق أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أفهم بما حمل منه.
8. وكان الليث بن سعد يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط، ويعلق الحافظ أبونعيم على قوله فيقول: كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد فظهرت البدعة وامتحن أئمة الأثر وحمل أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم فاحتاج الفهماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة ثم كثر ذلك واحتج عليهم الفهماء أيضا بالمعقول فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبة نسأل الله العافية.

سخاؤه وكرمه

نطق عنه قتيبة: كان الليث يركب في جميع الصلوات الى الجامع ويتصدق جميع يوم على ثلاثمائة مسكين.

وعن عبد الله بن صالح نطق :صحبت الليث عشرين سنة لايتغدى ولا يتعشى الا مع الناس.

ونطق قتيبة: اتىت امرأة الى الليث فنطقت : يا ابا الحارث ان ابنا لي عليل واشتهى عسل فنطق يا غلام اعطها مرطا من عسل وهوعشرون ومائة رطل

روي عن حرملة: كان الليث يصل مالكاً بمائة دينار في السنة، فخط إليه مالك عليّ دين، فبعث إليه بخمسمائة دينار، وعن ابن وهب: خط إليه مالك: إني أريد ان أدخل ابنتي على زوجها بشئ من عصفر، فبعث إليه بثلاثين حمل عصفرا، ومنح الليث ابن لهيعة ألف دينار، ومنصور بن عمار ألف دينار وجارية بثلاثمئة.

روي حتى امرأة اتىت إليه ونطقت: إذا ابني عليل ويشتهي عسلاً، فأمر غلامه حتى يعطيها مرط عسل والمرط مائة وعشرون رطل. وروي عن محمد بن رمح: كان ولج الليث في جميع سنة ثمانين ألف دينار.

عرض ولاية مصر على الليث

نطق الليث نطق لي ابوجعفر :تلي لي مصر ،يا ترى؟ قلت لا يا أمير المؤمنين اني اضعف عن ذلك اني رجل من الموالي فنطق مابك ضعف ولكن ضعفت نيتك في العمل عن ذلك لي، نطق اما اذا ابيت فدلني على رجل اقلده مصر قلت عثمان بن الحكم الجذامي رجل له صلاح وله عشيرة نطق فبلغ عثمان ذلك، فعاهد الله لا يحدث الليث

نطق عنه المضىي: كان الليث فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده في الاقليم.

وفاته

نطق يحيى بن بكير وسعيد بن أبي مريم: توفي الليث للنصف من شعبان سنة 175 هـ يوم جمعة وصلى عليه موسى بن عيسى. ونطق خالد الصدفي: شهدت جنازة الليث فما شهدت جنازة أعظم منها.

المراجع

المصادر

• ثبت الإعلام

نطقب:مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية