بشامة بن حزن النهشلي

عودة للموسوعة

بشامة بن حزن النهشلي

بشامة بن حزن النهشلي، نهشل بن دارم

أولاً - قصيدة بشامة بن حزن النهشلي كما وردت في شرحي التبريزي والمرزوقي لديوان (الحماسة) الذي جمعه أبوتمام لشعر شعراء عرب قدماء، وفي (خزانة الأدب ...) لعبد القادر البغدادي، وأضفت البيتين الأخيرين اللذين وردا في رواية أبي العباس المبرد في (الكامل في اللغة والأدب)، وحرّكت بعض مفرادت الأبيات (1):

1 - إنّا محيّوكِ يا سلمى فحيّينا وإنْ سقيتِ كرامَ الناسِ فاسقينا

2 - وإنْ دعوتِ إلى جلى ومكرمةٍ يوماً سراةَ كرامِ الناسِ فادعينا

3 - إنّا بني نهشــلٍ لا ندّعــي لأبٍ عنــهُ ولا هوبالأبنـاءِ يشرينا

4 - إنْ تبتدرْ غايةٌ يومــاً لمكرمــةٍ تلـقَ السـوابق منّا والمصلينا

5 - وليـس يهـلك منّـا سـيدٌ أبـــــداً إلا افتلينـــــا غلامـاً سـيداً فينا

6 - نكفيه إنْ نحنُ متنــا حتى يسبَّ بنا وَهْــوَ إذا ذكــرَ الآباءَ يكفينا

7 - إنّا لنرخص يومَ الروعِ أنفسنا ولونســامُ بها فـي الأمـن أغلينـا

8 - بيضٌ مفارقنا تغلي مراجلنــــــا نأسـوبأمــوالنا آثـــــار أيدينــا

9 - إنّا لمنْ معشرٍ أفنى أوائلهــــمْ قـــــول الكماةِ ألا أين المحامونا

10 - لوكان في الألفِ منّا واحدٌ فدعوا ن فارسٌ خالهم إياه يعنونـا

11 - إذا الكماةُ تنحّوا أنْ يصيبهــــمُ حدُّ الظبـــاتِ وصلناها بأيدينا

12 - ولا تراهمْ وإنْ جلّتْ مصيبتهمْ معَ البكاةِ على مَنْ ماتَ يبكونا

13 - ونركبُ الكرهَ أحياناً فيفرجـــــــهُ عنـّـا الحـــــفاظُ وأسيافٌ تواتينا

14 - فرضٌ على مكثرينا نيـــل بذلهم والجود والبذل فـــي طبع المقلينا

15 - إنّي ومــن كأبي يحيى وعترتــــه لا فخــر إلا لنــا أم مــن يوازينـــا ثانياً - وزن القصيدة الإيقاعي:

ذكر المعري - والحق معه - أكثر القدماء - ويخص الجاهليين - من النظم على البحور الطويلة (الطويل والبسيط والكامل)، ومضى النقاد مذاهب شتى في تعليل الأمر، فيذكر الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر (ص 175) على حتى نبضات القلب تزيد كثيرا مع الانفعالات النفسية، تلك التي يتعرض لها الشاعر في أثناء نظمه، فحالة الشاعر النفسية في الفرح غيرها في الحزن واليأس ونبضات قلبه حين يتملكه السرور سريعة يكثر عددها في الدقيقة، ولكنها بطيئة حين يستولي عليه الهم والجزع ولا بد حتى تتغير نغمة الإنشاد تبعا للحالة النفسية فهي عند الفرح والسرور سريعة متلهفة مرتفعة،وهي في اليأس والحزن بطيئة حاسمة.

المهم حالة الشاعر النفسية، وبيئته الشاقة الصحراوية بطول دروبها، وشساعة صحرائها، وربما لطول أعناق أباعرها، وصبرها، ألهمت الشاعر الصبر والتروي، فكانت البحور الطويلة - فمن يدريك ومن يدريني، وكل قرين بالمقارن يقرن...!!

شاعرنا - على ما يظهر لي - كان مسترخياً، هادئ البال، متأملاً عند نظم قصيدته، وما كانت قصيدته حماسية - وإن أدرجها أبوتمام بحماسته -، وإنما كانت تستلهم وتروي حماسة الآباء والأجداد كسردٍ قصصي، وإلا لكانت من (الوافر) كقصيدة عمروبن كلثوم التغلبي، ترغب حتى الأرض والعباد بسرعة اللهم والنهم والهم:

أبا هندٍ فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا بأنا نوردُ الرايات بيضاً ونصدرُهُن حُمرا قد روينا وأيامٍ لنا غُرٍ طـــوالٍ عصينا الملك منها حتى ندينا وسيد معشرٍ قد توجوهُ بتاج الملك يحمي المحجرينا هجرنا الخيل عاكفــةً عليه مقلـــدةً أعنتها صفونا يرى حازم القرطاجني من المتقدمين هنالك علاقة بين الغرض الشعري والوزن قائلاً:

"ولمّا كانت أغراض الشعر شتى، وكان منها ما يقصد به الجد والرصانة، وما يقصد به الهزل والرشاقة، ومنها ما يقصد به البهاء والتفخيم، وما يقصد به الصغار والتحقير وجب حتى تحاكي تلك المقاصد بما يناسبها من الأوزان."

ومضى سليمان البستاني في العصر الحديث هذا الممضى لكن آراءه ظلت تحوم في أفق الإحتمال، ولم يرق بها من التخمين إلى اليقين.

وتبنى الدكتور عبد الله المجذوب الممضى نفسه، فنطق: "اختلاف أوزان البحور نفسه معناه حتى أغراضاً مختلفة دعت إلى ذلك، وإلا فقد أغنى بحر واحد ووزن واحد."

ولم يتقبل الدكتور شكري محمد عيّاد هذا الرأي، ورمى أصحابه بانادىء فكرة لا تستند إلى مسوغات معقولة أوأدلة مقبولة. (6)"

نعم هنالك علاقة بين الغرض الشعري، والحالة النفسية، والوزن الشعري، ولحظة الإبداع، وتتولد القصيدة بشكل حرّ عقبى جميع التفاعلات الميكانيزمية في ذات اللحظة، وقد يتدخل العقل لترتيبها واختيار أشجاها وأجملها، وقد تكون في أحيان أخرى الأغراض الشعرية مختلفة، والحالات النفسية متابينة، واللحظات الزمنية متباعدة حتى اختلاف العصور، والوزن الشعري نفسه، بل القافية ذاتها، كما خطنا سابقاً عن نونيات:

1 - بشامة النهشلي: إنّا محيّوكِ يا سلمى فحيّينا وإنْ سقيتِ كرامَ الناسِ فاسقينا

2 - ابن زيدون: أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا

3 -صفي الدين الحلي:سلي الرماحَ العوالي عن معالينا واستشهدي البيضَ هل خاب الرجا فينا

4 - أحمد شوقي: يا نائح الطلحِ أشـباهٌ عـوادينا نشْجى لـواديك أم نأسى لـواديـنا القصيدة من البحر البسيط التام، ووزنه:

مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ للبحر البسيط أربع أعاريض وسبعة أضرب،وقصيدة شاعرنا من البحر البسيط التام المخبونة عروضه (فَعِلُنْ)، والمخبون ضربه (فَعِلُنْ). وتقطيع المطلع كالتالي:

إنّا محيّــــوكِ يا سلْمــــى فحيّـــــينا وَإنْ سقيْتِ كرامَ الناسِ فاسْقينا إنْنَا مُحَيْ / يُوْكِيَا / سَلْمَى فَحَيْ/ يِيِنَا وَإنْ سَقَيْــ / تِكِرَا /منْنَاسِفَسْ/قِيِنَا مُسْتَفْعِلُنْ / فَاعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ / فَعِلُنْ مُتَفْعِلُنْ / فَعِلُـنْ / مُسْتَفْعِلُنْ/ فَعِلُنْ /ه/ه//ه - /ه//ه - /ه/ه//ه / - ///ه //ه//ه - ///ه - /ه/ه//ه - ///ه - - ب - / - ب - / - - ب - / ب ب - ب - ب -/ ب ب - / - - ب - / ب ب - 2 2 ثلاثة / 2 ثلاثة /2 2 ثلاثة / (1 3)***(1 2 3) / (1 3) / 2 2 ثلاثة / (1 3) - العروض الرقمي، جميع تفعيلة محصورة بين قوسين، أعني التفعيلة قد وقع بها زحاف.

جوازات البسيط: حشوه: يجوز في حشوالبسيط

- تتحول (مُسْتَفْعِلُنْ) إلى (مُتَفْعِلُنْ)، وتتحول (فَاْعِلُنْ) إلى (فَعِلُنْ)، حيث يحذف الساكن الثاني (سـْ)،أوالثاني (اْ)، ويسمى هذا التغيير باصطلاح العروضيين (الخَبَنْ).

بـ‌- تتحول (مُسْتَفْعِلُنْ) إلى (مُسْتَعِلُنْ)،حيث يحذف الحرف الساكن الرابع (فْ)، ويسمى هذا التغيير (الطَّيّ)

ت‌- تتحول (مُسْتَفْعِلُنْ) إلى (مُتَعِلُنْ)، بحيث يحذف الحرف الساكن الثاني والساكن الرابع، ويسمى هذا التغيير (الْخَبْل).

ثالثاً - روايات عن شاعر القصيدة وبعض أبياتها ونسبه:

الشاعر هوبشامة بن حزن النهشلي على أغلب الروايات، وقد صرح هوبنفسه عن لقبه: إنّا بني نهشـــلٍ لا ندّعــي لأبٍ ***عنــهُ ولا هوبالأبنـاءِ يشرينا

وابن جني في (مبهجه....)، وضّح لنا ما معاني حدثات: بشامة وحزن ونهشل، قائلاً: " البشام شجر له عود يستاك به نطق جرير:

أتنسى حتى تودعنا سليمي بعرق بشامة سقي البشام والحزن الموضع الغليظ والحزم أغلظ منه والنهشل الذئب." (2)

ويذكر الآمدي في (مؤتلفه ومختلفه.....) أنّ اسمه: "بشامة بن حزن النهشلي، نهشل بن دارم" (3)

وأبوتمام في (حماسته) يروي شعره متجاهلاً اسمه قائلاً: نطق بعض بني قيس بن ثعلبة"، لكن شارح (حماسته) التبريزي عرّفه، فنطق:

"هُوَ بشامة بن حزن النَّهْشَلِي وَلَيْسَ لَهُ تَرْجَمَة فِي خط الْأَنْسَاب وَالظَّاهِر أَنه إسلامي" (4) واتى في شرح ديوان الحماسة لأبي على أحمد المرزوقي الأصفهاني:

" نطق بعض بني قيس بن ثعلبة، وينطق إنها لبشامة بن جزءٍ النهشلي" (5) ويذكر المبرِّد في (كامله):

ونطق رجل يكنى أبا مخزوم، من بني نهشل بن دارم...

قوله: " إنا بني نهشل " يعني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

وفي الهامش يذكر المحقق:

زيادات ر: "هوبشامة بن حزن النهشلى". والأبيات أوردها أبوتمام مسنوبة إلى بعض بني قيس بن ثعلبة، مع اختلاف في الرواية وترتيب الأبيات وعددها، وانظر الحماسة 97:1-بشرح التبريزي.

وهذان البيتان غير موجودين في (الحماسة):

فرضٌ على مكثرينا نيل بذلهم والجود والبذل في طبع المقلينا إنّي ومــن كأبي يحيى وعترته لا فخــر إلا لنا أم مــن يوازينا(6) والمرادي في كتابه (توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك) عندما يستشهد بعجز البيت المطلع من القصيدة:

إنّا محيّوكِ يا سلمى فحيّينا وإنْ سقيتِ كرامَ الناسِ فاسقينا والشاهد: في "كرام الناس"، فإن إضافة الكرام إلى الناس إضافة الصفة إلى الموصوف. يذكر أنه " عجز بيت قائله بشامة بن حزن النهشلي من قصيدة نونية، وهومن البسيط..." (7) وفي (عيون الأخبار) لابن قتيبة الدينيوري يروي، ونطق بشامة:

إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هوبالابناء يشرينا إن تبتدر غاية يوما لمكرمـة تلق السوابق منا والمصلينا وإنا لمن معشر أفنـــــى أوائلهم قيل الكماة ألا أين المحامونا لوكان في الألف منا واحد فدعوا من فارس،يا ترى؟ خالهم إياه يعنونا ونطق آخر:

إنا محيوك يا سلمى فحيينا وإن سقيت كرام الناس فاسقينا إنا لنرخص يوم الروع أنفسنا ولونسام بهم في الأمن أغلينا بيض مفارقنا تغليب مراجلنــــا نأسوا بأموالـــــنا آثار أيدينـــا(8) والأستاذ الدكتور فاروق مواسي في منطقته بمسقط (ديوان العرب) تحت عنوان: (من القائل،يا ترى؟ إنا محيّوك يا سلمى فحيّـينا)، لفت نظره هذا الالتباس قائلاً: " هناك من يرى حتى الشعر هولنَهْشَل بن حَرِّيّ- وهوشاعر مخضرم، ت. 665 م. (ابن طَباطَبا: عيار الشعر، ص 66- دار الخط الفهمية، وكذلك ابن قتيبة (الشعر والشعراء، ج 2، ص 638)، ومن الغريب حتى ابن قتيبة نفسه عاد في كتابه الآخر (عيون الأخبار، ج1، ص 287) ليقول لنا إذا بعض أبيات من القصيدة هي لبَشامة، لم يذكر لنا أيهم،يا ترى؟ ابن عمرو،يا ترى؟ ابن الغدير،يا ترى؟ ابن حَزْن،يا ترى؟ " (9)

وفي (فهرس شعراء الموسوعة)، اتىت ترجمة شاعر كالآتي:

نهشل بن حري "هـ.45 م، هـ / ? - 665 م،

نهشل بن حري بن ضمرة الدارمي.

شاعر مخضرم، استوعب الجاهلية وعاش في الإسلام وكان من خير بيوت بني دارم أسلم ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب عليا كرم الله وجهه في حروبه وكان معه في صفين فقتل فيها أخ له اسمه مالك فرثاه بمراث كثيرة وبقي إلى أيام معاوية.

نطق الجمحي: نهشل بن حري شاعر شريف مشهور، وأبوه حري، شاعر مذكور، وجده ضمرة بن ضمرة شريف فارس شاعر بعيد الذكر كبير الأمر، وأبوضمرة، ضمرة بن جابر، سيد ضخم الشرف بعيد الذكر، وأبوجابر، له ذكر وشهرة وشرف وأبوه قطن، له شرف وفعال وذكر في العرب." (10)

هل هذا الشاعر نفسه بشامة؟!! فالشاعران مخضرمان، وكلاهما شهيران، ويتنازعان القصيدة نفسها، وكانت العرب تطلق أكثر من اسم للفرد، من الممكن لظروف أمنية، والحروب مستعرة بين القبائل... على كلّ حال الرواة أيضاً كانوا ينحلون الشعر حسب الدوافع الاجتماعية والاقتصادية والقبائلية والمصالح والعلاقات، ولكن صاحبنا بشامة النهشلي، أجمع عليه الثقاة الكبار المبرد والبغدادي، وشارحا ديوان الحماسة،التبريزي والمرزوقي،فنستطيع حتى نستقر بأغلب ظننا حتى الأبيات لبشامة بن حزن النهشلي، وهوالذي توفي 45 هـ / 665 م.

وليس هذا فقط، وإنما صاحب المفضليات (المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي) المتوفي 178 هـ، ينسب أربعة أبيات من القصيدة للمرقش الأكبر ت (73 ق.هـ/552 م)، هوعمروبن سعد بن مالك من ضبيعة بن قيس. شاعر جاهلي.

ففي معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد - شرح المفضليات لابن الأنباري،القصيدة 128 - قصيدة المرقش الأكبر، يذكر الأبيات الأربعة التالية:

1 - يا ذاتَ أَجْوَارِنا قُومِي فَحَيِّينَا وإِنْ سَقَيْتِ كِرَامَ النَّاسِ فاسْقيِناَ

2 - وإِنْ دَعَوْتِ إِلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ يوماً سَرَاةَ خِيارِ الناسِ فادْعِينَا

3 - شُعْثٌ مَقادِمُنا نُهْبَـــى مَرَاجِلُنا نَأْسُـــوبأَموالِنا آثــــارَ أَيْدِينَــا

4 - الْمُطْعِمُونَ إِذَا هبَّــــتْ شَآمِيَــةً وخَيْرُ نادٍ رَآهُ النَّــــاسُ نـــادِينَا

تخريجها: هي ثابتة في نسخة (فينا)، وفي أولها: «ولم يروها المفضل ورواها ابن حبيب». والأبيات 1-3 ضمن مقطوعة رواها أبوتمام في الحماسة (شرح التبريزي 1: 79-107) ونسبها لبعض بني قيس بن ثعلبة، وجعل صدر أولها *إنا محيوك يا سلمى فحيينا* وهوخلط أبان صوابه أبومحمد الأعرابي، وذكر الأبيات الأربعة على صحتها، فيما روى عنه التبريزي. وكذلك عمل صاحب الخزانة 3: 510-511 فروى أبيات المرقش ثم ذكر رواية الحماسة، وصرح بأنها غيرها وأنها لبشامة بن حزن النهشلي. ومن عجب بعد ذلك حتى يذكر الأب لويس شيخوفي شعراء الجاهلية 286-289 أبيات بشامة وينسبها للمرقش! وانظر الشرح (886-887). (11)

وأخيراً يلخص لنا عبد القادر البغدادي في شاهده (الخامس والعشرون بعد الستمائة) من كتابه (خزانة الأدب) ما جرى على القصيدة البشامية من تعدد وجهات النظر لنسبتها أوعدد من أبياتها أوأشطرها لشعراء آخرين، إليك ما أوجزناه لفذلكة الأقوال:

" وجلى فِي قَول بشامة النَّهْشَلِي:

وَإِن دَعَوْت إِلَى جلى ومكرمة........... الْبَيْت.

فَإِنَّهُمَا مصدران كالرجعى وعملى المصدرية لَا يلْزم تَعْرِيفهَا

وَالْبَيْت وَقع فِي شعرين: أَحدهمَا للمرقش الْأَكْبَر رَوَاهُ الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ لَهُ، وَكَذَلِكَ ابْن الْأَعرَابِي فِي نوادره وَأَبُومُحَمَّد الْأَعرَابِي فِيمَا خطه على شرح الحماسة للنمري، وَهُوَ:

يَا دَار أجوارنا قومِي فحيينا وَإِن سقيت كرام النَّاس فاسقينا وَالشعر الثَّانِي لبشامة بن حزنٍ النَّهْشَلِي رَوَاهُ الْمبرد فِي الْكَامِل وَأَبُوتَمام فِي الحماسة وَهُوَ: (ويذكر أبيات القصيدة التي ثبتناها عدا البيتين الأخيرين اللذين أوردهما المبرد في (كامله).

قَالَه التبريزي.وَهَذِه الأبيات قد اخْتلف فِي قَائِلهَا وَالصَّحِيح أَنَّهَا لبشامة بن حزن النَّهْشَلِي. وَعَلِيهِ الْآمِدِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف.

نسبها الْمبرد فِي الْكَامِل لأبي مَخْزُوم النَّهْشَلِي.وَقَالَ ابْن السَّيِّد البطليوسي فِيمَا خطه على الْكَامِل: هَذِه الأبيات لبسامة بن حزن النَّهْشَلِي. وَقَالَ السكرِي: هُوَ بشامة بن حري. وَالْأول قَول أبي رياش. وَيُقَال: بشامة بن جُزْء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ لحجر بن خَالِد بن مَحْمُود الْقَيْسِي. وَزعم ابْن قُتَيْبَة أَنَّهَا لِابْنِ غلفاء التَّمِيمِي.انْتهى.أَ

أقُول: الَّذِي قَالَه ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء أَن الأبيات لنهشل بن حري.وَقَالَ النمري: هِيَ لرجل من بني قيس ثَعْلَبَة.قَالَ أَبُوأَحْمد الْأَعرَابِي: لم يفرق النمري بَين بني نهشل الَّذين هم مضربة. وَبَين بني قيس ثَعْلَبَة الَّذين هم ربيعَة فلزهما فِي قرن.وَالْبَيْت الَّذِي فبه إِنَّا بني نهشل لبشامة بن حزن النَّهْشَلِي.والأبيات الْأُخَر الْأَرْبَعَة للمرقش الْأَكْبَر وَهُوَ عَمْروبن سعد بن مَالك بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة. انْتهى." (12)

معظم الرويات لأغلب الرواة ومؤرخي الأدب وشارحي الحماسة الطائية - المبرد، البغدادي، التبريزي، المرزوقي، الآمدي، ابن جني، المرادي، ابْن السَّيِّد البطليوسي - تروي الشعر لبشامة بن حزن النهشلي، من الممكن ضمن الشاعر بيتين، وشطرين من قصائد أخرى، وهذا مألوف في الشعر العربي...وهوجاهلي إسلامي مخضرم، توفي في زمن معاوية 45 هـ /665م، هذا التاريخ ينطبق ويتماشى مع قيل عنه وعن شعره، وعندي قد تجاوز خمسة وستين عاماً عند وفاته، وقصيدة حماسته متروية متأملة، لا نلمس فيها روح الشباب الثائر كقصيدتي عمروبن كلثوم التغلبي (ألا هبي...)، وصفي الدين الحلي (سل الرماح العوالي، ولا قصيدة أبي تمام نفسه (السيف أصدق...)، هكذا تقول لي الروايات وقصيدته، والله أفهم.

رابعاً - فكرة عن قصيدته:

الشاعر العربي منذ العصر الجاهلي شغله الشاغل الفخر والمدح والهاتى،وإن فجعته الأيام بقريب يصبُّ جميع أشجانه وخوالجه وعواطفه في الرثاء، رثاء القريب ورثاء النفس، لأنه محتاج للقريب في زمنٍ قاسٍ مرير، وبيئة قاحلة جدباء تعزّ عليه لقمة العيش، وكسوة الرداء...!!! وفي كلّ ذلك تغلي دماؤه، ويهيج كبرياؤه، فيثأر لصدّ الضيم، وحمل الحيف،وفي القصاص حياةٌ يا أولي الألباب...!! فتتولد لحظات حماسة مهما كان غرضه حتى يريح ويستريح، مستلهماً أمجاد قومه، وشجاعاتهم وبطولاتهم، وفوزاتهم العسكرية، والويل الويل للأعداء، فهم لهم، وكلّ آتٍ قريب، ولا يبالي إذا شغل حماسه القصيدة جُلّها.

يقول قطري ابن الفاتىة الكناني المازني التميمي الخارجي مخاطباً نفسه بحماسة شديدة (توفي 78 وقيل 79 هـ - 697 م):

أقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعـاً مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُـراعي فَإِنَّكِ لَـوسَأَلـتِ بَقـاءَ يَـومٍ لى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً فَما نَيـ،لُ الخُلـودِ بِمُستَطـاعِ وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَــوبِ عِـزٍّ فَيُطوى عَـن أَخي الخَنعِ اليُراعُ سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُـلِّ حَــــيٍّ فَداعِيَهُ لِأَهـلِ الأَرضِ داعـي وَمَن لا يُعتَبَط يَسـأَم وَيَهـرَم وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلـــى اِنقِطـاعِ وَما لِلمَرءِ خَيـرٌ فـي حَيـــــاةٍ إِذا ما عُـــدَّ مِن سَقَـطِ المَتـاعِ ما بين قسوة الحياة وخطرها، والحذر من تكالب أيامها على العرض والشرف والمجد الرقيع، والتشبث بالمروءة والكرم والشجاعة والبطولة كقيم سامية، قد تربى عليها،، يسكب خوالجه وعوالجه، ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ... وهذا عنترة شاهدٌ لنا:

لقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم وهذا شاعرنا بشامة النهشلي - وقيل للمرقش الأكبر -:

إنّا لنرخص يومَ الروعِ أنفسنا ولونســامُ بها فـي الأمـن أغلينـا بيضٌ مفارقنا تغلي مراجلنــــــا نأسـوبأمــوالنا آثـــــار أيدينــا إنّا لمنْ معشرٍ أفنى أوائلهــــمْ ــــول الكماةِ ألا أين المحامونا الفرد العربي بجمعه وجماعته، ومجده مجد قبيلته وقومه، لم يكن الوطن قد تبلور فكره، الوطن عنده مسكنه، ومن جاوره من أفراد عشيرته، والقبلية هي الوطنية، وبقى العربي هوالعربي، يتغنى بقومه وأعرافهم، ويستنهض عزائمهم ومكارمهم، فهذا الشاعر صفي الدين الحلي اتى بعد سبعة قرون تقريباً (ت 1349 م)، ليجري على حوافر سالفه النهشلي قائلاً:

بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا خِضرٌ مَـرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً ولورأينا المَنايا في أمانينا نَغشَى الخُطــوبَ بأيدينا، فنَدفَعُها وإنْ دهتنـا دفعناها بأيدينا هذا من ذاك، عودٌ على بدء:

إنّا محيّوكِ يا سلمى فحيّينا وإنْ سقيتِ كرامَ الناسِ فاسقينا وإنْ دعوتِ إلى جلى ومكرمةٍ يوماً سراةَ كرامِ الناسِ فادعينا إنّا بني نهشـلٍ لا ندّعــي لأبٍ عنـهُ ولا هـوبالأبنـاءِ يشرينا إنْ تبتدرْ غايةٌ يومـاً لمكرمـةٍ تلـقَ السـوابق منّا والمصلينا وليـس يهـلك منّـا ســيدٌ أبــداً إلا افتلينـــا غلامـاً سـيداً فينا لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ أهدى السلامَ إليكِ والتحياتِ الصدر لدعبل الخزاعي، والعجز لمحرر هذه السطور، والإهداء لبشامة وسلماه...!!

بشامة يسلم على سلمى، ويرجومنها حتى تسقيه كما تسقي كرام الناس، وأن تجاريه مجراهم، وأصل السلام عند العرب التحيّة (حيّاك الله)، وللملوك تحيّة خاصة، وسلام ملكي، لهذا يقول الشاعر القديم:

ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية ويعني الشاعر (أبيت اللعن)، وهي تحية الملوك.

وإن أشدت بأعيان وعليّة القوم وأفاضلهم وأشرافهم في جليلة أمرٍ (جلى) ومكرمة، فأشيدي بنا، و(جلى) على وزن عملى، أي جليلة، وليس بتأنيث للأجل (الجلى)، كالأكبر والكبرى، وهنا يجب حتى تقرن الحدثة بالألف واللام، ووردت (جلى) في البيت دون ألف ولام، فهي من جليلة الأمر عظيمه كما ذكرنا.

ولا تنسي يا سلمى (إنا بني نهشلٍ)، واتى بها الشاعر على الاختصاص للتحدي بأنّهم معهدون، مشهورون، ثم للفخر والمباهاة، وإلا لنطق: (إنّا بنونهشلٍ)، وخصم الأمر بـ (نا) ضمير الجمع المتصل اسم (إنَّ)، وخبرها (بنو) بكل برود وهدوء...ويواصل شاعرنا: إنا لا نرغب عن أبينا فننتسب إلى غيره، وهولا يرغب عنا فيتبنى غيرنا ويبيعنا به، لأنه قد رضي كلٌ منا بصاحبه. وفي الوقت الحاضر نحن نقولها: أنا ابنك يافلان...أنا أبوك يا فلان...!!

وإذا ابتدر أحدهم لغاية كريمة، وهدف نبيل فنحن السبّاقون كخيل السباق (السوابق) و(المصليات)...ولكنه بتر استعارة صفات الخيل من أجل القافية فكان (المصلينا)، والمصلى هوالذي يتلوالسابق في سباق الخيل، فيكون رأسه عند صلاه. والصلوان: العظمان الناتئان من جانبي العجز.

ويستطرد في شعره الحماسي ليذكر صاحبته المشبب بها،ليس هم كسوابق الخيل ومصلياتها، بل يرفد أحدهم الآخر إثر مماته، لكثرة الرجال العظماء بينهم، وهذا المعنى تكرر في الشعر العربي، نطق السموأل:

إذا توفي منا سيد قام سيد قؤول لما نطق الكرام فعولُ لأبي الطمحان القيني يفخر بقومه:

وإني من القوم الذين هم هم إذا ما ت منهم سيدٌ قام صاحبه ونسير مع صاحبنا حيث يسير، وقد نتجاوز بعض مسيرته، فقد هجرنا بعضها لشرح المفردات، والأخرى لِما قدّمنا عنه سابقين، والقصيدة لمن قصدها واضحة القصد..!!

إنّا لمنْ معشرٍ أفنى أوائلهــمْ قـول الكماةِ ألا أين المحامونا لوكان في الألفِ منّا واحدٌ فدعوا من فارسٌ خالهم إياه يعنونـا إذا الكماةُ تنحّوا أنْ يصيبهــــمُ حدُّ الظبـــاتِ وصلناها بأيدينا هذه هي الدنيا، كما قلت في عجز بيتٍ من قصيدة لي: (تفنى الأسود، ويعلوها الرعاديدُ)، وقد نطقت الخنساء من قبلُ: (أقلت مساماة الرجال عديدنا)

فيقول مفتخراً إني لمن قومٍ أهلك أسلافهم قول الأبطال لهم ألا أين الذابون والمحامون،يا ترى؟ فكانوا يتقدمون ويفنون. يعني بقوله فدعوا أعربوا الاستغاثة بـ (يال فلانٍ، ومن فتىً؟...)، مثل قول طرفة:

إذا القوم نطقوا من فتىً خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد وفي قوله: (في الألفِ منّا واحدٌ)، كأنني استلهمت بيته سنة 1998م في قصيدتي عن (الإنسان) - ولم تكن قصيدته قد مرّت عليّ حينها - ببيت شعر لي منها:

حتّى كهلتُ وأيّامي تعلّمني في كلِّ ألفٍ من الآناسِ (إنسانُ) والسيد الفرزدق قد نطق وأحسن القول والمعنى ببيته:

إذا ما قيل يا لحماة قـــومٍ فنحن بدعوة الداعي عنينا ويواصل شاعرنا حماسته، فتعوّد قومه على الثكل والاقتتال والمعارك الدامية، ولم يعد لمصائبهم بكاء:

ولا تراهم وإن جلت مصيبتهم مع البكاة على من توفي يبكونا يصف تعودهم للثكل، وإلفهم للمصائب والقتل، وأن قلوبهم قد مرتت عليها حتى قست، فلا يبكون وقد سبقه عمروبن كلثوم في قوله:

معاذ الإله حتى تنوح نساؤنا على هالكٍ أوحتى نصيح من القتلِ هذا ما كان وعلى الله النكلان، وكفانا شر القتال والعدوان، وله الأمر من قبل ومن بعدُ...!!!

خامساً - توضيح بعض المفردات:

1 - يقول: إنا مسلمون عليك أيتها المرأة فقابلينا بمثله، وإن خدمت الكرام وسقيتهم فأجرينا مجراهم فإنا منهم. والأصل في التحية حتى ينطق حياك الله، ثم استخدم في غيره من النادىء عند اللقاء. وأما قوله:

ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية فالمراد به تحية الملوك خاصة، وهوقولهم: أبيت اللعن! وقيل في سقيت إذا معناه: إذا دعوت لأماثل الناس بالسقيا فادعي لنا أيضاً.

2 - الجلى قد تجرد من اللَّام وَالْإِضَافَة لكَونهَا بِمَعْنى الخطة الْعَظِيمَة.والخطة بِالضَّمِّ: الشَّأْن وَالْحَالة والخصلة فَتكون الجلى إسماً للشأن وَالْحَال كَمَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل.الْجيد أَن تكون مصدرا كالرجعى بِمَعْنى الرُّجُوع والبشرى بِمَعْنى الْبشَارَة. وَلَيْسَ بتأنيث الْأَجَل على حد الْأَكْبَر والكبرى لِأَنَّهُ إِذا كَانَ مصدرا جَازَ تَعْرِيفه وتنكيره.)...

3 - السراة بِالْفَتْح: اسمٌ مُفْرد بِمَعْنى الرئيس وَقيل اسْم جمع وَقيل جمع سري وَهُوَ الشريف.

4 - إِنَّا بني نهشل إِلَخ.

قوله: " إنا بني نهشل " يعني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم،

قَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: من قَالَ: إِنَّا بَنونهشل فقد خبرك وَجعل بَنوخبر إِن. وَمن قَالَ: بني فَإِنَّمَا جعل الْخَبَر (إِن تبتدر غَايَة إِلَخ) في البيت الرابع. وَنصب بني على عملٍ مضمرٍ للاختصاص وَهُوَ أمدح. وَأكْثر الْعَرَب ينشد، الْبَسِيط:

إِنَّا بني منقر قومٌ ذَوُوحسبٍ فِينَا سراة بني سعدٍ وناديها وَالْفرق بَين أَنقد يكون اختصاصاً وَبَين أَنقد يكون خَبرا صراحاً: هُوَ أَنه لَوجعله خَبرا لَكَانَ قَصده إِلَى تَعْرِيف نَفسه عِنْد الْمُخَاطب وَكَانَ لَا يَخْلُوعمله لذَلِك من خمولٍ فيهم أَوجهل بشأنهم. فَإِذا جعل اختصاصاً فقد أَمن من الْأَمريْنِ جَمِيعًا.

5 - وَمعنى لَا ندعي لأَب لَا ننتسب لأَب غير أَبينَا وَقَوله وَلَا هُوَ بالأبناء يشرينا مَعْنَاهُ أَنه رَاض بِنَا كَمَا نَحن راضوان بِهِ.

6 -يُقَال ابتدرنا الْغَايَة وَإِلَى الْغَايَة أَي استبقنا إِلَيْهَا وَقَوله لمكرمة أَي لِاكْتِسَابِ مكرمَة، والمصلى من أَسمَاء خيل الحلبة الَّتِي تخرج للسباق وَهِي عشرَة أَولهَا السَّابِق وَثَانِيها الْمصلى ثمَّ المسلى ثمَّ العاطف ثمَّ المرتاح ثمَّ الحظي ثمَّ المؤمل وَهَذِه السَّبْعَة لَهَا حظوظ ثمَّ اللواتي لَا حظوظ لَهَا اللطيم ثمَّ الوغد ثمَّ السّكيت، قَالَ الْمُصَلِّين وَلم يقل الْمُصَليَات مَعَ السوابق لِأَن قَصده إِلَى الْآدَمِيّين وَإِن كَانَ استعارهما من صِفَات الْخَيل.

7 - الافتلاء الافتطام وَالْأَخْذ عَن الْأُم مَعْنَاهُ إِذا هلك مِنْهُم سيد خَلفه الْمَصْنُوع للسيادة المرشح لَهَاالافتلاء: الافتطام والأخذ عن الأمر، ومنه الفلو. والمعنى هنا الترشيح والتهيئة والصرف عما عليه إلى الرياسة. وأبداً في المستقبل بمنزلة قط في المضي. والقصد أنهم جميع وقتٍ على ذلك، فلا يحتاجون إلى الاستعانة بالأجانب دون الأقارب.

8 - وَلَونسام بهَا أَي: نحمل على أَن نسام بهَا. وَيُقَال: سَام بسلعته كَذَا وأسمته أَنا أَي: حَملته على أَن يسام. وَيحْتَمل أَنقد يكون من سمته خسفاً.

9 - وأغلينا الْألف للإطلاق وَالنُّون ضمير الْأَنْفس وَمعنى أغلين وجدت غَالِيَة. وَقَوله: بيضٌ مفارقنا إِلَخ قَالَ التبريزي: ويروى: بيضٌ معارفنا وَهِي الْوُجُوه وَالْمرَاد بِهِ نقاء الْعرض وَانْتِفَاء الذَّم 3

10 - نرخص من أرخص الشَّيْء جعله رخيصا أَي سهلا هينا والروع الْحَرْب وَالْألف فِي أغلينا للإشباع يَقُول إِذا كَانَ يَوْم الروع تقدمنا للقاء فَإِن مضىت أَنْفُسنَا مضىت رخيصة لأَنا بذلناها بالإقدام وَلم نمنعها بالأحجام وَلكنهَا يَوْم إِلَّا من غَالِيَة.

11 - بَيَاض المفارق كِنَايَة عَن نقاء الْعرض وَانْتِفَاء الذَّم وَالْعَيْب وتغلى مراجلنا أَي حروبنا وَقَوله نأسوا أَي نداوي إِلَى آخر الْبَيْت مَعْنَاهُ أَنهم أَغْنِيَاء أَصْحَاب سطوة لَا يطْمع النَّاس فِي مقاصتهم بل يكتفون مِنْهُم بِأخذ الدِّيَة.

12 - الكماة جمع كام كَمَا يُقَال غاز وغزاة وَذَلِكَ من قَوْلهم كمى نَفسه فِي السِّلَاح إِذا توارى فِيهِ يَقُول إِنِّي من جمَاعَة أفنتهم الْإِعَانَة والإغاثة والنجدة والإقدام على الحروب.

13 - الظباة جمع ظبة وهي حد السيف وقوله وصلناها بأيدينا هذا الكلام كناية عن علوهمتهم في الحرب وطول باعهم فيها.

14 - البكاة جمع باك والمعنى أنهم لا يموتون إلا بالقتل حيث صار لهم عادة وإن جميع من يولد منهمقد يكون سيدا فلا يجزعون على من توفي منهم.

15 - الكره المكروه وركوبه كناية عن وقوعهم فيه وقصدهم إليه والحفاظ المحافظة والذب عن المحارم.

16 - فدعوا أعربوا الاستغاثة بيال فلانٍ، ومن فتىً، وما أشبهه. وينطق خلته أخاله خيلاً ومخيلةً وخيلاناً. وهذا مثل قول طرفة: إذا القوم نطقوا من فتىً خلت أنني... عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

17 - معنى يفرجه: يكشفه ويوسعه. وينطق: فرج الله غمّه وفرجه، بالتخفيف والتشديد. ومنه سمي ما بين القوائم: الفروج. وإطلاق لفظ الفرج على العورة يجري مجرى الكنايات. وعلى هذا قيل: رجلٌ فرجةٌ، إذا كان كشافاً لأسراره.

18 - وأسياف تواتينا أي توافقنا يقول وأحيانا نقع في المكروه فيكشفه عنا محافظتنا على أحسابنا وذبنا عن حريمنا وأسياف توافقنا.

التخريجات والمراجع والمصادر مع الاعتذار عن ذكر الصفحات والأجزاء حتى طبع الكتاب عن قريب وتوزيعه.

(1) أ - شرح ديوان الحماسة (ديوان الحماسة: اختاره أبوتمام حبيب بن أوس ت 231 هـ) يحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبوزكريا (المتوفى: 502هـ) - ج ص - 27الناشر: دار القلم - بيروت.

ب - شرح ديوان الحماسة: أبوعلى أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني (المتوفى: 421 هـ) / ج ص / المحقق: غريد الشيخ، وضع فهارسه العامة: إبراهيم شمس الدين الناشر: دار الخط الفهمية، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م.

ج - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: عبد القادر بن عمر البغدادي (المتوفى: 1093هـ) / ج ص / تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون الناشر: مخطة الخانجي، القاهرة الطبعة: الرابعة، 1418 هـ - 1997 م

د - الكامل في اللغة والأدب: محمد بن يزيد المبرد، أبوالعباس (المتوفى: 285هـ) / م ص / المحقق: محمد أبوالفضل إبراهيم الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة الطبعة: الطبعة الثالثة 1417 هـ - 1997 م.

(2) المبهج في تفسير أسماء شعراء ديوان الحماسة: أبوالفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ) قرأه وشرحه وعلق عليه: مروان العطية، شيخ الزايد. ج ص / دار الهجرة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988 م.

(3) المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء: الآمدي - - الوراق - الموسوعة الكاملة.

(4): شرح ديوان الحماسة التبريزي ج ص م.س.

(5) شرح ديوان الحماسة: المرزوقي ج ص م. س.

(6) الكامل في اللغة والأدب: أبوالعباس المبرد م ص م. س.

(7) توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك: أبومحمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى: 749هـ) / ج ص / شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان، أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر الناشر: دار الفكر العربي الطبعة: الأولى 1428هـ - 2008م.

(8) عيون الأخبار: ابن قتيبة الدينيوري ص ج - الوراق - الموسوعة الكاملة.

(9) مسقط ديوان العرب الأربعاء شباط (فبراير): منطقة بقلم فاروق مواسي تحت عنوان: من القائل،يا ترى؟ إنا محيّوك يا سلمى فحيّـينا.

(10) فهرس شعراء الموسوعة الشعرية: تم جمعه من الموسوعة الشعرية (/ الموسوعة الكاملة)

(11) معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات - شرح المفضليات لابن الأنباري - القصيدة: قصيدة المرقش الأكبر.

(12) خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: عبد القادر بن عمر البغدادي (المتوفى: 1093هـ) / ج ص / تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون الناشر: مخطة الخانجي، القاهرة الطبعة: الرابعة، 1418 هـ - 1997 م.

المراجع

  • كريم مرزة الأسدي (2017-10-29). "بشامة بن حزن النهشلي". ديوان العرب.
  • الآمدي (370 هـ). "المؤتلف والمختلف للآمدي". بيروت: دار الجيل. Check date values in: |date= (help)
تاريخ النشر: 2020-06-09 15:12:18
التصنيفات: CS1 errors: dates, شعراء الجاهلية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البدناء والبدينات أكثر اهتماماً بالعلاقات العاطفية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:54
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

ليبيا: اندلاع اشتباكات بعد إعلان باشاغا دخول طرابلس

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:47
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 98%

روسيا تصعد للمركز الرابع بين أكبر موردي النفط للهند

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:12
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

أسعار الذهب تستقر متأثرة بانخفاض الدولار

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:25:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 48%

العيد في «نيوم» عيدين ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

الجيش الأمريكي يعلن نجاح اختبار صاروخ فرط صوتي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

ليفربول مهتم بضم مبابي

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:25:59
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 37%

الأرصاد يحذر.. عواصف رملية على الشرقية والرياض/ عاجل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

انطلاق أعمال مؤتمر التميز البحثي في جدة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:25:41
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

الهند: 1569 حالة إصابة جديدة بكورونا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

سواعد : 35 كرسي متحرك و 200 مشاية لتخصصي الدمام

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:21
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

قوات الاحتلال تعتقل 3 أسرى محررين من بيت لحم

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

أعلى المدن السعودية تسجيلا للحرارة اليوم السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

الإرياني: مليشيا الحوثي تتنصل من التزاماتها برفع الحصار عن تعز

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

الداخلية المكسيكية: عدد المفقودين في البلاد يتجاوز 100 ألف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

نيوكاسل يهدي توتنهام مفتاح دوري الأبطال

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:20
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

النفط يتراجع بنسبة 0.2%

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:25:49
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 45%

تخفيف قيود السفر المفروضة على كوبا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:24:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

سماع دوي انفجارات قوية بمدينة "لفيف" غربي أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:06
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الجيش الإسرائيلي يعلن "تحييد" فلسطيني بزعم محاولته تنفيذ عم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:22:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

الأهلي يُتَوّج بطلاً لدوري السوبر المصري لكرة السلة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-17 09:26:01
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

تحميل تطبيق المنصة العربية