شيطان الخلاء
شيطان الخلاء Šulak هوكائن خارق للعادة يعتقد في الأساطير بأنه موجود بدورة المياه، وأن له أثر سلبي على الإنسان الذي ينبغي عليه إتخاذ إجراءات دفاعية معينة، كترديد عبارات أونصوص مقدسة لحماية نفسه من التأثير السلبي لشيطان الخلاء.
تاريخ
أقدم مصدر لهذه الإسطورة هونص مكتوب باللغة الحيثية. بينما تورد الأساطير البابلية تفصيلاً أكبر عن الأعتقاد حيث تسمي هذا الكائن الخيالي باسم شُلّاق. ويذكر هذا بألواح مسمارية عن تشخيص الأمراض حيث يذكر عدد من الأمراض التي تسببها يد الإله أويد أحد الأرواح الشريرة. ويلاحظ هنا علاقة الاسم باليد ويذكرنا هذا باللفظ الموجود بالعراقية العامية للتعبير عن الصفع حيث يستخدم لفظ شُلّاق. وتقول الإسطورة البابلية بأن الشلاق سيضرب أحدهم حين يتغوط وهوضعيف، وتسمى الضربة بالبابلية مَشًّتوmišittu أي مَسِّه ويلاحظ علاقته بالإعتقاد الشائع بمختلف الأقطار العربيّة عن المس الشيطاني أيضاً.
في اليهودية والمسيحية
وجد الشُّلًّاق طريقه إلى التلمود البابلي، حيث يحدد التلمود البابلي، المشناه، ضرورة حتى لا يضاجع الرجل إمرأته إلا بعد حتى أنتظر وقتاً كافياً يماثل الوقت اللازم لمشي نصف ميل تلمودي ولذلك لأن شيطان الخلاءقد يكون معه طيلة ذلك الوقت وإن حملت إمرأته منه حينها سيصاب الوليد بالصرع. وهذا ما يرد بالترجمة العربية لمتن التلمود (المشناه) في القسم السادس والخاص بالطهاروت "الطهارات". ويوصف شيطان الخلاء بأنه روح نجسة غير طاهرة، بمفهومها التوراتي، وينسب لها أمراض مختلفة من ضمنها الصرع.
في الإسلام والثقافة العربية
عموماً ترتبط دورات المياه والمراحيض بالنجاسة بمفهومها الإسلامي، ويرد في التراث الفقهي الحنبلي خصوصاً رأيان يبدوان من الوهلة الأولى بأنهما متعارضان، الأول يقول بعدم وجود شيطان بالمراحيض والآخر يقول به.
أولاً، يذكر فقهاء الدين الإسلامي، كالحنابلة، على حتى لا وجود لشيطان الخلاء في العقيدة الإسلامية عند أهل الحديث. ويذكرون بأن لقبه وهوشيطان الوضوء ومسماه وَلْهان، إنما اتىا بحديث ضعيف وهوالحديث الذي رواه الترمذي (رقم/57) وكالتالي:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نطق : " إن للوضوء شيطانا ينطق له : الولهان ، فاتقوا وسواس الماء " رواه الترمذي ، وابن ماجه ، ونطق الترمذي : هذا حديث غريب ، وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث ; لأنا لا نفهم أحدا أسنده غير خارجة ، وهوليس بالقوي عند أصحابنا.
في اللقاء، يروى عن أحمد بن حنبل بأنه كان "يقول إذا ولج الخلاء: أعوذ بالله من الخبث والخبائث ، وما دخلت قط المتوضأ ولم أقلها إلا أصابني ما أكره". وبهذا يرتبط الأثر بالإسم السابق لهذا الشيطان، الولهان، بأنه يوسوس للمتوضىء كي ينسى وضوءه ولذا يسمى ببعض المصادر بشيطان الوضوء.
وبالنظر إلى اللغة العربية، نجد تفسيراً جزئياً لهذا التعارض سببه استخدام لفظ الخلاء بمعنيين. الأول بمعنى الأماكن خارج العمران، التي يعتقدون بكونها دياراً للشياطين، والثاني الخلاء بمعنى الحمام أي دورة المياه. ويذكر فقهاء أهل الحديث بأن لا شياطين بالخلاء أي دورات المياه وأن الأولى إغلاق أبوابها لنجاستها فقط، بينما تكثر في الخلاء، أي خارج العمران، ويوصون بأن يتعوذ الإنسان من الخبث والخبائث إذا خرج إلى ما وراء العمران، أي الخلاء. وبهذا ما روى أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ولج الخلاء نطق اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث؛ متفق عليه".
ومع هذا، وبعد هذا السرد الفقهي، إلا حتى لشيطان الخلاء مكانته في الثقافة العربية العامة والشعوب المجاورة لها. ولعل هذه المعتقدات متداخلة لكون أصولها واحدة بشكلٍ أوآخر.
انظر أيضاً
- Triptych, May–June 1973 by Francis Bacon
- Unclean spirit
مراجع
- ^ . Brill, 1993, pp. 17, 71, and 76
- ^ , Studies in Ancient Medicine 27 (Brill, 2004), p. 19
- ^ Babylonian Talmud: Gittin 70
- ^ د. مصطفى عبدالمعبود (مترجم). 2007. ترجمة متن التلمود (المشنا): طهاروت الطهارات ( القسم السادس). مخطة النافذة، القاهرة. Archivedتسعة July 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد الشافعى. 1993. السحر والجان بين المسيحية والإسلام. دار الفجر للطباعة والنشر والتوزيع. القاهرة. ص213
- ^ الخط - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - كتاب الطهارة- الجزء رقم1
- ^ الخط - المغني لابن قدامة - كتاب الطهارة - باب الاستطابة والحدث - مسألة الاستناتى في ما عدا المخرج لا يجزئ فيه إلا الماء - فصول في أدب التخلي- الجزء رقم1
- ^ ما صحة حديث"ذلك شيطان ينطق له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاث"،يا ترى؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
- ^ ما صحة حتى هجر باب الخلاء مفتوح سبب لدخول الشياطين للمنزل - عبد المحسن بن عبد الله الزامل - طريق الإسلام
