المهدي عبيد الله
al-Mahdi Billah عبيد الله المهدي | |
---|---|
Gold coin of Caliph al-Mahdi, Mahdiyya, 926 CE | |
Caliph of the Fatimid Caliphate | |
الحكم | 909 – 934 |
سبقه | None (caliphate founded) |
تبعه | al-Qa'im Bi-Amrillah |
الأنجال | al-Qa'im Bi-Amrillah |
الاسم الكامل | |
(Kunya): Abu Muhammad Given name:Abdallah Laqab: al-Mahdi Billah | |
الأب | Husain (Rabi Abdullah) |
الأم | ? |
وُلِد | 873 |
توفي | 4 March 934 |
الديانة | Shia Islam |
جزء من سلسلة عن الإسلام الشيعي الإسماعيلية |
---|
المفاهيم
|
الأركان السبع
|
المستعلي وتاريخ النزارية
|
الأئمة الأوائل
|
النادىة الإسماعيلية النزارية والطيبية
|
بوابة الإسلام |
عبيد الله المهدي ( - 15 ربيع الأول 322 هـ/5 مارس 934م) مؤسس الخلافة الفاطمية، التي كانت الخلافة الشيعية الرئيسية الوحيدة في الإسلام، ومؤسس الحكم الفاطمي في معظم شمال أفريقيا.
قيام الدولة الفاطمية
بدأ الضعف يدب في أوصال الخلافة العباسية السُّنّية، وظهرت أمارات الإعياء على جسدها الواهن، ولاحت آيات الضعف في ملامح الوجه والقسمات، وذلك في مطلع القرن الرابع، بعد حتى تفككت الدولة، وصارت دولاً وممالك صغيرة، لا يربطها بدولة الخلافة سوى الاسم والنادىء للخليفة على المنابر.
وشهد هذا القرن بزوغ ثلاث خلافات، تنازعت السلطة في العالم الإسلامي: الخلافة العباسية في بغداد، والخلافة الفاطمية في إفريقية، والخلافة الأموية في قرطبة، وأصبح للعالم الإسلامي -لأول مرة- ثلاثة من الخلفاء في ثلاثة أماكن مختلفة، يقتسمون الحكم، ويتنازعون فيما بينهم.
نجح أبوعبد الله الشيعي داعية الإسماعيلية في إعلان قيام الدولة الفاطمية في "رقادة" عاصمة دولة الأغالبة في (21 ربيع الآخر 297هـ=ثمانية يناير 910م)، ومبايعة عبيد الله المهدي بالخلافة، واتى هذا النجاح بعد محاولات فاشلة قام بها الشيعة منذ قيام الدولة الأموية للظفر بالخلافة.
وقد نجح أبوعبد الله الشيعي منذ حتى وطأت قدماه بلاد "كتامة" في المغرب العربي في منتصف ربيع الأول (288هـ= فبراير 901م) في جمع الأتباع، وجذب الأنصار إلى دعوته، مستغلاً براعته في الحديث، وقدرته على الإقناع، وتظاهره بالتقوى والصلاح، ثم صارح بعض زعماء كتامة بحقيقة دعوته بعد حتى اطمأن إليهم، وأنه داعية للمعصوم من أهل البيت، ولمَّح إلى أنهم هم السعداء الذين اختارهم القدر ليقوموا بهذه المهمة الجليلة.
وبعد حتى أحسن أبوعبد الله الشيعي تنظيم جماعته، والتزموا طاعته، بدأ في فترة الصدام مع القوى السياسية الموجودة في المنطقة، فشرع في سنة (289هـ = 901م) في مهاجمة دولة الأغالبة، ودخل معها في عدة معاركة، كان أشهرها "معركة كينوتة" في سنة (293هـ=906م) وعُدَّت نقطة تحوّل في ميزان القوى لصالح أبي عبد الله الشيعي؛ حيث توالت فوزاته على دولة الأغالبة، فسقطت في يده قرطاجنة، وقسنطينة، وقفصة، ودخل "رقادة" عاصمة الأغالبة في (أول رجب 296هـ = 26 من مارس 909م).
عبيد الله المهدي
لا يستطيع أحد البتر برأي حاسم في نسب "عبيد الله المهدي"، فالشيعة الإسماعيلية يؤكدون صحة نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، في حين يمضى المؤرخون من أهل السُنّة وبعض خصوم الفاطميين من الشيعة إلى إنكار نسب عبيد الله إلى علي بن أبي طالب.
ولكن على أية حال نحن أمام رجل يسمى عبيد الله، ويدّعي أنه صاحب الحق في إمامة المسلمين، وأنه من سلالة الإمام جعفر الصادق، وقد نجح أحد نادىته في إقامة دولة باسمه في إقليم إفريقية، وجزء كبير من المغرب الأوسط.
خرج عبيد الله المهدي من مكمنه في "سلمية" من أرض حمص ببلاد الشام في سنة (292 هـ = 905م)، واتجه إلى المغرب، بعد الأنباء التي وصلته عن نجاح داعيته أبي عبد الله الشيعي في المغرب، وإلحاح كتامة في إظهار شخصية الإمام الذي يقاتلون من أجله، وبعد رحلة شاقة نجح عبيد الله المهدي في الوصول إلى "سجلماسة" متخفيا في زي التجار، واستقر بها.
ومن ملجئه في سجلماسة في المغرب الأقصى أخذ عبيد الله المهدي يتصل سرًا بأبي عبد الله الشيعي الذي كان يطلعه على مجريات الأمور، ثم لم يلبث حتى اكتشف "اليسع بن مدرار" أمير سجلماسة أمر عبيد الله؛ فقبض عليه وعلى ابنه "أبي القاسم" وحبسهما، وظلا في السجن حتى أخرجهما أبوعبد الله الشيعي بعد قضائه على دولة الأغالبة.
وكان أبوعبد الله الشيعي حين فهم بخبر سجنهما قد عزم على السير بقواته لتخليصهما من السجن، فاستخلف أخاه "أبا العباس" واتجه إلى سجلماسة، ومر في طريقه إليها على "تاهرت" حاضرة الدولة الرسمية فاستولى عليها، وقضى على حكم الرّستميين، وبلغ سجلماسة فحاصرها حتى سقطت في يده، وأخرج المهدي وابنه من السجن.
ويذكر المؤرخون حتى أبا عبد الله الشيعي حين أبصر عبيد الله المهدي ترجّل وقابله بكل احترام وإجلال، ونطق لمن معه: هذا مولاي ومولاكم قد أنجز الله وعده وأعطاه حقه وأظهر أمره.
وأقام أبوعبد الله الشيعي وعبيد الله المهدي في سجلماسة أربعين يوما، ثم رحلوا عائدين فدخلوا رقادة في يوم الخميس الموافق (20 من شهر ربيع الآخر 297هـ=سبعة من يناير 910م).
وخرج أهل القيروان مع أهل رقادة يرحبون بالإمام المهدي، وفي يوم الجمعة التالي أمر عبيد الله حتى يُذكر اسمه في الخطبة في جميع من رقادة والقيروان، معلنا بذلك قيام الدولة الفاطمية.
خلاقة عبيد الله الفاطمي
استهدف عبيد الله الفاطمي منذ حتى بويع بالخلافة واستقامت له الأمور حتى يدعم مركزه، وأن تكون جميع السلطات في يديه، وأنقد يكون السيد المطلق على الدولة الناشئة والدعوة الإسماعيلية، وكان لا بد من حتى يصطدم مع أبي عبد الله الشيعي مؤسس الدولة، ولم يجد غضاضة في التخلص منه بالقتل في سنة (298هـ= 911م) بعد حتى أقام له نادىئم ملكه، وأنشأ دولة بدهائه وذكائه قبل سيفه وقوته.
أثار مقتل أبي عبد الله الشيعي فتنة كبيرة قام بها أتباعه من أهل كتامة، وقدّموا طفلا ادعوا أنه المهدي المنتظر، وامتدت هذه الدعوة وقويت، واضطر عبيد الله إلى إرسال حملة قوية إلى أرض كتامة بقيادة ابنه لقمع هذه الفتنة، فألحق بهم الهزيمة وقتل الطفل الذي ولّوه باسم المهدي.
بناء المهدية
الجامع الكبير بالمهدية خاب أمل أهل المغرب في عبيد الله المهدي، وساء ظنهم به بعد حتى مضىت الوعود التي وعدهم بها أبوعبد الله الشيعي سُدى، فلم ينبتر الفساد بخلافة المهدي، ولم يحل العدل والإنصاف محل الظلم والجور، بالإضافة إلى السياسة المالية المتعسفة التي انتهجها الفاطميون في جمع الضرائب، والتفنن في تنويعها حتى فرضوا ضريبة على أداء فريضة الحج.
وزاد الأمر سوءا قيام عبيد الله المهدي ونادىته بسبّ الصحابة على المنابر فيما عدا علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والتغيير في صيغة الأذان، وهوما لا يمكن حتى يقبله شعب نشأ على السنة، وتعصّب لممضى الإمام مالك.
وكان من نتيجة ذلك حتى اشتعلت عدة ثورات ضد عبيد الله المهدي، ولكنه وإن نجح في إخمادها فإنه أصبح غير مطمئن على نفسه في مجتمع يرفض ممضىه ويقاطع دولته مقاطعة تامة؛ ولذا حرص على حتى يبعد عن السكنى في رقادة مركز المقاومة السُنّي، وأسس مدينة جديدة عُرفت باسم "المهدية" في سنة (303هـ= 915م) على طرف الساحل الشرقي لإفريقية (تونس) فوق جزيرة متصلة بالبر، ولم ينتقل إليها إلا في سنة (308هـ= 920م) بعد حتى استكمل بناءها وتشييدها، وأقام تحصيناتها ومرافقها المتنوعة، وأصبحت المهدية قلعة حصينة للفاطميين بالمغرب ومركزا لعملياتهم الحربية والبحرية، وظلت حتى مطالع العصر الحديث أكبر مركز إسلامي للجهاد في البحر المتوسط.
التفكير في غزومصر
تطلع المهدي إلى فتح مصر والأندلس؛ لأنه رأى حتى المغرب لم تسلس له قيادتها، وتشتعل فيها الثورات من وقت لآخر، كما أنها قليلة الموارد، وبدأ في التأهب لفتح هذين الإقليمين؛ فوجه أولى حملاته إلى مصر بقيادة "حباسة بن يوسف" في سنة (301هـ = 913م) فدخل مدينة "سرت" بالأمان، ثم زحف إلى "أجدابية"، واستولى عليها بالأمان، ثم ولج "برقة".
وفي أثناء إقامته ببرقة التقى بالجيوش العباسية، ودارت بينهما عدة معارك انتهت بهزيمة العباسيين، وزحف حباسة نحوالإسكندرية، وأدركه "أبوالقاسم بن عبيد الله المهدي" بجيش كبير فدخلا الإسكندرية معا، بعد حتى غادرها أهلها، وواصلا الزحف حتى الفيوم، لكن الحملة اضطرت إلى الرجوع والانسحاب بعد ظهور قوات العباسيين بقيادة "مؤنس الخادم"، ثم تكررت المحاولة سنة (307هـ= 919م) ولكن لم يُخط لها النجاح، كما حتى محاولات المهدي لفتح الأندلس باءت بالفشل.
وقد نبهت هذه المحاولات الخلافة العباسية إلى حتى استمرار هذه المحاولات يحتاج وجودا عسكريا قويا في مصر، بعد حتى اكتشف القائد مؤنس الخدام الذي تصدّى لهذه المحاولات وجود موالين للفاطميين في مصر؛ فأسند العباسيون إلى "ابن طغج الإخشيد" ولاية مصر، بالإضافة إلى ولايته على الشام؛ حتى يتمكن من لقاءة خطط الفاطميين.
وفاة عبيد الله المهدي
وبعد فترة حكم ناهزت ربع قرن من الزمان توفي المهدي في (15 ربيع الأول 322 هـ=خمسة مارس 934م) وخلفه ابنه أبوالقسام محمد، وكانت فترة عبيد الله المهدي بمثابة عهد التأسيس وإرساء القواعد، بعد عهد التمهيد والإعداد على يد الداعي أبي عبد الله الشيعي.
انظر أيضاً
- الخلافة الفاطمية
- Imamah (Shi'a Ismaili doctrine)
- Imamah (Shi'a doctrine)
- قائمة الأئمة الإسماعيليين
- People claiming to be the Mahdi
المصادر
سعد زغلول عبد الحميد – تاريخ المغرب العربي- منشأة المعارف- الإسكندرية 1998م.
السيد عبد العزيز سالم- المغرب الكبير (العصر الإسلامي)- الدار القومية للطباعة والنشر بالقاهرة 1966م.
حسن إبراهيم حسن- تاريخ الدولة الفاطمية- مخطة النهضة المصرية- القاهرة 1958م.
حسين مؤنس- تاريخ المغرب وحضارته- العصر الحديث للنشر والتوزيع- بيروت 1412 هـ 1992م.
أيمن فؤاد السيد- الدولة الفاطمية في مصر- الدار المصرية اللبنانية- القاهرة 1413= هـ 1992م.
عبد المنعم ماجد- ظهور خلافة الفاطميين وسقوطها في مصر- دار المعارف- القاهرة 1968م.
- Hitti, Philip K. (1970). "A Shi'ite Caliphate in Egypt: The Fatimids". History of The Arabs. Palgrave Macmillan. pp. pp. 617–619. ISBN 0-06-106583-8.CS1 maint: extra text (link)
- Imam al-Mahdi, the 11th Fatimi Imam.
- Institute of Ismaili Studies London.
سبقه مؤسس |
الخليفة الفاطمي | تبعه محمد القائم بأمر الله الفاطمي |