موفق الدين عبد اللطيف البغدادي

عودة للموسوعة

موفق الدين عبد اللطيف البغدادي

موفق الدين عبد اللطيف البغدادي (557 – 629هـ / 1161 – 1231م) عالم عربي موسوعي، اكتشف سقم السكر وعلاجه.

عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي أبومحمد وفق الدين الموصلي البغدادي عهد بابن اللباد وابن النقطة كان عالما بالطب والتشريح والكيمياء والنبات والفلك والمنطق كما كان مؤرخا وجغرافيا وعالما بالحديث والنحو. ولد ببغداد غي أسرة من فهماء الفقه والحديث وزار معظم البلاد العربية وبلاد الروم. وأجيز إجازات كثيرة في علوم شتى ، ودرس الطب س دمشق وحلب ، ثم استقر بالقاهرة فترة ، ومارس فيها تشريح الجثث البشرية أثناء المجاعة الناجمة من نقص مياه النيل . ثم عاد إلى بغداد بعد 45 سنة واستقر فيها إلى حين وفاته.

ولد البغدادى في بغداد، عام (1162 م - 1231 م)، في منطقة تعهد بدرب الفالوذج، وقد تفهم علوم الحديث والقرآن والفقه الإسلامي، كما أخذ الأدب عن فهماء مصر ودرس خط أرسطو، ثم مضى إلى دمشق حيث تفهم بها الطب. قام البغدادي برحلات عديدة إلى جميع أنحاء العالم الإسلامى، والتقى بالكثير من الفهماء والقادة، وكان أشهر من التقي بهم الناصر صلاح الدين الأيوبي وقد وصفه بقوله "بطل يملأ العين روعة والقلب محبة" كما التقى بالفيلسوف المصرى اليهودى موسى بن ميمون وقد وصفه بقوله "أنه فاضل للغايه".

وتقرب مؤلفات البغدادى من 173 مؤلفًا في اللغه والفقه والطب وفهم الحيوان والرياضيات والرحلات. لم يصل إلينا منها سوى عشرون مؤلفا. ويعد كتاب "الإفادة والإعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينه بأرض مصر" من أنفس آثار هذا الرجل، وهوفي الأصل مستخلص من كتاب أكبر عنوانه "أخبار مصر" كان يحوى معلومات مفصله عن مصر، غير أنه لم يصلنا، واستخلص منه البغدادى ما استند فيه على ملاحظاته الشخصية.


ترجمته في عيون الأنباء في طبقات الأطباء

موفق الدين عبد اللطيف البغدادي هوالشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبومحمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد ويعهد بابن اللباد، موصلي الأصل بغدادي المولد، كان مشهوراً بالعلوم، متحلياً بالفضائل، مليح العبارة، كثير التصنيف، وكان متميزاً في النحوواللغة العربية، عارفاً بفهم الكلام والطب. وكان قد اعتنى كثيراً بصناعة الطب لما كان بدمشق واشتهر بفهمها، وكان يتردد إليه جماعة من التلاميذ وغيرهم من الأطباء للقراءة عليه؛ كان والده قد أشغله بسماع الحديث في صباه من جماعة منهم أبوالفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبوغرسة طاهر بن محمد القدسي، وأبوالقاسم يحيى بن ثابت الوكيل وغيرهم. وكان يوسف والد الشيخ موفق الدين مشتغلاً بفهم الحديث بارعاً في علوم القرآن والقراءات، مجيداً في الممضى والخلاف والأصولين، وكان متطرفاً من العلوم العقلية، وكان سليمان عم الشيخ موفق الدين فقيهاً مجيداً، وكان الشيخ موفق الدين عبد اللطيف كثير الاشتغال لا يخلي وقتاً من أوقاته من النظر في الخط والتصنيف والكتابة، والذي وجدته من خطه أشياء كثيرة جداً بحيث أنه خط من مصنفاته نسخاً متعددة، وكذلك أيضاً خط خطاً كثيرة من تصانيف القدماء، وكان صديقاً لجدي وبينهما صحبة أكيدة بالديار المصرية لما كنا بها، وكان أبي وعمي يشتغلان عليه بفهم الأدب، واشتغل عليه عمي أيضاً بخط أرسطوطاليس، وكان الشيخ موفق الدين كثير العناية بها، والفهم لمعانيها. وأتى إلى دمشق من الديار المصرية، وأقام بها مدة وكثر انتفاع الناس بفهمه، ورأيته لما كان مقيماً بدمشق في آخر مرة أتى إليها، وهوشيخ نحيف الجسم، ربع القامة، حسن الكلام، جيد العبارة؛ وكانت مسطرته أبلغ من لفظه، وكان رحمه اللَّه من الممكن تجاوز في الكلام لكثرة ما يرى في نفسه، وكان يستنقص الفضلاء الذين في زمانه وكثيراً من المتقدمين، وكان وقوعه كثيراً جداً في فهماء العجم ومصنفاتهم، وخصوصاً الشيخ الرئيس ابن سينا ونظرائه.

ونقلت من خطه في سيرته التي ألفها ما هذا مثاله نطق أني ولدت بدار لجدي في درب الفالوذج في سنة سبع وخمسين وخمسمائة. وتربيت في حجر الشيخ أبي النجيب لا أعهد اللعب واللهو، وأكثر زماني مصروف في سماع الحديث، وأخذت لي إجازات من شيوخ بغداد وخراسان والشام ومصر. ونطق لي والدي يوما،ً قد سمعتك جميع عوالي بغداد وألحقتك في الرواية بالشيوخ المسان، وكنت في أثناء ذلك أتفهم الخط، وأتحفظ القرآن والفصيح،ووالمقامات، وديوان المتنبي ونحوذلك، ومختصراً في الفقه، ومختصراً في النحو. فلما ترعرعت حملني والدي إلى كمال الدين عبد الرحمن الأنباري، ووكان يومئذ شيخ بغداد، وله بوالدي صحبة قديمة أيام التفقه بالنظامية. فقرأت عليه خطبة الفصيح فهذر كلاماً كثيراً متتابعاً لم أفهم منه شيئاً، لكن التلاميذ حوله يعجبون منه، ثم نطق أنا أجفوعن تعليم الصبيان أحمله إلى تلميذي الوجيه الواسطي يقرأ عليه فإذا توسطت حاله قرأ علي، وكان الوجيه عند بعض أولاد رئيس الرؤساء، وكان رجلاً أعمى من أهل الثروة والمروءة، فأخذني بكلتي يديه، وجعل يفهمني من أول النهار إلى آخره بوجوه كثيرة من التلطف، فكنت أحضر حلقته بمسجد الظفرية، ويجعل جميع الشروح لي ويخاطبني بها، وفي آخر الأمر أقرأ درسي وخصني بشرحه، ثم نخرج من المسجد فيذاكرني في الطريق، فإذا بلغنا منزله أخرج الخط التي يشتغل بها مع نفسه فاحفظ له وأحفظ معه ثم يمضى إلى الشيخ كمال الدين فيقرأ درسه ويشرح له، وأنا أسمع، وتخرجت إلى حتى صرت أسبقه في الحفظ والفهم، وأصرف أكثر الليل في الحفظ والتكرار، وأقمنا على ذلك برهة، حدثا اتى حفظي كثر وجاد، وفهمي قوي، واستنار، وذهني احتد واستقام، وأنا ألازم الشيخ وشيخ الشيخ. وأول ما ابتدأت حفظت اللمع في ثمانية أشهر، وأسمع جميع يوم شرح أكثرها مما يقرؤه غيري، وأنقلب إلى بيتي فأطالع شرح الثمانين، وشرح الشريف عمر بن حمزة، وشرح ابن برهان، وكل ما أجد من شروحها، وأشرحها لتلاميذ يختصون بي إلى حتى صرت أتحدث على جميع باب كراريس، ولا ينفذ ما عندي، ثم حفظت أدب المحرر لابن قتيبة حفظاً متقناً. أما النصف الأول ففي شهور، وأما تقويم اللسان ففي أربعة عشر يوماً لأنه كان أربعة عشر كراساً، ثم حفظت مأزق القرآن له وغريب القرآن له، وكل ذلك في مدة يسيرة، ثم انتقلت إلى الإيضاح لأبي علي الفاسي فحفظته في شهور كثيرة، ولازمت مطالعه شروحه وتتبعته التتبع التام حتى تبحرت فيه وجمعت ما نطق الشراح، وأما التكملة فحفظتها في أيام يسيرة جميع يوم كراساً، وطالعت الخط المبسوطة والمختصرات وواظبت على المقتضب للمبرد، وكتاب ابن درستويه. وفي اثناء ذلك لا أغفل سماع الحديث والتفقه على شيخنا ابن فضلان بدار المضى، وهي مدرسة معلقة بناها فخر الدولة بن المطلب. نطق وللشيخ كمال الدين مائة تصنيف وثلاثون تصنيفاً، أكثرها في النحووبعضها في الفقه والأصولين وفي التصوف والزهد، وأتيت على أكثر تصانيفه سماعاً وقراءة وحفظاً، وشرع في تصنيفين كبيرين أحدهما في اللغة والآخر في الفقه ولمن يتفق له إتمامهما وحفظت عليه طائفة من كتاب سيبويه وأكببت على المقتضب فأتقنته، وبعد وفاة الشيخ تجردت لكتاب سيبويه ولشرحه للسيرافي. ثم قرأت على ابن عبيد الكرخي خطاً كثير منها كتاب الأصول لابن السراج، والنسخة في وقف ابن الخشاب برباط المأمونية. وقرأت عليه الفراض والعروض للخطيب التبريزي، وهومن خواص تلاميذ ابن الشجري. وأما ابن الخشاب فسمعت بقراءته معاني الزجاج على الكتابة شهدة بنت الأبري، وسمعت منه الحديث المسلسل وهو"الراحمون يرحمهم الرحمن؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ونطق أيضاً موفق الدين البغدادي إذا من مشايخه الذين انتفع بهم كما زعم ولد أمين الدولة بن التلميذ، وبالغ في وصفه وكثر، وهذا فلكثرة تعصبه للعراقيين، وإلا فولد أمين الدولة لم يكن بهذه المثابة ولا قريباً منها، ونطق أنه ورد إلى بغداد رجل مغربي جوال في زي التصوف له أبهة ولسن، مقبول الصورة، عليه مسحة الدين، وهيئة السياحة، ينعمل لصورته من رآه قبل أني أبلغه، ويعهد بابن نائلي، يزعم أنه من أولاد المتلثمة، خرج من المغرب لما استولى عليها عبد المؤمن، فلما إستقر ببغداد اجتمع إليه جماعة من الأكابر والأعيان، وحضره الرضي القزويني، وشيخ الشيوخ ابن سكينة، وكنت واحداً ممن حضره فاقرأني مقدمة حساب، ومقدمة ابن بابشاد في النحووكان له طريق في التعليم عجيب، ومن يحضره يظن أنه متبحر وإنما كان متطرفاً، ولكنه أمعن في خط الكيمياء والطلسمات وما يجري مجراها، وأتى على خط جابر بأسرها، وعلى خط ابن وحشية، وكان يجلب القلوب بصورته ومنطقه وإيهامه، فملأ قلبي شوقاً إلى العلوم كلها، واجتمع بالإمام الناصر لدين اللَّه وأعجبه، ثم سافر وأقبلت على الإشتغال، وشمرت ذيل الجد والاجتهاد، وهجرت النوم واللذات، وأكببت على خط الغزالي المقاصد، والمعيار، والميزان، محك النظر، ثم انتقلت إلى خط ابن سينا صغارها وكبارها، وحفظت كتاب النجاة، وخطت الشفاء وبحثت فيه، وحصلت كتاب التحصيل لبهمنيار تلميذ ابن سينا، وخطت وحصلت كثيراً من خط جابر بن حيان الصوفي وابن وحشية وباشرت عمل الصنعة الباطلة وتجارب الضلال الفارغة، وأقوى من أضلني ابن سينا بكتابه في الصنعة الذي تمم به فلسفته التي لا تزداد بالتمام إلا نقصا.

نطق ولما كان في سنة خمس وثمانين وخمسمائة حيث لم يبق ببغداد من يأخذ بقلبي ويملأ عيني، ويحل ما يشكل عليّ،ودخلت الموصل فلم أجد فيها بغيتي، لكن وجدت الكمال بن يونس جيداً في الرياضيات والفقه متطرفاً من باقي أجزاء الحكمة، قد استغرق عقله ووقته حب الكيمياء وعملها، حتى صار يستخف بكل ما عداها، واجتمع إلى جماعة كثيرة، وعُرضت علي مناصب فاخترت منها مدرسة ابن مهاجر المعقلة ودار الحديث التي تحتها، وأقمت بالموصل سنة في اشتغال دائم متواصل ليلاً ونهاراً، وزعم أهل الموصل أنهم لمن يروا من أحد قبلي ما رأوا مني من سعة المحفوظ، وسرعة وسكون الطائر، وسمعت الناس يهرجون في حديث الشهاب السهروردي المتفلسف، ويعتقدون أنه قد فاق الأولين والآخرين، وإن تصانيفه فوق تصانيف القدماء. فهممت لقصده ثم أدركني التوفيق فطلبت من ابن يونس شيئاً من تصانيفه، وكان أيضاً معتقداً فيها فسقطت على التلويحات، والنظرة، والمعارج، فصادفت فيها ما يشير على جهل أهل الزمان، ووجدت لي تعاليق كثيرة لا أرتضيها هي خير من كلام هذا الأنوك، وفي أثناء كلامه يثبت حروفاً مبترة يوهم بها أمثاله أنها أسرار إلهية.

نطق ولما دخلت دمشق وجدت فيها من أعيان بغداد والبلاد ممن جمعهم الإحسان الصلاحي، جمعاً كثيراً، منهم جمال الدين عبد اللطيف ولد الشيخ أبي النجيب، وجماعة بقيت من بيت رئيس الرؤساء، وابن طلحة المحرر وبيت ابن جهير وابن العطار المقتول الوزير، وابن هبيرة الوزير واجتمعت بالكندي بالبغدادي النحوي وجرى بيننا مباحثات، وكان شيخاً بهياً ذكياً مثرياً، له جانب من السلطان، لكنه كان معجباً بنفسه مؤذياً لجليسه، وجرت بيننا مباحثات فأظهرني اللّه تعالى عليه في مسائل كثيرة، ثم أني أهملت جانبه فكان يتأذى بإهمالي له أكثر مما يتأذى الناس منه، وعملت بدمشق تصانيف جمة منها غريب الحديث الكبير، جمعت فيه غريب أبي عبيد القاسم بن سلام وغريب ابن قتيبة وغريب الخطابي وكنت إبتدأت به في الموصل وعملت كتاب الواضحة في إعراب الفاتحة نحوعشرين كراساً، وكتاب الألف واللام، وكتاب ربّ، وكتاباً في الذات والصفات الذاتية الجارية على ألسنة المتحدثين، وقصدت بهذه المسألة الرد على الكندي، ووجدت بدمشق الشيخ عبد اللَّه بن نائلي نازلاً بالمأذنة الغربية، وقد عكف عليه جماعة وتحزب الناس فيه حزبين له وعليه فكان الخطيب الدولعي عليه، وكان من الأعيان له منزلة وناموس، ثم خلط ابن نائلي على نفسه فأعان عدوه عليه، وصار يتحدث في الكيمياء والفلسفة، وكثر التشنيع عليه، واجتمعت به فصار يسألني عن أعمال أعتقد أنها خسيسة نزرة فيعظمها ويحتفل بها ويخطها مني، وكاشفته فلم أجده كما كان في نفسي، فساء به ظني وبطريقه، ثم باحثته في العلوم فوجدت عنده منها أطرافاً نزرة فقلت له يوماً لوصرفت زمانك الذي ضيعته في طلب الصنعة إلى بعض العلوم الشرعية أوالعقلية كنت اليوم فريد عصرك، مخدوماً طول عمرك، وهذا هوالكيمياء لا ما تطلبه، ثم اعتبرت بحاله وانزجرت بسوء ما له، والسعيد من وعظ بغيره، فأقلعت ولكن لا جميع الإقلاع، ثم إنه توجه إلى صلاح الدين بظاهر عكا يشكوإليه الدولعي، وعاد مريضاً وحمل إلى البيمارستان فمات به، وأخذ خطه المعتمد شحنة دمشق وكان متيماً بالصنعة.

ثم أني توجهت إلى زيارة القدس، ثم إلى صلاح الدين بظاهر عكا فاجتمعت ببهاء الدين بن شداد قاضي العسكر يومئذ، وكان قد اتصل به شهرتي بالموصل فانبسط إلي وأقبل علي، ونطق نجتمع بعماد الدين المحرر فقمنا إليه، وخيمته إلى خيمة بهاء الدين فوجدته يخط كتاباً إلى الديوان العزيز بقلم الثلث من غير مسودة، ونطق هذا كتاب إلى بلدكم، وذاكرني في مسائل من فهم الكلام، ونطق قوموا بنا إلى القاضي الفاضل فدخلنا عليه، فرأيت شيخاً ضئيلاً كله رأس وقلب، وهويخط ويملي على اثنين، ووجهه وشفتاه تلعب ألوان الحركات لقوة حرصه في إخراج الكلام، وكأنه يخط بجملة أعضائه، وسألني القاضي الفاضل عن قوله سبحانه وتعالى "حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها ونطق لهم خزنتها" أين جواب إذاً، وأين جواب لوفي قوله تعالى "ولوحتى قرآناً سيرت به الجبال" وعن مسائل كثيرة ومع هذا فلا يبتر الكتابة والإملاء، ونطق لي ترجع إلى دمشق، وتجري عليك الجرايات فقلت أريد مصر. فنطق السلطان مشغول القلب بأخذ الفرنج عكا وقتل المسلمين بها. فقلت لا بد لي من مصر فخط لي ورقة صغيرة إلى وكيله بها.

فلما دخلت القاهرة اتىني وكيله وهوابن سناء الملك، وكان شيخاً جليل القدر، نافذ الأمر، فأنزلني داراً قد أزيحت عللها، واتىني بدنانير وغلة، ثم مضى إلى أرباب الدولة ونطق هذا ضيف القاضي الفاضل فدررت الهدايا والصلات من جميع جانب، وكان جميع عشرة أيام أونحوها تصل تذكرة القاضي الفاضل إلى ديوان مصر بمهمات الدولة وفيها فصل يؤكد الوصية في حقي، وأقمت بمسجد الحاجب لؤلؤ رحمه اللَّه إقرئ، وكان قصدي في مصر ثلاثة أنفس ياسين السيميائي والرئيس موسى بن ميمون اليهودي وأبوالقاسم الشارعي، وكلهم جاؤوني، أما ياسين فوجدته محالياً كذاباً، مشعبذاً، يشهد للشاقاني بالكيمياء، ويشهد له الشاقاني بالكيمياء، ويقول عنه أنه يعمل أعمالاً يعجز موسى بن عمران عنها، وأنه يحضر المضى المضروب متى شاء، وبأي مقدار شاء، وبأي سكة شاء، وأنه في الغاية قد غلب عليه عحب الرياسة، وخدمة أرباب الدنيا، وعمل كتاباً في الطب جمعه من الستة عشر لجالينوس، ومن خمسة خط أخرى، وشرط حتى لا يغير فيه حرفاً إلا حتىقد يكون واوعطف أوفاء وصل، وإنما ينقل فصولاً لا يختارها، وعمل كتاباً لليهود سماه كتاب الدلالة، ولعن من يخطه بغير القلم العبراني، ووقفت عليه فوجدته كتاب سوء يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يظن أنه يصلحها وكنت ذات يوم بالمسجد وعندي جمع كثير فدخل شيخ رث الثياب، نير الطعلة مقبول الصورة فهابه الجمع وحملوه فوقهم، وأخذت في إتمام كلامي، فلما تصرم المجلس اتىني إمام المسجد ونطق أتعهد هذا الشيخ،يا ترى؟ هذا أبوالقاسم الشارعي فاعتنقته وقلت إياك أطلب، فأخذته إلى منزلي وأكلنا الطعام وتفاوضنا الحديث، فوجدته كما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، سيرته سيرة الحكماء العقلاء وكذا صورته، وقد رضي من الدنيا ببرض، لا يتعلق منها بشيء يشغله عن طلب الفضيلة، ثم لازمني فوجدته قيماً بخط القدماء وخط أبي نصر الفارابي ولم يكن لي اعتقاد في أحد من هؤلاء لأني كنت أظن حتى الحكمة كلها حازها ابن سينا وحشاها خطه، وإذا تفاوضنا الحديث أغلبه بقوة الجدل وفضل اللسن، ويغلبني بقوة الحجة وظهور المحجة، وأنا لا تلين قناتي لغمزه، ولا أحيد عن جادة الهوى والتعصب برمزه، فصار يحضرني شيئاً بعد شيء من خط أبي نصر والإسكندر ثامسطيوس يؤنس نفاري، ويلين عريكة شماسي حتى عطفت عليه أقدِّم رجلاً وأؤخر أخرى.

وشاع حتى صلاح الدين هادن الفرنج وعاد إلى القدس فقادتني الضرورة إلى التوجه إليه، فأخذت من خط القدماء ما أمكنني توجهت إلى القدس فرأيت ملكاً عظيماً يملأ العين روعة، والقلوب محبة، قريباً بعيداً، سهلاً محبباً، وأصحابه يتشبهون به، يتسابقون إلى المعروف كما نطق تعالى "ونزعنا ما في صدورهم من غل"، وأول ليل حضرته وجدت مجلساً حفلاً بأهل الفهم يتذاكرون في أصناف العلوم وهويحسن الاستماع والمشاركة ويأخذ في كيفية بناء الأسوار وحفر الخنادق ويتفقه في ذلك الحجارة على عاتقه، ويتأسى به جميع الناس الفقراء والأغنياء، والأقوياء والضعفاء، حتى العماد المحرر والقاضي الفاضل؛ ويركب لذلك قبل طلوع الشمس إلى وقت الظهر، ويأتي داره، ويمد الطعام، ثم يستريح، ويركب العصر ويرجع في المساء، ويصرف أكثر الليل في تدبير ما يعمل نهاراً، فخط لي صلاح الدين بثلاثين ديناراً في جميع شهر على ديوان الجامع وأطلق أولاده رواتب حتى تقرر لي في جميع شهر مائة دينار.

ورجعت إلى دمشق وأكببت على الاشتغال وإقراء الناس بالجامع، وحدثا أمعنت في خط القدماء ازددت فهيا رغبة، وفي خط ابن سنا زهادة وأطلعت على بطلان الكيمياء، وعهدت حقيقة الحال في وضعها، ومَن وضعها وتكذّب بها، وما كان قصده في ذلك، وخلصت من ضلالين عظيمين موبقين، وتضاعف شكري للَّه سبحانه على ذلك، فإن أكثر الناس إنما هلكوا بخط ابن سينا وبالكيمياء،ثم حتى صلاح الدين ولج دمشق، وخرج يودع الحاج، ثم عاد فحمّ ففصده من لا خبرة عنده فخارت القوة ومات قبل الرابع عشر ووجد الناس عليه شبيهاً بما يجدونه على الأنبياء، وما رأيت ملكاً حزن الناس بموته سواه لأنه كان محبوباً يحبه البر والفاجر، والمسلم والكافر، ثم تفرق أولاده وأصحابه أيادي سبأ، ومزقوا في البلاد جميع ممزق، وأثرهم توجه إلى مصر لخصبها وسعة صدر ملكها وأقمت بدمشق وملكها الملك الأفضل وهوأكبر الأولاد في السن إلى حتى جاد الملك العزيز بعساكر مصر يحاصر أخاه بدمشق، فلم ينل منه بغية، ثم تأخر إل مرج الصفر لقولنج عرض له فخرجت إليه بعد خلاصه منه فأذن لي في الرحيل معه، وأجرى علي من بيت المال كفايتي وزيادة، وأقمت مع الشيخ أبي القاسم يلازمني صباح مساء إلى حتى قضى نحبه، ولما اشتد سقمه،ووكان ذات الجنب عن نزلة من رأسه وأشرت عليه بدواء فأنشد: 

لا أذود الطير من شجر      قد بلوت المر من ثمره

ثم سألته من ألمه فنطق:

ما لجرح بميت إيلام

وكان سيرتي في هذه المدة، أنني أقرئ الناس بالجامع الأزهر من أول النهار إلى نحوالساعة الرابعة، وسط النهار يأتي من يقرأ الطب وغيره، وآخر النهار أرجع إلى الجامع الأزهر فيقرأ قوم آخرون، وفي الليل أشتغل مع نفسي، ولم أزل على ذلك إلى حتى توفي الملك العزيز، وكان شاباً كريماًً شجاعاً كثير الحياء لا يحسن قول لا، وكان مع حداثة سنه وشرخ شبابه تام العفة عن الأموال والفروج.

أقول ثم حتى الشيخ موفق الدين أقام بالقارة بعد ذلك مدة، وله الرتب والجرايات من أولاد الملك الناصر صلاح الدين، وأتى إلى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذي لم يشاهد مثله، وألف الشيخ موفق الدين في ذلك كتاباً ذكر فيه أشياء شاهدها أوسمعها ممن عاينها تذهل العقل، وسمى ذلك الكتاب كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، ثم لما ملك السلطان الملك العادل سيف الدين أبوبكر بن أيوب الديار المصرية وأكثر الشام والشرق، وتفرقت أولاد أخيه الملك الناصر صلاح الدين، وانتزع ملكهم توجه الشيخ موفق الدين إلى القدس، وأقام بها مدة، وكان يتردد إلى الجامع الأقصى ويشتغل الناس عليه بكثير من العلوم، وصنف هنالك خطاً كثيرة، ثم أنه توجه إلى دمشق ونزل بالمدرسة العزيزية بها، وذلك في سنة أربع وستمائة وشرع في التدريس والاشتغال، وكان يأتيه خلق كثير يشتغلون عليه ويقرأون أصنافاً من العلوم، وتميز في صناعة الطب بدمشق، صنف في هذا الفن كتاباً كثيرة وعهد به، وأما قبل ذلك فإنما كانت شهرته بفهم النحو، وأقام بدمشق مدة وانتفع الناس به، ثم إنه سافر إلى حلب، وقصد بلاد الروم وأقام بها سنين كثيرة، وكان في خدمة الملك علاء الدين داود ابن بهرام صاحب أرزنجان، وكان مكيناً عنده، عظيم المنزلة، وله من الجامكية الوافرة، والافتقادات الكثيرة، وصنف باسمه عدة خط، وكان هذا الملك عالي الهمة، كثير الحياء، كريم النفس، وقد اشتغل بشيء من العلوم، ولم يزل في خدمته إلى حتى استولى على ملكه صاحب أرزن الروم، وهوالسلطان كيقباد بن كيخسروبن قلج أوفدان، ثم قبض على صاحب أرزنجان ولم يظهر له خبر.

نطق الشيخ موفق الدين عبد اللطيف ولما كان في سابع عشر ذي القعدة من سنة خمس وعشرين وستمائة، توجهت إلى أرزن الروم، وفي حادي صفر من سنة ست وعشرين وشتمائة، رجعت إلى أرزنجان من أرزن الروم، وفي نصف ربيع الأول توجهت إلى كماخ، وفي جمادى الأولى توجهت منها إلى دبركي، وفي رجب توجهت منها إلى ملطية، وفي آخر رمضان توجهت إلى حلب وصلينا صلاة عيد الفطر بالبهنساء، ودخلت حلب يوم الجمعة تاسع شوال فوجدناها قد تضاعفت عمارتها وخيرها بحسن سيرة أتابك شهاب الدين واجتمع الناس على محبتة لمعدلته في رعيته. أقول وأقام الشيخ موفق الدين بحلب والناس يشتغلون عليه، وكثرت تصانيفه، وكان له من شهاب الدين طغريل الخادم أتابك حلب جار حسن، وهومتنحل لتدريس صناعة الطب وغيرها، ويتردد إلى الجامع بحلب ليسمع الحديث ويقرئ العربية، وكان دائم الاشتغال، ملازماً للكتابة والتصانيف، ولما أقام بحلب قصدت أني أتوجه إليه واجتمع به فلم يتفق ذلك، وكان خطه أبداً تصل إلينا ومراسلاته، وبعث إلي أشياء من تصانيفه من خطه وهذه نسخة كتاب خطته إليه لما كان بحلب المملوك يواصل بنادىئه وثنائه، وشكره وانتماءه إلى عبودية المجلس السامي المولوي، السيدي السندي، الأجل الكبيري، العالمي الفاضل، موفق الدين،وسيد الفهماء في الغابرين والحاضرين، جامع العلوم المتفرقة في العالمين، ولي أمير المؤمنين، أوضح اللَّه به سبل الهداية، وأنار ببقائه طرق الدراية، وحقق بحقائق ألفاظه سليم الولاية، ولا زالت سعادته دائمة البقاء، وسيادته سامية الارتقاء، وتصانيفه في الآفاق قدوة الفهماء، وعمدة سائر الأدباء والحكماء، المملوك يجدد الخدمة، ويهدي من السلام أطيبه، ومن الشكر والثناء أعذبه، وينهي ما يكابده من أليم التطلع إلى مشاهدة أنوار شمسه المنيرة، وما يعانيه من الارتياح إلى ملاحظة شريف حضرته الأثيرة، وما تزايد من القلق، وتعاظم عند سماعه قرب المزار من الأرق  

وأبرح ماقد يكون الشوق يوماً      إذا دنت الديار من الـديار

ولولا قفول الركاب العالي، ووصول الجناب الموفقي الجلالي، لسارع المملوك إلى الوصول، ولبادر المبادرة بالمثول، ولاتى إلى شريف خدمته، وفاز بالنظر إلى بهي طلعته، فيا سعادة من فاز بالنظر إليه، ويا بشرى من مثل بين يديه، ويا سرور من حظي بوجه إقباله عليه، ومن ورد بحار فضله من غيرها، واستضاء بشمس فهمه فسرى في ضياء منيرها، نسأل اللّه تعالى تقريب الاجتماع، وتحصيل الجمع بين مسرتي الإبصار والإسماع، بمنه وكرمه إذا شاء اللّه تعالى، ومن مراسلات الشيخ موفق الدين عبد اللطيف أنه بعث إلى أبي في أول كتاب، وهويقول فيه عندي ولد الولد أعز من الولد، وهذا موفق الدين ولد ولدي وأعز الناس عندي، وما زالت النجابة تتبين لي فيه من الصغر، ووصف وأثنى كثيراً، ونطق فيه ولوأمكنني حتى آتي إليه بالقصد ليشتغل علي لعملت، وبالجملة فإنه كان قد عزم حتى يأتي إلى دمشق ويقيم بها، ثم خطر له أنه قبل ذلك يحج، ويجعل طريقه على بغداد، وأن يقدم بها للخليفة المستنصر باللّه أشياء من تصانيفه، ولما وصل بغداد سقم في أثناء ذلك، وتوفي رحمه اللّه يوم الأحد ثاني عشر المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بالوردية عند أبيه، وذلك بعد حتى خرج من بغداد وبقي غائباً عنها خمساً وأربعين سنة، ثم إذا اللّه تعالى ساقه إليها وقضى منيته بها، ومن كلام موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، مما نقلته من خطه نطق ينبغي حتى تحاسب نفسك جميع ليلة إذا آويت إلى منامك، وتنظر ما اكتسبت في يومك من حسنة فتشكر اللّه عليها، وما اكتسبت من سيئة فتستغفر اللّه منها وتقلع عنها، وترتب في نفسك مما تعمله في غدك من الحسنات، وتسأل اللّه الإعانة على ذلك. ونطق أوصيك حتى لا تأخذ العلوم من الخط وإن وثقت من نفسك بقوة الفهم، وعليك بالأستاذين في جميع فهم تطلب اكتسابه، ولوكان الأستاذ ناقصاً فخذ عنه ما عنده حتى تجد أكمل منه، وعليك بتعظيمه وتوجيبه، وإن قدرت حتى تفيده من دنياك فاعمل، وإلا فبلسانك وثنائك، وإذا قرأت كتاباً فاحرص جميع الحرص على حتى تستظهره وتملك معناه وتوهم حتى الكتاب قد عدم وأنك مستغن عنه، لا تحزن لفقده، وإذا كنت مكباً على دراسة كتاب وتفهمه فإياك حتى تشتغل بآخر معه، ولصرف الزمان الذي ترغب صرفه في غيره إليه، وإياك حتى تشتغل بفهمين دفعة واحدة، وواظب على الفهم الواحد سنة أوسنتين أوما شاء اللّه، فإذا قضيت منه وطرك فانتقل إلى فهم آخر، ولا تظن أنك إذا حصلت فهماً فقد اكتفيت بل بحاجة إلى مراعاته لينموولا ينقص ، ومراعاته تكون بالذاكرة، والتفكر واشتغال المبتدئ بالتلفظ والتفهم، ومباحثة الأقران، واشتغال العالم بالتعليم والتصنيف، وإذا تصديت لتعليم فهم أوللمناظرة فيه فلا تمزج به غيره من العلوم، فإن جميع فهم مكتف بنفسه مستغن عن غيره، فإن استعانتك في فهم بفهم عجز عن استيفاء أقسامه كمن يستعين بلغة في لغة أخرى إذا فهمها أوجهل بعضها، نطق وينبغي للإنسان حتى يقرأ التواريخ، وأن يطلع على السّير وتجارب الأمم فيصير بذلك كأنه في عمره القصير قد استوعب الأمم الخالية،وعاصرهم وعاشرهم، وعهد خيرهم وشرهم.

نطق وينبغي حتى تكون سيرتك سيرة الصدر الأول، فاقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتتبع أفعاله وأحواله، واقتف آثاره، وتشبه به ما أمكنك وبقدر طاقتك، وإذا وقفت على سيرته في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه ويقظته وتسقمه وتطببه وتمتعه وتطيبه ومعاملته مع ربه ومع أزقابل وأصحابه وأعدائه، وعملت اليسير من ذلك فأنت السعيد جميع السعيد.

نطق وينبغي حتى تكثر إيهامك لنفسك ولا تحسن الظن بها، وتعرض خواطرك على الفهماء وعلى تصانيفهم، وتتثبت ولا تعجل ولا تعجب فمع العجب العثار، ومع الاستبداد الزلل، ومن لم يعرق جبينه إلى أبواب الفهماء لم يعرق في الفضيلة،ومن لم يخجلوه لم يبجله الناس، ومن لم يبكتوه لم يسد، ومن لم يحتمل ألم التفهم لم يذق لذة الفهم، ومن لم يكدح لم يفلح، وإذا خلوت من التفهم والتفكر فحرّك لسانك بذكر اللّه وبتسابيحه، وخاصة عند النوم، فيتشربه لبك، ويتعجن في خيالك، وتحدث به في منامك، وإذا وقع لك فرح وسرور ببعض أمور الدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وأصناف المنغصات، وإذا أحزنك أمر فاسترجع، وإذا اعترتك غفلة فاستغفر، واجعل الموت نصب عينك،والفهم والتقى زادك إلى الآخرة، وإذا أردت حتى تعصي اللّه فاطلب مكاناً لا يراك فيه، وافهم حتى الناس عيون اللّه على العبد يريهم خيره وإن أخفاه، وشره وإن ستره، فباطنه مكشوف للّه، واللّه يكشفه لعباده، عمليك حتى تجعل باطنك خيراً من ظاهرك، وسرك أصبح من علانيتك، ولا تتألم إذا أعرضت عنك الدنيا فلوعرضت لك لشغلتك عن كسب الفضائل، وقلما يتعمق في الفهم ذوالثروة، إلا حتىقد يكون شريف الهمة جداً أوحتى يثري بعد تحصيل الفهم، وإني لا أقول إذا الدنيا تعرض عن طالب الفهم بل هوالذي يعرض عنها، لأن همته مصروفة إلى الفهم فلا يبقى له التفات إلى الدنيا، والدنيا إنما تحصل بحرص وفكر في وجوهها فإذا غفل عن أسبابها لم تأته وأيضاً فإن طالب الفهم تشرف نفسه عن الصنائع الرذلة، والمكاسب الدنية، وعن أصناف التجارات، وعن التذلل لأرباب الدنيا والوقوف على أبوابهم، ولبعض إخواني بيت شعر

من جد في طلب العلوم أفاته      شرف العلوم دناءة التحصيل

وجميع طرق مكاسب الدنيا بحاجة إلى فراغ لها وحذق فيها، وصرف الزمان إليها، والمشتغل بالفهم لا يسعه شيء من ذلك، وإنما ينتظر حتى تأتيه الدنيا بلا سبب، وتطلبه من غير حتى يطلبها طلب مثلها، وهذا ظلم منه وعدوان، ولكن إذا تمكن الرجل في الفهم وشهر به، خطب من جميع جهة وعرضت عليه المناصب، واتىته الدنيا صاغرة، وأخذها وماء وجهه موفوراً، وعرضه ودينه مصون، وافهم حتى للفهم عقبة وعهداً ينادي على صاحبه، ونوراً وضياء يشرق عليه ويدل عليه،كتاجر المسك لا يخفى مكانه، ولا تجهل بضاعته، وكمن يمشي بمشعل في ليل مدلهم، والعالم مع هذا محبوب أينما كان وكيفما كان، لا يجد إلا من يميل إليه، ويؤثر قربه ويأنس به، ويرتاح بمداناته وافهم حتى العلوم تغور ثم تفور في زمان بمنزلة النبات أوعيون المياه، وتنتقل من قوم إلى قوم ومن صقع إلى صقع.

ومن كلامه أيضاً نقلته من خطه نطق اجعل كلامك في الغالب بصفات حتىقد يكون وجيزاً فصيحاً في معنى مهم أومستحسن فيه إلغاز تام، وإيهام كثير أوقليل، ولا تجعله مهملاً ككلام الجمهور، بل احمله عنه، ولا تباعده عليهم جداً، ونطق إياك والهذر، والكلام فيما لا يعني، وإياك والسكوت في محل الحاجة، ورجوع النوبة إليك إما لاستخراج حق، أواجتلاب مودة، أوتنبيه على فضيلة، وإياك والضحك مع كلامك، وكثرة الكلام، وتبتيرالكلام، بل اجعل كلامك سرداً بسكون، بحيث يستشعر منك حتى وراءه أكثر منه، وأنه عن خميرة سابقة، ونظر متقدم، ونطق إياك والغلظة في الخطاب، والجفاء في المناظرة، فإن ذلك يمضى ببهجة الكلام، ويسقط فائدته، ويعدم حلاوته، ويجلب الضغائن، ويمحق المودات، ويصير القائل مستثقلا سكوته وأشهى إلى السامع من كلامه، ويثير النفوس على مفاندته، ويبسط الألسن بمخاشنته وإذهاب حرمته. ونطق لا تتحمل بحيث تستثقل، ولا تتنازل بحيث تستخس وتستحقر.

ونطق اجعل كلامك كله جدلاً، وأجب من حيث تعقل لا من حيث تعتاد وتألف.

ونطق انتزح عن عادات الصبا، وتجرد عن مألوفات الطبيعة، واجعل كلامك لاهوتياً في الغالب لا ينفك من خبر أوقرآن أوقول حكيم أوبيت نادر أومثل سائر.

ونطق تجنب الوقيعة في الناس وثلب الملوك، والغلظة على المعاشر، وكثرة الغضب، وتجاوز الحد فيه. ونطق استكثر من حفظ الأشعار الأمثالية والنوادر الحكمية والمعاني المستغربة، ومن نادىئه رحمه اللّه نطق اللهم أعذنا من شموس الطبيعة وجموع النفس الردية، وأسلس لنا مقاد التوفيق، وخذ بنا في سواء الطريق، يا هادي العمي؛ يا مرشد الضلال، يا محيي القلوب الميتة بالإيمان، يا منير ظلمة الضلالة بنور الإتقان؛ خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، نجنا من ردغة الطبيعة، طهرنا من درن الدنيا الدنية، بالإخلاص لك والتقوى، إنك مالك الآخرة والدنيا، وتسبيح أيضاً له نطقسبحان من عم بحكمته الوجود، واستحق بكل وجه حتىقد يكون هوالمعبود، تلألأت بنور جلالك الآفاق، وأشرقت شمس معهدتك على النفوس إشراقاً وأي إشراق.


مصنفاته

ولموفق الدين عبد اللطيف البغدادي من الخط:

  • كتاب غريب الحديث، جمع فيه غريب أبي عبيد القاسم بن سلام، وغريب ابن قتيبة، وغريب الخطابي،
  • كتاب المجرد من غريب الحديث،
  • كتاب الواضحة في إعراب الفاتحة،
  • كتاب الألف واللام، مسألة في قوله سبحانه إذا أخرج يده لم يكد يراها، مسألة نحوية،
  • مجموع مسائل نحوية وتعاليق، كتاب ربَّ،
  • شرح بانت سعاد،
  • كتاب ذيل الفصيح، الكلام في الذات والصفات الذاتية الجارية على ألسنة المتحدثين، شرح أوائل المفصل، خمس مسائل نحوية، شرح مقدمة ابن بابشاذ وسماه باللمع الكاملية،
  • شرح الخطب النباتية، شرح الحديث المتسلسل، شرح سبعين حديثاً،
  • شرح أربعين حديثاً طبية،
  • كتاب الرد على ابن خطيب الري في تفسير سورة الإخلاص،
  • كتاب كشف الظلامة عن قدامة،
  • شرح نقد الشعر لقدامة،
  • أحاديث مخرجة من الجمع بين السليمين،
  • كتاب اللواء العزيز، باسم الملك العزيز في الحديث،
  • كتاب قوانين البلاغة، عمله بحلب سنة خمس عشرة وستمائة،
  • حواش على كتاب الخصائص لابن جني،
  • كتاب الإنصاف، بين ابن بري وابن الخشاب على المقامات للحريري، وفوز ابن بري للحريري، مسألة في قولهم أنت طالق في شهر قبل ما بعد قبلة رمضان،
  • تفسير قوله عليه السلام الراحمون يرحمهم الرحمن،
  • كتاب قبسة العجلان في النحو،
  • اختصار كتاب الصناعتين للعسكري،
  • اختصار كتاب العمدة لابن رشيق.
  • منطقة في الوفق،
  • كتاب الجلي في الحساب الهندي،
  • اختصار كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري وكتاب آخر في فنه مثله،
  • اختصار مادة البقاء للتميمي،
  • كتاب الفصول وهوبلغة الحكيم سبع منطقات فرغ منه في شهر رمضان سنة ثمان وستمائة،
  • شرح كتاب الفصول لأبقراط،
  • شرح كتاب تقدمة الفهم لأبقراط،
  • اختصار وشرح جالينوس لخط الأمراض الحادة لأبقراط،
  • اختصار كتاب الحيوان لأرسطوطاليس،
  • تهذيب مسائل مابال لأرسطوطاليس، كتاب آخر في فنه مثله،
  • اختصار كتاب منافع الأعضاء لجالينوس،
  • اختصار كتاب آراء بقراط وأفلاطن،
  • اختصار كتاب الجنسين، اختصار كتاب الصوت،
  • اختصار كتاب المني، اختصار كتاب آلات التنفس،
  • اختصار كتاب العضل،
  • اختصار كتاب الحيوان للجاحظ،
  • كتاب في آلات التنفس وأفعالها ست منطقات منطقة في قسمة الحميات وما يتقوم به جميع واحد منها وكيفية تولدها،
  • كتاب النخبة وهوخلاصة الأمراض الحادة،
  • اختصار كتاب الحميات للإسرائيلي،
  • اختصار كتاب البول للإسرائيلي،
  • اختصار كتاب النبض للإسرائيلي،
  • كتاب أخبار مصر الكبير،
  • كتاب أخبار مصر الصغير، منطقتان،
  • كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، وفرغ من تأليفه في العاشر من شعبان سنة ثلاث وستمائة بالبيت المقدس،
  • كتاب تاريخ وهويتضمن سيرته ألفه لولده شرف الدين يوسف،
  • منطقة في العطش،
  • منطقة في الماء،
  • منطقة في إحصاء مقاصد واضعي الخط في خطهم وما يتبع ذلك من المنافع والمضار، منطقة في معنى الجوهر والعرض، منطقة موجزة في النفس، منطقة في الحركات المعتاضة،
  • منطقة في العادات، الحدثة في الربوبية.
  • منطقة تشتمل على أحد عشر باباً في حقيقة الدواء والغذاء وفهم طبقاتها وكيفية هجريبها،
  • منطقة في البادئ بصناعة الطب، منطقة في شفاء الضد بالضد،
  • منطقة في ديابيطس والأدوية النافعة منه،
  • منطقة في الراوند حررها بحلب في جمادى الآخرة من سنة سبع عشرة وستمائة، كان قد وضعها بمصر سنة خمس وتسعين وخمسمائة،
  • منطقة في السقنقور،
  • منطقة في الحنطة،
  • منطقة في الشراب والكرم، منطقة في البحران، صغيرة،
  • رسالة إلى مهندس فاضل عملي، خط بها من مدينة حلب،
  • اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن وافد،
  • اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن سمحون،
  • كتاب كبير في الأدوية المفردة،
  • مختصر في الحميات،
  • منطقة في المزج،
  • كتاب الرد على ابن الخطيب في شرحه بعض كليات القانون، وألف كتابه هذا لعمي رشيد الدين علي بن خليفة رحمه اللّّه وأوفده إليه، وكان تأليفه لذلك بحلب قبل توجهه إلى بلاد الروم،
  • كتاب تعقب حواشي ابن جميع على القانون،
  • منطقة يرد فيها على كتاب علي بن رضوان المصري في اختلاف جالينوس وأرسطوطاليس، منطقة في الحواس،
  • منطقة في الحدثة والكلام، كتاب السبعة،
  • كتاب تحفة الآمل،
  • منطقة في الرد على اليهود والنصارى،
  • منطقتان أيضاً في الرد على اليهود والنصارى، منطقة في ترتيب المصنفين،
  • كتاب الحكمة العلائية ذكر فيه أشياء حسنة في الفهم الإلهي وألف كتابه هذا لعلاء الدين داود بن بهرام صاحب أرزنجان،
  • منطقة على جهة التوطئة في المنطق،
  • حواش على كتاب البرهان للفارابي.
  • كتاب الترياق فصول منتزعة من كلام الحكماء حل شيء من شكوك الرازي على خط جالينوس،
  • كتاب المراقي إلى الغاية الإنسانية،
  • ثمان منطقات:
    • منطقة في ميزان الأدوية،
    • منطقة أخرى في المعنى وكشف شبه سقطت لبعض الفهماء،
    • منطقة في المعنى في جواب ثلاث مسائل،
    • منطقة سادسة مختصرة،
    • منطقة تتعلق بموازين الأدوية الطبية في المركبات، قول أيضاً في المعنى،
  • منطقة في التنفس والصوت والكلام،
  • منطقة في اختصار كلام جالينوس في سياسة الصحة،
  • انتزاعات من كتاب ديسقوريدس في صفات الحشائش، انتزاعات أخرى في منافعها،
  • منطقة في تدبير الحرب خطها لبعض ملوك زمانه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ووجدته أيضاً وقد ترجمها، منطقة في السياسة العملية،
  • كتاب العمدة في أصول السياسة، منطقة في جواب مسألة سئل عنها في ذبح الحيوان وقتله وهل ذلك سائغ في الطبع وفي العقل كما هوسائغ في الشرع،
  • منطقتان في المدينة الفاضلة،
  • منطقة في العلوم الضارة، رسالة في الممكن،
  • منطقتان، منطقة في الجنس والنوع أجاب بها في دمشق سؤال سائل في سنة أربع وستمائة، الفصول الأربعة المنطقية، تهذيب كلام أفلاطن،
  • حكم منثورة إيساغوجي مبسوط الواقعات،
  • منطقة في النهاية واللانهاية، كتاب تأريث الفطن في المنطق والطبيعي والإلهي،
  • منطقة في كيفية استعمال المنطق، وخط بهذه الموضوعة إلي من بلاد الروم،
  • منطقة في حد الطب، منطقة في البادئ بصناعة الطب،
  • منطقة في أجزاء المنطق التسعة، مجلد كبير،
  • منطقة في القياس.
  • كتاب في القياس، خمسون كراساً، ثم أضيف إليه المدخل والمقولات والعبارة والبرهان فاتى مقداره أربع مجلدات،
  • منطقة في جواب مسألة في التنبيه على سبل السعادة الطبيعيات من السماع إلى آخر كتاب الحس والمحسوس ثلاث مجلدات،
  • كتاب السماع الطبيعي، مجلدان،
  • كتاب آخر في الطبيعيات من السماع إلى كتاب النفس،
  • كتاب العجيب،
  • حواش على كتاب الثمانية المنطقية للفارابي، شرح الأشكال البرهانية من ثمانية أبي نصر،
  • منطقة في تزييف الشكل الرابع،
  • منطقة في تزييف ما يعتقده أبوعلي بن سينا من وجود أقيسة شرطية تنتج نتائج شرطية،
  • منطقة في القياسات المختلطات والصرف، بارير مانياس مبسوط،
  • منطقة في تزييف المقاييس الشرطية التي يظنها ابن سينا،
  • منطقة أخرى في المعنى أيضاً،
  • كتاب النصيحتين للأطباء والحكماء،
  • كتاب المحاكمة بين الحكيم والكيميائي،
  • رسالة في المعادن وإبطال الكيمياء،
  • منطقة في الحواس، عهد إلى الحكماء،
  • اختصار كتاب الحيوان لابن أبي الأشعث،
  • اختصار القولنج لابن أبي الأشعث،
  • منطقة في السرسام،
  • منطقة في العلة المراقية،
  • منطقة في الرد على ابن الهيثم في المكان،
  • مختصر فيما بعد الطبيعة،
  • منطقة في النخل، ألفها بمصر سنة تسع وتسعين وخمسمائة وبيضها بمدينة أرزنجان في رجب سنة خمس وعشرين وستمائة،
  • منطقة في الملل،
  • الكتاب الجامع الكبير في المنطق والفهم الطبيعي والفهم الإلهي، وهوزهاء عشر مجلدات التأم تصنيفه في نحونيف وعشرين سنة،
  • كتاب المدهش في أخبار الحيوان المتوج بصفات نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام نطق ابتدأت بكراسة منه بدمشق سنة سبع وستمائة وكمل في أربعة أشهر بحلب سنة ثمان وعشرين وستمائة وهوفي مائة كراس،
  • كتاب الثمانية في المنطق وهوالتصنيف الوسط.

إنجازاته الفهمية

ويعد عبد اللطيف البغدادي الرائد الأول في اكتشاف سقم السكر ، وتشخيص أعراضه السريرية وحصرها في استرسال البول وكثرته ، والعطش الدائم ، والهزال وجفاف البدن ، وجعل علاجه في الحمية ، والتغذية المقننة، والهدوء، وراحة البال والنفس.

وهوأول من برهن علي حتى الفك السلفي هوبترة واحدة، مخالفا رأي جالينوس ومن سبقه من الأطباء العرب ، بعد إقدامه علي تشريح الجثث ، واثباته لرأيه بالمشاهدة والمعاينة المباشرة الحسية.

وقد درس عبد اللطيف البغدادي في تصالب أصناف الحمضيات ، لانتاج أصناف جديدة بواسطة التطعيم.



المصادر

  1. ^ "أشهر الفهماء العرب: عبد اللطيف البغدادي". Egyptian Doctor's Guide. External link in |publisher= (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:11:27
التصنيفات: CS1 errors: external links, مواليد 1162, وفيات 1231, علماء عرب, أشخاص من بغداد, أطباء عرب, جغرافيون عرب, موسوعيون عرب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

زامبيا تحتجز طائرة مصرية خاصة على متنها ملايين الدولارات وأسلحة وذهب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:28
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 72%

تقرير.. تراجع نسبة الشباب غير الحاصلين على أي مستوى دراسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

أعضاء 3 متوفين دماغيا تنقذ حياة 8 أشخاص السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:34
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

وثيقة إلزامية جديدة للراغبين في السفر إلى أوروبا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:30
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 70%

لهذا السبب انسحب بايرن ميونخ من صفقة بونو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:09
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

تقرير.. تراجع نسبة الشباب غير الحاصلين على أي مستوى دراسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

18 في المائة من المصريين يدخنون 100 مليار سيجارة سنوياً

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:24:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

واقعة "بيدوفيل أناسي" تجرّ بنسعيد للمساءلة البرلمانية 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:51
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

القبض على مغربية و3 مواطنين لترويجهم 14.5 كيلو جرامًا من الحشيش السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:35
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

واقعة "بيدوفيل أناسي" تجرّ بنسعيد للمساءلة البرلمانية 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

الأمير سعود بن جلوي يطّلع على خطة استعدادات تعليم جدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:31
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

إميليانو مارتينيز على رادار بايرن ميونيخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:35
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

جامعة الملك خالد تتقدم 200 مركزا في تصنيف شنغهاي العالمي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:31
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

الليلة..نجوم التسعينيات تزين سماء جدة في "كاسيت 90" السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:36
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

لهذا السبب انسحب بايرن ميونخ من صفقة بونو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:15
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

إميليانو مارتينيز على رادار بايرن ميونيخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:25:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

جامعة القصيم تدخل في تصنيف شانغهاي الدولي لأول مرة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-08-16 12:23:30
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية