محمد بن قرقماس الناصري
محمد بن قرقماس بن عبد الله الناصري (وكنيته "أهرام ضاغ")، ( - ) أديب من أعيان الحنفية، له شعر فيه رقة، من أبناء المماليك بمصر. مولده ووفاته بالقاهرة. نسبته إلى (ناصر الدين الأقتمري. تقدم عند السلطان الظاهر خشقدم (حكم 1460-1467م). وكان حسن الخط، نسخ كثيرا من الخط وأكثر رزقه منها (2).
حياته
قتل الأمير سيف الدين قرقماس بن عبد الله الشعباني الناصري المعروف بأهرام ضاغ، كان أصله من كتابية الملك الظاهر برقوق، فيما أظن، ثم أخذه الملك الناصر وأعتقه، وجعله خاصكياً. ثم صار داواداراً في الدولة المؤيدية. شيخ من جملة الأجناد، إلى حتى أمره الأمير ططر عشرة، ثم صار أمير طبلخاناه ودواداراً ثانياً في أوائل الدولة الأشرفية، وأجلس النقباء على بابه، وحكم بين الناس- ولم يكن ذلك بعادة: حتى يحكم الدوادار بالديار المصرية في سنة ست وعشرين، وتولى الداوادارية الثانية بعده جانبيك الخازندار الأشرفي. ثم وجهه الأشرف برسباي إلى مكة المشرفة شريكاً لأميرها الشريف عنان بن مغامس بن رميثة الحسني، فأقام بمكة مدة، ثم عاد إلى القاهرة، بعد حتى أعيد الشريف حسن بن عجلان إلى إمرة مكة، ومات حسن، وتولى ابنه الشريف بركات. وقدم قرقماس المذكور إلى مصر، على إمرته، أمير مائة ومقدم ألف. ودام على ذلك سنين، إلى حتى استقر حاجب الحجاب بالديار المصرية، بعد الأمير جرباش الكريمي قاشق، بحكم انتنطق جرباش إلى إمرة مجلس؛ فباشر الحجوبية بحرمة زائدة (وعظمة وبطش في الناس بحيث هابه جميع أحد)، وصار يخلط في حكوماته ما بين ظلم وعدل، ولين وجبروت، إلى حتى استقر في نيابة حلب بعد الأمير قصروه من تمراز الظاهري برقوق، بحكم انتنطقه إلى نيابة دمشق بعد موت الأمير جارقطلو، في حدود سنة سبع وثلاثين وثمنمائة، فباشر نيابة حلب مدة تزيد على السنة، وعزل منها، بعد حتى أبعد في المفسدين بها، وأشيع الخبر عنه بالخروج عن الطاعة. وقدم إلى القاهرة على النجب، يطلب من السلطان، وخلع عليه باستقراره، أمير سلاح، بعد الأمير جقمق العلائي صاحب الترجمة، بحكم انتنطق جقمق للأابكية، عوضاً عن إينال الحكمي، بحكم استقرار الحكمي في نيابة حلب عوضاً عن قرقماص المذكور، فاستمر أمير سلاح مدة. وتجرد إلى بلاد الشام مقدم العساكر، ومعه سبعة أمراء من مقدمي الألوف، في سنة إحدى وأربعين، وقد تقدم ذكر ذلك كله في ترجمة الملك الأشرف.
ومات الملك الأشرف في غيبته، ثم قدم القاهرة مع رفقته، وقد ترشح الأتابك جقمق للسلطنة، وسكن باب السلسلة من الإسطبل السلطاني، وكان حريصاً على حب الرئاسة. فلما رأى أمر جقمق قد استفحل كاد يهلك في الباطن، وما أمكنه إلا الموافقة، وقام معه حتى تسلطن، ثم وثب عليه حسبما تقدم ذكره، بعد أربعة عشر يوماً من سلطنة الملك الظاهر جقمق، وقاتله، وهرب ثم ظهر وأمسك وحبس بسجن الإسكندرية، إلى حتى ضربت رقبته بالشرع في ثغر الإسكندرية، في يوم الإثنين ثاني عشر جمادى الآخرة.
وكان قرقماس أميراً ضخماً شجاعاً مقداماً عارفاً بفنون الفروسية، وعنده مشاركة بحسب الحال، إلا أنه كان فيه ظلم وعسف وجبروت. وكان مع شجاته وإقدامه لا ينتج أمره في الحروب، لعدم موافقة رجليه ليديه؛ فإنه كان إذا ولج الحرب، يبطل عمر رجليه في تمشية الفرس، لشغله بيديه، وهوعيب كبير في الفارس، وشهر ذلك عن جماعة من الأقدمين من فرسان الملوك، مثل الأتابك إينال اليوسفي، ويونس بلطا نائب طرابلس وغيرهما.
خطه
صنف خطاً، وفي لغته ضعف منها:
- (زهر الربيع في شواهد البديع) في الأحمدية بتونس (4439) 75 ورقة ، عليها خطه ، وشرحه
- (الغيث المريع)
- (معارضة مقامات الحريري)
- (المقامات الفلسفية والترجمانات الصوفية)
- (فتح الخلاق في فهم الحروف والأوفاق) نطق السخاوي: وخط (تفسيرا) في عشرين مجلدة ، نسخه من مواضع ، وفيه ما ينتقد، قلت: سماه (فتح الرحمن في تفسير القرآن) جزآن منه في صوفية.
- (الجمان على القرآن) سجع.
المراجع
(1) المقتطف 48: 253 - 263 وإيضاح المكنون 1: 35 ومعجم المطبوعات 1495 (2) إبن إياس 2: 181 ونظم العقيان 158 والضوء اللامع 8: 292 والخطخانة 2: 137 ثم 4: 137.
المصادر
- خير الدين الزركلي, "الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين", بيروت: دار الفهم للملايين.
- ^ ومعنى "أهرام ضاغ" أي جبل الأهرام، سمي بذلك قديماً لتكبره وتعاظمه.
- ^ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي