ألكسندر بلوك

ألكسندر بلوك، 1907

ألكسندر ألكسندروڤتش بلوك Aleksandr Aleksandrovich Blok (روسية: Алекса́ндр Алекса́ндрович Бло́к; النطق الروسي: [ɐlʲɪˈksandr ɐlʲɪˈksandrəvʲɪt͡ɕ ˈblok] ( استمع); 28 نوفمبر [ن.ق. 16 نوفمبر] 1880 –سبعة أغسطس 1921)، شاعر غنائي روسي.

ولد في أسرة مثقفة في مدينة سانت پطرسبورگ عاصمة روسية القيصرية وتوفي فيها، كان أبوه أستاذاً للقانون في جامعة وارسوفي بولندة، وكانت أمه ابنة رئيس جامعة سانت پطرسبورگ محررة ومترجمة. قضى طفولته في مسقط رأسه، وفي قرية شاخموتوفوفي ضواحي موسكو. تزوج عام 1903 ابنة العالم الكيميائي الروسي مندلييف (1834-1907)، لكن حياته العائلية لم تكن موفقة.

درس بلوك الأدب الروسي والسلافي في جامعة بطرسبرغ، وتخرج فيها عام 1906. بدأ بنظم الشعر منذ حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره وجمع قصائده التي نظمها ما بين عامي 1898 و1900 في مجموعة شعرية صدرت بعنوان «قبيل النور»، وأخرى بعنوان «ليسطع البدر»، نظمها بلوك في عام 1898، كما تتضمن المجموعة قصيدة بعنوان: «الهمايون... طائر النبوءات» تنبأ فيها بإعدامات دموية وحرائق مستعرة، وأثبتت أحداث ثورة عام 1905 صدق تلك التنبؤات.

وفي مطلع القرن العشرين تأثر بلوك بأفكار الشاعر الروسي ڤلاديمير سولڤيوڤ الذي كان يدعوإلى الفكر الديني والغيبي والأخلاقي وإلى العدالة الاجتماعية، ويرى حتى «العالم الأرضي مجرد انعكاس لعالم الغيب، عالم المشاعر المتعالية التي هي الواقع الأسمى» وأن الصراع الأساسي في العالم هوبين الـروح والجسد، وبين المادة والفكر، وبين جميع ما سماوي وكل ما أرضي. وفي هذه الحقبة أصدر بلوك «أشعار عن سيدة رائعة» (1901- 1902) Stikhi o prekrasnoy dame. و«مفرق الطرق» (1903 و1904) Pazdel Rasputiya وضمنها عدداً من القصائد منها قصيدة «المصنع» Zavod، التي نظمها في عام 1903، ويمكن حتى تعد نقطة تحول في حياته الإبداعية، إذ يتحدث لأول مرة عن قسوة النظام الرأسمالي. أما المجموعة الشعرية التي نشرها بعنوان «المدينة» Gorod فتضمّ بعض قصائده التي نظمها ما بين عامي 1904و1908 ومنها قصيدة «الاجتماع» (1905) وقصيدة «المتخمون» Sietiekh. أصدر بلوك مجموعة شعرية بعنوان «قناع الثلج» (1907) Snezhnaya maska، ومجموعة أخرى بعنوان «أفكار حرة» Volmiye meisle. وتتابعت مجموعاته الشعرية فأصدر «فايينا» (1908) Fayena، و«في ميدان كوليكوف» Na pole Kolikovom التي تضم بعض القصائد التي نظمها بين عامي 1907و1908، و«الانتقام» (1913) Vozmezdiye، و«كارمن» (1914) Karmen، و«حديقة البلابل» (1915) Solovien sad ومجموعة أخرى بعنوان «الوطن» Rodina.

وتتسم مؤلفات بلوك في هذه الفترة من حياته الأدبية بالإحساس بآلام الشعب، فهي تذكِّر بالموضوعات التي طرحها دستويفسكي في روايتيه «الفقراء» و«المذَلُّون والمهانون»؛ فهويرى حتى الصراع بين الظالم والمظلوم صراع طويل يهدف إلى تخليص الكادحين من الاستغلال ومن ثم إلى خلاص الوطن بكامله. وكان رافضاً لأفكار التسامح التي نادى بها ليڤ تولستوي التي انتشرت في روسية في تلك الآونة، وانتقد المدرسة الرمزية في الأدب والفن، ونادى إلى تأسيس مدرسة أدبية تجمع بين ميزات الاتجاه الرمزي والمدرسة الواقعية. وخط في مذكراته حتى الفرق الأساسي بين الواقعية والرمزية هوحتى الأولى تهتم بالعالم وبالوسط الاجتماعي في حين يهتم ممثلوالرمزية بتأمل الذات.

عُني بلوك أيضاً بكتابة مسرحيات شعرية منها «الأخرق» (1906) Balaganehik تخلى فيها عن الأفكار الغيبية التي كان يؤمن بها قبل بضع سنوات. وأصدر في العام نفسه مسرحيتين شعريتين أخريين: الأولى بعنوان «ملك في الساحة» Korol na ploschadi والثانية بعنوان «الغريبة» Neznakomka. وفي عام 1908 أصدر مسرحية شعرية بعنوان «أغنية القدر» Pesmia soudbi. كذلك أصدر بين عامي 1912- 1913 مسرحية شعرية تاريخية بعنوان «الوردة والصليب» Roza i krest تجري أحداثها في القرن الرابع عشر، وأخرى نثرية بعنوان «رمسيس الثاني» (1919) Ramses II تجري أحداثها في مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وخط عام 1908 منطقاً بعنوان «المسرح» O tiatre اتى فيه: «المسرح هوالتجسيد الحقيقي للفن، إذ تصبح الحدثة عملاً على خشبة المسرح، لذلك فالإبداع المسرحي أرقى صور الإبداع». كما خط مجموعة كبيرة من الدراسات الأدبية حول مكسيم گوركي وليونيد أندرييڤ والمدرسة الإبداعية ومأساتي شكسبير[ر] «عطيل» و«الملك لير».

نشر بلوك سيرته الذاتية في عام 1915 ودراسة مطولة بعنوان «الأيام الأخيرة للسلطة القيصرية» (1918) Posledniye dni imperatorskoy vlasti. ونظم بعد فوز الثورة البلشفية ملحمته «الاثنا عشر» Dvenadtsat، التي وقف فيها مع النظام الجديد ودان النظام القديم المتعفن، ومزج في هذه الملحمة الإبداعية بالواقعية الاشتراكية، ورمز بالليل الأسود والثلج الأبيض إلى التناقضات التي كانت قائمة في تلك الفترة.