تاريخ السودان

عودة للموسوعة

تاريخ السودان

Sudan combines the lands of several ancient kingdoms.

يقع السودان بين غرب أفريقيا ودول الشرق مع إتصاله بالبحر الأحمر وإحتلاله شطراً كبير اً من وادى النيل وكونه يربط بين أُروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعله في ملتقي الطرق الأفريقية . وعلي إتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل ، وكان قدماء المصريين يسمونه" أرض الأرواح " أو" أرض الله " عندما بهرتهم خيراته.

سكن إنسان الجنس الزنجي السودان في العصور الحجرية ( 8000ق م - 3200 ق م). واتخذ أول خطوانه نحوالحضارة . ومن الجماجم التى وُجدت لهؤلاء الناس يتضح أنهم يختلفون عن أى جنس زنجي يعيش اليوم . وكان سكان الخرطوم القديمة ، يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار من الأشجار . أمـا سكان الشهيناب بالضفة العربية للنيل . فيختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة ، ولهذا تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية ، وكانت حرفتهم الصيد . وقاموا بصناعة الفخار وإستعمال المواقد والنار للطبخ . وبلاد السودان منذ سنة 3900ٌ ق.م. كان العرب يطلقونه علي المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا الممتدة من المحيط الأطلنطي غربـاً إلي البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقـاً. وحاليا السودان يقع جنوب مصر في الجزء الأوسط من حوض النيل (سودان وادى النيل).

وسكانه خليط من عناصر مختلفة نزحت إليه من دول الجوار. فالجنوب يقع داخل نطاق العناصر الزنجية ، وبالشمال توجد سلالة قوقازية.

وفي عهدي الدولة الوسطي بمصر والدولة الحديثة أحتل المصريون جزءاً من السودان كان يطلقون عليه كوش. وأصبحت اللغة المصرية القديمة هي اللغة الرسمية. ولاسيما بعدما طرد "أحمس مؤسس الأُسرة 18 الهكسوس من مصر. فاتجه إلي بلاد النوبة نحوالسودان. وتم الإخضاع التام للسودان في عهد "تحتمس الثالث" عندما إحتله حتي الشلال الرابع. وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون . إعتنق السودانيون خلالها الديانة المصرية وتثقفوا بثقافاتها حتي اصبح السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر . وكان ملوك الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة السودان، لإستفادة مصر من موارده وثرواته كالمضى وخشب الأبنوس وسن الفيل والعطور والبخور وريش النعام والفهود وجلودها والزراف وكلاب الصيد والماشية . ولكن بعد إنقطاع الصلة بينهما تلاشت فهم السودانيين باللغة المصرية ولاسيما أثناء مملكة كوش النوبية حيث ظهرت اللغة الكوشية . وكانت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية نسبة لمدينة مروي التي تقع غلي الضفة الشرقية للنيل شمال قرية البجراوية الحالية. وكانت عاصمة للسودان ما بين القرن السادس ق.م. والقرن الرابع ميلادى. وكانت الحضارات المصرية قد أثرّت في أهل السودان. وازدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والمضى بين الجزيرة العربية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة. وكانت للسودان علاقات مع ليبيا والحبشة منذ القدم . وفي الأثار السودانية كانت مملكة مروي علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة. واحتلت مصر أجزاء من السودان في عهد الدولة المصرية الوسطى التي قامت بإحتلال معظمه حتي الشلال الخامس ولاسيما في عهد الدولة الحديثة ، وإنتفع المصريون بثرواته ونشروا ثقافاتهم ودياناتهم ،وأثرّت الحضارات المصرية في أهل السودان عندما أصبحت بلادهم إقليما من أنطقيم مصر . وكان الإغريق يسمون البلاد الواقعة جنوب مصر " أثيوبيا ونطق هوميروس عنها حتى الألهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي . ونطق ديودورس " حتى السودانين أول الخلق علي وجه البسيطة ، وأنهم أول من عبد الألهة وقدم لها القرابين ، وأنهم من علّم المصريين الكتابة.

كوش


مروي

Aerial view of the Nubian pyramids at Meroe (2001).

في العهد المروي كانت العلاقات وطيدة بين البطالسة بمصر والسودانين ولاسيما في عهد "بطليموس الثاني" عندما نشطت التجارة في عهده. كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونانين لدرجة ظهر ثأثير الحضارة الإغريقية في الأثار بمروي. وبعد غزوالرومان لمصر حاولوا الإحتفاظ بالحدود الجنوبية المصرية . ولم يعترف الكوشيون بحق الرومان في إقليم "روديكاشنوش" وبسطوا نفوذهم عليه بإعتباره جزء اً من بلادهم. وساعدوا المصريين الذين ثـاروا علي الرومان عام 39 ق.م عندما ظهر جباة الضرائب لأول مرة في إقليم طيبة. فهددت جيوش كوش سلام الحدود الجنوبية للإمبرطورية الرومانية ، حتى قرر الإمبراطور " دقلديانوس "إخلاء منطقة " روديكاشنوس " ونقل الحامية الرومانية من المحرقة إلي أسوان ، وأقر دفع أتاوة سنوية لأهل كوش علي حتى لا يقوموا بعمل عدائي ضد الفرس بمصر. وقد نجح دقلديانوس في وقف غارات أهل كوش علي حدود مصر. وتبين أثار مملكة مروي العلاقة الوثيقة بين الرومان والكوشيين ، ولاسيما في فن العمارة .

النوبة المسيحية

النوبة المسيحية في فترة الدول الثلاث. مكوريا يفترض أن تلتهم نوباتيا. لاحظ حتى الحدود بين Alodia ومكوريا غير واضحة، ولكنها كانت في مكان ما بين الشلالين الخامس والسادس.

دخول الاسلام

التفاعل مع شبه الجزيرة العربية

وكان بين السودان وشبه الجزيرة العربية والشواطئ العربية والإفريقيـة صلات قديمة عبر البحرالأحمر. حيث إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والمضى بين الجزيرة العربية من ناحية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة من ناحية أُخرى . وقد إتخذ العرب مراكز لهم علي الشاطئ الأفريقي ونزحوا منها إلي قلب أفريقيـا حتى وادى النيل. ومنذ 2000 سنة ق.م. هاجرت قبائل عربية من جنوب الجزيرة العربية إلي الحبشة ، وعبر عدد كبير من اليمنيين مضيق باب المندب وإستقر بعضهم في الحبشة ، وتحرك البعض الأخر مع النيل الأزرق ونهر عطبرة ووصلوا بلاد النوبة . ويحدثنا "إبن خلدون " عن حملات عسكرية قام بها بنوحمير من اليمن ، في وادى النيل الأوسط وشمال أفريقيا . وإستقر بعضهم في بلاد النوبة وأرض البجـة وشمال أفريقيـا .

وكان للسودان علاقات مع ليبيا والحيشة منذ العصور القديمة ، وفي الأثار السودانية نجد إتصال مملكة مروي بالحضارة الهندية .

السودان قبل التاريخ

وأظهرت الحفريات الأثرية آثارا سودانية منذ حوالي عام 3100 ق.م. إلي 2000 ق.م. ونجد حتى جنسـاً زنجيـاً إتخذ أول خطوة معروفة نحوالحضارة في السودان بصناعة الفخار وإستعماله . ومن الجماجم التى وُجدت لهؤلاء الناس يتضح أنهم يختلفون عن أى جنس زنجي يعيش اليوم . وكان هؤلاءالسكان، وهم سكان الخرطوم القديمة وكانوا يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار من الأشجار. أمـا سكان الشهيناب فيختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة ، حيث تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية ، وكانت حرفتهم الصيد .


حضارة المجموعتين الأولى والثانية

ولا يُعهد شيء عن السودان علي وجه التحقيق ما بين عامي 3800 ق.م. و3100 ق. م ، عندما إزدهرت في مصر حضارات ما قبل الأُسر . ولكن توجد قبور في أماكن مختلفة ببلاد النوبة تمثل ثقافة لا تُعهد من قبل ويرجع تاريخها عام 3100 ق.م ، ويطلق عليها " حضارة المجموعة الأُولي " ، ومن بين آثارها التي وُجدت في هذه القبور الأواني الفخارية والأدوات النحاسية التي أُستوردت من مصر، ويتضح أنها من عهود الأُسر المصرية الأُولى.

وهناك كانت حضارة أُخري تُعهد" بحضارة المجموعة الثانية " تلت ثقافة المجموعة الأُولي. حيث بدأت العلاقات السياسية بين مصر والسودان في عهدهم . وفي عهد الأُسرة السادسة فقد بينت النقوش أنه بدأت صفحة جديدة من تاريخ العلاقات التجارية بين السودان ومصر .

وفي الفترة مـا بين 2240 ق.م - 2150 ق .م ظهرت في بلاد النوبة حضارة تُعهد بثقافة عصر "المجموعة الحضارية الثالثة" التي اتىت مع جنس البحر المتوسط الذي كان يداخله شيء من العنصر الزنجي. وفي هذا العصر قامت مصر أيام الأُسرة الثانية عشرة كانت أول محاولة لإحتلال جزء من الأراضي السودانية .فقد تم غزوالسودان حتى منطقة سمنة التى بُنيت فيها حصون . وعندما طرد "أحمس" مؤسس الأُسرة الثامنة عشرة الهكسوس من مصر إتجه لبلاد النوبة، وقام بتطبيق سياسته التوسعية بالسودان . لكن تحقق الإخضاع التام للسودان في عهد " تحتمس الثالث " فاحتل السودان حتي الشلال الرابع وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون . وفي هذه الفترة إعتنق السودانيون الديانة المصرية وعبدوا ألهتها وتثقفوا بثقافاتها حتي صار السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر ، أمـا إدارة السودان فكان ملوك الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة البلاد السودانية . وقد لعب السودانيون دوراً أساسيـاً في حياة مصر الإقتصادية في الدولة الحديثة ، فاستفادت مصر من موارده وثرواته من المضى وخشب الأبنوس وسن الفيل والعطور والبخور وريش النعام والفهود وجلودها والزراف وكلاب الصيد والماشية .

الأسرة السودانية الحاكمة لمصر

والإحتلال المصري الطويل للسودان نبه أهل السودان ليستغلوا تدهور الإمبراطورية المصرية ليحرروا بلادهم ، فنجح "كشتـا" ملك كوش في إسترداد بلاده وإقامة عاصمة لمملكتة في نبتـة الواقعة أسفل الشلال الرابع . وتمكن "إبن كشتـا وخلفه " الملك بعانخي (بيا) " من إحتلال مصر وإخضاعها عام 725 ق.م. ، وأسس دولة إمتدت من البحر المتوسط حتي الحبشة. وعندما غزا مصر الأشوريون .أجبروا الكوشيين علي الرجوع لداخل حدودهم بعدما حكموا مصر 80عامـاً . وفي القرن السادس ق.م. نقلت كوش عاصمتها من نبتـة إلي مروي . وبعد عصر مروي مرت علي السودان فترة غامضة لا يُعهد أخبارها .فقد اتى البلاد قوم لم يكتشف الأثريون بعد إلي آى جنس ينتمون ويسميهم فهماء الأثـار " المجموعة الحضارية " . ويمتد عصرهم من سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي إلي ظهور المسيحية في السودان في القرن السادس ، ومن أثارهم المقابر التي وُجدت في أماكن كثيرة في شمال السودان . وكانت قد قامت علي أنقاض مروي ثلاثة ممالك نوبية . فكانت في الشمال مملكة النوباطيين التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس" . ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الابواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة ، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلا العجوز " ، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " وتقع بالقرب من الخرطوم . وإتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة. وصلت النوبة قوة مجدها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريرك الكنيسة المرقسية بالإسكندرية . ولما إنهزم " كودنيس " أخر ملك علي مملكة دنقلا " عام 1323 م ، إنتهت الدولة المسيحية . بعده صارت البلاد مفتوحة أمام العرب وإنتشر الإسلام بها. ومن أبرز مصادر تاريخ السودان ما هجره قدماء المصريين في مصر هناك . فتاريخ الفترة التي تمتد من القرن الثامن قبل الميلاد إلي القرن الرابع الميلادي، نجده في الكتابات التي هجرها السودانيون علي جدران معابدهم بالشمال وفي الأهرامات كأهرامات جبل البركل ونوري التي بناها ملوك نبتـة ومروي، والأثار علي ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار وفي منطقة بوهين وفرس وعبد القادرونبتـة ومروي القديمة وفركةوجنوب وادى حلفا والكوة وبكرمة بمنطقة دنقلة ، وفي منطقة جبل البركل ومروي . والأهرام الملكية في البجراوية والحصون التى شُيدت في السودان في عصر الدولة المصرية الوسطى وفي قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم ، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة. وفي وادى حلفـا بعمارة غرب ، وسيسي " مدينتان محصنتان من الدولة المصرية الحديثة وفيهما معابد بُنيت من الحجر الرملى ". . وبجانب الأثار هناك ،توجدعدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق وعرب إلا حتى معظمها يعتمد علي الإشارة والتلميح كما حتى بعضها به كثير من الأوهام.


السودان في التاريخ القديم

يبدأ التاريخ الموثق عن السودان من حوالي 50 قرناً أي خمسة آلاف سنة، ومصادر هذا التاريخ :

  • النقوش القديمة في مصر وبعض جهات السودان.
  • الهياكل العظمية في مقابر القدماء المصريين والتي تعود للأصل الزنجي والحامي.
  • المعدات النحاسية كالإزميل ، وحبات الخرز في السودان بالإضافة إلى العاج وريش النعام في مصر مما دل على وجود تبادل تجاري بين البلدين.

في سنة 2750 ق.م هاجم الملك ( سنفرو) السودانيين وحاربهم وهزمهم رغم استماتتهم في الدفاع بالقسي والنبال، وبلغ عدد أسراه 7000 من الرجال والنساء وكذلك حصل على 200.000 رأس من البقر والضأن. منذ ذلك التاريخ ارتبط التاريخ السوداني بالتاريخ المصري. ومن أشهر الحكام المصريين في السودان الملك ( يونا ) 2423 ق.م. الذي اشتهر بالعدل وحسن الإدارة بالإضافة إلى فتوحاته في السودان كما اهتم بتيسير التجارة والتبادل حتى كثر تصدير العاج ، ريش النعام ، العطور ، اللبان والخشب لصناعة السفن.

ويذكر حتى الرحالة ( حارخوف ) تجول في الأراضي السودانية حتى وصل إلى أعالي النيل جنوبا وإلى أقاصي الغرب وحمّل قافلة بمختلف محصولات تلك البلاد النائية مما فتح سبيلاً جديداً بين البلدين. فأصبح السودان بعد ذلك ذا أهمية لمصر إذ أضحى مصدراً للمضى الذي عشقه ملوك مصر. ومن الجدير بالذكر حتى العلاقات المصرية السودانية ازدادت وكثر التزاوج بينهم ، وتفيد المخطوطات التاريخية حتى عائلة الأمير ( أمنمحات = ) كانت مزيجاً ، وأن الوزير ( أمنحوتب ) كانت تجري في عروقه الدماء النوبية. أما في الطبقات الأخرى فمن المحتمل حتىقد يكون التزاوج وصل حداً أبعد من ذلك. في غضون الحقبة التاريخية من 3000 ق.م وحتى 900ق.م توثقت العلاقات الاجتماعية والسياسية وحتى من النواحي الإدارية فقد كان النظام المصري هوالنظام السائد في تقسيم المناطق وحامياتها وكان هناك الموظفون ومعظمهم من المصريين وقليل منهم من السودانيين، كما هجرت القبائل السودانية تحت زعامة ملوك العشائر ولكن محاولاتهم للانفصال عن مصر كانت تقاوم بشدة. ولجأ المصريون إلى حمل أبناء الزعماء السودانيين إلى مصر كرهائن حيث وجدوا مكانة عالية ونشأة كأمراء المصريين بالإضافة إلى التعليم.

في القرن العاشر ق.م بدأت مصر بالاضمحلال فانتهز السودانيون الفرصة واستقلوا عنها، واصبحوا ملوك النوبة وازدادت سلطتهم تدريجياً وتولوا رعاية الإله المصري آمون ، ثم اعتبروا أنفسهم مسؤولين عن البلاد بين البحر المتوسط وأواسط السودان.

وكان من أبرز ملوك السودان في عهد استقلاله الملك ( بعانخي ) الذي حكم السودان سنة 751 ق.م. وكان متأثراً بالحضارة المصرية كما كان يدين بديانة آمون. وقد سعى إلى ضم مصر إلى مملكته في السودان فأوفد حملة قوية حوالي سنة 730ق.م على إثر أنباء الفوضى التي دبت في مصر كما ورد إليه حتى الملك (تافنخت) – أحد ملوك الدلتا – جهز جيشاً لطرد السودانيين فأوفد إليه (بعانخي) جيشاً قوياً حتى تحصن (تافنخت) في إحدى المدن فخرج إليه (بعانخي) من العاصمة السودانية ( نبتة ). حتى وصل إليه وحاصره بجيوشه لثلاثة أيام ، فتمكن منه فدانت البلاد من نبتة جنوبا إلى البحر المتوسط شمالاً للملك (بعانخي). كان الحكم السوداني عهد رخاء وسلام للبلدين عاش فيها ملوك السودان كملوك القدماء المصريين حتى حتى دفنهم كان يجري على الطريقة المصرية القديمة داخل أهرام ولكن هذه الأهرام أصغر حجماً من تلك الموجودة في مصر، ولا تزال بعض هذه الأهرامات موجودة حتى يومنا الحالي.

استمر الحكم السوداني في مصر مدة 80 عاماً. وانتهى على أيدي الآشوريين الذين استولوا على مصر بعد عدة معارك كان النصر فيها سجالا. عقب تلك الفترة انتقلت العاصمة إلى مروي نسبة إلى قربها من السهول والحاصلات الزراعية والثروة الحيوانية وكانت ملتقىً تجارياً هاماً بين شرقي السودان وبقية أراتىه. ازدهرت مروي في القرن الثالث ق.م ازدهاراً شديداً حتى حتى اليونان اعتبروها من مصادر الحضارة المصرية. واتسعت مروي وكثرت مبانيها وعهدت عند أهلها الكتابة للغتهم الأصلية، إلا حتى طلاسمها لم تفك حتى الآن. ازدهرت العلاقة بين السودان واليونان في تلك الحقبة حتى حاول اليونان التغلغل في الأراضي السودانية في إطار توسعهم في الحكم، إلا حتى السودانيين ردوهم على أعقابهم وحافظوا على استقلالهم السياسي. وفي أواسط القرن السادس الميلادي تنصر ملوك النوبة عقب الحملات التبشيرية المرسلة من مصر.


السودان في القرن العاشر

وفي القرن العاشر الميلادي كان السودان منقسماً إلى:

  1. مملكة المقرة في الشمال وكانت دنقلا عاصمة لها.
  2. مملكة علوة على النيل الأزرق وعاصمتها سوبا.
  3. مملكة الداجوفي دارفور بغرب السودان.
  4. مملكة البجة في شرقي السودان ومقر ملكها في هجر.

نشأت مملكة الداجوفي دارفور بين القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين وكانت تضم المنطقة من النيل الأبيض حتى نهر شاري ومن شمال كردفان وحتى بحر الغزال. ويرى آركل انها امتداد لمملكة مروي التي انهارت نحوعام 350م ففر ملوك الداجوغرباً إلى كردفان ودارفور مع عدد كبير من القبائل النوبية كالبرتي، البرقد، التنجر، الميدوب والبيقو.وحكم عدد كبير من ملوك الداجوالمنطقة حتى انهارت المملكة عقب سيرة السلطان كسيفوروقى الشهيرة والتي أدت بوفاته في منطقة دار سلا الحالية في جنوب شرق تشاد وهناك أقاموا سلطنة دار سلا المعروفة. وفي هذا العهد بدأت مجموعات عربية في دخول المنطقة. واستمر التداخل بين القبائل العربية إما عن طريق التجارة والتزاوج أوعن طريق الحروب التي غالباً ما تنتهي بفوز المسلمين وفرضهم للجزية. وفي عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة المسيحية سنة 1276م. وهُزِمَ الملك داود في عاصمته دنقلا العجوز، وكانت تلك الحملة من الحملات القوية حتى انهم استطاعوا حتى يقلبوا الكنائس إلى مساجد. فاستمر التدفق العربي جنوباً حتى جاوروا مملكة علوة التي كانت تدين بالمسيحية أيضاً، فاتحد العرب بقيادة عبد الله جماع مع الفونج وهاجموا علوة ودخلوا سوبـــا وخربوها خراباً مشهوراً حتى أُطلق المثل "خراب سوبا". بفوز الفونج وحلفائهم العرب في 1504 م بدأت أول سلطنة عربية إسلامية في السودان وكان سلطانها هوقائد الفونج في معاركهم "عمارة دونقس" وكان قائد العرب "عبد الله جماع" وزيراً له ، وتم الاتفاق حتىقد يكون السلاطين من الفونج والوزراء من العرب. ادخل العرب الدين الإسلامي إلى السودان في الشمال والشرق والغرب والوسط والقليل من المناطق الجنوبية، وادخلوا أيضاً لغتهم التي بدأت تسود البلاد وتختلط بالسودانيين حتى تكونت اللهجة السودانية الحديثة.

بعد فترة بدأت الفوضى تدب في السلطنة كما بدأ الوزراء بالتدخل في أمور السلاطين وزادوا من صلاحياتهم حتى أنهم تحكموا في تعيين السلاطين وعزلهم. كما ظهرت النزاعات القبلية مما أضعف وحدة السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج ) بالإضافة إلى المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي أجهدت المملكتين عسكرياً واقتصادياً. ومن أظهر المظاهر في سلطنة سنار (الفونج) هوفقدان الشعور بالقومية السودانية فقداناً تاماً، فان الفونج فشلوا في خلق هذا الشعور بالرغم من حتى الفرص كانت مواتية لهم أثناء حروبهم المتكررة مع جارتهم الحبشة ومع الفور. كما أنهم فشلوا في إيجاد جيش وطني وميزانية موحدة للدولة ، ومع ذلك ظلت المناطق النائية عن سنار العاصمة دون حتى تدعى للمشاركة في حروب السلطنة ، كما حتى عدم وجود خزينة عامة لم يمكن الدولة من حتى تصرف على مرافق الحياة المتنوعة، ولعدم وجود هذه المرافق لم يشعر المواطنون بواجبهم تجاه الدولة وبذلك أضحى الشعور بالوطنية السودانية يكادقد يكون مفقوداً لفترة طويلة من الزمن ولم ينبعث إلا بقيام الثورة المهدية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.

الغزوالمصري الهجري 1820

بعد استيلاء محمد علي باشا على مصر أراد حتىقد يكون له جيشاً قويا بسبب الأطماع الأوروبية الهادفة إلى الاستيلاء على بلاده وخاصة بعد الغزوالفرنسي لمصر الذي استمر من 1798 ولم ينتهِ إلا بالصلح الذي عقده الفرنسيون مع الإنجليز سنة 1802 ثم حاولت إنجلترا غزومصر في 1807 لكن المصريين ردوهم. فعمل الباشا جاهداً على حتى يوسع رقعة حكمه شرقاً إلى الحجاز ، غرباً إلى ليبيا وجنوباً إلى السودان ليضم هذه البلدان تحت إمبراطوريته حتى انه ضم في تهديده الإمبراطورية العثمانية شمالاً. بدأ بأراضي الحجاز فهاجمها في السنوات ما بين 1811 - 1818م وانتصر على السعوديين وبعدها اتجه غربا فأمّنَ حدوده الغربية حتى واحة سيوة سنة 1820.

لم يبقى له سوى تأمين الحدود الجنوبية ، إذا حملاته ضد الوهابيين شغلته عن ذلك سابقاً حتى أوفد وفداً يحمل في ظاهره الصداقة والمودة إلى سلطان الفونج في 1813 وكانت مهمة الوفد استقصاء الحقائق حول الوضع السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي والحربي. وقد حمل الوفد هدايا إلى السلطان تقدر قيمتها بـ 40 ألف ريال ( كانت العملة السائدة في السودان في ذلك الوقت الريال النمساوي أوالأسباني أوالمكسيكي) فرد السلطان الهدية بما يتناسب ورغبات الباشا ولكن أبرز ما حمله الوفد في طريق عودته كانت التقارير التي تفيد ضعف السلطنة خاصة والسودانيين عامة بالإضافة إلى خلوالسودان من الأسلحة النارية. رغم ذلك تأخر الغزوبعد ذلك عدة سنوات لأن الوهابيين لم تنكسر شوكتهم بعد. أراد محمد علي حتىقد يكون جيشه حديثاً ومجهزاً بأحدث الأسلحة وبنظام وتدريب حديثين ، لكنه فهم حتى جنوده لن يقبلوا هذا النظام بسبب عدم اهتمامهم وبسبب عدم رغبتهم في إطاعة الأوامر. فقرر حتى يستجلب الجنود من السودان وكان هذا من الأسباب التي دفعته إلى الاستيلاء على السودان. كان السوداني بقامته العسكرية وشجاعته المعهودة وإخلاصه وطاعته خير ما يطلب وقد كان السودان أيضاً مصدر الجنود في الحضارة المصرية القديمة. اشتهر السودان منذ القدم بأن أراضيه غنية بالمضى وكان محمد علي في حاجة إليه لإنفاقه على بلاده عسكرياً وصناعياً وحتى زراعياً.

خلال القرن الثامن عشر كانت الحبشة تشكل تهديداً للمصريين والسودانيين بتحويلها لمجرى النيل وخاصة بعد الأنباء التي أشاعت حتى الإنجليز وأوروبا عامة مساندة لفكرة التحويل. أراد محمد علي حتى يأمن هذا الأمر أيضاً باستيلائه على السودان، بالإضافة إلى ما في ذلك من زيادة للرقعة الزراعية لأراضيه. أراد محمد علي من السودانيين حتىقد يكونوا على مودة مع الوالي لكن الأمر لم يكن كذلك إذ حتى المماليك الذين هربوا من مكائده اتخذوا من شمال السودان موطناً لهم بالقرب من مملكة الشايقية، حيث أنشأوا مملكة لهم كانت بمثابة طعنة في ظهر محمد علي، لذلك قرر حتى يقضي عليهم خوفاً من حتى تزيد سلطتهم ويسيطروا على السودان فيشكلوا خطراً على حكمه. كان محمد علي يرمي إلى استغلال تجارة السودان واحتكار حاصلاتها وترويجها في السوق العالمية عن طريق مصر. من أبرز صادرات السودان آن ذاك : الرقيق ، العاج ، الأبنوس ، ريش النعام والجلود هذا بالإضافة للمضى الذي طالما افترض المصريون وجوده في السودان بكميات مهولة، كما حتى السودان كان سوقاً جيداً للصادرات المصرية. وإذا حصرنا هذه الأسباب نجدها:

  • تأمين البلاد ضد الغزوالأوروبي باستجلاب الجنود من السودان. وبزيادة رقعة وعدد سكان بلاده.
  • الحصول على التمويل لدعم القطاعات المتنوعة في مصر باستغلال المضى والتجارة والحاصلات السودانية.
  • تامين مجرى النيل المصدر الوحيد لري الأراضي المصرية وزيادة المساحة الزراعية.

وجود المماليك في السودان.

بعد عودة الوفد المصري الهجري الذي أوفده محمد علي باشا ما لبث حتى قدم إلى مصر الشيخ بشير ود عقيد من قرية أم الطيور قرب عطبرة في 1816 وطلب من محمد علي حتى يعينه على خصمه ملك الجعليين الذي أقصاه من مشيخته، افترض الشيخ حتى الباشا سيساعده فأبقاه الباشا واكرم وفادته حتى أعد العدة لفتح السودان وأوفده مع الجيش سنة 1820، ثم عينه شيخاً على شندي في آخر الأمر بعد نزوح المك نمر إلى الحبشة. وأوفد أيضاً جيشاً آخر إلى سلطنة الفور ليستولي على كردفان ودارفور.

الحملة الأولى: الزحف إلى سنار يوليو1820

تولى قيادة الجيش الأول إسماعيل بن محمد علي باشا وضم الجيش 4500 من الجنود فيهم الأتراك والأرناؤوط والمغاربة (لوحظ عدم وجود أي مصري بين الجنود، إذ كان الجيش من المرتزقة الذين تعود الأتراك حتى يجندوهم) وتسلحوا بالبنادق و24 مدفعاً. كان الباشا يفهم حتى السودانيين يجلون فهماء الدين إجلالاً عظيما فأوفد مع الجيش ثلاثة من أكبر الفهماء وهم: القاضيمحمد الأسيوطي الحنفي، السيد أحمد البقلي الشافعي والشيخ السلاوي المكي ، وكان عليهم حتى يحثوا الناس على وجوب طاعة الوالي ويتجنبوا سفك الدماء (لحرمتها) ويطيعوا الخليفة العثماني وواليه في مصر. تعد هذه الوسيلة من الاستخدامات الخاطئة لديننا الإسلامي الحنيف والتي لا يتوانَ الساسة والفهماء أيضاً في أيامنا هذه عن اتباعها. ما حتى ارتفعت مياه النيل في فيضان يوليو1820 حتى اندفعت 3000 مركبة تشق النيل من أسوان متجهة جنوبا ومثل ذلك العدد من الجمال كان يسير على اليابسة تابعاً للحملة (يوجد عدم تناسق بين الأرقام الواردة عن هذه الحملة وعلى سبيل المثال عدد الجنود لا يتناسب مع عدد المراكب والجمال، لكننا نسرد الأرقام تماماً كما وردت في المرجع). عثر حكام شمال السودان أنفسهم ضعافاً أمام الحملة نظراً لتفرقهم إلى ممالك صغيرة ، فسلموا الأمر إلى إسماعيل باشا. أما المماليك فهرب جزء منهم إلى الجعليين وسلم البعض الآخر نفسه إلى إسماعيل.

معركة كورتي نوفمبر 1820

لم يقابل جيش إسماعيل أية عقبة حتى وصل الديار الشايقية الذين اعتزوا بسطوتهم على جيرانهم وثورتهم على الفونج. آثر الشوايقة الخضوع للحكم على حتى لا يتدخل الباشا في شؤونهم لكن إسماعيل وضع شروطا كان أهمها هوتسليمهم الخيل والسلاح (الأبيض) وأن يفلحوا الأرض فلم يقبلوا بذلك وعزموا على القتال. بدأ النصر يلوح للشوايقة في بادئ الأمر إلا أنهم سحقوا بعد ذلك تحت وطأة السلاح الناري فانقسموا إلى مؤيد للموالاة بقيادة الملك صبير حاكم غرب الشايقية وإلى المقاومين الذين لحقوا بالمماليك في درا جعل، بقيادة الملك جاويش حاكم عموم الشوايقة في مروي. فمنح إسماعيل مكافأة لكل جندي يقتل شايقياً ويأتي بأذنيه دليلاً وكان من جراء ذلك حتى عاد الجنود بعدد ضخم من آذان القتلى والأحياء لكن هذه القسوة محتها المعاملة الحسنة من عبدي كاشف أحد قادة جيوش إسماعيل حين أعاد الفتاة مهيرة بنت الشيخ عبود شيخ السواراب أحد ملوك الشوايقة التي كانت تؤلب الرجال وتثير فيهم الحماس ليستميتوا في قتالهم ضد الغزاة. انضم رجال الملك صبير إلى جيش إسماعيل برغبة منهم فساروا معه لإخضاع بقية الأراضي. ومضى الملك جاويش إلى المتمة حيث المك نمر لكن المك أبى حتى يقبل التحالف معه فاتجه جنوباً إلى حلفاية الملوك الذين رفضوا أيضاً فهاجمهم بخيالته ثم اتجه شمالاً ليعلن عن رغبته في الانضمام إلى جيش إسماعيل. بانضمام الشايقية إلى الجيش الغازي كان لهم تاريخ حديث هوالتعاون مع الأتراك والمصريين حتى قيام الثورة المهدية. وكانت نزعتهم هي حتىقد يكونوا سادة مع السادة مهما كان الأمر بدلاً من حتى يعيشوا كسائر الرعية، وربما كان حبهم للجندية هوأبرز دافع لهم على السير في جيش إسماعيل.

قرر المك نمر الإذعان للجيش الغازي فانضم للجيش فألحقه إسماعيل بجيشه ليضمن ولائه. وسار الجيش حتى بلغ الحلفايا دار العبدلاب حتى اتى ملكهم الشيخ ناصر بن الأمين خاضعا للجيش فهجره سيداً على بلاده وأخذ ابنه ليضمن ولاء العبدلاب كما جعل من المك نمر ضماناً لولاء الجعليين وكان ذلك في 1821.

اجتياح سـنار

سار الجيش متجها نحوسنار عاصمة مملكة الفونج فأوفد إسماعيل إلى الوزير محمد ود عدلان الذين كان ممسكاً بزمام الحكم بدلاً من السلطان بادي السادس. وطلب إسماعيل باشا الولاء للخليفة العثماني فخط له ود عدلان رسالته المشهورة: "لا يغرنك فوزك على الجعليين والشايقية، فنحن هنا الملوك وهم الرعية. أما فهمت بأن سنار محروسة محمية، بصوارم قواطع هندية، وجياد جرد أدهمية، ورجال صابرين على القتال بكرة وعشية".. كان ظاهراً حتى ود عدلان لم يكن يعيش واقع عصره إذ حتى جواسيسه أبلغوه حتى الجيش قوامه 186 ألف محارب (نلاحظ حتى الجيش المتحرك من مصر كان 4500 جندي) حتى انه أخذ يطلب العون من الأولياء والصالحين بدلاً من تجنيد الجند من القبائل ومحالفة القبائل الأخرى ليستعد للقاءة الجيش. تم اغتيال ود عدلان بسبب مشاكله مع أبناء عمومته قبل حتى يصل إلى اتفاق مع الفور بشأن توحيد الحدثة لمحاربة الغازي. بدأ الأرباب دفع الله الوزير الجديد للسلطنة بالمفاوضات في ود مدني مع إسماعيل ونقل إليه رغبة السلطنة في الخضوع بعد حتى استوعب أنه لا فائدة ترجى من المقاومة. لما اقترب إسماعيل من سنار خرج إليه بادي السادس (الذي كان شاباً في الخامسة والعشرين) مبايعاً وتنازل عن سلطانه لخليفة المسلمين في 13 يونيو1821. هكذا انتهت سلطنة الفونج التي عاشت في ربوع السودان من عام 1504 – 1821م، بدخول الجيش في اليوم التالي دخول الغزاة المنتصرين وهم يقصفون البر ومن خلفهم سار السلطان السابق بعد حتى عينه إسماعيل شيخاً على سنار ليجمع الضرائب ويسلمها للإدارة الهجرية المصرية.

الحملة الثانية - حملة كردفان ودارفور

أوفد محمد علي جيشاً آخر بقيادة صهره محمد بك الدفتردار لضم غرب السودان إلى أملاك مصر. ولقد أمد الكبابيش وهي القبيلة التي تقطن بين مصر والمناطق الغربية للسودان والتي كانت تحمل البضائع من وإلى مصر من تلك المناطق أمدت جيش الدفتردار بما احتاج إليه من جمال لنقل العتاد إلى غرب السودان وكانوا خير مرشد لتحديد أماكن الآبار ومناطق المعسكرات. سار جيش الدفتردار عقب انطلاق الجيش الأول وقبل حتى يصل إلى الأبيّض عاصمة الفور أوفد إلى سلطانها محمد الفضل ينصحه بالتسليم فرد ود الفضل: " أما فهمت حتى عندنا العباد والزهاد، والأقطاب والأولياء الصالحين من ظهرت لهم الكرامات في وقتنا هذا وهم بيننا يدفعون شر ناركم، فتصير رماداً، ويرجع إلى أهله والله يكفي شر الظالمين". لكن الدفتردار تقدم إلى كردفان دون حتى يعترضه أي معترض فلما فهم الوالي خرج بعسكره متجهاً شمالاً إلى بارة ليقابل الجيش الغازي.

واقعة بارة 16 أبريل 1821م

التقى الغزاة مع جيش المقدوم مسلم والي كردفان الذي عينه السلطان محمد الفضل، فاندفع جيش الأخير لا يظن سوى النصر (كما عمل الشايقية من قبل) لكنهم تفاجئوا بسقوط الجنود بالرصاص عملموا أنه لا قبل لهم بعدوهم وهم يحملون السيوف والرماح. إلى غير ذلك انتهت واقعة بارة بانهزام الوطنيين وفوز الغزاة فسقطت كردفان في يد الدفتردار قبل سقوط سنار في يد إسماعيل. لم يحاول السلطان المقاومة بل نزح إلى الفاشر ينتظر تطورات الموقف. لم يسر الدفتردار أبعد من الأبيّض لندرة المياه في تلك المناطق فأعرب محمد علي باشا عدم رغبته في فتح دارفور بل فكر في إخلاء كردفان والتنازل لأحد الملوك ليدفع الجزية إلا حتى الدفتردار أقنعه بالعدول فعدل عن ذلك في 1822م.

مقـتل إسماعيل بن محمد علي باشا 1822

بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها الأتراك على السودانيين إذ حتى الضرائب السنوية للممتلكات كانت تقدر بنصف الثمن. فلما هدأت تلك الثورات بعد حتى زاد الولاة في قسوتهم وزادوا في ضرائب الجهات الثائرة إذ حتى الجزيرة زيدت ضرائبها من 35،000 ريال إلى 50،000 ريال وكذلك أراضي الجعليين.

وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر 1822 وأمر المك نمر والمك مساعد بالمثول أمامه وعند حضورهما بدأ الباشا بتأنيب المك نمر واتهامه بإثارة القلاقل ومن ثم عاقبه بأن أمره حتى يدفع غرامة فادحة، الغرض منها تعجيزه وتحقيره (1000 أوقية مضى، ألفي عبد ذكر، أربعة آلاف من النساء والأطفال، ألف جمل ومثلها من البقر والضأن) واختلفت المصادر في الأعداد لكن اتفقت في استحالة الطلب. رد المك باستحالة الطلب فأهانه الباشا وضربه بغليونه الهجري بإساءة بالغة أمام الحاضرين . حتى حتى المك حمل سيفه فأوقفه المك مساعد وتحدث إليه باللهجة الهدندوية (التي عهدوها عن طريق التجارة مع سكان البحر الأحمر) فأبدى المك رضوخه وأظهر خضوعه بأن نادى الباشا إلى العشاء وذبح له الضأن وهيأ له الحرس وأمعن في خدمته وأبلغه حتى الغرامة ستدفع في صباح اليوم التالي، أثناء ذلك كان الجعليون يطوقون الحفل بالقش من جميع مكان مخبرين رجال الباشا أنها للماشية التي ستحضر وقبيل انفضاض الحفل أطلق الجعليون النار في القش فمات إسماعيل ورجاله خنقاً وحرقاً. نتيجة لذلك ساءت معاملة المغتصبين أشد الإساءة حتى أنهم قتلوا في إحدى المرات 30،000 من الجعليين العزل، استمر المك نمر في إغارته على الدفتردرا حتى بلغت خسائر رجاله عدداً عظيما فهاجر المك إلى حدود الحبشة حيث خطط مدينة أسماها المتمة أسوة بعاصمة الجعليين في الشمال ومكث هناك عدة سنين حتى مات.

استمر الحكم الدفتردار العسكري للسودان واستمرت المجازر البربرية كما حتى الجنود الذين لم يتسلموا مرتباتهم لمدة ثمانية أشهر بدءوا بالبطش والنهب ليجدوا متطلبات حياتهم، إلى حتى ثار الرأي العام الأوروبي ، فأمر محمد علي، الدفتردار بالعودة سنة 1824 محاولة منه إنهاء الحكم العسكري وإرساء نظام إداري أكثر إنسانية.

عند الدخول الهجري عينت سنار عاصمة للسودان إلا حتى أمطارها الخريفية وكثرت الأمراض فيها اضطرتهم إلى تغييرها إلى ود مدني إلى حتى أتى عثمان باشا الذي خلف الدفتردار عقب عودته إلى مصر وأعجب بالمنطقة التي يقترن فيها النيل الأبيض بالأزرق فبنى قلعة ووضع فيها الجند سنة 1824 واتخذها عاصمة له. تلك كانت بداية مدينة الخرطوم التي ازدهرت وسكنها 60 ألف نصفهم من المصريين واليونان واللبنانيين والسوريين وأعداد من الأوروبيين. اهتم خورشيد باشا أيام حكمه 26-1838 بتحسين الخرطوم وإنشاء المنشآت كما شهدت الخرطوم في عهده نوعا جديدا من الحكم إذ امتاز بإشراك السودانيين في الحكم كما عين الشيخ عبد القادر ود الزين مستشاراً له، الذي ساعده بدوره في حل الكثير من مشكلات السودان وأهمها هجرة السودانيين إلى المناطق المتاخمة للحبشة والبحر الأحمر هرباً من البطش والضرائب، فأعفى المتأخرات وأعفى الفقهاء ورجال الدين ورؤوس القبائل من الضرائب فبدأت الوفود بالعودة.

التقسيم الإداري في عهد محمد علي

بعد استقرار الأحوال قليلا في السودان قسم محمد علي البلاد على النظام الإداري الهجري إلىستة مديريات: دنقلا ، بربر ، الخرطوم ، سنار ، كردفان وفازوغلي (كما وردت في المرجع). ثم ضمت مديرية التاكا في الشرق فأصبحت السابعة. سنة 1834 أطلق محمد علي اسم الحكمدار لحاكم السودان وأعطيت له السلطات العليا الإدارية ، التشريعية ، التطبيقية والعسكرية. لكنه غير النظام سنة 1843 لتخوفه من الحكمدار أحمد باشا شركس (أبوودان) الذي كان طموحا وأراد حتى يستقل بالسودان عن طريق فرمان من الباب العالي الهجري. واستبدل الحكمدار بالمنظم بعد وفاة أحمد باشا أبوودان المفاجئة. إلى حتى أعاد الحكمدارية للسودان بسبب ضعف المنظم الذي عينه.

الخديوي عباس (48-1854)

اهتم عباس الذي خلف محمد علي باشا ، اهتم بالنواحي الإدارية كثيراً وحاول معالجة الرشاوى وأعاد تقسيم المديريات وأدخل الطب الغربي إلى السودان لمعالجة الجنود والموظفين المصريين والأتراك ، كما فتحت أول مدرسة لأبناء الموظفين في الخرطوم سنة 1853 على يد رفاعة بك الطهطاوي . وفد نشطت التجارة الأوروبية في السودان في عهده وساعد هوفي ذلك بتخفيف القيود المفروضة وكان الكثير منهم يتاجر في الرقيق كما حتى القناصل كانوا يتاجرون في العاج فكانوا يبيعون العمال مع العاج فور وصولهم للجهة المستوردة. أيضاً بدأت الحملات التبشيرية للمسيحية في عهده سنة 1848 كما أوفد الكثير من الموظفين والمحاسبين الأقباط (كما عمل محمد علي باشا من قبل)...

الخديوي سعيد (54-1863)

اهتم سعيد برفاهية وترقية الشعب السوداني كما حارب تجارة الرقيق وحاول تحسين النظام الإداري في السودان كما عمد إلى إشراك السودانيين في الحكم وأنشأ الحكومات المحلية وجعل الإدارة غير مركزية لتيسير عمل المديريات وسرعة تطبيق مشاريعها، فألغى الحكمدارية مرة أخرى (مع الفرق الشاسع في السبب).. كما عزز مكانة مشايخ القبائل وجعلهم ينوبون عن المديرين في جمع الضرائب التي خففها عنهم بعد زيارته للسودان ولقاءته للمواطنين الذين شكوا له ثقل الضرائب على عواتقهم ، فتقابل جشع المديرين(الذين اعتبروا السودان منفى لجمع الثروة) مع وطنية المشايخ مما أدى إلى إخفاق النظام اللامركزي الديموقراطي الذي منح السودانيين بعض الحق في إدارة وطنهم، فشاهد سعيد هذا الفشل الذي حاق بنظامه الإنساني الديموقراطي قبل وفاته فأعاد الحكمدارية للسودان. وفي سنة 1857 عُين أراكيل بك مديراًً للخرطوم فثار السودانيون على تعيين مدير مسيحي عليهم وطالبوا باستبداله إلى حتى أوفد المدير عدد منهم لسجنهم في مصر إلا أنهم أعيدوا إلى بلدانهم.

إسماعيل باشا الثاني (1863 - 1879)

عمد إسماعيل إلى تغيير النظام الإداري كلياً نظراً لكثرة الأخطاء والمساوئ، واهتم بإدخال التعليم فأنشأ الكثير من المدارس الابتدائية في المدن الكبرى كالخرطوم ودنقلا ،الأبيّض ، بربر وكسلا وكانت مفتوحة للسودانيين الراغبين في ذلك بالإضافة لأبناء الموظفين المصريين (هذا إلى جانب الخلاوي التي انتشرت في مختلف بقاع السودان والتي تتفاوت في أهميتها حسب شهرة المشايخ والفقهاء وكان إسماعيل باشا يساعد هذه الكتاتيب بدفع مرتبات شهرية للشيوخ)، اهتم الباشا إسماعيل أيضاً بقطاعي الزراعة والمواصلات (من سكك حديدية ، مواصلات نهرية ، تلغرافات). كما أراد التوسع جنوبا وغرباً وشرقاً فاتفق مع الرحالة الإنجليزي صمويل بيكر على حتى يخضع له حوض ومنابع النيل لقاء مرتب سنوي كبير، وكانت تلك بداية دخول الإنجليز إلى السودان الذين كثر عددهم كمسؤولين وموظفين. نجح صمويل في إخضاع مساحة شاسعة من الجنوب تحت حكم الخديوي بعد معارك ضارية مع القبائل في تلك المناطق. إلى حتى هجر صمويل البلاد مخلفاً حقد المواطنين بسبب وحشية تعامله، فخلفه الضابط الإنجليزي تشارلز جورج غردون، نجح غردون في مهمته أكثر مما عمل صمويل بيكر لأنه كسب ود الكثير من القبائل وحارب تجار الرقيق، إلى حتى قام رجل مغامر من أبناء الجيلي وهي منطقة تابعة لنفوذ الجعليين في ذلك الوقت، وهوالزبير رحمه برحلة إلى الغرب، فاختلط مع التجار ودخل معهم واستطاع حتى يجمع ثروة بسبب ذكاءه وكون جيشه الخاص إلا حتى استولى على منطقة بحر الغزال وكوّن أول ولاية إسلامية هناك وأسقط سلطنة الفور 1874 التي استمر حكمها ما يقارب ثلاثة قرون، أسقطها بمساعدة الحكومة المصرية التي تولت فيما بعد حكم هذه المناطق. تخلى غردون عن منصبه كحاكم على مديرية الاستوائية وعاد إلى بلده فاتصل به الخديوي مرة أخرى واقترح عليه حتىقد يكون حكمدار السودان مضافة إليه الأراضي الجديدة بعد التوسع في الحكم فوافق على ذلك في 1877. عمل غردون على إيجاد طريقة فعالة لمحاربة الفساد في الحكومة ومحاربة تجارة الرقيق، إلا أنه قابل الكثير من الثورات منها تلك التي أقامها الزبير باشا لأنه فتح المنطقة الغربية من ماله الخاص ولم تعوضه الحكومة المصرية عن ذلك ، بدأ بتأليب الفور عليهم ليحاولوا إعادة سلطنتهم فخرج السلطان هارون بجيش في أوائل 1879 من جبل مرة فتقابلوا مع قوات لحكومة وقُتل السلطان وهزم جيشه وبذلك أخمدت تلك الثورة. اضطربت أفكار غردون بعد حتى اصبح حكمدار السودان وكانت تجارة الرقيق ومحاربتها هي شغله الشاغل فأراد حتى يقضي عليها في أقصر وقت ممكن لكن الرقيق في البيوت السودانية لم يرغبوا في هجر أسيادهم فاتفق غردون مع الملاك على حتى يسمح لهم بتملكهم مدة 12 سنة وأنقد يكون للحكومة الحق في التدخل في شؤونهم إذا دعت الحاجة ومنح جميع منهم مستندات تفيد ذلك وسجل أسماء وأوصاف الرقيق لضمان عدم التلاعب في القرار. اضطربت بقية الأحوال في عهده وارتفعت الضرائب وساءت الإدارة.


القرن التاسع عشر

السوادن الهجرية

الثورة المهدية وحروب الاستقلال

ولد السيد محمد احمد بن عبد الله المهدى في لبب إحدى الجزر المجاورة لدنقلا في 1844، كان شغوفاً بالفهم الشرعي منذ صغره، رغم حتى والده وإخوانه اشتغلوا ببناء المراكب، فالتحق بعدة خلاوي بدأها بكرري ثم الخرطوم ومن ثم عاد إلى الشمالية ، وضع محمد احمد رغم حداثت سنه أسسا للحياة وكان يحاسب نفسه في جميع صغيرة وكبير فنشأ هكذا حتى إذا ما بلغ شبابه تاقت نفسه إلى التصوف، فالتحق بأحد شيوخ الطريقة السمانية (محمد شريف نور الدائم) في 1861، وعمل على الالتزام بنهج المصطفى في جميع صغيرة وكبير فكان يحمل الحطب لأصحابه كما عاونهم في حمل اللبنات عند البناء وكان كثير التهجد والبكاء حتى عجب منه شيخه وزملائه، وامتلأ قلبه إيماناً وورعا ونسكاً فرضي عنه شيخه فمنحه الأستاذية بعدسبعة أعوام من الدراسة، بعد ذلك انتقل محمد احمد إلى الجزيرة أبا فوجد فيها غاراً فالتجأ إليه وأخذ يتعبد الله في هذا الغار وبعد حتى أخذ نصيبه من الخلوة والخلود لذكر الله جعل وقته للتعليم فاشتهرت مدرسة ذلك الشاب الورع وحمل الناس إليه الهدايا لينفقها على تلامذته وتبركوا بزيارته وسكنت نفوسهم برؤيته لصلاحه وتقواه. لم تنبتر صلات محمد احمد بشيخه محمد شريف فكان يزوره حدثا سنحت الفرصة وفي إحدى زياراته رآه يسمح للنساء بتقبيل يده فهاله الأمر وأفصح عما في ضميره طالبا منه الاعتراض على تلك العادة، ثم ما لبث حتى رأى أستاذه يسمح بالطبل والغناء في احتفال لختان أنجاله، فاعترض عليه فتسبب في حرج لأستاذه فاستشاط الشيخ غضباً على تلميذه، ولم تفلح محاولات محمد احمد في الاعتذار وطلب العفو.

فهم محمد احمد حتى طريقه إلى إعادة الإسلام إلى سيرته الأولى يحتاج منه حتى يحتل مركزاً دينياً مرموقاً فمضى للشيخ القرشي خليفة الطريقة السمانية في ذلك الوقت وجدد البيعة ومن ثم اتجه إلى الغرب يزور رجال الدين هناك وكان الناس يلقونه بالحفاوة فقد عهدوا فيه التقوى والورع. ما لبث الشيخ القرشي قليلا حتى توفي فاشهجر تلاميذه في دفنه وأقاموا عليه قبة كما جرت العادة في البلاد عندما يموت مشايخ الصوفية، وهناك أثناء الدفن التقى برجل يدعى عبد الله التعايشي، كان عبد الله مأخوذا بشخصية محمد احمد وفهمه وكان هوالآخر مأخوذا بذكاء عبد الله رغم قلة فهمه، أصبح الاثنان صديقان وأخذه محمد احمد معه إلى جزيرة أبا وهناك أسر الشيخ إلى تلميذه وصديقه أنه أصبح يرى الرسول وهويقظان وأنه أبلغه أنه المهدي المنتظر كان ذلك في مارس 1881 ما يوافق ربيع الثاني 1298 هـ وكانت نهاية القرن 13 الهجري، كما عمل النبي أبلغ المهدي أصحابه وخاصته وأهل بيته وأسر أيضاً إلى خاصة تلاميذه وبايعه تلاميذه على نصرة المهدية ومنذ ذلك الوقت سمي جميع من ناصره بالأنصار كما سمى النبي أهل يثرب عندما بايعوه.

رأى المهدي (جرت العادة حتى يسمى محمد احمد بالمهدي بغض النظر عن الإيمان بكونه المهدي المنتظر أم لا) حتى يجدد زيارته لكردفان وكان يرى فيها خير مكان لنشاط ثورته وهناك أسر لرجال الدين بأمره بدأ المهدي بالجهر لدعوته بعد عدة أشهر وكان يأمر بالجهاد واتباع سنة المصطفى  فخط إلى جميع الفقهاء وزعماء القبائل كما خط للحكمدار في الخرطوم ونصحه حتى يبايع، أوفد الحكمدار أحد معاونيه للمهدي ليتبين الأمر لكن جهوده لم تفلح في حتى يوقف الرجل عما بدأه، فهدده بقوة الحكومة لكنه لم يرضخ.

الواقعة الأولى – أبا 1881

جهز الحكمدار جنوده لقتال المهدي تحت إشراف أبوالسعود الذي أوفده من قبل إلى المهدي هبط الجنود إلى جزيرة أبا واعتقدوا حتى مجرد ظهورهم سيرد المهدي عن أمره لكن المهدي باغتهم بالهجوم مع رجاله بأسلحتهم البسيطة، فقتل معظم الجنود وفر البقية عائدين إلى الخرطوم حاملين معهم نبأ أول هزيمة للحكومة منذ الاحتلال المصري الهجري، وكانت الواقعة في 17 رمضان وهوالتاريخ الذي يوافق واقعة بدر التي كانت أول فوز للمسلمين في عهد النبي عليه السلام.

واقعة راشد ديسمبر 1881 :-

راشد بك أيمن كان مديراً على فاشودة وكانت جبال النوبة التي لجأ إليها المهدي بعد المعركة الأولى جزءاً من مديريته، أراد راشد حتى يفاجئ المهدي بهجوم سريع لكن أثناء تحركه مع جنوده الـ 420 رأتهم سيدة تدعى رابحة الكنانية وكانت من مريدي المهدي فأسرعت إليه تواصل الليل بالنهار حتى أبلغته، فباغت المهدي راشد ورجاله قبل حتى يصلوا إليه ولم يصبح الصبح حتى صار راشد بك جثة هامدة ومن حوله جثث جنوده إلا من فر منهم ليبلغ الخرطوم بالمجزرة.عزز هذا النصر اعتقاد الناس بالمهدي إذ اعتبروا ما وقع معجزة، هذا بالإضافة إلى حتى مدير كردفان حاول الهجوم أيضاً لكن صوت الطلقات التي كان يطلقها رجال المهدي ليلا أرهبه فهرب بجنده فاعتبر الناس هذه من الكرامات أيضاً. أوفد الحكمدار إلى مصر لطلب المدد لكن مصر أيامها كانت مشغولة بالثورة العرابية ولم يستطع أحمد عرابي إرسال أية إمدادات إلى السودان لتخوفه من هجوم الإنجليز في أي وقت، هكذا حصل المهدي على مزيد من الوقت لمضاعفة قوته وزيادة أتباعه.

واقعة الشلالي مايو1882:-

أوفد الحكمدار 6000 جندي بقيادة يوسف باشا الشلالي وانضمت إليه كتائب من الأبيّض ، أوفد المهدي إليهم 2 من أتباعه إلا حتى الشلالي أمر بتقطيعهم حتى الموت، وعندما وصل الشلالي إلى قدير المنطقة التي يقيم فيها المهدي بدأت المعركة في الصبح الباكر والتحم الجيشان ولم تنتهي المعركة إلا بانتهاء جيش الحكومة، وكان هذا هوالنصر الثالث للمهدي وحصل في هذه المعركة على الكثير من العتاد والأسلحة النارية بسبب كثرة الجيش. زاد عدد الثوار على الحكومة بسبب البطش والضرائب فانضموا بدورهم لحركة المهدي وبدءوا يتذكرون ما عمل الدفتر.


European colonialism


الاستقلال والحرب الأهلية الأولى

العودة إلى الحكم المدني (1964-1969)

عهد النميري


إمدادات السلاح

الحرب الأهلية الثانية


دارفور

خريطة دارفور


النزاع التشادي السوداني

المصادر

  • Photographs from the Sudan
  • P.M. Holt and M.W. Daly, A History of the Sudan (1961, 5th ed. Longman 2000)
  • South Sudan: A History of Political Domination - A Case of Self-Determination, (Riek Machar)
  • Civil War in Sudan: The Impact of Ecological Degradation
  • Multimedia Presentation on Darfur
  • (بالفرنسية) Voyage au pays des pharaons noirs Travel in Sudan : pictures and notes on the nubian history
  • Short History of Sudan, Dr. Mohamed H. Fadlalla, iUniverse, 30 April 2004, [ISBN 100595314252]
  • The Problem of Dar Fur, Dr. Mohamed Hassan Fadlalla, iUniverse, Inc. (July 21, 2005), [ISBN 978-0595365029]
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:51:19
التصنيفات: تاريخ السودان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الملف الحارق يعود إلى واجهة العلاقات المغربية الإسبانية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:10:11
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 71%

مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي يتداول قرارا لعزل بايدن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:08:19
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

قطر تدين بأشد العبارات سماح إسرائيل بـ"مظاهرة لمتطرفين في القدس"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:08:24
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

طقس غد الجمعة.. أمطار متفرقة ورياح قوية بهذه المناطق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:10:25
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 73%

زيلينسكي محتفلا بعيد يهودي: النور سيسود في أوكرانيا وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:08:25
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 88%

الشناوي: نحترم شباب بلوزداد.. ولا نفكر في مونديال الأندية الآن

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:09:45
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 48%

تعرف على عدد خسائر إسرائيل من الجنود منذ بدء العملية البرية في غزة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:10:28
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 76%

رئيس وزراء سلوفاكيا يدعم الحوار مع روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:08:22
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 87%

أمرابط يخرج بتصريح مثير حول علاقته بمدرب “الشياطين الحمر”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:10:18
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 83%

الموت يُفجع سحر الصديقي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:10:15
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 84%

كولر: مواجهة بلوزداد صعبة.. واللاعبون بشر وبحاجة إلى الراحة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-07 21:09:46
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 41%

تحميل تطبيق المنصة العربية