معاوية بن خديج بن جفنة بن قتيرة التجيبيالكندي ويكنى بأبي نعيم قائد عسكري حليف لبني أمية. صحابي على قول الأكثرين شهد فتح مصر، وهوالذي وفد إلى عمر بفتح الإسكندرية

شهد معركة اليرموك سنة 15 هـ، ثم شهد فتح مصر سنة 20 هـ. وشهد كذلك مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح قتال البربر وولي حروبا كثيرة في بلاد المغرب وكان أمير وقائد الكتائب في فتح إفريقيا وغزا النوبة فأصيبت عينه هناك وأصبح أعورا. شن هجوما مفاجئا على صقلية سنة 44 هـ وولي على برقة سنة 47 هـ

كان عثمانيا في أيام علي بن أبي طالب بمصر، ولم يبايع عليا بالكلية. فلما أخذ معاوية مصر أكرمه ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمروبن العاص، فإنه ناب بها بعد أبيه سنتين، ثم عزله معاوية، وولى معاوية بن خديج، فلم يزل بمصر حتى توفي بها في سنة 52 هجرية

قيل عنه

عن عفان عنه جرير بن حازم، حدثنا حرملة بن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة نطق: "دخلت على عائشة فنطقت: ممن أنت،يا ترى؟ قلت: من أهل مصر. نطقت: كيف من الممكن أن وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه،يا ترى؟ قلت" خير أمير ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيرا ولا غلام إلا أبدل مكانه غلاما" نطقت:"إنه لا يمنعني قتله أخي حتى أحدثكم ما سمعت من رسول الله إني سمعته يقول" اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه"

موقفه من علي بن أبي طالب

كان مواليا لـمعاوية بن أبي سفيان ومن أكثر القادحين بـعلي بن أبي طالب إلا أنه غضب لمقتل حجر بن عدي لإنه من نفس قبيلته كندة عن علي ابن أبي طلحة مولى بني أمية نطق:" حج معاوية ومعه معاوية بن حديج وكان من أسب الناس لعلي فمر في المدينة والحسن جالس في جماعة من أصحابه فأتاه رسول فنطق:"أجب الحسن فأتاه فسلم عليه فنطق له: أنت معاوية بن حديج،يا ترى؟ نطق: نعم. نطق:" فأنت الساب عليا ،يا ترى؟ فكأنه استحيى فنطق: أما والله لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده لتجدنه مشمر الإزار على ساق يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل قول الصادق المصدوق " وقد خاب من افترى ".

إلا أنه رغم وقوفه لجانب معاوية، فقد غضب لمقتل حجر بن عدي وكان يومها بإفريقية (تونس) فنطق:" يا أشقائي وأصحابي وخيرتي أنقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم سقطوا يقتلوننا والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لأقولن لهم اعتزلوا بنا قريشا ودعوهم يقتل بعضهم بعضا" نطق المضىي بالسير:" قد كان ابن حديج ملكا مطاعا من أشراف كندة غضب لحجر بن عدي لانه كندي"

من مواقفه مع الصحابة

يقول معاوية بن حديج: بعثني عمروبن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية فقدمت المدينة في الظهيرة فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد فبينا أنا قاعد فيه إذ خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فنطقت: من أنت،يا ترى؟ قلت: أنا معاوية بن حديج رسول عمروبن العاص فانصرفت عني ثم أقبلت تشتد فنطقت: قم فأجب أمير المؤمنين: فتبعتها فلما دخلت فإذا بعمر بن الخطاب يتناول رداءه بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى فنطق: ما عندك،يا ترى؟ قلت: خير يا أمير المؤمنين فتح الله الإسكندرية فخرج معي إلى المسجد فنطق للمؤذن: أذن في الناس: الصلاة جامعة فاجتمع الناس ثم نطق لي: قم فأبلغ الناس فقمت فأبلغتهم ثم صلى ودخل منزله واستقبل القبلة فنادى بدعوات ثم جلس فنطق: يا جارية هل من طعام،يا ترى؟ فأتت بخبز وزيت فنطق: جميع فأكلت على حياء ثم نطق: جميع فإن المسافر يحب الطعام فلوكنت آكلا لأكلت معك فأصبت على حياء ثم نطق: يا جارية هل من تمر،يا ترى؟ فأتت بتمر في طبق فنطق: جميع فأكلت على حياء ثم نطق: ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد،يا ترى؟ نطق: قلت أمير المؤمنين قائل، نطق: بئسما ظننت - لئن نمت النهار لأضيعن الرعية ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية؟

قام معاوية بن حديج بالتوسط بين عمروبن العاص ومعاوية لما صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمروبن العاص ما عاش؛ ورأى عمروحتى الأمر كله قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه وظن حتى معاوية سيزيده الشام مع مصر فلم يعمل معاوية؛ فتنكر عمرولمعاوية فاختلفا وتغالظا وتميز الناس وظنوا أنه لا يجتمع أمرهما فدخل بينهما معاوية بن خديج فأصلح أمرهما وخط بينهما كتابا وشرط فيه شروطا لمعاوية وعمروخاصة وللناس عامة وأن لعمروولاية مصر سبع سنين وعلى حتى على عمروالسمع والطاعة لمعاوية. وتواثقا وتعاهدا على ذلك وأشهدا عليهما به شهودا؛ ثم مضى عمروبن العاص على مصر واليا عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين فوالله ما مكث بها إلا سنتين أوثلاثا حتى مات.

غزا معاوية بن حديج إفريقية سنة أربع وثلاثين وكان عاملا على مصر فغزاها ونزل جلولاء وقاتل مدد الروم الذي اتىها من قسطنطينية لقيهم بقصر الأحمر فغلبهم وأقلعوا إلى بلادهم وافتتح جلولاء وغنم وأثخن ولاه معاوية بن أبي سفيان مصر فلما سار إليها تلقاه معاوية بن حديج على مرحلتين من مصر فنطق له ارجع إلى خالك معاوية فلعمرى لا ندعك تدخلها فتسير فيها وفينا سيرتك في إخواننا أهل الكوفة فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ولحقه معاوية بن حديج وافدا على معاوية فلما ولج عليه عثر عنده أخته أم الحكم وهي أم عبد الرحمن الذي طرده أهل الكوفة وأهل مصر فلما رآه معاوية نطق بخ بخ هذا معاوية بن حديج فنطقت أم الحكم لا أهلا به تسمع بالمعيدى خير من حتى تراه فنطق معاوية بن خديج على رسلك يا أم الحكم أما والله لقد تزوجت فما أكرمت وولدت فما أنجبت أردت حتى يلى ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار في إخواننا أهل الكوفة فما كان الله ليريه ذلك ولوعمل ذلك لضربناه ضربا يطأطئ منه رأسه أونطق لضربنا مصاصا منه وإن كره ذلك الجالس فالتفت إليها معاوية بن أبى سفيان فنطق كفى. فهذا تفهم يجب علي المسلمين حتى يتفهموه، قول الحق ولوكان مر، والأمر بالمعروف.

بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول

عن معاوية بن خديج نطق: سمعت رسول الله يقول: غدوة في سبيل الله أوروحة خير من الدنيا وما فيها.

وعن معاوية بن حديج حتى النبي صلي يوما فسلم وانصرف وقد بقي عليه من الصلاة ركعة فأدركه رجل فنطق: نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمره بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس ركعة فأبلغت بذلك الناس فنطقو: أتعهد الرجل،يا ترى؟ فقلت: لا إلا حتى أراه فمر بي فقلت: هوهذا فنطقو: هذا طلحة بن عبيد الله.

محمد بن أبي بكر

تشير بعض الروايات إلى أنه هومن اغتال محمد بن أبي بكر ابن الخليفة الراشد أبي بكر الصديق انتقاما من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان. في حين حتى مسؤولية محمد بن أبي بكر مختلف عليها إلا أنه من المتفق عليه أنه كان داخل بيت عثمان يوم مقتله كما روى شاهد العيان الحسن البصري نطق: أنبأني وثاب –وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، وكان بين يدي عثمان، ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان طعنهما يومئذ يوم الدار دار عثمان–، نطق: بعثني عثمان، فدعوت له الأشتر، فاتى. –نطق ابن عون: أظنه نطق: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة، وله وسادة–. فنطق (عثمان): «يا أشتر، ما يريد الناس مني؟». نطق: «ثلاث لا يناسبك من إحداهن بد». نطق: «ما هن؟». نطق: «يخيرونك بين حتى تخلع لهم أمرهم، فتقول "هذا أمركم فاختاروا له من شئتم"، وبين حتى تقص من نفسك. فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك». نطق: «أما من إحداهن بد؟». نطق: «لا! ما من إحداهن بد». نطق: «أما حتى أخلع لهم أمرهم، فما كنت لأخلع الله. –نطق (عثمان) ونطق غيره– والله لأن أقدم فتضرب عنقي، أحب إلي من حتى أخلع أمة محمد بعضها على بعض –نطقوا: هذا أشبه بكلام عثمان–. وأما حتى أقص من نفسي، فوالله لقد فهمت حتى صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان. وما يقوم بد في القصاص. وأما حتى تقتلوني، فوالله لئن قتلتموني لا الذئبة بعدي أبدا، ولا تصلون بعدي جميعا أبدا، ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا". ثم قام فانطلق، فمكثا، فقلنا لعل الناس. فاتى رويجل كأنه ذئب، فاطلع من باب ثم رجع. فاتى محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا، حتى انتهي إلى عثمان. فأخذ بلحيته، فنطق بها حتى سمع سقط أضراسه. فنطق: «ما أغنى معاوية. ما أغنى عنك ابن عامر. ما أغنت خطك». فنطق: «أوفد لي لحيتي يا ابن أخي. أوفد لي لحيتي يا ابن أخي». نطق (وثاب): فأنا رأيت استعداء رجل من القوم يعينه، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه (في رأس عثمان). ثم قلت ثم مه،يا ترى؟ نطق: ثم تغاووا والله عليه، حتى قتلوه.

تعقب معاوية بن حديج محمد بن أبي بكر ويروي السيرة ابن كثير:"تفرق اصحاب محمد بن ابي بكر الصديق عنه ورجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها ودخل عمروبن العاص فسطاط مصر ومضى معاوية بن حديج في طلب ابن ابي بكر فمر بعلوج من الناس في الطريق فنطق لهم: هل مر بكم أحد تستنكرونه؟، نطقوا: لا. فنطق رجل منهم: إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة. فنطق بن حديج: هوورب الكعبة فدخلوا عليه واستخرجوه منها وكاد يموت عطشا فأنطلق اخوه عبد الرحمن بن ابي بكر إلى عمروبن العاص وكان قد قام معه إلى مصر فنطق:ايقتل أخي صبرا،يا ترى؟ فبعث عمروبن العاص إلى معاوية بن حديج ان ياتيه بمحمد بن ابي بكر ولا يقتله، فنطق ابن حديج: كلا والله، ايقتلون كنانة بن بشر واهجر محمد بن ابي بكر،يا ترى؟ وقد سالهم محمد بن أبي بكر ان يسقوه شربة من الماء" فنطق معاوية: "لا سقاني الله ان سقيتك قطرة من الماء ابدا" فأدخله في جوف حمار ميت وأحرقه

نطق ابن تيمية: وليس مروان أولى بالفتنة والشر من محمد بن أبي بكر ولا هوأشهر بالفهم والدين منه بل أخرج أهل الصحاح عدة أحاديث عن مروان وله قول مع أهل الفتيا واختلف في صحبته ومحمد بن أبي بكر ليس بهذه المنزلة عند الناس ولم يدرك من حياة النبي إلا اشهرا قليلة من ذي القعدة إلى أول شهر ربيع الأول فإنه ولد بالشجرة لخمس بقين من ذي القعدة عام حجة الوداع

نطق ابن سعد: أبلغنا عمروبن عاصم الكلابي نطق: أبلغنا أبوالأشهب (جعفر بن حيان) نطق: أبلغنا الحسن (البصري) نطق: «لما أدركوا بالعقوبة –يعني قتلة عثمان بن عفان– أخذ الفاسق بن أبي بكر –نطق أبوالأشهب: وكان الحسن لا يسميه باسمه إنما كان يسميه الفاسق– فأخذ فجعل في جوف حمار، ثم أحرق عليه». وبعضهم نطق حتى قاتله عمروبن عثمان.

الوفاة

لما أخذ معاوية بن أبى سفيان مصر أكرمه (يعنى أكرم معاوية بن حديج) ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمروبن العاص فانه ناب بها بعد أبيه سنتين ثم عزله معاوية وولى معاوية بن خديج فلم يزل بمصر حتى توفي بها سنة اثنين وخمسين. نطق ابن يونس توفي بمصر في سنة اثنتين وخمسين وولده إلى اليوم بمصر

المرجع