جوزيف ماتوسيان

جوزيف بن هوفانيس ماتوسيان، هورجل صناعة أرمني ومن رواد صناعة السجائر في مصر، ويُعهد بماتوسيان الأصغر.

حياته

سند في شركة ماتوسيان للدخان

عندما بدأ ماتوسيان الأكبر عمله في نهاية القرن الثامن عشر كانت تجارته رائجة لا تتوقف عند مصر لكنها تصل إلى أوربا أيضا، كانت المنافسة حامية زادت وطأة المنافسة عندما تدخل القصر الملكي وأصدر قرارا بإنشاء الشركة الشرقية للدخان، لكن كانت المقاومة كبيرة، لم يكتف ماتوسيان بالنادىية في الصحف والمجلات، اتفق ماتوسيان مع نجيب الريحاني على حتى تقوم فرقة الريحانى بتقديم موسم مسرحى في الإسكندرية لحساب الشركة، على حتى تضع الشركة في علب السجائر كوبونات يستطيع من يشتريها حتى يقدمها لعامل التذاكر ويحصل على تذكرة مخفضة، كان الريحانى وقتها في أزمة مالية وكان بحاجة لمن يمول مسرحيته الجديدة، فظهر ماتوسيان وكان الاتفاق حتى يقوم الريحانى بالنادىية لسجائر ماتوسيان على حتى يدفع له يوميا عشرة جنيهات وخمسة جنيهات أخرى لبديعة مصابني إضافة لتأمين جميع نفقات الفرقة والمسرح والنادىية طيلة الموسم الصيفى، ونجح الاتفاق. كان ماتوسيان تاجراً ماهراً يسعى إلى ما أكثر من التواجد على الساحة، حتى بعد صدور قرارات التأميم وفرار الكثير من منافسيه استجاب للوضع الراهن واندمج بشركته مع الشركية الشرقية للدخان التي تم تأميمها، لكنه حتى هذه اللحظة لم يكن يحلم حتىقد يكون صاحب السيجارة الشعبية الأولى في مصر، بل أنها لم تكن فكرته أصلا.

صناعة سجائر كليوپاترا

كان كمال قطبه عضوغرفة صناعة السجائر في مصر شاهدا على السيرة التي بدأت في شتاء عام 1961 على هامش اكتشاف أنشطة تجمع السوق المصرى والسوق السورى أيام الوحدة. قررت مصر إقامة معرضا في أرض المعارض بالجزيرة للصناعات التي يمكن ان تصبح مشهجرة بين البلدين، قررت غرفة صناعة السجائر حتىقد يكون هناك جناح للتبغ المصرى والسورى، وصلت أخبار حتى جمال عبد الناصر يفترض أن يقوم بزيارة المعرض.وصل ناصر وصافح ماتوسيان بحرارة، ثم أخذه في جولة للتعهد على جميع أنواع المعروضات، على هامش الجولة وزع ماتوسيان السجائر والسيجار على ناصر وصحبته، كان منتج ماتوسيان الأهم وقتها سجائر( بلمونت)، أخذها ناصر ووضعها جانيا ثم وضع يده في جيبه وأخرج علبة سجائره الخاصة (كنت) وأشعل واحدة وسط وجوم أصحاب المعرض. شعر ناصر بثمة حرج وان الموقف غير مريح، فنطق لهم أنه لا يغير نوع سجائره فالتغيير يؤثر سلبيا على رئتيه، وربما شعر حتى مبرره لا يغطى الإحراج الذى سببه للحاضرين فنطق لهم نصا: شوفوا كدة يا جنادىن، لوعملتوا يجارة محلية زى (كنت) هاكون أول وأكبر زبون عندكم، التقط ماتوسيان طرف الخيط ونطق لناصرنصا: طلباتك أوامر. في اليوم التالى طلب ماتوسيان كمال قطية ونطق له: يا كما إحنا وعدنا الرئيس نعمل له سيجارة زى الكنت، ثم طلب منه حتى يشترى من السوق السوداء ثلاث خراطيش كنت ستدخل المعمل ليتم تحليلها لفهم كيف من الممكن أن تتكون الخلطة.

بعد ثلاثة أسابيع كان هناك اجتماع لدراسة النماذج الجاهزة من تلك السيجارة، كانت قريبة منها بالعمل وتم تصميم علبتها بحيث تكون قريبة الشبه من الكنت، بيضاء بخطوط مضىية رفيعة، وبقى اختيار الإسم. كانت وقتها الضجة كبيرة حول فيلم (كيلوباترا) لإليزابيث تايلور، نجاح عظيم، وإنتاج ضخم تكلف وقتها أكثر من 20 مليون دولار، ونادىية ضخمة في جميع مكان جعلت الإسم ذا حضور قوى، فكر ماتوسيان أنهم لن يحتاجوا لنادىية إضافية مع رواج الإسم. بقى حتى الشخص الذى اقترح تصنيع هذه السيجارة لابد حتىقد يكون أول من يجربها، تم إعداد لفة أنيقة من الورق الممضى وُضع بها أربعة خراطيش كيلوباترا مع رسالة من ماتوسيان للرئيس، حملها قطبة وماتوسيان إلى كوبرى القبة حيث يقيم الرئيس. أكثر من شهر كان ماتوسيان ينتظر النتيجة، حتى اليوم الذى وجهت فيه الدعوة لمال قطبة وجوزيف ماتوسيان لحضور حفل زفاف صديق لهم كان سيتزوج ابنة أحد اللواءات أصدقاء ناصر ( اللواء رشاد حسن)، كان من المؤكد حضور الرئيس وكان الجميع يعهدون حتى الرئيس بطبعه كمدخن سيخرج علبته من جيبه فور حتى يجلس، مضى ماتوسيان ورفيقه إلى الفرح وجلسوا قريبا من منضدة العريس، ظلا يعدان الساعات حتى وصل ناصر مع حراسته، وصافح العروسين ثم جلس إلى منضدته.

ظروف كثيرة جعلت كليوپاترا السيجارة الشعبية الأولى، من بينها الثمن وغياب المستورد لسنوات طويلة والإعلانات التي قدمها نجوم السينما ، أصبحت بالوقت تفصيلة ثابتة في حياة المدخنينن المصريين، يهرب الواحد إلى نوع مستورد عندماقد يكون في بحبوحة ما لكنه سرعان ما يعود إليها، ولم لا وهي التي تحمل اسما حركيا ( صديقة الفقراء). جلس ناصر إلى منضدته في حفل الزفاف وشب ماتوسيان وقطبة ليعهدا نوع العلبة التي سيخرجها ناصر من جيبه، هل مازال يدخن الكنت أم أنه أحب بالسيجارة الجديدة؟، أخرج ناصر علبته ووضعها أمامه، لم تكن الكنت، ولم تكن أيضا كيلوباترا، كانت نوعا أمريكيا آخر (إل أند إم)، بعدها رحل ماتوسيان، ثم هاجر قطبة إلى كندا، ولم يعهدا حتى رحل ناصر إذا كان قد أحب الكيلوباترا أما لا.