پاتريس لومومبا

عودة للموسوعة

پاتريس لومومبا

پاتريس لومومبا
Patrice Lumumba
پاتريس لومومبا كرئيس وزراء جمهورية الكونغو، 1960
رئيس وزراء جمهورية الكونغوالديمقراطية الأول
في المنصب
24 يونيو1960 – 14 سبتمبر 1960
نائب أنطوان گيزنگا
سبقه حكومة استعمارية
خلفه جوسف إليو
وزير دفاع جمهورية الكونغو
في المنصب
24 يونيو1960 –خمسة سبتمبر 1960
تفاصيل شخصية
وُلِد 2 يوليو، 1925
اونالوا، كاتاكوكومبي، الكونغوالبلجيكي
توفي 17 يناير، 1961
إليزابث‌ڤيل، كاتنگا
(الآن "لوبومباشي، جمهورية الكونغوالديمقراطية)
الحزب الحركة الوطنية الكونغولية

پاتريس إمري لومومبا Patrice Émery Lumumba (و. 2 يوليو1925 - 17 يناير 1961) زعيم وطني كونغولي. كان أول رئيس وزراء لـجمهورية الكونغوالديمقراطية الوليدة (التي كان اسمها آنذاك جمهورية الكونغو) من يونيوحتى سبتمبر 1960. وقد لعب دوراً بارزاً في تحول الكونغومن مستعمرة بلجيكية إلى جمهورية مستقلة. ومن الناحية الأيديولوجية فقد كان وطنياً أفريقياً مؤمناً بـالوحدة الأفريقية، فقاد حزب الحركة الوطنية الكونغولية (MNC) من 1958 حتى استشهاده.

بعد قليل من استقلال الكونغوفي 1960، نشب تمرد في الجيش، ميّز بداية أزمة الكونغو. ناشد لومومبا الولايات المتحدة والأمم المتحدة للمساعدة في إخماد الانفصاليين الكاتنگيين المدعومين من بلجيكا. فرفض الإثنان، فاضطر لومومبا للتوجه للاتحاد السوڤيتي طلباً للعون. وقد أدى ذلك إلى زيادة الخلافات مع الرئيس جوزيف كاسا-ڤوبوورئيس الأركان جوزيف-ديزيريه موبوتو، وكذلك مع جميع من الولايات المتحدة وبلجيكا.

وقد اِعتـُقـِل لومومبا بعد ذلك على يد سلطات الدولة التي كان يسيطر عليها موبوتووأُعدِم رمياً بالرصاص بأمر من سلطات كاتنگا. وذاعت أنباء حتى غريمه الانفصالي مويزي تشومبى قام بإلتهام كبده. وإثر وفاته، اعتبره معظم الأفارقة شهيداً لحركة الوحدة الأفريقية.

النشأة

صورة لومومبا، شاباً ح. ع1950

ولد "باتريس إيمري لومومبا" في عام 1925 بقرية "كاتاتا كوركومبي" بإقليم كاساي. وينتمي إلى قبيلة باتيليلا وهي جزء من قبيلة مونگو. وهومن أبناء النخبة الكونغولية التي حظيت بالتعليم في فترة الاستعمار البلجيكي المتحالف معه. وتلقى التعليم الأَوَّلي بالمدارس التبشيرية، ثم التحق بمدرسة لتدريب عمال البريد في "ليوپولدڤيل"، وفي السنة التاسعة عشرة من عمره عمل موظفًا للبريد بمدينة ستانلي‌ڤيل وفي هذه الفترة عاش "لومومبا" أقسى صور الفصل العنصري بين السكان الأوربيين البيض وسكان البلاد الأصليين الزنوج، وبدأت مشاعر الوطنية تحركه، واستثمر حركته الطبيعية من خلال عمله، فعقد علاقات وثيقة مع القبائل الإفريقية المتنوعة، وعمل على ربط الخيوط بين القوى الوطنية، وفي الوقت نفسه عمل على حتى يفهم القانون والاقتصاد بنظام المراسلة، واستطاع اجتياز عدة دورات دراسية، ولكن القوى الاستعمارية رصدت هذا النجم الصاعد، ومن ثَمَّ عملت على تدبير تهمة سرقة له، وذلك بعد 11سنة من بدء تعيينه، وبالعمل يتم سجنه، وفي السجن يعاني أبشع أنواع الاضطهاد ضد المواطنين، وبعد خروجه يعمل في عدة أعمال تعينه على إعالة أسرته حتى أغسطس في عام 1958.


النشاط السياسي

وفي أغسطس عام 1958 تفرغ "لومومبا" للعمل السياسي، وقد كان مؤتمر أكرا في ديسمبر عام [1958]، الممهد لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية بمثابة أول ظهور لشخصيتيه على الساحة الإفريقية، وبعده مباشرة أسس حزب الحركة الوطنية الكونگولية، وذلك بعد سماع السلطات بالنشاط السياسي الوطني.

وكان الاستعمار البلجيكي يأمل حتى يأتي من خلالها بأشخاص يحكمون البلاد من أبناء البلاد، ويكون ولاؤهم لبلجيكا، ولكن "لومومبا" حدد هدف حركة حزبه في الاستقلال والوحدة الوطنية، ورأس تحرير جريدة أطلق عليها اسم "الاستقلال"، وقام بالاتصال بعدة أطراف إقليمية ودولية؛ لتأييد حق بلاده في الاستثنطق. وكعادة الاستعمار تجاه القيادات الوطنية تم اعتنطقه في عام 1959، وفي أثناء وجوده في السجن تعقد السلطات الانتخابات العامة، فيأتي السجين وحزبه بأعلى نسبة أصوات.

زعيماً للحركة الوطنية

پاتريس لومومبا في 1958

بعد اطلاق سراحه، ساهم في تأسيس حزب الحركة الوطنية الكونغولية (MNC) فيخمسة أكتوبر 1958، وسرعان ما أصبح زعيم المنظمة.


الاستقلال وانتخابه رئيساً للوزراء

لومومبا مصوَراً في بروكسل في مؤتمر المائدة المستديرة في 1960 مع أعضاء آخرين من وفد MNC-L.

اختتم المؤتمر في 27 يناير بإعلان استقلال الكونغو، وحدد 30 يونيو1960 يوماً للاستقلال وإجراء انتخابات عامة في الفترة 11–25 مايو1960. فازت الحركة الوطنية الكونغولية بالأغلبية في الانتخابات.

أجريت انتخابات نيابية في مايو1960 تنافس فيها أكثر من مائة حزب، وحققت الحركة الوطنية بقيادة لومومبا فوزا نسبيا. وحاولت بلجيكا التي كانت تدير البلاد إخفاء النتائج وإسناد الحكم إلى حليفها جوزيف إليو، ولكن الضغط الشعبي أجبرها على تكليف لومومبا بتشكيل الحكومة. وشكلت أول حكومة كونغولية منتخبة في 23 يونيو1960 وقام ملك بلجيكا بودوان بتسليم الحكم رسميا. وحدثت أزمة سياسية أثناء حفل التسليم، فقد ألقى لومومبا خطابا أغضب البلجيكيين وسمي بخطاب "الدموع والدم والنار" تحدث فيه عن معاناة الكونغوليين وما تعرضوا له من ظلم واضطهاد. وكان الملك بودوان قد تجاوز لومومبا بحديث أغضب الكونغوليين واعتبروه مهينا ويفتقر إلى اللياقة.

السياسة

يخرج من السجن إلى بلجيكا؛ ليشهجر في مؤتمر المائدة المستديرة في "بروكسل"؛ لبحث مستقبل الكونغو، وفي 21 يونيوعام 1960 يتم تعيينه أول رئيس وزراء وطني للكونغو، ويتم انتخاب "كازافوبو" رئيسًا للجمهورية، وفي يونيوعام 1960 يأتي ملك بلجيكا إلى الكونغو، وذلك لإعلان استقلال الكونغو، ويطالب الملك الوطنيين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أوغير مدروسة، فيدمروا المدينة التي خلفها البلجكيين لهم، فيقوم لومومبا من مقعده. وبالرغم من أنه ليس له حدثة رسمية في الحفل، إلا أنه يتجه إلى المنصة متوجهًا لأبناء وطنه بالحدثة قائلاً:

"أيها المناضلون من أجل الاستقلال، وأنتم اليوم منتصرون.. أتذكرون السخرة والعبودية التي فرضها علينا المستعمر، أتذكرون إهانتنا، وصفعنا طويلاً؛ لمجرد أننا زنوج في نظره، لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية؛ قانون وضعه الرجل الأبيض منحازًا انحيازًا كاملاً له.. ضد الرجل الأسود. لقد تعرضنا للرصاص والسجون، وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر."

وبعد هذا الاجتماع مباشرة أصدر لمومومبا عدة قرارات؛ لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد، وكان لا بد من وقف هذا الرجل، وقد أراد لمومومبا حتى يمنع استغلال الاستعمار لأي جبهة وطنية، فجمع جميع القوى الوطنية في حكومته التي استمرت ثمانية أشهر، ولكن النفوس الضعيفة تظهر في مثل هذه المواقف، فيظهر "مويس تشومبي" (1919-1969م) الذي تربى في أحضان الاستعمار وعلى فتات موائدهم، فيعلن استقلال أغنى إقليم بالبلاد عن الحكومة المركزية، وهوإقليم كاتانجا، إقليم الماس والنحاس.

ويقوم تشومبي في 11 يوليوعام 1960، بإعلان الحرب على حكومة لومومبا، ولكن من أين له بجنود من وطنه،يا ترى؟ فتأتي له بلجيكا بالمرتزقة من أوروبا، ويطالب لمومومبا تدخل الأمم المتحدة لحماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وليت لمومومبا ما عمل، إذ تبدأ الضغوط البلجيكية والأمريكية للحفاظ على مصالح الاستعمار في إفريقيا، ولكن لمومومبا لم يخضع للترغيب أوالترهيب. فجأةً يختفي لومومبا في 17 يناير عام 1961، وفجأة تظهر جثته مع جثث بعض أخلص رفاقه قتلى في كاتنگا فيخمسة فبراير، وتنتهي حياة الرجل، ويمضى الجميع إلى حتى الخائن تشومبي هوالذي قام باختطافه وقتله، ولكن الوثائق الجديدة السابق التنويه عنها في بداية هذه السطور تضع شكلاً آخر للحادث، إذ تكشف الوثائق البلجيكية حتى اغتال لمومومبا تم بناء على خطة بلجيكية عهدت باسم الخطة باراكودا وبدعم من المخابرات الأمريكية التي تكشف وثائقها رسائل "دلس" إلى مندوب وكالة المخابرات الأمريكية بالمنطقة بضرورة التخلص من لومومبا، وأنه " يأتي على قمة الأولويات القصوى في عملنا".

ويظهر دور الشريك الثالث في المؤامرة؛ الأمم المتحدة، إذ تكشف سجلاتُها جميع تعليماتِها بحمل جميع أشكال الحماية عن لومومبا، وتكشف الوثائق المتنوعة حتى عملية الخطف تمت في 17 يناير 1961 وتم نقله، هوورفاقه إلى مدينة "إليزابيث‌ڤيل" (لومومباشي حاليًا) وهناك تم تطبيق عملية القتل في رئيس الوزراء ورفاقه في حضور مسئولين بلجيكيين، ومسئول المخابرات المركزية الأمريكية، ومسئولين من الأمم المتحدة منهم مساعد السكرتير العام للشئون السياسية "هايزنش ويشهوف".


رئيساً للوزراء

شكل لومومبا أول حكومة كونغولية منتخبة في 23 يونيو1960 وحرص على حتى تضم حكومته جميع القوي الوطنية وأصدر عدة قرارات عشية استقلال البلاد لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد.

حادثة حفل الاستقلال

حدثت أزمة سياسية بين الكونغووبلجيكا يوم الاستقلال، ففي 30 يونيو1960 جاء ملك بلجيكا بودوان ورئيس وزرائه وكذلك من الدول الأفريقية وبعض الشخصيات الاوربية إلى الكونغولحفل إعلان الاستقلال.

تقدم رئيس وزراء البلجيك لإلقاء حدثتة فمنعه لومومبا بحجة حتى اسمه غير وارد في قائمة المتحدثين فامتعض رئيس الجمهورية كازا فوبومن هذا التصرف، فقام ملك بلجيكا وألقى حدثة نطق فيها:

"إن بلجيكا ضحت بشبابها وأموالها الطائلة من أجل تعليم الشعب الكونغولي وحمل مستوى اقتصاده، وحذر الوطنيين الكونغوليين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أوغير مدروسة تؤدي إلى تدمير المدنية التي خلفها البلجيكيون لهم."

—بودوان الأول

فأغضب ذلك الكونغوليين واعتبروا حديثه مهينا ويفتقر إلى اللياقة، فقام لومومبا واتجه إلى المنصة فقاطع الملك البلجيكي بخطاب أطلق عليه خطاب "الدموع والدم والنار" قائلا:

"أيها المناضلون من أجل الاستقلال وأنتم اليوم منتصرون، أتذكرون السخرية والعبودية التي فرضها علينا المستعمر،يا ترى؟ أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلا لمجرد أننا زنوج في نظره؟

لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية . قانون وضعه الرجل الأبيض منحازا انحيازا كاملا ضد الرجل الأسود.

لقد تعرضنا للرصاص والسجون وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر".

—خطاب الدموع والدم والنار
لومومبا

وهنا ساد صمت مطبق ما عدا همس بين ملك البلجيك ورئيس وزرائه الذين عزموا على اغتال لومومبا، فبعد ثلاثة أيام فقط بعد هذه الحادثة ولج جيش بلجيكي إلى الكونغوعن طريق مصب نهر زائير ووصل إلى العاصمة كينشاسا وفي نيته تطبيق خطة مبيتة ضد لومومبا.

"كل صباح في السابعة كان يجلس على المخط الضخم، المزين بشعار المستعمر البلجيكي؛ أسد مضىي على درع أزرق. هناك كان رئيس الوزراء يستقبل مساعديه، ويضع جدول لأنشطة اليوم، ويقرأ المراسلات ويرد عليها. بدون توقف حتى المساء. وكان يستقبل مندوبي المبيعات والمتقدمين بطلبات والمتبرعين ورجال الأعمال والدبلوماسيين، حشود متباينة كأولئك الماشين في الأسواق... الوفد الخاص لليونسكو، وفد مؤسسة فورد، مديري وكالات الأنباء العالمية الكبرى، مديري الشركات العالمية، والخبراء—كلهم يريدون التعامل مباشرة معه."

الناطق الصحفي لرئيس الوزراء سرج ميشل

ولم تنعم الكونغوبالاستقلال سوى أسبوعين، فقد دخلت في سلسلة من الأزمات لم تتوقف حتى اليوم. ووجدت حكومة لومومبا نفسها تقابل أزمات كبرى: تمرد عسكري في الجيش، وانفصال إقليم كاتنگا أبرز إقليم في الكونغوبدعم من بلجيكا، واضطرابات عمالية.

الپورتريه الرسمي لرئيس الوزراء لومومبا

وقرر لومومبا دعوة قوات الأمم المتحدة للتدخل لمساعدته على توحيد الكونغووتحقيق الاستقرار، ولكنها تدخلت ضده. وانفض عن لومومبا عدد من حلفائه الأساسيين بدعم أميركي وبلجيكي، وساءت علاقته مع رئيس الجمهورية كاسا-ڤوبو. ورغم حتى منصب رئيس الجمهورية شرفي والسلطة العملية بيد رئيس الوزراء، فإن كاسا-ڤوبوأعرب إنطقة الحكومة، ولكن مجلس الشيوخ صوت بأغلبية كبيرة ضد القرار.

انفصال كاساي وكاتنگا

ثم أعربت محافظة كاساي انفصالها عن الكونغوودخولها في اتحاد مع كاتنگا.


إنطقة لومومبا

استغل موبوتورئيس هيئة الأركان هذه الفوضى فاستولى على السلطة عام 1961 في انقلاب عسكري هوالأول من نوعه في أفريقيا في ذلك الوقت. وألقي القبض على لومومبا واثنين من أبرز رفاقه هما: نائب رئيس مجلس الشيوخ جوزيف أوكيتو، ووزير الإعلام موريس موبولو، وأعدموا على يد فصيل من الجيش البلجيكي.

هروبه واغتياله

الهروب

أدرك لومومبا أنه عرضة للإغتيال في أيّة لحظة حتى أنه نقل عنه قوله "إذا مت غداً فسيكون السبب حتى أبيض قد سلح أسود. توفي لومومبا شاباً في سبيل الدفاع عن أمة عصرية"، فطلب الحماية والحراسة من قوات هيئة الأمم ولكنها تجاهلت طلبه، وبقي وحيداً في المعركة. فاضطر لومومبا إلى اللجوء إلى معقل أنصاره في شمال البلاد قرب الغابة الممطرة ولكن العقيد موبوتورئيس هيئة الأركان الذي كان حليفاً للومومبا سابقاً -وتحت التأثير القوي لسفير بلجيكا في الكونغوآنذاك- قد انقلب ضده، واتهمه أمام كاميرات التلفزيون بأنه متعاطف بل مؤيد للشيوعية، كان موبوتويريد بذلك التأييد والدعم من الولايات المتحدة.

إلقاء القبض عليه

حاول لومومبا الهرب من معتقله لكن قبض عليه في الطريق مع اثنين من أبرز رفاقه هما: نائب رئيس مجلس الشيوخ جوزيف أوكيتو، ووزير الإعلام موريس موبولو، بعد ذلك أمر موبوتوبسجن لومومبا ثم سلمه إلى عدوه تشومبي - الذي أعرب استقلال إقليم كاتانغا- بدل تسليمه إلى الحكومة الجديدة وتشومبي سلمه فوراً إلى الجيش البلجيكي ونقلوا إلى سجن بلجيكي في سيارة جيب يقودها ضابط بلجيكي.

قام أنصار لومومبا بحرب ضد موبوتوفاحتلوا بسرعة ثلثي الكونغولكن سيسيسيكوهزمهم بفضل الدعم الغربي واستولى على السلطة عام 1965 في انقلاب عسكري هوالأول من نوعه في أفريقيا في ذلك الوقت.

الإغتيال

وفقا لكتاب نشر في هولندا في يونيو2018 ألفه لودوديفيت بعنوان "اغتيال لومومبا"، واعتمادا على وثائق بلجيكية سرية حصل عليها المؤلف، فإن لومومبا اعتقل عام 1961 في مطار إلزابث ‌ڤيل لدى هبوطه من الطائرة على يد درك كاتنگا بقيادة خصمه تشومبي المتحالف مع موبوتو، وكان ستة جنود سويديين تابعين لقوات الأمم المتحدة حاضرين لحظة الاعتنطق.

في تاريخ 17 يناير 1961 حوالي الساعة العاشرة ليلاً، دُفع بالسجناء-لومومبا ورفاقه- في سيارة من الموكب المؤلف من أربع سيارات أمريكية وسيارتي جيب.

في السيارات الثلاث الأولى كان الرئيس تشومبي وعدة وزراء من حكومة كاتانغا، وفي السيارة الرابعة اللفتننت البلجيكي غات ويقودها المفوض فرشير. والسجناء في الخلف مقيدون بالسلاسل، وفي السيارة الخامسة عناصر من الشرطة العسكرية. انعطف الموكب نحواليمين تجاه مفرق الطريق القريب، وبعد عدة مئات من الأمتار، أخذ مساراً ضيقاً إلى اليسار، يؤدي إلى الطريق الذي يصل لوانوباليزابتفيل. انطلقت السيارات الأمريكية بسرعة، ووصلوا إلى مفترق طرق، وتابعوا في درب إلى اليمين تؤدي إلى موادينگوشا المشهورة بشلالاتها، وهي منطقة مستنقعية وموطن لأسراب الطيور. وعلى بعد ثلاثمائة متر منها، وصل الموكب إلى فسحة في الأراضي المشجرة. كانت الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة ليلاً؛ استغرقت مسافة الخمسين كيلومتراً أقل من 45 دقيقة.

كانت البقعة منارة بالأضواء الأمامية لسيارة الشرطة التي كان يسوقها المفوض فرشير، والتي وصلت أولاً. كانوا ينتظرون بقية الموكب. جرى اختيار تسعة من رجال الشرطة إضافة إلى الجنود التسعة للتطبيق. كانت هناك شجرة مهيبة ترتفع إلىعشرة أمتار ويبلغ قطرها 80 سنتيمتراً. لم يجد الجنود كثيراً من المشقة في حفر القبر لأن التربة كانت رملية ومفككة. خرج الجميع من سياراتهم وانضموا إلى الشرطة، ما عدا السجناء. تبادل اللفتننت غات بضع حدثات مع وزراء كاتانغا الذين كانوا واقفين أمام القبر، كانوا في مزاج جيد وأطلقوا عدة نكات. كان أحدهم عصبياً يدخن السيجارة تلوالأخرى.

أُخرج السجناء من السيارة. كانوا حفاة لا يرتدون سوى بناطيلهم وستراتهم. أزال فرشير قيودهم، وسار وراء لومومبا الذي سأله: ستقتلوننا، أليس كذلك،يا ترى؟ رد فرشير ببساطة: نعم. تقبل لومومبا بجرأة إعلان موته الوشيك. وقف السجناء الثلاثة على الممر يحيط بهم الجنود ورجال الشرطة، كانوا قد تحملوا الضرب في الساعات السابقة. أبلغهم فرشير بأنهم سيطلقون عليهم الرصاص، وأعطاهم الوقت ليتلوا صلواتهم. لومومبا رفض العرض. في تلك الأثناء، استعدت فرقة إطلاق النار الأولى المكونة من جندين يحملان بندقيتين وشرطيين برشاشين، ويبدوحتى أحداً ترنم بلحن محلي.

أخذ فرشير جوزف أُكيت إلى الشجرة، وأوقف عندها. نطق أُكيت: أريد حتى تعتنوا بزوجتي وأولادي في ليُبُلدفيل. أجابه: نحن في كتنگا ولسنا في ليو. اتكأ أُكيت على الشجرة ووجهه نحوفرقة القتل المستعدة على بعد أربعة أمتار. وانهمر وابل قصير من الرصاص، سقط على أثره نائب رئيس مجلس الشيوخ السابق ميتاً. واتى دور موريس مُبُل، أُسند إلى الشجرة، وكانت جولة جديدة من الرصاص من فرقة أخرى أسقطته أرضاَ. وأخيراً أقتيد لومومبا إلى طريق القبر، كان صامتاً مذهولاً تماماً وعيناه زائغتان، ولم يبد أية مقاومة، كان يرتجف، قابل زمرة القتل الثالثة ووابل هائل من الرصاص، وأصبح جسد رئيس الوزراء السابق كالغربال لكثرة ثقوب الرصاص.

بعد التطبيق، كانت الأرض قد امتلأت بنحونصف كيلوگرام من الرصاصات الفارغة. بعد سبع وعشرين سنة، كانت الشجرة لا تزال مثقبة بالرصاص. أنجزت العملية كلها بحوالي خمس عشرة دقيقة.

وتم التخلص نهائياً من الجثث بعد أربعة أيام بتقطيعها إلى بتر صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك. ونفذ هذه المهمة ضابط شرطة بلجيكي اسمه جيرارد سويت، وكان الحمض في شاحنة مملوكة لشركة تعدين بلجيكية. وقد اعترف سويت بذلك في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 1999، ونطق إنه احتفظ باثنين من أسنان لومومبا كـ"تذكار" لسنوات عدة، ثم تخلص منهما بإلقائهما في بحر الشمال.

قتله البلجيكيون في يناير 1961 بعد سنة واحدة من توليه الحكم لتأثيره على مصالحهم في الكونغو

باتريس لومومبا على طابع بريد سوفيتي

نهاية تشومبى

داگ همرشولد
مويز تشومبى

ولكن ربك بالمرصاد، فقد زادت شهوة الخائن تشومبي؛ حيث طمع في حكم الكونغو، ومضى إليه جمع من السادة الدوليين، منهم "داگ همرشولد"، أمين عام الأمم المتحدة، وكثير ممن شاركوا في اغتال لومومبا. فإذا بصديق الأمس يصير عدوهم، ويدبر حادثًا في نفس الإقليم "دولة كاتنگا" لطائرتهم، ويلحق هذا الجمع جميعًا بلومومبا، وذلك في 18 سبتمبر 1961، ويفوز الخائن على الجميع، ولكن متاع قليل؛ حيث كان يستقل تشومبى طائرة متجها إلى أوروبا، فتعهد الجزائر حتى الطائرة تقل تشومبى، فتجبرها على الهبوط بالجزائر، ويتم القبض عليه في الجزائر في عام 1968، وتنتهي حياته في 30 يونيو1969، وترفض بلاده دفنه في ترابها، فيدفن عند أسياده في بلجيكا.


مرئيات

اعتنطق باتريس لومومبا، ديسمبر 1960.

أفلام

  • (1992). Documentary distributed by California Newsreel.
  • (in الإنگليزية Lumumba: A state crime)
  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية. As himself in a documentary.

أرشيف الصوت والصورة والصوتيات

  • BBC On This Day - 14 September, 1960: Violence Follows Army Coup in Congo
  • BBC On This Day - 13 February, 1961: EX-Congo PM Declared Dead
  • BBC On This Day - 19 February, 1961: Lumumba Rally Clashes with UK Police

پاتريس لومومبا في الذاكرة والثقافة

  • جامعة پاتريس لومومبا في موسكو.


خط

  • Bogumil Jewsiewicki, ed., A Congo Chronicle: Patrice Lumumba in Urban Art, 1999, New York: Museum for African Art, ISBN 0-945802-25-0. The catalogue of a travelling exhibition of contemporary Congolese artists who were inspired by the legacy of Lumumba.
  • Barbara Kingsolver's The Poisonwood Bible is a fictional account of an American missionary family in the Congo during the election and assassination of Lumumba. The book is critical of western governments and their interference in Africa.

أفلام

  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية (uncredited) Himself (archive footage)
  • Lumumba (film) (2000). Dramatized biography of Lumumba directed by Raoul Peck.
  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية aka Come Back, Lumumba. Estonian film from 1992.
  • In the film The Day of the Jackal, it is portrayed that the Jackal is the same assassin who killed Patrice Lumumba and Rafael Leónidas Trujillo and before attempting to murder Charles de Gaulle.
  • In the film Black Jesus (titled Seduto alla sua Destra in Italian), Valeria Zurlini compared the life of Lumumba to Jesus.

المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة rus
  2. ^ Michel 1961, p. 63.
  3. ^ أسرار اغتيال باتريس لومومبا ، منطقة في "عرب ريم" - الجمل ـ سعيد زكريا Archived 25 July 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  4. ^ باتريس لومومبا.. حلم الجماهير Archived 12 April 2009[Date mismatch] at the Wayback Machine.

وصلات خارجية

  • Africa Within A rich source of information on Lumumba, including a reprint of Stephen R. Weissman's July 21, 2002 article from the Washington Post, "Opening the Secret Files on Lumumba's Murder," detailing declassified documents on the CIA's role in Lumumba's murder and the overthrow by Mobutu.
  • BBC Lumumba apology: Congo's mixed feelings
  • Mysteries of History Lumumba assassination
  • Lumumba and the Congo Lumumba's life and Work in the Congo
  • BBC An "On this day" text. It features an audio clip of a BBC correspondent on Lumumba's death.
  • Belgian Parliament The findings of the Belgian Commission of 2001 investigating Belgian involvement in the death of Lumumba. Documents at the bottom of the page are in English.
  • Belgian Commission's Conclusion A particular document from the previous link
  • D'Lynn Waldron Dr. D'Lynn Waldron's extensive archive of articles, photographs, and documents from her days as a foreign press correspondent in Lumumba's 1960 Congo
  • Mysteries of History Lumumba assassination
  • CIA plans included the assassination of Patrice Lumumba
سبقه
المنصب انشئ فور الاستقلال من بلجيكا
رئيس وزراء جمهورية الكونغوالديمقراطية
24 يونيو1960 - 20 سبتمبر 1960

فهم 1960-1963

تبعه
جوزيف إليو
تاريخ النشر: 2020-06-05 06:09:38
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, مواليد 1925, وفيات 1961, أشخاص من كاساي الشرقية, رؤساء وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية, قوميون أفارقة وسود, سياسيون كونغوليون مغتالون, قادة الحرب الباردة, وفيات بإطلاق النار في جمهورية الكونغو الديمقراطية, ضحايا تعذيب كونغوليون, رؤساء وزراء أعدموا, زعماء أطاحت بهم انقلابات, قوميون أفارقة كونغوليون, سياسيو الحركة الوطنية الكونغولية, قتل في 1961, أشخاص قتلوا في جمهورية الكونغو الديمقراطية, أشخاص من أزمة الكونغو, شهداء ثوريون, قوميون أفارقة, كونغوليون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حرب غزة: الهدف المعلن حماس والمستهدف الحقيقي الشعب الفلسطيني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:38
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

لحساب الجولة الثالثة من بطولة أندية الهواة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:27:47
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

محكمة واحدة لقضايا التستر التجاري السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

كتلة هوائية خريفية على 6 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:51
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

بعد دخية ولخذاري: بوكاروم يريح مدرب اتحاد بسكرة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:27:30
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

خيارات عديدة بيد دوما: أوكيل يعود وتدريبات الوفاق بتعداد مكتمل

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:27:25
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

المها تبهر مرتاديها بمعالمها الأرقى بالعالم السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:20
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

وادي أبها.. وجهة جديدة تضخ 19 مليارا للناتج المحلي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:29
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

7 أفعال مجرمة دوليا يطبقها الاحتلال السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:44
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

9000 قتيل بالصراع السوداني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:41
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مشغل ومحطات لخدمة نقل الحافلات بين المدن السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:54
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

كييف : تباطؤ الهجوم الروسي على أفدييفكا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

دعو ة أممية لمناهضة خطا الكراهية بعد مقتل طفل فلسطيني في شيكاغو

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:28:05
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

مواجهة الرديف انتهت بمهرجان مــــــــــــن الأهــــــــــــــداف

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:27:34
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

أمن الحوثي يعتاش من البقالات بالقوة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-17 00:30:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية