تاريخ لسوتو

فهم لسوتو

تاريخ الشعب الذي يعيش في المنطقة المعروفة حالياً بإسم لسوتو ( //) يعود إلى نحو40,000 سنة. لسوتوالحالية (التي كانت مسماة آنذاك باسوتولاند) برزت ككيان سياسي مفرد تحت قيادة الزعيم موشوشوالأول في 1822. وتحت قيادة موشوشوالأول، انضمت باسوتولاند مع قبائل أخرى في نضال ضد ليفاقانى المقترنين بعهد شاكا زولومن 1818 إلى 1828.

باسوتولاند

الملك موشوشوالأول مع وزرائه.

حروب الدولة الحرة ضد باسوتو

وفي 1818، استجمع موشوشوالأول // تجميعات مختلفة من الباسوتووأصبح ملكهم. وأثناء عهد موشوشو(1823–1870)، نشبت سلسلة من الحروب (1856–68) مع البوير الذين كانوا قد استقروا أراضي تقليدية للباسوتو. تلك الحروب أسفرت عن خسائر فادحة من الِأراضي، تُعهد الآن بإسم "الأرض المفقودة".

اجتاحت الحروب القبليَّة جنوب إفريقيا في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، وقد أوشكت القبائل على حتى تُفنى تمامًا، وقد تم تدمير البيوت وهرب بعض ضحايا هذا الصراع إلى مرتفعات ما يُسمى الآن ليسوتو. وقد أعطوا الحماية هناك على يد زعيم إفريقي يُسمى موشوشو. وقد بنى حصنًا على تل يُسمي جبل الليل يبعد مسافة 24 كم عن المكان الذي تقع فيه الآن العاصمة ماسيرو. ومع حلول عام 1824 كان له حوالي 21,000 تابعٍ. وقد قام بتوحيدهم في شكل أمة الباسوتو.

ثم حاولت بريطانيا والبوير حتى يهزموا الباسوتو، ولكن لم يتكلل مسعاهم بالنجاح. وفي الفترة 1856-1868 ظل الباسوتوفي حرب ضد المستوطنين البوير. وفي عام 1868 طلب موشوشوالحماية من إنجلترا، فقامت بريطانيا بتأسيس محمية باسوتولاند وصار موشوشووشعبه رعايا بريطانيين. ولقد توفي موشوشوفي عام 1870.

الضم إلى مستعمرة الكاپ

وفي 1871 وُضِعَت المقاطعة تحت حكم مستعمرة رأس الراتى الصالح البريطانية والتي هي الآن جزء من جنوب إفريقيا. وقد حاولت حكومة هذه المستعمرة حتى تنزع السلاح عن الباسوتويين لكنهم قهروا جنود الرأس.

العودة كمستعمرة تاج

جنوب أفريقيا، لسوتووسوازيلاند في 1885.

وأُعِيْد تأسيس باسوتولاند في عام 1884 بوصفها محمية بريطانية كان يحكمها إداري بريطاني استعماري. وقد حُرّم على البيض حتى يحصلوا على أرض في المحمية، وضمنت بريطانيا بأن باسوتولاند لن تبتلعها المستعمرات المجاورة التي يحكمها البيض.

تأسس مجلس باسوتولاند في عام 1910. وهويتكون من زعماء وأعضاء منتخبين، وقد كان مجلسًا تشريعيًا وطنيًا إلى حتى صارت باسوتولاند مستقلة. أما مجالس الأحياء التي تأسست في 1943م فهي تدير الحكومة المحلية للبلاد.

ولقد تمت صياغة الدُّستور في 1960 وروجع في 1964 وكان خطوة أساسية في طريق الحكم الذاتي. كما عقدت الانتخابات الأولى تحت هذا الحكم في عام 1965 وفاز فيها حزب باسوتولاند الوطني بـ 31 مقعدًا من 60 مقعدًا في المجلس الوطني في ذلك الوقت وأصبح زعيم الحزب جوناثان ليبوا رئيسًا للوزارة. وأصبح حفيد موشوشوملكًا للبلاد.

مملكة لسوتو

Leabua Jonathan in 1970

وفي عام 1966 أصبحت محمية باسوتولاند مملكة ليسوتوالمستقلة.

وفي الانتخابات العامَّة التي جرت في 1970 أشارت استطلاعات الرأي المبكرة إلى حتى الحزب الوطني لن يحتفظ بأغلبيته في المجلس الوطني، فقام الزعيم جوناثان عندئذ بتعليق الدستور والانتخابات وظل يحكم ليسوتوباعتباره رئيسًا للوزراء. وفي عام 1986 أطاح الزعماء العسكريون بجوناثان وسيطروا على الحكم. وأصبح اللواء جستن ليخانا رئيسًا للحكومة العسكرية. وفي عام 1990، أقصت الحكومة موشوشوالثاني وعينت ابنه ليتسي ديفيد موهاتوملكًا للبلاد بوصفه ليتسي الثالث. وفي عام 1991، أطاح انقلاب عسكري بالرئيس ليخانا. وفي عام 1993، أقيمت الانتخابات البرلمانية، وحاز حزب مؤتمر باسوتوجميع مقاعد البرلمان (65 مقعدًا آنذاك) وأصبح زعيم الحزب نتسوموخيل رئيسًا للوزراء. جردت الحكومة الجديدة الملك من سلطاته، وجعلت دوره شرفيًا.

وفي خطوة غير دستورية، حل الملك ليتسي البرلمان عام 1994 واستبدل به مجلسًا مؤقتًا. أعرب المجلس الجديد عن رغبته في تعديل الدستور وإعادة موشوشوملكًا للبلاد. توفي الملك موشوشوعام 1996 وعاد ليتسي الثالث ملكًا مرة أخرى.

وفي عام 1997، انشقت جماعة كبيرة عن حزب مؤتمر باسوتووكونت حزباً جديداً أطلقت عليه اسم مؤتمر ليسوتومن أجل الديمقراطية. حصد الحزب الجديد 79 مقعداً من مقاعد المجلس الوطني الثمانين عام 1998م. احتجت أحزاب المعارضة على نتائج الانتخابات، وادعت حتى الحزب الحاكم عمل على تزويرها. أوفدت جنوب إفريقيا وبتسوانا قواتهما لدعم الحكومة الشرعية في ليسوتو. وبعد معارك دامية بين الطرفين اتفقت الحكومة وأحزاب المعارضة على إجراء انتخابات جديدة خلال 18 شهراً.