عبد الله بن عبيد الله ابن الدمينة الأكلبي نسبة هوعبد الله بن عبيد الله أحد بني عامر بن تيم اللات بن مبشر بن أكلب شاعر بدوي من قبيلة أكلب من العصر الأموي، وقد ينطق الخثعمي نسبةً للحلف القبلي فقط، ، وينادى تلقيبا بأمه الدمينة بنت حذيفة من بني سلول وكنيته "أبا السري".

شاعر وفارس التحق بالجيش، ينطق أنه كان جميل الخلقة، فصيح اللسان، شديد الغيَرة، من شعراء الغزل العفيف العذري، وكل شعره يتغنى بنجد وصباها ونسائمها العليلة، وفي شعره مايدل على فصاحته وفطرته العذرية. توفي مغدوراً جنوب مكة عام 130 هـ.

سيرته

الدمينة أمه، وهي الدمينة بنت حذيفة السلولية، واسم ابن الدمينة عبد الله بن عبيد الله، أحد بني عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن حلف بن أفتل وهوخثعم بن أنمار بن إراش بن عمروبن الغوث بن نبت بن مالك.

وقيل: إذا أكلب هوابن ربيعة بن نزار ليس ابن ربيعة بن عفرس، وإنهم حالفوا خثعم ونزلوا فيها فنسبوا إليهم.

ويكنى ابن الدمينة أبا السري.

وكان بلغه حتى رجلاً من أخواله من سلول يأتي امرأته ليلاً فرصده حتى أتاها فقتله، ثم قتلها بعده، ثم اغتالته سلول بعد ذلك فقتلته.

أبلغني بخبره علي بن سليمان الأخفش، نطق: حدثنا أبوسعيد السكري، عن محمد بن حبيب، عن أبي عبيدة وابن الأعرابي، وأضفت إلى ذلك ما رواه الزبير بن بكار عن أصحابه، وما اتفقت الروايتان فيه، فإذا اختلفتا نسبت جميع خبر إلى راويه.

نماذج من قصائده

سلولي يرمي بامرأته

نطق الزبير: حدثني موهوب بن رشيد الكلابي، وإبراهيم بن سعد السلمي، وعمر بن إبراهيم السعدي، عن ميناس بن عبد الصمد، عن مصعب بن عمروالسلولي، أخي مزاحم بن عمرو، نطقوا جميعاً: إذا رجلاً من سلول ينطق له مزاحم بن عمروكان يرمى بامرأة ابن الدمينة، وكان اسمها حماء، نطق السكري: كان اسمها حمادة، فكان يأتيها ويتحدث إليها حتى اشتهر ذلك، فمنعه ابن المدينة من إتيانها، واشتد عليها.

مزاحم يشهر به

فنطق مزاحم يذكر ذلك – وهذا من رواية ابن حبيب، وهي أتم وأصح -:

يستدرج مزاحماً ويقتله نطق الزبير عن رجاله، وابن حبيب عن ابن الأعرابي: لما بلغ ابن الدمينة شعر مزاحم أتى امرأته فنطق لها: قد نطق فيك هذا الرجل ما نطق، وقد بلغك! نطقت: والله ما أرى ذلك مني قط. نطق: فمن أين له العلامات،يا ترى؟ نطقت: وصفهن له النساء. نطق: هيهات والله حتىقد يكون ذلك كذلك. ثم أمسك مدة وصبر حتى افترض حتى مزاحماً قد نسي السيرة، ثم أعاد عليها القول، وأعادت الحلف حتى ذلك مما وصفه له النساء. فنطق لها: والله لئن لم تمكنين منه لأقتلنك. عملمت أنه سيعمل ذلك، فبعثت إليه وواعدته ليلاً، سقطد له ابن الدمينة وصاحب له، فاتىها للموعد، فجعل يحدثها وهي مكانها فلم تحدثه، فنطق لها: يا حماء، ما هذا الجفاء الليلة،يا ترى؟ نطق: فتقول له هي بصوت ضعيف: ادخل، فدخل فأهوى بيده ليضعها عليها، فوضعها على ابن الدمينة، فوثب عليه هووصاحبه، وقد جعل له حصى في ثوب، فضرب بها كبده حتى قتله، وأخرجه فطرحه ميتاً، فاتى أهله فاحتملوه، ولم يجدوا به أثر السلاح، عملموا حتى ابن الدمينة قتله.

يهجوسلولاً

نطق الزبير في حديثه: وقد نطق ابن الدمينة في تحقيق ذلك:

نطق: ونطق أيضاً يذكر دخول مزاحم ووضعه يده عليه:

يقتل امرأته وصغيرة له منها

نطقوا جميعاً: ثم أتى ابن الدمينة امرأته، فطرح على وجهها قطيفة، ثم جلس عليها حتى قتلها، فلما ماتت نطق :

فبكت بنية له منها، فضرب بها الأرض فقتلها، ونطق متمثلاً: “لا تتخذن من كلب سوء جرواً “.

أخوالمقتول يستعدي الوالي نطق الزبير في خبره، عن عمه مصعب، عن حميد بن أنيف، نطق: فخرج جناح أخوالمقتول إلى أحمد بن إسماعيل فاستعداه على ابن الدمينة، فبعث إليه فحبسه.

أم المقتول تحضض أخويه على الثأر

ونطقوا جميعاً: نطقت أم أبان والدة مزاحم بن عمروالمقتول، وهي من خثعم، ترثي ابنها، وتحضض مصعباً وجناحاً أخويه :

اشتداد الشر بين خثعم وبني سلول

نطقوا: فلما طال حبسه، ولم يجد عليه أحمد بن إسماعيل سبيلاً ولا حجة خلاه، وقتلت بنوسلول رجلاً من خثعم مكان المقتول، وقتلت خثعم بعد ذلك نفراً من سلول. ولهم في ذلك قصص وأشعار كثيرة.

مقتله

نطقوا: وأقبل ابن الدمينة حاجاً بعد مدة طويلة، فنزل بتبالة ، فعدا عليه مصعب أخوالمقتول لما رآه، وقد كانت أمه حرضته عليه، ونطقت: اقتل ابن الدمينة، فإنه اغتال أخاك، وهجا قومك، وذم أختك، وقد كنت أعذرك قبل هذا، لأنك كنت صغيراً، وقد كبرت الآن. فلما أكثرت عليه خرج من عندها، وبصر بابن الدمينة واقفاً ينشد الناس، فغدا إلى جزار فأخذ شفرته، وعدا على ابن الدمينة، فجرحه جراحتين، فقيل: إنه توفي لوقته. وقيل: بل سلم تلك الدفعة، ومر به مصعب بعد ذلك وهوفي سوق العبلاء ينشد، عملاه بسيفه حتى قتله، وعدا وتبعه الناس حتى اقتحم داراً وأغلقها على نفسه، فاتىه رجل من قومه فصاح به: يا مصعب، إذا لم تضع يدك في يد السلطان قتلتك العامة فاخرج، فلما عهده نطق له: أنا في ذمتك حتى تسلمني إلى السلطان،يا ترى؟ نطق: نعم، فخرج إليه ووضع يده في يده، فسلمه إلى السلطان، فقذفه في سجن تبالة.

يحرض قومه ويوبخهم

نطق السكري في خبره: ومكث ابن الدمينة جريحاً ليلته، ومات في غد، فنطق في تلك الليلة يحرض قومه ويوبخهم:

مصعب السلولي يحرض قومه لإنقاذه نطق: وبلغ مصعباً حتى قوم ابن الدمينة يريدون حتى يقتحوا عليه سجن تبالة فيقتلوه به غيلة؛ فنطق يحرض قومه:

هروب مصعب السلولي إلى صنعاء

فاتىت بنوعقيل إليه ليلاً، فكسروا السجن، وأخرجوه منه. نطق مصعب: فلما أفلت من السجن هرب إلى صنعاء، فقدم علينا وأبى بها يومئذ وال، فنزل على محرر لأبي كان مولى لهم، فرأيته حينئذ ولم يكن جلداً من الرجال. مما يغني به من شعره

ومما يغنى به من شعر ابن الدمينة قوله من قصيدة أولها :

فقصرك مني جميع عام قصـيدة

تخب بها خوص المطي النزائع

وهذه القصيدة ذكر أحمد بن يحيى ثعلب حتى عبد الله بن شبيب أنشده إياها، عن محمد بن عبد الله الكراني لابن الدمينة. والذي يغنى به منها قوله:

نهاري نهار الناس حتى إذا بـدا

لي الليل شاقتني إليك المضاجع

لقد ثبتت في القلب منك محـبة

كما ثبتت في الراحتين الأصابع

غناه إبراهيم رملاً بالوسطى، عن عمروبن بانة.

يحب أميمة ويتزوجها

نسخت من كتاب أبي سعد، نطق: حدثنا ابن أبي السري، عن هشام، نطق: هوي ابن الدمينة امرأة من قومه ينطق لها أميمة، فهام بها مدة، فلما وصلته تجنى عليها، وجعل ينبتر عنها، ثم زارها ذات يوم فتعاتبا طويلاً، ثم أقبلت عليه فنطقت : صوت

وأبرزتني للناس ثم هجرتـنـي

لهم غرضاً أرمى وأنت سلـيم

فلوحتى قوماً لا يحدث الجسم قد بدا

بجسمي من قول الوشاة كلـوم

الشعر لأميمة

امرأة ابن الدمينة، والغناء لإبراهيم الموصلي خفيف رمل بالوسطى، عن عمرووالهشامي. وذكر حبش حتى لإبراهيم أيضاً فيه لحناً من الثقيل الأول بالوسطى، وذكر حكم الوادي حتى هذا اللحن ليعقوب الوادي، وفيه لعريب خفيف ثقيل. نطق: فأجابها ابن الدمينة، فنطق :

نطق: ثم تزوجها بعد ذلك، وقتل وهي عنده.

سيرة عاشقين

فأبلغني الحسين بن يحيى، نطق: نطق حماد بن إسحاق: حدثني أبي، نطق: حدثنا سعيد بن سلم، عن أبي الحسن الينبعي، نطق: بينا أنا وصديق لي من قريش نمشي بالبلاط ليلاً إذا بظل نسوة في القمر، فالتفتنا فإذا بجماعة نسوة، فسمعت واحدة منهن وهي تقول: أهوهو،يا ترى؟ فنطقت الأخرى: نعم، والله إنه لهوهو. فدنت مني ثم نطقت: يا كهل، قل لهذا الذي معك:

فقلت له: أجب، فقد سمعت. فنطق: قد والله بتر بي، وأرتج علي، فأجب عني، فالتفت إليها ثم قلت:

فقلت لها: يا عز جميع مصـيبة

إذا وطنت يوماً لها النفس ذلت

فنطقت المرأة: أوه! ثم مضت ومضينا، حتى إذا كنا بمفرق طريقين مضى الفتى إلى منزله، ومضيت أنا إلى منزلي؛ فإذا أنا بجويرية تجذب ردائي، فالتفت إليها، فنطقت: المرأة التي حدثتك تدعوك. فمضيت معها حتى دخلت داراً، ثم صرت إلى بيت فيه حصير، وثنيت لي وسادة فجلست عليها، ثم اتىت جارية بوسادة مثنية فطرحتها، واتىت المرأة فجلست عليها، ونطقت: أنت المجيب،يا ترى؟ قلت: نعم. نطقت: ما كان أفظ جوابك وأغلظهّ! قلت: والله ما حضرني غيره. فبكت، ثم نطقت لي: والله ما خلق الله خلقاً أحب إلي من إنسان كان معك. قلت: أنا الضامن لك عنه ما تحبين. نطقت: أوتعمل. قلت: نعم. فوعدتها حتى آتيها به في الليلة القابلة. وانصرفت، فإذا الفتى ببابي، فقلت: ما اتى بك،يا ترى؟ نطق: فهمت أنها سترسل إليك، وسألت عنك فلم أجدك عملمت أنك عندها، فجلست أنتظرك. فقتل: فقد كان جميع ما ظننت، ووعدتها حتى آتيها بك في الليلة القابلة. فمضى ثم أصبحنا فتهيأنا، ورحنا فإذا الجارية تنتظرنا، فمضت أمامنا، حتى دخلنا الدار، فإذا برائحة الطيب، واتىت فجلست ملياً، ثم أقبلت عليه فعاتبته طويلاً، ثم نطقت:

غنى في هذه الأبيات إبراهيم الموصلي ثقيل أول بالوسطى عن عمرو، وذكر حبش حتى فيها ثاني ثقيل بالبنصر. نطق: فنطق الفتى مجيباً لها :

لقد جعلت نفسي وأنت اجترمتهوكنت أحب الناس عنك تطيب

فبكت، ثم نطقت: أوقد طابت نفسك! لا والله ما فيك خير بعدها، عمليك السلام. ثم قامت والتفتت إلي، ونطقت: قد فهمت أنك لا تفي بضمانك عنه، وانصرفنا.

العباس بن الأحنف ينشد شعراً له

أبلغني يحيى بن علي بن يحيى، نطق: حدثنا حماد بن إسحاق، نطق: حدثني أبي، نطق: كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئاً يستحسنه أطرفني به، واعمل مثل ذلك، فاتىني يوماًن فوقف بين البابين، وأنشد لابن الدمينة :

{{قصيدة|إذا كان من تهواه ليس بذي ود|

ثم ترنح ساعة، وترجح أخرى، ثم نطق: أنطح العمود برأسي من حسن هذا! فقلت: لا، ارفق بنفسك.

الغناء في هذه الأبيات لإبراهيم له فيه لحنان: أحدهما ماخوري بالبنصر أوله البيت الثاني، والآخر خفيف ثقيل بالوسطى أوله البيت الأول.

ابن هرمة وصديق له أبلغني الحرمي بن أبي العلاء، نطق: حدثنا الزبير بن بكار، نطق: حدثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي، نطق: حدثني أحمد بن سعيد عن ابن زبنج راوية ابن هرمة، نطق: لقي ابن هرمة بعض أصدقائه بالبلاط، فنطق له: من أين أقبلت،يا ترى؟ نطق: من المسجد، نطق: فأي شيء صنعت هناك،يا ترى؟ نطق: كنت جالساً مع إبراهيم بن الوليد المخزومي، نطق: فأي شيء نطق لك،يا ترى؟ نطق: أمرني حتى أطلق امرأتي. نطق: فأي شيء قلت له،يا ترى؟ نطق: ما قلت له شيئاً. نطق: فوالله ما نطق لك ذلك إلا لأمر أظهرته عليه وكتمتنيه، أفرأيت إذا أمرته بطلاق امرأته، أيطلقها،يا ترى؟ نطق: لا، والله، نطق: فابن الدمينة كان أنصف منك، كان يهوى امرأة من قومه، فأوفدت إليه: إذا أهلي قد نهوني عن لقائك ومراسلتك، فأوفد إليها : صوت

في هذه الأبيات لإسحاق رمل، وفيها لشارية خفيف رمل بالوسطى، ولعريب خفيف ثقيل، ابتداؤه ينشد في الثالث والرابع ثم الثاني والأول، وفيه لمتيم خفيف رمل آخر.

رد عاشق على صاحبته ببيتين له وحدثني بعض أصدقائنا، عن أبي بكر بن دريد – ولم أسمعه منه – نطق: حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، عن عمه، ووجدته أيضاً في بعض الخط بغير هذا الإسناد عن الأصمعي، فجمعت الحكايتين، نطق: مررت بالكوفة، وإذا أنا بجارية تطلع من جدار إلى الطريق، وفتى واقف وظهره إلي، وهويقول لها: أسهر فيك وتنامين عني، وتضحكين مني وأبكي، وتستريحين وأتعب، وأمحضك المودة وتمذقينها لي، وأصدقك وتنافقيني، ويأمرك عدوي بهجري فتطيعينه، ويأمرني نصيحي بذلك فأعصيه! ثم تنفس وأجهش باكياً. فنطقت له: إذا أهلي يمنعونني منك، وينهونني عنك؛ فكيف أصنع،يا ترى؟ فنطق لها:

ثم التفت فرآني، فنطق يا فتى؛ ما تقول أنت فيما قلت،يا ترى؟ قلت له: والله لوعاش ابن أبي ليلى ما حكم إلا بمثل حكمك. تمت أخبار ابن الدمينة

صوت

عروضه من الطويل. الشعر للمقنع الكندي، والغناء لابن سريج رمل بالوسطى عن عمرو. وفيه من روايته أيضاً لمالك خفيف رمل بالوسطى. وذكر علي بن يحيى حتى لحن ابن سريج خفيف ثقيل. وذكر إبراهيم حتى فيه لقفا النجار لم يذكر طريقته، وأظنه من خفيف الثقيل.

انظر أيضاً

• الصمة القشيري
• عمر بن أبي ربيعة
• جرير
• الفرزدق
• الأخطل

المصادر