رسالة وزير الخارجية المصرية إلى مستر بيفن وزير خارجية بريطانيا
رسالة وزير الخارجية المصرية إلى مستر بيفن وزير خارجية بريطانيا، في مارس 1950، منشور من "وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص587 - 588".
المنشور
1 - يسر وزير الخارجية المصرية حتى يبعث إلى سعادة المستر إرنست بيفن بأطيب تحياته وأجمل أمانيه.
2 - ويقدر الوزير الموقف البرلماني الصعب الذي أصبح المستر بيفن يقابله. ولكنه يعتقد، ويرجوحتى يشاطره المستر بيفن هذا الاعتقاد، أنه لا ينبغي لهذا الموقف تعطيل العمل على تصفية الجوالسياسي في الشرق الأوسط عامة وبين مصر وبريطانيا بوجه خاص. لأن تداعي الأحداث الدولية لا ينتظر تسوية المواقف البرلمانية.
3 - عالجت الحكومة المصرية الحاضرة القضية الوطنية في خطاب العرش الأخير بالعبارات الآتية:
"لقد أجمعت الأمة إجماعا، لا يشذ أحد من أبنائها عنه، على وجوب تحرير وادينا مصره وسودانه من جميع ما قيد على حريته واستقلاله ليسترد مجده القديم ويتبوأ المكان الكريم اللائق به في ميدان الحياة العالمية.
ولن تفتر حكومتي في بذل أصدق الجهود وأمضاها ليتم الجلاء عن أرض الوادي بشطريه وتصان وحدته تحت التاج المصري من جميع عبث أواعتداء.
وإن حكومتي لتحرص على حتى تتوطد بينها وبين الدول جميعا علاقات الود والتفاهم على قدم المساواة التامة، وفى حدود المصلحة والكرامة. وميثاق هيئة الأم المتحدة. ولن تدخر وسعا في المعاونة على تحقيق ما يهدف إليه الميثاق. وتصبوإليه قلوب الناس جميعا من استتباب الأمن الدولى ونشر السلام في الأرض واحترام حقوق الناس".
ومن الخير ولا ريب حتى تكون هذه العبارات الواضحة الصريحة. نصب أعين الطرفين في جميع جهد يبذل للقاءة الموقف.
4 - ومن الخير كذلك حتى تؤخذ في الاعتبار حالة الرأى العام المصرى وتطور وعيه القومى وللرأى العام المصرى أهميته الكبرى في الشرق الأوسط. وقد أصبح يعتقد بعد تجارب قاسية متوالية أنه لا فائدة من المفاوضة إلا على أساس جلاء القوات البريطانية جلاء ناجزا وصيانة وحدة مصر والسودان تحت التاج المصرى، وأن مصر لا تستطيع حتى تنهض بنصيبها كاملا في خدمة السلام العام قبل حتى تصان حقوقها الوطنية صيانة كاملة.
5 - إذا بادرت الحكومة البريطانية بالموافقة على هذه الأسس فإن الحكومة المصرية ترحب بالدخول معها في محادثات للتفاهم على ما يجب عمله للقاءة الأخطار التى تهدد الأمن الدولى واستقلال الشعوب وبقصد الوصول إلى تسوية عملية تجمع بين الاستقلال التام لمصر والسودان باعتبارهما وطنا واحدا وبين المساهمة الجدية في الجهود المبذولة لدفع الخطر الشيوعى الدولى.
6 - يذكر سعادة المستر بيفن في هذا الصدد بأنه (أى المستر بيفن) نطق له عندما تحادثا في 28 يناير الماضى "ليس مهما حتىقد يكون بيننا معاهدة مكتوبة. ولكن المهم تبادل الثقة وتوافر الاطمئنان".
7 - ينتظر الوزير ردا سريعا. لأن الرأى العام المصرى شديد القلق على قضيته الوطنية وعلى مصائر السلام في الشرق الأوسط.
مارس سنة 1950
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء