إدوارد السادس من إنگلترة

عودة للموسوعة

إدوارد السادس من إنگلترة

إدوارد السادس
Edward VI
إدوارد السادس، بريشة وليام سكروتس، ح. 1550
ملك إنگلترة وأيرلندة (للمزيد ...)
الحكم 28 يناير 1547 –ستة يوليو1553
التتويج 20 فبراير 1547
سبقه هنري الثامن
تبعه جين (موضع نزاع) أو ماري الأولى
الوصي على العرش
البيت الملكي بيت تيودور
الأب هنري الثامن من إنگلترة
الأم جين سيمور
وُلِد 12 أكتوبر 1537
قصر بلاط هامپتون، ميدلسكس، إنگلترة
توفي 6 يوليو1553 (عن عمر 15)
قصر گرينتش، كنت، إنگلترة
الدفن 8 أغسطس 1553
Henry VII Lady Chapel، كنيسة وستمنستر، إنگلترة
التوقيع

إدوارد السادس Edward VI (عاش 12 اكتوبر 1537 –ستة يوليو1553) كان ملك إنگلترة وأيرلندة من 28 يناير 1547 حتى وفاته. تُوج في 20 يناير عندما كان في العاشرة من عمره. ابن هنري الثامن وجين سيمور، كان ثالث ملوك أسرة تيودور وأوملك پروتستني يرتقي عرش إنگلترة. في عهده، كانت المملكة تحت حكم مجلس الوصاية، لأنه لم يبلغ السن القانونية. كان المجلس في البداية تحت رئاسة عمه إدوارد سيمور، دوق أول سمرست، (1547–1549)، ثم خلفه جون دودلي، دوق أول وارويك، دوق نورثمبلاند من عام 1551.

تميز عهد إدوارد السادس بالمشكلات الاقتصادية وعدم الاستقرار الاجتماعي، ففي عام 1549، اندلعت الاحتجاجات وأعمال الشغب. وسقطت حرب مكلفة مع إسكتلندا، في البداية كانت ناجحة، وانتهى بالانسحاب العسكري من هناك ومن بولونيه-سور-مير لقاء السلام. وحدث في عهده أيضاً تحول الكنيسة الأنجليكانية إلى كيان پروتستنتي معترف به، مما أثار اهتماماً كبيراً بالقضايا الدينية. بالرغم من حتى هنري الثامن همزة الوصل بين كنيسة إنگلترة وروما، لكنه لم يسمح أبداً بالتخلي عن الممضى أوالشعائر الكاثوليكية. في عهد إدوارد السادس تأسست الپروتستنتية لأول مرة في إنگلترة باصلاحات تضمنت إلغاء عدم زواج رجال الدين، القداس الإلهي وفرض الخدمات الإلزامية باللغة الإنگليزية. وضع الإصلاحات توماس كرانمر، أسقف كانتربري، صاحب كتاب الصلاة المشهجرة.

في فبراير 1553، في سن الخامسة عشر، سقط إدوارد مريضاً. عندما اكتشف سقمه كان في مراحله المتأخرة وخط مجلسه "وصية الخلافة"، في محاولة لحماية البلاد من العودة للكاثوليكية. عين إدوارد ابنة عمه ليدي جان گراي ولية للعهد، واستبعد أخته غير الشقيقة، ماري الأول وإليزابث الأولى. ومع ذلك، فقد أدت الوصية لاشتعال النزاع بعد وفاة إدوارد وكانت جان ملكة لتسعة أيام فقط، قبل حتى تتولى الأخت غير الشقيقة، ماري، العرش. استبدلت ماري الاصلاحات الپرتستنتية التي حدثت في عهد إدوارد، والتي أصبحت مع ذلك، أساس للتسوية الدينية الإليزابثية في عام 1559.

النشأة

الأمير إدوارد عام 1539، رسم هانز هولباين الأصغر. يحمل صولجان مضىي، عليه نقش لاتيني يدعوه ليكون في كفاءة والده أويتفقوعليه.


النشأة والتربية

إدوارد أمير ويلز، 1546. يرتدي ريشات أمير ويلز وتاج مرصع بالجواهر.
The badge of Prince Edward, from John Leland's Genethliacon illustrissimi Eaduerdi principis Cambriae (1543).
منمنمة پورتريه لإدوارد بريشة ، بريشة فنان غير معروف، ح. 1543–46

ارتقاء العرش

درع الملك إدوارد السادس.

حماية سومرست

لقد رسم هولباين صورة تعد من أعظم صوره على الإطلاق جاذبية للصبي البالغ من العمر عشر سنوات، والذي ارتقى عرش إنجلترا باسم إدوارد السادس، وذلك قبل ارتقائه العرش بأربع سنوات: قلنسوة مزينة بالريش، وشعراً أحمر، ورداء له بنيقة من فروللفاقم، ووجهاً فيه من الدعة والرقة التي تنم على قلق دفين، ما يدفعنا إلى الظن بأنه ورث جميع هذه الصفات من جين سيمور ولم يرث شيئاً من هنري الثامن. ولعله ورث عنها ضعفها الجسماني الذي جعلها تدفع حياتها فداء له، ولم يوفق يوماً في الحصول على القوة التي تعينه على الحكم. ومع ذلك فإنه قام بالتبعات الملقاة على عاتقه باعتباره أميراً أوملكاً بإخلاص نبيل، فدرس اللغات والجغرافية وفن تدبير الحكم والحرب بشغف، وفرض رقابة دقيقة على جميع شئون الدولة التي تصل إليها معهدته، وأبدى للجميع ما عدا الكثالكة المنشقين شفقة عظيمة وحسن نية كبيرة، إلى حد حتى إنجلترا ظنت أنها دفنت غولاً لتتوج قديساً. وتفهم على يد كرانمر فأصبح بروتستانتياً متحمساً، ولم يكن من أنصار توقيع أي عقوبة قاسية على مَن يتهم بالهرطقة، ولكنه كره حتى يهجر أخته غير الشقيقة ماري تحضر القداس، لأنه كان يؤمن بإخلاص حتى القداس أشد ضروب عبادة الأوثان كفراً. وقبل مسروراً القرار الذي اتخذه المجلس الملكي باختيار عمه إدوارد سيمور- الذي أنعم عليه حالاً بلقب دوق أف سومرست- وصياً عليه، وقد آثر انتهاج سياسة بروتستانتية.

Edward VI and the Pope: An Allegory of the Reformation. This Elizabethan work of propaganda depicts the handing over of power from Henry VIII, who lies dying in bed, to Edward VI, seated beneath a cloth of state with a slumping pope at his feet. In the top right of the picture is an image of men pulling down and smashing idols. At Edward's side are his uncle the Lord Protector Edward Seymour and members of the Privy Council.

كان سومرست رجلاً على حظ من الذكاء والشجاعة، ويتصف بتماسك، يشوبه بعض النقص، وإن كان في عصره من السجايا البارزة، وكان وسيماً رقيق الحاشية كريما، وأخجل بسيرته الطبقة الأرستقراطية الجبانة التي كانت لا تنشد إلا مصلحتها، وتغفر له كي شيء إلا تعاطفه مع الفقراء. وعلى الرغم من أنه كان يتمتع بسلطة مطلقة تقريباً، فإنه قضى على الحكم المطلق الذي أقامه هنري السابع وهنري الثامن، وسمح للناس بحرية أكبر في التعبير بالكلام، وخفض عدد الأفعال التي كانت تعد فيما تجاوز من قبيل خيانة الدولة أوالخيانة العظمى، واقتضى وجود مرشد أقوى للحكم بثبوت الجريمة، وأعاد إلى أرامل المحكوم عليهم صداقهن، وألغى القوانين الجائرة الخاصة بالدين والتي صدرت في العهد السابق. وظل الملك رئيساً للكنيسة الإنجليزية. وكان الحديث في غير خشوع عن القربان المقدس جريمة تستحق العقاب، بيد حتى القانون نفسه أمر بأن يقدم القربان المقدس بالصورتين المعروفتين، ونص على حتى الإنجليزية هي لغة الصلاة، ورفض المطهر والقداسات للموتى. وعاد البروتستانت الإنجليز الذين كانوا قد فروا من إنجلترا ومعهم لقاح لوثر وزونجلى وكالفن، وعندما اشتم مصلحون أجانب عبير الحرية الجديدة، اتىوا معهم إلى الجزيرة المضطربة بأناجيل متعددة.

وأقبل بيتر مارتير فيرمجلي ومارتن بوسر من ستراسبورج، واتى برنادرينوأوكينومن أجسبورج، وجان لاسكي من إمدن. وعبر المنكرون للتعميد والقائلون بوحدة الكنيسة القناة للتبشير في إنجلترا بهرطقات أفزعت البروتستانت بقدر ما أفظعت الكاثوليك. وأزالت الجماهير محطمة الأصنام في لندن والصلبان والصور والتماثيل من الكنائس، ووعظ نيكولاس ريدلي، عميد كلية بمبروك، بجامعة كامبردج بعنف ضد الصور الدينية والماء المقدس، ولكي يتفوق عليهم جميعاً رئيس الأساقفة كرانمر "أكل اللحم علناً في الصوم الكبير، وهوأمر لم يشهده أحد قط من قبل مذ أصبحت إنجلترا بلداً مسيحياً". ورأى المجلس الملكي حتى هذا قد تجاوز الحد، ولكن سومرست تغلب عليه، وأطلق الحرية للإصلاح الديني. وأصدر المجلس النيابي (1547) برئاسته أمراً بنزع جميع صورة على جدار كنيسة أونافذتها تشيد بذكر نبي أوحواري أوقديس "حتى لا تظل هناك أي ذكرى له نفسه". وحطم معظم الزجاج الملون في الكنائس وسحقت أغلب التماثيل، واستبدل بالصلبان شعارات ملكية، واتخذت الجدران المبيضة بالكلس والنوافذ ذات الزجاج الأبيض لونها من ديانة إنجلترا.

وكان في جميع محلة كفاح مرير من أجل فضة الكنيسة ومضىها، واستولت الحكومة عام 1551 على ما تبقى. وبقيت تقريباً كاتدرائيات القرون الوسطى الفخمة.

وكان الأسقف كرانمر هوالذي تزعم حركة القيام بهذه التغيرات، وكان خصماها الكبيران أدموند بونر، أسقف لندن، وستيفن جاردنر، أسقف ونشستر، وقد أمر كرانمر بإرسالهما إلى سجن فليت . وفي غضون ذلك كان الأسقف يقوم منذ سنوات بمحاولة ليقدم في كتاب واحد بديلاً للكتاب المقدس وكتاب الصلوات عند الكنيسة المغلوبة على أمرها. وساعده بيتر مارتير وفهماء آخرون، بيد حتى هذا الكتاب الأول للصلاة العامة (1548) كان أصلاً ثمرة جهد شخصي لكرانمر، امتزجت فيه الحماسة للعقيدة الجديدة بإحساس رقيق لجمال رزين في الشعور واللفظ بل حتى ترجماته من اللاتينية فيها سحر عبقريته.


ولم يكن الكتاب ثورياً تماماً فقد أخذ ينتهج بعض السوابق اللوثرية مثل رفض سمة التضحية في القداس، ولكنه لم ينكر أويؤكد التجسيد، واحتفظ بالكثير من الشعيرة الكاثوليكية، وكان يمكن قس من أنصار الكنيسة الرومانية لا يدقق كثيراً حتى يقبلها. ولم يقدمه كرانمر إلى المجمع الأكليروسي بل قدمه إلى المجلس النيابي، ولم تكن هذه الهيئة الفهمانية تطوي بين جوانحها أي تبكيت مصدره سلطة قضائية في النص على شعيرة أوعقيدة دينية. وأصبح الكتاب قانوناً للمملكة، وصدرت الأوامر لكل كنيسة في إنجلترا للعمل به. وأعيد سجن بونروجاردنر، وكانا قد أطلق سراحهما في عفوعام 1549، وذلك عندما رفضا الاعتراف بحق المجلس النيابي في سن تشريع في مجال الدين. وسمح للأميرة ماري بحضور قداس في خلوة بجناحها.


التمرد

Edward VI's uncle, Edward Seymour, Duke of Somerset, ruled England in the name of his nephew as Lord Protector from 1547 to 1549.

ونشأ موقف دولي خطير أدى إلى تهدئة الجدل العنيف بين الكثالكة والبروتستانت إلى حين. وطلب هنري الثاني ملك فرنسا الجلاء عن بولونيا، وعندما رفض طلبه أعد لحصارها، والحق إذا ماري ستيوارت، ملكة الاسكتلنديين، وكانت وقتذاك في الخامسة من عمرها وتقيم في فرنسا، كانت حرية بأن تدخل إسكتلندة في الحرب. وعندما فهم سومرست حتى الاسكتلنديين يتسلحون ويثيرون فتنة في إيرلندة قاد قوة عبر بها الحدود وهزمهم في بنكي كليو(10 سبتمبر سنة 1547)، وكانت الشروط التي عرضها على الاسكتلنديين سخية وتدل على بعد نظر: لن يتعرض الاسكتلنديون إلى التفريط في حريتهم أومصادرة أملاكهم، وتتحد إسكتلندة وإنجلترا في "إمبراطورية بريطانيا العظمى". ولكل أمة حتىقد يكون لها حكم ذاتي تطبق فيها قوانينها الخاصة، ولكن كلا البلدين تحكمهما، بعد الحكم الجاري، ذرية ملكة الاسكتلنديين، وكان هذا على وجه الدقة الاتحاد الذي تم في عام 1603، اللهم إلا إذا استثنينا أنه يسر عودة الكاثوليكية إلى إنجلترا وتواصلها في إسكتلندة. ورفض الكثالكة في إسكتلندة المشروع خشية حتى تصل عدوى البروستانتية الإنجليزية إلى بلادهم، وإلى جانب هذا كان النبلاء الاسكتلنديون يتلقون مرتبات من الحكومة الفرنسية، وكانوا يرون حتى عصفوراً في اليد خير من عشرة على الشجرة.

وأحبطت مساعي سومرست في سبيل السلام وقابل الحرب مع فرنسا، وجاهد حتى يرسي نادىئم مصالحة بين عقائد لا تعهد المصالحة في الوطن، وترامى إلى أسماعه دقات متجددة لطبول ثورة زراعية في إنجلترا، فشرب كأس السلطة حتى الثمالة عندما دبر شقيقه مؤامرة للإطاحة به. ولم يقنع توماس سيمور بأنقد يكون اللورد الأمير البحار وعضوالمجلس الخاص بل كان يريد حتى يصبح ملكاً. فتودد إلى الأميرة ماري ثم إلى الأميرة اليزابيث، ولكن عبثاً. وتلقى مالاً مسروقاً من دار السكة وأسلاباً من القراصنة الذين جاز لهم بالدخول في القناة، وعندما حصل على الأموال اللازمة حشد مخازن سرية للأسلحة والذخيرة. واكتشفت مؤامرته، واتهمه إيرل وأورويك وإيرل سوثهامبتون، وأدانه مجلسا البرلمان بالإجماع تقريباً وحكم عليه في 20 مارس سنة 1549 بالإعدام، وحاول سومرست حتى يحميه، ولكنه فشل، وسقطت وضاعت هيبة الحامي بسقوط راس أخيه.

وألحقت ثورة كيت الخراب الكامل بسومرست. وأوضحت تلك الثورة مدى ما تتسم به من شذوذ ظاهر، فبينما كانت ثورة الفلاحين في ألمانيا بروتستانتية، كانت في إنجلترا كاثوليكية، وفي جميع حالة كان الدين مظهراً للاستياء من الحالة الاقتصادية، وفي إنجلترا كان المظهر كاثوليكياً لأن الحكومة كانت وقتذاك بروتستانتية. وخط فرود البروتستانتي يقول: "في التجربة التي خاضها فقراء المزارعين كانت زيادة معاناة الأشخاص نتيجة رئيسية للإصلاح الديني".

ومما يفاخر به رجال الدين البروتستانت في هذا العهد- كرانمر ولاتيمر وليفر كراولي، أنهم استنكروا الاستغلال الشديد للفلاحين، ولقد ندد سومرست في غضب شديد باغتصاب الملاك الجدد "الذين برزوا من الحضيض" لثورة المدينة.

ولم يكن في وسع المجلس النيابي حتى يفكر في وسائل علاج أكثر حكمة من إجازة قوانين صارمة ضد التسول، وأن يوجه الكنائس بأن تتولى جمع تبرعات للفقراء جميع أسبوع: وأوفد سومرست لجنة تتقصى الحقائق عن الأراضي المسورة والإيجارات المرتفعة، وقوبلت بمقاومة مستورة حيناً أوصريحة حيناً آخر من ملاّك الأراضي، وأرهب المستأجرون إلى حد العمل على إخفاء أخطائهم، ورفض المجلس النيابي الأخذ بالتوصيات المتواضعة للجنة وكان يمثل الأعيان فيه ملاك المناطق الزراعية. وافتتح سومرست محكمة خاصة في داره لسماع شكاوى الفقراء، وانضم عدد من النبلاء، أخذ يتزايد يوماً بعد يوم، ويتزعمهم جون دولي، إيرل أف وأرويك، إلى حركة تستهدف خلعه.

ولكن الفلاحين كانوا وقتذاك غاضبين بسبب الأخطاء المتراكمة وفشل القضايا المرفوعة لرد الحيف، فانفجروا في ثورة امتدت من أقصى إنجلترا إلى أدناها، وثارت أولاً سومر ستشاير ثم ولتز وجلوسستر شاير ودورست وهامبشاير وبروكس وأكسفورد وبكنجهام في الغرب كورنول وديفون، وفي الشرق نورفولك وكنت. ونظم روبرت كنت وهومن صغار ملاّك الأراضي في نورويتش، الثوار وقبض على زمام الحكم البلدي وأقام كومونا للفلاحين تولى حكم المدينة وما وراءها شهراً. وضرب كنت مخيماً عسكر فيه 16.000 رجل، وهناك كان يجلس يومياً تحت شجرة سنديان للحكم بين ملاّك الأراضي المذنبين الذين قبض عليهم الفلاحون. ولم يكن متعطشاً للدماء، فالذين أدانهم وحكم عليهم سجنوا وقدم إليهم الطعام. ولم يكن يقيم وزناً كبيراً لحقوق الملكية وصكوكها وأمر رجاله بأن ينقبوا في الأراضي الريفية المجاورة وأن يقتحموا المنازل في الضياع، ويصادروا جميع الأسلحة ويسوقوا جميع الماشية، ويستولوا على جميع المؤن حيثما وجدت لصالح الكومون. أما الأغنام، وهي أكبر خصوم للفلاح في الانتفاع بالأرض، فقد جمع منها 20.000 رأس، ووزعت للاستهلاك في كثير من السرف، "عجول لا تحصى" وبجع وأيلات وبط وغولان وخنازير. ومع ذلك فقد حافظ كنت وسط هذه الوليمة على نظام عجيب، بل وسمح لواعظ بدعوة الرجال إلى التخلي عن الثورة. وشعر سومرست بكثير من التعاطف مع الثوار، ولكنه اتفق في الرأي مع وأرويك على تشتيتهم، لئلا يهدم البناء الاقتصادي بأسره في الحياة الإنجليزية. وأنفذ وأرويك مرة أخرى لقتالهم ومعه جيش كان قد حشد حديثاً للقتال في فرنسا. وعرض على الثوار منحهم عفواً عاماً، إذا عادوا إلى بيوتهم وآثر كت في القبول، بيد حتى بعض المتهورين رأوا حسم الأمر بالمعركة، فأذعن كت لهم. وتقررت النتيجة يوم 17 أغسطس سنة 1549، وانتصر تكتيك وأرويك، وقتل 3500 ثائر، ولكن عندما استسلم الباقون قنع وأرويك بشنق تسعة، وأوفد كت وأحد أشقائه إلى السجن في لندن. ووصلت أنباء الهزيمة إلى جماعات الثوار الأخرى فخارت عزيمتهم، ووضعت جماعة إثر أخرى أسلحتها، بعد حتى وعدت بالحصول على عفوعام. واستخدم سومرست نفوذه لإطلاق سراح معظم الزعماء وبقي أشقاء كت على قيد الحياة إلى حين.

واتهم الحامي بأنه شجع على الثورة بتعاطفه الصريح مع الفقراء، ووصم بالفشل في الشئون الخارجية لأن فرنسا كانت وقتذاك تحاصر بولونيا. واتهم بحق بالسماح بالفساد بين موظفي الحكومة وتخفيض قيمة العملة ومضاعفة ثروته وبناء بيت سومرست الفخم، وسط الظروف التي أشرفت فيها الأمة إلى الإفلاس. وتزعم وأرويك وسوثهامبتون حركة لإقصائه عن مقعده، وكان معظم النبلاء على استعداد للتغاضي عن ثروته، ولكنهم لن يغفروا له أبداً عطفه على فلاحيهم، فانتهزوا الفرصة للإنتقام. وفي 12 أكتوبر سنة 1549 سيق الدوق أف سومرست باعتباره سجيناً في موكب اخترق شوارع لندن وسجن في البرج.


نظام نورثمبرلاند - حماية وارويك (1549-53)

كان أعداء سومرست رقيقي الحاشية بمقاييس ذلك العهد. وحرم من الأملاك التي اكتسبها إبان وصايته على العرش، وأطلق سراحه يومستة فبراير سنة 1550، واسترد عضويته في المجلس الملكي في مايو. ولكن وارويك كان وقتذاك حامي المملكة.

John Dudley, Earl of Warwick, later 1st Duke of Northumberland, led the Privy Council after the downfall of Somerset.

وكان مكيافيليا صريحاً، وعلى الرغم من أنه كان ينزع في أعماق نفسه إلى الكاثوليكية إلا أنه سلك نهجاً بروتستانتياً لأن خصمه سوثهامبتون كان الزعيم الذي ارتضاه الكاثوليك لهم، وكان أغلب النبلاء مرتبطين مالياً بالعقيدة الجديدة. وقد تفهم جيداً فن الحرب ولكنه استوعب أنه لن يستطيع حتى يحتفظ ببولونيا أمام فرنسا التي تملك ضعف موارد إنجلترا، معتمداً على حكومة مفلسة وشعب معدم، وسلم المدينة إلى هنري الثاني وسقط معاهدة صلح مهينة كان لابد منها (1550).

وفي ظل سيطرة ملاك الأراضي من النبلاء أوالعامة وافق المجلس النيابي (1549) على قانون يعاقب بشدة على ثورة الفلاحين. وأيد قانون صريح وجود الأراضي المسورة، وألغيت الضرائب التي كان سومرست قد فرضها على الأغنام والصوف لكي تفتر همة الناس في إقامة الحظائر. ونص القانون على عقوبات صارمة تسقط على العمال الذين يتحدون لحمل أجورهم. وأعرب عدم شرعية الاجتماعات التي تعقد لمناقشة تخفيض الإيجارات أوالأسعار، ومصادرة ممتلكات الأشخاص الذين يحضرونها. وشنق روبرت كت وأخوه، واشتد الفقر، بيد حتى دور البر التي اكتسحتها الثورة الدينية لم تنشأ دور بدلاً منها، وأصبح السقم متوطناً، ولكن المستشفيات كانت مهجورة. وتضور الناس جوعاً، ولكن العملة خفضت قيمتها مرة أخرى وارتفعت الأسعار. ثم إذا ملاك الأراضي في إنجلترا الذين كانوا أقوياء في يوم من الأيام أخذوا يهلكون، وكان أفقر الفقراء يغرقون في بحر الهمجية. وكانت الفوضى الدينية لا تقل عن الفوضى الاقتصادية، وظلت أغلبية الناس كاثوليكية، بيد حتى فوز وارويك على سوثهامبتون هجرهم بلا قائد وشعروا بضعف موقف الذين يظاهرون الماضي. وأدى انهيار سلطة القساوسة الروحية والأدبية، وكذلك عدم استقرار الحكومة وفسادها إلى السماح لا بازدياد الفجور فحسب، ولكن إلى استفحال الهرطقة، بصورة أفزعت الكثالكة والبروتستانت على السواء. ووصف جون كليمنت (1551) "الأنواع العجيبة من الطوائف التي احتشدت في جميع مكان لا من أنصار البابوية فحسب... ولكن من الآريوسيين المنكرين للتعميد وكل صنوف الهراطقة الآخرين أيضاً... بعضهم ينكر حتى الروح القدس هوالرب، والبعض ينكر الخطيئة الأولى، والبعض الآخر ينكر القدر... وعدد لا يحصى من أمثال هؤلاء، يقصر بنا المقام عن ذكرهم. وخط روجر هتشنسون (حوالي عام 1550) عن "الصدوقيين والفاسقين (أحرار الفكر)، الذين يقولون: "إن الشيطان" ليس إلا... غرام دنس بالجسد... وأنه ليس هناك موضع للطمأنينة أوالعذاب بعد هذه الحياة الدنيا، وأن الجحيم ليس إلا ضميراً يائساً يعذب صاحبه، وأن الجنة ضمير مبتهج ساكن مرح".

وتحدث جون هوبر، أسقف جلوسستر البروتستانتي فنطق: "هناك مَن يقول إذا روح الإنسان ليست أفضل من روح حيوان، وأنها فانية وهالكة، وهناك أشقياء يتجاسرون في اجتماعاتهم على القول بأن المسيح ليس هوالمخلص لنا، بل يمضىون إلى حتى الطفل المبارك مؤذ ومحتال".

وأفاد الناس من الحرية التي منحها لهم سومرست فطعن جناح متهور من البروتستانتية في الدين القديم طعناً قاسياً وتهكم طلبة جامعة أكسفورد بالقداس بمحاكاته في مسرحياتهم الهزلية، ومزقوا خط القداس إرباً، واختطفوا الخبز المقدس من المذبح ووطئوه بالأقدام. وأطلق وعاظ لندن على هؤلاء القساوسة اسم: "عفاريت بغى بابل" - أي البابا. والتقى رجال الأعمال في مؤتمرات بكاتدرائية سانت بول، واجتمع هناك الشبان من ذوي النخوة وقاتلوا وقتلوا. وكانت الحماية الجديدة وقتذاك بروتستانتية على التحقيق. وعين المصلحون الدينيون في أسقفيات بشرط حتى يحولوا جانباً من دار الأسقفية إلى رجال الحاشية الذين كان لهم الفضل في تعيينهم، وقضى المجلس النيابي (1550) بإزالة جميع اللوحات والتماثيل من أي كنيسة في إنجلترا ما عدا "الصور التذكارية للملوك أوالنبلاء الذين لم يسلكوا قط في عداد القديسين" وأتلفت جميع خط الصلاة ما عدا كتاب كرانمر. وصودرت أوبيعت ووهبت الثياب الكهنوتية والقباءات وكسوة المذبح، وسرعان ما ازدانت بها بيوت النبلاء. وأصدر المجلس أمراً بمصادرة جميع آنية مخصصة للتبرعات بقيت في الكنائس بعد عام 1550 لصالح الخزنة. وانتزع المجلس النيابي فيما بعد للحكومة العملات التي في صناديق التبرعات للفقراء بالكنائس. ووجدت أموال أخرى للحكومة أولموظفيها بإلغاء المنح الدراسية للطلبة الفقراء ومنع الأستاذيات المعانة من الدولة بالجامعات، والتي أنشأها هنري الثامن. وأوصى المجلس النيابي لعام 1552 بأن يبقى رجال الأكليروس بلا زواج ولكنه أذن لهم بالزواج إذا ثبت حتى العفة تضنيهم.


الإصلاح

وكان الاضطهاد الديني للهراطقة، الذي قام به الكثالكة منذ عهد بعيد، قد نهض به وقتذاك البروتستانت في إنجلترا، وكذلك في سويسرة وألمانيا اللوثرية، وذلك بمطاردة الهراطقة والكثالكة. وأعد كرانمر بياناً بالهرطقات التي يعاقب مرتكبوها بالإعدام إذا لم يرتدوا عنها، وتضمنت تأكيد وجود المسيح حقاً في القربان المقدس أوالسيادة الكنسية للبابا، وإنكار الوحي في العهد القديم، أوالطبيعتين في المسيح أوالتزكية بالإيمان. ومضىت جوان بوشر الكونتيسة إلى المحرقة لشكها في تجسد الإقنوم الثاني (1550). ونطقت لريدلي: أسقف لندن البروتستانتي الذي توسل إليها حتى تتراجع عما تقول: "لقد أحرقتم آن أسكيومنذ عهد غير بعيد من أجل بترة من الخبز (لإنكارها التجسد)، ومع ذلك وقع حتى آمنتم بالعقيدة التي أحرقتموها من أجلها، وأنتم يفترض أن تحرقونني الآن من أجل بترة من اللحم (تشير إلى العبارة الواردة في الإنجيل الرابع). "لقد صنعت الحدثة لحماً، وسوف تؤمنون بهذا أيضاً آخر الأمر". ولم يحرق في عهد إدوارد إلا هرطقيان، ومهما يكن من أمر فإن كثيراً من الكثالكة سجنوا لحضورهم القداس أولانتقادهم علناً العقيدة المحافظة المقبولة. وأقيل القساوسة الكاثوليك المتشبثون بآرائهم من مناصبهم وأوفد بعضهم إلى سجن البرج، وعرض على جاردنر، وكان لا يزال هناك، الحرية إذا وافق على التبشير بالعقيدة التي يقول بها أنصار الإصلاح الديني. وعندما رفض نقل إلى "مسكن أحقر" في البرج وحرم من الورق والقلم والخط. وفي عام 1552 أصدر كرانمر كتابه الثاني عن الصلاة العامة وفيه أنكر وجود المسيح حقاً في القربان المقدس، ونبذ تقديم القربان المقدس بالمسيح المغالى فيه، وراجع في ظروف أخرى الكتاب الأول باتجاه بروتستانتي.

Thomas Cranmer, Archbishop of Canterbury, exerted a powerful influence on Edward's Protestantism.

ووافق المجلس النيابي وقتذاك على قانون ثان بشأن التجانس، اقتضى حتى يحضر جميع الأشخاص بانتظام وألا يحضروا سوى الصلوات الدينية التي تقام طبقاً لما ورد في كتاب الصلاة العامة هذا، وكل مَن يخالف هذا القانون ثلاث مرات، يعاقب بالإعدام، وفي عام 1553 أصدر المجلس الملكي اثنين وأربعين "مادة في الدين" وضعها كرانمر وجعلها إلزامية على جميع الإنجليز.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الفضيلة والمحافظة على العقيدة بمثابة قانون تميزت حماية وارويك بفسادها في عصر فاسد، ولم يمنع هذا إدوارد الشاب المطاوع من تعيين وارويك دوقاً لنورثمبرلاند (4 أكتوبر سنة 1551). وبعد بضعة أيام كفر الدوق عن خطيئته التي ارتكبها بقيامه بعمل من أعمال حسن التصرف - إطلاق سراح سومرست - وذلك باتهام سلفه بالقيام بمحاولة لاستعادة السلطة لنفسه. وقبض على سومرست وحوكم وأدين في الغالب بناء على مرشد قدمه سير توماس بالمر، وزيف أمر صادر من الملك بالدعوة إلى إعدام سومرست، وفي 22 يناير سنة 1552 لقي حتفه بشجاعة وإباء. وعندما قابل نورثمبرلاند الإعدام بدوره، اعترف حتى سومرست قد اتهم زوراً بفضل وسائله، واعترف بالمر قبل وفاته حتى الدليل الذي أقسم على صحته كان من اختراع نورثمبرلاند.

ونادراً ما كانت الإدارة في إنجلترا قد وصلت إلى هذا الحد من الكراهية، فقد انقلب البروتستانت ضد الحامي الجديد الذي أثنوا عليه شكراً منهم لتأييده وذلك بسبب ازدياد جرائمه. وكان الملك إدوارد يقترب من الموات وقد عينت ماري تيودور بمقتضى قانون أصدره المجلس النيابي ولية للعهد إذا ظل إدوارد بلا ذرية. وإذا قدر لماري حتى تصبح ملكة فإنها يفترض أن تنتقم في الحال من هؤلاء الذين حولوا إنجلترا عن العقيدة القديمة. وشعر نورثمبرلاند بأن حياته معرضة للخطر. وكان عزاؤه الوحيد حتى وكلاءه قد دربوا إدوارد على طاعته. وأغرى الملك المحتضر بأن يقرر التاج لليدي جين جراي، ابنة الدوق سفولك وحفيدة شقيقة هنري الثامن، وفضلاً عن هذا فإن جين كانت قد تزوجت حديثاً من ابن نورثمبرلاند. ولم يكن إدوارد قد خول مثل أبيه السلطة من المجلس النيابي لتعيين خلفه، وكانت إنجلترا بأسرها تقريباً ترى حتى ارتقاء الأميرة ماري العرش أمر لا مفر منه وعادل. واحتجت جين بأنها لم ترغب قط في حتى تكون ملكة. وكانت امرأة نالت قسطاً غير عادي من التعليم: وخطت باليونانية ودرست العبرية وتراسلت مع بولينجر بلغة لاتينية لا تقل جمالاً عن لغته. ولم تكن قديسة، وكان في وسعها حتى تنتقد الكثالكة بشدة، وسخرت من التجسيد. ولكن نسب إليها من الآثام أكثر مما أثمت. وحسبت في أول الأمر حتى خطة حميها من قبيل النادىبة، وعندما أصرت حماتها قاومت جين. وأمرها زوجها في آخر الأمر حتى تقبل العرش فأطاعت "دون حتى تتخذ حتى تعصي زوجها" كما نطقت، وأعد نورثمبرلاند وقتذاك العدة للقبض على كبار أنصار ماري وإيداع الأميرة نفسها في البرج حيث يمكن حتى تتفهم التنازل.

سقمه ووفاته

وأوشك الملك على نهايته في أوائل يوليه، وسعل وبصق دماً، وتورمت ساقاه تورماً مؤلماً، وتفشى الطفح على جسده، وسقط شعره، ثم سقطت أظافره، ولم يستطع أحد حتى يجزم بالسقم الغريب الذي يعاني منه، وراود الشك الكثيرين حتى نورثمبرلاند قد سممه. وأخيراً توفي إدوارد بعد حتى عانى كثيراً (6 يوليوسنة 1553) ولم يتعد الخامسة عشرة من عمره، وأصغر كثيراً من حتى يشارك فيما ارتكب في عهده من آثام.

وفي صباح اليوم التالي ركب نورثمبرلاند إلى هنسدون للقبض على الأميرة. بيد حتى ماري هربت، بعد حتى حذرت، إلى أصدقاء كاثوليكيين في سفولك، وعاد نورثمبرلاند إلى لندن دون حتى يحصل على فريسته. وأقنع المجلس الخاص بالوعود أوالتهديدات أوالرشاوى بالانضمام إليه في المناداة بجين جراي ملكة، وأغمي عليها، وعندما أفاقت ظلت تحتج على أنها لا تصلح للشرف المحفوف بالمخاطر، الذي أكرهت عليه. وتوسل إليها أقاربها بحجة حتى حياتهم تتوقف على قبولها. وفي التاسع من يوليوأقرت في نفور أنها ملكة إنجلترا.

ولكن في العاشر من يوليووصلت إلى لندن أنباء تقول إذا ماري قد نادت بنفسها ملكة، وإن النبلاء في الشمال كانوا يتقاطرون لتأييدها، وأن قواتهم كانت تزحف على العاصمة. وحشد نورثمبرلاند سريعاً ما استطاع جمعه من جنود، وقادهم لتقرير مصير المعركة. وأبلغه جنوده في بورى أنهم لن يسيروا خطوة أخرى للقتال ضد عاهلتهم الشرعية. وأوفد نورثمبرلاند أخاه، مزوداً بالمضى والمجوهرات والوعد بكاليه وجينس ليرشوا هنري الثاني ملك فرنسا، للقيام بغزوإنجلترا تتويجاً لجرائمه. وفهم المجلس الخاص بالمهمة ومنعها، وأعرب ولاءه لماري. وانطلق الدوق أف سفولك إلى غرفة جين وأبلغها حتى حكمها الذي استمر عشرة أيام قد انتهى. فرحبت بالأنباء وسألت ببراءة هل تستطيع الآن حتى تمضى إلى البيت، ولكن المجلس، الذي كان قد أقسم على خدمتها أمر بسجنها في البرج. وسرعان ما سجن هناك أيضاً نورثمبرلاند وأخذ يطلب الصفح عما ارتكب، وإن أخذ يترقب موته.

وبعث المجلس برسل ينادون بأن ماري تيودور ملكة وتلقت إنجلترا الأخبار بفرح وحشي. وظلت النواقيس تقرع والمشاعل تتوهج طوال تلك الليلة من ليالي الصيف. وجلب الناس موائد الطعام وأولموا في الخلاء ورقصوا في الشوارع.

وبدا حتى الأمة آسفة على الإصلاح الديني، وأنها تتطلع بشغف إلى ماضٍ كان في الإمكان وقتذاك حتى يعد نموذجاً، طالما أنه لن يعود. والحق أنه الإصلاح الديني لم يظهر حتى الآن إلى جانبه المرير لإنجلترا: لم يكن تحريراً من الممضىية ومحاكم التفتيش والطغيان، بل كان تثبيتاً لها، ولم يكن انتشاراً للاستنارة، بل كان سلباً للجامعات وإغلاق مئات المدارس، ولم يكن توسعاً في الرقة، بل كان تقريباً قضاء على البر، ورقعة بيضاء للجشع، ولم يكن تخفيفاً للفقر، بل كان سحقاً للفقراء بلا رحمة لم تعهده إنجلترا منذ قرون - ولعلها لم تعهده قط. وكان جميع تغيير يكاد يلقى ترحيباً ما دام يؤدي إلى تخليصهم من نورثمبرلاند وطغمته.

ثم إذا الأميرة ماري المسكينة، التي ظفرت بحب إنجلترا في الخفاء بفضل صبرها على الإذلال طوال اثنين وعشرين عاماً - هذه المرأة المهذبة يفترض أن تكون ولا شك ملكة رقيقة.


الملكة جين والملكة ماري (1553 - 1554)

Mary I, by Antonis Mor, 1554

لابد لكي نفهمها من حتى نكون قد عشنا معها شبابها المأساوي الذي لم تذق خلاله قط طعماً للسعادة. ولم تكن تتجاوز الثانية من عمرها (1518)، عندما شغل أبوها بالحظايا، وأهمل أمها المحزونة. وكانت في الثامنة عندما طلب إعلان بطلان زقابل، وفي الخامسة عشرة عندما افترق والداها، ومضى جميع من الأم والبنت إلى منفى منفصل. ومنعت الابنة من الذهاب إلى أمها حتى وهي تحتضر. وأعرب حتى ماري ابنه سفاح بعد مولد اليزابث (1533) وجردت من لقبها كأميرة. وخشي سفير الإمبراطور حتى تسعى آن بولين إلى اغتال ابنة غريمتها المنافسة لها على العرش. وعندما انتقلت إليزابث إلى هاتفيلد أجبرت ماري على حتى تمضى إلى هناك لخدمتها وأكرهت على حتى تعيش في "أسوأ غرفة في البيت" وأخذ منها خدمها، واستبدل بهم آخرون، يخضعون لمس شلتون أف هاتفيد التي نطقت لها تذكرها بأنها ابنة سفاح: "لوكنت في موضع الملك لطردتكِ من بيت الملك لعدم طاعتكِ". وأبلغتها حتى هنري قد عبر عن عزمه على بتر رأسها.

وكانت ماري مريضة طوال ذلك الشتاء الأول الذي قضته في هاتفيلد (1534)، وتحطمت أعصابها بسبب الإهانة والخوف وكادت تشرف على الموت جسماً وروحاً على غير كره منها. ثم رق لها الملك ومنحها بعض محبته إلى حين، ونعمت بوضع ميسور في باقي أيام حكمه. ولكن طلب منها حتى تسقط إقراراً بسيادة هنري الكنسية وبأن "زواج أمها من قبيل سفاح ذوى القربى" وبأن ميلادها غير شرعي وذلك ثمناً لهذه الرقة القاسية.

وتأثر جهازها العصبي على الدوام بهذه المحن، و"كانت عرضة لأن تشكومن قلبها" وظلت صحتها ضعيفة حتى آخر يوم في حياتها. وعاودتها شجاعتها عندما أعرب المجلس النيابي في عهد حماية سومرست أنها ولية العهد. ولقد نشأت عقيدتها الكاثوليكية، في طفولتها مشبعة بحرارتها الاسبانية، وقويت بما أثارته حياة أمها ومماتها في نفسها من ألم، وكانت عوناً ثميناً لها في أحزانها، فرفضت حتى تتخلى عنها عندما حومت على حافة السلطة، وعندما أمرها مجلس الملك حتى تكف عن سماع القداس في حجراتها (1549) لم تذعن لأمره. وأغضى سومرست عن مقاومتها، ولكن سومرست سقط، وصدق أخوها الملك على الأمر، وأوفد ثلاثة من خدمها إلى سجن البرج بسبب تجاهله (1551)، وأخذ منها القس الذي رتل لها القداس، ووافقت آخر الأمر على حتى تكف عن ممارسة الشعيرة المحبوبة. وعندما تحطمت روحها طلبت من سفير الإمبراطور حتى يدبر لها الهرب إلى القارة، ورفض الإمبراطور الحذر حتى يجيز الخطة، وخاب فألها.

واتىت لحظة فوزها أخيراً عندما عجز نورثمبرلاند عن حتى يجد رجلاً يحارب ضدها، ولم يطلب الذين أقبلوا المدججين بالسلاح لمناصرة قضيتها أي أجر، بل إنهم أحضروا معهم مؤنهم، وعرضوا عليها ثرواتهم لتمويل الحملة. وعندما دخلت لندن كملكة (3 أغسطس سنة 1553) هبت تلك المدينة نصف البروتستانتية للترحيب بها بالإجماع. واتىت اليزابث تمشي على استحياء لملاقاتها عند أبواب المدينة، وهي تتساءل على تتمسك ضدها بالشتائم التي تعرضت لها باسم اليزابث. ولكن ماري حيتها بقبلة حارة وقبلت جميع السيدات المرافقات لأختها غير الشقيقة. وكانت إنجلترا سعيدة كما كانت عندما ارتقى العرش هنري الثامن وهوشاب وسيم كريم.

كانت ماري وقتذاك في السابعة والثلاثين من عمرها، وكان الزمن القاسي قد هجر على وجهها خطوطاً تنذر بالذبول. وقلما مرت بها سنة كاملة دون حتى تصاب بسقم خطير. وكانت تشكومن الاستسقاء وسوء الهضم ونوبات صداع تحطم الرأس، وعولجت مراراً بالحجامة مما هجرها عصبية شاحبة. وأدى تكرار انقطاع الطمث عنها إلى استغراقها أحياناً في حزن هستيري مصحوب بخوف من آلا تحمل أبداً. وكان جسدها وقتذاك نحيلاً هزيلاً وجبينها ممتلئاً بالتجاعيد وشعرها المائل للاحمرار تتخلله شعرات بيضاء وعيناها ضعيفتين جداً إلى حد أنها لم تكن تستطيع القراءة إلا إذا أمسكت بالصحيفة قرب وجهها. وكانت تقاطيعها واضحة، تكاد تشبه تقاطيع الرجال، وكان صوتها عميقاً كصوت الرجل، وقد وهبتها الحياة جميع ما فيها من وهن وحرمتها من المفاتن ومن الأنوثة. وكانت لديها بعض المواهب الأنثوية، فكانت تحيك في جلد وتطرز بمهارة وتعزف على العود، وأضافت إلى هذه المواهب فهم باللغات الأسبانيّة واللاتينية والإيطالية والفرنسية. وكان يمكن حتى تكون امرأة صالحة لولم تلحقها لعنة اليقين اللاهوتي والسلطة الملكية. وكانت أمينة إلى درجة البساطة، عاجزة في مجال الدبلوماسية ومتلهفة إلى درجة يرثى لها لأن تحب وتكون محبوبة. وكانت تتعرض لسورات غضب ولها لسان سليط. وكانت عنيدة ولكنها لم تكن متكبرة، وأدركت قصور قدراتها الذهنية وأصاخت السمع للنصيحة في تواضع. ولم تكن تلين لها قناة إذا كان الأمر يتعلق بعقيدتها فحسب، وفي غير هذه الحالة كانت حليمة حنوناً وحرة الفكر مع التعساء، وتواقة إلى حمل الحيف الذي تسببت فيه أخطاء القانون، وكثيراً ما زارت بيوت الفقراء وهي متنكرة وجلست وتحدثت مع ربات البيوت وسجلت مذكرة بالحاجات والمظالم وقدمت جميع ما في وسعها من مساعدة(28). وأعادت إلى الجامعات الهبات التي اختلسها منها أسلافها.

التراث الپروتستنتي

A contemporary woodcut of Hugh Latimer preaching to King Edward and a crowd of courtiers from a pulpit in the privy garden at the Palace of Whitehall. Published in John Foxe's Acts and Monuments in 1563.

وطهر أحسن جانب من خلقها في التسامح النسبي في أول عهدها، فهي لم تطلق سراح جاردنر وبونر وغيرهما ممن سجنوا لرفضهم قبول اعتناق البروتستانتية فحسب، بل إنها صفحت تقريباً عن جميع مَن حاولوا أبعادها عن العرش، ومهما يكن من أمر فإنها أجبرت بعض هؤلاء، مثل الدوق أف سفولك، على دفع غرامات باهظة للخزانة، ثم خفضت الضرائب تخفيضاً جوهرياً بعد تقديم هذه المساعدة إلى الدخل. ومنحت جوازات أمان لبيتر مارتير وغيره من البروتستانت الأجانب لكي يغادروا البلاد. وعقد مجلس الملكة محاكمة عاجلة لنورثمبرلاند وستة آخرين تآمروا على القبض على ماري، وتوجوا جين جراي، وحكم على السبعة جميعاً بالموت. وأبدت ماري رغبتها في الصفح عن نورثمبرلاند، ولكن سيمون رينار سفير الإمبراطور وقتذاك أثناها عن عزمها، وقام الثلاثة الذين لم يصفح عنهم جميعاً باعتناق عقيدة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في آخر لحظة. ووصفت جين جراي الحكم بالعدل والاعترافات بالجبن.

وكان من رأي ماري حتى تطلق سراحها، ولكنها أذعنت لآراء مستشاريها إلى حد بعيد وأمرت بأن تظل طليقة من جميع قيد في الاعتنطق داخل أراضي سجن البرج.

وأصدرت الملكة في 13 أغسطس إعلاناً رسمياً بأنها لن "تكره الضمائر أوتلزمها" بشيء في مسألة المعتقد الديني، وكان هذا أحد الإعلانات الأولى في التسامح الديني تصدره حكومة حديثة. وكانت تأمل في براءة حتى تحول البروتستانت بالحجة فنظمت مناظرة عامة بين فهماء اللاهوت المتعارضين في الرأي، ولكنها تبخرت في جدل مرير عقيم. وبعد ذلك بوقت قصير قذف واعظ الأسقف بونر بخنجر انطلق من جمهور استاء من وعظه الكاثوليكي، وأنقذه من الموت اثنان من رجال الدين البروتستانت. وراع ماري تسامحها فأمرت (18 أغسطس سنة 1553) بعدم التصريح بعظات تتعلق بالعقائد إلا في الجامعات، وذلك إلى حتى يتيسر اجتماع المجلس النيابي وينظر في المشكلات التي أثارها النزاع بين العقائد. وأمر كرانمر، وكان لا يزال رئيساً للأساقفة، بملازمة قصره في لامبث، فرد على ذلك بمهاجمة القداس ووصفه بأنه "كفر بغيض"، وحكم عليه هوولاتيمر بالسجن في البرج (سبتمبر سنة 1553). أما ريدلي أسقف لندن الذي كان قد وصف ماري وإليزابث معاً بأنهما ابنتا سفاح فكان قد مضى إلى سجن البرج قبل ذلك بشهرين. وعلى الجملة فإن سلوك ماري في هذه الشهور الأولى من حكمها فاق في اللين والتسامح سلوك غيرها من عظماء الحكام في عصرها.

وكانت المشكلات التي قابلتها حرية بان تقهر امرأة تفوقها كثيراً من الذكاء والفطنة. وصدمت بالارتباك والفساد السائدين في الإدارة وأمرت بوقف الفساد، غير أنه أخفى رأسه ولم ينبتر. وضربت مثالاً حسناً بتخفيض نفقات الأسرة الملكية، وتعهدت بتثبيت قيمة العملة، وهجرت انتخابات المجلس النيابي حرة لم تتأثر بأي نفوذ ملكي. وكانت الانتخابات الجديدة "أعدل انتخابات حدثت منذ سنوات"، ولكن تخفيضها للضرائب هجر ولج الحكومة أقل من مصروفاتها، ولكي تحصل على الفرق فرضت ضريبة صادر على القماش وضريبة وارد على الأنبذة الفرنسية وأدت هذه الإجراءات التي كان ينتظر حتى تساعد الفقراء إلى نكسة تجارية. وحاولت حتى توقف نموالرأسمالية بتحديد عدد ما يملكه أي فرد بنول أواثنين. ونددت بـ "القماشين الأغنياء" بسبب دفعهم أجوراً منخفضة وحظرت دفع الأجور عيناً، ولكنها لم تجد في حاشيتها رجالاً يملكون القوة والكمال اللازمين لإنجاز إرادتها الطيبة، وتغلبت القوانين الاقتصادية على أهدافها.

بل إنها قوبلت بعقبات اقتصادية قاسية حتى في أمور الدين. ولم تكن هناك أسرة لها نفوذ في إنجلترا لا تحتفظ بأملاك انتزعتها من الكنيسة، وعارضت هذه الأسر من طبيعة الحال أي عودة للعقيدة الرومانية. وكان البروتستانت أقلية من حيث العدد وأقوياء بفضل ما لديهم من مال، وكانوا بذلك في موقف يسمح لهم بأن يهيئوا في أية لحظة مسببات الثورة التي تضع إليزابث البروتستانتية على العرش.

وكانت ماري تتلهف على إعادة حق الكثالكة في العبادة طبقاً لشعيرتهم، ومع ذلك فإن الإمبراطور الذي ظل يحارب البروتستانتية اثنين وثلاثين عاماً حذرها وطلب منها حتى تتحرك ببطيء، وأن تقنع بترديد القداس سراً لنفسها وفي محيطها المباشر. ولكن شعورها نحودينها كان عميقاً ولا تستطيع حتى تكون سياسية فيما يتصل به. وتعجب الجيل الذي ينزع إلى الشك الذي نشأ في لندن من كثرة صلواتها وحرارتها، ولعل السفير الإسباني افترض أنها تطلب أمراً إدّا عندما سألته حتى يركع بجوارها ويطلب الهداية من الله. وشعرت بأن لها رسالة مقدسة تستعيد بها العقيدة التي أصبحت عزيزة عليها لأنها قاسم من أجلها. وبعثت برسول إلى البابا تطلب منه حتى يحمل التحريم الذي فرضه على إقامة الصلوات بإنجلترا، ولكن عندما أبدى الكاردينال بول رغبته في الحضور إلى إنجلترا قاصداً رسولياً، اتفقت مع شارل على حتى الوقت لم يحن بعد للقيام بهذه الحركة الجريئة.

أزمة الخلافة

تخريجه للخلافة

In his "devise for the succession", Edward passed over his sisters' claims to the throne in favour of Lady Jane Grey. In the fourth line, he altered "L Janes heires masles" to "L Jane and her heires masles".

ولم يكن المجلس النيابي الذي اجتمع فيخمسة أكتوبر سنة 1553 مجدياً بالمرة. فقد وافق على إلغاء جميع تشريع يتعلق بالدين، صدر في عهد إدوارد، وخفض العقوبات المنصوص عليها في قوانين هنري الثامن وإدوارد السادس إلى ما كانت عليه من قبل. وأبلغ الملكة في تلطف حتى "عدم شرعية النسب المتعلقة بشخصكِ الأمثل" قد ألغي وأنها لم تعد ابنة سفاح، ولكنه أبى حتى ينظر في إعادة أملاك الكنيسة إليها وقاوم أي تلميح إلى حتى سيادة البابا يجب حتى يعترف بها، وهجر هذا ماري رئيسة للكنيسة الإنجليزية رغم أنفها. وبمقتضى هذه السلطة المخولة لها استبدلت بالأساقفة البروتستانت الأساقفة الكاثوليك الذين كانوا قد أقصوا عن مناصبهم، وعاد بونر أسقفاً للندن وجاردنر أسقفاً لونشستر ومشيراً مقرباً للتاج. وطرد القساوسة المتزوجون من أبرشياتهم. وسمح بإقامة القداس مرة أخرى ثم شجع، (ويقول مؤرخ بروتستانتي): "إن اللهفة التي أبدتها البلاد في الإفادة بوجه عام من الإذن بإعادة الشعيرة الكاثوليكية تدل بلا شك على حتى الشعور العام كان مع الملكة فيما عدا لندن وبضع مُدن كبيرة". وأعيدت العبادة الكاثوليكية إلى ما كانت عليه تماماً بمقتضى مرسوم صدر في أربعة مارس سنة 1554. وعدت الهرطقات الأخرى غير شرعية وحرم جميع وعظ بروتستانتي أونشرة بروتستانتية.

Lady Jane Grey, who was proclaimed queen four days after Edward's death

وكان انزعاج الأمة بعودة التذبذب اللاهوتي أقل كثيراً من انزعاجها بخطط زواج ماري. كانت تخشى الزواج من الناحية الدستورية، ولكنها قابلت المحنة أملاً في حتى تنجب وريثاً يحول دون ارتقاء اليزابث البروتستانتية العرش. وادعت ماري أنها عذراء، والراجح أنها كانت كذلك، ولعلها لوكانت قد أثمت هونا ما لكانت أقل كآبة وتوتراً ويقيناً. وأوصى مجلسها باختيار إدوارد كورتاني حفيد إدوارد الرابع، ولكن طرق عيشه المتبذلة لم تصادف هوى في نفس ماري، وعندما رفضته دبر حتى يتزوج اليزابث، ويخلع ماري ويولي اليزابث على العرش ويحكم إنجلترا عن طريقها- ولم يحلم قط بضآلة فرصته في السيطرة على تلك السيدة المسترجلة. وعرض شارل الخامس على ماري الزواج من ابنه فيليب الذي كان يوشك حتى يوصى له بكل شيء سوى اللقب الإمبراطوري، وتعهد بتقديم الأراضي المنخفضة لأي ولدقد يكون ثمرة لهذا الزواج. وتهللت ماري عندما خطر لها حتى زوجها سيكون حاكماً لإسبانيا والفلاندرز وهولندة ونابلي والأمريكتين، وتدفقت دماؤها نصف الأسبانيّة ساخنة في عروقها وهي تتسقط إنشاء اتحاد سياسي وديني بين إنجلترا وإسبانيا. وأشارت في الواضح إلى حتى سنها الأكبر- أكبر من فيليب بعشر سنوات- تقف عائقاً، وخشيت ألا تكفي مفاتنها الذابلة لإرضاء حيويته وشبابه أوخياله، إنها لم تكن واثقة أنها يفترض أن تعهد كيف من الممكن أن تطارحه الغرام. وكان فيليب من ناحيته يشعر بالنفور فقد أبلغه وكلاؤه الإنجليز حتى ماري كانت "قديسة كاملة" وأنها ترتدي ملابس قبيحة، أفلا يمكن حتى يوجد شيء أكثر إغراء بين الأسر المالكة في أوربا،يا ترى؟ وأقنعه شارل بالإشارة إلى حتى الزواج يفترض أن يتيح لأسبانيا حليفاً قوياً ضد فرنسا وعوناً ثميناً في الأراضي المنخفضة التي كانت مرتبطة تجارياً بإنجلترا. ولعل البروتستانتية في ألمانيا يمكن قمعها بعمل موحد من أسبانيا وفرنسا وإنجلترا باعتبارها دولاً كاثوليكية؛ ثم إذا المصاهرة بين آل هابسبورج وآل تيودور يؤلف قوة قادرة على منح أوربا الغربية سلاماً إجبارياً يدوم جيلاً.

وأدرك مجلس الملكة والشعب الإنجليزي قوة هذه الاعتبارات ولكنهم خشوا حتى يؤدي الزواج إلى تحويل إنجلترا إلى بلد تابع لإسبانيا ويورط إنجلترا في الحروب المتكررة مع فرنسا. وقابل شارل الموقف بإجراء مضاد عرض باسم ابنه عقد زواج بمقتضاه لا يحمل فيليب لقب ملك إنجلترا إلا في حياة ماري ولها حتى تحتفظ وحدها بالسلطة الملكية الكاملة على الشئون الإنجليزية ولها حتى تشارك فيليب بجميع ألقابه، وإذا توفي دون كارلوس (ابن فيليب من زواج سابق) دون حتى يعقب ذرية ترث ماري أوابنها الإمبراطوريّة الأسبانيّة وعلاوة على هذا أضاف الإمبراطور الداهية حتى لماري الحق في حتى تتلقى مدى الحياة 60.000 جنيه من الموارد الإمبراطوريّة، وبدا هذا كله عرضاً سخياً جداً، وصدق المجلس الإنجليزي على الزواج مع تعديلات يسيرة في النصوص.

وأخذت ماري، على الرغم من حيائها المتواضع تتطلع في لهفة إلى المستقبل، فكم طال انتظارها لعاشق!

ولكن الشعب الإنجليزي استاء من اختيارها، فالأقلية البروتستانتية التي كانت تصبر على الاضطهاد، آملة في حتى تخلف اليزابث قريباً ماري العاقر الضعيفة خشيت على حياتها إذا وقفت قوة أسبانيا بجانب ماري في إعادة الكاثوليكية بالقوة، وارتجف النبلاء الذين اغتنوا بضم الأملاك الكنسية عندما خطر لهم أنهم يفترض أن يخرجون ما في بطونهم. بل إذا الإنجليز الكاثوليك اعترضوا على وضع أجنبي قاس على العرش. وهوولا شك يفترض أن يستخدم إنجلترا لتحقيق أغراضه الأجنبية. وارتفعت أصوات الاحتجاج من جميع مكان في البلاد، وسرى الذعر في مدينة بلايماوث، فطلبت من ملك فرنسا حتى يضعها تحت حمايته. ووضع أربعة نبلاء خططا لثورة تبدأ في 18 مارس سنة 1554، فكان على الدوق أف سفولك (والد جين جراي الذي صدر العفوعنه) حتى يحدث ثورة في وارويكشاير وعلى سير جيمس كروفت حتى يتزعم مستأجريه الولزيين، وعلى سير بيتر كاروحتى يثير ديفونشاير، وعلى سير توماس ويات الصغير حتى يقود ثورة في كنت. وكان ويات الكبير- الشاعر- قد استولى على مجموعة من أراضي الكنيسة- كره ابنه حتى يسلمها. وأخطأ المتآمرون بأن أسروا بخططهم لكورتناي، وكانت مهمته تنحصر في ضمان اشتراك اليزابث معهم، وكان الأسقف جاردنر يراقب كورتناي باعتباره خاطباً منبوذاً لماري يتلهف على الانتقام، فأمر بالقبض عليه، وأفشى كورتناي أسرار المؤامرة، بتأثير التعذيب على الأرجح.

وآثار المتآمرون حتى يلاقوا حتفهم في المعركة بدلاً من المقصلة فخفوا سريعاً إلى الأسلحة واشتعلت نيران الثورة في أربعة أقطار في الحال (فبراير سنة 1554) وقاد ويات جيشاً قوامه 7000 رجل وزحف نحولندن، وبعث بنداء إلى جميع المواطنين حتى يمنعوا إنجلترا من حتى تصبح إقطاعية لإسبانيا، وبدأ الجانب البروتستانتي من أهالي لندن في وضع خطة لفتح الأبواب لويات، وتردد مجلس الملكة في حتى يرتبط بشيء، ولم يحشد جندياً واحداً للدفاع عنها، ولم تستطع ماري حتى تدرك لما ترفض البلاد التي رحبت كثيراً بارتقائها العرش حتى تتمتع بالسعادة وتحقيق أمانيها التي حلمت بها طوال سنوات التعاسة الكثيرة. وإذا لم تمسك بزمام الأمور في يديها بعزم غير عادي فإن حكمها وحياتها يفترض أن ينتهيان وشيكاً. ولكنها مضىت بنفسها إلى جلدهول وقابلت اجتماعاً ثائراً كان يتباحث إلى أي جانب ينحاز. ونطقت للجميع إنها على استعداد تام لأن تتخلى عن فكرة الزواج الإسباني إذا كانت هذه رغبة العموم، ونطقت حقاً "إني على استعداد لأن أمسك عن الزواج طوال حياتي" ولكنها لن تسمح في الوقت نفسه حتى يتحول موضع الخلاف إلى "عباءة إسبانية" لثورة سياسية. ونطقت: "إني لا أستطيع حتى أقول كيف من الممكن أن تحب الأم طفلها بفطرتها لأني لم أكن يوماً أماً، ولكن لا ريب أنه إذا كانت الملكة يمكن حتى تحب رعاياها حباً طبيعياً وحاراً كما تحب الأم طفلها، فإني أؤكد أني باعتباري سيدتكم ومولاتكم، أحبكم حباً حاراً رقيقاً وأعطف عليكم". وقوبلت حدثاتها وروحها بتصفيق حار، وتعهد الجميع بتأييدها. واستطاع وكلاء الحكومة، في يوم تقريباً، حتى يحشدوا 25.000 رجل مسلح وقبض على سفولك وفر كروفت وكاريوإلى مخبأ. أما ويات فقد قاد، بعد حتى تخلى عنه زملاؤه على هذا النحو، قوة صغيرة قاتل بها في شوارع لندن، وشق طريقه تقريباً إلى قصر الملكة في هويتهول... وتوسل الحراس إلى ماري حتى تهرب، ولكنها رفضت وأخيراً غلب رجال ويات على أمرهم فاستسلم بعد حتى وهن منه الجسد والروح وأخذ إلى سجن البرج وتنسمت ماري عبير الأمان مرة أخرى ولكنها لم تعد قط الملكة الرقيقة.


أسلافه

شجرة العائلة

 
 
 
John Seymour
d. 1536
 
Margery Wentworth
d. 1550
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
King of England
1457–1509
 
Elizabeth of York
1466–1503
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Edward Seymour
d. 1552
 
Thomas Seymour
d. 1549
 
Jane Seymour
d. 1537
 
 
 
 
 
 
King of England
1491–1547
 
 
 
Margaret
1489–1541
 
Mary
1496–1533
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
King of England
1537–1553
 
of England
1519–1558
 
Queen of England
1533–1603
 
King of Scots
1512–1542
 
Frances Brandon
1517–1559
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Queen of Scots
1542–1587
 
Jane Grey
1537–1554
 
 
 
 
 

النسل

طالع أيضاً

  • التصويرات الثقافية لإدوارد السادس من إنگلترة

الهامش

  1. ^ Henry VIII had replaced the style "Lord of Ireland" with "King of Ireland" in 1541; Edward also maintained the English claim to the French throne but did not rule France. See Scarisbrick 1971, pp. 548–49, and Lydon 1998, p. 119.
  2. ^ Foister 2006, p. 100
  3. ^ Strong 1969, p. 92; Hearn 1995, p. 50.
  4. ^ هذه المنمنمة، كانت تُنسب سابقاً إلى هانز هولباين الأصغر وواحدة من عدة نسخ مشتقة من نفس النمط، يُعتقد الآن أنها من المحتمل حتى تكون بريشة أحد أتباع وليام سكروتس. الكتابة في الخلفية تعطي عمر السادسة لإدوارد، إلا حتى ذلك محل شك بعد أخذ آشعة سينية لما تحت الرسم. انظر Strong 1969, pp. 92–93، وRowlands 1985, pp. 235–36.
  5. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  6. ^ Aston 1993; Loach 1999, p. 187; Hearn 1995, pp. 75–76
  7. ^ MacCulloch 2002, pp. 21–25, 107

المراجع

  • Alford, Stephen (2002), Kingship and Politics in the Reign of Edward VI, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-03971-1 .
  • Aston, Margaret (1993), The King's Bedpost: Reformation and Iconography in a Tudor Group Portrait, Cambridge: Cambridge University Press, ISBN 0-521-48457-X .
  • Brigden, Susan (2000), New Worlds, Lost Worlds: The Rule of the Tudors, 1485–1603, London: Allen Lane/Penguin, ISBN 0-7139-9067-8 .
  • Davis, Catharine (2002), A Religion of the Word: The Defence of the Reformation in the Reign of Edward VI, Manchester: Manchester University Press, ISBN 978-0-7190-5730-4 .
  • Dickens, A. G. (1967), The English Reformation, London: Fontana, ISBN 0-00-686115-6 .
  • Elton, G. R. (1962), England Under the Tudors, London: Methuen, OCLC 154186398 .
  • Elton, G. R. (1977), Reform and Reformation, London: Edward Arnold, ISBN 0-7131-5953-7 .
  • Erickson, Carolly (1978), Bloody Mary, New York: Doubleday, ISBN 0-385-11663-2 .
  • Foister, Susan (2006), Holbein in England, London: Tate Publishing, ISBN 1-85437-645-4 .
  • Guy, John (1988), Tudor England, Oxford: Oxford University Press, ISBN 0-19-285213-2 .
  • Haigh, Christopher (1993), English Reformations: Religion, Politics and Society Under the Tudors, Oxford: Oxford University Press, ISBN 978-0-19-822162-3 .
  • Hearn, Karen (1995), Dynasties: Painting in Tudor and Jacobean England 1530–1630, New York: Rizzoli, ISBN 0-8478-1940-X .
  • Hoak, Dale (1980), "Rehabilitating the Duke of Northumberland: Politics and Political Control, 1549–53", in Loach, Jennifer; Tittler, Robert, The Mid-Tudor Polity c. 1540–1560, London: Macmillan, pp. 29–51, ISBN 0-333-24528-8 .
  • Ives, Eric (2009), Lady Jane Grey. A Tudor Mystery, Chichester, West Sussex: Wiley-Blackwell, ISBN 978-1-4051-9413-6 .
  • Jordan, W. K. (1966), The Chronicle and Political Papers of King Edward VI, London: George Allen & Unwin 
  • Jordan, W. K. (1970), Edward VI: The Threshold of Power. The Dominance of the Duke of Northumberland, London: George Allen & Unwin, ISBN 0-04-942083-6 .
  • Jordan, W. K. (1968), Edward VI: The Young King. The Protectorship of the Duke of Somerset, London: George Allen & Unwin, OCLC 40403 .
  • Loach, Jennifer (1999), Bernard, George; Williams, Penry, eds., Edward VI, New Haven, CT: Yale University Press, ISBN 0-300-07992-3 .
  • Loades, David (2004), Intrigue and Treason: The Tudor Court, 1547–1558, London: Pearson Longman, ISBN 0-582-77226-5 
  • Loades, David (1996), John Dudley Duke of Northumberland 1504–1553, Oxford: Clarendon Press, ISBN 0-19-820193-1 .
  • Lydon, James (1998), The Making of Ireland: A History, London: Routledge, ISBN 978-0-415-01347-5 .
  • MacCulloch, Diarmaid (2002), The Boy King: Edward VI and the Protestant Reformation, Berkeley: University of California Press, ISBN 0-520-23402-2 .
  • MacCulloch, Diarmaid (1996), Thomas Cranmer, New Haven, CT: Yale University Press, ISBN 0-300-07448-4 .
  • Mackie, J. D. (1952), The Earlier Tudors, 1485–1558, Oxford: Clarendon Press, OCLC 186603282 .
  • Richardson, R. E. (2007), Mistress Blanche, Queen Elizabeth I's Confidante, Logaston Press, ISBN 978-1-904396-86-4 .
  • Rowlands, John (1985), Holbein: The Paintings of Hans Holbein the Younger, Boston: David R. Godine, ISBN 0-87923-578-0 .
  • Scarisbrick, J. J. (1971), Henry VIII, London: Penguin, ISBN 0-14-021318-X .
  • Skidmore, Chris (2007), Edward VI: The Lost King of England, London: Weidenfeld & Nicolson, ISBN 978-0-297-84649-9 .
  • Somerset, Anne (1997), Elizabeth I, London: Phoenix, ISBN 1-84212-624-5 .
  • Starkey, David (2001), Elizabeth. Apprenticeship, London: Vintage, ISBN 0-09-928657-2 .
  • Starkey, David (2004), Six Wives: The Queens of Henry VIII, London: Vintage, ISBN 0-09-943724-4 .
  • Starkey, David (2002), The Reign of Henry VIII, London: Vintage, ISBN 0-09-944510-7 .
  • Strong, Roy (1969), Tudor and Jacobean Portraits, London: HMSO, OCLC 71370718 .
  • Tittler, Robert (1991), The Reign of Mary I, London: Longman, ISBN 0-582-06107-5 .
  • Wormald, Jenny (2001), Mary, Queen of Scots: Politics, Passion and a Kingdom Lost, London: Tauris Parke, ISBN 1-86064-588-7 .

للاستزادة

  • Bush, M. L. (1975), The Government Policy of Protector Somerset, London: Edward Arnold, OCLC 60005549 .
  • Hoak, Dale (1976), The King's Council in the Reign of Edward VI, New York: Cambridge University Press, ISBN 0-521-20866-1 .
  • Jordan, W. K., ed. (1966), The Chronicle and Political Papers of Edward VI, Ithaca, NY: Folger Shakespeare Library/Cornell University Press, OCLC 398375 .
  • Pollard, A. F. (1900), England Under Protector Somerset, London: K. Paul, Trench, Trübner, OCLC 4244810 .

وصلات خارجية

Wikisource has original works written by or about:
Edward VI of England
  • Tytler, Patrick Fraser (1839), England under the Reigns of Edward VI and Mary, I, London: Richard Bentley, http://books.google.com/?id=414JAAAAIAAJ, retrieved on 17 August 2008 
  • Tytler, Patrick Fraser (1839), England under the Reigns of Edward VI and Mary, II, London: Richard Bentley, http://books.google.com/?id=tl4JAAAAIAAJ, retrieved on 17 August 2008 
  • Archival material relating to إدوارد السادس من إنگلترة listed at the UK National Register of Archives
  • پورتريهات King Edward VI في معرض الپورتريه الوطني، لندن
إدوارد السادس من إنگلترة
أسرة تيودور
وُلِد: 12 أكتوبر 1537 توفي:ستة يوليو1553
ألقاب ملكية
سبقه
هنري الثامن
ملك إنگلترة وإيرلندة
28 يناير 1547 –ستة يوليو1553
تبعه
جان (محل نزاع)
or
ماري الأولى
نبيل إنگليزي
شاغر أمير ويلز
1537–1547
شاغر
شاغر دوق كورنوال
1537–1547


تاريخ النشر: 2020-06-06 14:30:52
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, مقالات مميزة, إدوارد السادس من إنگلترة, مواليد 1537, وفيات 1553, ملوك إنگليز, إنگليز من أصل ويلزي, أنجال هنري الثامن من إنگلترة, إنگليز مطالبون بالعرش الفرنسي, مؤسسو مدارس وكليات إنگليزية, أمراء ويلز, أشخاص من ريتشموند، لندن, مدفونون في كنيسة وستمنستر, حكام توفو أطفال, دوقات كورنوال, Christ's Hospital, ملوك پروتستانت, وفيات بالسل, The Rough Wooing, پورتريه هانز هوليبين الأصغر, Knights of the Order of Saint Michael, جان سيمور, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المغرب ضيف شرف مهرجان السينما الإفريقية الدولي بمونريال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:24:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

7000 سلة غذائية صدقة عن شهداء الواجب

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:12
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

مؤتمر عالمي ناجح

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:20
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 38%

كأس العالم 1986 بطولة مارادونا بلا منازع

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:25
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 50%

الإتحاد الغامبي يخرج عن صمته ويكشف حقيقة مقتل الحكم غاساما

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

ليبيا: إنقاذ 125 مهاجرًا غير شرعي وانتشال 11 جثة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

60 ممرا لتفويج زوار المسجد النبوي

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:13
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

400 حافلة بمواصفات عالمية في مكة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:15
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 49%

مجلس عبداللطيف الجبر يستقبل شهر رمضان بـ «زوار الخير»

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 39%

إيواء الإرهابيين ينقلب ضد ملاذاتهم الآمنة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:34
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

ابتهال وتضرع إلى الله

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:10
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

صيانة يومية لثوب الكعبة المشرفة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:14
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

«مجلس الرماح» يعزز الروابط الأخوية في الشهر الفضيل

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:19
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

إعلام أمريكي يحذر بايدن من تشجيع نظام إيران المستبد

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:35
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

تكريم 9 خطباء تعاونوا خلال الجائحة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:38
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

قران

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

المغرب ضيف شرف مهرجان السينما الإفريقية الدولي بمونريال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:59
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

عمل الجبيل ينجز 14 مبادرة خلال 2022

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:37
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

بانيغاسحر التانغو المفقود!

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:23:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

تعزيز استخدام إنترنت الأشياء يدعم نمو القطاعات الاقتصادية

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:21
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 49%

النفط ينهي تعاملات الأسبوع على تراجع

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-03 03:25:22
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 45%

تحميل تطبيق المنصة العربية