علاء الخواجة، هورجل أعمال أردني من أصول فلسطينية.

سيرته

لا يعهد الكثير عن حياته علاء الخواجة. قبل عام 2016 كانت معظم المعلومات المتعلقة به تدور في عالم الفن والنجوم بسبب زقابل من فنانتين مصريتين صديقتين، هما إسعاد يونس وشريهان، قبل حتى يُقنع سيدة لبانية بالطلاق من زوجها رجل الأعمال البيروتي، لتصبح زوجته الثالثة والحالية.

مع احتجاز سعد الحريري في الرياض في عام 2017، وإجباره على تقديم استنطقته، ظهرت بعض الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية التي ساهمت في عودته لبلده ومنصبه كرئيساً لوزراء لبنان. في هذه اللحظة السياسية، بدأ يسطع إسم علاء الخواجة. وهومسار كان قد بدأ غداة إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وعودة سعد الحريري إلى السرايا الكبير في نهاية 2016.

في البداية، قيل إذا هذا الرجل مكلف من الديوان الملكي السعودي بالوصاية المالية على الحريري، ربطاً بحادثة الريتز وإسترجاع أموال من شخصيات سعودية، بينها الحريري، وصولاً إلى إفلاس امبراطورية سعودي أوجيه.

منذ تلك الفترة، بدأ الخواجة يتحرك ضمن دائرة ضيقة من رجال الأعمال والسياسيين والصحافيين وأهل المجتمع. وحتماً لن يفصح الرجل عن هوياته، الفلسطينية، الأردنية، المصرية، اللبنانية وعلاقاته المتشعبة في أربع جهات الأرض.

تربط الخواجة صداقات قوية معطوفة على منظومة مصالح متصلة بالنظام في زمن حسني مبارك، نساء وفن ونجوم وسياسة، المحصلة هي الفوز بأرشيف مصر الفني، السينمائي، التلفزيوني، الموسيقي، وإنشاء شركة لهذه الغاية، مع صديقه أحمد نجل محمد حسنين هيكل. لاحقاً، أمكن للشركة، بيع هذا الأرشيف الضخم إلى الأمير الوليد بن طلال (روتانا). مع هذه الصفقة، حقق الخواجة وشركاؤه ثروة كبيرة، ولوحتى الأمر إستدعى حمل نادىوى من متضررين وإندلاع سجالات، أخرجت، في حينه، إسم علاء الخواجة إلى العلن في الصحافة المصرية.

في لحظة ما، قررت منظمة التحرير الفلسطينية إستبدال محمد رشيد هجرماني حامل محفظة وإستثمارات ياسر عهدات من عضوية مجلس إدارة أوراسكوم للإتصالات بعلاء الخواجة، قبل حتى يؤول أمر هذه الشركة المصرية كلها إلى المليونير اليهودي الروسي ميخائيل فريدمان. إختفى إسم الخواجة، كما هجرماني، وكأنهما لم يمرا على مجلس إدارة اوراسكوم التي إرتبط إسمها بإسم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي تدير شركته حالياً شركة ألفا اللبنانية.

وإذا كانت شخصية الخواجة المصرية إرتبطت بفن وفنانين، إلا أنها كانت وثيقة الصلة برجال أعمال من صنف آل مبارك وآل هيكل وآل ساويرس. ينسحب ذلك على شخصياته الأخرى، ولوأنها إرتبطت أكثر بعالم الأعمال وتراجع حضوره بين نجوم الفن. علاقة وطيدة بالملك الأردني عبد الله الثاني ورجالات النظام والديوان ولا بأس من محفظة أعمال صغيرة في عمان.

حسب رجل أعمال مصري، "إرتبط بدخوله في شراكة مع أحد رجال الأعمال العراقيين في زمن صدام حسين، أفضت إلى خلافات وإنسحابه وهجر علامات إستفهام حول حقيقة نظرة الأميركيين إليه".

ولأن لبنان منصة سياسية-إعلامية-إستخباراتية، لم يكن مرور علاء الخواجة فيه، بالكيفية التي يشتهيها دوماً. رجال سياسة يصوبون عليه من أجل الفوز بوريقة صغيرة من دفتر شيكاته. مؤسسات إعلامية تنال مبتغاها لقاء مطلب صغير لا بل متواضع جدا: لا تذكروا إسمي نهائياً، لا مدحاً ولا هاتى. المطلوب فقط إهمال سيرتي، وليقل هذا وذاك ما يريد. لست محتاجاً لمن يدافع عني، كما ينقل عنه أحد الزملاء الإعلاميين.

قاعدة مضىية تعفي من يبرم تفاهماً شفهياً معه، في حتى يتحرر من الزجليات اللبنانية التي تلزم هذه المؤسسة أوتلك بكيل المديح لهذا المتمول (السياسي أوغير السياسي) أوذاك. يساعده في حماية هذه الصياغات، فريق قانوني محترف، خصوصا وأن الخواجة يشكل ركيزة في منظومة، يظهر حتى أحد أساساتها هجريب الطرابيش في هذا المشروع أوذاك. إذا أصاب المشروع يربح، وإذا كان مهددا ينسحب بهدوء شديد.

إستفاد علاء الخواجة في الفترة الأولى من منظومة علاقات حريرية أبرزها مع نادر الحريري (إستمرت العلاقة بينهما حتى من بعد إبعاد مستشار ومدير مخط رئيس الحكومة السابق، وهما يلتقيان في أغلب الأحيان في العاصمة الفرنسية). إتخذت ترجمة الوصاية على سعد الحريري أشكالاً عدة من الشراكة، منها شراء حصة أيمن رفيق الحريري في مجموعة البنك المتوسط بمبلغ قدره 1.267 مليار دولار، مع حق الإدارة والتوقيع والتطهير والتوظيف. لدى تدقيق أحد المصرفيين، يتبين له أنه من أصل هذه الحصة، "هناك حوالي 75 في المئة منها لشركاء آخرين بينهم الأخوان تيدي وريمون رحمة". الأخيران ملاحقان من الأميركيين ومهددان بأن يصبحا على لائحة "اوفاك"، وهوأمر يطرح علامات إستفهام حول جميع شراكاتهما وشركاتهما ومشاريعهما (ومنها معمل دير عمار في شمال لبنان، الذي سقط عقده قبل سنة ونصف تقريبا وما يزال حبرا على ورق، على سبيل المثال لا الحصر).

والمعروف حتى الخواجة بإستحواذه على 42.24 في المئة من بنك المتوسط، تكون باقي الحصص موزعة كالآتي: 42.24 في المئة لسعد الحريري، ولها شروطها مع علاء الخواجة، والباقي (15.52 في المئة) للسيدة نازك الحريري.

ويشترط الخواجة على الحريري حتى يسدد هووجماعته القروض التي فازوا بها من "المتوسط" في عز "ثورة الأرز"، ومن أبرز هؤلاء "رئيس وزراء سابق يرفض حتى الآن تسديد قرضه الذي يقدر بعشرات ملايين الدولارات، بينما سارع مؤخرا فريد مكاري (نائب رئيس مجلس النواب السابق) إلى تسديد قرضه البالغ حوالي ثلاثين مليون دولار، بعد تسييل أحد عقاراته خارج لبنان مؤخراً"، يقول أحد العاملين في بنك المتوسط.

وبينما يتجه الخواجة، حسب المصدر نفسه، إلى حمل دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الأسبق، فإنه تفاهم مع رئيس الوزراء الحالي على جدولة ديونه للمصرف تحت طائلة إما وضع يده على حصة حريرية جديدة في "المتوسط" أووضع المصرف يده على بعض العقارات التي يملكها سعد الحريري ومنها "بيت الوسط".

وللخواجة حصة في الإعلام الأزرق، ولومن نافذة الإقفال القسري لتلفزيون المستقبل. هنا، تبدوالقضية ملتبسة. لا يخفي الرجل وجهة نظره، وهي أقرب ما تكون إلى وجهة نظر آخرين في الفريق الحريري. كان ينبغي على سعد الحريري إقفال الشاشة الزرقاء وإغلاق جريدة المستقبل وإذاعة الشرق ومواقع المستقبل الإلكترونية فور عودته إلى لبنان، بعد غيبته الطويلة عن بيروت وتراكم الديون (رواتب مؤجلة للموظفين والمتعاقدين وتعويضات لا تدفع لمن صرفوا وإشتراكات متراكمة للضمان). هذا الأمر الواقع، وهونتاج تأجيل إتخاذ القرارات ترافق مع إرتفاع ديون الحريري في جميع القطاعات، ما جعله يرهن معظم عقاراته وعقارات المستقبل، تيارا ومؤسسات إلى بنك ميد.

ووفق الإتفاق بين الحريري والخواجة، فإن الأول، سيبلغ التيار الأزرق حتى النسخة الجديدة لتلفزيون المستقبل الإخباري، بفريق مصغر وبتقشف إداري وبرامجي، لنقد يكون هوالمسؤول عنها، بل ستكون في عهدة علاء الخواجة بالكامل. الهدف هوحتى يحرر الحريري نفسه من فكرة التوظيف السياسي، خصوصا وأن حجم المطالب والتدخلات، حتى من داخل البيت الحريري (العمة بهية وأحمد الحريري ونازك الحريري إلخ..)، "كبير جدا ويتسبب بوجع رأس".

بطبيعة الحال، لم تتوقف أعمال الخواجة على لبنان، ومنها مشروع الطاقة بالرياح في عكار، دير عمار، سوليدير، بنك المتوسط، "مشروع القمم"، وهومشروع يهدف إلى إقامة مجمعات سياحية شبيهة بفقرا والزعرور والأرز في عدد من المرتفعات الجبلية الممتدة من الشمال إلى الجنوب. ثمة أعمال أخرى في بلدان أخرى، عربية وأجنبية.

وإذا سئل الخواجة من القريبين أوالبعيدين،قد يكون جوابه واحد: لست رفيق الحريري الجديد، ولا طموحات سياسية عندي، أنا فقط من جماعة "الأعمال". يوحي رجل الأعمال المتعدد الجنسيات بكرهه للسياسة والسياسيين، من لبنان إلى آخر زاوية في الكون.

الأكيد أنه يستطيع تدوير السياسة في خدمة الأعمال من خلال منظومة علاقات سياسية، بحيث لا تهمل الأرباح أحدا. هل يمكن تسميتها بغير "منظومة حماية وفساد وإفساد"،يا ترى؟ منظومة تعطي دفعا للسياسة. تفاهمات على الأعمال في باريس تؤدي إلى تسريع ولادة حكومة سعد الحريري بعد شهور طويلة من التكليف والإنتظار. منظومة تتمدد وتجعل الخواجة يطل على باريس من خلال إستحواذه سابقا على "أوجيه انترناشيونال" الفرنسية، فيكون أحد أبرز رجال الأعمال العرب المنخرطين في أعمال مصرفية ونشاطات تمويلية وعقارية وفندقية، كما في مجال التيليكوم والطاقة.

تطرح ظاهرة علاء الخواجة أسئلة لبنانية، خصوصا وأن لبنان عهد هكذا نماذج في الماضي القريب، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، روجيه تمرز، الرجل الذي يوحي بحدثاته وملامحه، أنه عائد للتومن إحدى صفحات التاريخ، لكن بفارق حتى تمرز كان يمني نفسه بأدوار سياسية من رئاسة الجمهورية إلى اللعب على خط تماس الدول.

تطرح هذه الظاهرة إشكالية تكاد تخنق الواقع اللبناني بأسره: تاريخيا، هناك أكثر من سلطة في لبنان. سلطة الدولة. سلطة الأمن. سلطة الإعلام. سلطة المال والمصارف إلخ...

حياته الشخصية

علاء الخواجة متزوج من الفنان المصرية إسعاد يونس، وأنجب منها:

• نورهان.
• عمر.

وزوجته الثانية هي الفنانة المصرية شريهان، وأنجب منها:

• لولوة.
• تالية القرآن.

وزوجته الثالثة هي سيدة لبنانية.

المصادر