اونوريه دى بلزاك

عودة للموسوعة

اونوريه دى بلزاك

اونوريه دى بلزاك
أونوريه دي بلزاك
الأدب الفرنسي
بالتصنيف
تاريخ الأدب الفرنسي

العصور الوسطى
القرن السادس عشر - القرن السابع عشر
القرن الثامن عشر -القرن التاسع عشر
القرن العشرون - المعاصر

كتـّاب الفرنسية

قائمة زمنية
كتـّاب حسب تصنيفهم
روائيون - كتاب مسرحيات
شعراء - كتاب منطقات
كتاب السيرة القصيرة

بوابة فرنسا
بوابة الأدب
     

اونوريه دي بلزاك Honoré de Balzac (و. 20 مايو1799 - 18 أغسطس 1850) روائي فرنسي، يعتبر مع فلوبير، مؤسسا الواقعية في الأدب الأوروبي. انتاجه الغزير من الروايات والقصص، يسمى في مجموعه الكوميديا الإنسانية Comédie humaine، كان بمثابة بانوراما للمجتمع الفرنسي في فترة الترميم (1815-1830) وملكية يوليو(1830-1848).

خمسون سنة هي عمر اونوريه دي بلزاك، حاول خلالها حتى يجمع المال وأن يبني القصور، لكن جميع تجاراته كسدت وكل مشاريعه أفلست، فحاصرته الضوائق والمآزق المالية، وحين جرب حظه مع الأدب لم يفكر انه سيصبح أديبا عالميا خالدا، وإنما كان مبتغاه حتى يستميل قلوب النساء المتأدبات الناضجات اللواتي جبل على الشغف بهن، لكن الحب أيضا ظل كالمال، يتأبى عليه ويبدي الحرد، وظل هويطارد أشباحه دون حتى يمسك بها، وفي سبيلها يراكم الروايات، وقصصه تترى تباعا، حتى ابتكر دون حتى يشعر هرما هائلا من فنون القص والسرد، جعله في طليعة رواد الرواية الواقعية والجديدة.

والإضاءة التالية تسعى لتتبع سيرة هذا المبدع الذي احتفلت فرنسا هذا العام بمرور مائتي سنة على مولده، وإن كانت ـ أثناء حياته ـ تجهمت في وجهه، وأغلقت جميع أبواب الرزق أمامه، وحرمته عضوية الأكاديمية، فدخل محبطا ـ كمعظم أبطاله ـ في سرداب مظلم من سراديب الأدب، وكان ذلك آخر العهد به.

ولد أونوريه دي بلزاك يوم 20 مايو1799م في مدينة تور الفرنسية، من أب هوبرنار بليسا الذي غير اسمه، بمحض إرادته إلى بلزاك، وكان محرر ضبط عدليا، على قدر من التنوير، وأمه آن شارلوت سالمبييه امرأة فظة جافة عهدت ببرود علاقتها مع أبنائها، ولهذه العائلة المتوسطة الحال، ولدت بعده بسنة 1800م شقيقته لور التي ستصبح أيضا أديبة رفيعة مثل أخيها، وإن لم تصب قدرا كبيرا من الشهرة.

وفي سنة 1813م اضطر بلزاك لبتر دراسته بثانوية فاندوم مؤقتا نتيجة مصاعب عقلية، إلا انه استكملها بعد حتى عاد لطوره 1816 وظهرت تباشير ملكته الأدبية مبكرا حيث بدأ في سن العشرين يخط ـ مع أصدقاء ـ قصصا بأسماء مستعارة، كان من أبرزها تراجيديا لم يتمكن من نشرها هي "كرومويل" 1820م، وأخرى لم يستكمل مخطوطتها بعنوان "ستيني" وأتبعهما سنة 1822م بأعمال أكثر نضجا ولكنها لا تخلومن غثاثة مثل "وريثة بيراج" و"جان لويس" ثم "المئوية" و"كاهن الأردين" وعلى هذا النحوالمتسارع تتالت أعماله بقوة وسرعة عجيبتين رغم حداثة سنه، فاتىت "الجنية الأخيرة" و"آنيت والمجرم" 1824 ثم "شفرة المستقيمين" وأعمال أخرى كثيرة، وهوما فتح أمامه أفق علاقة غير متكافئة مع بعض السيدات المتأدبات هن يزين مجالسهن به وينعشن التي أصبحت حديث العامة والخاصة، أما هوفيعتبرهن حبيبات له ويخط في سبيلهن الغزل، مثلما كانت بداية علاقته بالسيدة بيرني، التي دفعته الى المزيد من الكتابة، مع الهجريز على القصص خاصة لأنها تصادف هوى في نفسها، وكانت القصص والرواية وقتها في مسقط أدنى من الشعر وحتى النقد، إلا عند السيدات، ولغزارة إنتاجه أصبح أدباء عصره يتوسمون فيه أحد أمرين: أما أنه رجل مجنون عملا يركب رأسه الشيطان، وإما حتى روحا أدبية عبقرية تتقمصه وتسمح له بهذه الغزارة في الإنتاج، وقد أثبتت الأيام حتى الأمور كانت تؤكد هذا الاحتمال الأخير بامتياز.

نشر ومطابع

تمثال صدري لبلزاك، نحته أوجست رودان في متحف فيكتوريا وألبرت.

ومع حلول 1826 أصبح بلزاك ناشرا وصاحب مطابع إلا حتى هذه الصفة التي ينعم بها أي مؤلف مكثر يطمح للانتشار، لم تدم طويلا حيث اضطرته لم يلجم قلمه بل ظلت خطه ودراساته تصدر تباعا فنشر 1829م "الثوار الملكيون" وعمله "فيزيولوجيا الزواج" وشارك في كتابة مسلسلات نشرتها الصحف السياسية، ثم "مواجد في العراء" 1830م وهي نفس السنة التي نشر فيها "منزل القط المداهن" و"إكسير الخلود" في حين لم تأت السنة التالية إلا لتزيد ظاهرة التدفق الخلاق لأدب بلزاك إذ ظهرت فيها أيضا أعمال كثيرة منها "إهاب الحزن" و"العمل الخالد المجهول" ثم "روايات وقصص".

ومع مطلع 1832م ظهرت المجموعة الأولى من سلسلة "قصص فكاهة" وأتبعها بالجزء الثاني 1833 ثم برائعته "أوجيني جراندي" التي بلغ بها أوج شهرته وهذا ما جاز له بنشر أعمال أخرى وقد تحسنت أحواله المادية بالتالي، وهنا تعلق عاطفيا 1834 بالسيدة هانسكا، فنشر "تاريخ الثلاث عشر" و"البحث عن المطلق" ثم "الأب جوريو" و"ميلموث المتصالح" 1835م، وفي هذه الأثناء رأس تحرير مجلة "وقائع باريس" فعاودته المصاعب المالية والضوائق والديون، وزادت الأمور سوءا بعد موت ممولته السيدة دي برني، وقد اضطرته هذه الأوضاع مجتمعة إلى حتى ينشر روايته المميزة "العانس" مسلسلة في "لابريس" ابتداء من 23/10/1836م بدلا من إصدارها في كتاب كما جرت عادته أولنقل هوسه في النشر.

أما سنة 1837م فد شهدت ظهور عملين من أميز أعمال بلزاك هما "أوهام ضائعة" و"جمبارا" وأتبعهما بأعمال أخرى لا تقل أهمية مثل "المستخدمون" و"أبهة وبؤس البغايا" 1838م، ثم "بياكتريس" و"خوري القرية" و"أسرار الأميرة دي كادنيان" وكلها سنة 1839م، وحين عاد 1840 للنشر رئيس تحرير "للمجلة الباريسية" وعاود سياساته الإدارية الرعناء، انهالت عليه من حديث الضوائق المالية والديون واضطر للإقامة في باسي بعيدا عن باريس وهمومها المالية، وهوما جاز له بالتفرغ لآخر عام 1840م فنشر "الأمير البوهيمي" مسلسلة في الصحافة.

وعملا بمبدئه من حتى جميع سنة لابد لها من روايات ومجموعة خط حتى في أحلك الظروف نشر "المفهمة الموهومة" 1841، ثم "مذكرات الزوجتين الشابتين" 1842م و"قضية غامضة" 1843، و"بداية في الحياة" 1844، ثم "الكوميديا البشرية" وهي أشهر أعماله، كما نشر في نفس السنة دراسات تاريخية من أبرزها "حول التاريخ المعاصر" ودراسة أخرى عن حياة "كاترين دي مديشي" المنتمية الى عائلة مديشي الشهيرة في عصر النهضة الإيطالية، وابتداء من 1845م أصبحت عشيقته البولونية السيدة هانسكا تمارس تأثيرا متعاظما في حياته وتأخذه بمعيتها في أسفار طويلة، وإن لم يمنعه ذلك من إصدار خط بين الفينة والأخرى، أومن مناوشة بعض الكتاب بمنطقات يدافع بها عن أعماله كما وقع 1846م حين دافع عنها وعن عدم تعارضها مع الأخلاق العامة في "رسالة إلى هبوليت كاستيل" أوحين نشر "الكوميديون دون حتى يشعروا" مسلسلة أيضا 1846م.

وابتداء من 1847 أصبح معظم إقامته مع السيدة هانسكا بأوكرانيا، وقد تزوجها أخيرا 14 مارس 1850، أي قيل وفاته بفترة يسيرة، بعد حتى ظلت كالشبح يطاردها جميع هذه السنين، وكانت المفاجأة حين توفي أنوريه بلزاك يوم 18/8/1850م حتى المهتمين بأدبه عثروا على كم هائل من المخطوطات لأعمال مكتملة أوناسيرة تعد بالعشرات لم يتسر له نشرها في حياته وهوالذي اعتاد حتى يتحف قراءه جميع عام بعدة مجلدات وهنا تكشف النقاب عملا عن حقيقة هذا المحرر، ومعينه الدافق، ورأسه الذي يركبه الشيطان.

حياة ملفتة كانت حياة بلزاك في حد ذاتها لغزا عجيبا، إذ كيف من الممكن أن قدر له حتى يخط جميع هذا الكم الذي يعد بالمئات من الخط في حياة قصيرة جدا وغير مناسبة،يا ترى؟ ثم كيف من الممكن أن استطاع الموائمة بين الإسهاب والإجادة في بعض أعماله،يا ترى؟ لاشك حتى هذا الأمر يكشف حقيقة هذا الرجل أولنقل عبقريته، وهذا ما سعت إليه عشرات الخط في فرنسا خلال الموسم الثقافي الماضي الذي تزامن مع الاحتفال بمرور مائتي سنة على مولد بلزاك وسنلمح هنا إلى بعض هذه الخط.

يوضح مسألة تصدق برأيه على بلزاك وعلى مبدعين كثيرين آخرين، وهي حتى حياة المبدع الخاصة وتجربته في الحياة هي التي تتحدث على لسانه، وتعبر عن نفسها من خلاله، أوإذا شئنا الدقة، فإن بلزاك الذي تربى في كنف محرر عدلي، كانت الأوراق والأقلام هي جميع حياته، أولنقل إنها كانت أسلحته لمقارعة الزمن، لذا كان يخط مدة 18 ساعة في اليوم، وكان يتحف المطبعة بمجلدات كخطها في مدة أسبوع، كما حتى طفولته المعذبة بعض الشيء أطلت بقرنيها في "الكوميديا البشرية" من خلال الصراع الذي لا يرحم بين الفلاحين والملاك، بين التجار والمستخدمين، وهي أمور كان يسمعها ـ حسب الكتاب ـ من والده الذي كان "ثوريا" على طريقة كتاب الضبط العدلي، وينبه سيبيرويوإلى أهمية استبطان الأسطورة في أعمال بلزاك، ويسعى لإيجاد نوع من الأبوة الأدبية بالتالي له على كبار المهتمين بالميثولوجيا في القرن العشرين مثل ديموزيل وليفي شتراوس.

تم صدر كتاب آخر متزامن مع السابق هو"بلزاك وهوس الكتابة" لنادين ساتيات (منشورات هاشيت) وفيه تتبع دقيق لحياة بلزاك يوما بيوم، مع توظيف ذكي لقدرات المحررة السردية، وهجريز خاص على ثنائية "الأدب والحب" من خلال مغامرة الأديب وراء النسيبة البولونية هانسكا، كما تعرض لعلاقته مع فيكتور هوجوبعناية خاصة، وتوكل لهذا الأخير الحكم على أدب بلزاك، في نعي ألقاه واقفا علي نعشه بطريقته الاحتفالية المعهودة في المآتم.

كما نشر روجيه بيريوكتابا بالمناسبة هو"حواء بلزاك" (منشورات ستوك)، ويقدم فيه مراسلات الأديب مع "الغريبة" وهوالاسم الذي كانت السيدة هانسكا تراسله به قبل وفاة زوجها، مع عرض نقدي وقراءة متبصرة في أسلوب بلزاك، ومحاولة تحليل وتعليل للمنظومة القيمية والنفسية التي كان يصدر عنها.

نص رواية الملهاة الانسانية انقر على الصورة للمطالعة

حدود النص البلزاكي

عندما بدأ بلزاك الكتابة في الربع الأول من القرن 19 كانت الرواية والسيرة الرائجة ينبغي حتى تكون إحدى ثلاث: غرامية، أوسيرة سوداء، أوفكاهة، فالأولى عادة تصور مغامرات غرامية لأبناء الطبقة الراقية، مع الهجريز على المواعظ الأخلاقية، واللقاءة بين اللذة والفضيلة، والدأب على وعظ القارئات الشابات بأن سلامتهن تكمن في طاعة أمهاتهن والحذر من الغواية، مع استرسال في الأحلام والوهم، والسيرة السوداء هي التي تعتمد على الحوادث الغريبة، الخارقة، والمخيفة، وتجري أحداثها عادة في الدهاليز والسراديب المظلمة، ولابد حتىقد يكون في أبطالها عفاريت ومسوخ، وأرواح شريرة أوخيرة، ونفوس موتى تتقمص بعض الأبطال، أوتسكن في قلاع أوقصور مهجورة وتتميز بوحدة المكان الذي هوعادة قصر أوبيت مسحور أومسكون بهذه الخوارق.

أما السيرة الفكاهية أوالساخرة فتعالج عادة هموم الطبقتين الوسطى والدنيا وتقوم على أساس المفارقات والمواقف غير المرنة والحيل اللفظية، والعقد، وغيرها من سبل السخرية وفنون الإضحاك.

وهذه الأنواع الثلاث نجدها في الواقع تقتسم معظم إنتاج بلزاك، وإن كان استفاد في وقت مبكر من مقومات الرواية التاريخية كما أظهرها الأديب الاسكتلندي ولترسكوت الذي كان مدينا له مثل معاصريه بالكثير.

إلا حتى الحدود بين هذه الأنواع الثلاثة الرائجة وقتها، لم تكن واضحة أحيانا في بعض أعمال بلزاك، فمثلا في سيرة "وريثة بيراج" تعود بنا أحداث السيرة إلى القرن 17م حيث نجد مغامرا ايطاليا "فارس أحلام" يتزوج الفرنسية لويزدي بيراج ليستولي على ثروتها، فهذه سيرة غرامية أولا، إلا أنها بسرعة تتحول إلى سيرة سوداء، تدور أحداثها في قصر مسحور، يحاول المغامر الشرير استغلال معهدته بأسرار كثيرة وغامضة، إلى حين ظهور نفس خيرة، تخلص الفتاة الضحية من زواج الإكراه المفروض عليها.

وهذا يصدق أيضا على سيرة "كلوتيلد دي لويزنيان" حيث نجد الملك جانت هاربا من بلاده قبرص، ولاجئا بإقليم بروفنس الفرنسي، اثر صراعه مع قراصنة البندقية، وهنا يتآمر قرصان شرير لتسليمه إليهم، فيخف الفارس الكونت جاستون للدفاع عنه، لذا يقرر تزويجه بابنته الجميلة كلوتيلد، إلا حتى هذه مغرمة بشاب وسيم، فترفض الزواج إلى حين تنكشف العقدة، وهي حتى الكونت جاستون هونفسه الشاب الوسيم، إلى غير ذلك تختلط السيرة الغرامية مع السيرة السوداء أيضا حسب معايير تلك الأيام.

وتمثل سيرة "كاهن الأردين نموذجا" فاضحا لهذا الاختلاط في أجناس القصص، إذ نجد شابا يجهل أبويه، فيغرم بفتاة، ثم يرجح أنها أخته، وللتكفير عن هذه الخطيئة يتجه للتدين، وفجأة يعثر على أمه وتخبره حتى تلك الفتاة ليست أخته، فيهجر الدين ويعود للحب، وهنا تبدأ سلسلة من الأحداث العنيفة المقحمة "إذ يظهر فجأة عدولهذا الشاب هوزعيم القراصنة آرجو" ويقع الاختطاف ثم ينتصر المحبان، ويعودان للحب، بعد هزيمة "آرجو" هذه الشخصية العنيفة التي استعارها بلزاك من الشاعر الإنجليزي بايرون.

وأخيرا سنضرب مثالا آخر هورواية "الجنية الأخيرة"، وبطلها الرئيسي شاب يدعى "أبيل" يعاني من شغف شديد بصور الجنيات، ويستهلك وقتا كبيرا في تخيلها، فلما كبر فقد أبويه، وسقط في حب فتاة بائسة تدعي "كاترين" لأنها تشبه صورة إحدى الجنيات، وفجأة تغويه سيدة إنجليزية شقراء كانت شديدة الشبه بصورة لجنية يحتفظ بها، ولأنه ثرثار يخبرها بذلك، فتمسك الخيط من بدايته وتعلن له أنها هي تلك الجنية عملا، وتتزوجه وفجأة يظهر المخلص خادم وسيم، يخبره بوفاة حبيبته كاترين، فيحزن، وعندما تهجره السيدة وقد ساء حاله، تنكشف العقدة يزيح له الخادم القناع عن وجهه فإذا به كاترين متنكرة، ويعودان للحب بعد انتهاء الكوابيس، وانتهاء دور الجنيات والأرواح الشريرة في الرواية.

أسلوب الكتابة

منزل بلزاك في باريس. المنظر من شارع برتون.

كانت بدايات بلزاك إذن مثل الكثير من معاصريه مليئة بالغثاثة والارتباك السردي، وكانت قصصه ورواياته تعاني الكثير من العيوب مثل ازدحام حشد غير معقول من الشخصيات الثانوية التي تصعب السيطرة على تنظيم أدوارها وأصواتها في حوارات سيرة واحدة، من كاهن متحذلق لا ينطق إلا بالحكم والأمثال إلى خادمة جوفاء لا تعهد حتى تمسك يسرا ولا يهدأ لها لسان، وغيرهم من شخوص يشكلون عبئا حقيقيا على الكثير من قصصه، وينخرون بنيتها من الداخل، وهوما تنجم عنه سيرة أورواية غثة، وحبكة مهزوزة غير متوازنة في نهاية التحليل.

وبفضل تجربته المكثفة والمتواصلة في الكتابة اهتدى بلزاك في أعماله المتأخرة إلى تجاوز الكثير من هذه النقائص السردية، وقدم روايات أطول وأكثر انسجاما وتماسك حبكة، وهنا رست عبقريته على تأسيس بدايات الرواية الحديثة مع رؤية واقعية هي التي سيشتهر بها لاحقا، وسيشيد بها سانت بوف ولامارتين وستندال، وفي فترة لاحقة سيفتتن بها مارسيل بروست، وهي التي يعود لها الفضل في ترسيخ اسم بلزاك في تاريخ الأدب الروائي العالمي.

وأهم ما يميز هذه الواقعية هوالقدرة على التقاط مشاهد الحياة العادية، وتحويلها الى أيقونات متناسقة لرؤية موحدة للحياة، مع هجريز خاص على القضايا الأخلاقية العاصفة التي كانت تهز المجتمع الفرنسي المفجوع بإخفاقات الثورة التي تحولت من حلم للملايين، إلى وحش هائج يأكل أبنائه، رغم الشعارات البراقة التي حملتها في البدء، فكان بلزاك بذلك شاهدا على عصر التحولات بين أحلام القرن الثامن عشر وكوابيس التاسع عشر، ورومانسيته أيضا، وهي شهادة ثمينة سجلت أكثر من مرة، وأخيرا جمعها في سلسلة من أعماله، دائم بينها بطريقة عجيبة، ونشرها في مجلدات أسماها "الكوميديا البشرية" تيمنا بدانتي، وأيضا فضحا لعصر دراماتيكي انقشعت فيه هشاشة وزيف الطبقة البرجوازية وحلم فاوست الذي استبطنته، واتضح فيه حتى نادىوى عصر الأنوار كانت غير مضمونة النتائج، وبالتعبير عن هذه النهاية، نهاية الحلم، كان بلزاك يقف على شرفة حلم آخر هوالحلم الرومانسي بكل تفاصيله ولا واقعيته وهنا المفارقة.

أما من حيث آليات السرد فإن القصص والروايات الأخيرة من أعمال بلزاك وأيضا "أوجين جراندة" تتوافر فيها حبكة متماسكة مع ميل إلى المنطق أحيانا، إلا حتى ابتداعه لآلية "عودة البطل" أدت به إلى تعامل أكثر مرونة وتسامحا مع زمن السرد، ومع تراكم تجربته المكثفة أصبح من اليسير حتى نلحظ لديه معظم بذور الرواية الحديثة، كما حتى تجربته في كتابة "القصص السوداء" جعلت بعض قرائه يرون في بعض أعماله بداية تأسيس عملي للرواية البوليسية التي ستزدهر بعده بزمن طويل.

والحقيقة حتى تضيف أدب بلزاك الروائي يحوي في حد ذاته أكثر من مخاطرة، فنظرا لكثرة وتنوع ما خط من قصص نجد البعض يصفه كأب للواقعية، أوللرواية البوليسية، أوللرواية الجديدة، وغيرها ولعل السبب في ذلك أيضا حتى المصنفين ينطلق جميع منهم من جزء من أعماله دون جزء آخر، وهي أعمال غير متناسقة مع بعضها البعض، إذا لم نقل إنها غير متكاملة وغير كاملة بطبيعة الحال شأن أي عمل أدبي.

Works

قصيدة تراجيدية

  • Cromwell (1819)

غير مكتملة عند وفاته

  • Le Corsaire (opera)
  • Sténie
  • Falthurne
  • Corsino

منشورات بأسماء مستعارى

بإسم "لورد رون"، بالتعاون

  • L'Héritière de Birague (1822)
  • Jean-Louis (1822)

بإسم "أوراس دى سان-توبان"

  • Clotilde de Lusignan (1822)
  • Le Centenaire (1822)
  • Le Vicaire des Ardennes (1822)
  • La Dernière Fée (1823)
  • Annette et le Criminal (Argow le Pirate) (1824)
  • Wann-Chlore (1826)

ما نشر بعد وفاته

  • Du Droit d'aînesse (1824)
  • Histoire impartiale des Jésuites (1824)
  • Code des gens honnêtes (1826)

عناوين مختارة من الكوميديا الإنسانية

  • Les Chouans (1829)
  • Sarrasine (1830)
  • La Peau de chagrin (1831)
  • Le Chef-d'œuvre inconnu (1831)
  • Le Colonel Chabert (1832)
  • Le Curé de Tours (1832)
  • La Fille aux yeux d'or (1833)
  • Eugénie Grandet (1833)
  • Le Contrat de mariage (1835)
  • Le Père Goriot (1835)
  • Le Lys dans la vallée (1835)
  • César Birotteau (1837)
  • La Rabouilleuse (1842)
  • Ursule Mirouët (1842)
  • La Femme de trente ans (1829–1842)
  • Illusions perdues (I, 1837; II, 1839; III, 1843)
  • La Cousine Bette (1846)
  • Le Cousin Pons (1847)
  • Splendeurs et misères des courtisanes (1847)

المسرحيات

  • L'École des ménages (1839)
  • Vautrin (1839)
  • Les Ressources de Quinola (1842)
  • Paméla Giraud (1842)
  • La Marâtre (1848)
  • Mercadet ou le faiseur (1848)

الحكايات

  • Contes drolatiques (1832–37)
  • La Grande Bretèche
  • An Episode of terror


انظر أيضاً

  • (بالفرنسية)
  • Balzac Society of America
  • Balzac and the Little Chinese Seamstress (film)
  • List of works by Alexandre Falguière (statue of Balzac)
  • Rzewuski family (Mme. Eve de Balzac)

الهامش

المصادر

إسلام أون لاين: مئتا عام على مولد بلزاك       تصريح

  • نقلا عن جريدة البيان الإماراتية.

وصلات خارجية

  • أعمال من Honoré de Balzac في مشروع گوتنبرگ
  • خطأ لوا في وحدة:Internet_Archive على السطر 573: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).
  • Works by اونوريه دى بلزاك at LibriVox (public domain audiobooks) Speaker Icon.svg
  • Honoré de Balzac's works: text, concordances and frequency lists
  • , available at Project Gutenberg. by Professor Albert Keim and M. Louis Lumet
  • Balzac and anthropology
  • Balzac on mimetism, language, desire for the absolute
  • Reader's Guide: Themes in the Novels of Balzac at the Internet Archive
  • Free book downloads for iPhone, iPad, Android, and Kindle at ebooktakeaway.com
  • Victor Hugo's eulogy for Honoré de Balzac
  • on Balzac
  • (Balzac Studies), La Sorbonne, Paris

نطقب:Honoré de Balzac

تاريخ النشر: 2020-06-07 09:10:22
التصنيفات: Articles which use infobox templates with no data rows, Pages using Infobox writer with unknown parameters, عن إسلام أون لاين.نت, اونوريه دى بلزاك, روائيون فرنسيون, مواليد 1799, وفيات 1850, أشخاص من تور, Writers from Centre-Val de Loire, خريجو جامعة پاريس, ملكيون فرنسيون, French Roman Catholic writers, French short story writers, French fantasy writers, نقاد أدبيون فرنسيون, French historical novelists, 19th-century French dramatists and playwrights, 19th-century French novelists, 19th-century French writers, مدفونون في مقبرة پير لاشيز, Obscenity controversies in literature, Chevaliers of the Légion d'honneur, 19th-century short story writers, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بنكيران: الغلاء “كارثة وطنية” وحكومة أخنوش ضعيفة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 36%

حارس مرمى منتخب كندا "ماكسيم كريبو" يغيب عن كأس العالم بسبب الإصابة

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:16:09
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

السفير الأمريكي الجديد بالرباط: المغرب رائد إقليميا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 38%

رسميا/ تحديد تاريخ إجراء مباريات ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:16:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

الخارجة: ماذا نعرف عن أول مدينة مصرية صديقة للبيئة؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:16:24
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 96%

المغرب يقدم منحا لعشرات الطلاب الموريتانيين في هذه التخصصات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:29
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

الأمن يفك لغز “ذبح” طالب بطنجة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:35
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 50%

مشاركة مغربية رسمية في السوق العالمية للأسفار في لندن

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:34
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 47%

المغربي شادي رياض حاضر في قائمة برشلونة للمباراة الثانية تواليا

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:16:11
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

جريمة قتل تنهي حياة أستاذ جامعي متقاعد بنواحي سطات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-07 21:15:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 42%

تحميل تطبيق المنصة العربية