تاريخ إثيوپيا

عودة للموسوعة

تاريخ إثيوپيا

جزء من عن
تطور القردة العليا
قبل التاريخ
پونت (الألفية الثالثة–الأولى ق.م.)
دعمت (القرنثمانية ق.م.-القرنثمانية ق.م.)
أكسوم الأولى (القرنخمسة ق.م.–القرن الأول ق.م.)
أكسوم (القرن 1 ق.م.–القرنعشرة م.)
گوديت (القرن العاشر)
أسرة زگوه (القرنعشرة أو11–1268)
الفترة السليمانية الأولى (1270–1527)
غزوگران (1527–1543)
هجرة اوروموالكبرى (1543–القرن 17)
الغزوالعثماني للحبشة (1557–القرن 17)
أسرة گوندرينه (1606–1755)
زمنه مسافنت (1755–1855)
التحديث (1855–1936)
الحرب الإيطالية الحبشية الثانية (1935–1936)
شرق أفريقيا الإيطالي (1936–1941)
حملة شرق أفريقيا (الحرب العالمية الثانية) (1941)
حرب العصابات الإيطالية في إثيوپيا (1941–1943)
التحديث الثاني (1941–1974)
حرب الإستقلال الإرترية (1961–1991)
الحرب الأهلية الإثيوپية (1974-1991)
صراع اوگادين (2007–2008)
بوابة إثيوپيا

التسمية

الوجوه المحروقة أوالسوداء أوالزيتونية اللون، هذا ما يعنيه اللفظ الإغريقي (Aethiops) ويتكون من مبترين: (Aitheim) بمعنى محترق ، (ops) بمعنى وجه(1).

ومن هؤلاء الكتاب هوميروس الشاعر وهيرودوت المؤرخ اليونانيان ، وديوردور وسترايومن مؤرخي الرومان أوائل ظهور المسيحية. قسم هؤلاء المؤرخون سكان تلك المنطقة تقسيماً عرضياً إلى مجموعتين كبيرتين هما: الإثيوبيون الشرقيين ، وموطنهم بلاد العرب وسوريا وما بين النهرين ثم امتداد هذا الصقع شرقاً حتى الهند ، والإثيوبيون الغربيين ، ويقطنون البلاد الواقعة غربي البحر الأحمر وتضم مصر والسودان.

على حتى اللذين تولوا ترجمة الإنجيل إلى اللغة اليونانية ، استخدموا حدثة (كوش) وأرادوا بها إثيوبيا ، أي أنهم حددوا إثيوبيا أوشطرها الغربي بالمنطقة المعروفة باسم كوش الممتدة جنوب مصر ، وهي التي اشتهرت بصلتها بمصر منذ أقدم العصور ، واتى في سفر انتكوين حتى كوش هوابن حام بن نوح(3) وينطق حتى لكوش هذا ولداً يسمى إبتيوبس (Aethiopis) وهوالذي سميت البلاد باسمه(4).

وحين أعيدت ترجمة الإنجيل عن الإغريقية إلى اللغة الإثيوبية المعروفة باسم الجمز ، أطلق المترجمون حدثة إثيوبيا وعنوا بها الحبشة، وكان هذا الاسم الأخير معروفاً وقتئذٍ ، أي في القرن الرابع الميلادي يوم دخلت المسيحية دولة أكسوم الحبشية.

والمعروف حتى الأحباش الأكسوميين يفضلون حتى تدعى بلادهم أثيوبيا بدلاً من الحبشة ، وأن يدعوا هم أنفسهم بالإثيوبيين لا الحبشيين ، بل أنهم ليشعرون بالإهانة إذا ما نعتوا بالأحباش ، ولعل ذلك يرجع إلى حتى إثيوبيا تعنى الكوش ، والكوشيون قد أضحوا سادة على أغلب شمال شرقي إفريقيا ، باستثناء مصر ، وذلك بعد إخضاعهم للقبائل الزنجية ، هذا مجد قديم. كما حتى إثيوبيا وردت في التوراة فالحرص على هذه التسمية فيه معنى التيمن ، أما الأحباش فتعني الأخلاط ، فضلاً عن حتى الأحباش عنصر أجنبي.


الأحباش أوالأثيوبيون

كانت إثيوبيا تعهد باسم الحبشة.

وما دمت قد أشرت للحبشة والأحباش، فلماذا لا تقول: الأبيسينيّين Abyssinians لأنّ الأحباش هي الحدثة العربيّة المناظرة للأبيسينيّين ببساطة. ولا أحد يسميهم الآن الأحباش بل الأثيوپيّين،يا ترى؟


أما حدثة الحبشة ، ومنها الأحباش وهما اللفظان اللذان صارا في اللغة الأجنبية (Abyssinia-Abyssinians) فيرجع أصلها إلى قبيلة عربية هي (حبشت) السامية التي عبرت البحر الأحمر ، مهاجرة من جنوب بلاد العرب واستقرت في إفريقية(7) ، ويرجح حتى ذلك تم في الفترة بين القرنين العاشر والسابع قبل الميلاد ، والغالب حتى الموطن الأصلي لهذه القبيلة هوبلاد اليمن، ولما كانت اليمن خلال تلك الفترة على درجة كبيرة من التقدم والعمران في ظل ملوك سبأ ، فإن هذه القبيلة لا ريب كانت أحمل حضارة ومدنية من الوطنيين المقيمين في إفريقية إبانئذٍ ، وهم الذين استقر الأحباش بينهم. ولم تلبث قبيلة حبشت حتى سادت في موطنها الجديد ، وهم الذين استقر الأحباش بينهم. ولم تلبث قبيلة حبشت حتى سادت في موطنها الجديد ، وصبغت البلاد بالصبغة الحضارية التي تميزت بها ، غير حتى الوطنيين لم ينظروا بعين الارتياح أوالرضا لسيادة هؤلاء الأجانب. ومع ذلك لم يكد القرن الرابع الميلادي يطلع حتى غلب اسم هذه القبيلة السامية على المنطقة التي استوطنتها ، بل وعلى الوطنيين أنفسهم ، فغدا الجميع أحباشاً ، وأصبحت حدثة الحبشة ترادف إثيوبيا.

وهنا تحسن الإشارة إلى وجوب التفرقة بين ما نعهده اليوم بمدلول هذا اللفظ (الأحباش) ، وبين ما عهد قبيل الإسلام من (أحابيش قريش) فهؤلاء الأخيرون ليسوا أحباشاً أوزنوجاً ، وإنما هم حلف عربي قوامه أحياء من غرب كنانة وخزيمة اللتين كانتا تنزلان أغوار تهام.

ومن الآن وصاعداً ، سنستعمل حدثة حبشة كمرادف لإثيوبيا ، وحدود هذه المنطقة قديماً ، بين النيل غرباً والبحر الأحمر شرقاً ، ومن النوبة شمالاً إلى ما وراء خط الاستواء جنوباً ، بمعنى آخر حتى الحبشة أوإثيوبيا في فجر الفترة التي يعنينا الحديث عنها ، تضم ما معروف حالياً باسم السودان والحبشة وإريتريا والصومال، وكانت حدودها دائمة التغير من ناحية الشمال والجنوب ، وحدث نزاع حول هذه الحدود في العصور الوسطى.

ما قبل التاريخ

أما العناصر المكونة للحبشة ، فالمعروف حتى القبائل الكوشية الرعوية الحامية تكون العنصر الغالب في شمالها ، وتنقسم هذه القبائل إلى عدة فروع منها: الأجاووالبجة والساهووالسيداما والجالا ، وأبرز هذه العناصر عنصر الجالا (Galla).

تعرض الكوشيون إلى تغير ثقافي عميق مبعثه هجرة القبائل السامية منذ القرن العاشر قبل الميلاد تقريباً ، وأهم قبيلة سامية ذات الأثر البارز في تاريخ الحبشة ، هي قبيلة حبشت التي سيمت البلاد باسمها ، ثم قبيلة الجمز أوالأجاعز ، وهي التي سادت لغتها وغدت اللغة الأدبية للمسيحية فيما بعد ، وتعهد اللغة الإثيوبية باسم (لسان الجمز) وأقدم نص خط بهذه اللغة في الحبشة ، عثر على مسلة ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. استقر الجمزيون في مناطق: شميزا وأجاما وأكيلة وجوزيلذلك لم تكن هجرة الساميين لقبائل بدوية ، وإنما لجماعات من الزراع المتحضرين الذين ألفوا الاستقرار ، ولهم نظمهم الاجتماعية وعناصر حضارتهم العريقة. أدخل هؤلاء الحضارة السبتية المعتمدة على الوسائل الصناعية كوسائل الري المتقدمة في عمل الخزانات والسدود وشق القنوات ، وزراعة سفوح الجبال ، وأدخلوا كذلك استعمال المعادن ، وبعض النباتات الجديدة ، واستخدموا الأحجار في البناء ، وهذا بجانب نوع من التنظيم الإداري والإقليمي وفن الكتابة ، ومن ثم أضحت المناطق التي استقروا فيها مراكز لنشر الحضارة. وقد عثر على أثر قديم لهذا العنصر السامي في مدينة قديمة تسمت آفا (Ava) وتعهد الآن باسم (يحا) ؛ عثر في هذه المدينة السامية على بعض أحجار لمعبد إله الشمس وعليها كتابات حميرية ترجع إلى القرنين السابع والخامس قبل الميلاد.

وجد هؤلاء المستعمرون الجدد في مهجرهم مناخاً يشبه ذلك المناخ الذي فارقوه مما ساعدهم على مواصلة نشاطهم ، ورغم حتى الكثير منهم اتى ومعه نساؤه ، إلا أنهم لم يلبثوا حتى اختلطوا بالقبائل الحامية وصاهروها ، وكان من نتيج هذا الامتزاج مواطنومملكة أكسوم ، حيث برز بيت من البيوت الإقطاعية الوثنية ، تولى الزعامة وأسس هذه المملكة التي يرجح أنها قامت في القرن السابع قبل الميلاد ، ونمت نواة هذه المملكة في الجبال ثم امتد سلطانها إلى الوديان والمناطق الساحلية حتى ضمت إريتريا، وعاصمتها (أكسوم) ولم تزل أكسوم حتى الوقت الحاضر العاصمة الدينية لملوك الحبشة ، يتوجون فيها.

وكان هذا من قبيل الإستعمار من الجيران الأحباش وقد استعمرت إرتريا من قبل الإيطاليين ولم نتسم بعدهم بالإيطاليين ولكن بقينا أرترييا عربا ولم نصبح فرنجة وهذا يقاس على الأثيوبيين الأحباش استعمرونا فبقينا بعدهم ارتريين عربا وليس أحباشا تبعا لأثيوبيا ولا يتعارض هذا مع وجود فئة ليست بالقليلة في إرتريا لهم أصول حبشية استقروا في ارتريا كأي نزوح ولكنهم لا يعدون عن كونهم ضمن منظومة المجتمع الإرتري الذي لم يخلومن الحنافس أنصاف الإيطاليين فهل يسمى مجتمع تام نسبة إلى فئة واحدة لا أعتقد ذلك.

العصر البرونزي وارتباطه بمصر

Wall relief depicting an Egyptian expedition to the Land of Punt during the reign of Hatshepsut.

نشطت مملكة أكسوم ، وهي المملكة الحبشية الأولى ، واستطاعت حتى تكون حضارة وطنية متأثرة بالحضارة السامية ، وكذلك بالحضارات الأخرى في شمالي شرقي إفريقية وهذه الحضارات مشتقة بدورها من الحضارة المصرية القديمة ، ومن أمثال هذه الحضارات المشتقة من الحضارة المصرية مملكة مروي (Meroe) في وادي النيل وكذلك حضارة البجة والشعوب النيلية مثل باريا. غير حتى أبرز عنصر في حضارة أكسوم هوالعنصر السبتي الذي اشتقت منه أصلاً.

ومن الحضارات التي أثرت في حضارة أكسوم، هناك الحضارة اليهودية، التي تسربت إلى البلاد عن طريق اعتناق قبائل الأجاو(Agao) لهذه العقيدة. ويرجح حتى اليهود وصلوا إلى الحبشة على أثر تفرقهم أواخر القرن السادس قبل الميلاد حيث ضرب يختصر البابلي (Nebuchadrezzar) بيت المقدس وشتت بني إسرائيل. ويعهد اليهود في الحبشة باسم قبائل الفلاشة ، وقد كون هؤلاء مستعمرات تجارية في الحبشة وغيرها ، وسارت هذه المستعمرات خلايا للنادىية اليهودية فضلاً عن النشاط التجاري الذي أسهم في تقدم أكسوم ، ورغم حتى قبائل الأجاوقد اعتنقت اليهودية إلا أنها لم تثبت عليها ، فقد تحولت فيما بعد إلى المسيحية المينوفيزيتية، ولا يخفى أثر اليهودية في الأفكار السياسية والدينية لمملكة الحبشة ، منها أسطورة تسلسل ملوك الأحباش من سلالة سليمان الحكيم وزوجته ملكة سبأ التي يسميها الأحباش ماقده (Makeda) ، أما أثر الإغريق والحضارة الهلينية ، فقد وصل عن طريق البطالمة في مصر ، ولعبت الثغور التجارية التي أنشأوها على ساحل البحر الأحمر الغربي دوراً هاماً في نقل الحضارة الهلينية إلى دولة أكسوم الناشئة ، ومن هذه الموانئ البطلمية الإغريقية: ليوكوس ليمون وسيوس هرموس ، وبدأ مظهر الحضارة الهلينية في التنظيم التجاري وإصلاح الموانئ وصيانتها وتنظيم الجيوش ، ونظم التعليم والإدارة والمعروف حتى البطالمة استخدموا عدداً من الأجناس الملونة في الخدمة الحربية لحراسة موانئ البحر الأحمر ، وكان هذا سبيلاً لانخراط عدد من رعايا الدولة الأكسومية نقسمها ضمن الفرق الحربية البلطمية ، وينطق حتى ميناء عدوليس (Adulis) قد أنشئ أوأعيد إنشاؤه وإصلاحه على عهد بطليموس الثالث الملقب بيورجتس الأول (Euregetes) (247-242 ق.م) ، ويقع على الخليج الذي كان يعهد باسمه ، ويعهد حالياً بخليج أنسلي (Annesley) ومكانها الحالي ثغر زولا (Zula ) ظل هذا الثغر خاضعاً للبطالمة ، وقد عثر التاجر الرحالة المصري الإسكندي كوزماس (Cosmas) على أثر في هذا الثغر في القرن السادس الميلادي ، يعهد هذا الأثر باسم أثر عدوليس (Monumentum Adulitanum) وهوتعبير عن كتابات باللغة الإغريقية سجلت زمن بطليموس الثالث وتذكر حتى الفرق العدولية والإثيوبية التي رافقته في حملته الآسيوية إنما جمعت وعبئت من المناطق المجاورة ، ولهذا الثغر أهميته الكبرى في تصدير المنتجات الإفريقية ونقل الحضارة الإغريقية.

إثيوبية حدثة يونانية الأصل ومعناها بلاد الوجوه المحروقة، وقد ذكرها هوميروس في الأوديسة وفي الإلياذة،،وهيرودوت في تاريخه، واسترابوفي جغرافيته، وديودوروس الصقلي في مؤلَّفه «مخطة التاريخ»، وبلينيوس Pliny في موسوعته «التاريخ الطبيعي». ولكن أياً من هؤلاء لم يكن يعني إثيوبيا الحالية، بل بلاداً - قد تكون قريبة منها أوبعيدة عنها - يسكنها أقوام ذووبشرة داكنة. وأشار الإنجيل (أعمال الرسل 8/27) إلى حتى وزير ملكة إثيوبيا «كندالة» اعتنق المسيحية. غير حتى المراد هنا مملكة تعاقب على حكمها بضع ملكات حملن هذا اللقب وكانت حاضرتها «مروى» على النيل شمال الخرطوم الحالية. أما وصف بعض الباحثين الأسرة الخامسة والعشرين (730- 665 ق,م) في مصر الفرعونية بأنها إثيوبيا فلايعني سوى أنها نوبية أوسودانية.

ويرى بعض المؤلفين حتى إثيوبيا حملت أيضاً اسم «كوش» عند القدماء غير حتى الراجح أنه ورد ذكر بلاد كوش في الكتابات المصرية القديمة منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة (1575- 1308 ق.م) ثم في تاريخ وقائع الملك الآشوري آشور بانيبال (668- 626 ق.م.) أما في العهد القديم فيرد اسم كوش فهماً على أحد أبناء حام الأربعة أواسماً لبلاد لم تحدد تحديداً دقيقاً وإن كان الغالب حتى المراد بها النوبة والسودان. وتمثل رسوم على جدران معبد الملكة حتشبسوت (1490- 1468ق.م) - الأسرة الثامنة عشرة - في الدير البحري بطيبة الغربية بعثة بحرية أوفدتها الملكة إلى بلاد بونت Pont للحصول على أشجار الكندر والأبنوس والبخور والمرّ والعاج وسواها، وقد قيل إذا تلك البلاد هي إثيوبية، بيد حتى آراء الباحثين تمضى في تحديد مسقطها مذاهب شتى حتى يجعلها بعضهم في الصومال بل في موريتانيا.

أما الاسم الآخر لإثيوبيا وهو«الحبشة» فقد ورد، أول ما ورد، في النقوش اليمنية القديمة بدءاً من أواخر القرن الثاني الميلادي إشارة إلى «أكسوم» أقدم دولة قامت هناك.


التاريخ القديم

ما قبل أكسوم

Temple at Yeha, possible capital of D'mt.

إن ما يتوافر من معلومات مستقاة من مصادر قديمة ومن الكشوف الأثرية لايعود بنا إلى تلك الحقبة البعيدة، ذلك حتى نتائج دراسة المواقع الأثرية في شمالي إثيوبية ترجح اجتياز جماعات يمنية البحر الأحمر في النصف الثاني من الألف الأول ق.م، حيث استقرت أول الأمر في المنطقة الساحلية ثم توسعت إلى الداخل لتقيم حضارة شبيهة بتلك المعروفة في اليمن القديم، وتقدم الدليل على ذلك النقوش المكشوفة في المنطقتين المذكورتين من حيث لغتها وخطها ومضمونها، وكذلك الطراز المعماري وأسلوب النحت، فقد عثر على مجموعة من النقوش المكتوبة بالخط العربي الجنوبي «المُسند» أوبخط قريب منه - ولغتها سبئية أووثيقة الصلة بها - تتضمن أسماء لآلهة وأشخاص وأمكنة وردت في النقوش اليمنية القديمة. وثمة شبه واضح بين تصميم قابلة معبد يحا Yeha - على بعد 50 كم من الشرق من أكسوم - وقاعدته المدرجة والمباني المماثلة له - ولاسيما المعبد الكبير - في مأرب، كما يلاحظ هذا الشبه في المباخر والمذابح الحجرية وكذلك في أسلوب المنحوتات البارزة وفي أشكال التماثيل ومنصات القرابين وفي استخدام الرموز المقدسة كالهلال مثلاً.

وكان الباحثون حتى عهد قريب يرون حتى حضارة هذه الحقبة من خلق المهاجرين الذين عبروا البحر الأحمر وحدهم، غير حتى الرأي السائد الآن يمضى إلى مشاركة السكان المحليين في ذلك ويقسمها إلى مرحلتين: أولاهما فترة سبئية - إثيوبية مشهجرة تمتد من عام 500 ق.م إلى عام 300 ق.م، والثانية فترة يظهر فيها تأثير قادم من مملكة مروى في الشمال ممثلاً في الأدوات البرونزية والحديدية والفخارية وفي الحلي المضىية، وكذلك من مصر الهلينية ممثلاً في الأساليب الفنية في النحت. ولكن هذا الأمر لايعني زوال تأثير اليمن القديم، إذ كشفت بتر برونزية مثقوبة على شكل بطاقات مزينة برسوم حيوانات تتضمن نقوشاً عربية جنوبية قصيرة يظهر فيها - وفي نقوش أخرى - تطور في الخط واللغة على السواء. أضف إلى ذلك استمرار ورود أسماء الآلهة وأسماء الأعلام المعروفة في النقوش اليمنية القديمة، وختام هذه الفترة هونهاية القرن الأول الميلادي.

مملكة أكسوم

King Ezana's Stele in Axum.

ورد ذكر أكسوم أول مرة في كتاب «الإبحار في البحر الأحمر» أي في المحيط الهندي Periplus of the Erythraean Sea وهومرشد ملاحي ألّفه باليونانية رحالة مصري مجهول في مطلع القرن الثاني الميلادي ووصف ملكها زوسكالس Zoscales بأنه كان بخيلاً جشعاً عارفاً بلغة الإغريق وآدابهم، كما وصف ميناء عدولي Adulis جنوب مصوّع بأنه كان سوقاً للعاج. وأشار بلينيوس إلى هذا الميناء على أنه واحد من أبرز موانئ البحر الأحمر آنذاك، وورد ذكر الأكسوميين لدى الجغرافي كلاوديوس بطليموس Claudius Ptolemaeus في القرن الثاني الميلادي. وجعل ماني Mani (216- 274م) مؤسس المانوية في كتاب «العقائد» Kephalaia مملكتهم إحدى الممالك الأربع في العالم. وتدل النقوش المكتوبة باللغتين الجعزية واليونانية - وكذلك النقوش السبئية المعاصرة لها المكشوفة في اليمن - على نشوء هذه المملكة في القرن الثاني الميلادي وعلى اجتياز الأكسوميين البحر الأحمر إلى الجنوب العربي في الربع الأخير من ذلك القرن.

وفي مجموعة من النقوش تنسب إلى الملك عيزانا Ezana ذكر لآلهتهم الكبرى مَحْرم Mahrem وبحر Beher ومدر Medr، ووصفاً لتوسعه هووحلفاؤه شمالاً حتى مروى وجنوباً حتى بحيرة تانا. ومما يشير إلى هذا التوسع الألقاب التي اتخذها هؤلاء الملوك، مثل ملك أكسوم وحمير وكاسووسبأ وحبشة وريدان وسلحين وسيدامووبُجّة. ويرى الباحثون استناداً إلى استهلال أحد نقوش عيزانا بعبارة «بعون إله السماء والأرض» حتى المملكة تحولت في عهده - أي في منتصف القرن الرابع أوالخامس - إلى المسيحية. ويرجع ازدهار هذه المملكة في المقام الأول إلى مواردها الوافرة من التجارتين البرية والبحرية بالسلع الرائجة آنذاك كالعاج والبخور والعطور والرقيق والمضى والفيلة. وقد أورد كوزماس أنديكوبلويستس Cosmas Indicopleustes وصفاً مستفيضاً لذلك في كتابه «الطبوغرافية المسيحية» الذي يرجع تأليفه إلى منتصف القرن السادس. وقد اشتملت الكشوف الأثرية على أدوات ومصنوعات فخارية وزجاجية من حوض المتوسط ومروى والهند. ويؤكد ذلك أيضاً المسكوكات المضىية والفضية والنحاسية التي سكها ملوك أكسوم فحملت أسماء نحوعشرين منهم وإن كنا لانعهد عن معظمهم شيئاً. وكان لهذه الصلات التجارية الواسعة أثر واضح في الحضارة الأكسومية، فقد أصبحت الإغريقية - بعد حتى تحولت إلى المسيحية - لغة البلاط حتى اتخذ الملوك أسماء يونانية نحو، زوسكاليس وأفيلاس Aphilas وأوساناس Ousanas وانديبيس Endybis وسمبروتس Semburthes، وأطلقت نقوشهم الإغريقية على الإله القومي محرم اسم أريس Ares إله الحرب الإغريقي.

An Aksumite palace at Dungur

ووفد على البلاد رهبان بيزنطيون يعهدون الإغريقية والسريانية، وأنشئت الكنائس والأديرة وأقيمت المسلات وشيّدت القصور. غير حتى كثيراً منها لحقه الخراب والتدمير، فلم يبق من قصور أكسوم الثلاثة «اندا سمعون» و«إند ميكائيل» و«تعخا مريم» سوى قواعدها. على حتى كوزماس يقول: إنه رأى في إثيوبية قصراً ملكياً يتألف من أربعة أبراج، مما يذكّرنا بالطراز المعماري الذي لايزال قائماً في اليمن حتى اليوم.

أما المسلات العملاقة فقد تهشمت خمس منها وبقيت اثنتان، أخذت إحداهما إلى رومة عام 1937، وظلت الثانية وارتفاعها 33 متراً في مكانها وقد حفر على أحد جوانبها رسم يمثل مبنى مؤلفاً من تسع طبقات. ويجد المرء قبالة هذه المسلات ألواحاً حجرية ضخمة يبلغ طول أحدها 17 متراً وعرضهستة أمتار وسماكته متراً. أما العروش والتماثيل الضخمة التي ورد ذكرها في النقوش، أووصفها كوزماس، فلم يبق منها سوى المصاطب والقواعد التي كانت تحملها. ومازالت أكسوم تعد حتى اليوم المدينة المقدسة عند نصارى إثيوبية جميعهم، ولم يبق في المراكز العمرانية الأكسومية الأخرى وأهمها عدولى - المهجورة الآن - ومطرا Matra عل بعد 135 كم إلى الجنوب من أسمرة وقوحايتوKohayto - قرب مطرا - سوى أطلال كنائس وقصور وبيوت وقبور. غير حتى أعمال التنقيب الأثري مستمرة في هذه المواقع وسواها في منطقة تبلغ مساحتها زهاء 50 ألف كم2 في أريترية وتغرين قلب المملكة الأكسومية آنذاك.

وتتحدث مصادر متعددة منها رسالة أزقير Azqir الإثيوبية وكتاب كوزماس وكتاب بروكوبيوس (وهومؤرخ بيزنطي من القرن السادس) عن تاريخ الحروب، ومصادر أخرى عربية وغير عربية عن تدخل ملك «أكسوم إلاَّ - أصبحا» الملقب بـ «كالب» Kalib، الذي يرد في اليونانية في صيغة Ellesbaas على الأرجح بمساعدة الأسطول البيزنطي في اليمن، انتقاماً لنصارى نجران الذين اضطهدهم في أوائل القرن السادس يوسف ذونواس، وإن كان المرء لايستطيع حتى ينظر إلى هذا الأمر بمعزل عن الصراع الدائر آنذاك بين الامبراطوريتين الكبريين الفارسية والبيزنطية.

فلما حلّ القرن السابع بدأ ذكر مملكة أكسوم يضمحل شيئاً فشيئاً، إذ لايتجاوز ما يُعهد عنها آنذاك هجرة المسلمين إلى الحبشة وأسماء تسعة من ملوكها على مسكوكات تحمل إشارة الصليب، ويبدوحتى اضمحلال دورها يعود إلى أمور ثلاثة: أحدها قيام الدولة الإسلامية في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وفارس ومصر مما أدى إلى إضعاف أكسوم سياسياً بإبعاد حليفتها بيزنطة من الشرق كله، واقتصادياً بإنهاء دورها التجاري براً وبحراً ولاسيما بعد فتح الأمويين جزائر دهلك في خليج مُصوّع وسيطرتهم على الطرق التجارية في البحر الأحمر. وثانيهما نشوء إمارات مسيحية منافسة في الشمال الغربي من المملكة وأهمها علوة ومُقُرَّة والنوبة. وثالثها زحف قبائل البجَّة من الشمال مما اضطر الأكسوميين إلى الابتعاد نحوالجنوب ليستبدلوا بأكسوم حاضرة جديدة هي الناصرة Nazaret . ولانكاد نعهد عن تاريخ الأكسوميين في القرن الثامن والتاسع شيئاً يستحق الذكر ما خلا حديث اليعقوبي ثم المسعودي عن حاضرة مزعومة للحبشة تدعى «كعبر» لم يتمكن أحد حتى اليوم من فهم مسقطها. ولعلّ هذا ما يجعل الباحثين - في تاريخهم لأكسوم - يقفون عند القرن السابع ولايجاوزونه.


الأسرة الزغوية

The church of Bet Medhane Alem at Lalibela, built by the Zagwe Dynasty

تصوّر المصادر الإثيوبية - ويجاريها في هذا الباحثون الغربيون - الصراع بين المملكة المسيحية الإثيوبية - بعد زوال مملكة أكسوم في القرن الثامن أوالتاسع الميلادي - وجيرانها من المسلمين والوثنيين حتى القرن السادس عشر على أنه صراع بين نظام شرعي وعصاة متمردين. بيد حتى الحقائق التاريخية تثبت حتى هذه المملكة كانت طوال الحقبة المذكورة إحدى دول المنطقة، تتحالف معها مرة وتقاتلها مرات. وكانت حدودها تضيق أوتتسع من عهد إلى عهد. ولم يصل إلينا من أخبار هذه المملكة حتى منتصف القرن الثالث عشر سوى نتف متفرقة لاتكفي لتأليف صور واضحة عن تلك الحقبة فقد ذكر ابن حوقل المتوفى عام 977م في كتابه «صورة الأرض» حتى المملكة المسيحية في زمانه كانت تحكمها منذ ثلاثين سنة - امرأة ثارت على ملكها المعروف باسم «الحضاني» وقتلته. وتؤكد المصادر الإثيوبية ذلك ولكنها لاتحددّ هوية المرأة بل تصفها بأبشع الأوصاف. ثم وصل إلى السلطة في ظروف غامضة أمراء منطقة لاستا في شمالي ولاية وَلّوWallo الحالية. وترى المؤلفات الكنسية المتأخرة حتى هذه الأسرة التي تسمى الأسرة الزغوية لم تكن ذات حق مشروع في الملك. بيد حتى عهد سابع ملوكها - الذي ينطق إذا عددهم بلغ اثني عشر - المدعو«لاليبلا» Lalibala شهد بناء مدينة مقدسة مازالت تحمل اسمه حتى الآن في أحد جبال الإقليم المذكور تضم إحدى عشر كنيسة منحوتة في الصخر صنعها - أوشارك في صنعها - بنّاؤون قدموا من الخارج، مما جعل الكنيسة الإثيوبية - فيما بعد - تعدّه قديساً.

العصر الوسيط

الإمارات الإسلامية

لقد قامت في الشرق والجنوب الشرقي عدة إمارات إسلامية عهدت باسم «إمارات الطراز الإسلامي» نشأت نتيجة الهجرة التدريجية من الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة منذ القرن السابع الميلادي. وجعلها مسقطها متحكمة في الطريق التي تصل إلى البحر الأحمر وخليج عدن بداخل الحبشة. هذه الإمارات كان يحكمها سلاطينها المسلمون الذين اتخذوا مظاهر الملك المتنوعة على الرغم من التبعية السياسية لملوك إثيوبية. وكان ينظر إلى إمارة أوفات على أنها أقوى هذه الإمارات الإسلامية السبع. وقد سعت أسرتها العربية الحاكمة إلى التحرر من التبعية الإثيوبية ونشر الدين الإسلامي والتوسع في المناطق المجاورة فبسطت سيطرتها على مرفأ زيلع المهم، إلى غير ذلك تزعمت أوفات حركة الجهاد الإسلامي في الحبشة. ولكن منذ وصول الأسرة السليمانية إلى الحكم في إثيوبية حاول السليمانيون تدعيم سلطتهم والتوسع على حساب الإمارات الإسلامية.

حرب الحبشي-عَدَلْ (1529-1543)

سلطان عدل (إلى اليمين) وقواته تقاتل الملك يگبئوسيون ورجاله أثناء حرب الحبشة-عدل

لقد ابتدأ الصراع بين أوفات والحبشة في أواخر القرن الثالث الميلادي ولم يهدأ طوال قرن من الزمن وكان أبرز مراحله تلك الحرب التي قامت بين نجاشي الحبشة المسمى «عمدة صهيون» (1313- 1344) وسلطان أوفات «حق الدين الأول» ومن بعده أخويه صبر الدين وجلال الدين بالتحالف مع الإمارات الإسلامية وانتهت هذه الحرب بفوز النجاشي الذي نهب المدن الإسلامية وأحرق المساجد. وثار سلطان أوفات «حق الدين الثاني» مرة أخرى وتحالفت معه الإمارات الإسلامية فهزموا جيوش الملك «سيف أرعد» (1344- 1372). وبعد استشهاد حق الدين تابع أخوه سعد الدين أبوالبركات خطة أسلافه في الجهاد وألحق الهزيمة بالملك الأثيوبي، ولكن هذا عاد فحاصر مدينة زيلع وتمكن من الاستيلاء عليها وتدميرها، واستشهد سعد الدين سنة 1415م، وكان ذلك نهاية سلطنة أوفات.

ولكن أولاد سعد الدين أسسوا إمارة جديدة إلى الجنوب الشرقي من هرر، وسموا أنفسهم «ملوك عَدَلْ»، وبدأت صفحة جديدة من الكفاح، الذي استمر طوال القرن الخامس عشر، عندما تسلم القيادة أحمد گران (1506- 1543) الذي لقب «إمام عَدَلْ»، واتخذ من هرر عاصمة له وخاض حروباً مظفرة كادت تقضي على المملكة الإثيوبية لولا النجدة البرتغالية بالجند والأسلحة التي أنقذتها وساعدت في التغلب عليه فسقط شهيداً عام 1543م. وبذلك طويت صفحة مهمة من تاريخ «إمارات الطراز الإسلامي» في الحبشة.

الأسرة السليمانية (1270-1529)

Lebna Dengel, (Emperor) of Ethiopia and a member of the Solomonic dynasty.

استطاعقد يكونوأملاك Yakunno Amlak حاكم أمهرة انتزاع السلطة من الأسرة الزغوية عام 1270م إثر تحالفه مع الإمارات الإسلامية التي كانت تمتد من ميناء زيلع حتى منطقة باله Bale شاملة قسماً كبيراً من الهضبة الإثيوبية. فقد ذكر الملك في رسالة بعث بها إلى الظاهر بيبرس في مصر حتى جيشه كان يضم مئة ألف فارس مسلم. وبدأ بذلك عصر حديث سيطر فيه الأمهريون على الحكم - باستثناء مدد قصيرة - سيطرة مطلقة حتى خلع هيلاسلاسي. وحظي الحكام الجدد بتأييد الكنيسة، فوضعت كتاب «جلال الملوك»، كما سبق، معلنة أنهم الورثة الشرعيون لملوك أكسوم المنحدرين من نسل سليمان الحكيم. غير حتى هذه الأسرة السليمانية - التي أصبح مقرّها إقليم شوا Shoa - وجدت نفسها طوال القرون الثلاثة التالية مهددّة من خصمين قويين أحدهما: على ساحل البحر الأحمر وفي الشرق ممثلاً بالمسلمين، والآخر في الجنوب والغرب حيث كانت الجماعات الوثنية تزحف بأعداد ضخمة باتجاه الهضبة رويداً رويداً، والتفت العثمانيون بعد استيلائهم على سوريا ومصر عام 1516 - 1517 إلى توسيع سلطانهم على جزيرة العرب، ثم أرادوا إحكام سيطرتهم على الساحل الغربي للبحر الأحمر، فاستولوا على مينائي سواكن وزيلع وقدّموا العون إلى الإمام أحمد بن إبراهيم الذي اشتهر باسم أحمد گران Gran (أي الأعسر) صاحب الإمارة الإسلامية الكبرى في هرر، فشن، بدءاً من عام 1523، حرباَ ضروساً على الملك لبنا دنگل Lebna Dengal (1508- 1540م) وهوم جيوشه واحداً تلوالآخر حتى أوشكت البلاد كلها حتى تدين له، فاستغاث الملك المهزوم بملك البرتغال الذي أغاثه بقوة مدججة بالأسلحة الحديثة ساعدت على هزيمة الإمام أحمد وقتله عام 1543 في عهد الملك كلاوديوس Claudius (1540- 1559م)، غير حتى المعارك - التي سقط كلاوديوس نفسه في إحداها - استمرت بعد ذلك قرناً أويزيد حتى استقر الأمر أخيراً للمملكة المسيحية.

العصر الگوندري (1632-1769)

The Royal Enclosure (Fasil Ghebbi) and Gondar.

أراد البرتغاليون - نظير مساعدتهم - حتى تتحول إثيوبية إلى الممضى الكاثوليكي وتبتر صلتها بالكنيسة القبطية المصرية مرسلين بعثات تبشيرية لتحقيق هذا الهدف، فلما اعتلى سوسنيوس Susenyos (1607- 1632م) العرش رأى حتى الأخذ بهذا الممضى سينهي عزلة بلاده ويقيها خطر المسلمين وحلفائهم العثمانيين فضلاً عما يقدمه ذلك من فوائد اقتصادية، وثقافية، فأعرب تحول ممضى بلاده رسمياً إلى الكاثوليكية عام 1626، بيد حتى رجال الكنيسة أثاروا الناس ودعوهم إلى الرفض، فاستعرت حرب أهلية انتهت بعودة الملك عن قراره وتنحيّه عن العرش ليخلفه ابنه باسيلدِس Basilide (1632- 1667م)، وبدأ عصر حديث يسمى العصر الگوندري إذ أسس الملك عاصمة جديدة هي گوندر Gondar شمال بحيرة تانا وطرد المبشرين الكاثوليك، وأوفد إلى والي مصر العثماني يرجوه تعيين مطران جديد، واتصل بحكام اليمن بعد خروج العثمانيين منه فأوفد رسلاً محملين بالهدايا إلى الإمام المؤيد بالله ثم إلى أخيه الإمام المتوكل على الله طالباً إليه حتى يرسل رجلاً من خاصته. ومع حتى المصادر الإثيوبية لاتشير إلى تلك البعثة، فهناك عرض وافٍ لهذه السفارة خطه الرسول نفسه وهوالقاضي الحسن بن أحمد الحيمي وصف فيه لقاءه الملك ورحلته في الذهاب والإياب وصفاً مفصلاً. وأغلب الظن حتى الهدف من هذه الاتصالات كان الوصول إلى شكل من أشكال التحالف أوالتعاون بين الدولتين اليمنية المسلمة والإثيوبية المسيحية ضد العثمانيين عدوّهما المشهجر، غير حتى الأمر لم يتجاوز تبادل الرسل والهدايا.


سلطنة إيواس

State flag of the Aussa Sultanate.

ثم أخذت سلطة الملوك تضعف شيئاً فشيئاً واستفحلت في هذه الأثناء معضلة هيمنة قبائل الأوروموOromo أوالگالا Galla الوثنية - التي انتشر فيها الإسلام سريعاً على أنطقيم الجنوب، فتزوج الملك إياسوالثاني Iyasu II (1730- 1755) ابنة أحد زعمائها ليتودد إليها، غير حتى الأمر ازداد سوءاً في عهد خليفته إيواس Iyoas (1755- 1769) إذ تدخل حكام إقليم تغري فغدا الملوك المتعاقبون، بعدئذ، ألعوبة في أيدي زعماء الأورومووتغري من دون حتىقد يكون لهم حول ولاقوة حتى إذا أربعة منهم - وأحدهم إيواس المذكور - سُمّموا أواغتيلوا. وقد تحدث الاسكتلندي بروس J.Bruce الذي وصل إلى إثيوبيا عام 1760 وقضى فيها ثلاث سنوات بحثاً عن منابع النيل، عن أهوال تلك الحقبة في كتاب وصف فيه رحلته. فلما انتصف القرن التاسع عشر كانت البلاد مفككة الأوصال يتنازع الحكم فيها حكام أنطقيم شوا وأمهرة وتغري. فاستغل قائد طموح يدعى كاسا Kassa هذا الوضع المضطرب وحارب الحكام المتنافسين واحداً واحداً وقضى عليهم والتفت إلى قبائل الأوروموفأخضعها، ثم أعرب نفسه عام 1855 ملكاً باسم ثيودور الثاني (1855- 1868) لُينهي بذلك العصر الغوندري الذي تسمى الحقبة الأخيرة منه أي بدءاً من عام 1769 «عصر الأمراء» للدلالة على ما اتسم به من صراع وضعف واضطراب.

Zemene Mesafint

Early nineteenth century warriors in Abyssinia
Woizero Aster, second wife of Ras Mikael Sehul and daughter of Empress Mentewab.

العصر الحديث

التوسع الإثيوبي والاستعمار الغربي

ثيودور الثاني وTekle Giyorgis II (1855-1872)
Emperor Tewodros II's rule is often placed as the beginning of modern Ethiopia, ending the decentralized Zemene Mesafint (Era of the Princes).
Map of Abyssinia (Ethiopia) in the 19th century.

بدأت في عهد ثيودور الثاني حقبة توسيع رقعة المملكة الإثيوبية، وأعربت الدول الاستعمارية الكبرى تأييدها ودعمها لهذا الاتجاه نظير تحقيق مصالحها في القرن الإفريقي عامة والمناطق الساحلية خاصة. بيد حتى تلكؤ الملكة فكتوريا في الرد على رسالة سلمها ثيودور إلى القنصل البريطاني تعبر عن رغبته في التعاون بين المملكتين المسيحيتين أدى إلى اعتنطقه عدداً من الرعايا البريطانيين. فأوفدت بريطانية لإطلاق سراحهم، حملة عسكرية بقيادة اللورد نابير Napier قدم لها خلفاء محمد علي باشا المؤن والمساعدات عند رسوها قرب مصوع الخاضعة آنذاك للحكم المصري، فطاردت الملك الإثيوبي حتى اضطر إلى الانتحار عام 1868 بعد حتى حوصر في قلعة مجدلة Magdala إلى الجنوب الشرقي من لاليبلا وكانت أشبه بعاصمة له، وانتهى الأمر بانسحاب الحملة بعد حتى جهز البريطانيون حليفهم كاساي حاكم إقليم تگري بالسلاح والمال، فرجحت كفته على منافسيه.

يوحنا الرابع (1872-1889)

Ethiopia in 1908, according to a Rand McNally map
Menelik II

وتولى السلطة عام 1872 باسم الملك يوحنا الرابع. وقد شهد عهده القضاء على حملتين مصريتين أوفدتا عامي 1875 و1876، أعقبهما عقد صلح مع إسماعيل خديوي مصر عام 1879، ثم خاض معارك متتالية مع جماعة المهدي وخليفته التعايشي الذين يسمون «الدراويش» إذ استطاع هؤلاء اجتياح گوندَر عام 1888 فاتجه الملك غرباً للانتقام منهم والتقى بهم في معركة دامية في القلاّبات عام 1889 انتهت بهزيمته ومصرعه.

منليك الثاني (1889-1913)

وخلفه في العام نفسه حاكم شوا باسم منليك الثاني (1889- 1913) الذي يعد المؤسس الحقيقي للامبراطورية الإثيوبية الحالية. فقد بنى العاصمة الجديدة أديس أبابا، وتوسع شرقاً وجنوباً وغرباً فضم إلى دولته مساحات شاسعة لم تكن أجزاء من إثيوبيا من قبل، وحاول استغلال التنافس بين الدول الاستعمارية الثلاث: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لتحقيق ما يريد، فاعترفت ثلاثتها بالحدود الجديدة لمملكته لقاء موافقته على مقاسمتها المناطق الساحلية أريتريا وجيبوتي والصومال، وإن كان هدفه النهائي، وفقاً لرسالة وجهها عام 1891 إلى الدول الثلاث وإلى ألمانيا وروسيا، استعادة السيطرة على المناطق الساحلية وكذلك على المنطقة الشمالية الغربية حتى الخرطوم والجنوبية حتى بحيرة ڤيكتوريا لأنها، كما زعم، كانت في الماضي جزءاً من إثيوبية وهوزعم لاسند له في التاريخ. بيد حتى الدول الاستعمارية كانت أكثر دهاء وأشد بأساً من منليك، فمضت في تطبيق خططها في استعمار القرن الإفريقي بالقوة تارة وبالدبلوماسية تارة أخرى، فقد استولت إيطاليا على ميناء عصب عام 1882، ثم شجعتها بريطانيا على الاستيلاء على مصوع عام 1885 لتحقيق هدفين اثنين: أحدهما حتى تقدم إيطاليا المساعدة في القضاء على الحركة المهدية، وثانيهما: حتى تمنع فرنسا، التي كانت قد حصلت على موطئ قدم لها في جيبوتي عام 1862 من التوسع. غير حتى فرنسا أقنعت منليك بالقيام بعمل مشهجر يصد الخطر البريطاني الزاحف من الشمال، بعد حتى احتلت بريطانيا مصر ثم السودان إثر إخماد الحركة المهدية، ومن الجنوب حيث كانت لها السيادة على مينائي زيلع وبربرة في المنطقة التي سميت فيما بعد «الصومال البريطاني». واتفقت الدولتان على إرسال حملتين عسكريتين إثيوبية وفرنسية تلتقيان في فاشودة عام 1897، ولكن الخطة انتهت بالإخفاق وانسحاب الحملتين كلتيهما.

وأقنعت فرنسا عام 1892 ملك إثيوبيا بالموافقة على أعطى خط للسكة الحديدية يربط عاصمته الجديدة أديس أبابا بميناء جيبوتي، وكان هدفها الحقيقي من ذلك حتى يمتد هذا الخط فيما بعد غرباً ليصلها بمستعمرتها الكونغو- برازافيل. ولم تقنع إيطاليا بحصتها من الغنيمة - وهي أريترية، وعلى الرغم من اعتراف إثيوبيا في معاهدة أوشيالي Uccialli أوWuchali عام 1889 بالسيادة الإيطالية هناك زحفت جيوش إيطالية نحوالداخل، فتصدّى لها الملك وخاض معارك كثيرة حتى ألحق بها هزيمة ساحقة في عدوة Adawa عام 1896، وقد قدم الفريق صادق المؤيد العظم الذي زار إثيوبيا عام 1904 لينقل رسالة ودية من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني إلى منليك - في كتاب وضعه عن مهمته هناك - عرضاً وافياً لهذه المعارك جميعها. على حتى منليك عاد فأبرم معاهدة مع الدول الاستعمارية الثلاث تمنحها امتيازات كثيرة بينها استمرار السيادة الإيطالية على أريتريا، فلمّا توفي عام 1913 - بعد سقم عضال دام سبع سنوات - خلفه ولي عهده ليج اياسو Lij Iyasu وكان عمره ستة عشر عاماً. وتودد الحاكم الجد إلى مسلمي إثيوبية - وأعرب إسلامه - فقام ضده تحالف مؤلف من الكنيسة وزعماء الأنطقيم والدول الاستعمارية تمكن من خلعه عام 1916 قبل حتى يجري تتويجه، فخلفته زوديتوZauditu ابنة منليك على حتىقد يكون الأمير الشاب تفاري Tafari - الذي كان أبوه ابن عم لمنليك - وصياً على العرش وولياً للعهد.

عهد هيلاسلاسي (1913-1936)

نطقب:رئيس

Iyasu V (Lij Iyasu), Emperor of Ethiopia from 1913–16.

ما لبث تفاري حتى قضى سريعاً على منافسيه فقد أصبح صاحب اليد العليا في المملكة بل إنه أجبر الامبراطورة على الاعتراف به ملكاً على إقليم شوا عام 1928 فصارت منذ ذلك الحين تملك ولاتحكم، ولما توفيت عام 1930 توّج تفاري امبراطوراً باسم هيلاسلاسي الأول، وشرع بإحكام قبضته على البلاد بتقييد نفوذ الكنيسة وإضعاف سلطة الحكام في الأنطقيم. غير حتى إيطالية غزت إثيوبيا عام 1936 - على الرغم من معاهدة الصداقة التي عقدها البلدان عام 1928 - منطلقة من مستعمرتيها في أريتريا والصومال الإيطالي لتؤلف ما سمّته: «إفريقيا الشرقية الإيطالية». ولجأ الامبراطور إلى بريطانيا ولم يستطع العودة إلى عاصمته عام 1941، إلا بعد حتى طردت القوات البريطانية الإيطاليين منها، وعقدت بريطانيا وإثيوبيا معاهدات ضمنت للبريطانيين التحكم في شؤون البلاد السياسية والعسكرية والمالية عقداً كاملاً، ثم حل محلها معاهدات مماثلة مع الولايات المتحدة. وقد ساعد الحلفاء المنتصرون - نظير تحقيق مصالحهم - نظام هيلاسلاسي على البقاء ولوإلى حين، كما باركوا ضمّه أوگادين عام 1950 ثم أريتريا عام 1962 إلى إثيوبيا فبلغت أقصى اتساع جغرافي لها في تاريخها كله.


الفترة الإيطالية (1936-1941)

1936: الإيطاليون يحتلون أديس أبابا

وفيخمسة مايو1936، ضمن مسيرة الارادة الحديدية، احتلت القوات الإيطالية أديس أبابا.

خريطة شرق أفريقيا الإيطالي بعد ضم إيطاليا لإثيوپيا، كجزء من الامبراطورية الإيطالية

الحرب العالمية الثانية

1941: هيلاسلاسي يحمل فهم إثيوپيا إعلاناً لإستقلالها.

وفيخمسة مايو1941، عاد الإمبراطور هيلا سيلاسي إلى أديس أبابا وأعرب عن استقلال إثيوپيا.

Haile Selassie's reign as emperor of Ethiopia is the best known and perhaps most influential in the nation's history.


بعد الحرب العالمية الثانية (1941-1974)

Population in 1976 Ethiopia, when Eritrea was the fourteenth province.

إلغاء النظام الملكي

عمل الإيطاليون في فترة استعمارهم لإثيوبيا على شق الطرق وإقامة الجسور ومد شبكات الكهرباء والهاتف وتأسيس المستشفيات وتطبيق المشروعات العمرانية لأهداف عسكرية بالدرجة الأولى وتدفق الآلاف منهم - آنذاك - على إثيوبية فعملوا فيها واختلطوا بأهلها، مما أدى إلى نشر الثقافة الأوربية بين كثير من الناس، وحمل العائدون إلى البلاد ممن هربوا من الاحتلال أومن الطلاب والعسكريين والفنيين الذين درسوا في الخارج رياح التغيير معهم. وكان هيلاسلاسي يقابل المعارضة المتزايدة - ولاسيما لدى القوميات غير الأمهرية - بالمراوغة والمماطلة وبذل الوعود. فكرّت السنون تلوالسنين والحال هي الحال، وعلى الرغم من وقوع محاولة انقلاب بقيادة قائد الحرس الامبراطوري ومدير المخابرات عام 1960 - كادت حتى تعصف به - فإن نهجه لم يتبدّل، ولما سقطت المجاعة التي قضت على أكثر من 300 ألف نسمة في ولايتي ولّووتغري عامي 1972 - 1973 ثم تبعتها هزيمة الجيش الإثيوبي المنكرة في أريتريا مطلع عام 1974 دُق الإسفين الأخير في نعش النظام الملكي، فخرج الجيش من ثكناته، وتسلم مجلس عسكري الحكم، وأعرب خلع الامبراطور في أيلول من العام نفسه ثم ألغي النظام الملكي الامبراطوري العام التالي (1975م).

الفترة الشيوعي (1974-1991)

Tanks in the streets of Addis Ababa after rebels seized the capital during the Ethiopian Civil War.

الجمهورية الاتحادية الديمقراطية (1991 إلى الوقت الحاضر)

Flag of the Oromo Liberation Front (OLF).

الهجريب العرقي

سمّى الباحث الإيطالي كونتي روسيني Conti -Rossini إثيوبية «متحف الشعوب» لكثرة ما فيها من عروق وقوميات، غير حتى أبرز الجماعات، من حيث عددها أوهيمنتها على شؤون البلاد، خمس.

الأمهريون

كانت بداية ظهورهم الأسرة الحاكمة المسماة «السليمانية» في الثلث الأخير من القرن 13 وقد هيمنوا منذ ذلك الحين على جميع القوميات الأخرى وجعلوا لغتهم لغة البلاد الرسمية، ويقدر عددهم اليوم بنحو25٪ من عدد السكان يتوزعون في ثلاثة ولايات هي شوا، وولو، وبغمدير Begemdir وسيمن Simen.

التغريون

موطنهم ولاية تگري التي تقع فيها المدن الثلاث أكسوم ولاليبلا وغوندر، وعددهم أقل من عدد الأمهريين، ويقدّر بـ 12٪ من السكان. وقد استعاد الأمهريون السلطة منهم بوصول منليك الثاني إلى الحكم عام 1889 ولكنهم قاوموا الهيمنة الأمهرية السياسية والثقافية بعد انتهاء الاستعمار الإيطالي حتى إنهم استطاعوا عام 1943 تحرير عاصمتهم مكله Mekele من القوات الحكومية، ففرض عليهم هيلاسلاسي بعد إخماد ثورتهم، بمعونة عسكرية بريطانية، قوانين تعسفية.

الصوماليون

وهم سكان منطقة أوگادين التي خضعت لسيطرة إثيوبية في عهد منليك الثاني بعد حتى تخلت عنها الدول الاستعمارية لفقرها. وتوحّد روابط اللغة والإسلام والثقافة بينهم وبين إخوانهم في الصومال، وقد تزعّم محمد عبد الله حسن حركة مقاومة مسلحة منذ بداية القرن العشرين حتى موته عام 1920. ثم أعرب ثوار أوگادين - التي يقدر عدد سكانها اليوم بمليون نسمة - الحرب على الحكومة الإثيوبية في العقد السابع بدعم من حكومة الصومال.

الگوراجيون Gurages

وهم خليط من المسلمين والمسيحيين والوثنيين يمارسون الزراعة البدائية والرعي ويتحدثون لغة سامية ذات لهجات متعددة، وموطنهم غرب بحيرة زوي Zwai إلى الجنوب من أديس أبابا وعددهم يقارب مليون نسمة.

الأوروموOromo

(أوالگالا Galla باسم لغتهم وهي لغة حاميّة) أكثر القوميات في إثيوبية عدداً، إذ يؤلفون وحدهم ما يقرب من نصف سكان البلاد كلها، وقد ضمّ منليك الثاني المناطق التي كانوا يسكنونها في الجنوب إلى امبرطوريته، وأدّت وسائل الترغيب والترهيب إلى تنصير قسم منهم وتخليهم عن هويتهم وثقافتهم، غير حتى قسماً آخر تحول إلى الإسلام، ومازال قسم ثالث باقياً على الوثنية.

الديانات

قُدّر عدد سكان إثيوبية عام 1976 بتسعة وعشرين مليوناً وبلغ عام 1997 نحو57.171.662 يختلف الباحثون في توزيعهم بحسب عقائدهم. فيرى بعضهم أنهم موزعون ثلاثة أثلاث بين الإسلام والمسيحية والوثنية، على حين يمضى آخرون إلى حتى المسيحيين وحدهم يؤلفون نحو40٪ وأن المسلمين يؤلفون 45.5٪ (1997) منهم أما الباقون فهم وثنيون.

الإسلام

بدأت صلات إثيوبيا بالإسلام مع هجرة المسلمين إلى الحبشة هرباً من اضطهاد المشركين وذلك في السنة الخامسة من بداية الدعوة الإسلامية أي في عام 614م. قيل إذا الخليفة عمر بن الخطاب أنفذ سنة 641م حملة بحرية صغيرة إلى ساحل الحبشة. وفي العصر الأموي سيطر الأمويون على جزائر دهلك في خليج مُصَوَّع، ثم قامت فيها سلطنة إسلامية في القرن العاشر، وقد عثر هنالك على كتابات عربية كثيرة مؤرخة يعود أقدمها إلى مطلع القرن المذكور. وعبر التجار والمهاجرون المسلمون في هذه الحقبة نفسها من الساحل الشرقي للبحر الأحمر إلى الجزء الجنوبي من ساحله الغربي فانتشر الإسلام على أيديهم سلماً على طول الساحل أول الأمر ثم انتقل إلى الداخل، وكانت سلطنة داموت Damot في المنطقة الواقعة غرب أديس أبابا اليوم - فيما يظهر - أول كيان إسلامي في الداخل، وتبعتها سلطنتا شوا، في الولاية المعروفة بهذا الاسم حتى اليوم، وإيفات Ifat إلى الشرق منها. وما لبثت سلطنتان أخريان حتى نشأتا إحداهما عدل Adal إلى الشرق من إيفات والأخرى هديا Hadya في ولاية سيداموSidamo الحالية في الجنوب. ولكن المملكة الإثيوبية المسيحية قضت عليها واحدة تلوالأخرى.

غير حتى أعظم الإمارات الإسلامية شأناً وأطولها عمراً وأشدها بأساً هي تلك التي ظهرت في هرر في القرن الخامس عشر، وكادت في القرن الذي تلاه حتى تقضي على المملكة المسيحية قضاء مبرماً كما سبق. ويبدوحتى الصراع الدامي بين الإسلام والمسيحية آنذاك لم يكن محلياً صرفاً، فقد شعرت أوربة المسيحية بالخطر إثر استيلاء العثمانيين على القسطنطينية ثم على البلقان فأرادت ضربهم من الخلف، ولعلها ظنت حتى المملكة الإثيوبية المسيحية تستطيع الزحف شمالاً وإخراج العثمانيين من مصر. غير حتى هذه المملكة شغلت حتى أواخر القرن التاسع عشر بمقارعة خصومها المحيطين بها. وقد أخذ الحكام بعد منتصف القرن التاسع عشر بسياسة تنصير السكان بالإكراه إذ أعرب ثيودور الثاني حتى حدثتي إثيوبية والمسيحية ينبغي حتى تصبحا مترادفتين، كما عقد خلفه يوحنا الرابع مجلساً كنسياً عام 1878 قرّر إعطاء المسلمين ثلاث سنوات والوثنيين خمساً ليظهروا تنصرهم علانية، وألزم المسلمين ببناء الكنائس في مناطق سكناهم. ويعدّ ميخائيل والد ليج إياسوالذي خلعه هيلاسلاسي ومناصروه عام 1916 كما سبق، أحد الذين أُجبروا على الارتداد عن الإسلام وكان اسمه قبل التنصر محمد علي.

المسيحية

تنسب المصادر الإثيوبية المترجمة من اليونانية دخول المسيحية إلى مملكة أكسوم إلى غلام يدعى فرومنتيوس استطاع بعد حتى تقلد منصب «راعي القانون ومحرر أكسوم» تنصير الملك «عيزانا» الذي حكم في القرن الرابع - وقيل الخامس - ثم ارتحل إلى مصر فعيّنه بطريرك الأقباط أول مطران لإثيوبية، وأخذت الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة القبطية ممضى الطبيعة الواحدة وظل رأسها مطراناً مصرياً يسميه الإثيوبيون «أبونا» حتى منتصف القرن العشرين. بيد أننا لانعهد شيئاً عن مدى انتشار المسيحية بين سكان إثيوبيا ولا عن ديانة حكامها في أواخر العهد الأكسومي وماتلاه ما عدا «لاليبلا» باني الكنائس المنحوتة في المدينة التي نسبت إليه. حتى إذ اتى القرن الثالث عشر بدأت الكنيسة تقدم السند الشرعي للحكام الجدد من الأسرة السليمانية فقابل الحكام، هذا الصنيع بمثله وأبتروا الكنيسة مساحات واسعة من الأراضي وأذنوا لها بجباية ضرائب خاصة بها، فبنت بأموالها الطائلة عدداً كبيراً من الكنائس والأديرة تجاوزت في نهاية عهد هيلاسلاسي 16 ألفاً، وبنت كذلك المدارس الدينية التي لم يكن في البلاد حتى نهاية القرن الماضي سواها، وهيمنت الكنيسة بذلك على حياة عامة الناس هيمنة تكاد حتى تكون مطلقة بحيث لم يكن أحد يقدم على عمل إلا بعد مباركة القس وتقبيل يديه.

اليهودية

يسمي اليهود أنفسهم كيلا Kayla أوبيت إسرائيل Betaisrael ويسميهم الإثيوبيون فلاشة Falasha أي المنفيون أوالمهاجرون.

والآراء في أصلهم مختلفة وموطنهم اليوم منطقة سيمن الجبلية شمال بحيرة تانا ولايعهد عددهم على وجه اليقين، والأغلب أنهم لايتجاوزون 30 ألفاً هُجّر منهم أكثر من أربعة عشر ألفاً عامي 1984 و1985 إلى فلسطين المحتلة طبقاً لاتفاق عقد بين الإسرائيليين والحكومة الإثيوبية. وممضىهم توراتي خالص، أي أنهم يعترفون بأسفار موسى الخمسة وحدها المترجمة إلى الجعزية وهي لغتهم الدينية وبها وضعوا مؤلفاتهم، ولكن لغة الحديث عندهم هي الأمهرية أوالتغرينية، أما العبرية فيجهلونها جهلاً تاماً.

نظام الحكم

لم تكن سلطة حكام إثيوبيا منذ تسلم الأسرة السليمانية الحكم حتى بداية عهد منليك الثاني تتجاوز الهضبة الإثيوبية، فقد تعاقب على حكم المنطقة الساحلية المصريون، ثم العثمانيون ينافسهم البرتغاليون، ثم الإيطاليون والفرنسيون، وظلت المنطقة الشرقية في أيدي المسلمين قروناً طوالاً، أما الجنوب فكان في أيدي الصوماليين وقبائل الأورومو. إلى غير ذلك كانت المملكة الإثيوبية المسيحية حتى بداية عهد منليك محصورة في ثلاثة أنطقيم هي تگري وأمهرة وشوا، وكانت تمر أحياناً سنوات بعد وفاة أحد الملوك يبقى فيها العرش شاغراً فيشتد الصراع بين الحكام حتى يخلص الأمر أخيراً لأحدهم بفضل قوته العسكرية ودهائه وما يعقد من صفقات وتحالفات. وكانت مراكز القوة ثلاثة: الملك والكنيسة وحكام الأنطقيم. فأما الملك أوملك الملوك Negusa Nagast فكانت سلطته - استناداً إلى أسطورة انحداره من سلالة سليمان - مطلقة شريطة حتىقد يكون قوياً وإلا فإنها تتقلص حتى تغدوشكلية تماماً. وأما الكنيسة فكانت تدعم الملك دعماً كاملاً إذا ضمن لها أمرين: أحدهما عدم المساس بنفوذها وثروتها وسيطرتها، وثانيهما عدم المساس بالمسيحية عامة وبممضىها خاصة، فإن مُسّ أحدهما أوكلاهما قاومت الملك مقاومة شديدة وقد ينتهي الأمر بعزله أوإجباره على التنحي كما عملت بزا دنگل Za Dengal (1603- 1604م) وسوسنيوس (1607- 1632م) وليج إياسو(1913- 1916م).

وكان حكام الأنطقيم :الرؤوس» (جمعاً لحدثة «رأس» التي تنطق في الأمهرية «راس» بتسهيل الهمزة) يؤيدون الملك ويدفعون له ضريبة، ولكنهم يديرون شؤون أنطقيمهم بأنفسهم، وقد يتخذ بعضهم لقب «ملك»، وربما انفصلوا عن ملك البلاد وساعدوا على الإطاحة به، إذا لم ترقهم سياسته كما عملوا بثيودور الثاني (1855- 1868م) ثم بليج إياسو. ولم يكن ملوك إثيوبيا - في أغلب الأحيان - قادرين على كسر شوكة هؤلاء الحكام بسبب جيوشهم الخاصة بهم وبسبب وعورة الطرق واتساع المساحات.

عدَّ حكام إثيوبيا، وغالبيتهم من الأمهريين، أنفسهم سادة للشعوب والقوميات المجاورة التي خضعت لهم قروناً، فكانوا يبيعون جماعات من هؤلاء الأقوام عبيداً إلى الجزيرة العربية ومصر والسودان، وكانوا يستملكون الشعوب المقهورة في الحرب أرضاً وسكاناً. فأما الأرض فكانت توزّع على الكنيسة والقادة ورجال الحاشية. وأما أصحابها الأصليون فكانوا يلزمون بالبقاء فيها لاستغلالها وتقديم ريعها إلى أصحابها الجدد، إلى غير ذلك يتوارث هؤلاء العبودية جيلاً فجيلاً، وجرى العهد آنذاك أيضاً حتى يتقاسم المنتصرون الأسرى والسبايا عبيداً فيما بينهم. وقد روى شاهد عيان من القرن التاسع عشر حتى حصة منليك الثاني وحده بلغت من غنائم إحدى المعارك 1800 من الأسرى العبيد، وروى آخر زار إثيوبية في العقد الثالث من القرن العشرين حتى بطريرك الكنيسة الإثيوبية يعدّ من كبار مالكي العبيد. ولم يكن حكام الأنطقيم وجيوشهم وحاشيتهم - حتى عهد هيلاسلاسي - يأخذون رواتبهم من خزينة الملك، بل كان عليهم حتى يضمنوا نفقاتهم بأنفسهم فضلاً عن الضريبة التي ينبغي إرسالها إلى الملك، فجعلوا الأرض ومن عليها وما عليها ملكاً لهم يسخرون من فيها وما فيها للحصول على ما يريدون، وكان الملك والحكام في حاجة إلى تأييد الكنيسة لتحقيق أغراضهم فأبتروها مساحات واسعة من الأرض حتى صارت تمتلك في عهد هيلاسلاسي نحوثلث أراضي الدولة كلها.

عمل هيلاسلاسي على تمكين قبضته عل البلاد بإجراءات متعددة فأنشأ جيشاً نظامياً بمساعدة البريطانيين وأضاف إليه الحرس الامبراطوري وقوات المقاومة السابقة ضد الإيطاليين فضمن بذلك تفوقاً عسكرياً ساحقاً على جميع خصومه ومنافسية، إلى غير ذلك ألغى جيوش الأنطقيم وعزل حكامها واحداً إثر الآخر، وقسم البلاد إلى ولايات يدير شؤونها موظفون تعينهم حكومة الملك وتعزلهم وتدفع رواتبهم، وأصبح هيلاسلاسي، بعد انفصال الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة القبطية، رأس الكنيسة الذين يعين - وفقاً للدستور - أساقفتها، فألغى حق الكنيسة في جباية الرسوم والغرامات من الناس، واستبدل بحق السلب والنهب الذي كان يمارسه حكام الأنطقيم السابقون ومعاونوهم نظاماً جديداً لجباية الضرائب، وأبطل كذلك نظام السخرة، وإن كان ما نُفذ من ذلك كله قليلاً جداً. وقد قرر النظام العسكري الذي أسقط نظام هيلاسلاسي 1974 تحويل إثيوبيا إلى دولة اشتراكية ذات نظام ماركسي لينيني، واتبع نظاماً أوتوقراطياً عسكرياً، الغلبة فيه للقومية الأمهرية، مما أدى إلى ازدياد نشاط المنظمات المعارضة في البلاد وخاصة جبهات تحرير إريتريا وتگري وأورومو. وتكررت الهزيمة في إريتريا التي نالت استقلالها عام 1993 كما سقط الحكم الشيوعي فيها وحكم منگستوهايله مريام، وغدت إثيوبيا جمهورية فدرالية تسير على هدى دستور حديث وضع عام 1995.

اللغات والآداب

تقسم اللغات الإثيوبية إلى ثلاث مجموعات كبيرة: كوشية ونيلية وسامية. فأما أولاها فأهمها الصومالية وهي السائدة في أوغادين، والأورومووهي لغة القبائل المعروفة بهذا الاسم (وتسمى أيضاً الغاليّة Galenna نسبة إلى الگالا)، وأما الثانية فتضم مجموعة من لغات القبائل الصغرى في أريترية ومنطقة الحدود مع السودان وهي محدودة الانتشار. وأما المجموعة السامية فأهم لغاتها ست: الجعزية Geez والأمهرية Amharic والتگرينية Tigrinya والتگرية Tigre والغوراجية Gurage والعربية، وتعد الجعزية أقدمها وأهمها لأنها لغة النقوش الأكسومية ولغة التراث الإثيوبي حتى عهد قريب، وخطها متطور عن الخط العربي الجنوبي «المُسند» الذي أضيفت إلى حروفه رموز للحركات فخلّصته من اللبس وعدم الوضوح، غير حتى الأمهرية أخذت منذ القرن الثالث عشر تحل محلها بسلطان حكام إثيوبية الأمهريين وكانت أول الأمر لغة الحديث للقومية الأمهرية وحدها، ثم انتشرت انتشاراً واسعاً حتى أصبحت اللغة الرسمية والأدبية للبلاد، فتراجعت الجعزية واقتصر استعمالها على الشؤون الكنسيّة، شأنها في ذلك شأن اللاتينية في أوروبة في العصر الحديث. ويلي الأمهرية في الانتشار التغرينية ومواطنها في شمالي إثيوبية وبعض مناطق أريتريا وتگري، فالتگرية في أجزاء من أرتيرية، والغوارجية في المنطقة التي تحمل اسم گوارجية في جنوب أديس أبابا وهي تتفرع إلى لهجات متعددة. أما العربية فموطنها في المنطقة الساحلية حيث يكثر المسلمون، وهي لغة التفاهم في الأسواق والمراكز التجارية في الداخل ولها مكانة خاصة في المدارس الإسلامية في هرر وسواها بصفتها لغة القرآن الكريم. وظلت العربية والتغرينية لغتين رسميتين لحكومة إقليم أريترية حتى عام 1957.

ويتسم الأدب الإثيوبي الذي وصل إلينا بسمتين مميزتين: إحداهما غلبة الطابع الديني عليه، والأخرى أنه أدب مترجم، ولعل ذلك يرجع إلى حتى التعليم كان محصوراً برجال الكنيسة الذين لم يهتموا بآداب اليونان والرومان والعرب وفلسفتهم وعلومهم، بل جعلوا الكتاب المقدس وما يتصل به من علوم لاهوتية مصدر المعارف كلها. وقد مرّت الترجمة في عهدين تفصل بينهما فترة دامت نحوخمسة قرون لم يصل منها شيء يستحق الذكر، وكانت الترجمة في العهد الأول منهما - أي من القرن الخامس إلى القرن الثامن ، من اليونانية وضمت الكتاب المقدس، وأسفاراً أخرى أهمها: كتاب «اليوبيل» Jubilees و«أخنوخ» Enoch و«صعود اشعياء» Ascension of Isaiah و«ابن سيراخ» Sirach، وكتابان في الرهبنة هما «قوانين باخوم» مؤسس نظام الرهبنة في مصر و«كتاب الرهبان»، وكتاب عنوانه «كيرلس» Kyrillos نسبة إلى بطريرك الإسكندرية المتوفى عام 444م، وكتاب آخر يدعى «الفيزيولوجية» Physiologos عن النبات والحيوان مع تضمينه رموزاً مسيحية، وكانت الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب شائعة في أوربة في القرون الوسطى. وبدأ العهد الثاني أواخر القرن الثالث عشر، وفيه صارت المؤلفات العربية مصادر الترجمة، وإن كان بعضها مترجماً أصلاً عن اليونانية أوالسريانية، كما تدل بعض المواضع في النصوص المترجمة على حتى أصولها العربية مترجمة عن القبطية، وأهم ما وصل إلينا «جلال الملوك» (كما سبق) و«نظام المملكة» وهوسجل للبلاط الملكي من القرن الثامن عشر، و«بيان يسوع» الذي يتنبأ بظهور ملك يدعى ثيودور يملأ العالم سعادة وقد ألف في عهد ثيودور الأول (1411- 1414م) نادىية له وكتاب «الضياء» المنسوب إلى الملك غرس يعقوب Zara Yakob (1434- 1468م) وكتابان قانونيان يضمان التشريعات الكنسية هما «قانون الملوك» وهوترجمة «المجموع الصفوي» لصفي الدين بن العسال، و«السندوس» Synodus ومجموعة منها: كتاب الميلاد ومعجزات مريم وتقويم القديسين وسيرة الاسكندر، ضمن سلسلة طويلة من الخط المحشوة بالأساطير تتحدث عن معجزات المسيح ومريم العذراء والقدّيسين والاسكندر المقدوني الذي يعدونه قديساً مسيحياً، وثلاث ترجمات في التاريخ، هي «تاريخ العالم» لجريس بن العميد الملقب بالمكين، و«الوقائع» لأبي شاكر، و«الوقائع» ليوحنا من نيقية وثمة مؤلفات أخرى كثيرة في الوعظ والتنجيم والسحر واللغة والنحووسواها.

وللشعر الديني الذي يمجد مريم العذراء والقديسين منزلة خاصة عندهم، وهوضربان يسمى أولهما «سلام أوصورة» Malke يحيّي ناظمه فيه صديقاً أومحبوباً أويصف محاسن فتاة من الرأس حتى القدم، ويمثل ثانيهما مقطوعات قصاراً تغنّى غناء في المناسبات الدينية، ومما ألف في الأناشيد والتراتيل مجموعة في تسبيح مريم العذراء ونشيد آخر ظهر في مطلع القرن الخامس عشر يسمى «دقة» Deggua وإن كانوا ينسبونه خطأ إلى المغني ياريد Yared الذي عاش في القرن السادس.

أما التأليف بالأمهرية فكانت بدايته على يد المبشرين الذين ترجموا الكتاب المقدس ومؤلفات دينية أخرى إلى الأمهرية لينشروا الممضى الكاثوليكي، ثم ظهر ما يسمّى «أناشيد الملوك» وهوقصائد في مدح الملوك وتمجيدهم، ووصل إلينا سيرة حياة ثيودور الثاني التي ألفها أحد القساوسة، قد نشر أفاوَرق جبرا إياس Afawarq Gabra Iyasus أول رواية بالأمهرية عام 1908 وأتبعها سيرة حياة منليك الثاني، كما نشر هروي ولد سيلاسي Herouy Walda Sellase سيراً أخرى ومجموعات شعرية وروايات تاريخية. ومن الأسماء المعروفة في الأدب الأمهري المعاصر: ماكونين إندال كاتشوMakonnen Endal Katchew وكابادا ميكائيل Kabbada Mikael ومانگستولاما]] Mangestu Lamma وليبان تادسة Liban Tadesse ولاما منگاسا Lamma Mangasa وبلاتا گبرا إگزيابحر Blatta Gabra Egziabher. وأما آداب اللغات الأخرى وهي لغات الحديث للقوميات غير الأمهرية فقد اهتم المستشرقون الذين قدموا إلى إثيوبية بجمعها من أفواه الناس ونشروا مجموعات منها ووضعوا لبعضها معجمات وافية.

العمارة والفن

تعدّ أكسوم ولاليبلا وگوندر المراكز الثلاثة الكبرى التي تمثل حضارة إثيوبية المسيحية في تاريخها ويمتاز الطراز المعماري الأكسومي - المتأثر بنظيره في اليمن القديم - بشكل البناء المربع والمستطيل وإقامته على قاعدة مدرجة يصعد إليها بسلم مؤلف في العادة من سبع درجات، واستخدام الحجارة والخشب، ويتناوب في الجدران بروز بعض العوارض الخشبية وتراجع بعضها الآخر - ويسمون ذلك النمط «رأس القرد» وليس فيها من الملاط سوى الطين. ونجد تطويراً لهذا الطراز في كنائس لاليبلا التي بنيت في عصر تال، أي بدءاً من القرن العاشر، وأكبرها كنيسة مخلّص العالم التي يبلغ طولها 33 مترا وعرها 23 متراً وارتفاعها 11 متراًً، ولكن أكثرها غرابة كنيسة القديس جورج المنحوتة على شكل صليب مربع في منخفض عميق بحيث لايرى المرء سقفها إلا بعد حتى يدنومنها، أما غوندر فكان تأسيسها بعد انفتاح إثيوبية على الغرب وقدوم المبشرين اليسوعيين البرتغال والإسبان، وسرعان ما أصبحت بفضل استقرار الملوك فيها وإنفاقهم الأموال الطائلة على توسيعها وتطويرها إحدى المدن الكبرى في إفريقية في القرن السابع عشر، ويذكر الطراز المعماري الغوندري كما تعرضه قلاع المدينة وقصورها وأبراجها وكنائسها وجسورها وبواباتها، بالطراز المعماري المعروف في أوربة في عصر النهضة.

ويلمح المرء فيما بقي سالماً من أيقونات ورسوم تمثل الحواريين والقديسين وموضوعات أخرى مستوحاة من الدين المسيحي أثر الفن البيزنطي الذي ساد آنذاك، وإن كان هنا أكثر بساطة. وفي بعض الكنائس كما في كنيسة مريم في دبرا صهيون Derba Seyon زخارف هندسية ونباتية على النمط المألوف في العمارة الإسلامية، وتحلّى المخطوطات برسوم دينية الطابع كصليب المسيح، والبشارة، وشجرة الحياة.

أما الطراز المعماري الإسلامي فما زالت منه بقية في هرر حتى اليوم، ومع حتى منليك الثاني أخضعها في نهاية القرن الماضي لسلطانه وأقام عليها ابن عمه ماكونن Makonnen وهووالد هيلاسلاسي، ليصبغها بالصبغة الأمهرية، فإن هذه المدينة بسورها ذي البوابات السبع - المزينة بالآيات القرآنية وكتابات بالهجرية العثمانية - ومساجدها الأربعة وأسواقها وبيوتها لا تختلف كثيراً عن مدن اليمن.

انظر أيضاً

  • History of Africa
  • Italians of Ethiopia
  • Kingdom of Jimma
  • List of Emperors of Ethiopia
  • List of human evolution fossils
  • List of heads of government of Ethiopia
  • List of Presidents of Ethiopia
  • Rulers of Ethiopia
  • People of Ethiopia
  • Political history of Eastern Africa
  • Politics of Ethiopia
  • Subdivisions of Ethiopia

قراءات أخرى

  • African Zion, the Sacred Art of Ethiopia. New Haven: Yale University Press, 1993.
  • Antonicelli, Franco (1961). Trent'anni di storia italiana 1915 - 1945. Torino: Mondadori.
  • Bahru Zewde. A History of Modern Ethiopia, 1855-1974, Addis Ababa University Press, Addis Ababa 1991.
  • Bernand, Étienne; Drewes, Abraham Johannes; Schneider,Roger; Anfray,Francis (1991). . Académie des inscriptions et belles-lettres, De Boccard. ASIN B0000EAFWP.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Del Boca, Angelo (1985). Italiani in Africa Orientale: La conquista dell'Impero. Roma: Laterza. ISBN .
  • Gibbons, Ann. The First Human : The Race to Discover our Earliest Ancestor. Anchor Books (2007). ISBN 978-1-4000-7696-3
  • Henze, Paul B. (2000). . C. Hurst & Co. Publishers. ISBN .
  • Johanson, Donald & Wong, Kate. Lucy's Legacy : The Quest for Human Origins. Three Rivers Press (2009). ISBN 978-0-307-39640-2
  • Markakis, John & Nega Ayele (1978). Class and Revolution in Ethiopia. Addis Abeba: Shama Books. ISBN .
  • Marcus, Harold A History of Ethiopia, Berkeley 1994.
  • Mauri, Arnaldo (2003), The early development of banking in Ethiopia, "International Review of Economics", ISSN 1865-1704, Vol. 50, n. 4, pp. 521–543. WP of the same author [1]
  • Mauri, Arnaldo (2009), The re-establishment of the national monetary and banking system in Ethiopia, 1941-1963, South African Journal of Economic History, ISSN 1011--3436, Vol. 24, n. 2, pp. 82–130.
  • Mauri, Arnaldo "Monetary developments and decolonization in Ethiopia", Acta Universitatis Danubius Œconomica, ISSN 2065-0175, Vol.ستة n. 1, 2010, pp. 5–16.[2]
  • Munro-Hay,Stuart (1992). . Edinburgh University Press. ISBN .
  • Pankhurst, Richard (2001). The Ethiopians: A History (Peoples of Africa). Wiley-Blackwell; New Ed edition. ISBN .
  • Pankhurst, Richard (2005). Historic images of Ethiopia. Addis Abeba: Shama books. ISBN .
  • Phillipson, David W. (2003). Aksum: an archaeological introduction and guide. Nairobi: The British Institute in Eastern Africa. ISBN .
  • Sergew Hable Selassie. Ancient and Medieval Ethiopian History to 1270 Addis Ababa: United Printers, 1972.
  • Taddesse Tamrat. Church and State in Ethiopia, 1270-1527 Hollywood, CA: Tsehai Publishers & Distributors, second printing with new preface and new foreword 2009.
  • Vestal, Theodor M. "Consequences of the British occupation of Ethiopia during World War II", B.J. Ward (ed), Rediscovering the British Empire, Melbourne 2007.
  • Young, John (1993). . Cambridge University Press. ISBN .

المصادر

  1. ^ مسقط العدالة للجميع
  2. ^ كتاب "أنساب اليمن"
  3. ^ مسقط صوت النيل
  4. ^ منتدى العز الثقافي
  5. ^ منتدى الجزيرة
  6. ^ حملت هزيم. "تاريخ إثيوبية وحضارتها". الموسوعة العربية. Retrieved 2009-04-30.
  • نظرة تحليلية في العروبة الأرترية

المراجع

  • الحرب واللجوء لمؤلفه ولدي ياسوس عمار
  • منطقة بعنوان حكام الممالك السبع في إقليم الطراز الإسلامي يخضعون لملك الملوك الذي يدين له بالطاعة 99 ملكاً, من جريدة الأهرام لللدكتور محمد محمود الصياد.
  • السيوطي ، جلال الدين: "لب اللباب في تحرير الأنساب"
  • دائرة المعارف الإسلامية: "الطبعة العربية"
  • المقريزي ، تقي الدين: "الإلمام بمن في أرض الحبشة من ملوك الإسلام"
  • المسعودي: علي بن الحسين: سروج المضى ومعادن الجوهر
  • سالم ، حمدي السيد: " الصومال قديماً وحديثاً"
  • الصياد: محمد محمود: "الناس في إفريقية"
  • رياض ، زاهر: "الإسلام في إثيوبيا" دار الفهم
  • قاسم ، جمال زكريا: "الممالك الإسلامية في الحبشة"

S. Grebaut, Supplement au Lexican Linguae Aethiopicae de August Dillmann E. Ullendorff, The Ethiopians: An Introduction to Country and People E. Littmann, Deutsche Aksum Expeditian. IV, sabaische, griechische and ultuhessinische Inschriften (Berlin, 1913). E. Ullendorff, “Siudies in the Ethiopic Syllabary" in Alrica Deutsche Aksum Expedition Ullendorf, The Semitic Languages of Ethiopia: A Comparative Phonology

  • تاريخ الطبري
  • ابن هشام: السيرة
  • العمري: مسالك الأمصار الحفتي الغنائي الجواهر الحسان في تاريخ الحبشان
  • السيوطي: أزهار العروش في اخبار الحبوش
  • عبد المجيد عابدين: بين الحبشة والعرب
  • دكتور إبراهيم على مارخان: "الإسلام والممالك الإسلامية بالحبشة ، مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، المجلدثمانية ، عام 1959م ، ص68

Trimingham: Islam in Ethiopia

  • صبح الأعشى

Budge, William; History of Ethiopia and Nubia هرب فقيه أحمد بن عبد القادر شهاب الدين ، فتوح الحبشة ج1 الدعوة للإسلام للسير توماس أرفولد ترجمة د. حسن إبراهيم صفحة 76 – من كتاب العصر المماليكي – للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور

  • صورة من حياة الصاحبة لرأفت الباشا
  • فتوح الحبشة لشهاب الدين ابن أحمد
  • الإسلام والحبشة عبر التاريخ المهندس فتحي غيث
  • سيرة الحبشة الحسن بن أحمد
  • حمل شأن الحبشان للإمام السيوطي
  • كتاب العبر للعلامة ابن خلدون
  • الفصول في سيرة الرسول لابن كثير
  • الإسلام والممالك الإسلامية في الحبشة مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
  • معجم البلدان للمسعودي
  • الإسلام في إثيوبيا د. زاهر رياض
  • كتاب الدر المنثور للعلامة عبد الباقي
  • كتاب الطراز المنقوش للعلامة عبد الباقي

أزهار العروس للإمام السيوطي السيرة النبوية للشيخ ابن دحلان حاضر العالم الإسلامي للأمير شكيب أوفدان

  • تاريخ إثيوبيا د. زاهر رياض
  • مجموعة من السير والتراجم دار المعارف
  • الحبشة حسن محمد جوهر مراقب قنا التعليمية
  • الإسلام في الحبشة أ. بولس أحمد

تاريخ إريتريا مفتش الآثار الأستاذ/ عثمان صالح سبي

  • إريتريا والتحديات المصيرية للباحث حامد صالح هجري
  • تاريخ الجبرتي لصاحب الفضيلة المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي

من يوميات الجبرتي أ. إبراهيم جلال بك ومقدمه أ. عباس العقاد

  • بين الحبشة والعرب أ. عبد الحميد عابد

مفتش اللغة الحبشية بجامعة فؤاد الأول

  • الحبشة أوإثيوبيا في منقلب تاريخها أ. الكتاب يوسف محمد
  • من يوميات الجبرتي إبراهيم جلال

أين وكيف نشأت أول دولة إسلامية في الحبشة.

  • تقويم البلدان صفحة 161 ، الجزء الخامس.
  • صبح الأعشى في صفحة 325 ، الجزء الخامس.

البدر الطالع صفحة 142 ، الجزء الثاني. في بلاد النجاشي ، رحلة الدكتور مراد كامل. سلسلة اقرأ طبعة دار المعارف بالقاهرة.

  • مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

نقلاً من كتاب (الإسلام والممالك الإسلامية في الحبشة). رحلة فؤاد صادق باشا إلى الحبشة على رأس وفد من قبل الدولة العثمانية

الڤيديو

  • , Haïlé Gerima, US, 1999, Mypheduh Films, 97 min
  • , Ken Kirby, Royaume-Uni, 1989, documentary 2x50min Fascist Legacy at YouTube

الوثائق التاريخية

  • d'Abaddie, Arnauld Michel (1815-1894?), , Tome Ier, Paris, 1868
  • Alvares, Francisco in: Giovanni Battista Ramusio , Anvers, Omnisys, 1558, BNF
  • Blanc, Henri (1831–1911), , traduit de l'anglais par Madame Arbousse-Bastide.
  • Bruce, James, Jean-Henri Castéra, Charles-Joseph Panckoucke, Pierre Plassan, , Paris, 1791
  • Budge, E. A. Wallis, , London 1932.
  • Castanhoso, The Portuguese expedition to Abyssinia in 1541-1543 as narrated by Castanhoso; translated and introduced by Whitrich (Archive.org)
  • Ferret, Pierre Victor Ad., Joseph Germain Galinier , Paris, 1847
  • Giffre de Rechac, Jean de , Hachette, Paris, 1635, BNF
  • Travel and Trade in the Indian Ocean by a Merchant of the Forst Century
  • Reybaud, Louis , Revue des Deux Mondes, tome 27, Paris, 1841
  • Original letters from Ethiopian emperors, website of the national archives of Addis Abeba

منطقات

  • A Brief History of Trade and Business in Ethiopia from Ancient to Modern Times, Dr. Richard Pankhurst, 1999: set of 2 articles published in the Addis Tribune summarizing a speech by Dr. Pankhurst at the 74’th District Conference and Assembly of Rotary International, in Addis Ababa 7–9 May 1999
  • Ethiopia Across the Red Sea and Indian Ocean, Dr. Richard Pankhurst, 1999: set of ثلاثة articles published in the Addis Tribune newspaper in Addis Ababa, Ethiopia, on the relations between Ethiopia and countries on the Indian Ocean in ancient and early medieval times
  • A History of Early Twentieth Century Ethiopia, Dr. Richard Pankhurst, 1997: set of 20 articles published in the Addis Tribune summarizing the history of Ethiopia from the beginning of the 20th century until the 1960s
  • History of Northern Ethiopia – and the Establishment of the Italian Colony or Eritrea, Dr. Richard Pankhurst, 1999: article published in the Addis Tribune showing how Eritrea has historically been a part of Ethiopia
  • Mauri, Arnaldo (2003), "The early development of banking in Ethiopia", International Review of Economics, ISSN 1865-1704, Vol. L, n. 4, Abstract [3]
  • Mauri, Arnaldo (2009), The re-establishment of the national monetary and banking system in Ethiopia, 1941-1963, The South African Journal of Economic History, ISSN 1011-3436, Vol. 24, n. 2, pp. 82–130.
  • Mauri, Arnaldo (2010), Monetary developments and decolonization in Ethiopia, Acta Universitatis Danubius Œconomica, ISSN 2065-0175, VI, n. 1/2010, pp. 5-16. [4] and [5]

وصلات خارجية

  • Ethiopian warrior, Ancient Greek Alabastron, 480-470 BC
  • Pankhurst, Dr. Richard. "History of Northern Ethiopia - and the Establishment of the Italian Colony or Eritrea". Civic Webs Virtual Library. Retrieved March 25, 2005.
  • ETHIOPIA - A Country Study (at the Library of Congress)
  • Prince Alamayou of Ethiopia, by Lord Amulree
  • Fighting Hunger and poverty in Ethiopia (Peter Middlebrook)
  • "The history of the Federal Democratic Republic of Ethiopia" (Hartford Web Publishing website)

تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


تاريخ النشر: 2020-06-07 19:57:49
التصنيفات: CS1 maint: multiple names: authors list, Commons category link is locally defined, مقالات مأخوذة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية, تاريخ إثيوپيا, تاريخ إرتريا, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصرع 11 شخصا وإصابة 35 آخرين في انهيار أرضي بكولومبيا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:23
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 43%

17 مليون طلب تذكرة خاصة بمونديال قطر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:26
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 45%

سحب رعدية ممطرة على عسير حتى الـ٧ مساءً

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:25:03
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 43%

مواعيد صرف مرتبات شهر فبراير ٢٠٢٢ للعاملين بالدولة

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

عاجل /انخفاض الحالات الحرجة بكورونا في المملكة

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:25:05
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

وصول أول طائرة بمطار الداخلة بعد إستئناف الرحلات الجوية بالمغرب

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:12
مستوى الصحة: 27% الأهمية: 24%

أسعار المواد الاساسية بأسواق جهة فاس بالتقسيط ليومه الاربعاء

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:23
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 49%

مطار الداخلة.. استئناف الرحلات الجوية من وإلى باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

مطار الداخلة.. استئناف الرحلات الجوية من وإلى باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

تعديلات قانون "ضريبة الدخل" على مائدة لجنة الخطة والموازنة

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:53
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 65%

الري: تأهيل ترع بأطوال 4269 كيلومتر و46 كيلو متر من المساقي

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

تنظيم عروض فنية بالمعهد الفرنسي لمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:25
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

بالصور..“رموك” يدهس 11 سيارة بالطريق السيار للدار البيضاء

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:20
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

الإتحاد الإفريقي لكرة القدم يُعلن عن التشكيلة المثالية للكان

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:13
مستوى الصحة: 28% الأهمية: 28%

طلب إحاطة لوزير المالية بشأن "القيمة المضافة" على الفنانين

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 12:24:54
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

عاجل/ بعد واقعة الطفل ريان.. بئر مهجورة تستنفر سلطات مراكش +صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-09 15:15:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 42%

تحميل تطبيق المنصة العربية