الاحتجاجات الإيرانية 2019، هي سلسلة من الاحتجاجات المدنية التي انطلقت في عدد من المدن الإيرانية، احتجاجاً على زيادة 200% في أسعار الوقود لكنها تطورت لاحقاً لتضم الاحتجاج على النظام الحاكم والمرشد الأعلى علي خامنئي. بدأت الاحتجاجات مساء 15 نوفمبر وفي غضون ساعات انتشرت إلى 21 مدينة كما وضحته الإنضمامات التي تداولها المحتجون على الإنترنت. كما نُشرت صوراً لإيصال أصوات الاحتجاجات إلى المستوى الدولي.

أفادت منظمة العفوالدولية حتى الحكومة استخدمت القوة المفرطة لقمع المظاهرات مما أسفر عن سقود ما لا يقل عن 143 قتيل جراء الرصاصات التي أطلقتها قوات حرس الثورة الإسلامية والجيش الإيراني بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى. هذا وقد استنكر المتحدث الرسمي باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، مزاعم منظمة العفوالدولية .

ومن أجل إيقاف تشارك المعلومات المتعلقة بالاحتجاجات ومقتل المئات من المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي، قامت الحكومة ببتر الإنترنت، مما أدى إلى انقطاع تام للإنترنت في إيران لحوالي ستة أيام.

خلفية

أدت العقوبات الأمريكية على الحكومة الإيرانية في السنوات القليلة الماضية، إلى جانب سوء الإدارة الاقتصادية وتغوّل الحرس الثوري الإيراني وسيطرته على الاقتصاد الإيراني وزيادة المصاريف العسكرية الإيرانية، خاصة في الخارج الإيراني، إلى حدوث أزمة اقتصادية حادة في إيران. ويُعتبر قرار الحكومة الإيرانية زيادة أسعار الوقود بمثابة محاولة لإدارة الأزمة، وقد وصف التلفزيون الحكومي الإيراني هذه التدابير الاقتصادية بأنها وسيلة للمساعدة في تمويل الإعانات لحوالي 60 مليون إيراني. وقد ارتفع ثمن الوقود إلى:

• 1500 تومان للتر البنزين العادي ضمن الحصة الشهرية.
• 3000 تومان للتر البنزين خارج الحصة الشهرية.
• 3000 تومان للتر البنزين الممتاز.

خط زمني للاحتجاجات

15 نوفمبر

في الساعات الأولى من يوم 15 نوفمبر، وإثر إعلان الحكومة الإيرانية عن قرار حمل أسعار المحروقات بنسبة 200%، بدأت الاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن في إيران، حيث انطلقت أوّلًا في الأحواز، ثم توالت التجمعات في معشور، المحمرة، العميدية، عبادان، بهبهان، سيرجان، دوگنبدان، شيراز، زاهدان ومشهد.

وبحسب ما ورد من تقارير فقد قُتل أحد المحتجين في سيرجان بعد حتى فتحت قوات الأمن النار عليه. هذا وأضرم متظاهرون آخرون في المدينة النار في محطة وقود، وهتفوا «روحاني اخجل من نفسك واهجر البلاد بحالها، أيها الديكتاتور اخجل من نفسك واهجر البلاد بحالها». بينما طالب المتظاهرون في الأحواز الناس بمقاطعة شراء الوقود وبتر الطرقات وتعطيل حركة المرور من خلال وقف سياراتهم وسط الطرق، علامة على الاحتجاج تجاه قرار الحكومة الإيرانية.

في حين قام المتظاهرون في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، بوقف حركة المرور في الشوارع ببتر الطرق السريعة. من جانب متصل، تجمع المتظاهرون في وقت متأخر من الليل في مدينة قدس، إحدى الضواحي الشمالية الغربية لطهران، ودمروا سيارة للشرطة.

16 نوفمبر

في 16 نوفمبر، استمرت الاحتجاجات بالتوسع لليوم الثاني على التوالي، إذ اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية حجمًا وكثافة. وقد تجمع المتظاهرون في أكثر من خمسين مدينة مُندّدين بالارتفاع المفاجئ في الأسعار، حيث انضمت الكثير من المدن الكبرى للموجة الاحتجاجية، أبرزها العاصمة الإيرانية طهران، إضافة إلى مدن تبريز، أصفهان وشيراز. إثر ذلك بدأت قوات قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين بالرصاص الحي في محاولة لتفريقهم، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة محتجين في أصفهان، بهبهان، كرمانشاه، كرج وشيراز. واستهدفت هتافات المتظاهرين النظام وقادته، وكانت أبرز الشعارات التي أطلقها المتظاهرون: «الموت للديكتاتور»، «لا غزة، ولا لبنان، روحي فقط لإيران».

وكانت أبرز الأحداث التي شهدها هذا اليوم، هوحرق الكثير من البنوك في إسلام شهر، بهبهان، طهران، إضافة إلى حرق حوزة دينية واحدة في إصفهان. كذلك أحرق المتظاهرون في شهريار، نصبًا يصور عمامة روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية.

اشتداد الأزمة واتساع حجم الاحتجاجات، أدّى هوالآخر إلى حتى تبتر الحكومة الإيرانية الإنترنت عن المستخدمين في جميع أراتى البلاد.

17 نوفمبر

استمرت الاحتجاجات لليوم الثالث في إيران، وسط تقارير تفيد بأن عشرات الأشخاص قد قتلوا على أيدي قوات الأمن منذ بدء التجمعات في 15 نوفمبر. ذكرت وكالات الأنباء الرسمية أنه تم اعتنطق أكثر من 1000 إنسان حتى الآن وأن الاحتجاجات امتدت إلى أكثر من 100 مدينة في إيران.

قام أصحاب المحلات في طهران وأصفهان بإغلاق محلاتهم وقاموا بالإضراب احتجاجًا على ذلك. من ناحية أخرى قام طلاب جامعة تبريز بهجر الدراسة وتظاهروا داخل الجامعة.

18 نوفمبر

مع الساعات الأولى من صباح 18 نوفمبر؛ نشرت جريدة نيويورك تايمز وثائقَ مُسرَّبة كشفت عن تجنيدِ إيران لعملاء سابقين في السي آي إيه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق كما كشفت عن تغلغل طهران في مفاصل الدولة العراقيّة. بعدها بساعتينِ؛ صرَّح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية قائلًا: «إنَّ صوت الاحتجاجات وصل للحكومة التي تهتمُّ بهواجس الناس ... خلال الأيام الماضية تم استخدام الأسلحة وإحراق محطات بنزين وهذا غير مقبولٍ» ثم تبعهُ الحرس الثوري الإيراني عبر بيانٍ رسميّ نطق فيهِ إنه «سيرد بقوة على محاولات نشر الفوضى في البلاد إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.» بحلول السادسة من مساء اليوم (بالتوقيت المحليّ)؛ تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تجدّد الاحتجاجات في العاصمة طهران وعن اعتنطقِ 150 شخصا من قادة الاحتجاجات في محافظة البرز شمالي البلاد، وفي العاشرة مساءً (بالتوقيت المحلّي دومًا) خرجَ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تصريحاتٍ صحفيّة مقتضبة نطقَ فيها «إنَّ إعلان مسؤولين أمريكيين دعمهم للشعب الإيراني هوكذبٌ واضحٌ» محذرًا من «خطورة» هذه الاحتجاجات.

19 نوفمبر

تواصلت الاحتجاجات في مناطق متفرّقة من إيران على الرغمِ من حتى زخمها قلّ؛ فيمَا اعترفَ مصدرٌ حكوميّ إيراني – لم يكشف عن نفسه – في حديثٍ لوكالة رويترز للأنباء عن مقتلِ عددٍ من الأشخاص خلال احتجاجات الأيام الماضية في مدينة مريوان غربي البلاد. من جانبٍ آخر أعربَ مخط الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه إزّاء استخدامِ الأمن الإيراني الرصاص الحيّ لتفريق المتظاهرين ثمّ حثَّ السلطات الإيرانية على إعادة خدمة الإنترنت للبلاد واحترامِ حق المتظاهرين في حرية التعبير. أصدرت منظمة العفوالدولية في نفسِ اليوم تقريرًا مُفصَّلًا تحدثت فيه عن مقتل 106 متظاهرًا في 21 مدينة إيرانية وفقًا لما جمعتهُ من التقارير التي حصلت عليها مُطالبةً هي الأخرى السلطات في طهران باحترام حقوق الإنسان.

بحلول التاسعة من مساء اليوم بالتوقيتِ المحلي؛ نطقَ مخط المرشد الإيراني «إنَّ ما جرى خلال الأيام الماضية لم يكن تحركًا شعبيًا بل كان عملًا أمنيًا ضدّ البلاد» مُضيفًا: «ليفهم الجميع بأننا أجبرنا «الأعداء» على التراجع عسكريًا وسياسيًا وأمنيًا في الفترةِ السابقة وسنجبرهم على التراجع في ما يخص الحرب الاقتصادية المفروضة على البلاد.»

26 نوفمبر

شهدت الاحتجاجات الإيرانية سقوط عشرات القتلى. وأفادت مواقع إيرانية معارضة بأنه تم إحصاء أكثر من 150 جثة لمحتجين في البلاد.

وأخرجت قوات تابعة للاستخبارات الإيرانية 36 جثة لمحتجين من مستشفى التأمين الاجتماعي في العاصمة طهران بسيارة لنقل اللحوم، وفق ما نقل مسقط إيران إنترناشيونال عن مصادر مطلعة. كما بلغ عدد القتلى في مستشفيات سجاد كرج وشهريار ومدني كرج والبرز كرج 118 شخصاً، وفق المصادر.

إلى ذلك، طلبت وزارة الاستخبارات من جميع أسرة مبلغ 40 مليون تومان لتسليم الجثمان الذي يخصها، واشترطت عدم إقامة مراسم العزاء أوالتواصل مع وسائل الإعلام، وفق المصادر.

وكانت منظمة العفوالدولية قد أعربت الثلاثاء، 26 نوفمبر، حتى "تقارير موثوقة" تشير إلى حتى أكثر من 100 متظاهر قُتلوا في أنحاء إيران. ونطقت المنظمة، إنه "وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، لافتة إلى حتى "حصيلة القتلى الحقيقية من الممكن تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو200 متظاهر".

من جهته، اعتبر المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني، الأربعاء، أنه تم "دحر العدو"، في إشارة إلى التظاهرات التي عمت البلاد، وتخللتها أعمال عنف إثر زيادة أسعار الوقود. ونطق خامنئي: "دحرنا العدوخلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة".

وعلى خطى المرشد، اتهم الرئيس حسن روحاني "الأعداء والأجانب" بالوقوف وراء الاحتجاجات التي عمت معظم محافظات البلاد. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية حتى روحاني أعرب، الأربعاء، فوز الحكومة على ما وصفها بـ"الاضطرابات"، متهماً "أعداء أجانب بإشعالها".

من جانبه، أعرب قائد شرطة طهران، بحسب ما نقلت وكالة أنباء إسنا، اعتنطق الكثير ممن وصفهم بـ"الزعماء الرئيسيين لأعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الإيرانية مؤخراً"، مشيراً إلى حتى "هؤلاء الأشخاص يعدون من الأشرار والمخلين بالنظام العام، وسيتم التعامل معهم بشكل صارم".

الخسائر

• 15 نوفمبر: قُتل رجل في مدينة سيرجان وأصيب الكثير من المتظاهرين بعد حتى فتحت قوات الأمن النار عليهم.
• 16 نوفمبر: قُتلعشرة أشخاص في مظاهرات يوم السبت.
• 21 نوفمبر: بلغ عدد القتلى إلى أكثر من 150 قتيلا مع آلاف المصابين والجرحى، وذكرت وكالات الأنباء والصحف حتى قوات تابعة للاستخبارات أخرجوا 36 جثة لمحتجين قتلوا في التظاهرات، من مستشفى التأمين الاجتماعي في طهران، في سيارة نقل اللحوم. وأضاف المصدر حتى عدد القتلى في مستشفيات سجاد كرج، وشهريار، ومدني كرج، والبرز كرج، بلغ 118 قتيلا.

ردود العمل

محلياً

• رضا بهلوي الثاني غرد حتى الجمهورية الإسلامية لم تجلب سوى الفقر والمعاناة للشعب الإيراني. ونطق أيضًا إذا الشيء الوحيد الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية مجانًا هوالنفط لحلفائها في المنطقة، في إشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
• بروانة سلحشوري عضوة في البرلمان الإيراني صرحت حتى قرار زيادة ثمن الوقود لم يتخذ من قبل مجلس الشورى الإسلامي بل من قبل رؤساء الفروع الثلاثة. صرحت بروانة "لقد مر وقت منذ مشاركة البرلمان في عملية خلق القرار"، وفي إشارة إلى البرلمان نطقت: "إن المظهر الأخير للديمقراطية التي لدينا لم يعد كما كان. أغلقوا البرلمان المقبل، إنه عمل المقاومة الاقتصادية".
• طلب آية الله العظمى محمد علي گورگاني من الحكومة "تغيير قرارها بزيادة أسعار الوقود قبل فوات الأوان".

دولياً

• وزير الخارجية الأمريكي مايك پومپيوأيد المظاهرات وذكر حتى "الولايات المتحدة مع الشعب الإيراني".

انظر أيضاً

• الاحتجاجات العراقية 2019
• الاحتجاجات اللبنانية 2019
• الاحتجاجات والإضرابات العامة الإيرانية 2018-2019
• الرقابة على الإنترنت في إيران
• أزمة الخليج العربي 2019
• الاحتجاجات الإيرانية 2017-2018

مرئيات

المصادر