أبوذؤيب الهذلي
أبوذؤيب الهذلي (توفي 27 هـ/647م) شاعر، مخضرم جاهلي إسلامي، أسلم على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يره.
ذكر محمد بن إسحاق بن يسار نطق: حدثني أبوالآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه حتى أبا ذؤيب الشاعر حدثه نطق: «بلغنا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهويقول: خطب أجل أناخ بالإسلام بين النخيل ومعقد الآطام نطق أبوذؤيب: فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب، وفهمت حتى النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وهوميت من علته فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأبلغني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام».
فقلت:« مه. نطقوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا وقيل هومسجى وقد خلا به أهله فقلت: أين الناس فقيل: في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار».
وأكمل قائلا: «فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتحدثت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتحدث أبوبكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويفهم مواضع فصل الخصام والله لقد تحدث بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه، ثم تحدث عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبوبكر ورجعت معه».
نطق أبوذؤيب: «فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه صلى الله عليه وسلم ثم أنشد أبوذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم»:
لما رأيت الناس في عسلاتهم | ما بين ملحود له ومضرح |
متبادرين لشرجع بأكفهم | نص الرقاب لفقد أبيض أروح |
فهناك صرت إلى الهموم ومن | يبت جار الهموم يبيت غير مروح |
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها | وتزعزعت آطام بطن الأبطح |
وتزعزعت أجبال يثرب كلها | ونخيلها لحلول خطب مفدح |
ولقد زجرت الطير قبل وفاته | بمصابه وزجرت سعد الأذبح |
وزجرت حتى نعب المشحج سانحا | متفائلاً فيه بفأل الأقبح |
نطق: «ثم انصرف أبوذؤيب إلى باديته فأقام بها».
توفي أبوذؤيب في خلافة عثمان بن عفان بطريق مكة قريبا منها ودفنه ابن الزبير. وغزا أبوذؤيب مع عبد الله بن الزبير إفريقية ومدحه. وقيل: إنه توفي في غزوة إفريقية بمصر منصرفاً بالفتح مع ابن الزبير فدفنه ابن الزبير ونفذ بالفتح وحده. وقيل: إذا أبا ذؤيب توفي غازيا بأرض الروم ودفن هناك وإنه لا يفهم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره. وكان عمر ندبه إلى الجهاد فلم يزل مجاهداً حتى توفي بأرض الروم. ودفنه هناك ابنه أبوعبيد وعند موته نطق له: «أبا عبيد حمل الكتاب واقترب الموعد والحساب في أبيات».
نطق محمد بن سلام: نطق أبوعمرو: «وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس فنطق حيا أم رجلا نطقوا: حيا. نطق: هذيل أشعر الناس حيا» وأضاف ابن سلام وأقول: «إن أشعر هذيل أبوذؤيب».
ونطق عمر بن شبة: «تقدم أبوذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه».
ونطق الأصمعي: أبرع بيت نطقته العرب بيت أبوذؤيب: «والنفس راغبة إذا رغبتها»
وهذا البيت من شعره المفضل الذي يرثي فيه بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد وفيه حكم وشواهد وله حيث يقول في مقدمته:
أمن المنون وريبها تتوجع | والدهر ليس بمعتب من يجزع |
نطقت أمامة ما لجسمك شاحبا | منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع |
طالع أيضا
- أبوكبير الهذلي
- أبوصخر الهذلي
مصادر
(( الموجز في الشعر العربي الصفحات 102-104- فالح الحجية الكيلاني))