كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول تأجيل أو إلغاء دوري الفئات العمرية لفئة الناشئين والأشبال، ففي أكثر من مناسبة تطرقنا إلى كيفية تطوير مسابقات الفئات واهتمام القائمين عليه وليس إلغاء المسابقة، إذ يُعد دوري الفئات العمرية الركيزة الأساسية لتطوير الكره بالأندية والمنتخبات، وبرغم الصعوبات والعوائق التي تواجه هذه الفئات على أرض الواقع فهي تعاني أيضًا الإهمال والتهميش، فمسؤولو الأندية لا توليها الاهتمام والمتابعة، هذا إذا عرفنا أن الفئات العمرية هي أساس التطور بالأندية والمنتخبات، وفي ظل الحال التي تعانيه الفئات بأغلب أنديتنا الرياضية فإن مستقبلهم مهدد بالضياع وإذا استمر الحال على كما هو عليه من دون أي اهتمام أو استغاثة فإنه سيصل إلى أسوأ مما هو فيه حاليًا، فالفئات الصغرى هي أساس إيجاد فرق ومنتخبات قوية كما أسلفنا، ولكن الطامة الكبرى تأتي من بعض الأندية، إذ همها الأول والأخير هو الفريق الأول وليس زراعة وإنتاجية مواهب لتغذي بها فرق الرجال.
مستقبل اللاعبين الصغار مرهون باهتمام الأندية من خلال تأهيل الأجهزة الفنية والإدارية، ولكي نواكب التطور الذي تشهده كرة القدم في جميع البلدان، يجب تثبيت دوري الفئات العمرية بمسابقة تليق بهم لا لإلغائه، ويجب أيضًا على مسؤولي الأندية توعية القائمين على الفئات من إداريين ومدربين بضرورة الالتزام بأعمار الفتية الصغار وعدم التلاعب بالمستندات والأوراق الرسمية، فهناك من يقوم بحركات غير قانونية في تعبئة الكشوفات، ولا تهمة زراعة وإنتاجية المواهب التي بلا شك تعتبر المغذي الحقيقي للفرق، وهذه طامة أخرى أيضًا تضاف إلى مآسي أعضاء إدارة الأندية، فمن يفعل تلك الحركات بحق فتية صغار لا يعلم الضرر البالغ بتلك الفعلة ويكون المتضرر الأول هو اللاعب الشبل.
الإعلام الرياضي أيضًا له دور كبير فيما يحصل من تهميش وعدم مبالاة لدوري الفئات، فأغلب الملاحق لا تعطي أي اهتمام لهذه الفئة، إذ جل اهتمامها منصب على دوريات فرق الرجال، وإن حصل يكون لسطر أو سطرين، أما البرامج الرياضية مثل التلفزيون والإذاعة فحدث ولا حرج، حيث ليس هناك أي تغطية تذكر، أخيرًا نتمنى أن يحظى دوري الفئات العمرية باهتمام مسؤولي الأندية وأن يرتقي عن المواسم السابقة ولا لإلغائه مثل ما حدث لهذا الموسم.
همسة:
دوري الفئات هو الرادف الحقيقي والفعلي لفرق الرجال بالأندية والمنتخبات، فالاهتمام به واجب لكل عضو من أعضاء مجلس الإدارة بالأندية وليس فقط الرزة بالمنصة ومتابعة فرق الرجال.
*نقلاً عن الأيام البحرينية
