بابيلون تختبر إمكانات الصحة الرقمية في العالم النامي


عندما بدأت مجموعة الصحة الرقمية في المملكة المتحدة "بابيلون" Babylon عملياتها في رواندا في 2016، كان هناك بالفعل اهتمام قوي باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين النظام الطبي في البلاد.
منذ ذلك الحين سجلت خدمة "بابيلون" للتطبيب عن بعد مليوني مستخدم في جميع أنحاء الدولة الإفريقية وتجري 3500 استشارة يومية. لكن تقدمها يسلط الضوء على القيود والمناقشات حول التكنولوجيا الجديدة، حتى مع قيام عديد من مقدمي الخدمات بتوسيع استخدام الرعاية الصحية الرقمية في جميع أنحاء العالم.
في حين أن الأدوات الرقمية يمكن أن تدعم مزيدا من الأشخاص بتكلفة معقولة وبشكل فاعل في أنظمة الرعاية الصحية الممتدة، أثار نقاد مخاوف بشأن الوصول غير المتكافئ ويقولون إن الادعاءات حول الأدوات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي قد تكون مبالغ فيها وغير مثبتة.
يستخدم ملايين المرضى في الدول الصناعية بالفعل الخدمات والتطبيقات الطبية عبر الإنترنت، وتتطلع الشركات إلى أبعد من ذلك لتحقيق النمو. تعمل "بابيلون" على توسيع نطاق عملياتها في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بينما منافستها، أدا هيلث Ada Health ـ مقرها ألمانيا ـ تتوسع في تنزانيا.
قال علي بارسا، مؤسس "بابيلون"، في إشارة إلى القدرة على استهداف الوقاية بدلا من العلاجات المكلفة، "هذه الدول لديها فرصة للقفز وعدم ارتكاب أخطاء أنظمتنا (الصحية) نفسها التي تم إنشاؤها على مدى قرنين. يمكنهم التركيز على الحفاظ على صحة الناس، بدلا من الاستثمار في المرض".
من مقره في المملكة المتحدة، حيث تعاقدت "بابيلون" مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وافق بارسا على الانطلاق في رواندا بعد اجتماع مع بول كاجامي، رئيس البلاد - مع تغيير العلامة التجارية لتصبح تحت اسم "بابل". أدى ذلك إلى عقد لمدة عشرة أعوام مع الحكومة ونظام التأمين الصحي المحلي. قال، "لديها عدد سكان صغير (12.5 مليون) ومسؤول تنفيذي يعمل". أضاف، "اخترنا شيئا يمكننا التعامل معه".
في بداية 2018 أعلنت "بابل" عن "أول خدمة رعاية صحية رقمية بالكامل من نوعها في شرق إفريقيا باستخدام الذكاء الاصطناعي". تشمل الخدمة روبوت محادثة "للاستفادة من قوة أدمغة الأطباء ووضع هذه القوة على الهاتف المحمول للحصول على المشورة الطبية والفرز".
في الواقع، لا يزال النظام شكلا أكثر بدائية من التطبيب عن بعد، مع وجود خطط لاختبار الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر المقبلة.
تباينت الآراء حول فاعلية نظام "بابيلون" في المملكة المتحدة. خلصت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا إلى أن أدوات فحص الأعراض عبر الإنترنت "تفتقر إلى الوظائف اللازمة لدعم عملية التشخيص الكاملة للزيارة الطبية غير المتصلة بالإنترنت"، مع نطاق محدود وتركيز في الأغلب على أمراض معينة.
كتب أكاديميون في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة في مراجعة لأدوات فحص الأعراض الرقمية على مستوى العالم، أنها تستخدم بشكل أساس من الأشخاص الأصغر سنا والأكثر تعليما وأن هناك القليل من الأدلة على مدى اتباع المشورة الطبية.
تقول شيفون بياموكاما، الرئيسة التنفيذية لـ"بابل"، إن قلة من الناس في رواندا يمتلكون هواتف ذكية "الخدمة مصممة أيضا للهواتف المحمولة الأساسية، باستخدام الرسائل النصية والمكالمات الصوتية". بدلا من استخدام الروبوتات لتشخيص الأعراض، يرسل معظم الأشخاص رسالة نصية لطلب مواعيد هاتفية. يتصل الممرضون بهم ويحولونهم إلى الأطباء للاستشارة. عند الضرورة، يتلقى المرضى رمزا لمتابعة الوصفات الطبية أو الفحوص المخبرية.
تشمل الفوائد الوصول بشكل أسرع وأسهل إلى الأطباء، حتى في المناطق النائية، وتقليل وقت الانتظار في العيادات وزيادة الخصوصية.
خلص تقييم لـ"بابل" شركة دالبيرج الاستشارية في 2018 إلى أن لديها مجالا لخفض التكاليف، بما في ذلك من خلال تطوير سجلات صحية إلكترونية أكثر كفاءة. في الوقت الحالي، كما تقول بياموكاما، تواجه الشركة تكاليفا إضافية لأنها تسعى إلى تحقيق اقتصاديات الحجم من أنظمتها العالمية، بما في ذلك مطلب تخزين جميع بياناتها على خادم سحابي محلي مستضاف في رواندا.
حذرت "دالبيرج" من "زيادة طفيفة في مخاطر الاحتيال من خلال انتحال الهوية" من المتصلين الذين يستخدمون "بابل"، مقارنة بالاستشارات التي تكون وجها لوجه. أيضا سلطت الضوء على الحاجة إلى تعديل خوارزميات فحص الأعراض لتلائم "أنماط الصحة والمرض المحلية وممارسات اللغة والاتصال".
تقول هيلا أزادزوي، قائدة مبادرات الصحة العالمية في "أدا"، منافسة "بابل"، إن استخدام المعلومات الصحية المحلية واللغات المحلية أمر بالغ الأهمية لدقة الخوارزمية. "علم الأوبئة المحلي أساسي".
بارسا، من "بابيلون"، يقول إن "بابل" لم تجمع في البداية مثل هذه البيانات الخاصة برواندا لنظامها. يضيف، "يضخم الناس الذكاء الاصطناعي في الأغلب لأنهم يريدون الحصول على تمويل. الحقيقة هي أننا في البداية (...) سيتفوق الذكاء الاصطناعي تماما في أدائه على أكثر تخيلاتنا جموحا في الأعوام المقبلة وسيخيب آمالنا تماما على المدى القصير".
كثير من التحليلات في هذا المجال تمولها الشركات نفسها ولا يتم نشرها في المجلات التي يستعرضها الاقران. إنها محدودة النطاق، مع قيود صارمة على الحالات الطبية التي تم فحصها، وفي الأغلب لا تقدم مقارنة بالمنتجات المنافسة أو النتائج النهائية للمرضى.
شارك هاميش فريزر، الباحث في مركز المعلوماتية الطبية الحيوية في جامعة براون في الولايات المتحدة، أخيرا في إعداد تقييم، بدعم من "أدا"، لأدوات فحص أعراض مختلفة. يقول إن هناك حاجة إلى مزيد من التقييمات المستقلة المنتظمة ومتطلبات أوضح من المنظمين الطبيين بشأن البيانات.

تاريخ الخبر: 2021-12-31 22:23:26
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 41%
الأهمية: 49%

آخر الأخبار حول العالم

المنتخب المغربي يتوج بلقب البطولة العربية لكرة اليد للشباب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:25:57
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

المنتخب المغربي يتوج بلقب البطولة العربية لكرة اليد للشباب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:25:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:25:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

الأمم المتحدة تحذر من هجوم إسرائيلي "وشيك" على رفح بجنوب قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:26:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

الأمم المتحدة تحذر من هجوم إسرائيلي "وشيك" على رفح بجنوب قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:26:20
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية