تعرضت شوارع ومنازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة، الأحد، للغرق جرّاء الأمطار الغزيرة، التي هطلت على المنطقة.

ومنذ مساء الخميس، يضرب منخفض جوي عميق، مصحوب بأمطار غزيرة، قطاع غزة والمناطق المُحيطة.

وعلى قوارب خشبية تُدفع بمجذاف مزدوج (حسكات)، أخلت طواقم الدفاع المدني، عدداً من الفلسطينيين من داخل منازلهم، الواقعة في بلدية جباليا شمالي القطاع، والتي تعرّضت للغرق بمياه الأمطار.

كما أخلت طواقم الدفاع المدني، عبر مركبة كبيرة تستخدم لإطفاء الحرائق، عروساً فلسطينية كانت في صالون للتجميل، تتجهز لحفل زفافها، في منطقة غرقت بالمياه، في بلدة جباليا.

طواقم الدفاع المدني استخدمت قوارب خشبية (AA)

وقال رفعت المصري، والد العروس، لوكالة الأناضول، إن "المنطقة التي يقع فيها صالون التجميل، الذي تتجهز فيه ابنته العروس، غرقت بمياه الأمطار الأمر الذي اضطرهم إلى الاستعانة بالدفاع المدني".

وفي مناسبات مختلفة، قالت بلديات في قطاع غزة، إن البنية التحتية التي دمّرها العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/أيار الماضي، لم تجرِ إعادة إعمارها بعد، إنما أجريت إصلاحات مؤقتة لها، الأمر الذي ينذر بفيضانات وانهيارات للطرقات.

وطالب مصطفى قزعاط، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة، بضرورة "البدء الفوري في عملية إعمار البنية التحتية المتضررة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير".

وتابع، في بيان: "بلديات قطاع غزة تواجه ظروفاً صعبة وتحديات كبيرة بفعل العدوان، وتواصل تقديم خدماتها للسكان".

شوارع وأحياء غرقت بمياه الأمطار  (AA)

152 مهمة إنقاذ

بدوره، قال رائد الدهشان، المتحدث باسم الدفاع المدني "خلال اليومين الماضيين، جرى التعامل مع 152 نداء استغاثة من مواطنين".

وتابع: "المهمات التي نفّذناها تنوّعت ما بين شفط مياه الأمطار من داخل المنازل، وسحب المركبات العالقة في برك المياه، والتعامل مع ألواح معدنية متطايرة ومتساقطة (من أسطح المنازل)".

كما تعاملت فرق الدفاع المدني، وفق الدهشان مع "9 حرائق نجمت عن التذبذب الحاصل على التيار الكهربائي، جرّاء المنخفض، وبفعل مواقد التدفئة".

وأشار إلى أن طواقمه تعاملت الليلة الماضية، مع 4 حالات اختناق داخل المنازل، بسبب استخدام المواطنين للفحم بغرض التدفئة؛ وذلك جرّاء تردي الأوضاع الاقتصادية.

وبيّن أن الدفاع المدني، بالتعاون مع جميع الهيئات المعنية، ما زال يقدّم خدماته رغم تواضع الإمكانيات.

واستكمل قائلاً:" إمكانيات جهاز الدفاع المدني، ضعيفة جداً، جرّاء الحصار الإسرائيلي المستمر للعام الـ15 على التوالي".

وقال إن المركبات التابعة للجهاز، والتي مرّ عليها زمن طويل، تم إعادة صيانتها لعدة مرات، في ورش محلية محدودة الإمكانيات.

ودعا إلى ضرورة "دعم هذا الجهاز الذي يقدم خدمات إنسانية للمواطنين".

طواقم الدفاع المدني خلال إخلاء المواطنين العالقين (AA)

تخوفات وتحذيرات

وفي السياق، أعرب زهدي الغريز، رئيس لجنة طوارئ الشتاء الحكومية، عن تخوفاته جرّاء فتح إسرائيل سدود تجميع مياه الأمطار، باتجاه أراضي الفلسطينيين.

وقال في مؤتمر صحفي، عقده بمدينة غزة: "وجد تخوفات حقيقية تنبع من فتح السدود باتجاه المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة".

وأوضح أن البنية التحتية في قطاع غزة "يزيد عمرها عن 4 عقود، وهي مهترئة أصلاً بفعل التغيرات المناخية، فيما أدى هطول كميات كبيرة من الأمطار في وقت قياسي، لغرق بعض المناطق".

وذكر أن هذه البنية تأثرت وتضررت بشكل كبير جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية العسكرية على قطاع غزة، وآخرها عدوان مايو/أيار الماضي.

وتابع: "هذه الحروب أدت إلى وجود مشاكل حقيقية في قطاع البنية التحتية في كل المحافظات، وتحديدا في مدينة غزة".

ودعا الدول المانحة والمجتمع الدولي بـ"المساهمة في إعمار وتطوير البنية التحتية بشكل فوري، في كافة محافظات القطاع، من باب إنساني".

وأعرب عن استعداد لجنته للسيطرة على "كافة التوقعات خلال موسم الشتاء الحالي".

وسبق أن حذّرت بلدية النصيرات وسط القطاع، من غرق أراضٍ فلسطينية ومنازل جرّاء فتح إسرائيل لسدود تجميع مياه الأمطار قرب الحدود الشرقية للقطاع.

بلدية النصيرات دعت المواطنين لأخذ الحيطة والحذر (AA)

وقالت البلدية، في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "ندعو جميع السكان المجاورين لمجرى وادي غزة، إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر أو إخلاء منازلهم، بعد فتح الاحتلال سد مجرى الوادي".

وتابعت: "من المحتمل أن يتسبب فتح السد في فيضان المجرى، وغمر المياه للمناطق والمنازل المجاورة".

وتتسبب إسرائيل مع كل شتاء بإغراق الأراضي الزراعية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ جرّاء فتحها لسدود تجميع مياه الأمطار، الأمر الذي يكبّد المزارعين خسائر كبيرة.

وتقيم إسرائيل عدة سدود لتجميع مياه الأمطار، والاستفادة منها، لكنها تقدم على فتح السدود حينما تتجمع كميات زائدة من المياه.

TRT عربي - وكالات