الولايات المتحدة تبعث حالة من الذعر عشية التراجع في أوروبا
الولايات المتحدة تبعث حالة من الذعر عشية التراجع في أوروبا
تحت العنوان أعلاه، كتب تيموفي بورداتشوف، في "فزغلياد"، حول تمهيد واشنطن، بإجراءات تبدو متناقضة، لتلبية مطالب موسكو الأمنية.
وجاء في مقال بورداتشوف، مدير البرامج في منتدى "فالداي" للنقاش:
في واقع العصر الحالي، لا معنى لمقارنة إمكانيات القوة الحقيقية للدول النووية العظمى، من الناحية السياسية. فمخزونات الأسلحة الأكثر فتكا في التاريخ، التي أنتجتها روسيا والولايات المتحدة وربما الصين، ستؤدي، إذا تم استخدامها، إلى موت البشرية جمعاء. وليس من قبيل المصادفة أن القوى النووية نفسها تذكرنا بهذا في كثير من الأحيان في تصريحاتها.
وبما أنه لن يكون هناك رابحون في مثل هذه الحرب، فإن الوظيفة الأكثر أهمية للدبلوماسية هي استخلاص أقصى فائدة من الموقف حين يكون لا بد من تقديم تنازلات تحت ضغط خصم فاعل.
لذلك، فإن الهدف الآن من الحملة الدعائية الضخمة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن الغزو الروسي المحتمل المزعوم لأوكرانيا هو واحد: تهيئة أرضية معلوماتية لتلبية مطالب روسيا الأساسية في مجال الأمن الأوروبي والدولي. تحتاج واشنطن إلى تقديم تنازلاتها المقبلة باعتبارها إنجازا فذا باسم إنقاذ الشعب والدولة الأوكرانية، ومنع نشوب حرب كبرى كانت وشيكة في أوروبا. فلن تقاتل الولايات المتحدة ولا دول الناتو الأخرى من أجل أوكرانيا.
لكن الرعب الذي "تخلّص" الولايات المتحدة العالم منه، ينبغي أن يكون شاملاً بحيث لا يبقى لدى أحد شك في أهمية القرارات الأمريكية. لذلك، نرى في صورة المعلومات مزيجا من حبكتين تبدوان متناقضتين، للوهلة الأولى: أولا، تنشيط واضح للحديث عن أن أوكرانيا ليست أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وأن توسع الناتو قد استنفد نفسه منذ فترة طويلة؛ وثانيا، تحضير العالم ذهنيا للتراجع بالتزامن مع تأجيج الانفعالات حول حجم الخطر الروسي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب