نجحت مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في جني ثمارها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وانطلقت منها عدة مبادرات كانت من بينها "باب رزق"، بالتنسيق مع البنك الزراعي المصري لدعم وتمويل المشروعات متناهية الصغر في القرى المصرية.  

وتستهدف مبادرة "باب رزق" بشكل أساسي المرأة الريفية والمعيلات وربات البيوت في الريف المصري، واللاتي يرغبن في تأسيس مشروعات صغيرة تساعدهن على توفير حياة كريمة، مثل مشروعات  تربية الدواجن والأغنام والمواشي وغيرها، وذلك من خلال الحصول على قرض مُدعم من البنك الزراعي المصري.

يمنح البنك في كل قرية للعميل قرض بقيمة تتراوح بين ٢٠٠٠ لـ١٠ آلاف جنيه، وذلك بإضافة فوائد بنكية تكاد تكون محدودة تصل لـ١٢.٢٥%، مع وجود عدة تسهيلات في نظام التقسيط الذي يتم دفعه كل شهر أو ثلاثة أشهر، وفي بعض الأحيان تصل إلى عام، وذلك وفقًا لنوعية المشروع الذي يتم تنفيذه، فضلًا عن خاصية الإعفاء من أقساط القرض، والتي تصل لمدة شهرين منذ بداية التقدم بطلب الحصول على القرض.  

وعبرت "أم آية"، البالغة من العمر ٣٢ عامًا، والقاطنة بمركز أسطا في محافظة الفيوم، عن ظروفها المعيشية التي تبدلت حين تراكمت عليها الديون بسبب  تكاليف زواج ابنتها، فهي أم لـ٥ بنات جميعهن في ريعان الشباب، وعلى وشك الزواج، ولا يوجد دخل ثابت لديها يعينها على مواجهة ظروف المعيشة الصعبة، حتى جاءت مبادرة "باب رزق"؛ لتكون شعاع نور يشق طريق الديون المظلم الذي وقعت فيه، ويساعدها على افتتاح مشروع يساهم في حل مشكلتها.

وذكرت أنها عرفت المبادرة عن طريق سيدة تعمل في الشؤون الاجتماعية بالقرية، كونها تعرف الظروف الصعبة التي تمر بها، لذا اقترحت عليها الحصول على  قرض مقدم من البنك الزراعي؛ لتأسيس مشروع يحل أزمة ديونها، وسرعان ما توجهت السيدة إلى البنك ومعها صورة بطاقة الرقم القومي وضامن؛ لتتمكن من الحصول على القرض، بناءً على تعليمات موظفة الشؤون بالقرية.

واستكملت السيدة الأربعينية: "لم تسعني الفرحة عندما علمت أن القرض الذي سوف أتسلمه لا يضاف عليه فوائد بنكية كبرى، فالبنوك تضع فوائد كبيرة على مبلغ الدين، لذلك كنت أخشى الحصول على قرض من البنك لمنع تكرار مأساة تراكم الديون، فأرغب في البحث عن حل للمشكلة وليس زيادتها، ومن ثم، وجدت أن القرض الذي تقدمه المبادرة هو الحل الأمثل".

ونوهت "أم آيه" إلى المبادرة التي أعانتها على تأسيس مشروع لتربية الأغنام في منزلها من خلال توفير قرض ملائم لحاجتها وظروفها، فقدمت لها موظفة البنك الزراعي بالقرية عدة تسهيلات أثناء حصولها على القرض، سواءً  من خلال سرعة استجابتها لطلب القرض الذي تسلمته بعد أسبوع من تقديم الطلب، أو منحها قرضًا  بقيمة ١٠ آلاف جنية بفوائد بنكية قليلة.

فقد بلغت قيمة الفوائد ٩٠٠ جنيه فقط على مبلغ الدين الأساسي، مضيفة أن نظام التقسيط كان مريحًا للغاية، ويسَّر عليها إمكانية السداد في المواعيد المحددة، لتدفع ٢٠٠ جنيه فقط عند استلام القرض، مع سداد ألف جنيه كل شهر.

واختتمت حديثها: "المبادرة وفرت لي  ولبناتي حياة كريمة، وساعدتني في حل أزمة الديون المتراكمة، ولم يعد أحدًا يدق باب منزلي ويطالبني بأمواله كما كان الحال في السابق"، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لاهتمامه بالنظر للمرأة المعيلة في القرى المصرية، وناشدته بضرورة استمرارية هذه المبادرات التي توجه الدعم للأسر المصرية الفقيرة". 

من جانبها، قالت أمل وجيه، البالغة من العمر ٣٠ عامًا، من قرية منشية رمزي بمحافظة الفيوم، في حديثها لـ"الدستور"، إنها أم لـ٤ أبناء ذات أعمار مختلفة، وكُل منهم لديه متطلبات، وظروفهم المادية الصعبة لا تسمح لهم بتوفير حياة كريمة كباقي أبناء القرية؛ فطبيعة عمل زوجها يعتمد على الأجر اليومي ولا يوجد  لديه دخل منتظم، فهو يعمل بمهنة "المحارة" بشكل متقطع، وبالتالي يعجز عن الإنفاق على أطفاله بصفة مستمرة.

وأوضحت أنها سمعت عن مبادرة "باب رزق" من خلال إحدى صديقاتها بالقرية، التي أبلغتها أن المبادرة  توفر للسيدات إمكانية الحصول على قرض قد تبلغ قيمته ١٠ آلاف جنيه؛ لافتتاح مشروع خاص بهن، فسرعان ما بادر إلى ذهنها أن تحصل على ذلك القرض؛ ليساعدها في تأسيس مشروع يعيد عليها دخلًا ميسورًا ويعينها على تلبية احتياجات أبنائها، وبالفعل توجهت إلى البنك الزراعي التابع للقرية؛ لتستفسر عن الإجراءات المطلوبة للحصول على القرض.

وأضافت: "تعجبت حين أخبرتني موظفة البنك أن الحصول على القرض لا يتطلب سوى صورة بطاقة الرقم القومي وإيصال كهرباء ووجود ضامن فقط، وزادت  دهشتي عندما عرفت أن القرض لا يضاف عليه فوائد كبرى كباقي القروض التي يتم الحصول عليها من البنوك الأخرى، وإنني سوف أتسلم القرض بعد أسبوعين من تقديم الطلب عليه، فضلًا عن المرونة في سداد القرض، فيتم توزيع قيمته على مدار عام، ما يمكنني من سداده في مواعيده المحددة".

وواصلت: "التسهيلات في كيفية التقديم على القرض وسداده شجعتني كثيرًا في الحصول عليه، فاقترضت واحدًا بقيمة ٥ آلاف جنيه؛ لافتتاح  محل بقالة بحجرة داخل منزلي خصصتها له، وغمرتني الفرحة عندما وجدت الزبائن تقصدني لشراء مستلزماتهم التي قد لا تتوافر عند المحلات الأخرى، وكنت في غاية سعادتي  حينما يحتاج أحد أبنائي  طلب ما وأقوم بتوفيره له بعكس السابق، حين كنت أقف أمامهم مكتوفة الأيدي".