منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 8 أيام، أطلقت الولايات المتحدة ومعها العالم الغربي العنان لحزم من العقوبات السياسية والاقتصادية على موسكو، بما في ذلك القيود المفروضة على المصرف المركزي وقطع وصول كبرى البنوك الروسية الأخرى إلى الدولار والعملات الاحتياطية الأخرى، فضلاً عن حظر معظم البنوك من استخدام خدمة "سويفت".

وإلى جانب العقوبات الاقتصادية والسياسية التي تتصاعد يوماً بعد يوم، تنوعت العقوبات الغربية لتطال المجالات الرياضية والثقافية والإعلامية، حتى وصلت إلى درجة منع منظمة "الفيدرالية العالمية للقطط" منتسبيها من استيراد القطط الروسية اعتبار من بداية الشهر الجاري.

عقوبات ثقافية مستغربة

لعل من أغرب العقوبات التي تندرج تحت قائمة العقوبات الثقافية على روسيا كانت الطريقة التي ابتكرها مطعم كندي للتنديد بهجوم روسيا على أوكرانيا، وذلك بعدما ألغى من قائمة طعامه وجبة شهيرة يطلق عليها اسم بوتين (Poutine)، وهو الأسم القريب من اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي واقعة غريبة أخرى، قررت جامعة إيطالية إزالة روايات الكاتب الروسي الشهير ديستويفسكي من منهاجها الدراسي، قبل أن تتراجع عن قرارها وتعيدها إلى المنهاج مجدداً بعد تعرضها لموجة تنديد وسخرية حادة. فيما قرر متحف غريفن الفرنسي إزالة تمثال شمعي للرئيس الروسي ووضعه في صندوق لحفظه إلى حين النظر في مستقبل التمثال لاحقاً.

وخلال الأيام السبعة الماضية، توسع الحصار ليطال المجالات الثقافية والسينمائية، وذلك بعد قرار 3 استوديوهات رئيسية، هي سوني وديزني ووارنر براذرز، وقف عرض الأفلام الجديدة في روسيا مؤقتاً، حسب رويترز.

كما لم يتمكن عملاء نتفلكس في روسيا من دفع اشتراكاتهم ببطاقات الائتمان الصادرة عن بعض البنوك المحلية، بما في ذلك (Sberbank)، أكبر مصرف في روسيا. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

حظر رياضي شامل

لطالما نادى الغرب بضرورة فصل الرياضة عن السياسة، وتبنى فكرة أن الرياضة هدفها ترفيهي لا يجوز إقحامها في الخلافات والنزاعات السياسية، لكن هذه الفكرة تبخرت تماماً فور بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وتوالت العقوبات الرياضية تنهال على الأندية والرياضيين الروس على حد سواء.

وبعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منع مشاركة المنتخب الروسي ضمن تصفيات الملحق الأوروبي للتأهل لمونديال قطر 2022، قرر الاتحاد أيضاً نقل نهائي دوري أبطال أوروبا الجاري من سان بطرسبرغ إلى باريس. ليتبعها الاتحاد الدولي بقرار آخر لاستبعاد المنتخب الروسي والأندية من جميع بطولاته وإيقافها لأجل غير مسمى.

وبالتزامن مع هذه القرارات، سارت جميع الاتحادات الرياضية الدولية على المسار التي شقّه (الفيفا)، وكذلك فعلت اللجنة الأولمبية الدولية. فيما قرر الاتحاد الدولي للعبة الجودو سحب الرئاسة الشرفية التي منحها الرئيسَ الروسي في وقت سابق.

حصار سفر واسع

لم يكتفِ الغرب بعقوباته السياسية والاقتصادية وحتى الرياضية، بل وسعها لتطال المواطنيين الروس أيضاً، وذلك بعدما فرض حصاراً شاملاً يمنع شركات الطيران الروسية من التحليق في الأجواء الأوروبية والأمريكية.

وبينما أعلنت بريطانيا حظر شركة الطيران الروسية إيروفلوت وقررت منع هبوط رحلاتها الشركة في مطارات بريطانيا، توالت قرارات مشابهة من بقية الدول الغربية، حتى أصبح وصول الدبلوماسيين الروس، وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى مقر الأمم المتحدة صعباً وربما مستحيلاً.

وهو الأمر الذي دفع الكثير من الروس إلى إلغاء خططهم للسفر خارج البلاد لقضاء عطلة أو للعمل بعد حظر دول عدة تحليق شركات الطيران الروسية فوق أجوائها. بالمقابل، حظرت السلطات الروسية الرحلات الجوية لشركات الطيران من 36 دولة غربية.

TRT عربي