قاده إليها سيدنى بواتييه.. سر إعجاب جابر عصفور بموسيقى الجاز والبلوز

جابر عصفور هو مفكر وناقد ومثقف موسوعي تنويري شجاع، هاجم تيار اليمين المتأسلم، وفي القلب منه الإسلام السياسي، بجرأة وجسارة منقطعة النظير، فبينما كانت مواقف أغلب المثقفين والمبدعين من التيار الديني حيادية أو حتى مهاجمة لهذا التيار، إلا أنها كانت مواقف على استحياء، بينما كانت معاركه لا تنتهي كاشفة وفاضحة لحقيقة تجار الأديان، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية.

الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والذي تحل اليوم ذكرى مولده الــ78، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1944 بمدينة المحلة الكبرى، ورغم المناصب القيادية الحكومية التي شغلها إلا أن تأسيسه المركز القومي للترجمة، والذي يعد أكبر مؤسسة تعني بالترجمات في المنطقة العربية، من أكبر منجزاته في الحركة الثقافية المصرية والعربية.

في مبتدأ مسيرته الفكرية والنقدية كان من أحلام الدكتور جابر عصفور استكمال تعليمه العالي على نهج تلميذة أستاذته دكتورة سهير القلماوي.. وهو ما يذكره في بعض من سيرته الذاتية التي ضمها في كتابه المعنون «بعيدا عن مصر»، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، حيث يستهله «عصفور» قائلا: كنت أحلم وأنا طالب جامعي أن أمضي في طريق طه حسين، فأستكمل تعليمي العالي بعيدا عن مصر، ومرت الأعوام الدراسية، وتفوقت وأصبحت معيدا في الجامعة سنة ١٩٦٥ وفي قسم طه حسين، واقترب تحقيق الحلم، ولكن جاءت كارثة ١٩٦٧ لتجهض الحلم، فحصلت على الماجستير سنة ١٩٦٩، ولم يكن هناك مفر من استكمال الدكتوراه في جامعة القاهرة، ووعدتني أستاذتي سهير القلماوي بأن أذهب في منحة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال أدواتي في النقد الأدبي، ودراسة تيارات النقد الجديدة التي أخذنا نسمع عنها، ولذلك ذهبت إلى الجامعة الأمريكية، ودرست فيها ما يؤهلني لفهم اللغة الإنجليزية والكتابة بها.

ــ جابر عصفور تلميذ وأستاذ في جامعة هارفارد

يتناول جابر عصفور فيما يشبه السيرة الذاتية «بعيدا عن مصر» رحلاته الدراسية خارج مصر، حيث يروي بعضا مما عاشه واختبره في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، ورحلته إلى السويد أيضا من أجل الدراسة. 

ومما يذكره «عصفور» عن ذكرياته في جامعة هارفارد الأمريكية، كيف أنه في وقت متزامن كان تلميذا وأستاذا في الجامعة الأمريكية العريقة، حيث شغل «عصفور» كرسي الشواف بقسمي اللغة العربية ومركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد، في الوقت عينه الذي كان يتلقي فيه دروسه وكورساته في اللغة الإنجليزية.

ومن ملامح الثقافة الأفروأمريكية التي ينقلها «عصفور» في مذكراته «بعيدا عن مصر»، موسيقى الجاز، وكيف أن ولعه بـ«سيدني بواتييه» و"أليكس هيلي"، و"مورجان فريمان" قاده إلى التعرف على موسيقى الجاز والبلوز.

يقول عصفور: «تضم الثقافة الأفروأمريكية فنون الأداء الخاصة بها من أوبرا وباليه، كما تضم حركاتها التشكيلية الخاصة وموسيقاها التي يتصدرها (البلوز) الذي يرجع إلى التاريخ العبودي للسود، وطرائق تعبيرهم عن القمع الواقع عليهم، ورغبتهم المحتجزة أو المعلنة في مقاومته.. وقد ظل هذا الفن الموسيقي يتطور مع الوقت، وتتراكم عبر العقود عبقرياته الخاصة، إلى أن نصل إلى حقبة الستينيات والسبعينيات، فيصل البلوز إلى ذروة صعوده، ويشارك فيه البيض والسود، ويصبح لكل مدينة أمريكية كبرى أسلوبها الخاص، داخل الأسلوب العام، مقرونا بغنائيات بعينها، تنال إعجاب الجميع».   

ويتابع: «وأحسب أن هذا الإعجاب هو الذي أثار فضولي لمعرفة (الجاز) والاستماع إليه، والاهتمام بمعرفة أصوله من حيث هو مزيج من التقاليد الموسيقية الغربية والإفريقية، لا يفارق بين نبرة روحية ذات طابع ديني، وذلك في خط التماس الذي يصل بين الجاز والبلوز.. وقد أصبح فنا شعبيا في العشرينيات، وظل منذ ذلك الوقت فنا جماهيريا بمعني لا يعرف التمييز من ناحية، ولا يكف عن التأثير في أساليب الموسيقى الموازية من ناحية مقابلة».

تاريخ الخبر: 2022-03-25 12:22:05
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية